قلم رصاص..كتاب صغير..وأنثى
أعيش وحيدة مع تلميحات أمّي العجوز عن العنوسة...
كلامها كان قاسيا عليّ في البداية، لكنني اعتدّت عليه أخيراً، بل أصبح يرسم ابتسامة غامضة على ثغري..
في كلّ صباح تعدّد لي اسم كلّ عريس،كنت رفضته قبلاً..
يخرج كلامها مع ذلك النسيم من نافذة رأسي..
لا أذكر أيّاً منهم ....!
لكنني أذكر أنّني أحبب يوماً ،
حبّاً كرّستُ له حقبة من عمري ؛ فكّلفني عمري..
أضحك من سخفي..
كنت أكتب له الرسائل دون أن أشعر أن السنين تجري..وأنّه لم يُقرأ يوماً بريدي..
إلى الآن مازالت مكتبتي تسخر منّي...
كما أذكر بعده .. أحبّني رجل ، لاحقني فترة إلى أن ملّ من صدى الحبّ الذي كان يرجع إليه بائساً.
عواطفي آنذاك كانت أشبه بمغارة خالية إلّا من الاشباح..
لم أحاول للحظة أن أحبّه..
ليس لأنه ضدّ مبادئي أنّ أحبّ شخصا لأنسى آخر، بل أيضاً ، لأنه كان يشبهه....كل ملامح ذلك الرجل الغدّار رأيتها فيه.. أم أنه بوقتها كان يعتريني خوف من كل الرجال.
قال لي مرّة :"لست ماضيك لتهربي منّي".
لكنني كنت أرى فيه الماضي..فهربت منّه وهربت من كلّ من كان حولي..
في الليل تصحبني الذكريات في رحلةٍ مللتُ منها..فأصحب نفسي إلى مكتبتي الصّغيرة..
في الليل تصحبني الذكريات في رحلةٍ مللتُ منها..فأصحب نفسي إلى مكتبتي الصّغيرة..
أقرأ الكتب ، كما تقرأ الأمّ أطفالها كل مساء..
أنا أنثى لم يلامس يدها سوى قلم رصاص ، أدوّن به أحلامي ليلاً ، ليمحوها الصّباح..
أبحر بقاربي الصّغير بين القصائد ، تتقاذفني أمواج السطور، أبحث فيها عن ملامح رجل..رجل ينافس قلم الرصاص على ملامسة حياتي...
تزفّني الكلمات..ما أروع الزفاف في صالة الشعر!.. سرعان ما يتوقف الحبر عن الرقص ، أستيقظ على وحدتي ، ويستيقظ كتابيَ الصغير..
نمّ يا صغيري كان حلماً ليس إلاّ...
لا تنسابي كثيراً يا ضفائري ، فما من يدٍ ستلملمه لك....
.
.
قلم رصاص..كتاب صغير ..وأنثى
بسمة الصيّادي
12/2/2010
تعليق