كنت صغيرا .....
لم أتجاوز السابعة عندما ارتبطت بعلاقة خاصة جدا مع شجرة الزنزرخت التي عاشت أمام بيت جدّتي الذي تميز لي برائحة تختلف عن غيره من البيوت في القرية وكأن الطين الذي بني منه كان يتعرّق كما يتعرق الفلاح في الحقل
كنت واثقاً أن الزنزرخت و جدتي الأكبر (جدّة أبي) هما السبب بتميز رائحة بيتنا عن غيره
سحرني الزنزرخت فقد فهمت بفضله الجمال وأصبحت أقارن غيره من الأشجار به ,حتّى اقتنغت أن الزنزرخت هو الجمال ولربما خلاء طفولتي من الألعاب جعله يحتل مساحة كبيرة في إدراكي لدرجة أنني اخترعت طقوساً للتفاهم مع هذه اللعبة العملاقة فلقد كانت تبدو لي حينها بحجم نصف السماء التي لاتنتهي
كنت أتسلل إلى سطح البيت سراً , لكي لا تراني إحدى جدّتي فتنهرني خوفاً على التين المجفف لأنهن لم يكن يفهمن ما الذي يأخذني لأجلس ساعات هناك ....
كنت ألاعب الزنزرخت الجميل
كنت أراقب حركات أوراقه وأتساءل إن كان هو الذي يخلق الريح وأحياننا يتلاعب بها فيجعلها نسائماً وأحيانا يحرّك أوراقه بسرعة وكأن أغصانه تحاول التصفيق , لقد كنت على ثقة أن الزنزرخت يلعب ويمل ويتعب ويرتاح
حتى يتكلم ولكني لا أفهم لغته !!
كنت أراقب الثغرات بين أوراقه في حالة السكون وفي حالة الهيجان كنت مسحوراً بهذا الرسم وبجمال هذا الشكل الكلّي لمجموع هذه الثغرات
ليختفي الزنزرخت و كل الأحداث التي يقوم بها ويظهر أمام عيني رسم متكامل من النور السماوي , هو الخلفية التي أراها من السماء وراء الزنزرخت
كان هذا الرسم ما يسحرني فهو أجمل من الزنزرخت نفسه بل اكتشفت حينها أنه هو الأساس و الزنزرخت بأوراقه وحياته كلها وجد لأجل هذا الرسم فالرسم هو الهدف الذي يحيا الزنزرخت لأجله
بحثت في القرية عن أشجار أخرى من الزنزرخت فلم أجد سوى ثلاثة
وقمت بمقارنة الرسم السماوي وراء كل منها فكان كل منها يشابه الآخر
كان الرسم شبيهاً بأوراق الزنزرخت
قارنت خلفية الزنزرخت بخلفية التين و الزيتون و السنديان و غيره من الأشجار في حارتنا ولم أجد ما أعجبني كالخلفية التي اكتشفتها على سطح بيت الطين الذي غرس رائحته في أنفي حتى هذه اللحظة كما غرس بي أبي اسمي
و الآن و بعد أربعين سنه , أرى الزنزرخت يساعدني على الإجابة على العديد من الأسئلة التي ما زلت أطرحها ليجيب عليها العالم المحيط بي أنّه لم يفارقني حتى اليوم وهو يرافقني دائما حتى عندما لا تكون أحداثه حيّة في ذاكرتي ولكن الرسم أصبح وشماً على قشرة دماغي .
وما هي لعبة الرسم و الأحداث إلا علاقة الروح والنفس
فما سحرني بطفولتي هو الروح و الشعور بوجودها في كل ما يتحرك ويسكن !!
سحر الروح يخلق السعادة بالأحداث
و السعادة التي نراها لا تفارق الأطفال في مسيرة نموهم سببها سحر الروح الذي يفتح لهم أبواب الإدراك فكلما عقولهم فهمت شيئاً جديدا
تملأ الروح نفوسهم بالسعاده .
فالسعادة الحقيقية هي السعادة الناتجة عن الفهم
لم أتجاوز السابعة عندما ارتبطت بعلاقة خاصة جدا مع شجرة الزنزرخت التي عاشت أمام بيت جدّتي الذي تميز لي برائحة تختلف عن غيره من البيوت في القرية وكأن الطين الذي بني منه كان يتعرّق كما يتعرق الفلاح في الحقل
كنت واثقاً أن الزنزرخت و جدتي الأكبر (جدّة أبي) هما السبب بتميز رائحة بيتنا عن غيره
سحرني الزنزرخت فقد فهمت بفضله الجمال وأصبحت أقارن غيره من الأشجار به ,حتّى اقتنغت أن الزنزرخت هو الجمال ولربما خلاء طفولتي من الألعاب جعله يحتل مساحة كبيرة في إدراكي لدرجة أنني اخترعت طقوساً للتفاهم مع هذه اللعبة العملاقة فلقد كانت تبدو لي حينها بحجم نصف السماء التي لاتنتهي
كنت أتسلل إلى سطح البيت سراً , لكي لا تراني إحدى جدّتي فتنهرني خوفاً على التين المجفف لأنهن لم يكن يفهمن ما الذي يأخذني لأجلس ساعات هناك ....
كنت ألاعب الزنزرخت الجميل
كنت أراقب حركات أوراقه وأتساءل إن كان هو الذي يخلق الريح وأحياننا يتلاعب بها فيجعلها نسائماً وأحيانا يحرّك أوراقه بسرعة وكأن أغصانه تحاول التصفيق , لقد كنت على ثقة أن الزنزرخت يلعب ويمل ويتعب ويرتاح
حتى يتكلم ولكني لا أفهم لغته !!
كنت أراقب الثغرات بين أوراقه في حالة السكون وفي حالة الهيجان كنت مسحوراً بهذا الرسم وبجمال هذا الشكل الكلّي لمجموع هذه الثغرات
ليختفي الزنزرخت و كل الأحداث التي يقوم بها ويظهر أمام عيني رسم متكامل من النور السماوي , هو الخلفية التي أراها من السماء وراء الزنزرخت
كان هذا الرسم ما يسحرني فهو أجمل من الزنزرخت نفسه بل اكتشفت حينها أنه هو الأساس و الزنزرخت بأوراقه وحياته كلها وجد لأجل هذا الرسم فالرسم هو الهدف الذي يحيا الزنزرخت لأجله
بحثت في القرية عن أشجار أخرى من الزنزرخت فلم أجد سوى ثلاثة
وقمت بمقارنة الرسم السماوي وراء كل منها فكان كل منها يشابه الآخر
كان الرسم شبيهاً بأوراق الزنزرخت
قارنت خلفية الزنزرخت بخلفية التين و الزيتون و السنديان و غيره من الأشجار في حارتنا ولم أجد ما أعجبني كالخلفية التي اكتشفتها على سطح بيت الطين الذي غرس رائحته في أنفي حتى هذه اللحظة كما غرس بي أبي اسمي
و الآن و بعد أربعين سنه , أرى الزنزرخت يساعدني على الإجابة على العديد من الأسئلة التي ما زلت أطرحها ليجيب عليها العالم المحيط بي أنّه لم يفارقني حتى اليوم وهو يرافقني دائما حتى عندما لا تكون أحداثه حيّة في ذاكرتي ولكن الرسم أصبح وشماً على قشرة دماغي .
وما هي لعبة الرسم و الأحداث إلا علاقة الروح والنفس
فما سحرني بطفولتي هو الروح و الشعور بوجودها في كل ما يتحرك ويسكن !!
سحر الروح يخلق السعادة بالأحداث
و السعادة التي نراها لا تفارق الأطفال في مسيرة نموهم سببها سحر الروح الذي يفتح لهم أبواب الإدراك فكلما عقولهم فهمت شيئاً جديدا
تملأ الروح نفوسهم بالسعاده .
فالسعادة الحقيقية هي السعادة الناتجة عن الفهم
تعليق