قلم رصاص..كتاب صغير..وأنثى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • بسمة الصيادي
    مشرفة ملتقى القصة
    • 09-02-2010
    • 3185

    قلم رصاص..كتاب صغير..وأنثى

    قلم رصاص..كتاب صغير..وأنثى




    أعيش وحيدة مع تلميحات أمّي العجوز عن العنوسة...

    كلامها كان قاسيا عليّ في البداية، لكنني اعتدّت عليه أخيراً، بل أصبح يرسم ابتسامة غامضة على ثغري..

    في كلّ صباح تعدّد لي اسم كلّ عريس،كنت رفضته قبلاً..

    يخرج كلامها مع ذلك النسيم من نافذة رأسي..

    لا أذكر أيّاً منهم ....!

    لكنني أذكر أنّني أحبب يوماً ،

    حبّاً كرّستُ له حقبة من عمري ؛ فكّلفني عمري..

    أضحك من سخفي..

    كنت أكتب له الرسائل دون أن أشعر أن السنين تجري..وأنّه لم يُقرأ يوماً بريدي..

    إلى الآن مازالت مكتبتي تسخر منّي...

    كما أذكر بعده .. أحبّني رجل ، لاحقني فترة إلى أن ملّ من صدى الحبّ الذي كان يرجع إليه بائساً.

    عواطفي آنذاك كانت أشبه بمغارة خالية إلّا من الاشباح..

    لم أحاول للحظة أن أحبّه..

    ليس لأنه ضدّ مبادئي أنّ أحبّ شخصا لأنسى آخر، بل أيضاً ، لأنه كان يشبهه....كل ملامح ذلك الرجل الغدّار رأيتها فيه.. أم أنه بوقتها كان يعتريني خوف من كل الرجال.


    قال لي مرّة :"لست ماضيك لتهربي منّي".

    لكنني كنت أرى فيه الماضي..فهربت منّه وهربت من كلّ من كان حولي..

    في الليل تصحبني الذكريات في رحلةٍ مللتُ منها..فأصحب نفسي إلى مكتبتي الصّغيرة..

    أقرأ الكتب ، كما تقرأ الأمّ أطفالها كل مساء..

    أنا أنثى لم يلامس يدها سوى قلم رصاص ، أدوّن به أحلامي ليلاً ، ليمحوها الصّباح..

    أبحر بقاربي الصّغير بين القصائد ، تتقاذفني أمواج السطور، أبحث فيها عن ملامح رجل..رجل ينافس قلم الرصاص على ملامسة حياتي...

    تزفّني الكلمات..ما أروع الزفاف في صالة الشعر!.. سرعان ما يتوقف الحبر عن الرقص ، أستيقظ على وحدتي ، ويستيقظ كتابيَ الصغير..

    نمّ يا صغيري كان حلماً ليس إلاّ...

    لا تنسابي كثيراً يا ضفائري ، فما من يدٍ ستلملمه لك....

    .


    .





    قلم رصاص..كتاب صغير ..وأنثى



    بسمة الصيّادي


    12/2/2010
    التعديل الأخير تم بواسطة بسمة الصيادي; الساعة 21-02-2010, 19:54.
    في انتظار ..هدية من السماء!!
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة بسمة الصيادي مشاهدة المشاركة
    قلم رصاص..كتاب صغير..وأنثى




    إمتطيت خيول أحزاني وتخطيّت الثلاثين من عمري، وقريباً أجتاز حاجز الأربعين..

    أعيش وحيدة مع تلميحات أمّي العجوز عن العنوسة...

    كلامها كان قاسي عليّ في البداية، لكنني اعتدّت عليه أخيراً، بل أصبح يرسم إبتسامة غامضة على ثغري..

    في كلّ صباح تعدّد لي إسم كلّ عريس،كنت قد رفضته قبلاً..

    ويخرج كلامها مع ذلك النسيم من نافذة رأسي..

    لا أذكر أيّاً منهم ....

    لكنني أذكر أنّني أحبب يوماً ..

    حبّاً كرّستُ له حقبة من عمري فكّلفني عمري..

    وأضحك من سخفي..

    كنت أكتب له الرسائل دون أن أشعر أن السنين تجري..وأنّه لم يُقرأ يوماً بريدي..

    إلى الآن مازالت مكتبتي تسخر منّي...

    كما أذكر أن بعده، أحبّني رجل..لاحقني فترة إلى أن (( الأفضل أن تكون .. حتى )) ملّ من صدى الحبّ الذي كان يرجع إليه بائساً.

    عواطفي آنذاك كانت أشبه بمغارة خالية إلّا من الاشباح..

    لم أحاول للحظة أن أحبّه..

    ليس لأنه ضدّ مبادئي أنّ أحبّ شخص لأنسى آخر،بل أيضاً،لأنه كان يشبهه....كل ملامح ذلك الرجل الغدّار رأيتها فيه.. أم أنه بوقتها كان يعتريني خوف من كل الرجال.


    قال لي مرّة :"لست ماضيك لتهربي منّي".

    ولكنني كنت أرى فيه الماضي..فهربت منّه وهربت من كلّ ما كان حولي..فالأنثى عندما تُطعن تفقد الثقة بالرجال إلى أن تُشفى..والشفاء الآن مرهون بحلم..

    في الليل تصحبني الذكريات في رحلةٍ مللتُ منها..فأصحب نفسي إلى مكتبتي الصّغيرة..

    أقرأ الكتب،كما تقرأ الأمّ أطفالها كل مساء..

    أنا أنثى لم يلامس يدها سوى قلم رصاص،أدوّن به أحلامي ليلاً،

    ليمحوها الصّباح..

    وأبحر بقاربي الصّغير بين القصائد، تتقاذفني أمواج السطور،أبحث فيها عن ملامح رجل..

    رجلاً ينافس قلم الرصاص على ملامسة حياتي...

    وتزفّني (( هذه كلمة بالعامية.. الأفضل .. تدفعني )) الكلمات..ما أروع الزفاف في صالة الشعر!...لكن سرعان ما يتوقف الحبر عن الرقص..وأستيقظ على وحدتي ويستيقظ كتابيَ الصغير..

    نمّ يا صغيري كان حلماً ليس إلاّ...

    لا تنسابي كثيراً يا ضفائري،فما من يدٍ ستلملمه لك....

    .


    .


    هذه حياتي..


    قلم رصاص..كتاب صغير ..وأنثى



    بسمة الصيّادي



    12/2/2010
    وكأني كنت أرى الصغيرة وهي تكبر
    بين قلم رصاص يكتب السطور
    وكتاب لم تلمس أوارقه .. لتقرأ!!
    وأنثى مازالت على عتبة الدار .. تنتظر الفارس الذي لن يأتي
    أحببت روح النص وفكرته
    كنت جميلة وأنت تبوحين أوكأنك تكتبين خاطرة
    وبعد
    لونت لك بالزهري مارأيته خاطئا زميلتي وصححت البعض
    تمتلكين موهبة واضحة المعالم فلا تهدرينها
    شاركي الزميلات والزملاء في قراءة نصوصهم فذلك سيكسبك مهارة أخرى وسيقوي أواصر الصداقة والمعرفة أيضا
    الزميلة القديرة
    بسمة الصيادي
    تحياتي ومودتي لك
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      #3
      هى حالة وجدانية شفيفة ،
      ورسم لصورة واقع راهن
      تنغمس فيه بطلتنا .. ربما دون إرادة منها
      و ربما هى أسهمت فى رسمه من البداية ..
      لكنى أرى أملا ما ، يترقرق على خد الكلمات
      إن فى الحياة بقية ، طالما كانت بطلتك على هذا
      النحو من الصدق !!


      البداية ( السطر الأول مباشر و يقتل ما أتى بعده ، فأرجو حذفه )
      امتطيت خيول أحزاني وتخطيّت الثلاثين من عمري، وقريباً أجتاز حاجز الأربعين !!

      أيضا هناك حكمة ، لا تقبلها حالة القص هنا ، و تحتاج أيضا إلى ابعادها
      كى لا يتبقى هنا سوى القص و رهافته !!

      ..فالأنثى عندما تُطعن تفقد الثقة بالرجال إلى أن تُشفى..والشفاء الآن مرهون بحلم..

      لا أحب ازجاء النصح عامة ، لكنى أقول لك رغما عما أعتنق .. اكتبى القصة لمرات ، حتى تخلصينها من الحروف ( حروف النسخ و باقى العلل التى تؤدى أو تؤكد عادية القص مثل اسماء الاشارة و الأسماء الموصولة مثلا )

      أهلا بك أستاذة بسمة .. و فى انتظار الأجمل دائما !!
      sigpic

      تعليق

      • بسمة الصيادي
        مشرفة ملتقى القصة
        • 09-02-2010
        • 3185

        #4
        الأستاذة عائدة الجميلة
        دعمك لي يدفعني إلى الأمام..ويشعرني بالأمان
        أتمنى أن يأتي يوم تجدين لي نصّاً بلا أخطاء..وها أنا احاول
        متبعةً لنصائحك..
        وطالما أنّ هناك من يشجّعني مثلك ويساعدني ..هناك أمل
        وأنا على طريق ذلك الأمل
        محبّتي لك وشكري الجزيل
        في انتظار ..هدية من السماء!!

        تعليق

        • بسمة الصيادي
          مشرفة ملتقى القصة
          • 09-02-2010
          • 3185

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
          هى حالة وجدانية شفيفة ،
          ورسم لصورة واقع راهن
          تنغمس فيه بطلتنا .. ربما دون إرادة منها
          و ربما هى أسهمت فى رسمه من البداية ..
          لكنى أرى أملا ما ، يترقرق على خد الكلمات
          إن فى الحياة بقية ، طالما كانت بطلتك على هذا
          النحو من الصدق !!


          البداية ( السطر الأول مباشر و يقتل ما أتى بعده ، فأرجو حذفه )
          امتطيت خيول أحزاني وتخطيّت الثلاثين من عمري، وقريباً أجتاز حاجز الأربعين !!

          أيضا هناك حكمة ، لا تقبلها حالة القص هنا ، و تحتاج أيضا إلى ابعادها
          كى لا يتبقى هنا سوى القص و رهافته !!

          ..فالأنثى عندما تُطعن تفقد الثقة بالرجال إلى أن تُشفى..والشفاء الآن مرهون بحلم..

          لا أحب ازجاء النصح عامة ، لكنى أقول لك رغما عما أعتنق .. اكتبى القصة لمرات ، حتى تخلصينها من الحروف ( حروف النسخ و باقى العلل التى تؤدى أو تؤكد عادية القص مثل اسماء الاشارة و الأسماء الموصولة مثلا )

          أهلا بك أستاذة بسمة .. و فى انتظار الأجمل دائما !!
          ملاحظتك دقيقة تنّم عن روح مبدعة لا محال
          أيّها الأديب الراقي
          دوما تهمّني ملاحظتك وسأعمل عليها..

          في البداية كنت أظنّ أن تحديد العمر ضروريّ
          لكن في ما بعد فهمت ما ترمي إليه..
          وبالنسبى لتلك الحكمة في هي فلسفة الشخصيّة نفسها.لكن ربما عليّ حذفها أيضاً لسلامة البنية القصصيّة..
          شكرا لك ..إهتمامك يعني لي الكثير
          في انتظار ..هدية من السماء!!

          تعليق

          • فاطمة أحمـد
            أديبة وشاعرة
            • 29-11-2009
            • 344

            #6
            الأديبة الرقيقة بسمة .. أي قلم هذا الذي كتبتِ
            به هذه القصة الجميلة..؟
            بعد هذا النقد الراقي للمبدع ربيــع عقب الباب
            والمبدعة عائده .. أقول لك أن القصة رائعة تمتلئ
            بالمشاعر الصادقة..
            دمتي بخير زميلتي الرقيقة زميلة سباق
            القصة القصيرة جداً..
            تحياتي لكِ وودي

            فاطمة أحمـد

            تعليق

            • أحمد فؤاد صوفي
              محظور
              • 20-02-2010
              • 257

              #7
              الأديبة الكريمة بسمة الصيادي المحترمة

              بوح عميق وجارح . . ولغة أدبية بسيطة مباشرة

              المشهد قوي متكرر . .

              الحياة تسير وعلينا أن نحاول دوماً أن نسير بركبها

              بطريقة أو بأخرى

              تهنئة وتحية لهذا القلم الجميل

              دام يومك بهيجاً

              ** أحمد فؤاد صوفي **

              تعليق

              • ميساء عباس
                رئيس ملتقى القصة
                • 21-09-2009
                • 4186

                #8
                بسمتي الصادقة
                روح القصة ساحرة
                الفكرة رائعة
                الصور جميلة جدا جدا فنية وشاعرية
                المشاعر مرهفةرقيقة
                اليقظة مشتعلة
                أعجبتني القصة يارائعتي الجميلة
                فكل الشكر والتقدير لروحك
                لتوحدك ولرجل ..من رصاص
                يقذف روحك..
                فكنت بحرا من الشعور
                مع الأخذ بالأعتبار بملاحظات أحبتي العائدة والربيع
                محبتي بسمتي المقيمة
                ميساء العباس
                مخالب النور .. بصوتي .. محبتي
                https://www.youtube.com/watch?v=5AbW...ature=youtu.be

                تعليق

                • بسمة الصيادي
                  مشرفة ملتقى القصة
                  • 09-02-2010
                  • 3185

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة فاطمة أحمـد مشاهدة المشاركة
                  الأديبة الرقيقة بسمة .. أي قلم هذا الذي كتبتِ
                  به هذه القصة الجميلة..؟
                  بعد هذا النقد الراقي للمبدع ربيــع عقب الباب
                  والمبدعة عائده .. أقول لك أن القصة رائعة تمتلئ
                  بالمشاعر الصادقة..
                  دمتي بخير زميلتي الرقيقة زميلة سباق
                  القصة القصيرة جداً..
                  تحياتي لكِ وودي

                  فاطمة أحمـد
                  الزميلة الجميلة فاطمة أحمد
                  يشرفني أن تجمعنا الصفحات..فروحك جميلة
                  وقلمك مبدع ..ونسائمك دائما ربيعية
                  محبتي لك
                  في انتظار ..هدية من السماء!!

                  تعليق

                  • بسمة الصيادي
                    مشرفة ملتقى القصة
                    • 09-02-2010
                    • 3185

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة أحمد فؤاد صوفي مشاهدة المشاركة
                    الأديبة الكريمة بسمة الصيادي المحترمة

                    بوح عميق وجارح . . ولغة أدبية بسيطة مباشرة

                    المشهد قوي متكرر . .

                    الحياة تسير وعلينا أن نحاول دوماً أن نسير بركبها

                    بطريقة أو بأخرى

                    تهنئة وتحية لهذا القلم الجميل

                    دام يومك بهيجاً

                    ** أحمد فؤاد صوفي **
                    نعم هو موكب لا يتوقف..يدور حول الأنثى..
                    وتتناثر الدموع فوق الطريق..ويبقى الحلم هو العزاء
                    الأديب الراقي :أحمد صوفي العزيز أبهجني حضورك
                    فكان حضورك عطر وزهرة
                    في انتظار ..هدية من السماء!!

                    تعليق

                    • محمد سلطان
                      أديب وكاتب
                      • 18-01-2009
                      • 4442

                      #11
                      قصة جميلة رهيفة و مشاعر صادقة في القص

                      لن أطيل لكن سأنتظر عمل آخر قريباً جدا إن شاءالله , ليكون لنا معه وقفات

                      خالص المنى بالتوفيق أستاذة بسمة و خالص تحياتي
                      صفحتي على فيس بوك
                      https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                      تعليق

                      • بسمة الصيادي
                        مشرفة ملتقى القصة
                        • 09-02-2010
                        • 3185

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة ميساء عباس مشاهدة المشاركة
                        بسمتي الصادقة
                        روح القصة ساحرة
                        الفكرة رائعة
                        الصور جميلة جدا جدا فنية وشاعرية
                        المشاعر مرهفةرقيقة
                        اليقظة مشتعلة
                        أعجبتني القصة يارائعتي الجميلة
                        فكل الشكر والتقدير لروحك
                        لتوحدك ولرجل ..من رصاص
                        يقذف روحك..
                        فكنت بحرا من الشعور
                        مع الأخذ بالأعتبار بملاحظات أحبتي العائدة والربيع
                        محبتي بسمتي المقيمة
                        ميساء العباس
                        أيتها الرائعة التي بتّ أنتظر حرفها انتظارا
                        لامس ربيعك الصفحة فنبتت فيها المروج
                        لمستك اضفت عليها سحرا
                        شكرا لدعمك الدائم..وشكرا لعطرك
                        الذي عمّ المكان
                        ودّي ومحبتي لك
                        في انتظار ..هدية من السماء!!

                        تعليق

                        • بسمة الصيادي
                          مشرفة ملتقى القصة
                          • 09-02-2010
                          • 3185

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابراهيم سلطان مشاهدة المشاركة
                          قصة جميلة رهيفة و مشاعر صادقة في القص

                          لن أطيل لكن سأنتظر عمل آخر قريباً جدا إن شاءالله , ليكون لنا معه وقفات

                          خالص المنى بالتوفيق أستاذة بسمة و خالص تحياتي
                          الأستاذ الأديب محمد ابراهيم سلطان
                          كنت كالنسيم الهادىء فلافحت بعبير حروفك المكان
                          شكرا لك ولتواجدك الجميل
                          ودّي وتقديري
                          في انتظار ..هدية من السماء!!

                          تعليق

                          يعمل...
                          X