
صدرت الترجمة الدانماركية لقصة " حي بن يقظان " للكاتب العربي " ابن طفيل " والتي قام بترجمتها إلى اللغة الدنماركية الكاتب والمفكر " هنريك كويفمان " معلقاً عليها بأسلوب بديع لمعرفته العميقة بالأدب العربي. وغزت ترجمة حي بن يقظان الأسواق الدانماركية لتدخل في منافسة مع قصتي " طرزان " و " روبنسون كروزو " وتنفذ إلى قلوب عشاق القصص التاريخية.
وأكد " كويفمان " أن قصة " روبنسون كروزو " التي صدرت في عام 1719 قد استلهم كاتبها أحداثها من قصة " حي بن يقظان " المشهورة في الأدب العربي التي صدرت ترجمتها في عام 1701 كما ترجمت إلى العديد من لغات العالم. ونقل المترجم الدانماركي الحوارات الفلسفية بين شخصيات القصة العربية دون تحريف ليحافظ على طابعها الفلسفي العربي الإسلامي مشدداً علي أن القصة تركت بصمتها الإسلامية والعربية في الأدب والفلسفة وروائع الأدب العربي ولايزال تأثيرها فعالاً حتى الآن.
و " حى بن يقظان " قصة رمزية تتناول حياة الإنسان فى بحثه عن الحكمة والوصول إلى حقيقة الوجود لتبقى روحه معلقة بالجانب الإلهى وحده. وهى نص أدبى يعتبره الكثيرون أصل فنون القص العربية بما يحويه من لغة وسرد وخيال أدبى وفلسفى على مستو فى غاية العمق. وتنتمى قصة " حى بن يقظان " فى الأصل إلى تراث ما قبل الحضارة الإسلامية ثم اختفت قروناً طويلة لتعاود الظهور على يد الشيخ الرئيس " ابن سينا " للمرة الأولى باللغة العربية. ثم يمر الزمان ويعيد كتابتها " ابن طفيل " الذى نقلها إلى حيز الرواية مضيفاً إليها أسئلة جديدة كانت تشغله كواحد من أهم فلاسفة الأندلس. وقد قدمها للمرة الثالثة تحت عنوان " الغربة الغريبة " شيخ الفلسفة الإشراقية المتصوف " السهروردى " وحمّلها مفاهيمه الصوفية معتبراً عمل " ابن سينا " فصله الأول الذى يكمل عليه. أما الصياغة الرابعة لهذه القصة فقد ألفها العالم والطبيب " ابن النفيس " مؤكداً على حسها الروائى ومطلقًاً عليها اسماً جديداً هو " فاضل بن ناطق ".
وتحكي " حي بن يقظان " قصة شخص يدعى " حي بن يقظان " نشأ في جزيرة وحده، وترمز للإنسان وعلاقته بالكون والدين. وقد بلغ من شهرة هذه القصة الفلسفية أن قصصاًَ غربية مثل قصة " روبنسون كروزو " و " طرزان " قد استوحيت من هذه القصة. وقد عرفت هذه القصة في الغرب منذ القرن السابع عشر، وترجمت إلى عدة لغات منها اللاتينية والعبرية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والهولندية.
والأساس الفلسفي لهذه القصة هو فكر فلاسفة المسلمين الذين ساروا على نهج الفلسفة " الأفلاطونية الحديثة " وقد صور " ابن طفيل " الإنسان الذي هو رمز العقل في صورة حي بن يقظان.
[/align]