المنتديات الأدبية على شبكة الإنترنت .. ملتقى الأدباء الكوني / جميلة الكبسي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جميلة الكبسي
    شاعرة وأديبة
    • 17-06-2009
    • 798

    المنتديات الأدبية على شبكة الإنترنت .. ملتقى الأدباء الكوني / جميلة الكبسي


    (الجزء الأول)

    باتت المنتديات والملتقيات الأدبية والثقافية المنتشرة على صفحات الإنترنت محل اهتمام الكثير من رواد هذا العالم الإلكتروني الزاخر الذي يكتظ بكل جديدٍ ملفت، من جاد المواقع وهازلها.
    بل إن هذه المواقع صارت تتنافس فيما بينها لتتفرد وتتميز سواء بالمادة المطروحة أو بطريقة طرحها وخلق المواضيع التي تهم المشتركين والزوار لضمان أكبر قدر ممكن من التفاعل، الذي تحقق من خلاله أهدافها المادية والفكرية على حدٍ سواء.
    ومما لاشك فيه أن لا سبيل إلى هذا إلا بحصد أكبر عدد ممكن من المشتركين والزوار، وبترغيب الأعضاء الفعالين والموهوبين بنشر إبداعاتهم الفكرية، أو بتشجيعهم من خلال اعتماد أفكارهم التي يقترحونها لتفعيل المكان وتنشيطه وزيادة احتمال إقبال المنتسبين إليه، وكذلك بالتعاون من خلال تكليفهم بمهام إدارية وإشرافية لابد منه لتكاتف الجهود والظهور بشكل متكامل، فأساس هذه المواقع قائم على التعاون والجهد المكثف المستمر من خلال العمل الطوعي للأعضاء المبدعين والنشطين.
    ويحرص الكثيرون على الانضمام لأكثر من تجمع أدبي بُغية الانتشار السريع وبحثا عن النجومية، وقد يغفلون هنا عن أمرٍ في غاية الأهمية وهو أن الشهرة سلاح ذو حدين، فليس الجميع يشتهرون تلك الشهرة الايجابية ويعرفهم الآخرون من خلال إبداعاتهم المتميزة، فقد تعرف بعض الأسماء وتشتهر بصفات لا علاقة لها بالأدب والإبداع، ولعل هذه النوعية تعتمد سياسة (خالف تعرف).
    وبالتأكيد هناك اختلاف يفرض نفسه بقوة حين يكون قائما على الخلق والابتكار معتمدا على أسس منطقية تخاطب عقل المتلقي باحترام، وليس ذلك الاختلاف العقيم الذي يشعل النقاش حول فكرة مبتورة سرعان ما تنتهي بفشل أكيد.
    فائدتها حقيقة أم وهم؟
    تمثل هذه المواقع منهلا علميا زاخرا لمن تتاح له الفرصة للإفادة الحقيقة منها، وليس معنى إتاحة الفرصة في المشاركة والنشر أن كل من يشارك هو على الخط الصحيح، إذا لم يكن باحثا حقيقيا عن التطور، الذي يكون ثمرة للنقد الموضوعي البعيد عن المجاملة والإسراف في المدح، أو النقد الذي يخطه قلم حاقد يعمد إلى تحطيم نفسية المبدع، خاصة ألا رقيب هنا إلا الضمير، فلن يكون المعارضون كُثر، وإن وجدوا قد لا يتوفر بينهم من يتحلي بالحجة والأسلوب المنطقي السوي في الحوار، وهذا لا يجعل النتائج دائما في صالح الحقيقة، خاصة إذا كان الطرف الآخر (المهاجم) يجيد فن الجدل للجدل، ولكن هذا لا ينفي أن تكرار الحدث يقوّم السلوك ويطور أسلوب التعاطي مع القضايا المطروحة، مما يجعل الأمر أكثر سهولة مع الوقت.
    وفي سؤال عن النقد ومدى جدواه وفعاليته في المنتديات الأدبية يقول الأديب والقاص الفلسطيني ياسر مصطفى حمّاد: (الحقيقة أن العقول ما زالت لا تقبل مبدأ النقد ولا تقبل مبدأ أن كل كاتب هو بالأصل طالب علم وعليه أن يتعلم من كل كاتب، إن كان لغويا كبيرا أو متعلما فتي؟ وهذا يجعل أقسام النقد بالمنتديات أشبه بالطفل اليتيم الذي يعيش في عائلة لا ترغب بوجوده بين أفرادها، وهذا يقلل من شأن التفاعل معها والإفادة منها بالشكل المطلوب.
    وأيضا من الأسباب التي تؤدي إلى فتور أقسام النقد غياب المتخصصين في نقد الأدب، فهم يعزفون عن هذا القسم، ولا يجدون أنفسهم فيه على الإطلاق لأنه يفتقر للتفاعل المشجع، لكن هذا لا يمنع أن هناك منتديات ومواقع أدبية متخصصة في الأدب والثقافة لا تساوم على ثقافتها والأدب الموجود فيها ونرى الأعضاء على مستوى عال من الوعي والإدراك ونجد أيضا المناقشات الأدبية الغنية، والتي تستحق بالفعل القراءة والاطلاع، لكن مع الأسف هي قليلة جدا.
    ولعل من أهم المشكلات النقدية التي قد تواجه المبدع غياب اللغة الحميمة بين الناقد والمبدع، وميل الخطاب النقدي إلى الجفاف والصرامة وإغفاله لسن المبدع، أو كونه في بدايات مشواره الحلم، ولأن العمل الأدبي هو في الحقيقة خلاصة روح المبدع حتى وإن قل مستواه، فإن التعرض له بقسوة لأمر يؤلمه بالتأكيد، حين يشعر أنه فشل رغم صدقه، وأن هذا الآخر (الناقد) لم يفهم ما حاول هو التعبير عنه بشفافية كاملة، فلا يرسخ في ذهنه إلا أن النقد (غول) مهمته الحقيقية أن يحطم ويدمر كل ما في طريقه، وأنه لا يرى إلا سلبا، وهذا هو الوجه الآخر الذي لا يقل خطورة عن مقابله القائم على الثناء المسرف والمجاملة.
    وفي ظل غياب الأسلوب النقدي الصحيح نجد الكثير من الأحلام الموؤدة، التي كان من الممكن أن ترى النور، ويكون لها شأن حقيقي لو حظيت بالنقد المناسب، ومن هنا تتجلى حقيقة الرسالة السامية للنقد، وأنه كما يبني يهدم، وهواة اليوم سيتذكرون كل التفاصيل عندما يُصبح لهم شأن كبير مستقبلا، كما أن مدعي الدراية والعلم بالنقد ومداخله مهما علت رتبتهم العلمية كأن يكون بدرجة دكتور مثلا، فلا قيمة لفكره النقدي إن لم يبني ويقدم العون للآخرين.
    http://www.elaphye.net/details.asp?id=2686&catid=64
    يتبع...
    *
    * *
    * * *

    " أنا من لا تمل الأمل "

    * * *
    * *
    *
  • جميلة الكبسي
    شاعرة وأديبة
    • 17-06-2009
    • 798

    #2
    الجزء الثاني

    كما تتنافس المواقع فيما بينها لعرض الأفضل الذي تستقطب به الزوار، فكذلك الأعضاء فيما بينهم يتنافسون للتميز في اختيار المادة وأسلوب طرحها قبل أن توقع بأسمائهم، فهي في حقيقة الأمر تمثل بالنسبة لهم الصورة التي يرغبون برسمها وترسيخها في أذهان الآخرين عنهم، وأولئك الذين يدركون أنهم بما يقدمون يقررون كيف ستراهم كل عينٍ تقرأهم، هم فقط من يستفيدون من المشاركة ويجنون ثمار مكثهم لساعات طوال أمام شاشات الحاسوب. شهرة وسمعة حسنة وفائدة علمية فكرية حقيقية، تنعكس بشكل واضح على أسلوب تفكيرهم وحواراتهم، في كافة شؤون حياتهم حتى وإن كانت بعيدة عن سماء الإنترنت.
    وقد تخلق هذه المنافسة في كثير من الأحيان جواً كئيبا تقرره الغيرة بين الأعضاء، الأمر الذي لا نستطيع مهما حرصنا، تفاديه أو نسج تصور مسبق لنتائجه، فهو يعتمد على نفسيات المتنافسين وردود أفعالهم إزاء كل مدٍ وجزر يعتري الموقف. لكن هذا لا ينفي أن المنافسة ظاهرة صحية، تتطور على إثرها الشخصية المبدعة، وكذلك المكان.
    ومن الأسماء الشابة التي أفادت بشكل ملحوظ وقوي الشاعرة السورية الشابة سارة مرتضى 24 سنة، حيث تحدثت عن تجربتها قائلة: (أستطيع وصف تجربتي بالغـنية والمثمرة إذ أسهمت في تنمية وصقل موهبتي بالاطلاع على الإنتاج الإبداعي لكوكبة من ألمع الأدباء والشعراء بالإضافة إلى الثراء والتواصل الفكري والمعرفي وتبادل الخبرات، وكان للنقد البناء والتوجيه الهادف بالغ الأثر في تقـويم تجربتي ووضعها في المسار الصحيح وقد نشرتُ عــدة نصوص نثرية وخواطر وجدانية وبعض القصائد الشعرية في أكثر من منتدى).
    مشكلات الأعضاء
    تضم هذه التجمعات الكثير من الأعضاء والزوار اللذين تختلف ثقافاتهم باختلاف البيئة التي نشأوا بها، وبالتالي لابد من تعاكس هذه الثقافات خاصة في ظل ما هو راسخ في تركيبة الفكر العربي القائم على أساس الفكرة الواحدة وكل من خالف فهو ضد، وحين توجهت بالسؤال للأستاذ والأديب المصري المعروف محمد شعبان الموجي عميد ملتقى الأدباء والمبدعين العرب الملتقى الأكبر والأوسع شهرة والذي يعتبر من أهم الملتقيات وأثراها، أجاب قائلا: (أهم المشاكل التي تقع بين الأعضاء وبين أنفسهم تقع بسبب غياب ثقافة الاختلاف وسيطرة فكرة الرأي الواحد وغياب أدب الخلاف والاختلاف وما بعد الاختلاف، في ظل أزمة أخلاقية طاحنة في لغة المتحاورين، ولاشك أن الوصول للغة حوار نظيفة أمرٌ من شأنه أن يقلص المشاكل إلى درجة كبيرة جداً، كما أن مشكلة الشللية والتربيطات الخارجية عبر الماسنجر وبرامج المحادثة من أهم الأسباب المؤدية للمشاكل).
    وتعتبر مشاكل الأعضاء فيما بينهم من أهم القضايا التي تقضي إدارات هذه المواقع وقتا كبيرا للنظر فيها والبت بشأن ملابساتها، لذلك تصدر الكثير من القرارات بحظر الأعضاء اللذين تثبت إساءتهم مع الإصرار على مواقفهم، وأحيانا قد يتم طردهم نهائيا ومنعهم من المشاركة أو التواجد إلا كزوار.
    ولأن الكثير يعتبر عالم الإنترنت عالما وهميا، لأن من يتعامل معه مهما كان حريصا على الوضوح والصدق في التعامل مع أفراده، إلا إنه لا يستطيع بأي حال من الأحوال أن يراهن على صدق الآخرين ومدى وضوحهم. فلاشيء يثبت أن أولئك اللذين يحدثهم يظهرون بأسمائهم الحقيقية مثلا، خاصة أن هناك من يحرصون على الظهور بأسماء مستعارة كألقاب أو أسماء ثنائية في الحوارات ذات الرؤى المرفوضة سياسيا أو اجتماعيا وهذه تعتبر من أهم الأمور التي تواجه إدارات الملتقيات وعن هذا يضيف الأستاذ محمد شعبان الموجي: (بسبب إصرار العضو على ممارسة حريته في معزل عن مجتمعه الإلكتروني والواقعي الذي يعيش فيه، لاسيما أصحاب الأسماء المستعارة الذين يهربون من المسئولية الأخلاقية والقانونية التي قد تلحق بهم ويريدون ممارسة الحرية والشجاعة والإقدام والرجولة ومكافحة الصليبية والصهيونية والاستبداد على حساب غيرهم ومن وراء حجاب وأقنعة، ويرفضون من ثم الالتزام بأية مسئولية قانونية أو أخلاقية وهي التي نصت عليها اللوائح وشروط الانتساب وكلها أمور واضحة ومعايير متفق عليها بين العقلاء) ويثبت هذا القول ويؤكد عليه الشاعر الدكتور جمال مرسي مؤسس منتديات قناديل الفكر والأدب مع رؤية حول الطريق الأفضل في التصدي لهذه المشكلة قائلا: (ومن أهم المشكلات التي تواجه إدارة المنتديات هو موضوع الأسماء الوهمية أو المستعارة ولأن قناديل الفكر والأدب هو منتدى أدبي في المقام الأول فقد اهتمت إدارته بتثبيت هوية كل أديب من خلال عدم قبول الأسماء الوهمية أو المستعارة و رسم سياسة عامة للحوار، تقوم على أدب الحوار و تقبل النقد البناء و الهادف و الابتعاد عن كل ما من شأنه أن يحيد المنتدى عن رسالته أو يبعده عنها)..
    http://www.elaphye.net/details.asp?id=2731&catid=64

    يتبع
    *
    * *
    * * *

    " أنا من لا تمل الأمل "

    * * *
    * *
    *

    تعليق

    • جميلة الكبسي
      شاعرة وأديبة
      • 17-06-2009
      • 798

      #3
      الجزء الثالث والأخير

      إن نشر ثقافة النقد البناء وتمرين النفس على تقبل الآخر، وتطوير الكوادر الشابة وإعانتها من خلال تقديم النصيحة الأمينة والتوجيه السليم، من أهم أهداف الملتقيات الجادة يجعل هذه الأماكن وبجدارة منهلا علميا حقيقيا لا يستهان به، خاصة أن من يطرقون أبوابها يعلمون أن لا شهادات ستمنح لهم وأنهم لن يجنوا من وراء هذا التفاعل أي مقابل مهني أ ومادي لذلك فإن الهدف الرئيس لهم ه والمعرفة من أجل المعرفة والفائدة العلمية فقط، وهنا تتجلى أسمى أهداف العلم. ولعل الملتقيات التي تقوم على التعارف والتسلية والدردشة تقدم خدمة هامة من حيث لا تدري لتلك التي تعنى بالمعلومة، فهي بمثابة مصفاة تنقي أعضاء الملتقيات الجادة من الدخلاء الذين يمثلون مصدرا رئيسا للمشكلات والغوغائية لاختلاف أهدافهم وأسباب تواجدهم، وهذا يؤكد أن عالم الإنترنت عالم متكامل يستطيع المرء أن يحدد وجهته فيه وهدفه ويجد ما يبحث عنه أيا كان توجهه.
      سياسات
      وقد يتوحد الهدف من هذه المنتديات، ومع ذلك نجد اختلافا في بعض السياسات التي تنتهجها، وبالتأكيد هذا يعتمد على رؤية مدير المنتدى وطريقته في تسيير القانون، فنجد بعض المنتديات تعتمد سياسة حجب المواضيع عن الزوار وحصرها في الأعضاء، سعياً منها لزيادة عدد المنتسبين المتتبعين للعناوين التي تهمهم أ ولبعض الأسماء المشهورة والتي تتواجد في ذلك المكان، وقد تستقر بعض الأسماء في مكانٍ واحد، فلا تتواجد أ وتنشر في سواه، وبهذا يجد متتبعي هذه الشخصية أنفسهم في ذلك المنتدى، عن طريق محركات البحث كـ (القوقل).
      وأيضا هناك سياسة منع نسخ المواضيع لغير الأعضاء، أ والأعضاء اللذين لم تبلغ مشاركاتهم عددا معينا، للتأكد من أن هذا العض ولم يسجل لنسخ المواضيع فقط، ولمزيد من الثقة بأن هذا الوافد راغب بالتفاعل مع ما ينشر، وليس مجرد عابر ينسخ الموضوع ويذهب، وربما يستغله استغلالا سيئا كأن يقوم بتحريفه وسرقته. ولهذا يرى البعض أن هذا حرصا من المنتديات على حفظ حقوق مبدعيها.
      وحول هذا توجهت بالسؤال للشاعر السوري الكبير ماجد الخطاب مؤسس ومدير منتديات المجد الثقافية، فأجاب قائلاً: (لستُ مع حصر مشاهدة الموضوعات الموجودة في المنتدى من قبل الأعضاء المنتسبين فقط، بل أفضل أن يراه الجميع من داخل وخارج المنتدى. لكني لست مع نسخ الموضوعات لما يحدث جراء ذلك من تشويه أحيانا، وعدم توثيق، إضافة لأمور أخرى. إلا إذا تم أخذ موافقة صاحب الموضوع فهذا أمر آخر)
      وسواء حصرت المواضيع أولم تحصر، تبقى المنتديات الأدبية مع كل هذا التفاعل الجماهيري منهلا علميا وفكريا كبيرا، وحرما ثقافيا يحج إليه محبي الشعر والأدب والفنون والفكر باستمرار، ولا ننسى العمر القصير لفكرة المنتديات ككل فأن تحصد كل هذا الاهتمام في فترة زمنية قصيرة لا تتعدى البضع سنوات، لمؤشر يؤكد نجاحها وقابليتها للإفادة واستمرار العطاء والتطور مع الوقت. وهذا يعزز من أهمية رسالتها العلمية والإعلامية ويشي بعمقها ومدى ثرائها .

      http://www.elaphye.net/details.asp?id=2779&catid=64
      *
      * *
      * * *

      " أنا من لا تمل الأمل "

      * * *
      * *
      *

      تعليق

      يعمل...
      X