بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
رحلة البحث عن اسماعيل
……………………
حين رأيته نسيت ماكنت أريد ..وجهه لوحة مرسوم عليها علامة خطر ..سألت : -
مابك ؟
- قال :- كارثه
- صدتنى الكلمة ..تراجعت محدقا فى وجهه ..قافزا على طرفى شفتيه استشرافا لبقية مالديه..قال :- أمى
- سألت : - مالها ؟
- قال جادا:- ضاعت
- .
تصيدت ملامحه بمخلب نظراتى ..عيناه شاردتان ..تغطيان مساحة من الفضاء واسعة ..الميدان حولنا فسيح..وسطه تمثال الكاتب المصرى يجلس القرفصاء مدونا شيئا ما ..عيناه على مدونته ..لا أعرف لحظتها كيف انتبهت انه لايحمل قلما وأن المدونة صماء لاحروف بها ..طاف بى أنه ربما جلس هكذا للنحت فقط
لاغير ..النور حولنا صناعى يغمر المكان ..يرتدى لباس البطولة عدة أمتار لأعلى ،بعدها يترك المجال للظلمة لاكتساح كل مايقابلها ..لانجوم هناك ولاقمر ..أرّتد الى الأرض مدحورا ..العربات تمرق حولنا ..زمجرة محركاتها صراخ الشياطين ..وهناك أناس يتحركون ..وجوههم مطموسة لاتكاد تبين..أعود الى اسماعيل ..عيناه على سفرهما وسط الظلمات ..أتلفع بالصمت ..يأتينى صوته مغلف بالقهر
:- مارأيك ؟
- أحدق فى تلافيف الحيرة المنبسطة على بياض عينيه . أعترض :- أمك احتلها المرض ..قيدها العجز ..لاتملك حرية قدميها .
يشيح بيده..أسألك الرأى
أرمى بحروفى بين يديه :- وهل هناك رأى؟ ..نبحث عنها
هز رأسه أسفا ربما على سمات الغباء المرتسمة على ملامحى وهو يقول أنه لم يفته هذا الامر ..مر على الأهل والجيران و..! سألته :- هل توجهت الى مستشفى مثلا؟ .. اتصلت بأختك المسافرة أوعائلتكم فى البلد؟
انطفأوميض عينيه ..أحنى رأسه هامسا :- لا
تركته ومضيت
................................
وسط الطريق مضيت حاملا رأسى بين يديّ ..عيناى فيهما صورة تلك المرأة بملابسها السوداء ، ووجهها اليابس ، وعينيها المجوفتان .. أقلّب فيهم ناظريّ.. شىء فيها تغير ..هذا مؤكد. ..نظرتها ..صمتها ..الضيق التى ينضح به صوتها . أذكر جيدا وجهها القديم.. كلما ذهبت لبيتهم كنت أراها ، كأنما هى قدر لافكاك منه ..أحكى لاسماعيل ابنها أننى لاأدق الباب ابدا ..بمجرد وصولى الى رأس السلم تفتحه ..ترحب بى..تدعونى للدخول بوجهها الذابل ، وخصلات شعرها الثلجية ، واصابعها المسحوبة ، وتلك البسمة المقددة التى تقابلنى بها ..تفتح فمها المثروم قاصدة الابتسام ..أقابل اسماعيل..تدخل محمولة على المشروبات ..ينهمر نهر حديثها بحروفها المكسرة..الغريب أن لديهاقوة استماع مرعبة ..تفهم برامج التليفزيون بأنواعها ..تتحدث عن الخلافة وتناقشها بطريقتها ، وتدور حول مشكلات البلد طالبة منى الحل ، كأننى المسئول عنها وحدى ، وتنتقل الى شخصية أولاد البلد وماجرى لها ،والغد ومايحمله من مفاجآت ..أنظر الى اسماعيل مستغيثا ..ليس ضيقا منها ، بل لضرورة خروجى لأعمال أخرى ..يحاول اسماعيل التدخل ..اشعارها بضرورة الانتهاء ..لاتعطيه فرصة لكلام او حتى ابداء رأى .. بل هى فقط تتكلم ..وحين يطول الصمت حولهاتنتبه ..تتسائل ببسمة راضية :- ضايقتك بحوارى ؟،
...................................
رآيتها تجلس على حافة الحياة ..رأسها على صدرها ..تبخل بنظراتها الكليلة على الكون حولها..وامرأة شابةتقف فوق رأسها يمينا. سابحة فى ملكوت شرودها ..تتأمل بيان حالتها ..مرتدية بالطو أبيض يتقافز فوق جسدها زهوا بنصاعته..وفوق رأسها شمالا تقف امرأة اخرى حاملة بين يديها الطب والحقن والبرشام وجهاز قياس الضغط..اتسعت عيناى وهما تبتلعان المرئيات أمامى..تحتضنان الجسد المفترش السرير ..تزرعان على خلاياه أشواقهما..تقدمت خطوة ..جابهتنى أمطار رعدية من عينى المرأة ذات البالطو ..سألتنى وهى ترمينى بشرر نظراتها المتأججة:
- قريبها؟
انسالت الكلمات دون ارادة منى : - نبحث عنها منذ زمن
اخترقت نظراتها جدار حدقاتى وهى تزمجر :-
- - كيف تتركوها هكذا ؟
تركتها اليها ..رأسها ماتزال على صدرها..اقتربت منها..أمسكت يدها المعروقة هاتفا..أم اسماعيل..
رفعت جبالا من فوق عينيها لترانى ..رمتنى بنظرة متعجلة وعادت تحنى رأسها من جديد بعد ان اشاحت بيدها قائلة فى ملل..ماذا تريد ؟
..........................
حملته على جناحى طائرا به الى حيث أريد ..على باب المستشفى القيت به من حالق ..تركته ودخلت ..هرول خلفى ..على بابها تكسرت أجنحتى ..وقفت تاركا له فرصة التقدم ..فاض سيل قنواته الدمعية وتوقف الى جانبى ضارعا ..أدخل معى ..رميت بعينى الدهشة فى وجهه معترضا ..لاحظ أنها أمك انت..دفعنى بيده فاندفعت معه الى حيث تصيدتنى مخالب نظرات البالطو الابيض الذى يزهو بنصاعته ..رمتنى بلمعة استنكار من أحداقها ..تراجعت ..تقدم هو ..أمى..قبل يديها وهو يغمسها فى بحر دموعه ..رفعت عينيها اليه ..نظراتها رافضة ..حانقة ..انفرجت شفتاها الجافتان عن كلمتين ..من انت ؟..تضرعت همساته ..انا اسماعيل ....لم تبال به ..استدارت الى الطبيبة بجوارها راجية ..اريد اسماعيل ابنى ..قالت الطبيبة بحروف منسوجة بالدهشة ..وهذا ؟؟أشاحت برأسها عنه ..هذا ليس ولدى ..لا أعرفه ..وعادت رأسها تنحنى على صدرها..بخلا على الكون بنظراتها ..!
رحلة البحث عن اسماعيل
……………………
حين رأيته نسيت ماكنت أريد ..وجهه لوحة مرسوم عليها علامة خطر ..سألت : -
مابك ؟
- قال :- كارثه
- صدتنى الكلمة ..تراجعت محدقا فى وجهه ..قافزا على طرفى شفتيه استشرافا لبقية مالديه..قال :- أمى
- سألت : - مالها ؟
- قال جادا:- ضاعت
- .
تصيدت ملامحه بمخلب نظراتى ..عيناه شاردتان ..تغطيان مساحة من الفضاء واسعة ..الميدان حولنا فسيح..وسطه تمثال الكاتب المصرى يجلس القرفصاء مدونا شيئا ما ..عيناه على مدونته ..لا أعرف لحظتها كيف انتبهت انه لايحمل قلما وأن المدونة صماء لاحروف بها ..طاف بى أنه ربما جلس هكذا للنحت فقط
لاغير ..النور حولنا صناعى يغمر المكان ..يرتدى لباس البطولة عدة أمتار لأعلى ،بعدها يترك المجال للظلمة لاكتساح كل مايقابلها ..لانجوم هناك ولاقمر ..أرّتد الى الأرض مدحورا ..العربات تمرق حولنا ..زمجرة محركاتها صراخ الشياطين ..وهناك أناس يتحركون ..وجوههم مطموسة لاتكاد تبين..أعود الى اسماعيل ..عيناه على سفرهما وسط الظلمات ..أتلفع بالصمت ..يأتينى صوته مغلف بالقهر
:- مارأيك ؟
- أحدق فى تلافيف الحيرة المنبسطة على بياض عينيه . أعترض :- أمك احتلها المرض ..قيدها العجز ..لاتملك حرية قدميها .
يشيح بيده..أسألك الرأى
أرمى بحروفى بين يديه :- وهل هناك رأى؟ ..نبحث عنها
هز رأسه أسفا ربما على سمات الغباء المرتسمة على ملامحى وهو يقول أنه لم يفته هذا الامر ..مر على الأهل والجيران و..! سألته :- هل توجهت الى مستشفى مثلا؟ .. اتصلت بأختك المسافرة أوعائلتكم فى البلد؟
انطفأوميض عينيه ..أحنى رأسه هامسا :- لا
تركته ومضيت
................................
وسط الطريق مضيت حاملا رأسى بين يديّ ..عيناى فيهما صورة تلك المرأة بملابسها السوداء ، ووجهها اليابس ، وعينيها المجوفتان .. أقلّب فيهم ناظريّ.. شىء فيها تغير ..هذا مؤكد. ..نظرتها ..صمتها ..الضيق التى ينضح به صوتها . أذكر جيدا وجهها القديم.. كلما ذهبت لبيتهم كنت أراها ، كأنما هى قدر لافكاك منه ..أحكى لاسماعيل ابنها أننى لاأدق الباب ابدا ..بمجرد وصولى الى رأس السلم تفتحه ..ترحب بى..تدعونى للدخول بوجهها الذابل ، وخصلات شعرها الثلجية ، واصابعها المسحوبة ، وتلك البسمة المقددة التى تقابلنى بها ..تفتح فمها المثروم قاصدة الابتسام ..أقابل اسماعيل..تدخل محمولة على المشروبات ..ينهمر نهر حديثها بحروفها المكسرة..الغريب أن لديهاقوة استماع مرعبة ..تفهم برامج التليفزيون بأنواعها ..تتحدث عن الخلافة وتناقشها بطريقتها ، وتدور حول مشكلات البلد طالبة منى الحل ، كأننى المسئول عنها وحدى ، وتنتقل الى شخصية أولاد البلد وماجرى لها ،والغد ومايحمله من مفاجآت ..أنظر الى اسماعيل مستغيثا ..ليس ضيقا منها ، بل لضرورة خروجى لأعمال أخرى ..يحاول اسماعيل التدخل ..اشعارها بضرورة الانتهاء ..لاتعطيه فرصة لكلام او حتى ابداء رأى .. بل هى فقط تتكلم ..وحين يطول الصمت حولهاتنتبه ..تتسائل ببسمة راضية :- ضايقتك بحوارى ؟،
...................................
رآيتها تجلس على حافة الحياة ..رأسها على صدرها ..تبخل بنظراتها الكليلة على الكون حولها..وامرأة شابةتقف فوق رأسها يمينا. سابحة فى ملكوت شرودها ..تتأمل بيان حالتها ..مرتدية بالطو أبيض يتقافز فوق جسدها زهوا بنصاعته..وفوق رأسها شمالا تقف امرأة اخرى حاملة بين يديها الطب والحقن والبرشام وجهاز قياس الضغط..اتسعت عيناى وهما تبتلعان المرئيات أمامى..تحتضنان الجسد المفترش السرير ..تزرعان على خلاياه أشواقهما..تقدمت خطوة ..جابهتنى أمطار رعدية من عينى المرأة ذات البالطو ..سألتنى وهى ترمينى بشرر نظراتها المتأججة:
- قريبها؟
انسالت الكلمات دون ارادة منى : - نبحث عنها منذ زمن
اخترقت نظراتها جدار حدقاتى وهى تزمجر :-
- - كيف تتركوها هكذا ؟
تركتها اليها ..رأسها ماتزال على صدرها..اقتربت منها..أمسكت يدها المعروقة هاتفا..أم اسماعيل..
رفعت جبالا من فوق عينيها لترانى ..رمتنى بنظرة متعجلة وعادت تحنى رأسها من جديد بعد ان اشاحت بيدها قائلة فى ملل..ماذا تريد ؟
..........................
حملته على جناحى طائرا به الى حيث أريد ..على باب المستشفى القيت به من حالق ..تركته ودخلت ..هرول خلفى ..على بابها تكسرت أجنحتى ..وقفت تاركا له فرصة التقدم ..فاض سيل قنواته الدمعية وتوقف الى جانبى ضارعا ..أدخل معى ..رميت بعينى الدهشة فى وجهه معترضا ..لاحظ أنها أمك انت..دفعنى بيده فاندفعت معه الى حيث تصيدتنى مخالب نظرات البالطو الابيض الذى يزهو بنصاعته ..رمتنى بلمعة استنكار من أحداقها ..تراجعت ..تقدم هو ..أمى..قبل يديها وهو يغمسها فى بحر دموعه ..رفعت عينيها اليه ..نظراتها رافضة ..حانقة ..انفرجت شفتاها الجافتان عن كلمتين ..من انت ؟..تضرعت همساته ..انا اسماعيل ....لم تبال به ..استدارت الى الطبيبة بجوارها راجية ..اريد اسماعيل ابنى ..قالت الطبيبة بحروف منسوجة بالدهشة ..وهذا ؟؟أشاحت برأسها عنه ..هذا ليس ولدى ..لا أعرفه ..وعادت رأسها تنحنى على صدرها..بخلا على الكون بنظراتها ..!
تعليق