حاضِرٌ عن خديجتي الغَزِّيـَّة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. نديم حسين
    شاعر وناقد
    رئيس ملتقى الديوان
    • 17-11-2009
    • 1298

    #16
    أستاذنا الرائع عارف عاصي
    مداخلاتُكَ دائمًا مرغوبٌ فيها جدًّا ، لما تحمِلُ من صِدقِ المشاعرِ ونُبلِها .
    لن نخرُجَ من قيظِ هذا الزمنِ الموجوعِ ، لنفيءَ إلى ظِلِّ الحِيادِ القاتل .
    أشكرُكَ جزيلَ الشكرِ ، وسيُسعدُني أخي أن تتابِعَ باقي الجلساتِ هُنا ، فتواجدِكَ مرهَمٌ على جروحِ خديجتنا .
    دُمتَ نبيلاً متواضعًا .

    تعليق

    • د. نديم حسين
      شاعر وناقد
      رئيس ملتقى الديوان
      • 17-11-2009
      • 1298

      #17
      أخي حارث عبد الرحمن يوسف
      رائعةٌ هي المحبةُ الأخويةُ والألفةُ المُفلتَةُ من ربقةِ النرجِسِ . أمَّا الشُّكرُ فهو لكم جميعًا ، أمَّا أنا لذاتي فلا أعني شيئًا ، على الأقل في حضورِ أوجاعِ شعبنا .
      سأفتحُ ما تبقَّى من جلساتٍ - نوافذَ - ها هُنا ، أتمنَّى أن تقرأوا معي أحزانَ الحزينةِ ، ليسَ تكريسًا لها ، وإنَّما علاجًا شافيًا إن شاء اللهُ .

      تعليق

      • د. نديم حسين
        شاعر وناقد
        رئيس ملتقى الديوان
        • 17-11-2009
        • 1298

        #18
        ألجلسة الثالثة

        ( ألجَّلسَةُ الثالِثَةُ )
        د. نديم حسين

        [gdwl]صَباحَ الخَيرِ يا لَيليْ !
        مَساءَ الصَّمتِ يا عَرَبيْ !
        مُقاتِلَةٌ ستُسْقِطُ حَمْلَ صاروخٍ على نَوميْ ،
        يُمَزِّقُهُ ليَكتُبَ فوقَهُ نَسَبيْ !
        وما عَتَبيْ على أَحَدٍ ، على أَجوائِنا عَتَبيْ !
        وفي غدها خديجتُنا ستصحو ظَبْيَةً مذعورَةً من نومِ قاتِلِها ،
        مُجابِهَةً كجبهَتِها وساكِبَةً رصاصَ عِتابِها في قِدْرِ لَوعَتِنا ،
        تُصادِقُ حُزنَها كرياحِ شَرقٍ فارِعِ البَلوى ، وكالأَخيارِ خَيِّرَةً ،
        وقَبْلَ اللَّيلِ تَصحو بِنْتُ ذاكِرَةٍ ،
        تُمَيِّزُ بينَ ضّيفِ الليلِ وآلسَّيْرِ آلضَّريرِ ، وبينَ شَرِّ الفاتِحينَ وشَرِّهِمْ !
        تُقارِبُ بينَ سَيفَيها :
        مُعاقِرِ طَبْعِ فولاذٍ ، وحاضِنِ حاضِرٍ هَشٍّ مِنَ الخَشَبِ !
        وأَخجَلُ من مؤَرِّخِها وذاكِرَتيْ ،
        وأَخجلُ مِن رُؤى حِمْصيْ ومِن حَلَبيْ !
        وكَم نامَ النِّيامُ ونائِباتُكِ ساهِراتٌ فوقَ سَقفِ القَلبِ تُحْصيْ
        أَلْفَ نيشانٍ وضُبَّاطًا وأَرتالاً ،
        وتَسأَلُ ذُلَّ عَسْكَرِها عن الإِيْغالِ في السَّبَبِ !
        ولا تَحظى خَديجتُنا بخالِدِها ، لتَسْعى خَلفَ آسادٍ ،
        وتُسْلِمُ روحَ مَيِّتِها إلى نَمِرٍ ، وتَقتَلِعُ التَساؤُلَ من مَجالِسِها
        لتَزرَعَ رَدَّ فارِسِها ، وتَسقُطَ مِثلَ أَسنانِ الحَليبِ على رَغيفِ رَجائِها ،
        كي تنتهي تَهْليلَةً غَنَّيتُها لمَسائِها قبلَ المَنامِ بطَلْقَةٍ أُخرى ،
        وقَبلَ وُلوجِها كالنَّارِ في حَطَبيْ !
        مَساءَ الصَّمتِ يا عَرَبيْ !!
        &&&&
        كَم تَبعُدُ الشِّفاهُ عن مَنازِلِ الزُّنودْ ؟
        مَن يُنقِذُ الأَحفادَ مِمَّا أَطلَقَ الغِربانَ في تَعويذَةِ الجُّدودْ ؟
        مَن يمنحُ الأمواتَ مِن أَحيائِنا ،
        أو يمنحُ الأحياءَ مِن أَمواتنا مَسافَةً نقيَّةَ الهَواءِ عَن "ثَمودْ" ؟
        خديجَتي تقتلِعُ الأسئلَةَ الشَّوكيَّةَ المَذاقِ مِن حُقولِها
        يا أُمَّةً تُمَجِّدُ الهاربَ والقَوَّادَ والجاسوسَ والحِرباءْ !
        يا أُمَّةً لا تفهَمُ الفروقَ بين خِنجَرِ الإنشاءِ والإنشاءْ !
        يا أُمَّةً يَحُطُّ فوقَ وَعيِها الذبابُ والباعوضُ والإغماءْ !
        يا أُمَّةً لا تُحْسِنُ الخروجَ مِن أَقفاصِ أَلفِ مَذهَبٍ ونِحْلَةٍ
        ومِلَّةٍ تُقيمُ جَوفَ مُخِّها كالدَّاءْ !
        يا أُمَّةً يَسوحُ كُلُّ فِكْرِها في فَرْجِها وشَرْجِها ،
        لتَنتهي عُصارةُ الأَفكارِ في الأَمعاءْ !
        يا أُمَّةً تنامُ جوفَ غابةٍ آسادُها قُرودْ !
        كَم تَبعُدُ الشِّفاهُ عن مَنازِلِ الزُّنودْ ؟
        يَذهَبُ أَلفُ ذاهِبٍ ، يَعودُ مَن يَعودْ !
        لتُجْمِعَ الدُّنيا على خازوقِها ،
        ويُجْمِعَ الأَعْرابُ والأَكرادُ والأَتراكُ والهُنودْ !
        ويُجْمِعَ الجِّرمانُ واليَهودْ !
        خَديجَتي _ مَوتٌ على مَوتٍ على مَوتٍ على مَوتٍ ،
        فَمِن ذُلٍّ ومِن جوعٍ ومِن خَوفٍ ومِن حِقْدٍ ومِن أَهلٍ
        تَعاطَتْ مُتعَةَ البَصْقِ المَجيدِ في أَكُفِّ أَهلِها !
        بِريشَةٍ العُصفورِ خَطُّوا شارَةَ النَّصرِ وسامُوها قِلاعًا مِن بُخارٍ
        في مَهَبِّ الريحِ واستَلُّوا سِهامًا مِن قَصَبْ !
        هَلا ! هَلا ! أَبا لَهَبْ !!
        نامَتْ على أَمواتِها المَقابِرْ .
        في صِحَّةِ "الشَّهيدِ" يَشربونَ كأسَهُم ،
        ويَسكَرونَ في الخَمَّارَةِ القَريبَهْ !
        ويَرقُصُ الكَلامُ في أَنحائِها وتَرقُصُ الخَناجِرْ !
        ويبصُقونَ لَحمَها على ذُرى المَنابِرْ !
        في "السِّيركِ" غَنَّى قِردُنا واستَنفَذَتنا عِلَّةُ التَّذاكِرْ !
        يَتْبعُـنا الغـَاوُونْ .
        والسُلُّ والطَّاعونْ .
        عُدَّتُنا : طائرةٌ من ورقٍ ، دبَّابةٌ مُسِنَّةٌ ، مدافعٌ فاقِدَةٌ للذَّاكِرَهْ .
        كَرامَةٌ مُهاجرَهْ .
        يُصفِّقُ الجَّاسوسُ للمأفونْ !
        يتبعُنا الغاوونْ !
        هل تَعْجَبونَ سادتي إذا غَفَتْ بلادُنا في فَرْجِ أَلفِ عاهِرَهْ ؟
        لا تَكْسِروا قاموسَها !
        لا تَلعَقوا فَخْذَ الكَلامِ سادَتي ولا تُصَفِّقوا لكُمْ !
        للإِنتصابِ في نخيلِ قَولِكُمْ !
        لا تقذِفوا المِدادَ في رَحمِ البِلادِ سادَتي "الأَكابِرْ" !
        كي تَبصُقوا وَليدَها على ذُرى المَنابِرْ !
        أُلقيْ بقَلبيْ مِن فَضاءِ شُرفَةٍ مَقصوفَةٍ إِلى يَدَيْ خَديجَتي
        إلى تُرابٍ عالِقٍ بثَوبِها المُمَزَّقْ .
        هُنا الزُّنودُ تَحيا !
        هُنا الحُلوقُ تُشْنَقْ !
        كَفٌّ تَحُطُّ فَوقَ رأسِ المَشْهَدِ الغَزِّيِّ ،
        هل كانَ الرَّسولُ حاضِرًا هُناكْ ؟
        وَيلٌ لشَعبٍ يَستَفِزُّ الدَّمعَ في عَينِ المَلاكْ !
        هل أَقْبَلَ "الفاروقُ" "والصِّدِّيْقُ" في فَوارِسٍ وخَندَقْ ؟
        قَدْ أّغمِسُ الحِبْرَ الصَّديقَ في تُرابٍ عالِقٍ بقَلبها المُمَزَّقْ !
        خَجِلتُ مِن ذاكِرَتي كَثيرًا !
        لَمْ يسمَعِ الخَوفَ آلذي ساوَرَني سِوى بُكاءِ طفلَةٍ جائِعَةٍ
        تَمشي على غِيابِها .
        وبُقعةِ الدَّمِ التي نامَتْ على ثِيابِها .
        وما رأَتْ عَينيْ عَماها ،
        ما رأَتْ عَينيْ سِواها ،
        لا أَرى ، قالَتْ ، سِواكْ !!.
        وباسْمِ قَشْعَريرَتي أُقْسِمُ أَنَّ المُصطفى صَلَّى هُناكْ !
        قَبَّلَ كُلَّ حارةٍ .
        بارَكَ كُلَّ شارِعٍ .
        وقالَ : يا وَليدَها ، أُنصُرْ على الباغي أَخاكْ !
        لَبَّيكَ ! جاءَ الرَّدُّ ،
        سَلَّمَ الإِلهُ زِندَ قَولٍ فاعِلٍ ، وَيا أَبا القاسِمِ سَلَّمَ الرَّحيمُ فاكْ !
        خُذي إِذًا يا أُختُ خَيطَينِ ومَقتولاً وإِبرَهْ !
        وَلتَرْتُقي روحًا وصيفًا قادِمًا لأِرتَدي البِلادْ !
        لعَلَّني ،
        لعَلَّني أَعبُرُ ثَلجًا قانِيًا وأَرتدي البِلادْ !
        خَديجَتي ،
        يا حُرَّةً يبيعُها النَّخَّاسُ كُلَّ نَبْضَةٍ للقاتِلِ الجلاَّدْ !
        خَديجَتي تَعَلَّميْ :
        أَلوَطَنيُّ مَن حَمى زَيتونَةً ليَحتمي بظِلِّها .
        أَلوطنيُّ مَن أَتى بوَردَةٍ لزَوجةٍ شَرقيَّةٍ ،
        وأَنجَبَ البناتِ والبنينَ مِن حنينِ فُلِّها .
        أَلوطنيُّ مَن ينامُ جائِعًا كي يُطْعِمَ الأَولادْ .
        أَلوطنيُّ مَن يقومُ باكِرًا مِن مَوتِنا ،
        يُلقيْ بنبضٍ ساخِنٍ في رحلةِ العَذابِ والجِّهادْ .
        ألوطنيُّ مَن يَعودُ بالقَليلِ مِن قِماشِ روحِهِ
        لتَفرَحِ الأَعيادُ في الأَعيادْ .
        أَلوطنيُّ مَن أَحَبَّ عُمرَهُ الباقي هُنا
        ولَو تَدَلَّى عُمرُهُ مِن قِمَّةِ الأَعوادْ .
        ألوطنيُّ مَن أَضاءَ شَمعَةً في عَتْمَةِ البِلادْ .
        أَلوطنيُّ مَن نَراهُ باصِقًا في اليَومِ أَلفَ مَرَّةٍ
        على مُدى الأَوغادْ .
        أَلوطنيُّ مَن يظلُّ غارِزًا عُيونَهُ في مِخرَزِ الجَلاَّدْ .
        ألوطنيُّ مَن تُفاخِرُ البلادُ باسْمِهِ ،
        ويَفْخَرُ الآباءُ والأَحفادْ .
        خُذي إِذًا يا أُختُ خَيطينِ ومَقتولاً وإِبرَهْ !
        كي تَرتُقي روحًا وصيفًا نازِفًا لأِرتَدي البِلادْ !
        لعَلَّني ،
        لعَلَّني أَعبُرُ ثَلجًا قانيًا وأرتدي البلادْ !
        لعَلَّني أَغوصُ مِثلَ مِرْهَمٍ في جُرحِكِ المُقاتِلْ !.

        [/gdwl]

        تعليق

        • نضال يوسف أبو صبيح
          عضـو الملتقى
          • 29-05-2009
          • 558

          #19
          أمَّا أنا أستاذي د. نديم
          فقد قرأت الجلسات كلها
          وتفاعلت معها في السابق
          ربما أتفاعل هذه المرة بطريقةٍ أخرى
          إن هو الوقت أسعفني لذلك
          تحياتي

          تعليق

          • د. نديم حسين
            شاعر وناقد
            رئيس ملتقى الديوان
            • 17-11-2009
            • 1298

            #20
            حارسَ الأسوار نضال يوسف أبو صبيح
            أنت صاحبُ البيت شاعرًا وإنسانًا وقارئًا .
            ما زلتُ في انتظار ثمار قريحتكَ الأصيلة يا نضال . لديكَ الكثير من الشعر الجوفي ، لديكَ أدواتُ الشعر ، لديكَ ذائقةٌ رفيعةٌ ، فإلى لقاء مستمر إن شاء الله .

            تعليق

            • نضال يوسف أبو صبيح
              عضـو الملتقى
              • 29-05-2009
              • 558

              #21
              المشاركة الأصلية بواسطة د. نديم حسين مشاهدة المشاركة
              حارسَ الأسوار نضال يوسف أبو صبيح
              أنت صاحبُ البيت شاعرًا وإنسانًا وقارئًا .
              ما زلتُ في انتظار ثمار قريحتكَ الأصيلة يا نضال . لديكَ الكثير من الشعر الجوفي ، لديكَ أدواتُ الشعر ، لديكَ ذائقةٌ رفيعةٌ ، فإلى لقاء مستمر إن شاء الله .
              أشكرك أستاذي على جميل كلماتك
              ومديحك وإطرائك لي
              وأنا الصغير شعرًا وحجما
              بالنسبة لكل ما أملك لا يواتيني منذ فترة
              ويغيب عني غيابًا طويلا
              لا أدري متى يعود ليجود
              لكن إليك هذين البيتين


              تبكي العيونُ شبابًا كلُّهُ لغبُ
              تحتَ الأديمِ همومٌ.. ماؤها نُوَبُ
              منذ الولادةِ طفلٌ جاءَ مُختلفًا
              يبكي الوليدُ، وهذا جاءَ ينتحبُ

              تحياتي أستاذي

              تعليق

              • د. نديم حسين
                شاعر وناقد
                رئيس ملتقى الديوان
                • 17-11-2009
                • 1298

                #22
                الله , الله يا نضال !!
                يا سلام ! أترى ؟ هذا ما قصدتُهُ . لم أفتعل الإطراء . أَطلِقْ لحُزنكَ العنانَ , وأَحِلْ همومَكَ إلى تقاعُدٍ , واحمِلْ قصيدَكَ واصعَدْ , فثمَّةَ قِمَّةٌ في انتظاركَ ! أنا لستُ أُقامرُ عليكَ عبَثًا ! لاتَقُلْ شيئًا ! خُذْ قلمَكَ واكتُبْ دون تردُّدٍ أو وَجَلْ !
                لا زلتُ أنتظر .

                تعليق

                • حارث عبد الرحمن يوسف
                  عضو الملتقى
                  • 23-02-2010
                  • 344

                  #23
                  والوطنيّ بل وسيّد الوطنيّين صاحب هذا القلم الفاخر

                  أين دور النشر ؟

                  أين الآذان و العيون العطشى لسماع ورؤية صوتاً وخطّاً وطنيّاَ حقّاَ ؟

                  تعليق

                  • آسيا رحاحليه
                    أديب وكاتب
                    • 08-09-2009
                    • 7182

                    #24
                    يا أُمَّةً تُمَجِّدُ الهاربَ والقَوَّادَ والجاسوسَ والحِرباءْ !
                    يا أُمَّةً لا تفهَمُ الفروقَ بين خِنجَرِ الإنشاءِ والإنشاءْ !
                    يا أُمَّةً يَحُطُّ فوقَ وَعيِها الذبابُ والباعوضُ والإغماءْ !
                    يا أُمَّةً لا تُحْسِنُ الخروجَ مِن أَقفاصِ أَلفِ مَذهَبٍ ونِحْلَةٍ


                    ملحمة شعرية تتقزّم أمامها قريحة الشعر نفسه..
                    تحيّتي .
                    التعديل الأخير تم بواسطة آسيا رحاحليه; الساعة 31-03-2010, 14:52.
                    يظن الناس بي خيرا و إنّي
                    لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                    تعليق

                    • د. نديم حسين
                      شاعر وناقد
                      رئيس ملتقى الديوان
                      • 17-11-2009
                      • 1298

                      #25
                      أخي الكريم حارث عبد الرحمن يوسف
                      إنَّ العربيَّ بطبعهِ وأصلهِ وطنيٌّ ، فهو الذي يموتُ قانعًا دونَ أرضهِ وعِرضهِ وقيَمهِ . أمَّا إذا أُصيبَتْ عزيمتُهُ بشيءٍ من "ألصدأ" ، أو نام على زنديه الغبار ، فذلك لن يدومُ أبدًا !! تكفيهِ حمولةُ غيمةٍ أو غيمتين ليورقَ قلبُهُ من جديد . وما دورُنا نحنُ إلاَّ تذكيرُهُ بهذه الحقيقةِ بدون يأسٍ أو كَلَلٍ ! وهذه هي الوطنيةُ أيضًا . حمى اللهُ أمتَنا من كلِّ سوءِ .
                      " ربَّنا لا تُزِغْ قلوبَنا بعدَ إذْ هديتَنا ، وهَبْ لنا من لدُنكَ رحمةً ، إنَّكَ أنتَ الوهَّاب " !
                      التعديل الأخير تم بواسطة د. نديم حسين; الساعة 31-03-2010, 17:42.

                      تعليق

                      • د. نديم حسين
                        شاعر وناقد
                        رئيس ملتقى الديوان
                        • 17-11-2009
                        • 1298

                        #26
                        أختَنا العزيزةَ آسيا رحاحليه
                        لم يأتِ هذا الكلامُ من بابِ جَلـْدِ الذات ، أو التَقريعِ لذاتِهِ ، ولكنْ من بابِ الإشارةِ إلى حقائِقَ مُؤذِيَةٍ وظواهرَ غيرِ مرغوبٍ بها من أجلِ تَفاديها .
                        في ندواتِ الحوارِ مع الآخرين يدَّعي بعضُ الناسِ أننا متأخِّرون عن الغربِ . وهذا صحيحٌ ، لأسفنا الشديد ، أمَّا عبدُ ربِّهِ الحزين فيقولُ بأنَّنا متخلِّفونَ عن " ذَواتِنا " نحنُ في الأصل !! ومن هنا ينبُعُ هذا الجَلْدِ ، اللَّكزِ ، التثوير ، التنوير .
                        ( ألمجدُ لأمتنا العظيمة ! ) . هل هذا شِعارٌ فارغٌ ؟ هل هو كلامٌ "رومانسي " ؟ لا أعرفُ ، لكنني أعرفُ أنَّ غدًا لصانِعِهِ قريب !
                        لكِ احترامي ومحبتي أيتُها العربيَّةُ .

                        تعليق

                        • د. نديم حسين
                          شاعر وناقد
                          رئيس ملتقى الديوان
                          • 17-11-2009
                          • 1298

                          #27
                          ألجلسة الرابعة

                          ( أَلجَّلسَةُ الرَّابِعَةُ )
                          د. نديم حسين

                          [gdwl]يَنتابُني حُلْمٌ يُطِلُّ على ضَياعِ مُجَذِّفٍ
                          ومَسافَةٌ لا تَنتَهيْ !
                          بَدَنٌ لشَهوَتِها وعُمقٌ يَشْتَهيْ !
                          وسأُنفِقُ الشَّمسَ المُتاحَةَ كي أَنامَ على وِسادَةِ ظِلِّها
                          وتنامَ في حَلقي سُلالَةُ ساحِرٍ
                          مِن كُمِّهِ تَعلُو بلادٌ .. فافقَهيْ !
                          "واللاَّتُ" تَلفُظُ وَجهَها غُرَفي لأَِنَّ اللاَّتَ وجهٌ مِن بُخارْ .
                          ولأَِنَّها "مُستأجِرٌ" لم يَدفَعِ الإِيجارْ .
                          ولأَِنَّها زَجَّتْ بشِريانِ الفَتى في طَعنَةٍ نَزَفَتْ كثيرًا فانتَهَتْ .
                          يا نَدْهَةً خَرساءَ تَنخُو أَطرَشًا ،
                          جاعَ الكَلامُ فحاوِلينيْ واندَهيْ !
                          ينتابُني حُزنٌ يُطِلُّ على شِفاهِ مُعَذَّبٍ ،
                          وشِفاهُهُ لا تَنتَهيْ !
                          إِذهَبْ إِذًا ، ساوِمْ ورِهطَكَ ما تبقَّى منكُما !
                          فخديجَتي فقأَ الظَّلامُ عُيونَها وقبائِلُ الجِّرذانِ تعتنِقُ الحِيادْ !!
                          مضغَ الطُّغاةُ بمُتعَةٍ وجهَ اليَتيمِ وزادَهُ ،
                          فتَوَجَّسَتْ مِن لَعنةِ الخِصيانِ زادْ !
                          قوميْ افطِريْ يا مَن غمسْتِ بلُقْمَتي مَقتولَةً بينَ البلادْ !.
                          &&&&
                          وخديجتي ليسَتْ تُعيْرُ ضَراعَتي بعضَ الحَنينْ .
                          يا أُختَها قومي ابحَثيْ في ما تبقَّى مِن دَهاليزِ انكِساريْ
                          عَن فُتاتِ النُّورِ والخُبزِ الحَزينْ .
                          قومي انظُرينيْ ، تَذْكُرُ النَّجماتُ مَن يَرنو إِليها ،
                          نَجمةٌ للقُبلَةِ الأُولى وشيخِ الأَرغِفَهْ .
                          وخديجتي تنأَى بأُوْلى الدَّمعتينِ عنِ انتِحابِ الأَرصِفَهْ .
                          ذا جُرحُكِ المَكتوبُ بالطُّبشورِ فوقَ الوَهْمِ ،
                          قُوميْ بَعْدَ حينْ !
                          قَد تُشبهينَ الحُبَّ والزَّمَنَ التَّقِيَّ وروحَ روحٍ مُسْرِفَهْ .
                          قَد تُشبهينَ مَفازَةً آبارُها شَربَتْ سريرَةَ سِرِّها ،
                          وَوَشَتْ بحامِلِهِ وحَطَّتْ فوقَ مِنْكَبِهِ كجَيشٍ مُسْتَكينْ !
                          هَلاَّ أَعَرْتِ تَشَكُّكي بَعضَ اليَقينْ ؟!
                          &&&&

                          ويَسوقُ طَبْعُ الصَّخرِ فوقَ زنودِها أَعذارَ مُنفَرِدٍ بِها .
                          وخديجتي تَشكو لمُتعَبَةٍ ومُتعِبَةٍ بقايا باقِيَهْ .
                          وهُبوطَها كاللَّيلِ في أَسْرِ الدُّموعِ الرَّاقيَهْ .
                          وكجَدولٍ مَلَّ المِياهَ مُشاغِبٍ ،
                          شَدَّ الرِّحالَ إلى مَنابِعِها فَتاهَ كدَربِها .
                          ظَمآنُ تَشربُهُ المسافةُ عن غِيابِ السَّاقيَهْ .
                          قَدْ يُوْقِدُ الرَّعْشاتِ في بَردِ الدُّروبِ ، فَقُلْ لصَمتٍ قالَها :
                          هل يَسهرُ النَّغَمُ القَتيلُ إذا غَفَتْ في حزنِها العيدانْ ؟
                          هَل يَقْلَعُ الأَوتارَ من أَحزانِ قامتِهِ الكَمانْ ؟
                          &&&&
                          لخَديجتي وكَرامَةِ الشُّهَداءِ شأنٌ باسِقٌ
                          لحليبِ هذي الأُمِّ شيءٌ من خُلاصاتِ الرُّجولَهْ !
                          يا أَيُّها الرَّجُلُ المُؤَجَّلُ قُمْ لَها ودَعِ الطُّفولَةَ للطُّفولَهْ !
                          هذا زمانٌ يُفطَمُ الأَطفالُ فيهِ على الفُحولَهْ !
                          ومنَ الزُّجاجِ إِلى الزُّجاجِ يعودُ أَشباهُ الرِّجالْ !
                          سقطَ المَقامُ مضَرَّجًا بفَمِ المَقالْ !
                          هذا زمانُ مَهانةٍ وخيانةٍ ،
                          هذا زمانُ الرِّدَّةِ الأُخرى ووَأْدِ الجَّاهليَّةِ للهُدى
                          والسَّيْرِ في رَكْبِ "الوَراءْ" !!
                          دَخَلَ الوُشاةُ إِلى "حِراءْ" !!
                          دَخَلَ الوُشاةُ إِلى "حِراءْ" !!
                          أللهُ أَكبرُ يا عَباءَةَ "أَحمَدِ" !
                          شَمسٌ لوَردَةِ "خالِدٍ" ، فزُنودُهُ تَذوي وَراءَ المَسجِدِ !
                          قَلبي على "الفاروقِ" ،
                          ذابَ العَدلُ في إِطْراقَتَيِّ مُهَنَّدِ !
                          ذُبِحَ المَقامُ على تفاصيلِ المَقالْ !
                          قاعٌ على قاعٍ على قاعٍ على قاعٍ هَوَتْ
                          وخُصاةُ "تَحْتَ القاعِ" قَدْ غَلُّوا "بِلالْ" !
                          فمِن المُحيطِ إِلى اليَمَنْ ...
                          دِمَنٌ تُزاحِمُها دِمَنْ ..
                          والهاربونَ أَشاوِسٌ
                          والآبِقونَ نِخاسَةٌ ونَجاسَةٌ ترمي غرابيلَ الكَلامِ
                          على شُموسِ الزِّندِ والقَولِ الحَلالْ !
                          ستقومُ قائِمَةُ الكَسيحَةِ يا "عَصا الرَّاعيْ" وزَهْرَ البُرتُقالْ !
                          وإلى زَوالٍ صَولَةُ البارودِ في كَفِّ الكِلابِ .. إِلى زَوالْ !.
                          &&&&
                          رُحماكِ باسِقَةَ الفؤادِ "خَديجتي" !
                          صُبِّي يَدَيكِ على يَدَيَّ وهَنِّئي قَلَقي عليكِ وبارِكي ،
                          وَلتُطفئي روحَ الحزينةِ كي تُطِلَّ الأَجوبهْ !
                          باضَ الهُروبُ "مناضِلاً" يرتاحُ داخلَ حَلقِهِ في رَحمِ حِبرٍ أَنجَبَهْ !
                          ويُعِدُّ أَشهى وجبةٍ لَفْظِيَّةٍ ، هل تَشبَعينْ ؟
                          بعضُ البُخارِ كلامُهُ
                          ورياحُ بَطْنٍ هامُهُ
                          فَلتجلسي فوقَ المصاطبِ كلِّها ، هل تجلِسينْ ؟
                          عادَ المُدَلَّلُ كي يَقُصَّ على مَقاسِهِ ما تبقَّى مِن ثيابِكْ !
                          ويُقيمَ "مَملكةً" على مَثوى غيابِكْ !
                          ونراكِ خَلفَهُ تذهبينَ وفي سَرابِهِ تسجُدينْ !!
                          والمُتخَمُ اللَّفْظِيُّ جاءَ ليأكُلَ الجوعَ الذي منها تَبَقَّى .
                          والحارسُ النَظَريُّ عادَ ليشربَ الدَّمعَ الذي فيها تَبَقَّى .
                          أَهُناكَ مِن عَينيكِ أَشْقى ؟
                          ويُصفِّقُ الجُّمهورُ عندَ دخولِهِ وخُروجِها وخروجِهِ ودُخولِها ،
                          أَهناكَ مِن عَينَيكِ أَشْقى ؟!
                          ويدوسُكِ الجُّمهورُ والجُّمهورُ يَهْرَعُ نحوَ آبارِ الحنينْ !
                          يا أَلْفَ " جاحِدَةٍ " بِمَن بَعدَ الهَوانِ أَذَلَّها !
                          أَفَلا نَراكِ تُصَفِّقينْ ؟
                          وتدوسُكِ الأَصفارُ مِن حينٍ لحينْ .
                          أَفَلا نراكِ تُصَفِّقينْ ؟
                          وبِمَن تُرى ، وبأَيِّ أَمرٍ تافِهٍ يا بِنْتُ كُنتِ تُفَكِّرينْ ؟
                          أَبِلُقمةِ الأَولادِ أَمْ بالطِّفلةِ المَبتورَةِ الكَفَّينِ أَمْ بجِدارِكِ المَقصوفِ
                          أَمْ بالزَّوجِ والأَخِ والسَّجينْ ؟!!!
                          يا بِنْتَ جاحِدَةٍ كَبَتْ ، مَشطورَةً بتُرابِها وبأَهلِها وسمائِها
                          هل بِتِّ في زَمَنِ التَّقاسُمِ تَجْمَعينْ ؟!.
                          &&&&
                          صادِقَةٌ رائِحَةُ البِحارِ يا "خَديجَتيْ" !
                          بِهارُ بَرِّ الهِنْدِ يَحمي شَوقَنا لشاطيءٍ .
                          ومَوجَةٌ مَكتوبةٌ فوقَ الجَّبينِ عُمْرُنا .
                          وحاجَةُ الأَسماكِ للرَّحيلْ !
                          وقاتِلٌ "يَبكي" على "رفيقِهِ" القَتيلْ !
                          وموجُنا يُنَسِّقُ الأَثوابَ في خِزانةِ الشَّواطيءْ !
                          صَريحةٌ رائحةُ البِحارِ يا "خَديجتيْ" !
                          &&&&
                          لَكِ الإِبحارُ في طَعْمِ الظَّلامْ .
                          لنا النُّورُ الذي يَطوي الوِحامْ .
                          وعِندَ نهايتي سأَرى بِدايَتَنا .
                          دَعيهِم يُطْلِقونَ رصاصَةً أُخرى على بَدَنِ الكَلامْ !
                          لعلَّ الزِّنْدَ يَمحو بعضَ أَوهامِ السَّلاسِلْ !.

                          [/gdwl]

                          تعليق

                          • خالد شوملي
                            أديب وكاتب
                            • 24-07-2009
                            • 3142

                            #28
                            رائع!!!!

                            تقديري لك أخي د. نديم مجددا.
                            بانتظار المزيد.
                            دمت متألقا!
                            مودتي
                            متعرّجٌ كالنهرِ عمري مرّةً يسري ببطءٍ تارةً كالخيلِ يجري
                            www.khaledshomali.org

                            تعليق

                            • د. نديم حسين
                              شاعر وناقد
                              رئيس ملتقى الديوان
                              • 17-11-2009
                              • 1298

                              #29
                              شاعرنا النبيل خالد شوملي
                              سنظلُّ نكتبُ عن عذاباتِنا , دونَ أن نعتادَها , في انتظارٍ بسمةٍ قادمةٍ لا محالة !
                              دُمتَ بخيرٍ وصحةٍ وشِعر !

                              تعليق

                              • ناريمان الشريف
                                مشرف قسم أدب الفنون
                                • 11-12-2008
                                • 3454

                                #30
                                حاضِرٌ عن خَديجتي الغَزِّيـَّة !
                                د. نديم حسين
                                ( هذه مطوَّلةٌ موضوعُها قضيةٌ مرفوعةٌ من خديجة المواطنة الفلسطينية الغزِّيـَّة ضدَّ السيِّدِ "عالَمْ" . أدلَّةُ الإثباتِ : دموعُها ، أحزانُها ، جوعُها ، يُتمُ أطفالها ، سجنُ زوجها وإخوتها وتهديمُ بيتها .
                                لقد أخذتُ على عاتقي مهمَّةَ الدفاعِ في هذه القضيةِ التي استمرَّت لثماني جلساتٍ تلاها صدورُ قرارِ الحُكمِ . سأنقُلُ الجلساتِ تباعًا . يُرجى من جمهور الحاضرينَ في قاعةِ المحكمةِ التفاعُلَ الصارخ ، وإلاَّ فسيُطردُ إلى خارجِ قاعةِ المحكمةِ )


                                سيدي محامي الدفاع د. نديم
                                سلام الله عليك
                                أرجو المعذرة .. حضرت متأخرة
                                فها هي الجلسة الرابعة قد انقضت ..
                                واسمح لي .. لا أقوى على التفاعل الصارخ
                                لأن مطولتك أدمت العيون وخلعت القلب من محله .. وعجزت الأصابع عن الكتابة ..
                                فطوبى لخديجتك هذه !!
                                ومرحى أيها الشاعر.. إبداع من الطراز الأول (ماركة مسجلة )
                                فهل أكون قد أوفيت حقك سيدي؟

                                تحياتي ... سألوذ بالصمت وأتابع باقي الجلسات

                                ..... ناريمان
                                sigpic

                                الشـــهد في عنــب الخليــــل


                                الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

                                تعليق

                                يعمل...
                                X