الى التي لم تعطِ شيئاً، ولكنها ملأتني بكل شئ حين أقبَلَتْ...
والتي لم تأخذ شيئاً معها، ولكنها لم تبقِ لي شيئاً حين رَحَلَتْ...
أشرَقَتْ، فأشرقَ كلُّ شئٍ معها...
وغابتْ، فأظلم الكونُ بعدها...
ما صدقتُ من كان يقول إنها هي الدنيا، حتى عرفتها...
بضعَ اوراقٍ، وفيضَ كلمات، تموجُ حباً، ودفئاً وحنانا .
ومساحاتٍ من الحزن والسعادة، القلق والرجاء، واليأس
والانتظار... ،والسهر اللذيذ ...
وصور وذكريات، من لقاءاتٍ صار الحلمُ بها مجرد حلم .
هذا كل ما تركَتْهُ لي ، وكل ما عرفتُهُ عنها .
حبيبتي :
في الليل، وحين يهدأ ضجيج الحياة، وحين تلفني الوحدة ...
أفترشُ ذكرياتي، وأوهامي، وأحلامي، والظنون...
هذه الفتاة البعيدة ، التي أستباحت الروحَ والقلبَ وكل كياني،
هل هي حقيقةٌ أم...؟
هل كان مقدراً أن تشرقي صُدفةً، وان تشتعلَ المسافات بيننا
بالحب والشوق والاشعار والرسائل ، ولتورقَ الدروبُ من
خطواتنا ، وتزقزق الشمس من ضحكاتنا، ثم ترحلينَ صدفةً
كما التقينا ...؟!
هل كان ما بيننا مجرد وهمٍ صدّقتُه؟
هل كان حلماً حلمته لأني محتاج لأن أراه؟
أم إنه سرابٌ شرِبْتُه في لحظات الظَمأ؟
هل كنتُ مجنوناً حين صدّقتُ بالكلمات، وتركتُها ترسمكِ لي ملاكاً
يطلُّ علي كل مساء؟
شتى الظنون والافكار والاسئلة، تطوف برأسي المتعب ... وكلها
تبحث عنكِ وعن جواب.
لذلك أشتاقكِ يا عزيزتي ...
نسمةً باردةً في ليلة صيف... أو سِنَةٍ من النوم يشتاقها عليلٌ هدّهُ
السهر وامَضَّهُ الالم....
وعندما لا أجدكِ، أفزعُ الى رسائلكِ، أنشُرُها حولي، عسى ان أجد
فيها ما يبددُ حيرتي...
أقبِّلها، أعيد قراءتها كالأسفار المقدسة ... وانثر كلماتكِ الرقيقةَ
عليَّ ، عطراً... ونوراً... وتعويذة أمان.
ثم احتَضِنُها لِأستشعر الدفء والضياء،
وأغفو حالماً بيومِ لقاء....
تعليق