اهلا بعودتك أستاذي الفاضل أود الإشارة بداية إلى أن كلامي في البداية والمشار إليه هو في الأصل انتقاد للأدب الفلسطيني قبل أن يكون انتقادا للنقد الموجه إليه فالقصد أن أوضح أن الأدب في تلك الفترة أصبح في بعضه هشّا جراء قبول أي شيء صادر من الأدب الفلسطيني لكونه فلسطينيا فقط وقد اشرت إلى ذلك بمقولة الشاعر الراحل محمود درويش رحمه الله ( أنقذونا من هذا الحب) وهي عنوان المقال المشهور الذي وضح فيه تلك النقطة وكانت النقطة الثانية هي تنبيه الإخوة الى التفريق بين مصطلحي الأدب الفلسطيني وأدب القضية فلولا وجود الفرق بينهما لما وجد هذا التفريق في الأصل كإشارة للخصوصية فقط لا غير لا للأفضلية أو غيرها وبما أنك حضرتكم قد مررتم في مثل تلك المرحلة فأظن أنه ليس من الصعب إدراك الفرق بين الداخل والخارج
تحياتي العطرة وأرجو من حضرتك أستاذي القدير متابعة الموضوع وباقي وجهات النظر مع وافي الشكر والتقدير.
دمت بخير

أخي العزيز محمد الأطرش
لقد طرحتَ للنقاشِ موضوعًا حساسًا ومتعطِّشًا للنقاش . لقد كثُرت المهاترات
حول الشعر الفلسطيني وتراوحَ التقييمُ بين التقديس والتَبخيس . وكثرت المغالطات وقد أوشكت الموضوعية في بعض الدراسات "النقدية" على المغيب أو الغياب . فبعضُ النقادِ عثَّرتهُ قلَّةُ المراجع وبعضهم ساقتهم غاياتٌ في نفوسِ "يعاقيبهم" ! وأودُّ في هذه العُجالةِ أن أضعَ بعض النقاط على بعض الحروف :
1) أدبنا الفلسطيني على خصوصيته المعروفة ليس حكرًا على الشعب الفلسطيني . لقد كان عربيَّ المنحى إنسانيَّ التوجُّهِ والمضمون وذلك منذ بداية فورانهِ في أواخر الخمسينات . من هنا يحقُّ لكلِّ عربيٍّ ، كون القضية الفلسطينية عربية في الأساس ، أن ينقد ويحلِّلَ . ليسَ من باب توزيع الرُّتَبِ الشعرية ، فهذا رقيبٌ وذاكَ لواءْ . وإنما من باب فهمِ خصوصية هذا الأدب على خلفية عروبيتهِ وإنسانيتهِ .
2) على مثقفي العالم العربي أن يبذلوا أقصى طاقاتهم في تحرِّي الحقائقَ حول الأدب الفلسطيني وفهم تجربة كل شاعر أو كاتب على حدَه . دون الوقوعِ في شَرَكِ الشلليَّةِ ونقيصةِ التجنِّي .
3) من خلالِ معايشتنا لأدبنا المحلي نعرفُ أن عامةَ الناس من أبناء شعبنا هنا سبقوا " نقادهم " إلى التفاعلِ الرائع مع أدبهم وأدبائهم .
4) يجبُ فتح باب التقييم والنقد العلمي الحقيقي على مصراعيه لكل ناقد حتى ولو كان أجنبيا . ولأسفي الشديد فقد أتت دراساتُ هؤلاء أكثر موضوعيةً من بعضِ دراسات النقاد العرب أو الفلسطينيين في بعضِ الأحيان .
5) لقد قالَ أخونا محمود درويش ذاتَ مرةٍ : "إرحمونا من هذا الحُبِّ القاتل ! " بينما كانَ شعبنا هنا وفي طليعته شعراؤهُ يخوضُ معركة البقاء . وكان ىوكانوا في أمسِّ الحاجةِ لرشفةِ دعمٍ وحبٍّ من أشقائنا العرب . ولم نوافقهُ الرأي في حينهِ فتراجعَ عن مناشدتهِ هذه !
6) من الناسِ من لا يميز بين حالات الفعلِ مثل : رُحِّـلَ ورَحَلَ .
أخي محمد الأطرش محسوبك شاهد عيان وسماع على عصره . فقد عاصرتُ سميح القاسم ومحمود درويش وتوفيق زياد وراشد حسين وفدوى طوقان وغيرهم الكثيرين . جالستهم دون أن أكونَ ندًّا لهم ، آكلتُهُم وشاربتهم وقرأتُ بعض قصائدهم عبر مسوداتها . أعرفُ "البير وغطاه " كما يقول ناسُنا .
شكرًا لطرحكَ هذا الموضوع وإذا ما رأينا أن التداولَ موضوعي وصادق وجدِّي فلن نتوانى عن المشاركة الفعالة خدمةً لطرحكَ . والله والحقيقة والشعرُ من وراء القصد .

الأخ محمد-حفظك بالطبع النقد حر وليس
له وطن -----فينقض النقاد أشعار الفرنسيين
والامريكان------الخ
وفلسطين جزء سليب من الامة- ونحتاج للأدب الفلسطيني
أن ينتشر ويكتب عنه القاصي والداني

شكراً على هذا الموضوع المهم