حاضِرٌ عن خديجتي الغَزِّيـَّة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. نديم حسين
    شاعر وناقد
    رئيس ملتقى الديوان
    • 17-11-2009
    • 1298

    #31
    رائعتنا ناريمان الشريف
    مرورُكِ أكثرُ من صادقٍ , وأجملُ من الجمال .
    هذه تجربةٌ جديدةٌ في طرحِ الموضوع الشعري . تُهمُّني آراءُ الأخوات والأخوةِ الذوَّاقين المتواضعين النبلاء , وأنت منهم !
    ألمهمُّ هو أن نفي خديجتنا حقَّها .
    أسعدني مرورُكِ جدًّا لما لكِ من حضورٍ متميِّزٍ .

    تعليق

    • د. نديم حسين
      شاعر وناقد
      رئيس ملتقى الديوان
      • 17-11-2009
      • 1298

      #32
      ألجلسةُ الخامسة

      ( أَلجَّلسَةُ الخامِسَةُ )
      د. نديم حسين


      [gdwl]ستُغادِرينَ "خَديجتي" .
      تَكتَظُّ هاتيكَ المدينةُ بَعدَ وجهِكِ بالغيابِ وبالتَّراتيلِ الوحيدَهْ .
      فبدونِ ما يجتاحُها من دمعِكِ المِزِّ الكثيرِ وحُزنكِ الفَذِّ النَّميرِ
      وجوعِكِ المَرمِيِّ فوقَ رصيفِها كخريفِها ، ودروبِ مُرشِدِها
      الضَّريرِ ، يرُشُّها مَثقوبَةَ العَينينِ فوقَ وِسادةِ الأَرَقِ البعيدَهْ .
      ستظلُّ جارَةُ بَحرها مَرْسًى لأَِفلاكٍ قَعيدَهْ .
      وتُغادرينَ خَديجَتي !
      &&&&
      كشارعٍ للامَكانِ قلبِكِ المُعَبَّدْ .
      أو فِعلِ ماضٍ ناقصٍ مُجَرَّدْ .
      كعابدِ الأَوثانِ والدَّراهمِ اليَسيرَهْ .
      يبيعُ بالمجَّانِ كُلَّ أَسطُحِ العشيرَهْ .
      كمُقتني النِّساءِ والدُّولارِ والمَشْوِيِّ مِن لَحْمِ "الأَنا" المُقَدَّدْ .
      رأى بأُمِّ قلبِهِ كَثرَتَهُ المَخصيَّةَ الزُّنودِ ثُمَّ وَحَّدْ .
      وتحتَ ذاتِ القَمَرِ الأَخرَقَ كنَّا نرتدي أَحلامَنا
      وَهْمَينِ في القُطبَينْ .
      ثَلجٌ هناكَ ذائِبٌ .. ثَلجٌ هُنا تَجَمَّدْ .
      شَمسٌ على الثَّلجَينْ .
      قِفي هُنا خَديجتي ، على رمالٍ تَعتَري نافذةً تُطِلُّ مِثلَ نَخلَتي
      على سُدى عَذابِكْ !
      عُودي إِلى شَبابِكْ !
      ووَدِّعي لُحَيظَةَ الصِّدْقِ الأَخيرِ ، لَوِّحي بِخِرقَةٍ مُرَبَّعَهْ !
      واستَرجِعي بعضَ المَدى مِن الحُدودِ الأَربَعَهْ !
      ما ظَلَّ ما يُبَرِّرُ الأَعشاشَ والأَشجارَ في صَحرائِنا ،
      سِوى طيورِ قلبِكِ الذي يسيرُ هائِمًا
      كشارِعٍ للازَمانِ وهْمِكِ المُعَبَّدْ !.
      &&&&
      إِذرِفيني دمعةً من عينِ ماءْ !
      وانشَفي كالتِّينِ واليَقطينِ والبحرِ الذي يَهوي علينا
      من شِراعِ الإِبتِداءْ !
      غادِري تِرحالَكِ الماضي وعُوديْ !
      حاوِري دَربًا لكي يُلقي بشُبَّاكٍ على عَينِ الوُجودِ !
      ساوِميني كالسَّوافيْ عن سُلالاتِ القَوافيْ
      مِن تُرابِ القَلبِ تجتاحُ الفَضاءْ !
      إِمسَحي عن جِلدِكِ المَحروقِ شَمسًا والحَسي قَيدَ العُيونِ !
      لن أَرى حُزنَكِ فَرْضًا كي تكونيْ ،
      غيرَ عَقْلٍ رابِعٍ جَوفَ الجُّنونِ !
      أو شظايا سَجْدَةٍ تحتَ السَّماءْ !
      &&&&
      يا أَيُّها القمرُ الكَريمُ أَضِيءْ طريقَ حزينةٍ
      وهبَتْ فؤادَ حبيبها طبْعًا حزينا !
      واملأَْ بخُبزِ الحَقِّ كُلَّ صُحونِها دُنيا ودِيْنا !
      ثُمَّ انتَصِبْ كحُبَيبَةِ الزَّيتونِ في صَحنِ الفَضا
      وكنُقطةٍ تَعلو حُروفَ مناهِجِ التَّسليمِ والدَّمِ والرِّضا
      فخديجتي صامَتْ وصَلَّتْ .. صابَرَتْ
      مِن خُبزِ قلبي أَطعِمِ العَصْماءَ يا هذا القَمَرْ !
      صامَتْ سليلةُ مُهجَتي ، لكنَّها ما أَفطَرَتْ يومًا على لَحمِ البَشَرْ !
      إِنْ جاعَتِ الحَسناءُ تأكُلُ جُوعَها
      وتُمَزِّقُ الطُّرُقاتِ عَن سَفَرٍ كَفَرْ !
      سرقوا مِلاءَتَها ، فهل سقطَ العَراءُ على مَناكِبِ حُرَّةٍ ؟
      وخديجتي قَد تَزرعُ الدِّفءَ الذي اقتَلَعَتْهُ آثامُ التَّتَرْ !
      شُطِرَتْ فَما انشَطَرَتْ ، وباسْمِ اللهِ خَديجةٌ صُغرى ..
      وباسْمِ اللهِ خَديجةٌ كُبْرى ستَسجُدُ ها هُنا .
      وإلى الجَّحيمِ "هُناكُهُمْ" !!
      تَبقى على جَسَدٍ مُقيمٍ ها هُنا لَو شَجَّ ليلتَها حَجَرْ !
      تَبقى فَراغًا ناطِقًا .
      تَبقى فَراغًا وامتِلاءْ !
      تَبقى اكتِظاظًا أو خَواءْ !
      تَبقى أَذانًا سالَ مِن أُذُنِ السَّماءْ !
      تَبقى .. وتَبقى رَمْشَةً مِن جَفْنِ ماءْ !
      "والأَبيضُ المُتوسِّطُ" الغَزِّيُّ دَمعةُ عابِدَهْ .
      سَجَدَتْ على ظِلِّ الجُّموعِ السَّاجِدَهْ .
      ولَها "الهُنا" ولَنا "الهُنا" !
      للهارِبينَ إلى "الهُناكَ" وُرَيقَةُ التِّينِ الأَخيرَةُ ،
      أَلفُ عُذْرٍ مِن بُخارْ !
      وخديجتي في شأنِها وشُؤؤنِنا لا تَقْبَلُ الأَعذارْ !
      وتُكَذِّبُ الشَّمسَ التي تَعلو بِهِم في الأَوَّلِ البَردانِ مِن آذارْ !
      وخديجتي حَزِنَتْ كثيرًا ، جاعَ طِفلاها وجاعَ ضَميرُ مَن
      أَكَلوا أَصابعَها وسَدُّوا بِئْرَها ، باعوا مِلاءَتَها وغَطُّوها
      بقاموسٍ نُحاسِيٍّ وبَعضِ الرِّيحِ كي تَحظى بنَومٍ هانيءٍ
      فوقَ الرَّصيفِ بُعَيدَ أَن نَزَعوا الأَظافِرَ مِن خُطاها والشَّجَرْ !.
      &&&&
      أَعطَيتُها أَطباعَ أَجنحَةٍ فَما إِصرارُها العاتي
      على سَقْفٍ مِن الإِسمَنْتِ واطيءْ ؟
      هل يكتفي عُصفورُها بظلالِ مِنقارٍ وأَجنحةٍ من القِصْديرِ
      تَرميها لأَِعشاشِ المَرافيءْ ؟
      هل يُرسِلُ الطَّقسُ الغَريبُ على مَراكبِها رياحًا مِن نُحاسْ ؟
      سأَقُصُّ بَعدَ اللَّيلِ أَعناقَ النُّعاسْ !
      هل حينَ يَرتحلُ الظَّلامُ تُصابُ بالشَّمسِ الشَّوارِعْ ؟
      إِبحَثْ لَنا يا صاحِبَ "التَّنظيرِ" عَن بعضِ المَراجِعْ !
      هل حينَ ينبهِرُ النَّزيفُ سيُشْهِرُ المَعنى الجِّناسْ ؟
      ما رأيُ كُلِّ "مُحَرِّرٍ" مُتَحَربيءٍ نَخَّاسْ ؟
      ماذا يقولُ "مُناضِلٌ" ما بينَ كأسينِ ارتَضى بالشَّعبِ نادِلْ ؟!.

      [/gdwl]

      تعليق

      • د. نديم حسين
        شاعر وناقد
        رئيس ملتقى الديوان
        • 17-11-2009
        • 1298

        #33
        ألجلسة السادسة

        [gdwl]( ألجَّلسَةُ السَّادِسَةُ )[/gdwl]
        [gdwl][/gdwl][gdwl]
        د. نديم حسين

        "خديجتي" كبِذْرَةِ التِّرياقِ في غياهِبِ الخَريفْ
        وكاتِّجاهٍ تائِهٍ في قلبِها الأَليفْ
        طعامُها "آخٌ" على شَطيرَةٍ ، غِيابُها طَعامُهُم !
        لا يستقيمُ سيفُها وشَمعَةٍ ، ولا حِيادُ الشَّمسِ والجَّنوبْ !
        لَهُ انتِصابٌ إِنْ كَبا أَودى بِها
        إذا ارتأى اللَّهيبُ أَن تَذوبْ !
        هل تُهْتَ يا مَن أَطلَقَ العَنانَ للدُّروبْ ؟
        هل تُهْتَ ؟
        إِسأَلْ شارِعًا عن ساكِنيهْ !
        واسأَلْ رصيفًا عن أُناسٍ أَتقنوا الإِيْغالَ فيهْ !
        واسأَلْ عن البيتِ القَديمِ آخِرَ الحِكايَهْ !
        واسأَلْ دُموعَ عازِفٍ ،
        كيفَ أَذابَتْ فوقَ قلبِ القِبْلَتينِ نايَهْ !
        واسأَلْ رحيلَ بُرهَةٍ مِن قِمَّةٍ لهاوِيَهْ !
        واسأَلْ زوايا الزَّاويَهْ !
        واسأَلْ صَلاةً عن عِناقٍ بينَ وجهِ اللهِ والبلادْ !
        جميلةٌ كلُّ النُّصوصِ الباقِيَهْ !
        كلُّ النُّصوصِ في المَنافي نابِيَهْ !
        يُطِلُّ مِن سُطورِها "مُعاويَهْ" !
        "خَديجتي" يا هارِبيْ ، إِنْ لَم تُعايِشْ جوعَها ،
        وتحترِمْ دُموعَها ،
        لا تَقتَحِمْ قُلوعَها !
        "خَديجتي" .. تَطهو الحَصاةَ للطَّريقِ كي يظَلَّ في البلادِ الغافِيَهْ !
        يا صاحبيْ تبقى النُّصوصُ في المَنافيْ نابِيَهْ !
        &&&&
        خيطٌ زُجاجيٌّ تَدَلَّى مِن فضاءِ حَلْقِها ليَرتَقيْ نَجْمٌ خَبا .
        يُلقي بِكُم في طَبْعَة جديدَةٍ مِن خُطبةِ "الحَجَّاجْ" !
        تَلَيَّـلَتْ أَنفاسُكُم فارمُوا على حُلوقِكُم سِراجْ !
        تمنحُكُم "خديجتي" نافذَةً أَخيرَةً لأَِوَّلِ البُيوتْ .
        تمنحُكُم مُعتصِمًا مِن جوعِها
        ورَشْفَةً تقومُ مِن دُموعِها
        وكِسْرَةً يتيمَةً مِن حُزنِها
        أَتباعُكُم غاوُونْ !
        عودوا لكي تكونَ ما تَكونْ
        "خديجتي" ،
        وَلتَخرُجوا مِنكُم قليلاً ، مِن "ثَمودِ" زِندِكُم .
        تمنَحُكُم مُعتصِمًا ووَجبةً مِن لَهفَةٍ .
        تمنحُكُم سياجَها لتَرفَعوا فضاءَها مِن داخِلِ السِّياجْ !
        كلُّ الذي يربِطكُم بمَوتِها خَيطٌ مِن الزُّجاجْ !
        يا نُسخَةً مجنونَةً عن ذاتِكُم .
        تَهْوونَ حتَّى "المِيْـمِ" في لَذَّاتِكُم .
        تمنحُكُم "خديجتي" بقاءَها وعَقلَها الباقي على رَحيلِها المَجنونْ !
        عُودوا لكي تكونَ مَن تَكونْ !.
        [/gdwl]
        التعديل الأخير تم بواسطة د. نديم حسين; الساعة 03-04-2010, 00:19.

        تعليق

        • يسري راغب
          أديب وكاتب
          • 22-07-2008
          • 6247

          #34
          الجلسة الاولى
          الحالة
          وخَديجتي ما حقَّقَتْ آمالَها
          فمتى تُحَقِّقُ يأْسَها ؟

          عطِشَتْ وما عصَرَتْ لغَيمِكَ كأْسَها !
          يا هارِبًا منها لكي يأتي بها
          حِبرًا يُقيمُ البومُ فَوقَ سَوادِهِ العاتي المَنازِلْ !
          إِكسِرْ على الشَّفتينِ كأْسَكْ !
          عُمَريَّةٌ أُخرى وتُدركُ أَنَّها
          رفعَتْ عن الإِطراقِ رأْسَكْ !
          يَرتاحُ مَوتاها قليلاً مثلَها
          --------------
          المتهمون
          طَلَبَتْ أَخًا مَقهورَتي فقَهَرْتَها ونَهَرْتَها
          وغَمَسْتَ قافِلتينِ في ماءِ السَّرابْ !

          إِلكِزْ دُروبَ النَّرجِسِ المَنقوعِ في قَيْحِ العَواصِمْ !
          أَقرأتَ ما كَتَبَ "ابنُ هاشِمْ" ؟
          أَفَهِمتَ أَوجاعَ الكِتابْ ؟
          هَيِّءْ حِسابَكَ للحِسابْ !
          يا مَن تُذيبُ عَذابَها بدَمِ العَذابْ !
          مِنْ أَخمُصِ القَلبِ المُرائيْ
          للِّسانِ المُلتَوي اكتَمَلَ النِّصابْ !
          ----------------------------
          لائحة الاتهام
          تَحَفَّزْ وانتَشِلْني مِن طُقوسِ المَوتِ واقذِفني على حَجَرِ الرَّحى !
          لَفُّوا جِراحَ خَديجَتي بنُصوصِهِم فتَقَيَّحَتْ !

          "باريسُ" مَرْبَطُ خَيلِهِمْ ،
          شَدُّوا البِغالَ إِلى مَزابِلِها وباعوا أُمَّهُمْ فتَمَنَّعَتْ .
          وتَلَفَّعَتْ بالطُّهْرِ عاصِمَةُ البَغاءْ !
          وغَزالَتي .. قَلبيْ لَها ..
          "باريسُ" تَسْلَخُ جِلدَها فنِساؤُها تَهوى الفِراءْ !
          وخَديجتي .. عَقليْ لَها ..
          كَفُّ "ابنِ سيْنا" لامَسَتْ جُرْحَ الحَبيبَةِ فامَّحى !
          خُذْني إِلى حَجَرِ الرَّحى !
          وخديجتي صَرَختْ فصارَتْ صَرخةً !
          صَمَتَتْ .. تَوَلاَّها الخَرَسْ !
          عادَتْ بِلا خَيَّالِها ،
          عادَتْ بمَوْلاها الفَرَسْ !
          هوَ فارِسٌ عَصَرَ المَدامِعَ فامَّحى !
          خُذْنيْ إِلى حَجَرِ الرَّحى !
          "وحُماتُها" فَضُّوا بَكارَتَها على دَرَجِ الوَزارَةِ ،
          مِن غَفيرِ غَفيرِهِم حتى الوَزيرْ !
          وتَناوَبوها عَبْرَ حُنجَرَةِ السَّفارَةِ ،
          والبُنَيَّةُ لَم تُخاطِبْ مُنذُ أَنْ وُلِدَتْ سَفيرْ !
          دَخَلوا إِليها مِن مَناماتِ الحَرَسْ !
          دَنَسًا يُخاصِرُهُ الدَّنَسْ !
          وبلادُها لُغَةٌ مقَدَّسَةٌ تُشابِهُها البِلادُ .
          عَبَثوا بِصَرْفِ رَغيفِها وبِنَحوِها وبِعِرضِها ،

          --------------------------
          ورفعت الجلسة مؤقتا لحين انعقادها مرة ثانية
          شاعر غير عادي
          في زمن الانهيار الاعادي
          دكتور نديم الموقر
          احترامي
          وكل التقدير
          ودمت سالما منعما وغانما مكرما

          تعليق

          • د. نديم حسين
            شاعر وناقد
            رئيس ملتقى الديوان
            • 17-11-2009
            • 1298

            #35
            ألجلسة السابعة

            ( ألجَّلسَةُ السَّابِعَةُ )[gdwl]

            د. نديم حسين


            للقلبِ فِكْرٌ عاشِقٌ ، للعقلِ نارُ العاطِفَهْ !

            وقَطرتانِ ليْ مِن الغيثِ الذي يجتاحُني على دُروبِ العاصِفَهْ !
            غَيمٌ صَريعٌ أَبكَمٌ يسيرُ في جِنازَةِ الشِّتاءْ .
            وفارِسٌ على حِصانٍ أَعرَجٍ وسيفُهُ الهَواءْ .
            فَلتَهمِسي يا هذهِ المَسافةُ الصُّغرى بقايا قَيظِها للظلِّ
            في ظِلِّ الدُّموعِ الوارِفَهْ !
            أُحِبُّ ما تُضْمِرُهُ الدُّروبُ يا "خديجتي" إِنْ أَضْمَرَتْ قُدوميْ !
            عليكِ قَد أُعَلِّقُ المُبْتَلَّ مِن هُموميْ !
            إِليكِ قَد أَسوقُ سَرْبًا مِن نُجوميْ !
            وأَلكِزُ الجَّيشَ النَّبيلَ مِن فِراشٍ نائِمٍ
            وأَسأَلُ الظَّلامَ قَبلَ أَن يُغَيِّبَ الظَّلامُ قامَتي عَن نَجمَةٍ
            تَغفو على كُروميْ !
            لعَلَّني أُحَرِّرُ الغَزالَ مِن مَصائِدِ الأَفيونِ والكلامِ
            والإِبْحارِ في ماءِ الحُلوقِ النَّاشِفَهْ !
            "خديجتي" ، يا دُرَّةَ الخِلافَهْ !
            يا لَفْظَةً تُنَظِّفُ النَّظافَهْ !
            سأَجْمَعُ اللُّؤلُؤَ في جزيرةٍ تائِهَةٍ
            يُشْرِقُ أَلفُ قارِبٍ عَمَّا قَريبٍ ، أَنتهي إِليكِ ، فيكِ أَبتَديْ
            لأَِطرُدَ الذُّبابَ عن مَوائِديْ وأَمسَحَ الغِيابَ عن صاحِبَةِ القِيافَهْ !
            "خديجتي" ،
            لزِندِكِ النَّبيلِ ياقوتي وللأَصابِعِ الكَريمَهْ !
            يا حُرَّةً حليمَهْ !
            يا جَمرَةً قابِضَةً عليَّ قَد تَهمسُني في أُذُنيْ :
            خُذْني لِسِرِّ النَّارِ لا تَخبو رِياحُكْ !
            خُذني لجَهْرِ الطَّعْنِ لا تَبْلى رِماحُكْ !
            يا فِكرَةً لَوزِيَّةً تَوَسَّدَتْ جِذعًا هَوى ،
            تعيثُ في أَرضِ البَياضِ قَلبَها !
            "خديجتي" ،
            رديفَةُ المَسافَةِ المُلقاةِ بينَ القَلبِ والسَّماءْ !
            تَهليلَةٌ كَثيرَةُ الأَسماءْ !
            تَقَوَّسَتْ طَريقُنا ، تلكَّأَتْ قليلاً ، تلكَّأَتْ كثيرًا
            لكنَّها تُصادِقُ الإِسراءْ !
            غَريمُها بَحرُ القَذى ، حليفُها مَوجٌ يُحاذي صَدرَها وبَحرٌ !
            يمامةٌ خديجتي ، يغفو على هديلِها المَسحورِ أَلفُ ساحِرٍ وصَخرٌ !
            عميقَةٌ كحُزنِنا ،
            عاليَةٌ كقَهرِنا ،
            صريحَةٌ كجوعِنا ،
            غاليةٌ كالمُصحَفِ آلذي يَخُطُّ روحَهُ الضِّياءْ !
            "خديجتي" بِشارَةُ العُشْبِ التي تأتيْ .. فبَشِّرينيْ !
            "خديجتي" ، مِئْذَنَتي غَفَتْ فأَيقِظينيْ !
            وَلتَصرُخي كُلَّ الخُطى لكي تَؤُؤبَ دَربُنا .
            "خديجتي" .. لا تَغفِريْ !
            لا تَعذُريْ !
            للرِّدَّةِ الأُخرى "أَبو بَكْرِ" الجَّديدْ !
            وسيفُهُ وطَيفُهُ وخَيلُهُ ونُبْلُهُ آلذي يُقيمُ دارَةً على ثَرى حِطِّينيْ !
            فَلتَصرُخي كُلَّ الخُطى كي تَصِليْ !
            كوَردَةٍ آبَتْ إِلى ربيعِها
            وظَبيَةٍ عادَتْ إِلى رضيعِها
            أَو مُدْيَةٍ تَذبَحُني لَعَلَّني أَدعو بِطولِ العُمرِ للسِّكِّينِ !!.



            [/gdwl]

            تعليق

            • د. نديم حسين
              شاعر وناقد
              رئيس ملتقى الديوان
              • 17-11-2009
              • 1298

              #36
              أستاذنا يسري راغب
              مرورُك نافعٌ ومفيدٌ وجميل , فيه الكثير من النبلِ والتواضع .
              أطمعُ في قراءةٍ لمجملِ النصِّ ، تزفُّهُ لناسنا هنا ، وهم على درجةٍ عاليةٍ من الذوقِ الأدبي ، قراءةٍ تُزيِّنُ بها الطبعةُ الثانيةُ وجهها .
              إن الناقد المبدع والقاريء المبدع يفوقان الشاعر أهميةً في كل الأحوال . فالناقد يقيِّمهُ ويقوِّمُهُ ، والثاني هو صاحبهُ الحقيقي .
              معًا على طريق بناء مشروع ثقافي عالٍ إن شاء ربُّكَ ذو الجلال .

              تعليق

              • د. نديم حسين
                شاعر وناقد
                رئيس ملتقى الديوان
                • 17-11-2009
                • 1298

                #37
                ألجلسة الثامنة

                ( ألجَّلسَةُ الثَّامنةُ )
                د. نديم حسين


                [gdwl]أنا وَحْدي الوَحيدُ "خديجتيْ" ،
                ما بَينَ بَينَ المَوتِ والوَسَنِ .
                أَنا وَحديْ الوَحيدُ !
                يُسَفِّهُني ذَوو القُربى ويُذْكي نارَ أَحزاني البَعيدُ !
                وآخُ الآخِ مِن "وَحْدي" ومِن شَجَنيْ !
                أُوَسِّدُ قامتي تَعَبًا فَلا أَصحو تَمامًا أَو أَنامُ .
                تُناديني جِهاتٌ غَرَّبَتْ جَسَدي وتَزرعُني بكَفَّيها الشَّآمُ .
                فبينَ الكَبوتينِ يغيبُ مُهريْ ويَغرُبُ بينَ حَدَّيهِ الحُسامُ .
                ويُنْطِقُني البنفسَجُ لَونَ مُفرَدَةٍ تُناديني على خَجَلٍ :
                تعالَ وخُذْ بأَديانيْ !
                وعانِقْني لتَنسانيْ !
                ويُسْكِتُني الكَلامُ !
                إِذًا ، نامي ليَذبَحَني الحَمامُ !
                أَنا فَرْدٌ وحيدٌ مُفرَدٌ خَلْفَ السِّياجِ يُقيْلُ شَهْوَةَ مُفرداتٍ صاهِلاتْ .
                يُفَسِّرُ كُلَّ أَحلامِ النِّساءِ الحالِماتْ .
                ويَعتَقِلُ المَحاضِرَ والقُضاةْ .
                ليَعصُرَ بَعضَ أَسرارِ السَّماءِ على مَحابِرِهِ الغَمامُ !.
                &&&&
                شُكرًا لَكُمْ .
                أَعطَيتُموها دَولةً وَرَقِيَّةً أو دَولتينِ وريحْ !
                شُكرًا لَكُمْ .
                وتَغَلَّبَ القَتلى على وَجَعِ الجَّريحْ !
                شُكرًا لكُم حُكَماءَها .
                قوموا ادخُلوها آمِنينَ فحِبرُكُم ،
                قَبلَ ابتِداءِ بدايةِ الحَبَلِ العظيمِ بشَهْقَةٍ ،
                فَرَشَ المَعاجِمَ للطَّريقِ فَهَل وَصَلْ ؟
                بَطَلٌ مُنَرجَسُكُم .. بَطَلْ !
                وزمانُها ما زالَ يلجأُ في الزَّمَنْ .
                وشهيدُها ما زالَ يبحثُ عن وَطَنْ .
                أَعطَيتُموها دَولةً وَرَقِيَّةً ، ريحًا وخيطًا في أَكُفِّ سَرابِها .
                نَفَقَتْ عزيمَتُكُم على مَرمى ارتِعاشِ فَريصَةٍ مِن بابِها .
                شُكرًا لَكُمْ .
                "وخديجتي" .. وَجَعٌ بها ، مَوتٌ بها ، ذُلٌّ بها ، هَمٌّ بها ،
                جُوعٌ بها ، حُزنٌ بها .
                صَمْتٌ بِكُمْ !
                شُكرًا لِكُمْ !.


                [/gdwl]

                تعليق

                • د. نديم حسين
                  شاعر وناقد
                  رئيس ملتقى الديوان
                  • 17-11-2009
                  • 1298

                  #38
                  ألنطق بالحكم

                  ( ألنُطْقُ بالحُكْمِ في القضيَّةِ المَرفوعَةِ مِن "خديجةٍ" الغزِّيَّةِ ضِدَّ العالَمْ )

                  د. نديم حسين

                  [gdwl]بَعدَ النُّهوضِ كحُجَّةٍ مَذبوحَةٍ مِن تَعتَعاتِ خِطابِكُم [/gdwl][gdwl]
                  بَعدَ الهزائِمِ والوَلائِمِ واقتِرافِ نُزولِكُم عَن كُلِّ قاماتِ السَّلالِمْ
                  بَعدَ التَّأَكُّدِ أَنَّ روحَ الدَّمعِ مِلْحٌ .
                  بَعدَ أَنْ وارَيتُكُم حَلْقًا كبيرًا نائِمًا في كَفِّ نائِمْ .
                  يتناوَلُ الأَرقامَ عن إِطراقِ صِفْرٍ صائِمٍ ،
                  صُوَرًا مَلامِحُها كَبَتْ ،
                  إِرْثًا عميقًا ما نَجَتْ مِن خَيبَتَيهِ سِوى أَقاليمِ العمائِمْ .
                  ووجدتُ أَنَّ الطَّقسَ مَحْلٌ في الفصولِ وفي المواسِمْ .
                  ووُرودَكم عندَ الرَّبيعِ تبيعُ كُلَّ عُطورِها برغيفِ هَمٍّ ناشِفٍ
                  وجيوشَكُم مَخصِيَّةٌ ،
                  ضُبَّاطُكُم يتسوَّلونَ المَجدَ ، يبتاعونَ أَوسمَةَ الخَنا بالدَّيْنِ
                  في سوقِ البِقالاتِ الغَريبةِ عن سُيوفٍ حَيَّرَتْ روحَ المَعاجِمْ .
                  وبِحارُكم تدعو السَّرابَ إِلى جزيرَةِ نَومِها ،
                  ولقد نَظَرنا في أُمورِ رَمادِكُم –
                  حَولاءُ هِمَّةُ زِندِكُم
                  خَرساءُ ذِمَّةُ بِندِكُم
                  أَسوارُكُم دارَت على قَصرِ الرِّئاسَةِ دَورَةً ، قَصُرَتْ مُدى أَيمانِكُم
                  وكذاكَ أَمعنتُم بتشميرِ الطِّباعِ ، خَلَعتُمو ثَوبَ الحَياةِ ، قَلَعتُمو شَجَرَ
                  الحَياءِ ، أَصابَكُم عُرْيُ الذَّواتِ وطَقسُكُم روحُ الصَّقيعِ ، فباشِروا بحياتِكُم ، ثَنُّوا بِكُم ، وبِكُم كذلكَ ثَلِّثوا أَو رَبِّعوا _ لَن تَعْدِلوا !
                  فِيْؤوا إِلَيَّ ووحِّدوا بَعدَ الإِلهِ بِرَعشَتي ،
                  لَم تُرزَقوا مِن طاعَةٍ إِلاَّ "أَبا لُؤلُؤَةِ" العَصْرِيَّ "وآبنَ المُلْجَمِ" الفَخْرِيّ !
                  مِن دَمعةٍ ووريدِ قَلبٍ خَيمَتي ، سأُصيبُكُم بلهيبِ نَظرَتِها التي تأتي على
                  ياقاتِكُم !
                  قَلبي حَديدِيٌّ ، سأَرجُمُكُم بصخرِ النَّبضِ يا قَومَ الزُّجاجْ !
                  سأَصُبُّ فوقَ رِقابِكُم مُسْوَدَّةَ "الحَجَّاجْ" !
                  سأَعيشُ إِنْ شِئتُم كثيرًا ، فاخرُجوا مِنكُم قليلاً واحلُموا !
                  قَد تُصبِحونَ عليكُمو !
                  حَدَّ الحِدادُ عليكُمو !
                  &&&&
                  أَنا الماضيْ !
                  أَنا المَظلومُ والقاضيْ !
                  أَنا المُبْيَضُّ في عَصرِ السَّوادْ !
                  أَنا القِصديرُ والقَمحُ الوَفيرُ وشَهوَةٌ تَجتَرُّ أَطباعَ الجَّرادْ !
                  أَنا النَّحَّاسُ في لَجَني وفي كَفَني ،
                  كُلوني واقرَعوا أُذُني !
                  سأَحكُمُ "للخديجَةِ" بالبِلادِ وبالبَساتينِ الحَليمَهْ !
                  بحِفنَةِ صامِدينَ على مَواثيقِ العَزيمَهْ !
                  وسَوفَ أُدينُكُم يَومًا بِجوعيْ !
                  وحَقِّ المُسْتَباحَةِ في الرُّجوعِ !
                  وكَثْرَتِكُم ويُتْمي والدُّموعِ !
                  سأَذبَحُكُم بإِطْراقي !
                  وبالحُبِّ الذي يَذوي وأُشْفِقُ مِن مَهانَتِكُم عليكُم !
                  قطاريزَ السَّفاراتِ الغريبَةِ في العَواصِمْ !
                  فعُودوا واقرأُوا نَصَّ "ابنِ هاشِمْ" !
                  ورُشُّوها بطَبْعِ الزِّندِ هاتيكَ العَمائِمْ !
                  لَعَلَّ القَلبَ يَنبِسُ مِن جَديدٍ بالعَزيمةِ في فَضا الصَّدرِ المُقاوِمْ !!.


                  5/7 /2007
                  [/gdwl]
                  التعديل الأخير تم بواسطة د. نديم حسين; الساعة 08-04-2010, 00:24.

                  تعليق

                  • يسري راغب
                    أديب وكاتب
                    • 22-07-2008
                    • 6247

                    #39
                    د. نديم حسين
                    احترامي

                    ايها السامق الملحمي
                    الجلسة الثانية
                    تبدا بعنوان اختاره لاول لوحاتها
                    الذاكرة وفلسفة المكان
                    عَسَلي لذاكِرَةٍ ستنساني وأَنساها غَدًا !
                    ولفِكرَةٍ نامَتْ على سَرجيْ وما قَطَفَتْ سُيوفَ الرأسْ !

                    كأسٌ "لسُقْراطَ" التَّعيسِ وللتَّعيسَةِ أَلفُ كأسْ !
                    نَغَمٌ من النَّايِ القَليلِ يُصيْبُها ،
                    ونَصيْبُها ،
                    رَقْصُ الذَّبيحَةِ عِندَما تأوي إِلى سَهْمِ الرُّماةْ !
                    لا! .. لا تَخَفْ !

                    ----------------------------
                    اللوحة الثانية
                    مفترق الطرق غزة تقود المواجهة
                    هِيَ صُدْفَةٌ أُخرى خديجتُنا ،
                    مُفارَقَةٌ ، مُجازَفَةٌ ، مُعانَقَةٌ رَمَتْها جَوفَ قارِعَةِ الصِّفاتْ !

                    بَحرٌ غَريقٌ جارُها ،
                    وجَزيرتي هي فُرصةٌ بَحْريَّةٌ سَنَحَتْ لخَضراءِ الرِّئاتْ !
                    ودُوَيلَةٌ أُخرى لذاكِرَةِ الأَسى
                    مَنظومَةٌ نَجْمِيَّةٌ كُبرى على خَدِّ المَسا !
                    وخديجتي سيقومُ من دَمها الفُراتْ !
                    تتماوَجُ الدَّمعاتُ مثلَ المَوجِ ، تَلعَبُ في صِوانِ نَشيجِها
                    ولحُزنِها الجِّيرِيِّ تَحتَكِمُ المآقيْ
                    ويغيبُ عن ميعادهِ الفِضِّيِّ ميلادُ التَّلاقيْ
                    ولموتِها الغَزِّيِّ ذَوقٌ مُنْهَكٌ
                    يَصحو ليُصْبِحَ ذاتَ مُفتَرَقٍ على قارورَةٍ
                    للعِطْرِ والدَّمِ والسُّباتْ !

                    --------------------------
                    اللوحة الثالثة
                    صفات غزة رغم الانين والرياح العاتية تطلق ازهارها واقدارها القادرة
                    نَمْ يا مُواطِنَها قَريرَ الشِّعْرِ في كُلِّ اللُّغاتْ !
                    حَرَّرتَ كُلَّ قُبورِنا ورَفَعْتَ شَيئًا مِثلَ راحَتِكَ الحَزينَةِ ،
                    هَل تُبَلِّغُها حَنينَ الغارِقينَ هُناكَ في زَمَنِ الشَّتاتْ ؟
                    نَمْ يا قَريرَ الشِّعْرِ في كُلِّ اللُّغاتْ !
                    وخديجتي .. هل تَشرَبُ الليلَ العَميقْ ؟
                    هل تَلحَسُ الشَّبَقَ العَتيقْ ؟
                    أو تَحرُسُ النَّحلَ البَخيلَ من الرَّحيقْ ؟
                    عَسَليْ لذاكِرَةٍ ستَمشيْ عَذْبَةً ، عُمْرًا على قَدَمَينِ
                    مِن غَدِها ، إِذًا :
                    كُونيْ أَميرَتَنا ! .. فكُنتِ عَميقَةً كقُلوبِنا .
                    رَمْلِيَّةً كجَنوبِنا .
                    يا ضَحْلَةَ الإِبحارِ في بَرِّ الحَريقْ !
                    ولتَشرَبي النَّغَمَ العَميقْ !
                    كي تُزْهِرَ الأَعوادُ في نَيسانْ !

                    ----------------------------
                    اللوحة الرابعة
                    ثنائيات غزة مجدها - انتصارها- رغم اللات والعزى والليل البهيم - لها صلواتها الثابتة
                    ويَقومَ من خَدَرِ الأَنامِلِ عازِفٌ أَرْداهُ في زَمَنِ القَذى لَحْنانْ !
                    هَل تَرقُصُ العَمياءُ بينَ سُيوفِها وسُيوفِها
                    لتُصيبَها الحُرِّيَّةُ العَمياءُ في زَمَنِ الرَّقيقْ ؟
                    هل تَمضُغُ اللَّيلَ العَميقْ ؟
                    وخديجتي .. كَسَرَتْ على أَعتاقِها عَزَّى وَلاتْ !
                    ليقومَ من دَمِها الفُراتْ !
                    وشَهِيَّةٌ غَزِّيَّتي كصَلاتِها .
                    وقُبَيلَ نَومِ حَنينِها دَخَلَتْ إِلى عَبَقِ الصَّلاةْ –

                    ---------------------------
                    اللوحة الخامسة
                    زيفها - عظامها - رغيفها - فطامها - روزنامتها - امسياتها - وكربلاء المذبوحة من اهلها
                    حَمراءَ مِثلَ نَزيفِها
                    بَيضاءَ مِثلَ عِظامِها
                    سَوداءَ مثلَ رَغيفِها
                    خَضراءَ مثلَ فِطامِها
                    وخديجتي .. "رُزنامَةٌ" ظَلَّتْ تُعَلِّقُني على أَيَّامِها
                    ليسَتْ حياتيْ كَوْمَةً مِن أُمسِياتِ الأَربَعاءْ !
                    لَيسَتْ جَماعًا مُطْلـَقًا بينَ القَطيعَةِ والوَلاءْ !
                    أَو نُسخَةً مَقطوفَةً عن كَربَلاءْ !

                    ----------------------------
                    اللوحة السادسة
                    الاوباش - والموت - كوابيسهم في جثتها - وصبرها - وانكسار ضميرهم
                    سيَزيدُني الأَوباشُ بَعْدَ المَوتِ ضَرْبًا كي أُبايِعَ مَوتَهُمْ .
                    ويُخيفُهُمْ أَنْ ضاجَعَتْ أَحلامَهُم تَرنيمَةٌ نامَتْ عليها جُثَّتيْ .
                    وأَنامِلٌ رَسَمَتْ زُجاجَ نَوافِذٍ مَكسورَةٍ كوُجوهِهِمْ .
                    لخَديجَتي داءٌ يُسَمَّى صَبْرَها !

                    --------------------------
                    اللوحة السابعة
                    انا الطبيب ابنها - يشد من ازرها - انهضي - انتفضي فاسنا عبيد برسيمنا كغيرنا
                    مِنِّي الدَّواءُ طَبيبَتي ،
                    مِنِّي مَخاضاتُ الشِّفاءْ !
                    قومي اشرَبي شَمسَ الظَّهيرَةِ واكسِريْ ظَهْرَ النَّهارِ !
                    قومي اطحَني عَقليَّةَ الفُخَّارِ !
                    وَلتَخرُجي مِن حِيْدَةِ الدَّمِ والخَزَفْ !
                    قَرِفَ القَرَفْ !!
                    هَل تَعرفينَ مَن الذي ما بَدَّلَ الآراءَ يا مَقتولَتيْ ؟
                    " عَبْدُ بنُ بَرْسيمٍ " .. حِماريْ !
                    فَلتَخرُجي مِن لَعنَةِ الفُخَّارِ !

                    -----------------------
                    اللوحة الثامنة
                    خيامنا - بكاؤنا - دماؤنا - داواؤنا - مراتنا - علاقات متناقضة لكنها في غزة هي الثابتة
                    هيَ بُقْعَةٌ غَيمِيَّةٌ لَمَسَتْ قِماشَ خِيامِنا
                    هَطَلَ البُكاءُ على أَقاليمِ البُكاءْ !
                    ودِماؤُنا " صَدَفِيَّةٌ " أُخرى على جِلْدِ الشِّتاءْ !
                    أَينَ الدَّواءُ خَديجَتي .. أَينَ الدَّواءْ ؟
                    وأنامُ مَهمومًا قِبالَةَ هذه المرآةِ كي أَحظى برُؤيَةِ نائِمٍ
                    في عُقْرِ ناريْ !
                    أَغمَضْتُ قلبيَ كي أرى نَجمًا بَعيدًا أو جَديدًا أو وحيدًا مِثلَنا
                    يا نَجمةً سَهرانَةَ الوَجَعِ المُكابِرِ فوقَ شُرفَةِ وَهْمِها
                    قومي ابدأينا مِن عَثارِ !

                    --------------------------------
                    اللوحة التاسعة
                    مابين الياس والرجاء - لاباس - كان التتار - وكانت القبيلة ذاتها
                    لا بأسَ .. نبدأُ من عَثارِ !
                    وَلتَنفُضي عنِّي غُباريْ !
                    قد أستعيدُ بَريقَ سَيفٍ ماتَ في غِمْدِ التَّتارِ !
                    وخديجتي أرضُ المساءِ وقمحُنا
                    عَلَمٌ على حَلْقِ الحِيادِ قَتيلَتي
                    إِسمٌ يخاصرهُ الحِدادُ على وُجوهِ قبيلتي
                    زيتونةُ الصَّمتِ المُصَلِّي للبلادْ
                    وخديجتي تَكبيرةٌ تدعو الجِراحَ إلى الوُضوءْ .
                    وخديجتي قَيلولَةٌ للطَّلْعِ في عِزِّ البِذارِ !

                    ---------------------------
                    اللوحة العاشرة
                    قومي اذا - سلامنا - سماؤنا - مساجدنا - عثراتنا - انت فيها الحاضرة المنقذة
                    قومي إِذًا ،
                    قومي ابدأينا مِن عَثارِ !
                    وخديجتي ،
                    قَبلَ السَّلامِ بطَلقَةٍ حَطَّتْ على أَحلامِها كيمامةٍ
                    وسماؤُنا وَقَعَتْ على لَونِ الدُّخانِ وظِلِّ آلافِ المَساجِدْ !
                    وخَديجَةُ الغَزِّيَّةُ النَظَراتِ تَغمِسُ عَينَها
                    في نَكهَةِ الدَّمعِ المُجاهِدْ !
                    ضَرَبَتْ لَنا مَثَلاً – دِماءَ وليدِها ،
                    ضَرَبَتْ لَنا بَعضَ الخِيامِ وجُوعَها ،
                    مسَحتْ عن الجُدرانِ فُرسانَ البَلاغَةِ واكتَفَتْ بِنْتُ الكِرامِ
                    بحِفْنةٍ من قَلبِها ، ذُبِحَتْ بِذُلِّ عَزيزَةٍ ،
                    خَزَفيَّةُ الظَّهْرِ التي انكَسَرَتْ على عَثَراتِها
                    سَجَدَتْ على صَلَواتِها كُلُّ المَعابِدْ !

                    -----------------------
                    اللوحة الحادية عشر
                    الفلسطيني هنا لم يمت من الاولى الى الاخيرة تاريخها وابولهب والكفر ذباب ازرق ومسرح مزيف ومهرجان شعر عنودي غير مفعل وريح تفتك بالثمار في الشجر
                    وأَنا هُنا ،
                    ما مِتُّ أَوَّلَ مَرَّةٍ لَمَّا بَكَتْني ، مِتُّ آخِرَ مَرَّةٍ لَمَّا رأَتْني جالِسًا
                    يَختالُ حَوْلَ نظافَتي وَسَخٌ كثيرٌ
                    سالَ والقُوتَ الحَرامَ على رَصيفِ خرابِها !
                    ورأَتْ هُناكَ اللاتَ والعَزَّى هُنا ،
                    ورأَتْ هُنا أَبا لَهَبٍ يَقودُ ذُبابَةً زَرقاءَ نَحوَ طَعامِها !
                    وبُعَيدَ أَنْ نَفَقَتْ مَسارحُنا هُنا ،
                    دَلَقَ المُهَرِّجُ جُملةً شِعْرِيَّةً أُخرى على تاريخِ "خالِدْ" !
                    هَل تَذْرِفُ الرِّيحُ القَتيلَةُ طَلعَها ثَمَرًا على أَشجاريْ ؟
                    لا ضَيْرَ .. فَلْتَبْكِ الرِّياحْ !
                    أَنا سادِنُ الدَّمعِ المُسَجَّى في الأَزقَّةِ ها هُنا ،
                    عَرَبِيُّها .. كالدَّبكَةِ العَرَبيَّةِ الفُصْحى ، فَقُلْ :
                    هَل يَهبِطُ الليلُ الضَّريرُ كغيمةٍ أُخرى على أَقماريْ ؟
                    لتَقومَ مِن بِئْرٍ غَفَتْ حَمَّالَةُ الأَسرارِ ؟!
                    يا أيُّها الجُّندُ الذينَ يُصَيِّرونَ مِياهَها دَمعًا ودَمْ !
                    أَرؤؤسُكُم مَحشُوَّةٌ كطبائعِ الرُّمَّانِ بالدَّمِ والرَّصاصْ ؟
                    هَل أُمُّكُم دبَّابَةٌ تَمشي على وَقْعِ القَصَاصْ ؟
                    قومي اغسِلي أَحزانَكِ الأولى خَديجَتَنا بِنا !
                    فقميصُ "عُثمانَ" الجَديدُ قَميصُنا
                    ولتَرفَعيهِ كرايةٍ أُخرى على حَبْلِ الزَّمَنْ !
                    سيجِفُّ حُزنُكِ ذاتَ يَومٍ كالزَّبيبِ من المُحيطِ إلى اليَمَنْ !
                    سيجِفُّ يا أُمِّي نَزيفُكِ ذاتَ يومٍ قادِمٍ ،
                    فتأَبَّطي عُمْرَيكِ رُوحًا أَو بَدَنْ !
                    كي تُصْبِحي بَعْدَ المَنامِ على وَطَنْ !
                    وستُصْبِحينَ على وَطَنْ !!
                    وعلى نُزوحِ البَحرِ عَن هذي السَّواحِلْ !.
                    ------------------
                    دكتور نديم
                    حاولت ان اقرا في الملحمة وفيها منافذ متعددة اخترت منها نافذة اطل منها على صمود غزة وريادتها في المقاومة - دمت سالما منعما وغانما مكرما

                    تعليق

                    • د. نديم حسين
                      شاعر وناقد
                      رئيس ملتقى الديوان
                      • 17-11-2009
                      • 1298

                      #40
                      أخي في الوجع يسري راغب
                      إذًا , على بَركة الله , سنَعقِلُ ونتوكَّلُ , سنزيِّنُ صدرَ الطبعةِ الثانيةِ بقراءتِكَ الجميلةِ لنَرفَعَ - أنتَ وأنا -هذه الزَّفرةَ الشِّعريَّةِ إلى مَقامِ شعبنا المعذَّبِ هنا . لقد طُبِعَ من الطبعةِ الأولى ألفٌ وخمسمائة نسخةٍ فنَفَذَت حالاً . شعبُنا أعظَمُ ناقدٍ ! حيثُما أتواجدُ يُطالبني " الختيارية " " والختيارات " والشبابُ والصبايا بنُسخٍ من دواويني . والآن , أقولُ : على بَرَكةِ الله .
                      كبيرٌ أنتَ يا أخي , متواضعٌ ونبيل فشُكرًا لك .

                      تعليق

                      • د. نديم حسين
                        شاعر وناقد
                        رئيس ملتقى الديوان
                        • 17-11-2009
                        • 1298

                        #41
                        أيتُها الأخوات , أيها الأخوة
                        أشكرُ كلَّ من تجشَّمَ عناء المرور والمشاركة , وإلى لقلء قريب إن شاءَ ذو الجلال .

                        تعليق

                        • خالد شوملي
                          أديب وكاتب
                          • 24-07-2009
                          • 3142

                          #42
                          أخي الشاعر المبدع د. نديم حسين

                          نص ملحمي يستحق أكثر من قراءة متأنية. لغة وصور شعرية راقية.
                          القصيدة عميقة المعاني صادقة. تدخل إلى قلب القارئ بدون استئذان.

                          رائع أيها الصديق.

                          مودتي وتقديري
                          خالد شوملي
                          متعرّجٌ كالنهرِ عمري مرّةً يسري ببطءٍ تارةً كالخيلِ يجري
                          www.khaledshomali.org

                          تعليق

                          • د. نديم حسين
                            شاعر وناقد
                            رئيس ملتقى الديوان
                            • 17-11-2009
                            • 1298

                            #43
                            أخي الحبيب خالد شوملي
                            إذا استجابت هذه المطولة الغزية لذائقتك العالية , فهذا مبرر وجودها .
                            سلامي لك , ودعائي لك بالتوفيق أينما حللت .

                            تعليق

                            يعمل...
                            X