أوراق من زمن الماضي...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • هدير الجميلي
    صرخة العراق
    • 22-05-2009
    • 1276

    أوراق من زمن الماضي...

    أوراق من زمن الماضي....





    كنت صغيرة مثلي مثل ...صغار طيور النورس ..عندما تتزاحم لتطلق جناحيها لحرية البحر...



    تطلق العنان لأحلامها البيضاء ..والرمادية ..



    فهي تسافر بدون جواز أو هوية ..



    أو حتى شراع تتمسك به لينقلها عبر المحيطات ...



    إلى كل المدن التي تنبت بالخير والقحط...



    تحاول أن تمعن نظرها بقاع البحر.. علها تجد بالقاع .. أفراحا وفراشات ...لأنها تعرف البحر يسكنه الصدف والمرجان ...هذه هي الفطرة التي ولدت عليها ..



    كانت أحلامي لاتتعدى (مريول المدرسة) وحقيبة كتبي..أتذكر أختي الكبرى وهي تجدل ضفيرتي لتضع فيها شريطاً أبيض يرفرف بالهواء الطلق.. يعلن عن البراءة و السلام ...كنت حريصة على أن لا أتأخر عن موعد قرع الجرس خوفاً من تأنيب المديرة التي كانت ترهبنا بحزمها وشدتها وكأنها أحد ضباط الجيش .



    أجلس على كرسي الصف قرب النافذة المطلة على حديقة مدرستي الكبيرة ..وأسرح في عالم ملؤهُ التأمل والخيال..



    هناك في مدينتي ولدت وسط الحرب... وكبرت مع ثورات الرصاص ...و عشت ببساطة ...منعنا من كشف مشاعرنا ..فكل الأشياء عيب.. وحرام ...ولاتجوز .



    لم نعرف معنى الأنوثة ...وثورات العشق والصبا..



    عشقت الأرض الخضراء حيث شهدت تغيرات فصولي مع فصولها ...فالشتاء يحمل معاطف الدفء والأمان والسكينة ..والصيف يذيب كل جليدي ..يكسر الحواجز ..وبين يديه يكشف لي الأطياف المبهمة ..أهرب إلى غروب شمسه ليضمني بحنين..الخريف يحمل باقات من أوراقه التي تعلن عن انتهاء الماضي بذكرياته المؤلمة فلا أمضي وقتي بتقليب صفحات مايجلب.



    الربيع هو كل المستقبل الذي أحلم به والذي لم يطرأ علي بشيء ..غنائمه كثيرة ومتنوعة ومذهلة ..راقني عشق الفراشات بجنونها ..تلونت بألوانها ...وشممت عطر الزهر حتى أني أميز كل نوع منها وأنا مغمضة العينين...يدغدغني نمير الماء عندما يمر على مخيلتي .



    وغلت في كل الطرق المؤدية إلى الأحياء الغنية والفقيرة ...وجحظت عيني بكل المنازل الفخمة والمهترئة والمنطمسة المعالم على الأرض ...تلهث حزناً على ما فعلته ثورة الحرب بها.



    ذاكرتي مختزنة بعجائب الأمور ..وصغائرها..أجد كفوف أمي تلوح لي بين الشرف ..تخرج لي عيونها الحزينة من قباب المساجد الكبيرة .. والطويلة الأعناق ..والكثيرة العدد ..كأنها تريد مني شيئا لا أفهمه..؟ لا أسمع لها صوتا ..؟فالأذان والدعاء يتكرران كل ساعات النهار.



    ووالدي أذكره جيداً شديد العزيمة محمر الغضب..عاصفة هادئة الخطى لكنها ليس دوماً تخفي أثار خطاها.. أختبئ أنا وإخوتي عند قدومه تحت الأسرة ..كان يناديني من دون أخوتي أنطق بالشهادة فأنا من شدة خوفي منه كنت أنفذ بصمت أوامره..لم يكن يضربنا لكننا نخاف منه ...كعصافير تفر من رؤية الصقر محلقا بالسماء...لم نكن نعرف سر خوفنا منه حتى بعدما وافاه القضاء بالتراب.



    بين كل هذا وذاك هناك شيء حاولت الإفصاح عنه والتمادي بشرحه .



    وجدت نفسي موجة وسط البحر تتلاطمها الأفكار والذكريات...؟



    رأيتك ولأول مرة تمشي تجر ظلك الطويل يخبئ وراءه السكون...لمحتني عيناك اصطادتني...صدمتني... فلم أعرف العشق يوماً ..انتابني شعور غريب ..؟وكانت صعقة كهربائية أصابتني ...تتسارع نبضات قلبي ...وكأن هناك من يطاردها فتركض مختبئة من مكان لآخر ..



    كانت الليلة الأولى ليست ككل الليالي التي أمضيها وأنا أحتضن لعبة من القماش تسامرني وأسامرها بأفكاري الجنونية الطائشة الطفولة ..كانت تلك الليلة غريبة بكل ما بها ...نجومها بدت أكثر وميضا من السابق ...وقمرها كان كبيرا لدرجة أني شعرت بأني سألمسه بيدي...كل شيء هادئ حتى خيالي .



    ملامحك لم تفارقني ..تقلبت وأقلقت الوسادة ..وكأنها تشكوني من نفسي ...اضطرب النوم بجفوني ...ما العمل ..؟وما هذا الذي أشعر به ..؟



    وقفت أمام المرآة أسرح شعري وكأني لأول مرة ألمسه وأحرره من قيوده.



    أصبحت أطلع على كل تفاصيلي ...وأبحث عن جوانب الأنثى المجنونة ..؟



    كانت قدماي تسرعان بالمشي ..لأسابق خطوات الناس والمنازل والشوارع.. أصبحت كقطرة ندى تسقط من شفاه الورد معلنة عدم الفراق ..فانا أحببت الطريق الذي لاقاني بك ..



    أصبح لكل يوم أراه فيك قصة وقصيدة تذبح على أعتابي الشوق واللهفة ...



    أيمكن أن يكون لقاؤنا صدفة ..؟!



    تطل عليه من نوافذك دقائق.. نسرق منها النظرات ونبيح لبعضنا الوجود ونعدمه..



    لم أعد تلك الفتاة المهووسة الطفولة ..المحمرة الخدين .. الطويلةالجدائل ...لقد كبرت كل الأشياء معي ..ولم يعد هناك حيز يسع لكل ما أريده ...



    كيف تطابق نجمانا ..وكيف التقى كوني الضيق بكونك الفسيح...وكيف نسطر المشاعر على أوراق ..لنحرقها بعد ذلك بساعة من الغضب ..



    كيف يمكن للقدر أن يختار لنا اللقاءات ..ويتفضل علينا ببعض العشق.



    أيستحق عذابنا كل هذا الحرمان والألم ...؟



    أيستحق حبنا كل المجازفة وأن يكون حبيس جدران وذكريات...



    كنت أرى الناس بلون واحد وبشكل واحد ..وبوجه واحد ..



    أما بعد الآن أرى وجهك مرسوما عليهم ..على المنازل القرميدية الأسطح ... على أضوية الشوارع التي يلفها الشتاء الحزين ..



    أراه على حبات المطر المتساقطة لتطفئ عشق الأرض..



    لم ترتعش يداي حينما أحاول أن أكتب عنك ...وأشكوك لقلمي وأوراقي وكلماتي ..



    لما وأنا التي ما عادت تهتم بالكلمات المنمقة الجسد.. والمحبوكة الفصول والفواصل ..



    كل الأشياء أصبح لها ظل يشبهك ...غرفتي ..ستائري ...مرآتي ...آنية الزهر ...وزجاجة العطر.. تذكرني بالحب وألم الفراق..



    هل تشفى ذكرياتنا مع انتحار الزمن...؟



    أصبح شوقي لك فرسا جامحة أحاول شد لجامها ...لكنك تمكنت من كل شيء استوطنت قلبي ولملمت بقايا إحساسي سيطرت على أعصابي ..



    لم أستطع إخفاء توتري وأنت تمسك بسعادتي وتعاستي ..فأنت القاضي والجلاد..ومقصلة تنهي ما بدأناه سوياً ..



    الأحداث التي جمعتنا متسارعة كنبضات قلب حمامة فرت من صيادها ..



    أصبحت لا أقوى على التقاط أنفاسي وأنا أعدو نحوك ونحو مستقبل أراه غضب بيد طفل يقلبه في لحظة راحة وانكسار كيف يشاء .



    أزرع حياتنا بين الوهم واليأس ..والحقيقة والخيال ..مسافات عشقنا شاسعة ..تكبر كلما ابتعدنا ..لتخلد قصتنا على مروجها المكسرة الفصول ..



    تتلاشى الكلمات والسطور عندما أحاول كتابتك على أوراقي وتعم الفوضى حروفي ..



    أنا لا أريد أن أكذب على نفسي وعليك ..وأقول بأني لم أشته سيجارتك وأنت تنقض عليها بصفي الوله برفق وحنان لتأخذ ما تأخذه من قُبل وعشق لايباح إلا لها ولا تجد أحدا من الناس محدقا أو مستغربا فعلها...؟!



    فما هي بنظرهم إلا سيجارة ...



    ولا أنكر بأني تمنيت أن أسلبك عطرك الذي يحمله النسيم من البعيد لي ...ومعطفك المجنون بك تمنيت أن أكون فيه زرا فضيا أونسيج أحد خيوطه التي تلامس جسدك دون ملاحقة نظرات المارة ..



    أستحضر أفكاري المجنونة كل ليلة موقدة شموعي التي تنتحب الوقت..أسترجي أن يكلمني على لسانها .



    لكني هذه المرة تعثرتُ بذكائي.. اكتفيت هذه المرة بالوهم .



    أصبحنا والحزن صديقين حميمين...فلم يأب أحدنا بترك



    الآخر...جميل أن تكون الأحزان بلون السواد ..فلا أشعر بأنها إذا تغير لونها للأحمر أو الفيروزي سيكون لها شكل وجمال ثان ..فكل الأشياء تنزع عنها ثوبها حتى الثعابين عندما تريد أن تزف كل عام تراها تغير فستانها عشرات المرات.. لكن طعم الفرح بالثوب الجديد سيكون نفسه فلا يوجد ما يبرر تغييره شيء.



    إن جمال الحزن بالأسود الذي يرتديه.



    من منا لا يحمل حقيبة حزنه معه ولا يأخذها إلى كل الأماكن ..بالمنزل و الشارع ..وفي المقهى العام ..ومكان عمله ..من منا يحاول أن يتخلص مما تحتويه ...؟



    حاولت التخلص منها لكني وجدتُ نفسي مرتبة بها مع الأشياء التي أخذت مكانها بانتظام .



    شيء عجيب أن تعشق ولا تحمد الله فالحب نعمة وبلاء ...لو كنا كذلك لفعلنا فعل( زليخا )التي عشقت( يوسف) وهامت بجماله وأطاعته رغم جفائه عنها لكنها فازت بقلبه ..فأوصلها إلى الزهد فيه.. وملاحق عشق أكبر وهو عشق( الله) ..أيعقل أن تكون مشاعرنا مزيفة مطلية بكل الألوان ؟..أيعقل أن يكون عشقنا كالحرباء تغير لونها كلما اقترب منها شيء حتى لو لم تشعر بالخطر ..



    لكن عشقي لكن لم ينسني الله ولم يجعلني أغفل عنه ...قد لا أكون مثل زليخا ولا أريد تقليدها.
    بحثت عنك في عيون الناس
    في أوجه القمر
    في موج البحر
    فوجدتك بين خافقي أقرب من كل الذين أبحث فيهم
    ياموطني الحبيب...


    هدير الجميلي(هدير نزف النواعير)
  • طارق الايهمي
    أديب وكاتب
    • 04-09-2008
    • 3182

    #2
    ربما المديرة كانت مصابة بجرثومة حزب البعث وأخواتها، فأرادت أن تنتقص من حريتك في الحضور. أو إغتيال أحلام طفولتك
    الأديبة الراقية هدير الجميلي
    قد افشيت في نصك الراقي سر جرثومة من أصيبوا بأخطر جرثومة سياسية في العصر الحديث
    تحية وتقدير



    التعديل الأخير تم بواسطة طارق الايهمي; الساعة 11-04-2010, 09:18.



    ربما تجمعنا أقدارنا

    تعليق

    • خلود الجبلي
      أديب وكاتب
      • 12-05-2008
      • 3830

      #3
      أهلا بالأخت هدير
      كان بودي سؤال هل الموضوع يصنف خاطرة نظرا لطوله وكثرة أحداثه
      مجرد فضول مني للفهم ليس أكثر

      لروحك عبق الياسمين
      لا إله الا الله
      محمد رسول الله

      تعليق

      • هدير الجميلي
        صرخة العراق
        • 22-05-2009
        • 1276

        #4
        أعشقك وأجد بأن الحب مباح لي بكل وقت.. وأنت مباح بكل ما تملك وتمتلك ..بكل مشاعرك لي..فأنا متأكدة بأني محتلة .


        لكني لم أغتصب وطنك أو استبيح استبح شمسك التي تشاركنا الأقدار ..أتعرف بأنها تنتزع عنها الأقنعة التي ترتديها لتخفي عنا زيفها خلف شعاعها المغرور...هي مثلنا تخفي عشقها لليل وولهها بالقمر للقمر متمنية أن يبادلها نفس الشعور .. لتضمه وتنعم بالهدوء مبتعدة عن عيون كل الناس، مرتاحة من أعباء الكون الظالم لها..


        أنت لم تكن لي كباقي الناس الجامدون الجامدي المشاعر المتصلبون المتصلبي القلوب ..المتحركون المتحركين بشفاهٍ ملئتها ملأتها الثرثرة والنميمة بما لا ينفعهم وينفع أحبتهم ..أشعر بما يشعرون به وأحس الذي يحسونه .. أصرح بكل ما أشعر به لنفسي وأكون صادقة..حتى لا أوهم نفسي بعشقك أو إن الوصول أليك يكون أمراً مستحيلا..


        قد يتمنى الناس المعجزات لكي يصلون إلى كل الأشياء المتزاحمة والتافهة بعقولهم المادية ..


        فالمعجزات نفسها لن تتحقق ..إلا إذا وجدت الإرادة والإصرار لتكون على تواصل معنا كبشرٍ..


        أترانا نحتاج فعلاً للمعجزات للالتصاق بها إلى الأبد..؟فنحن لسنا أنبياء أو أولياء لنرى ما يفوق قدراتنا ..أو يتحقق لنا ما نريده حتى لو لم تنطق الشفاه به ...


        هو الأيمان بالشيء الذي نبحث عنه ونتوق للحصول عليه ..مجرد .


        ذلك قد نكون نحن من نصنع المعجزة ..وتسعى هي لنا ولا نسعى لها ..


        أحب فيك ذاك المخلوق العجيب ..فأنت ليس ككلِ البشر لكنك كل البشر..صفاتك وخصلاتك قد قُسِمَتْ عليهم ..قد تفوق أعدادهم عقلي العصفوري ..ومشاعري التي لا تحتوي أناسا غيرك ..لكني أستطيع أن أجزم بأنك تفوقت عليهم..


        تطوف بعيني صورك، فما أجمل أن تعشق دون أخذ ما تريد ..تبقى لاهث المشاعر والأحاسيس خلف ظل المعشوق ...ترتمي عند رؤية طيفه يتجول بخاطرك ويستنجد بذاكرتك لتعانقه، وتأخذ مالذ وطاب لك ...لكنك لن تروي روحك الظمأى...فتبقى تحترق كصحراءٍ تحرقها نيران عشقها لقطرة مطر.


        حواء خلقت بكبريائها وجمالها تخدم الرجل ..وقلة منهم من يستطعم ذاك الجمال ويركع تحت كبريائها المغرور ...هي تستخدم لؤمها وكيدها لتذل بها العاشق الذي يكون صريع هواها ..


        لكنني لم أكن تلك الحواء يوماً ..


        لم تسخر يوماً مني ..فأنا خلقت بسيطة بكل شيءٍ ..لم تهمني المرآة لأنك تعرف حقيقتي دون أن أضع أحمر الشفاه ..أو أضع مساحيق التجميل لتراني كدمية جميلة لكنها جامدة مجردة من كل شيء ..فأنت غني عن امتلاك ( مانيكان )..


        أحسد نفسي بأني أحبك أنت فقط ..لا أحسد المشاهير فما قيمة أن يكون لك الآلاف من العشاق والمعجبون المعجبين...وأنت لا تعشق سوى واحداً منهم . ..؟


        هم لن يعطوك دافع دافعاً للاستمرار والنجاح والتقدم ..لكن شخص واحد شخصاً واحداً هو من يعطيك كل تلك الأشياء وأنت غنياً غنيٌ عن كل أولائك .


        الكذب هو الشيء الوحيد الذي نحسن عشرته وأجادته ..


        نحن خلقنا وسط كذبة الحياة.. وسخرية القدر والاستهزاء من أحلامنا.. وحياة خُطت لنا بالغيب .. يلزمنا الكثير من الأكاذيب، حتى نواصل حياتنا المعتادة الشرور والشرود ..لم نركب سفينة الصدق ....أيلزمنا الكثير لنصل لبعضنا البعض ..؟


        مازلنا لا نجيد اللغة العربية حتى نخفي مشاعرنا بكلماتٍ منمقة الحس عديمة الشعور بالآخرين ..


        أيَ لعنة نصيب بها أنفسنا، ونحن بأيدينا النجاة من قواذف اللعنات..فمن منا لا يعتبر خروجه لدنيا لعنة حلت بالقالب الذي صنع فيه ..؟ وبالأرض التي ليس لها ذنب باحتواء المغفلين ..


        أينتهي الحب بانتهاء الكون ..؟أم إن هناك آخرون آخرين ينتظرون دورهم لتجرع حلاوته والصبر على مرارته.
        التعديل الأخير تم بواسطة سالم العامري; الساعة 26-04-2010, 16:09. سبب آخر: تصحيح لغوي
        بحثت عنك في عيون الناس
        في أوجه القمر
        في موج البحر
        فوجدتك بين خافقي أقرب من كل الذين أبحث فيهم
        ياموطني الحبيب...


        هدير الجميلي(هدير نزف النواعير)

        تعليق

        • هدير الجميلي
          صرخة العراق
          • 22-05-2009
          • 1276

          #5
          تحية لك ست خلود
          هي خواطر وتساؤلات أدونها علكم تشاركوني أياها ..؟
          ويمكن أن تعتبريها مذكرات ...

          تقبلي ودي
          بحثت عنك في عيون الناس
          في أوجه القمر
          في موج البحر
          فوجدتك بين خافقي أقرب من كل الذين أبحث فيهم
          ياموطني الحبيب...


          هدير الجميلي(هدير نزف النواعير)

          تعليق

          • هدير الجميلي
            صرخة العراق
            • 22-05-2009
            • 1276

            #6
            في السابق كان كل شيء جميل فالرسائل التي كنت تكتبها وأنت جاثم على ضوء الفانوس وصوت القصف يرعد بجسدك ...كنت أرى التعرجات التي خطها خوفك مع كل حرف مال عن السطر ونحرف انحرف مساره... يخبرني بمشاعرك كيف كانت لحظتها ...والعطر الذي كنت ترشه عليها بعد أن تطبقها وتضعها بجيب سترتك ..أشم ذاك العطر للآن وكأنه تشرب بروح الحروف وعشقها.
            اليوم الرسائل تبعث على جهاز الخلوي ..لتجدها بلون الأبيض والأسود معدومة الرائحة لا تحمل سوى كلام مكتوب ليفصح عن خيبة أمل ورجاء العشاق..تمحى بمجرد أن تستبدل الجهاز أو تتزاحم رسائل أخرى لتأخذ دورها ..معلنة عن انتهاء فترة حراستها على صندوق الرسائل.
            أعظم هدية قدمتها لي زهرة.. كنت قد قطفتها من أمام حديقة جاركم..وخبأتها بيدك اليسرى..رميتها لي عندما كان الطريق خالي خالياً من المارة ..وأنا أشك بأنه كان خالياً..فليس من المعقول أن تسير بشارع عام ولا نرى فيه أشباح المارة تلوح أمام ناظرينا ..لكن من فرطنا فرحنا، أو من فرط فرحنا بالعشق لم نكن نرى سوى نفسينا معاً.
            التقطتها وكأني وضعت الكون بين يدي.. خبأتها بدفتر العلوم كنت حريصة على عدم فقدانها منه ..فلم تمل عيني من مراقبتها وهي وقد نامت بين طيات الورق.
            كان للهدايا معنى..؟ تهب توهَبُ دون مقابل ...؟!
            أنت تعرف بأنني حتى عندما أبلغ السبعون السبعين عاماً ..سأبقى تلك الطفلة التي ترتمي بأحضانك لتؤنس وحشتها ..من كابوس مر مرور العمر ..وتحنوا طفقا على دقات قلبها كطفل يتيم.
            ثمة مشاعر تفصلنا عن الناس ..فتجعل منهم موتى لمقابر الذاكرة ..
            وثمة ما يفصل الأحياء عن الأموات ...فيكون الأحياء موتى النسيان ..
            يا ترى ما لذي يجعل الثوار يعشقون الوطن...ولا يضعون حساب حساباً لحياتهم ..لم يختاروا حد فاصل حداً فاصلاً بين ما يعشقون وبين ما سيخسرون ..
            فليس لهم أدنى سلطة يحكمون بها سوى على أنفسهم بالهلاك...
            أيمكن أن نقول عنهم مجانين ..؟أم بهم مس..؟!قد يكونوا كذلك فالعشق وقعه وقع السحر ...يفعل أكثر .
            قد تكون نهاياتنا خلف ستائر معلقة مزخرفة ..لن نشك يوماً بأنها ستكون لنا كفن كفناً ..!
            نركض لاهثين خلف الأماني...لترمي لنا بفتاتها ..فنذل دون أن نطول نطال شيء من ذاك الفتات ..
            هي معركة دارت رحاها خلف غيوم ترتدي البؤس ...تسخر من عيوننا التي تطالعها وتشهق دهشة ..حاسدة ..بفضولية الإنسان ..متسائلة مالذي تخفيه الغيوم خلفها ..هنيئان هنيئاً لها ..؟ما أعلاها وما أجل شموخها...؟
            لم ندرك بأننا نحن أسمى منها وأفضل ..فنحن من كرمنا الله على سائر ما خلق ..؟ !
            تكفينا الحواس التي نتحرك بها..أذكر بالماضي في الماضي، كنت أعشق النظر إلى عيناي عيني ..فأنا أتطلع بهما إلى أبعد نقطة ...لرسم مستقبلي ..دون أن أحرك يدي أو قدمي ..ودون أن أتعب شفتاي شفتيَّ لتنطقان بما أريد...
            لم يكن لعقلي سوى أن يكتشف دواخلي وكأننا خلقنا منفصلين .. فنحن نملك حواس الشعور ولاشعور..لهذا نكون جاحدين ونصرف أنفسنا عنها .
            هكذا يتراكم بنا الحطام ...ويصبح أكوام أكواماً مبعثرة بكل أجزائنا ..لينتج عنه قباحة أرواحنا...
            قد تخفي سطور الماضي بشاعة ما عشناه ووحشية ما تعلمناه ..ورداءة بذور زرعت بأرض نأكل من ثمارها العفنة ...
            هي لم تكن أوراق تنموا أوراقاً تنمو عليها العثة لتترك أثار قواطعها المسننة الجحود ..
            صعقة كهربائية تعيدنا لرشدنا في زمن فقدنا فيه الذاكرة ..لم تكن لدينا ذكريات تستند عليها حقائقنا .
            الحقيقة الأجمل أن تكتشف جوانبك المظلمة ...ولا تدع طيور الظلام تعشش بسقوفها.


            التعديل الأخير تم بواسطة سالم العامري; الساعة 26-04-2010, 14:52. سبب آخر: تصحيح لغوي
            بحثت عنك في عيون الناس
            في أوجه القمر
            في موج البحر
            فوجدتك بين خافقي أقرب من كل الذين أبحث فيهم
            ياموطني الحبيب...


            هدير الجميلي(هدير نزف النواعير)

            تعليق

            • هدير الجميلي
              صرخة العراق
              • 22-05-2009
              • 1276

              #7
              لو خيروني بين أن أستنشق الهواء ..واستنشاقك لاخترت أن أتنفسك حتى لو علمت بأني سأفقد آخر خيط يربطني بالحياة..؟
              فلم يعد الموت يخيفني ..كما كنت صغيرة ..
              عشقت أن أكون بغيبوبة تحتجزني بين حناياك ...وأحببت أن أكون في متاهة وردية تجعلني أحرك كل مشاعرك التي آوت إلى كهف عميق متفرع الدهاليز..يخبئ داخله صباه ورجولته وكل ماتاقت له نفسه ليكون أسير امرأة ... تجيد الصيد وغرس الحب بقلب ذبلت أغصانه.
              كنت دوماً تلك الأنثى التي طالما أخافتك..بسجنها ...تعجزك عن أن تتفوق عليها بحبك وتنال منها بشغفك ...
              اصطدت كلمات الحب من بين شفتاك..لغيت تاريخ ميلادك
              زرعت الفرح بحنجرتك المزروعة الخناجر.. وكسرت نوافذ صمتك..تراقصت كجنية مهووسة على أصابعك ..من أجل ذلك لا يحق لك أن تصدري بي حكم بالنفي خارج خارطة حياتك.
              لأنك من اغمد في روحي سيف العشق..وأضمر في نعاسي لليل متيقظ.. استطعت من أن تجعلي أكتشف الحب بعين الشمس.. وأخترع وطن جديد..
              فأنت من أعاد لي ولهي المنسي بالكتابة ..وأخرجت كلماتي من درج الصمت..
              وضعتني حروف بين كفيك التي طالما تمنيت ملامستهما بشفاه تحتضر..قاحلة تتعطش ...يغرقها الجفاف .
              كيف يوقن الذي يغرق بمحيط..إنه سينجو ..؟!لولى نسمه من الأمل تجلبها الريح له..
              لحياتنا فلسفة.. ولمعاناتنا فلسفة ..ولتخاريفنا فلسفة ..وللفصول فلسفتها ..وللحب ........لا ندري بأي منطق يحاكينا ..
              تحبسنا الفلسفة بين ظلمتين..؟ ظلمة الحظ وظلمة المنطق..
              أيهما سيكون بصالحنا الحظ أم المنطق ...نعترف بأننا بحاجة للحظ أكثر ..لأن المنطق قد لا يكون بصالحنا ..
              ففي كل واحد منا زوايا مظلمة ....

















              بحثت عنك في عيون الناس
              في أوجه القمر
              في موج البحر
              فوجدتك بين خافقي أقرب من كل الذين أبحث فيهم
              ياموطني الحبيب...


              هدير الجميلي(هدير نزف النواعير)

              تعليق

              • هدير الجميلي
                صرخة العراق
                • 22-05-2009
                • 1276

                #8
                ***************
                لماذا لا نشعر بالرضا والقناعة ..؟
                ونحاول البحث عن أشياء تنقصنا ..
                يا ترى هل هناك فعلاً أشياء تنقصنا... ؟
                أضائعة نجدها لدى أناس آخرون ...؟فنمني النفس بسلبها من بين أيديهم..
                كثيراً ما أعد أصابع يدي وأنظر إلى تقاطيع وجهي ...أدقق ما لذي يجعلني أتميز عن الآخرون...
                وهل هم مميزون عني ..؟وبأي شيء ...؟
                لماذا لا أصارح نفسي وأدقق أكثر في ماهيتي قد تكون هناك أجزاء ضائعة وسط الركام ...تتزاحم دون أن تجد لها مكان صحيح لتستكين فيه وتباشر مهامها لتثبت قدرتها بالتميز ..
                كلنا يبحث عن الكمال في نفسه ...وفي من يحبهم ...يتمنى أن لا يجد الأخطاء فيهم ....
                أهو الطمع والتطلع إلى الكمال .. ؟
                ليس من المعقول أن يكون إنسان مكتمل وهو بشر ...؟
                ولن يكون ملاك فالملائكة تخطأ أيضاً...؟!
                متى نتوقف عن ملاحقة أنانيتنا ...ونشعر بالاستقرار...
                لننفض عنا غبار تراكم على ستائر أرواحنا البيضاء التي أرهقها البحث.
                الرحيل ... الرحيل ...والهروب من كل الأشياء التي تشعرنا بالضجر من أنفسنا ومن الحقيقة التي لانريد أن تواجه الأوهام بداخلنا ..
                لقد تعودت أن ألاحقك وأنت مسافر بين السماء والأرض..
                أتبقى دائم الترحال ...ألا يكفي قلبي يترحل بين أمصارك وصحاريك..
                ستبقى أنت من تحدد مصيره ...فليس في قلبي مكان لأحد غيرك..
                عندما تودعني السنوات ..بين أنياب الماضي ..وتخط الحسرات في قلبي المجروح...
                أجدني كثيرة التشاؤم قليلة الأمل ...عندما تنزحك المسافات والفوارق ..
                لم أجد فرق بين الجنون والعقل ...و الحقيقة والخيال ...فحبك جمع كل هذا ..
                هناك حب يموت ليعيش آخرون بسببه ..وحب يعيش ليقتل آخرون..
                اخترت الثاني .
                حاولت أن أبدل قلبي بآخر ...اخلعه أغير شكله ... أحدد لأوردته وشرايينه آماكن أخرى واتجاهات أخرى ..أصبغه بلون غير الأحمر القاني..فهل سأشعر بأنه هو ذاك الذي غيرت مكانه ومكانته...؟
                سأجد نفسي المذنب الأول والأخير.. والخاسر الأكبر.
                حتى عندما أبتسم ترافقني لمحة من الشجن التي تكشف على الملأ سترها من الحزن.
                أسقط وشاح التخفي حتى لا يلاحظ.. ما أشعر به ...فليس كل العيون ترى شجون ترتدي ابتسامة صفراء مملة .
                ءأكتب كثيراً عن نفسي ...أم عن كل الذين يكونوا مثلي ..
                يبطنون شفاه المآقي بدموع تشتاق لعيون قلب اطلها السبات.
                كلنا يرى حقيقته خلف جراحه المعتمة ..
                تصافحني الدنيا..ألمس يدها ..فتغرس الشوك ..بباطن أكفي ..
                كم كنت بلهاء عندما تصورت إن الدنيا تحوي المغفلين والأغبياء ..كم كرهت نفسي عندما تصورتها تعانق الضعفاء وتصافحهم ..
                لم يكن قلبها شفاف كما تخيلت بطفولتي ..
                لم تكن شفتاها مزهرتان بالورد..فأنا تجرعت السم منها بعد الصمت .
                لم تكن لها روح عاشق ..
                كانت قاتلة مأجورة لكل من يحلم بالحب والسلام .
                لم تكن سوى ساحرة شريرة ...توقع بالضعفاء .
                وهل الحب كان يوماً ضعف..يسلبنا الكبرياء والكرامة...؟
                بحثت عنك في عيون الناس
                في أوجه القمر
                في موج البحر
                فوجدتك بين خافقي أقرب من كل الذين أبحث فيهم
                ياموطني الحبيب...


                هدير الجميلي(هدير نزف النواعير)

                تعليق

                • هدير الجميلي
                  صرخة العراق
                  • 22-05-2009
                  • 1276

                  #9
                  *************
                  نركض لاهثين نبحث عن ما يروي عطشنا ..نجد إن كل شي أصبح أقزاما..
                  نلهث لينتهي بنا المطاف إلى صحاري مقفرة ...
                  نمسك بين أصابعنا الجائعة حفنة من السراب ..والذل ..
                  فلماذا تذلنا قطرة ماء .. ؟
                  كم ركضت لاهثة وأنا أطارد أشباح أحسبها شخوص وصروح عظيمة ..؟
                  أدهشني الآن ما كنت أطارده ... !
                  لم يكن سوى أشباح ملعونة ..
                  عندما كنت تلك الصغيرة إلا مبالية..لم أخف شيئأ...
                  حتى عندما أمسك أفعى يطاردني فحيحها ..أو أقتل عقرب ..أو أصطاد عصفور لأخبئه بقميصي خوف رؤيا أمي له لأجده قد مات خنقاً وقضى نحبه على صدري ... غير عابئة بالنتيجة ....
                  لم يكن يخيفني الظلام بردائه الكبير ..فالظلام يخفي تحت ردائه العشق والموت ...
                  كان يعجبني هزيم الرعد ..وجنون البرق..يبهرني بضوئه..
                  كنت أراقص حبات المطر ..أقفز..واقفز..واقفز ..وكأني ملكت الكون بأشرعتي الصغيرة ...
                  سفني كانت من الورق ..لكنها لم تكن تغرق بسهولة ..
                  كان الفضول يحثني لأبحث و أخوض بكل شيء..
                  فلم يكن هناك ما يخيفني ..
                  فما أكثر الخوف اليوم ..وما أكبر حجمه..؟
                  لم نعرف عمق غياهب الكون ...
                  لقد كانت عقولنا صغيرة ...لم تتعدى حدود اللهو والسذاجة ..ومطاردة طائرة ورقية بالسماء ..أو ملاحقة فراشة لا يفصلنا الجري خلفها سطح الأرض.
                  تجد عندها إن عالمك الصغير يكبر فجأة ولا يتوقف عن النمو ...وفيك الأشياء تكبر وتكثر ...حتى تنفجر ..
                  وتبحث عن كل الذي تناثر وتطاير هنا وهناء ..عن شيء تحبه ..
                  قلب يلم لم ما خلفه عالمك المجنون ..
                  العالم لم يدرك حروفي الغاضبة..
                  فهو يريد أن يكسر شوكة مشاعري ...لعله لم يعترف بقاموس الصدق..
                  لم يفهم شيء مما قلت أو كتبت...
                  لم يكن يسمع صدى حروفي...فليس لها معنى ...
                  لم يوقن إنها جذور بقت تدب بها الحياة رغم أستأ صال رؤوسها ...
                  لم يفهم إني سأبقى ذكرى جميلة به رغم رفضه لي ..
                  سيندم هذا العالم ..لأنه أهملني ..فأنا لست نشوة.. وليدة لحظة حب ..تنطفئ نيرانها..للبحث عن ما يوقدها من جديد ...
                  سيتمنى الموت يداعبه ..بعد لحظات من رحيلي..
                  سيلهث متمنياً ألحاق بي ..وأنا من سيسخر منه ..وأرميه خلف بصري...
                  فلن يجد تلك المتعة بعذابي .. حتى بعد غيابي..
                  ولن يشرب من كأس النسيان..فلن يكون النسيان هذه المرة سوى نقمة ما بعدها نعمة ..
                  فأنا أنحر معي أجمل ما اشعر به ..وأرهق مدادها على أوراق مضت سنواتها...
                  فأنا لا أكرر انتحاري مرتين ..
                  أخيط كفني وأنا ساخرة ..فلم يكن الموت زائري لمرة واحدة ..
                  استقبلته مجلجلاً مئات المرات..
                  تعودنا على بعضنا ..
                  منذ الطفولة رافقته مع كل الذين تشابكت أرواحهم مع الرصاص.. منحونا الحياة وسلبت منهم ...
                  فهم أخذوا بعزائهم مسبقاً..
                  وبكينا عليهم قبل أن يبكوا هم علينا..
                  فلن أكون تحت سطوة الموت يوماً...
                  **************
                  الذل قاسي...قاموس تفسيره عميق....
                  لم أحب أن أكتبه ..ولم أضطر لارتدائه ..يكفيني جلدي يكسوني حتى وإن أحرقته النار وتشوه...لم يخني يوماً ويستبدلني بجسم آخر..
                  فهو أجمل من أستبدله بلباس راقي من الفرو أو الجلد الأجنبي ...
                  العجز قد يكون ليس له ملامح الذل وقسوته...
                  آه ليس كما ضننت به ..فهو لا يطرق الأبواب ولا يدخل خلسة من النوافذ المشوهة الأقفال ..المتكسرة لا يحتضنها سوى شظايا زجاج...
                  نحن من نخلقه وليس لله عز وجل يد بصنعه..!
                  هو إبليس متخفي بوجوهنا المفتوحة العيون تنهم الحسد..
                  وأفواه تثرثر... ماذا لو كنت ...لو ..لو ...لو ... أسئلة كثيرة مملة..
                  يحرك الأطراف التي أصابها غضب من الجليد لا تخترقه الشمس ..وليس له أدنى أمل..
                  يرحل بعدها إبليس متسربل من عقولنا التي تحجرت...
                  يتركنا سجناء سوطه الذي قيد كل ما فينا..
                  الأمل تركته معلق بعروش قلبي ...يشع ليعكس ما يعكسه في كل من يراهم ..
                  لم يكن يسكن بعيداً مني ..لم اتركه يشد رحاله لعالم غير عالمي ...
                  بقى يخاطب الروح المنكسرة...
                  يتنهد بأعماقي كثيراً..
                  لينفض زفراته الأخيرة ...غير مبالي..
                  يتجاهلني بكل صمت..
                  أمتطي سحبه الوردية ...فلا أجده يمر مرور الكرام..

                  تمنيت أن يسقط علي سهواً...
                  لكن ...؟غفلته لم تكن سوى عني...
                  بحثت عنك في عيون الناس
                  في أوجه القمر
                  في موج البحر
                  فوجدتك بين خافقي أقرب من كل الذين أبحث فيهم
                  ياموطني الحبيب...


                  هدير الجميلي(هدير نزف النواعير)

                  تعليق

                  • هدير الجميلي
                    صرخة العراق
                    • 22-05-2009
                    • 1276

                    #10
                    تصورت إني أعرف نفسي أكثر مما يعرفها الآخرون ...
                    ماذا لو حدقت بأعماقي قليلاً... ؟
                    لا تشرد بعيداً ..
                    لا تجعل فكرك يشطح إلى سبب تخفي خلفه حقيقتك..
                    فأنا عاشقة غريبة الأطوار ..متعددة البدايات والنهايات ..
                    لا ينتهي شيء عند حدودي ...
                    يلوح لي الخيال وأبحر بأمواجه الغاضبة تارة.. والهادئة تارة ً أخرى..
                    يصمت كل شيء ..لكن عشقك يبقى ثورة صوتها هادر ...
                    الذكريات والماضي ليس لهم معنى بدون أن تكون كلمة وسط أوراقي ...
                    تخترقني كالبرق لتصيب السبب الذي يجعلني أكتشف نفسي..
                    فمن العذاب أن تبقى مجهول الهوية ..
                    لا تعرف انتماء لروحك...
                    لم أفشل هذه المرة...
                    فما أقسى أن تكون قبر يحمله موتى ....!

                    أحتاجك لأستمر باختلاس الحب والوهم...
                    فالحب ليس صورة تحركها شفاه جميلة ..وعيون مقتلها الحسام...
                    قلوب عاجزة كثيرة في زمن... الحب ليس لشخص واحد..
                    أدون جراحهم وأنا يخونني القلم كي أدون جرح واحد لي ...
                    فلم يعد لي رغبة بالولوج إلى خفايا الناس...
                    مللت تذمرهم المعهود ...
                    وشكواهم التي لا حقيقة فيها..
                    مللت تلك السجون التي تعفنت فيها ذكريات شيب وشباب ...
                    سئمت الأحلام فأنا عودت نفسي أن أمثل دور البطولة فيها...
                    هي تهزئ بي..؟ حتماً تهزئ...؟
                    لأني أرتجيها فك طلاسم عشقي ..
                    أنتظر منه أن يجمعني بلقاء مع حبيبي...؟
                    لكنه بخيل كالسنون العجاف ..لا رجاء منها.. أن تبث الخير ولا وفاء...

                    بحثت عنك في عيون الناس
                    في أوجه القمر
                    في موج البحر
                    فوجدتك بين خافقي أقرب من كل الذين أبحث فيهم
                    ياموطني الحبيب...


                    هدير الجميلي(هدير نزف النواعير)

                    تعليق

                    • رشيد الميموني
                      مشرف في ملتقى القصة
                      • 14-09-2008
                      • 1533

                      #11
                      أختي الكريمة هدير ..
                      استمتعت جدا بتهاطل أوراقك كانهمار الغيث على الأرض القاحلة ..
                      تعابير في منتهى الرقة و الجمال ..
                      أسلوب راقي في التعبير عن الحب و العشق ..
                      انسياب رائع للكلمات .
                      دمت متألقة .

                      تعليق

                      • هدير الجميلي
                        صرخة العراق
                        • 22-05-2009
                        • 1276

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة رشيد الميموني مشاهدة المشاركة
                        أختي الكريمة هدير ..
                        استمتعت جدا بتهاطل أوراقك كانهمار الغيث على الأرض القاحلة ..
                        تعابير في منتهى الرقة و الجمال ..
                        أسلوب راقي في التعبير عن الحب و العشق ..
                        انسياب رائع للكلمات .
                        دمت متألقة .

                        تحية لك أستاذ رشيد
                        شكراً لمرورك الكريم
                        يشرفني تواجدك بين السطور ..
                        دمت بخير
                        بحثت عنك في عيون الناس
                        في أوجه القمر
                        في موج البحر
                        فوجدتك بين خافقي أقرب من كل الذين أبحث فيهم
                        ياموطني الحبيب...


                        هدير الجميلي(هدير نزف النواعير)

                        تعليق

                        • غسان إخلاصي
                          أديب وكاتب
                          • 01-07-2009
                          • 3456

                          #13
                          أختي الكريمة هدير المحترمة
                          صباح الخير
                          سامحيني على التأخير ، فقد صححت لك الخاطرة الأولى أردت كتابة كلمات رقيقة لك ،ولكن انقطاع النت أربك حساباتي ،ونسيت الرجوع لخاطرتك .
                          إن أوراقك رقيقة ولكنها تحمل في طياتها كثيرا من الحكايا التي قد تكون حقيقية ،وهذا يزيدها جمالا .
                          بوحي سيدتي ، فالبوح إفراغ من حمل تنوء النفس به أحيانا !!!!!!!
                          تحياتي وودي لك .
                          (مِنْ أكبرِ مآسي الحياةِ أنْ يموتَ شيءٌ داخلَ الإنسانِِ وهو حَيّ )

                          تعليق

                          • هدير الجميلي
                            صرخة العراق
                            • 22-05-2009
                            • 1276

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة غسان إخلاصي مشاهدة المشاركة
                            أختي الكريمة هدير المحترمة
                            صباح الخير
                            سامحيني على التأخير ، فقد صححت لك الخاطرة الأولى أردت كتابة كلمات رقيقة لك ،ولكن انقطاع النت أربك حساباتي ،ونسيت الرجوع لخاطرتك .
                            إن أوراقك رقيقة ولكنها تحمل في طياتها كثيرا من الحكايا التي قد تكون حقيقية ،وهذا يزيدها جمالا .
                            بوحي سيدتي ، فالبوح إفراغ من حمل تنوء النفس به أحيانا !!!!!!!
                            تحياتي وودي لك .

                            تحية لك استاذي العزيز يشرفني وجودك ...
                            شكراً لك على التصحيح ...
                            اهلاً وسهلاً بك دوماً


                            تحيتي
                            بحثت عنك في عيون الناس
                            في أوجه القمر
                            في موج البحر
                            فوجدتك بين خافقي أقرب من كل الذين أبحث فيهم
                            ياموطني الحبيب...


                            هدير الجميلي(هدير نزف النواعير)

                            تعليق

                            • هدير الجميلي
                              صرخة العراق
                              • 22-05-2009
                              • 1276

                              #15
                              ***********

                              أرتفع بنفسي عن كل الأشياء المحيطة بي ..قالوا بأني غبية ..نعم غبية ..
                              البشر كلهم متشابهون الجراح والفوارق والسلوك حتى شهواتهم حيوانية ..
                              ابتدعوا الحرب والأرض لم تكن وقتها تتنفس بشر..ولا تضم برحمها نطفهم.. قابيل وهابيل أولاد خليفة الله بالأرض.. آدم أتراه كان يستحق ما فعلوه أبنائه به..؟
                              توارثتها الأجيال فالصفات السيئة سريعة الميراث ...أنجبت الحرب الكراهية والحقد والحسد..فنتشر أولادها كالشياطين متساقطين كالشهب .
                              اخترعوا الحق ...أي حق ..؟
                              ليتهم ابتدعوه كعقار ..فليس الكثير منا متكامل الخلق والخلق..؟
                              سلوكنا مركب من نسب متفاوتة من الخير والشر والشجاعة ...والصدق فينا قليل.
                              لم أعد أدرك مركباتنا الجينية المعقدة ولا أستطيع حتى تفكيكها .
                              فعندما أفكر بهذه الأشياء تسقط كل المعاني..؟!
                              أنتحب وأتساءل ماذا لو ترفعت عن كل تلك الأشياء ..؟
                              ماذا لو فكرنا ونحن بظلمة الأرحام وخلقنا لنا حياة نتأقلم بها..
                              أجزم بأنني عندما كنت برحم أمي أتذمر ..وأسرع العدوا للخروج للحياة ..
                              حتى الفلسفة التي كنت أعشقها وتكهناتهم إلى ما وراء الطبيعة لم تجدي نفعاً...
                              فنحن نرفض كل شيء ...حتى لو كان صحيحاً...
                              ********
                              بين كل هذا وذاك ...كل الكلمات الأصولية ولا أصولية...
                              بين كل السطور التي ابتدعتها وفشلت في رسم كلماتها ...
                              بين كل الحكايات التي أخبئها بدروج القلب ...لم أصل إلا لك..
                              لم أشعر بأني وصلت لشيء يوصلني لحقيقة السنوات التي مضت وتمزقت على أجنحة النوارس أ شرعتها ...
                              وجدت نفسي تمتصني أوراق الماضي ...تركت زهورها الذابلة على شرفتي ...أخذ حيويتها وعطرها المستنسخ من ذاكرتي ..
                              تشبع جشع النفس في كل الخطوات التي رسمتها بخفية...
                              وجدتني أكذب على نفسي فأنا أبحث عنك حبيبي بكل الأوراق الصفراء المتساقطة من كتب العشاق...
                              أبحث عن كلماتك الممشوقة في دروبنا الطويلة الأمد...
                              شربت من مقلتيك تلك الدموع لكنني لم أهذي أو أثمل ...
                              وجدتني أمضي على ضفافك العفراء...
                              تهجرني ذكرياتي بصمت..تمضي ولا تسأل..
                              تهذي بك الصفحات لأشطبك....تردني طعنات الماضي ويخذلني المستقبل...

                              *************
                              تمنيت أن يتوقف عمري الثلاثيني...كم جميل أن تجد العمر الذي يحتوي طفولتك وصباك ...ويرمي خارج مرماه الشيخوخة ...
                              يكسر عصى الكهولة ...فالكثير منا أصبحوا تحت سلطة العمر وشيخوخة العجز دون الاستمرار ... كسروا مجاذيف الأمل ...ملتحفين جبروت الأمواج ..مقتادون لها لترمي بهم إلى منفى ناء...
                              لم يكن ليجبرني شيء ...؟
                              لكل منا سلطة سجان ترتقب سيوفه لتنحرنا...لولاه لتحررت القيود المنكسرة الدموع على خدود الورد...فكم غاصت سيوفه بالقلب...
                              بحثت عنك في عيون الناس
                              في أوجه القمر
                              في موج البحر
                              فوجدتك بين خافقي أقرب من كل الذين أبحث فيهم
                              ياموطني الحبيب...


                              هدير الجميلي(هدير نزف النواعير)

                              تعليق

                              يعمل...
                              X