رحلة البحث عن اسماعيل ..قصه قصيرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد عباس على داود
    محمد عباس على داود
    • 24-01-2010
    • 154

    رحلة البحث عن اسماعيل ..قصه قصيرة

    بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
    رحلة البحث عن اسماعيل
    ……………………

    حين رأيته نسيت ماكنت أريد ..وجهه لوحة مرسوم عليها علامة خطر ..سألت : -
    مابك ؟
    - قال :- كارثه
    - صدتنى الكلمة ..تراجعت محدقا فى وجهه ..قافزا على طرفى شفتيه استشرافا لبقية مالديه..قال :- أمى
    - سألت : - مالها ؟
    - قال جادا:- ضاعت
    - .
    تصيدت ملامحه بمخلب نظراتى ..عيناه شاردتان ..تغطيان مساحة من الفضاء واسعة ..الميدان حولنا فسيح..وسطه تمثال الكاتب المصرى يجلس القرفصاء مدونا شيئا ما ..عيناه على مدونته ..لا أعرف لحظتها كيف انتبهت انه لايحمل قلما وأن المدونة صماء لاحروف بها ..طاف بى أنه ربما جلس هكذا للنحت فقط
    لاغير ..النور حولنا صناعى يغمر المكان ..يرتدى لباس البطولة عدة أمتار لأعلى ،بعدها يترك المجال للظلمة لاكتساح كل مايقابلها ..لانجوم هناك ولاقمر ..أرّتد الى الأرض مدحورا ..العربات تمرق حولنا ..زمجرة محركاتها صراخ الشياطين ..وهناك أناس يتحركون ..وجوههم مطموسة لاتكاد تبين..أعود الى اسماعيل ..عيناه على سفرهما وسط الظلمات ..أتلفع بالصمت ..يأتينى صوته مغلف بالقهر
    :- مارأيك ؟
    - أحدق فى تلافيف الحيرة المنبسطة على بياض عينيه . أعترض :- أمك احتلها المرض ..قيدها العجز ..لاتملك حرية قدميها .
    يشيح بيده..أسألك الرأى
    أرمى بحروفى بين يديه :- وهل هناك رأى؟ ..نبحث عنها
    هز رأسه أسفا ربما على سمات الغباء المرتسمة على ملامحى وهو يقول أنه لم يفته هذا الامر ..مر على الأهل والجيران و..! سألته :- هل توجهت الى مستشفى مثلا؟ .. اتصلت بأختك المسافرة أوعائلتكم فى البلد؟
    انطفأوميض عينيه ..أحنى رأسه هامسا :- لا
    تركته ومضيت
    ................................
    وسط الطريق مضيت حاملا رأسى بين يديّ ..عيناى فيهما صورة تلك المرأة بملابسها السوداء ، ووجهها اليابس ، وعينيها المجوفتان .. أقلّب فيهم ناظريّ.. شىء فيها تغير ..هذا مؤكد. ..نظرتها ..صمتها ..الضيق التى ينضح به صوتها . أذكر جيدا وجهها القديم.. كلما ذهبت لبيتهم كنت أراها ، كأنما هى قدر لافكاك منه ..أحكى لاسماعيل ابنها أننى لاأدق الباب ابدا ..بمجرد وصولى الى رأس السلم تفتحه ..ترحب بى..تدعونى للدخول بوجهها الذابل ، وخصلات شعرها الثلجية ، واصابعها المسحوبة ، وتلك البسمة المقددة التى تقابلنى بها ..تفتح فمها المثروم قاصدة الابتسام ..أقابل اسماعيل..تدخل محمولة على المشروبات ..ينهمر نهر حديثها بحروفها المكسرة..الغريب أن لديهاقوة استماع مرعبة ..تفهم برامج التليفزيون بأنواعها ..تتحدث عن الخلافة وتناقشها بطريقتها ، وتدور حول مشكلات البلد طالبة منى الحل ، كأننى المسئول عنها وحدى ، وتنتقل الى شخصية أولاد البلد وماجرى لها ،والغد ومايحمله من مفاجآت ..أنظر الى اسماعيل مستغيثا ..ليس ضيقا منها ، بل لضرورة خروجى لأعمال أخرى ..يحاول اسماعيل التدخل ..اشعارها بضرورة الانتهاء ..لاتعطيه فرصة لكلام او حتى ابداء رأى .. بل هى فقط تتكلم ..وحين يطول الصمت حولهاتنتبه ..تتسائل ببسمة راضية :- ضايقتك بحوارى ؟،
    ...................................
    رآيتها تجلس على حافة الحياة ..رأسها على صدرها ..تبخل بنظراتها الكليلة على الكون حولها..وامرأة شابةتقف فوق رأسها يمينا. سابحة فى ملكوت شرودها ..تتأمل بيان حالتها ..مرتدية بالطو أبيض يتقافز فوق جسدها زهوا بنصاعته..وفوق رأسها شمالا تقف امرأة اخرى حاملة بين يديها الطب والحقن والبرشام وجهاز قياس الضغط..اتسعت عيناى وهما تبتلعان المرئيات أمامى..تحتضنان الجسد المفترش السرير ..تزرعان على خلاياه أشواقهما..تقدمت خطوة ..جابهتنى أمطار رعدية من عينى المرأة ذات البالطو ..سألتنى وهى ترمينى بشرر نظراتها المتأججة:
    - قريبها؟
    انسالت الكلمات دون ارادة منى : - نبحث عنها منذ زمن
    اخترقت نظراتها جدار حدقاتى وهى تزمجر :-
    - - كيف تتركوها هكذا ؟

    تركتها اليها ..رأسها ماتزال على صدرها..اقتربت منها..أمسكت يدها المعروقة هاتفا..أم اسماعيل..
    رفعت جبالا من فوق عينيها لترانى ..رمتنى بنظرة متعجلة وعادت تحنى رأسها من جديد بعد ان اشاحت بيدها قائلة فى ملل..ماذا تريد ؟
    ..........................
    حملته على جناحى طائرا به الى حيث أريد ..على باب المستشفى القيت به من حالق ..تركته ودخلت ..هرول خلفى ..على بابها تكسرت أجنحتى ..وقفت تاركا له فرصة التقدم ..فاض سيل قنواته الدمعية وتوقف الى جانبى ضارعا ..أدخل معى ..رميت بعينى الدهشة فى وجهه معترضا ..لاحظ أنها أمك انت..دفعنى بيده فاندفعت معه الى حيث تصيدتنى مخالب نظرات البالطو الابيض الذى يزهو بنصاعته ..رمتنى بلمعة استنكار من أحداقها ..تراجعت ..تقدم هو ..أمى..قبل يديها وهو يغمسها فى بحر دموعه ..رفعت عينيها اليه ..نظراتها رافضة ..حانقة ..انفرجت شفتاها الجافتان عن كلمتين ..من انت ؟..تضرعت همساته ..انا اسماعيل ....لم تبال به ..استدارت الى الطبيبة بجوارها راجية ..اريد اسماعيل ابنى ..قالت الطبيبة بحروف منسوجة بالدهشة ..وهذا ؟؟أشاحت برأسها عنه ..هذا ليس ولدى ..لا أعرفه ..وعادت رأسها تنحنى على صدرها..بخلا على الكون بنظراتها ..!
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد عباس على داود; الساعة 03-03-2010, 21:34.
    مدونتى (قصة قصيرة)
    htt\\mabassaly.blogspt.com
    مدونتى (شعر )
    htt\\mohamedabassaly.blogspot.com
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    الزميل القدير
    محمد عباس علي داوود
    نص رائع ومتقن جدا
    سهوت عن الهمزات زميلي وأهملتها كثيرا
    أرجوك عد للنص وضع الهمزات في مكانها لأن هذا النص سأرشحه للذهبية ويجب أن تكتمل فيه العناصر
    ضع الهمزات زميلي ولا تهملها مرة أخرى فزملائك هنا ما شاء الله عليهم سيكونون بالمرصاد وهذا هو ديدنا هنا نصحح لبعضنا ونناقش النصوص ونصوب الخطأ كي نرتقي للعلى نحن أسرة واحدة
    تركت النجوم لنصك الرائع هذا
    أنت موهوب حقيقي
    لك ودي وباقة ورد عطرة
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • محمد عباس على داود
      محمد عباس على داود
      • 24-01-2010
      • 154

      #3
      بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
      الأخت الفاضلة عائده محمد نادر ..تحياتى..والله ياأخت عائدة لم أهملها ولكنى جديد على لغة النت ومازلت أسير متوكآ على آراء من هنا وأفكار من هناك فى التعامل مع الكمبيوتر والتواصل عبر النت رغم أن لدّى اثناعشر مطبوعا ونشرت قصصى بالعديد من المجلات والصحف العربية والمصرية طوال مايزيد عن عشرين عاما.لك كل التقديروسلام
      التعديل الأخير تم بواسطة محمد عباس على داود; الساعة 18-03-2010, 03:36.
      مدونتى (قصة قصيرة)
      htt\\mabassaly.blogspt.com
      مدونتى (شعر )
      htt\\mohamedabassaly.blogspot.com

      تعليق

      • إيمان الدرع
        نائب ملتقى القصة
        • 09-02-2010
        • 3576

        #4
        الأخ الفاضل : محمّد عبّاس علي داوود
        أذهلني هذا الدخول المبدع لعالم شخصيّات أبطال قصّتك
        وبإظهار هذا الكم من الألم الذي واكب القصّة ، وأظهرت باقتدارٍ ،قهر قلب أمّ لما لاقته من جحودٍ من الأبناءبعد رحلة عمرٍ مليئةٍ بالشقاء، بوركت أناملك ،تحيّاتي...

        تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

        تعليق

        • محمد عباس على داود
          محمد عباس على داود
          • 24-01-2010
          • 154

          #5
          الاخت الفاضلة ايمان الدرع ..تحياتى لك ولسوريا البلد والأهل ..اسعدنى مرورك الكريم وهب نسيم دمشق عاطرا عبر كلماتك ..لك كل التقدير وسلام
          مدونتى (قصة قصيرة)
          htt\\mabassaly.blogspt.com
          مدونتى (شعر )
          htt\\mohamedabassaly.blogspot.com

          تعليق

          • العربي الثابت
            أديب وكاتب
            • 19-09-2009
            • 815

            #6
            الأستاذ المقتدر محمد عباس علي داود...
            مساء جميل لك..
            رائع ياأخي لكنني لم أر في هذا النص مايميزه عن النصين السابقين:"الميزان" و" انشطار" وأعتقد أن النصوص الثلاثة جميعها بديعة..
            أدعو الإخوة أن يطلعوا على هذه الروائع..
            تحاياي الصادقة.
            التعديل الأخير تم بواسطة العربي الثابت; الساعة 14-03-2010, 23:56.
            اذا كان العبور الزاميا ....
            فمن الاجمل ان تعبر باسما....

            تعليق

            • محمد عباس على داود
              محمد عباس على داود
              • 24-01-2010
              • 154

              #7
              بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
              الاستاذ البديع ..العربى الثابت ..لك كل تحية وتقدير ..اطلالتك طاقة نور تشرق على ظلمة حروفى ..لك عظيم تقديرى والسلام
              مدونتى (قصة قصيرة)
              htt\\mabassaly.blogspt.com
              مدونتى (شعر )
              htt\\mohamedabassaly.blogspot.com

              تعليق

              يعمل...
              X