في بلادي يقتلون الفراشات../قصة قصيرة/نور

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • آسيا رحاحليه
    أديب وكاتب
    • 08-09-2009
    • 7182

    في بلادي يقتلون الفراشات../قصة قصيرة/نور

    اغتيالُ فراشة .

    لم تكد 'فاطمة ' تبتعد خطوتين حتى شقّ الصوت الملائكي سمعها ... " ماما..ماما.."
    تسمّرت في مكانها ..أحسّت بالدماء تتجمّد في عروقها ..خفقات قلبها تتسارع و يداها ترتعشان..إستدارت بصعوبة شديدة و إحساسٌ تائه بين الخوف و الدهشة قد تمكّن منها.. نظرت إلى الخلف بحثا عن مصدر الصوت فرأتها كالفراشة..تجري نحوها بفستانها الحريري الوردي الجميل و حذائها الأبيض.. و جديلة شعرها الأشقر تتمايل يمينا و شمالا على إيقاع خطواتها الصغيرة المهرولة..إبتسامة عريضة تنير قسمات وجهها و شفتاها تتحرّكان دون توقف " ماما..ماما.." ..مدّت ذراعيها كأنما سوف تحتضنها ..ثم انتبهت.. تراجعت قليلا إلى الوراء و هي تتعوّذ بالله من الشيطان..ندّت عنها تنهيدة حملت لظى النار التي تضطرم في صدرها..مسحت على وجهها بطرف خمارها الأسود القديم..لا. لم تكن تبكي..و لم يكن أحد ليستطيع أن يقرأ في ملامحها تعبيرا ما..وجهها كليمونة قديمة جافة و عيناها تختزلان رصيد الإنسانية كلها من الألم و الغضب و الحزن...
    " الجرح الغائر يأخذ وقتا أطول كي يلتئم".. نظرت إلى السماء الموشّحة بغيوم بيضاء .." ربّاه ...و كم وقت يأخذه الجرح الذي فتّتّ القلب وشرّد الروح ؟ "
    عام مضى و خمسة أشهر و ثلاثة أيام بالتحديد ..و المشهد نفسه يلاحقها ليل نهار ..في الحلم-حين يتسنى لها أن تنام- و في اليقظة..كان المشهد الأخير في حياة " ياسمينة ".." ماما..ماما..سألعب خارجا قليلا.."...و بعدها تصمت و إلى الأبد.. اليوم تكون قد أكملت سنتها السادسة..و تكون هذا الصباح في طريقها إلى المدرسة تراودها أحلام بريئة.. لو لم تجتثها يد الشر ..لو لم يختطفها- ذلك المساء - من أمام المنزل وحش بشري..إقتلعها كنبتة يافعة تتهيأ لاستقبال الفجر..و اقتلع معها جذور الفرحة من قلب الأسرة الصغيرة..
    سقط الخبر عليهم كالصاعقة..'ياسمينة' اختفت..! تفرّق الأهل في كل أنحاء الحي و الأحياء المجاورة..لعلّها عند الجيران ...عند عمّتها..لعلّها تشتري الحلوى من حانوت 'عمي بشير' في الجهة المقابلة من البيت ..الرجل الطيّب الذي يترك حانوته و يأخذ بيدها حتى تجتاز الشارع خوفا عليها من هواة حصد الأرواح على الطرق..
    بسط الليل ظلامه و لا أثر لياسمينة .. استبدّ الجنون بفاطمة..و انطلق الأب إلى مخفر الشرطة..تمّ التبليغ و بدأ مسلسل الحيرة و العذاب..إلى أن جاء الخبر الذي مزّق كل خيط أمل تشبّثت به الأسرة..: جثة ياسمينة..مغتصبة..مشوّهة.. تطفو على سطح بئر مهجورة.. بضع كلومترات خارج المدينة ..
    ألقت 'فاطمة' نظرة على المكان.. قبور من كل الأحجام منتشرة على مدّ البصر..تفصلها عن بعضها مساحات ضيّقة ملتوية تغطّيها طبقة من الحشائش الخضراء... المرأة التي هناك لا تزال جاثمة فوق قبر إبنها.. تنتحب, و قد أحاطت بها النسوة..غير بعيد رجال يهوون بالفؤوس على الأرض..يهيّئون المأوى الأخير لأحدهم ....تساءلتْ..ترى من يكون ؟ و كيف مات ؟
    " آهٍ ..يا بلد .. كل شيء فيك يقتل ..للموت فيك عشرات الوجوه و الأسماء..أخطبوط بألف ذراع يتربّص بأبناءنا " ..
    تلك المرأة لم تتوقف عن الهذيان منذ دخلت المقبرة هذا الصباح..إبنها البكر..عاد إليها بعد ستة أشهر في ..صندوق..الشاحنة العسكرية التي كانت تقلّه مع رفاقه تعرّضت لكمين..قتل الإرهابيون الجميع و استولوا على الذخيرة و السلاح..النسوة تحاولن التخفيف عنها.." إحتسبيه عند الله ..".."وحّدي الله يا امرأة..لا يجوز هذا النواح في المقبرة ".."كفّي عن البكاء.."..
    صوت يرعد في قلب فاطمة "..لا..لا تستمعي لهن..لا تتوقّفي عن البكاء..أنت الآن لا تتألّمين لأنك تبكين..غدا تجفّ في عينيك منابع الدمع..تستنجدين- مثلي الآن- بدمعة فلا تنجدك..حينذاك يصبح قلبك مثل أرض ضربها القحط..فتيبّست تربتها و تشقّقت..حينذاك سوف تعرفين المعنى الحقيقي للألم.."
    "الجرح الغائر يأخذ وقتا أطول كي يلتئم...و لكني لا أريده أن يلتئم مهما مرّ من الوقت..أريده أن يظل هكذا مفتوحا..نازفا..موجعا...هل يمكن أن أنسى ؟ لو نسيت سأكون متواطئة مع المجرم..لن تغفر لي صغيرتي ذلك ."
    قرأت 'فاطمة' الفاتحة مرّة أخرى أمام قبر ياسمينة ..ثم شقّت طريقها بين القبور بخطى حذرة.. نحو باب الخروج..
    التعديل الأخير تم بواسطة آسيا رحاحليه; الساعة 25-05-2010, 14:48.
    يظن الناس بي خيرا و إنّي
    لشرّ الناس إن لم تعف عنّي
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    فى بلادى يغتالون الفراشات .. يقتلونها بعد أن يكسروا أجنحتها
    و ذنبها يلتهمون .. وليمة غالية لمجرم أثيم .. ترى .. أهم نفس
    الأشخاص .. من أودوا بحياة من بالحافلة ، ليكون الحداد بحجم السماء
    و الأرض ؟
    ربما كانوا ، حتى ولو لم يكونوا هم ، فهم من أشاع الفوضى ،
    و جعل من البلاد مرتعا لهؤلاء المجرمين السفلة ، يدرون فى انحائها
    مثل الضياع المسعورة !!

    قصتك نالت منى آسيا ، و أحببت أن تنهى العمل بخبر جثتها ،
    و أن يظل العمل فى قوة البداية حتى نهايته ، لا أن ينتهى بتلك
    و لكن هكذا شئت .. ستقولين كيف ، و أقول لك أنت أدرى فى جعله
    هكذا ، جاذبا ، ومقتحما عقل ووجدان القارىء حتى آخر سطر ، و كأنه يبحث معك عن الفراشة المفقودة !!

    آسيا .. هات .. من هنا اكتبى .. عرى .. فقط
    أقول لك احذرى من هؤلاء !!

    احترامى و محبتى
    sigpic

    تعليق

    • عائده محمد نادر
      عضو الملتقى
      • 18-10-2008
      • 12843

      #3
      والله يا آسيا بكيت مع نصك كثيرا
      وكم لي من الأهل تحت التراب
      فهذا هدير
      أصغر أخ من إخوتي استشهد أبان حرب إيران
      وبعده.. صارم
      أستشهد أبان حرب الخليج
      وبعده أختي وبناتها الصعيرات ضربتهم قذيفة أميركية فأحرقتهم جميعا.. فلم ندفن سوى.. الرماد..
      وبعدها حازم
      أخي الشجاع أبان هذه الحرب اغتالته يد الغدر والعمالة لأنه مقاوم
      بكيتهم ومازلت
      وسأستمر
      فهم يستحقون الدمع
      سيدتي
      أنحني أمام سمو نصوصك ورسالتك التي تحملينها
      تستحق النجوم
      تستحق الذهبية
      تحياتي ومودتي وتكاتفي الأكيد معك
      الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

      تعليق

      • آسيا رحاحليه
        أديب وكاتب
        • 08-09-2009
        • 7182

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
        فى بلادى يغتالون الفراشات .. يقتلونها بعد أن يكسروا أجنحتها
        و ذنبها يلتهمون .. وليمة غالية لمجرم أثيم .. ترى .. أهم نفس
        الأشخاص .. من أودوا بحياة من بالحافلة ، ليكون الحداد بحجم السماء
        و الأرض ؟
        ربما كانوا ، حتى ولو لم يكونوا هم ، فهم من أشاع الفوضى ،
        و جعل من البلاد مرتعا لهؤلاء المجرمين السفلة ، يدرون فى انحائها
        مثل الضياع المسعورة !!

        قصتك نالت منى آسيا ، و أحببت أن تنهى العمل بخبر جثتها ،
        و أن يظل العمل فى قوة البداية حتى نهايته ، لا أن ينتهى بتلك
        و لكن هكذا شئت .. ستقولين كيف ، و أقول لك أنت أدرى فى جعله
        هكذا ، جاذبا ، ومقتحما عقل ووجدان القارىء حتى آخر سطر ، و كأنه يبحث معك عن الفراشة المفقودة !!

        آسيا .. هات .. من هنا اكتبى .. عرى .. فقط
        أقول لك احذرى من هؤلاء !!

        احترامى و محبتى
        أخي ربيع عقب الباب..
        سواء أكانوا نفس الأشخاص أم آخرون..لا فرق..كلّهم مجرمون سفلة..قتلوا الطفولة ..شرّدوا الحلم وأبكوا الأمهات..
        أتفق معك حول النهاية..لعلّ السرعة هي السبب..فقد كتبتها في لحظتها و أدرجتها هنا في نفس الوقت..حتى انني لم أدقّق في المراجعة إلاّ بعد إرسالها..
        كنت أريد رأيك في العنوان ..فقد تردّدت قبل وضعه..هل أقول بلادي أم وطني ..و هل يغتالون أشد وقعا من يقتلون ..
        شكرا من القلب أخي..لا تقلق..لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا..إذا كان أولئك يتسلّحون بالشر و الدماء فسيهزمهم سلاح الحب و الأمل يوما ما..أكيد.
        احترامي و تقديري.
        يظن الناس بي خيرا و إنّي
        لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

        تعليق

        • آسيا رحاحليه
          أديب وكاتب
          • 08-09-2009
          • 7182

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
          والله يا آسيا بكيت مع نصك كثيرا
          وكم لي من الأهل تحت التراب
          فهذا هدير
          أصغر أخ من إخوتي استشهد أبان حرب إيران
          وبعده.. صارم
          أستشهد أبان حرب الخليج
          وبعده أختي وبناتها الصعيرات ضربتهم قذيفة أميركية فأحرقتهم جميعا.. فلم ندفن سوى.. الرماد..
          وبعدها حازم
          أخي الشجاع أبان هذه الحرب اغتالته يد الغدر والعمالة لأنه مقاوم
          بكيتهم ومازلت
          وسأستمر
          فهم يستحقون الدمع
          سيدتي
          أنحني أمام سمو نصوصك ورسالتك التي تحملينها
          تستحق النجوم
          تستحق الذهبية
          تحياتي ومودتي وتكاتفي الأكيد معك
          آه يا عائدة..
          إذا كان نصي أبكاك فماذا أقول أنا أمام هذا الكم من الألم و الحزن و الفقد الذي بحت به ..
          لا أجد الكلمات عزيزتي..و لا سلوى لك و لنا سوى أنهم شهداء..و تعلمين ما أعدّ الله تعالى للشهداء.
          و أنا أنحني أمام حجم معاناتك..و أما عن الرسالة فما هو الأدب إن لم يكن رسالة سامية هادفة تنير و تعلّم ..تكشف و تصحّح.
          دمتِ أختا..و رحم الله الشهداء في سبيل الحرية و الوطن.
          يظن الناس بي خيرا و إنّي
          لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

          تعليق

          • إيمان الدرع
            نائب ملتقى القصة
            • 09-02-2010
            • 3576

            #6
            الأخت الغالية آسية :عشت مع سطورك المؤثّرةوفيها ولها ووجدتها رغماً تعتصر القلوب قبل المآ قي ، غاليتي: كوني على ثقة أنّ اغتيال الفراشات على رقّتهنّ ، يشعل البركان الخامد ، ويعلن شارة البدء في مقارعة كل ماهو باطل ،{محكومون بالأمل } تحيّاتي

            تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

            تعليق

            • مها راجح
              حرف عميق من فم الصمت
              • 22-10-2008
              • 10970

              #7
              و في اليقظة..كان المشهد الأخير في حياة " ياسمينة ".."

              نص جميل آخر استاذة آسيا
              أتألم جدا حين تذوي فتيات بعمر الورود وتنتهك اجسادهن من مثل ذاك الاخطبوط البشع
              اسلوبك ممتع ولغتك سلسة
              شكرا لك اسيا
              شكرا من القلب
              رحمك الله يا أمي الغالية

              تعليق

              • آسيا رحاحليه
                أديب وكاتب
                • 08-09-2009
                • 7182

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
                الأخت الغالية آسية :عشت مع سطورك المؤثّرةوفيها ولها ووجدتها رغماً تعتصر القلوب قبل المآ قي ، غاليتي: كوني على ثقة أنّ اغتيال الفراشات على رقّتهنّ ، يشعل البركان الخامد ، ويعلن شارة البدء في مقارعة كل ماهو باطل ،{محكومون بالأمل } تحيّاتي
                أختي إيمان الدرع..
                أجل..محكومون نحن بالأمل رغم مرارة الألم..
                تحيّة خالصة لك و ألف شكر.
                يظن الناس بي خيرا و إنّي
                لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                تعليق

                • آسيا رحاحليه
                  أديب وكاتب
                  • 08-09-2009
                  • 7182

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة مها راجح مشاهدة المشاركة
                  و في اليقظة..كان المشهد الأخير في حياة " ياسمينة ".."

                  نص جميل آخر استاذة آسيا
                  أتألم جدا حين تذوي فتيات بعمر الورود وتنتهك اجسادهن من مثل ذاك الاخطبوط البشع
                  اسلوبك ممتع ولغتك سلسة
                  شكرا لك اسيا
                  شكرا من القلب
                  أختي مها..
                  منتهى فرحي أن يكون أسلوبي قد نال إعجابك.
                  شكرا على تصحيح الكلمة..خجلة أنا و الله من نفسي..لم أنتبه لذلك.
                  أرجوك لا تبخلي عليّ أبدا بتصحيح ما ترينه خطأ .
                  كل الود لك.
                  يظن الناس بي خيرا و إنّي
                  لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                  تعليق

                  • اماني المانع
                    صحفية وكاتبة
                    • 30-10-2008
                    • 47

                    #10
                    رد

                    أخت اسيا قصتك تسربت عبر مسام روحي إلى أعمق ماتتصورين
                    وكلماتك في وصف الألم والجرح والقتل والدموع اسرتني فأحسست وكأنما نكتب أنا وأنت بلون الحبر نفسه
                    تقبلي وقوفي باحترام أمام قصتك الرائعة
                    اماني عصام المانع

                    تعليق

                    • آسيا رحاحليه
                      أديب وكاتب
                      • 08-09-2009
                      • 7182

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة اماني المانع مشاهدة المشاركة
                      أخت اسيا قصتك تسربت عبر مسام روحي إلى أعمق ماتتصورين
                      وكلماتك في وصف الألم والجرح والقتل والدموع اسرتني فأحسست وكأنما نكتب أنا وأنت بلون الحبر نفسه
                      تقبلي وقوفي باحترام أمام قصتك الرائعة
                      الأخت الفاضلة أماني المانع..
                      طبعا يكون لون الحبر نفسه حين نعايش نفس المعاناة و الوجع ..
                      ألف شكر على المرور.
                      يسعدني أن ما كتبته وصل أعماقك.
                      تحيّتي.
                      يظن الناس بي خيرا و إنّي
                      لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                      تعليق

                      • ربيع عقب الباب
                        مستشار أدبي
                        طائر النورس
                        • 29-07-2008
                        • 25792

                        #12
                        آسيا الغالية .. !
                        أرجو أن تكونى بخير ,
                        أنا قرأت العمل إلى آخره ، و أنا مفعم به ،
                        مشدود إليه .. وهذا دليل على قوة العمل ..
                        ربما نتمنى أن يكون كما أوضحت لك .. و كنت أحب
                        أن تدافعى عن وجهة نظرك فى العمل ، لا أن تستسلمى
                        لرأى طرح ، حتى و إن كان على صواب !!
                        بالنسبة لوقع بلادى أفضل ، فهى لصيقه ،
                        أما كلمة وطنى فهى هلامية إلى حد ما !
                        يغتالون أفضل لأنها تحوى الكثير و الكثير !!

                        كونى بخير آسيا
                        لك خالص احترامى و تقديرى
                        sigpic

                        تعليق

                        • آسيا رحاحليه
                          أديب وكاتب
                          • 08-09-2009
                          • 7182

                          #13
                          أخي ربيع عقب الباب..
                          لم يكن ذلك استسلاما..و إنّما أيقنتُ أن رأيك هو الصواب..و رأيتُ أيضا أني على صواب بدليل أنك ذكرتَ أن النصّ شدّك من بدايته حتى النهاية..هذا من جهة.
                          من جهة أخرى دعني أخبرك بأمر..
                          حين تختمر في ذهني فكرة لكتابة قصة ما ..أفكر كثيرا في كيفية البداية و أنه عليّ أن أجعلها قويّة بما يكفي لشدّ القاريء..و حين أطمئن إلى ذلك..أنتقل إلى قضية هيكل القصة وترتيب الفقرات و التفكير في النهاية التي أعرف أنه يجب أن لا تقل قوة عن البداية حتى لا يصاب من يقرأ لي بالإحباط..و حتى يبقى الأثر في الذهن مدّة طويلة .
                          حين أخبرتني أنه لو جاء أمر جثة الطفلة و موتها في نهاية و ليس في وسط القصة لكان ذلك أشد تأثيرا..رأيت أنك أصبت و حاولتُ تغيير ترتيب الفقرات..ثم قرأت القصة من جديد بترتيبها الحالي و رأيت أن هذا لا يعيبها لأني حاولت شد القاريء أيضا بالحديث عن تلك المرأة التي تنتحب و جو المقبرة..وعن الموت و استحالة النسيان و غير ذلك.
                          ما ذكرته لي عن ضرورة قوّة العمل من بدايته إلى النهاية أمر في غاية الأهمية.. و أنا أحاول دائما أن أنتبه إلى ذلك..
                          ألف شكر لك .
                          احترامي و مودّتي.
                          يظن الناس بي خيرا و إنّي
                          لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                          تعليق

                          • سعاد عثمان علي
                            نائب ملتقى التاريخ
                            أديبة
                            • 11-06-2009
                            • 3756

                            #14
                            العزيزة آسيا
                            أُسعدت مساء
                            وأي سعادة ممكن أننشعر بها بعدم تغسلناا بالدموع
                            لكن الإيمان بالله يقوينا
                            -قد ابكي لموت ابي-لموت امي-لموت جارة-لموت فلسطينبي وعراقي
                            واسكت
                            لكن بكائي لإغتيال -لقهرالطفولة-لقتل البراعم-لسكب العطر من قواريره
                            لهدرالشرف والكرامة...تلك دموع لاتنتهي حتى إن كانوا غرباء عني
                            فالأطفال احباب الله-هبة الله-نعمة الله-ويدهسونها؟
                            كم تؤلمني تلك القضية...وصدقيني هي قضية عالمية
                            ...لكن عندما تكون في بلد غير مسلم-نقول جميعهم لايعرفون الله-ومع ذللك ليس لهم الحق في -اغتيال الطفولة
                            أما ان يكونوا مسلمين؛فتلك هي الطامة الكبرى
                            اصرخ من كل قلبي لأقول لهم؛إنكم تعرفون جيدا بائعات الهوى وناشرات الرذيلة والإغراء,,متسكعات طرقات الليل
                            فلماذا تقطفون الجورية والداليا والحنون
                            كيف تجرؤن على قتل الفراشة؟؟؟
                            حسبي الله عليهم -وليجرك الله في مصابك
                            وانا لله وانا اليه راجعون
                            ثلاث يعز الصبر عند حلولها
                            ويذهل عنها عقل كل لبيب
                            خروج إضطرارمن بلاد يحبها
                            وفرقة اخوان وفقد حبيب

                            زهيربن أبي سلمى​

                            تعليق

                            • محمد سلطان
                              أديب وكاتب
                              • 18-01-2009
                              • 4442

                              #15
                              كم هي مؤلمة و موجعة أستاذتي

                              لم أجد ما أضعه كي أصف مدى الحرقة التي تركتها قصتك

                              هذا البوح العظيم .. لا يكفيه بحار الدنيا دموعا

                              رحم الله الفراشة المغتالة و تبا لهم أبناء الدنس

                              كوني بخير حتى أكون بخير
                              صفحتي على فيس بوك
                              https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                              تعليق

                              يعمل...
                              X