السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ الدكتور حكيم عباس
لقد وعدت بالرجوع و الحمد لله على ذلك و بعد إعادة قراءة مقالك القيم ( أرجو التصويب إن أخطأت ) توصلت الى تقسيمه الى ثلاثة عناصرلقد تطرقت اليها بوضوح رغم تداخلها و تشعبها كما لها صلة وثيقة بموضوعك الآخر و الذي لا يقل ثراء عن هذاالموضوع و هما فعلا يتكاملان كما أفصحت عن ذلك في مقدمة موضوع القصة الحيةالأستاذ الدكتور حكيم عباس
و العناصر الثلاثة هي :الذاكرة , الخيال و الفن
1-الذاكرة
و تتداعي فينا صور لا حصر لها ، كأن باب الذاكرة انفتح على مصراعيه ، ننظر منه إلى ما مضى من سنين العمر ، بكل ما تحمل من جميل و قبيح ، من سعادة و ألم ، فكأننا نرى الوجوه و المكان بكل تفاصيله ، نسمع صرير الباب و الضحكات ...الخ
ماذا جرى؟ مجرّد رائحة التقطها أنفنا بينما كنّا نعبر الشارع استحضر كمّا هائلا من المخزون الذي التقطته باقي الحواس منذ ثلاثين سنة...!!!
فللذاكرة دور هام في تسيير حياة الإنسان فكلما رأى صورة أو عاش حدثا رجعت به الذاكرة الى مخزونها و تداعت عليه الصور بحلوها و مرها و كأنه أمام شاشة كبيرة يشاهد و يعيش أحداثا ليست بالأحداث و وا قعا ليس هو إذ يختلط فيها الماضي بالحاضر و الخيال بالواقع فهو يعيش في نفس اللحظة أحداثا داخلية على مستوى الذاكرة و الحس و الصورة و حدثا أو صورة أخرى خارجية تواصلت مع مخزون الذاكرة فهناك تفاعل وثيق بين داخل الإنسان و محيطه الخارجي و هذا التفاعل هو من في غالب الأحيان يحدد سلوك الفرد ,مقاله و حاله فأمام الفعل يقوم الإنسان بردة فعل
إذا للذاكرة قدرة هائلة على تخزين المعلومات التي تلتقطها الحواس و كلنا يعرف دورالجينات و الأمراض الوراثية فهل نستطيع أن نقول أنها أي الذاكرة يمكن أن تحتوي على معلومات منذ خلق سيدنا آدم ؟
و أنا أحكم العقل و المنطق فكما يرث الجسد لون البشرة و العين و الطول و القصر و الأمراض التي أثبت العلم أن بعضها وراثي , يمكن أن نفترض أن في خلايا المخ صور و أحداث ترسخ في الإنسان معاني يتوارثها أب عن جد و يقول هذا ما وجدنا عليه آبائنا و تكون له قناعات تتحكم في سلوكه و فكره و تجعله لا يتزحزح عنها قيد أنملة
ففي الجسد أمراض مزمنة تموت مع صاحبها و ليس لها دواء و حضرتك أدرى بذلك مع الفرق أن فكر الإنسان يمكن أن يغير قناعته إذا أراد ذلك فمن رحمة الله بنا أنه أنزل لنا القرآن الكريم و السنة الشريفة حتى نقتدي بهما و نتبع الأمر و ننتهي عند النهي و لا نتمسك بالموروث و ننسج منه سلوكا و فكرا فيكون فاعلا في حياتنا و نصبح له تابعين.
و هذا الموروث الفكري إذا لم نتخلى عنه و نتجرد منه نظرنا من خلاله إلى الأشياء و شهدناها بعينه و أولناها بأدواته و أدركناها بمقتضاه كمن لبس نظارة سوداء و رأى الأشياء من خلالها أو كالمريض (شفى الله الجميع) لا يستطيع أن يأكل ما يريد بل ما به هو الذي يملي عليه حمية معينة و سلوكا معينا أعرف أنه موضوع شائك ولكن حضرتك قلت أن لا ثابت عندك إلا القرآن و السنة الصحيحة و أنا أيضا كذلك .أتوقف عند هذا الحد و للحديث بقية إن شاء الله تعالى أرجو إذا لم يكن لديك مانعا أن نناقش ما طرحت بعدها سوف أنتقل بإذن الله تعالى إلى العنصر الثاني و أضيف ملاحظة أن القراءة بالنسبة لي هي مفتاح لباب ينفتح على أبواب أخرى مقفلة يمكن أن تفتح بإذن الله تعالى
أستاذي الكريم شكرا على سعة صدرك مع تحياتي و تقديري
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اترك تعليق: