تبان جدي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نادية البريني
    أديب وكاتب
    • 20-09-2009
    • 2644

    #31
    سميّة الغالية
    أتاحت عطلة الربيع التي أنعم الآن بأوّل أيّامها أن اطّلع على ما فاتني من نصوص.
    أقرّ بتقصيري لكنّه أمر تفرضه عليّ طبيعة عملي "التدريس"
    المهمّ أنّي أبحرت في نصّك اليوم كما أبحرت البارحة في نصّك"غدا ستصفو"
    تمتلكين بجدارة ناصية القصّ وما تقدّمينه في ملتقى القصّة جدير بالمتابعة
    تتبّعت بسلاسة الأسلوب وحبكة القصّ مراحل هذه القطعة الفنيّة التي ربطت بينها شخصيّة قصصيّة حاضرة،غائبة هي شخصيّة الجدّ:حاضرة على مستوى السرد غائبة على مستوى الحدث الذي نقل عبر ذاكرة السارد .
    كانت هذه الشّخصيّة رمز الأصالة والثّبات هي التاريخ المتجذر في ماضيه ألقت بظلالها على الجميع ثمّ احتضرت وماتت.
    حدث الخلل وظهرت المفارقات بين ما هوكائن وما يجب أن يكون ،بين ما كان يتصوّره الحفيد وما كان يحدث بين الأعمام.
    عندما نقرأ القصّة قراءة أولى نقف عند تدهور القيم الأخلاقيّة بسبب الصراع على الإرث ولم أرك بالغت في نقل هذه الصورة عندما رسمت ريشتك الخصومة التي دارت بين الأخوين بسبب تباّن.أتدرين؟قبل أن أقرأ قصّة "تبّان جدّي" سمعت من لدن قريب هذا المساء قصّة من صميم الواقع هي في صلب ما سردت،قصّة خصومة كبيرة دارت بينه وبين أخيه بسبب بيت العائلة أو البيت الكبيرو رغم أنّ كليهما يملك منزلا فاخرا ومباني أخرى فلا أحد رغب في التنازل عنه للآخر بمقابل ماديّ.تألمت كثيرا وأنا أسمع الخبر من قريبي فأخوه حاصل على درجة الدّكتوراه لكن لم يمنع ذلك التباغض والكراهية.
    قصص كثيرة من الواقع لا تشذ عمّا ذكرت.
    أماّ إذا قرأنا النّص قراءة عمقيّة فإنّنا يمكن أن نتحدث عن إرث وطن بتاريخه ومآثره ولغته ومعتقداته و...ذكّرتني القصّة بالرّجل المريض أي الخلافة العثمانيّة التي كانت تحتضرفي حين كانت الدول العظمى تقسّم الإرث وتمزّق إربها فتنتهك حرمة فلسطين والعراق ومصر وتونس والجزائر...ومن شجّع الأغراب على تقسيم الإرث هم أبناء هذا الرّجل المريض "الحسين شريف مكة وابناه".
    قد أكون ابتعدت قليلا بقراءتي التاريخيّة هذه لكننا اليوم نعاني مخلفات هذا الضعف الذي ورثانه في حين ورث غيرنا أمجادنا.
    سميّة عشت معك الحدث لحظة بلحظة واستمتعت بالقراءة.
    طوبى لهذا القلم
    دمت بخير

    تعليق

    • سمية البوغافرية
      أديب وكاتب
      • 26-12-2007
      • 652

      #32
      المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
      لأني هاجمت نصك بكل أسلحتي الفتاكة


      الأخت الفاضلة سميّة..
      أشكرك على ردّك الجميل الدّال على نبل أخلاقك و صفاء سريرتك.
      و لكن ما هذا يا أختاه ؟؟ هجوم و.. أسلحة و.. فتّاكة أيضا ؟؟
      صدّقيني أحسست بالرعب..
      أنا يا سميّة لا أهاجم و لا أملك من أسلحة سوى سلاح الحب و الإحترام..
      حين أقرأ نصاًّ أشعر برغبة في إبداء رأيي بكل صدق..قد أخطئ و قد أصيب و إنّما لا أحب أن أكفي بمجاملة مفرغة من كل معنى..أتدرين لماذا ؟ لأني أتعلّم و سأبقى كذلك إلى آخر يوم في عمري..
      دمتِ مبدعة راقية .
      محبّتي.
      وأنا أحبك أن تظلي كما أنت.. وأضيف إلى ما قلته أني أشعر بتأنيب الضمير إذا مررت بنص صديق ولم ألفت
      انتباهه إلى أخطائه أو أدلي برأيي بصدق فيما كتبه.. ولا يهمني في الأخير أن يأخذ برأيي أو يرمي به في البحر
      أنا أيضا أواجه أصدقائي بسلاح الحب والاحترام فلا ترتعبي صديقتي الرقيقة.. فذاك مزاح ربما لم تألفيه مني
      كنت أقصد إضحاكك وإعادة الصفاء إلىنفسك..
      تحياتي وتقديري لك
      أختك سمية / المغرب

      تعليق

      • سمية البوغافرية
        أديب وكاتب
        • 26-12-2007
        • 652

        #33
        المشاركة الأصلية بواسطة نادية البريني مشاهدة المشاركة
        سميّة الغالية
        أتاحت عطلة الربيع التي أنعم الآن بأوّل أيّامها أن اطّلع على ما فاتني من نصوص.
        أقرّ بتقصيري لكنّه أمر تفرضه عليّ طبيعة عملي "التدريس"
        المهمّ أنّي أبحرت في نصّك اليوم كما أبحرت البارحة في نصّك"غدا ستصفو"
        تمتلكين بجدارة ناصية القصّ وما تقدّمينه في ملتقى القصّة جدير بالمتابعة
        تتبّعت بسلاسة الأسلوب وحبكة القصّ مراحل هذه القطعة الفنيّة التي ربطت بينها شخصيّة قصصيّة حاضرة،غائبة هي شخصيّة الجدّ:حاضرة على مستوى السرد غائبة على مستوى الحدث الذي نقل عبر ذاكرة السارد .
        كانت هذه الشّخصيّة رمز الأصالة والثّبات هي التاريخ المتجذر في ماضيه ألقت بظلالها على الجميع ثمّ احتضرت وماتت.
        حدث الخلل وظهرت المفارقات بين ما هوكائن وما يجب أن يكون ،بين ما كان يتصوّره الحفيد وما كان يحدث بين الأعمام.
        عندما نقرأ القصّة قراءة أولى نقف عند تدهور القيم الأخلاقيّة بسبب الصراع على الإرث ولم أرك بالغت في نقل هذه الصورة عندما رسمت ريشتك الخصومة التي دارت بين الأخوين بسبب تباّن.أتدرين؟قبل أن أقرأ قصّة "تبّان جدّي" سمعت من لدن قريب هذا المساء قصّة من صميم الواقع هي في صلب ما سردت،قصّة خصومة كبيرة دارت بينه وبين أخيه بسبب بيت العائلة أو البيت الكبيرو رغم أنّ كليهما يملك منزلا فاخرا ومباني أخرى فلا أحد رغب في التنازل عنه للآخر بمقابل ماديّ.تألمت كثيرا وأنا أسمع الخبر من قريبي فأخوه حاصل على درجة الدّكتوراه لكن لم يمنع ذلك التباغض والكراهية.
        قصص كثيرة من الواقع لا تشذ عمّا ذكرت.
        أماّ إذا قرأنا النّص قراءة عمقيّة فإنّنا يمكن أن نتحدث عن إرث وطن بتاريخه ومآثره ولغته ومعتقداته و...ذكّرتني القصّة بالرّجل المريض أي الخلافة العثمانيّة التي كانت تحتضرفي حين كانت الدول العظمى تقسّم الإرث وتمزّق إربها فتنتهك حرمة فلسطين والعراق ومصر وتونس والجزائر...ومن شجّع الأغراب على تقسيم الإرث هم أبناء هذا الرّجل المريض "الحسين شريف مكة وابناه".
        قد أكون ابتعدت قليلا بقراءتي التاريخيّة هذه لكننا اليوم نعاني مخلفات هذا الضعف الذي ورثانه في حين ورث غيرنا أمجادنا.
        سميّة عشت معك الحدث لحظة بلحظة واستمتعت بالقراءة.
        طوبى لهذا القلم
        دمت بخير
        العزيزة الغالية نادية البريني
        عطلتك سعيدة ومرحبا بك بيننا حرة طليقة
        أشكرك من أعماق قلبي على حسن ظنك بقلمي
        أتمنى أن تجيدي دائما في رحاب حرفي ما يسرك
        ويستحق هذا الإطراء المبهر
        طوبى لي بحضورك بكل هذا الألق
        محبتي يا غالية

        تعليق

        • سمية البوغافرية
          أديب وكاتب
          • 26-12-2007
          • 652

          #34
          قراءتان في قصة "تبان جدي.." أدرجهما هنا للإستفادة لأنهما حقا مفيدتان
          وشكرا لكل من مر من هنا
          قراءة في قصة ( تبان جدي )
          لـسمية البوغافرية


          بلغت أختنا سمية في هذه القصة من النضوج الفني حدا يثير الإعجاب
          حتى العنوان قد وضع كتتويج لنص بديع .
          والعنوان يحوى مفردتين :
          المفردة الأولى : تبان
          والثانية : جدي
          والتبان هوسروال قصير يستر العورة ولبسه عند الإحرام فيه خلاف، لكن تبعا للرواة فالسيدة عائشة أجازته رضي الله عنها كما أجازه عمار بن ياسر رضي الله عنه
          والمفردة الثانية " جدي " وهو اسم ليس في حاجة إلى كشف أبعاده الدلالية .. لكن اقترانه بالمفردة الأولى " تبان " يدخل الجد دائرة القداسة والروحانية والطهارة
          وعندما ندخل إلى النص ينكشف لنا قيمه الجد الروحية التي اختفت بموته .
          ويحوى النص أسماء بنات وأولاد وآباء وأعمام وأخوه وأم ، ويظهر منه اسمان أشاريان فقط وهو الجد فيطلق عليه عبد السلام .. وابنة العم " سمية "
          أن غياب الأسماء العلم عن الباقي فيقال الأب أو العم ..يؤكد على النفي لأن وجودهما داخل النص له وظيفة نفسية .. لكنها وظيفة ضعيفة تخلخل البنيان وتضعفه ثم تعمل على انهياره .. وهو انهيار بدأ والجد طريح الفراش ثم تحقق الانهيار بعد موت الجد .
          أما الأسم العلم " عبد السلام " فهو أسم مؤثر ومحقق للسلام داخل البنيان الاجتماعي إضافة إلى قيمته الروحية التي تسند هذا البنيان .
          أما اسم العلم " سميتي " فهو يشير للسماء أو سماؤه .. كما ينفجر منه دلاله الأمل والتفاؤل .
          ولم يستحضر السرد الجد بشخصه في طقس حركي وجودي .. فالجد طريح الفراش من البداية وتحول لمجرد حكاء .. فيقال عن الجد .. وحدث من الجد .. كما في هذا المقطع :
          (حدثتني جدتي كثيرا عن جناحيك )
          والنهاية التقديرية للجد هي الموت .. لكن النص منحه موتا قبل الموت الطبيعي بتسكينه الفراش وإدخاله مرحلة العجز .. لكن النص عمل على أحداث توازن نفسي
          عندما سمح بحضور اسمه العلم ( عبد السلام ) عكس الآخرين .. ثم تردد مفردة الجد أكثر من مرة مما سمح بحضوره داخل المتن بشكل طاغي .
          وقد استحضر النص الموت .. موت الجد وموت قوة العائلة من خلال الانهيار والتمزق الذي حدث لها .. لكن الراوي استحضر الجد وهو استحضار لحمايته من النسيان .. لكن أهمية الاستدعاء لا تكمن في الجد نفسه بكونه جدا .. بل لما يمثله من قيم روحية ونفسية تحمى العائلة وتعمل على تماسكها من الاندثار .
          وهو ما نلاحظه عندما يلاحق السرد العائلة بعد موت الجد .. فيرصد تحولاتها وانهيارها حتى كادت معالمها أن تختفي .. المعالم المكانية ببيع البيت وشراء شقق منفردة .. ثم المعالم الإنسانية بالخلافات ..وضياعها ككائنات بشرية عندما ضاعت قيمتها الروحية بالخلافات حول ما يمثل التراث الديني وتمزيقه وتدميره كما حدث للمسبحة والتبان .. ونورد هنا المقاطع الدالة لأهميتها :
          ففي دلالة المسبحة :
          (يبدو أن أعمامي بعدما قسموا كل شيء في بيتك بالتساوي بينهم تاهوا في عملية تقسيم مسبحتك المرجانية ذات الثلاث والثلاثين خرزة.. سمعتهم بالأمس يتناقشون حول أمر الشاهود والخيط .. فقال أحدهم بأن الشهود بمعدل ثلاث خرزات وقال الثاني بمعدل خرزتين وقال الآخر سنكسر الشاهود ونحتكم إلى الميزان)
          وفى دلالة التبان :
          (لم يسبق لنا أن رأينا عمنا الكبير وأبي يتباريان.. يتجاذبان تبانك بكل ما أوتوا من قوة.. كل واحد يشد من ناحيته ويبذل قصارى جهده كي يفوز به دون الآخر.. يتناطحان في الهواء برأسيهما الأصلعين ويتراكلان.. وحينما تمزق بينهما وصار لكل واحد منهما طرف في يده.. )
          وهى إشارات هامة ولافتة فالذي حدث للأسرة وتمزيق تراثها ، نراه يحدث في المجتمع العربي من خلافات دينية وتمزق أوصال .
          وينتهي التحول الحاد بتفريق الراوي عن سمية .. وهو تمزق تام .
          وشحن النص بطاقة جمالية وروحانية من أجل التأثير في الملتقى .. ففي مقطع البداية :
          (
          كم أحن إليك سميتي!...
          سميتي ابنة عمي.. وديعة جميلة .. نسمة عذبة..)

          ومقطع أخر :
          (حدثتني جدتي كثيرا عن جناحيك.. ورغم أني لم أرهما قط فكنت أتخيلهما كبيرين واستشعر بالأمان تحت ظليهما..)
          ومقطع ثالث :
          (
          ـ لماذا تقوم الليل تصلي وتكثر من الدعاء؟؟
          أجبتني بأنك تستدعي في صلاتك عصفور السلام ليحوم حول بيتنا الكبير ويدرأ عنا الشرور. )

          وذلك فى مقابل مقاطع مشحونة بالطاقة السلبية مثل :
          (وأحيانا يحفظون بصماتك على الورق كما فعلت أنا أيضا في دفتر ذكرياتي ذات صباح.. سألت أبي عن سر تلك البصمات التي يحتفظ بكثير منها فنصحني بألا أفشي سرها لأحد)
          ومقطع أخر :
          (أعلم فقط أن بيتك الكبير قد باعوه وأنت نائم في فراشك )
          وغير ذلك من مقاطع تؤكد على الصدام والمحاورة بين عالمين .. مؤديا إلى اشتباك مفجرا طاقة خلاقة .
          وقد عمل السرد على أن يضع الراوي في منطقة البراءة .. وبذلك كان السرد موضوعيا بشكل تام دون اتهامات ، تاركا القارىء يحكم بنفسه .. نرى ذلك في هذه المقاطع :
          (سألت أبي عن سر تلك البصمات التي يحتفظ بكثير منها فنصحني بألا أفشي سرها لأحد وأن الطبيب نصحه بأن يفعل.. فخمنت أنهم يسعون إلى تمديد عمرك جدي بعد دراسة بصماتك؟؟.. فاطمأن قلبي..)
          ومقطع أخر :
          ( أعلم فقط أن بيتك الكبير قد باعوه وأنت نائم في فراشك.. كم أنت غالي جدي!! .. كان أبناؤك يعلمون أنهم لن يستحملوا البقاء في بيت أنت بانيه وأنت غائب عنه )
          وغيره:
          (سمعتهم بالأمس يتناقشون حول أمر الشاهود والخيط .. فقال أحدهم بأن الشهود بمعدل ثلاث خرزات وقال الثاني بمعدل خرزتين وقال الآخر سنكسر الشاهود ونحتكم إلى الميزان.. يبدو أن كل واحد منهم يحب أن يحتفظ له بكثير من ذكرياتك عن غيره...)
          وقد ننظر إليها كملمح خفي من ملامح سخرية .. لكن الراوي كان صادقا من خلال تعبيراته .. وهو الصدق الذي أدخلة منطقة البراءة .. فارتفعت قيمة القصة الفنية .
          -------------

          الرابط


          القراءة الثانية:
          محمد باقي محمد | سوريا حرر في 2009-03-21 09:22:08 في نصّها الموسوم بـ " تبان جدي" تشتغل " سمية البوغافرية" على مبدأ شهير يقوم على تحويل التجربة إلى ذكرى، والذكرى إلى تعبير فني، لكنّها إذْ راحت تسطر ذكرياتها تلك، لم تخضعها لمبدأ الحذف والاصطفاء، فجاءت على حدثين، الأوّل يتعلق بحبّ يقوم على الألفة بين الشخصية المحورية وابنة عمها سمية، والثاني يتعلق بالتأمّل في نفوس الآباء، الذين راحوا يتصارعون على تبان الجدّ، من غير أن يتحرجوا من الأحفاد، ذلك أنّ الأوّل جاء على تفرق، بحيث لا ينطبق عليه مفهوم القصّ داخل القصّ، كما في النثر الحكائي العربي القديم، وخرجت القصة عن مفهومها المبسط، الذي يرى فيها حدثاً منضبطاً في الزمن!
          وفي التنفيذ لجأت " البوغرافية" إلى ضمير المتكلم، في إحالة إلى الأساليب الحديثة في القصّ، بيد أنّها لم تستثمره كما ينبغي، إذْ اجترحت في ظلها زمناً فيزيائياً، يسير من الماضي نحو الحاضر فالمستقبل، على الرغم من أنّ الذاكرة حامل حر في ارتحاله إلى الخلف أو إلى الأمام، ما كان يسمح لها بالاشتغال على زمن منكسر ينسجم والأساليب الحديثة، ويتيح لها اللعب على التقديم والتأخير في التفاصيل بقصد التشويق، أي لضخ مزيد من التوتر الدرامي في المتن، ثمّ ترتيب الأجزاء ترتيباً قصدياً مضمراً يشي بمقولة القصّ!
          أمّا لغتها فتحيل إلى التعبيريّ، هي لغة دالة إذن، تذهب إلى هدفها عبر أقصر الطرق، فلا ترهل ولا إسهاب، ولكن وبالمقابل غاب المجاز، ومعه غاب الاشتغال على المجنح ذي الأفياء والظلال والتوريات، والغريب أنّ أنساقاً تعبيرية بعينها أطلت برأسها مكررة، كما في قولها " ما تفتح عينيك حتى تغمضهما " أو في قولها " ما يخرج أحدهم حتى يدخل الآخر" لم تكن تظهر في نصوصها السابقة!
          عنصر المكان لم يخرج عن الحاضن الذي يبيء النصّ، ليسجل لنفسه حضوراً واقعياً، من غير أن يرقى إلى حضور نفسي أو سحريّ كانا في حدود الإمكان!
          ولكنّ التوفيق حالف القاصة في الخواتيم، إذْ ها هو العم بعد أن تقطع التبان بينه وبين الأب، يجرجر سمية بعيداً عنه، فيما جرجره الأب بعنف، تاركاً لدمعته معانقة دمعتها، وارتعش قلبه الصغير يبكي حبه وجده المتوفي بآن! فجاءت على المدهش، الذي يتوفر على المفارق والصادم بآن!
          لقد وضعت " البوغرافية" يدها على لحظة مفارقة بالغة الدفء، متمثلة في علاقة الجد بالأحفاد، واشتغلت بشكل جميل على النفس البشرية في اتضاعها لسلطان المال، مهيئة للنص فرصة ذهبية للاشتغال على صراع محتد، ولكنّها استعجلت التنفيذ، فلم تتبين كيفية الاشتغال على توليفة منسجمة، وضعت لبناتها الأولى قيد التنفيذ، ولو أنّها أكملتها لكان الحديث عن نصّ من مقام آخر مشروعاً، ما اقتضى التنويه!

          الرابط:

          تعليق

          • نادية البريني
            أديب وكاتب
            • 20-09-2009
            • 2644

            #35
            سميّة العزيزة
            مررت من هنا واطّلعت على القراءة الأولى لتبان جدّي وجدتها دسمة سأعود بإذنه وتعالى لأعيد قراءة هذا الدسم حتى أحسن هضمه وأطّلع على القراءة الثانية.
            دمت بهذا العمق سميّة فأنت لا تنتجين نصوصك من فراغ بل من امتلاء معرفيّ
            سعيدة دوما بالاطلاع على نصوصك

            تعليق

            • سمية البوغافرية
              أديب وكاتب
              • 26-12-2007
              • 652

              #36
              المشاركة الأصلية بواسطة نادية البريني مشاهدة المشاركة
              سميّة العزيزة
              مررت من هنا واطّلعت على القراءة الأولى لتبان جدّي وجدتها دسمة سأعود بإذنه وتعالى لأعيد قراءة هذا الدسم حتى أحسن هضمه وأطّلع على القراءة الثانية.
              دمت بهذا العمق سميّة فأنت لا تنتجين نصوصك من فراغ بل من امتلاء معرفيّ
              سعيدة دوما بالاطلاع على نصوصك
              شكرا عزيزتي نادية البريني
              منك ومن القراء الأعزاء يستمد حرفي قيمته
              وأرجو من العلي القدير أن تأتي محاولتي في مستوى ذائقتك
              وألا أخيب ظنك أبدا
              جد فخورة وسعيدة بك قارئة ومبدعة
              فدمت لي أيتها الجميلة
              محبتي

              تعليق

              • حماد الحسن
                سيد الأحلام
                • 02-10-2009
                • 186

                #37
                جرفني حنين غريب , ما أروع الذاكرة التي تزدحم بالحب, وبالجميع,المبدعة سمية من كل قلبي أهنئك وأغبطك, نص في غاية الروعه.
                ودمتم بمودة واحترام بالغين

                تعليق

                • محمد مطيع صادق
                  السيد سين
                  • 29-04-2009
                  • 179

                  #38
                  معذرة على التكرار
                  التعديل الأخير تم بواسطة محمد مطيع صادق; الساعة 23-03-2010, 16:54.

                  تعليق

                  • محمد مطيع صادق
                    السيد سين
                    • 29-04-2009
                    • 179

                    #39
                    الأخت الأديبة سمية

                    أحترم أعمالك جدا..لأنها تجمع الفكرة السامية و البلاغة الأدبية معا .. سهلة الفهم، عميقة القكرة، قوية البناء
                    قصة أكثر من رائعة.. قرأتها مرتين واسمتعت بقراءتها كثيرا.. تستحقين عليها الذهبية

                    سألحق بركب أعمالك ما استطعت

                    وتقبلي ودي واحترامي

                    تعليق

                    يعمل...
                    X