وسطية الإسلام في النقد والجدال " بقلم الدكتور بكري شيخ أمين "

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • بنت الشهباء
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 6341

    وسطية الإسلام في النقد والجدال " بقلم الدكتور بكري شيخ أمين "

    وسطية الإسلام
    في
    النقد والجدال




    بقلم أ.د: بكري شيخ أمين
    عضو اتحاد الكتاب العرب
    عضو اللجنة العالمية للغة العربية



    للرجل المتعلم أدبان : أدب درس ، وأدب نفس
    ولا تكتمل شخصية الإنسان إلا بهما معاً .. فأدب الدرس وحده ، دون أن يرافقه أدب النفس غير مجد ، بل غير مفيد . فالعالم الذي استوعب علوم الأولين والآخرين لن يفيد أحد من علومه إن لم يقترن علمه بأدب النفس .
    كم رأينا علماء كباراً في العلوم الطبيعية ، أو الرياضية ، أو الفقهية ، أو العلوم الإنسانية ، أو اللغوية ، أو النحوية ، أو الأدبية ، أو غيرها .. كانوا سيئي الخلق مع أسرهم من زوجات وأبناء وبنات ، أو مع جيرانهم ، أو مع من يتعاملون معهم ، أو من يتعلمون على أيديهم ..
    إن مثل هؤلاء الناس لن ينتفع منهم احد ، ولن يمدح سلوكهم إنسان ، ولن يحترمهم قريب أو بعيد ، لأنهم فقدوا العنصر الثاني من المعادلة ، وهي : أدب النفس .
    ولو كان محمد بن عبد الله ، وهو رسول من الله ، ومبلغ رسالته ، والذي نزل عليه القرآن ، ونزل عليه أمين وحي الله جبريل .. لو كان فظاً غليظ القلب ، خشن الطباع ، سيئ المعاملة ، لانفض عنه أتباعه ، ولكفر به الذين آمنوا بدينه ، ولزالت رسالته من الوجود .
    فظاظة المعاملة ، وسلاطة اللسان ، وقسوة القلب ، وتجهم الوجه ، وسوء المعاملة ، منفرة للقريب والبعيد ، مبعدة للناس عنه ، حتى لو كان صاحبها أعلم من في الأرض .
    أما أدب النفس :
    ففيه معان شتى .
    أولها : الرفق واللين ، فما كان الرفق في شيء إلا زانه ، وما خلا من شيء إلا شانه .
    وثانيها: حلاوة اللسان ، وبشاشة الوجه .. واللسان الحلو جلاب لكل مودة ، مقرب لكل بعيد ، مدن لكل قاص.. وأما العبوس فهو أول طارد لكل قريب ورفيق وجار .
    جرب أن تكشر وجهك ، وتحملق عينيك في وجه طفل عمره سنة واحدة أو سنتان .. وانظر إلى تعبيرات وجهه .. حتى لو كنت أباه ، أو أمه ، أو أخاه ، أو أخته ..
    يتأمل الطفل في أول الأمر سحنتك ، ويتعجب من منظر وجهك .. ثم يعود إلى ذاكرته ، ويقارن بين ما اعتاد أن يراك عليه .. وبين الحالة التي أنت فيها الآن .
    بعدها تبدأ ملامح وجهه بالتغير ، ويظل ينظر إليك .. وأنت على تلك السحنة .. وفجأة يعلو صونه بالبكاء ، وتظهر عليه علامات الرعب والخوف ، ويشيح بوجهه عنك ، ويهرب من أمام وجهك ،ويلتجئ إلى أقرب الناس إليه ..وكأنه يحتمي منك .. هذا مع الطفل الصغير .. تأمل تكشيرات سحنتك ، وخاف منها ومنك .. ولا تظنن أن يعود إلى أحضانك ولو كنت أباه ، أو أمه ، أو أخته ، أو أخاه .. إلا مر زمن طويل ، ومسحت تلك الهيئة المخيفة من ذاكرته مع الأيام .. كذلك الأمر مع اليافع والشاب والتلميذ والمتعلم والناس البعداء الآخرين ؟
    في الأثر أن هناك شاعراً حكيماً علم ابنه الطريقة المثلى لمعاشرة الناس ومحادثتهم فقال :
    أبنيَّ ! إن البِرَّ شيءٌ هيِّنُ وجهٌ بشوشٌ وكلامٌ ليِّنُ
    أعرف رجلاً أوتي حظاً كبيراً من العلم ، بل قد يكون أكثر تفوقاً من الكثيرين أمثاله ، له قلم سيال يكتب المقالات ،والنقد ، والتحليل ، وكان في مقام رفيع ، يستطيع به أن يضر وينفع ، ويحول من شاء إلى ما شاء ..لكنه كان سليط اللسان ، شرس الطباع ، كثير اللعن دائم الشتم والنقد ، والسباب.. ساخطاً على الحياة وقوانينها ، ذاماً للدنيا التي ترفع الصغير ، وتسفل الكبير .. ـ وكأنه كان يعني نفسه ـ .




    تلك هي سمات النقد الإسلامي ، وتلك هي آدابه ومقوماته ، وتلك هي الوسطية التي دعا إليها الدين الحنيف . وأكرمْ بها من دعوة وأخلاق .
    حلب المحروسة
    10/7/2007م بكري شيخ أمين



    صندوق البريد : 13003 حلب ـ سورية
    هاتف المكتب : 2124266 21 00963
    هاتف المنزل : 2664752 21 00963
    هاتف الجوال : 664752 944 00963
    e.mail:sheikha@scs-net.org



    أمينة أحمد خشفة
  • طارق الايهمي
    أديب وكاتب
    • 04-09-2008
    • 3182

    #2
    وهل في رايك ورأي صاحب المقال يستوجب علينا أن نخرس أقلامنا....؟؟ ونترك الباطل يصول ويجول في ساح وغى الأدب العربي، دون أن نردعه ....؟
    ستكون أقلام الحق قاسية بسطوتها حتى تذل الباطل
    ( وأكثرهم للحق كارهون )
    ليس بوسع الأقلام الحرة التي تنطق بالحق أن تسكت عن الباطل، وتبقى تكيل له ما يحطم رأسه إلى يوم يبعثون، ( وسلميلي على صاحب المقال )
    تحية وتقدير



    ربما تجمعنا أقدارنا

    تعليق

    • د. م. عبد الحميد مظهر
      ملّاح
      • 11-10-2008
      • 2318

      #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      [align=right]

      الأستاذة الفاضلة أمينة بنت الشهباء

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      مقالة جميلة تمس واقع عصرى أليم ....

      عندما تتحول الكلمات إلى رصاص من الكراهية والبغض و الدوران حول الذات كأنها المصدر المطلق للنقد والتوجيه و النصح و لكن بفظاظة و قسوة وعنف...كلمات نقد لايدرى صاحبها شيئاً عن النفس البشرية وكيف يتعامل معها ، و لم يتعلم من رسولنا الكريم كيف يتعامل مع النفوس تعامل تربوى عال يبحث فى الإصلاح و ليس تعميق العدوات.

      و المشكلة هى تصوارت النفس التى تقنع صاحب النقد أنه ينقد ويدافع بالكلام و لكنه لا يدرى أن ما يقوم به يُنفر و يبنى حواجز نفسية و يكون العداءات، ومن يراجع حياة الرسول (ص) و الصحابة لا يجد أن هذا هو السبيل لتصحيح المعوج ، ولكننا فى أزمة نفسية عميقة الجذور يرى البعض بتأثيرها أن الحل هو بقسوة الحرف ... و سوف أعود لها إن شاء الله.

      وتحياتى
      [/align]
      التعديل الأخير تم بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر; الساعة 15-04-2010, 22:44.

      تعليق

      • بنت الشهباء
        أديب وكاتب
        • 16-05-2007
        • 6341

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة طارق الايهمي مشاهدة المشاركة
        وهل في رايك ورأي صاحب المقال يستوجب علينا أن نخرس أقلامنا....؟؟ ونترك الباطل يصول ويجول في ساح وغى الأدب العربي، دون أن نردعه ....؟


        ستكون أقلام الحق قاسية بسطوتها حتى تذل الباطل
        ( وأكثرهم للحق كارهون )
        ليس بوسع الأقلام الحرة التي تنطق بالحق أن تسكت عن الباطل، وتبقى تكيل له ما يحطم رأسه إلى يوم يبعثون، ( وسلميلي على صاحب المقال )

        تحية وتقدير

        وهل برأيك يا أخي الكريم طارق
        أن صاحب المقال -كما أردت أن تسميه أنت – يقول أنه يستوجب علينا أن نخرس أقلامنا أمام صولة الباطل دون أن نردعه ، أم أنه يريد أن يلتزم الناقد والمتعلم والمعلّم بأدب النفس والحديث حتى مع من يخالفنا في الرأي كما علمنا نبينا الأميّ محمد صلى الله عليه وسلم ؟؟؟.....
        وأعتقد يا أخي طارق أن المثال الذي عرضه أستاذنا الدكتور بكري شيخ أمين مع الطفل حينما تكشّر في وجهه ، ولا تعيره اهتماما فهو ينفر منك ، ولا يلتفت إليك هو خير دليل على أن الكلمة الطيبة ، والالتزام بآداب النفس والحديث تستطيع أن تفعل المعجزات ....
        هل لك ولنا وكل من يسمعنا هنا أن نذكر معا قصة الصحابي الجليل الطفيل بن عمرو الدوسي وهو من أشراف العرب المرموقين ، وبعد أن أسلم أمره الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدعو قومه للإسلام ، فلم يستجيبوا له إلا ابنه وزوجه وأبو هريرة – رضي الله عنه- فعاد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ليشكو قومه له ....
        عن أبى هريرة قال قدم الطفيل بن عمرو الدوسي على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
        يا رسول الله إن دوسا قد عصت وأبت فادع الله عليها فاستقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم القبلة ورفع يديه فظن الناس أنه يدعو عليهم فقال :
        اللهم اهد دوسا وائت بهم
        قال الشيخ الألباني : صحيح
        وكما ورد في صحيح مسلم
        عن أبي هريرة قال:
        قيل يا رسول الله أدع الله على المشركين
        قال :


        إني لم أبعث لعاناً وإنما بعثت رحمة ً...
        هذا هو خلق الرسول صلى الله عليه وسلم ...خلقه كان القرآن
        {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}
        [آل عمران: 159]،

        فأين نحن من هذا كله – وللأسف - !!!؟؟؟....

        أمينة أحمد خشفة

        تعليق

        • بنت الشهباء
          أديب وكاتب
          • 16-05-2007
          • 6341

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر مشاهدة المشاركة
          بسم الله الرحمن الرحيم
          [align=right]

          الأستاذة الفاضلة أمينة بنت الشهباء

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          مقالة جميلة تمس واقع عصرى أليم ....

          عندما تتحول الكلمات إلى رصاص من الكراهية والبغض و الدوران حول الذات كأنها المصدر المطلق للنقد والتوجيه و النصح و لكن بفظاظة و قسوة وعنف...كلمات نقد لايدرى صاحبها شيئاً عن النفس البشرية وكيف يتعامل معها ، و لم يتعلم من رسولنا الكريم كيف يتعامل مع النفوس تعامل تربوى عال يبحث فى الإصلاح و ليس تعميق العدوات.

          و المشكلة هى تصوارت النفس التى تقنع صاحب النقد أنه ينقد ويدافع بالكلام و لكنه لا يدرى أن ما يقوم به يُنفر و يبنى حواجز نفسية و يكون العداءات، ومن يراجع حياة الرسول (ص) و الصحابة لا يجد أن هذا هو السبيل لتصحيح المعوج ، ولكننا فى أزمة نفسية عميقة الجذور يرى البعض بتأثيرها أن الحل هو بقسوة الحرف ... و سوف أعود لها إن شاء الله.

          وتحياتى
          [/align]

          أقولها وبصراحة يا أستاذنا الفاضل الدكتور عبد الحميد مظهر
          من خلال خبرتي المتواضعة مع عالم الانترنيت رأيت أن الكثير منّا – وللأسف – لا يحترم وجهة رأي الآخر ، ولا يعرف كيفية التعامل مع المحاور إلا من خلال وجهته الشخصية المتعنتة ؛ بل يذهب إلى أبعد ما يمكن لنا أن نتخيل ويحسب نفسه أنه مثلا للأخلاق والقيم والمبادئ في تعامله مع الطرف الآخر ... وإذا ما أتى أحدهم وحاول أن يبيّن له وجهة نظر مختلفة رأينا بأنه يثور ويزمجر ، ويكيل الاتهامات والكلمات النابية ، بل قد يصل إلى أبعد وأشدّ من هذا كله حينما يلجأ إلى شخصنة الموضوع لمجرد أنه لا يحب كاتبه أو لا يحترم رأيه ....
          أما أن يأتي أحدهم ويقول لي بأن كلامك يا أمينة غير صحيح ، وأن الأسلوب الذي يعتمده الكثير من النقاد مزدانا بالأدب والأخلاق فأقول له :
          لا ... لم أجد إلا ما ندر في عالم الانترينت من يلتزم بأدب الحديث ، وأدب النفس الذي غاب عن الساحة الثقافية والفكرية ؛وعلى كل المستويات حتى دخل عقر دارنا ما بين أبناء الأسرة الواحدة ...
          لسنا في حاجة يا أستاذنا الفاضل أن نضحك على أنفسنا ونقول بأن الوسطية التي طالبنا بها ديننا الحنيف ، ونبيّنا الأمي محمد صلى الله عليه وسلم نحن بالقرب منها ، ونلتزم بها قولا وسلوكا وعملا ...
          فهل بنت الشهباء يا أستاذنا الفاضل غير مصيبة في مداخلتها هذه ؟؟؟....

          أمينة أحمد خشفة

          تعليق

          • مصطفى شرقاوي
            أديب وكاتب
            • 09-05-2009
            • 2499

            #6
            السلام عليكم ,,

            الرحمه واللين لما رأيناهم من كلمات الشاعر الحكيم والذي كان يعلم إبنه كيف يعاشر الناس وكيف يعاملهم بالمعاملة الحسنة تلخصت في شيئن ( اللسان - الوجه ) اللسان هو السفير الرسمي بالتعبير الصوتي والوجه هو المتحدث باسم الداخل " البر شئ هين وجه طيب وكلام لين " ومع ما وصل إليه الحال من الإبتكار نجد أن التواصل هو لفظياً مكتوباً يحتاج لامور كثيرة حتى يتوفر فيه ما نريد من المعاملة الحسنة ..
            فلابد من إنتقاء الكلمة واللفظ حتى نصل لهذه المعاملة ولازال قاموسنا العربي بفضل ربنا ممتلئاً بالمفردات التي تساعدنا على التواصل فهذا هو الأمرالأول .. إنتقاء الكلمة ...
            أما عن ثاني الأمور وهو التوفيق في ترتيب الألفاظ والبداية والخاتمة حتى تصل لمتحدثك عن طريق بابه المفتوح في الإستقبال فمنا من يقرأ بحسن الظن ومنا عكسه ومنا من يقرأ بروح الفهم ومنا من يقرأ عكس ذلك .. هنا نجد أن الأمر منتهي من قبل قراءة المشاركات بمجرد أن رأينا إسم الكاتب لوجود صورته الذهنية المخزونة في الداخل من ألفاظه وتعابيره ...
            الأخير على القارئ أن يظن بالكاتب خيراً وكذا الكاتب لابد أن يراعي شعور القارئ ولا يعمم الألفاظ السيئه بوجه أو غيره على فريق هو ليس منه لأننا وللأسف انقسمنا لتوجهات كل منا يريد إثبات وجهة نظره فلن تزول الخلافات لطالما هذا الجدار الحاجز بيننا " الإنقسام " موجود .. نسأل الله أن يوحد صفوفنا وأن يبصرنا بالحق .. جزاكم الله خيرا

            تعليق

            • جلاديولس المنسي
              أديب وكاتب
              • 01-01-2010
              • 3432

              #7
              {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}

              من كان على الحق وعرف ربة حق معرفتة للان قلبة ووسع صدرة وبش وجهه
              وكان خير سفير لإسلامة ونشر رسالتة دونما عناء
              {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}
              صدق الله العظيم
              جزيل الشكر حبيبتي بنت الشهباء على مقالك

              تعليق

              • محمد جابري
                أديب وكاتب
                • 30-10-2008
                • 1915

                #8
                [align=right]الأستاذة الكريمة بنت الشهباء؛

                حينما نتلمس نصوص كتاب وهي تسطر طريق طرح الأمور مع المخالف، فإننا وبصدق لنندهش لهذه اللغة الحميدة العالية الأخلاق في تقدير المخالف، فلنتمعن قوله تعالى: {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ
                وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} [سبأ : 24]

                هذه الأرضية التي ينبري منها صوت الحق من غير أن يكون ذا لباس الهداية، بل تفويض الأمر لسبيل ما ينتجه الحوار، أفعلا نحن على هدى بإقرار من المخالف أم على ضلال ؟

                هكذا تقام حجة الله على الكافرين والجاحدين، فكيف بمن يشاطرنا الإسلام؟

                وقوله تعالى {قُل لَّا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [سبأ : 25]

                أرضية يعلو فيها المخالف ويرفع من شأنه: نحن أجرمنا وأنتم تعملون، وهذا هو الصدق كله، أليس الله هو القائل {
                وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍوَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} [النحل : 61] وهي شهادة لله على النفس، وما اقترفته بين يدي ربها. والكلام عن المخالف فيه تفويض بعدم لمس شؤون الربوبية، والتي تدخل ضمن التألي على الله في الحكم على العباد.

                وما أكثر الأداب الإسلامية في هذا الصدد، ولو وقفنا عند هذين الآيتين وعمقنا النظر فيها لرأينا ما يصلح أحوالنا، ويقودنا إلى باب ربنا شهداء لله على النفس أولا، ثم الوالدين والأقربين فضلا عن غيرهم، وبهذا نستحق أن نكون شهداء الله على خلقه
                .[/align]
                التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 17-04-2010, 10:01.
                http://www.mhammed-jabri.net/

                تعليق

                • بنت الشهباء
                  أديب وكاتب
                  • 16-05-2007
                  • 6341

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى شرقاوي مشاهدة المشاركة
                  السلام عليكم ,,

                  الرحمه واللين لما رأيناهم من كلمات الشاعر الحكيم والذي كان يعلم إبنه كيف يعاشر الناس وكيف يعاملهم بالمعاملة الحسنة تلخصت في شيئن ( اللسان - الوجه ) اللسان هو السفير الرسمي بالتعبير الصوتي والوجه هو المتحدث باسم الداخل " البر شئ هين وجه طيب وكلام لين " ومع ما وصل إليه الحال من الإبتكار نجد أن التواصل هو لفظياً مكتوباً يحتاج لامور كثيرة حتى يتوفر فيه ما نريد من المعاملة الحسنة ..
                  فلابد من إنتقاء الكلمة واللفظ حتى نصل لهذه المعاملة ولازال قاموسنا العربي بفضل ربنا ممتلئاً بالمفردات التي تساعدنا على التواصل فهذا هو الأمرالأول .. إنتقاء الكلمة ...
                  أما عن ثاني الأمور وهو التوفيق في ترتيب الألفاظ والبداية والخاتمة حتى تصل لمتحدثك عن طريق بابه المفتوح في الإستقبال فمنا من يقرأ بحسن الظن ومنا عكسه ومنا من يقرأ بروح الفهم ومنا من يقرأ عكس ذلك .. هنا نجد أن الأمر منتهي من قبل قراءة المشاركات بمجرد أن رأينا إسم الكاتب لوجود صورته الذهنية المخزونة في الداخل من ألفاظه وتعابيره ...
                  الأخير على القارئ أن يظن بالكاتب خيراً وكذا الكاتب لابد أن يراعي شعور القارئ ولا يعمم الألفاظ السيئه بوجه أو غيره على فريق هو ليس منه لأننا وللأسف انقسمنا لتوجهات كل منا يريد إثبات وجهة نظره فلن تزول الخلافات لطالما هذا الجدار الحاجز بيننا " الإنقسام " موجود .. نسأل الله أن يوحد صفوفنا وأن يبصرنا بالحق .. جزاكم الله خيرا
                  وهل الجدار الحاجز يا أستاذنا الفاضل مصطفى الشرقاوي بين الأدباء فقط ، أم أنه تعدى الحدود ليكون السبب الأساسي الذي دفع بالأمة إلى هذا الوضع المأساوي !!!؟؟...
                  المشكلة أن كل واحد منّا يظن نفسه أنه على صواب ؛ بل قد يتعدى إلى أكثر من هذا حينما يركبه الغرور والكبر والرياء ويحسب نفسه أنه سلطان الأدب والفكر والثقافة ....
                  والله ما نحتاجه هو أن نعلم يقينا أن أدب النفس لايكتمل إلا بأدب اللسان المزدان بتاج الأدب والخلق والحياء والعفّة .....وإلا فسلام على الأدب الذي أضعناه باللغو والسباب والشتم ....

                  أمينة أحمد خشفة

                  تعليق

                  • د. م. عبد الحميد مظهر
                    ملّاح
                    • 11-10-2008
                    • 2318

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة بنت الشهباء مشاهدة المشاركة
                    أقولها وبصراحة يا أستاذنا الفاضل الدكتور عبد الحميد مظهر



                    من خلال خبرتي المتواضعة مع عالم الانترنيت رأيت أن الكثير منّا – وللأسف – لا يحترم وجهة رأي الآخر ، ولا يعرف كيفية التعامل مع المحاور إلا من خلال وجهته الشخصية المتعنتة ؛ بل يذهب إلى أبعد ما يمكن لنا أن نتخيل ويحسب نفسه أنه مثلا للأخلاق والقيم والمبادئ في تعامله مع الطرف الآخر ... وإذا ما أتى أحدهم وحاول أن يبيّن له وجهة نظر مختلفة رأينا بأنه يثور ويزمجر ، ويكيل الاتهامات والكلمات النابية ، بل قد يصل إلى أبعد وأشدّ من هذا كله حينما يلجأ إلى شخصنة الموضوع لمجرد أنه لا يحب كاتبه أو لا يحترم رأيه ....


                    أما أن يأتي أحدهم ويقول لي بأن كلامك يا أمينة غير صحيح ، وأن الأسلوب الذي يعتمده الكثير من النقاد مزدانا بالأدب والأخلاق فأقول له :


                    لا ... لم أجد إلا ما ندر في عالم الانترينت من يلتزم بأدب الحديث ، وأدب النفس الذي غاب عن الساحة الثقافية والفكرية ؛وعلى كل المستويات حتى دخل عقر دارنا ما بين أبناء الأسرة الواحدة ...


                    لسنا في حاجة يا أستاذنا الفاضل أن نضحك على أنفسنا ونقول بأن الوسطية التي طالبنا بها ديننا الحنيف ، ونبيّنا الأمي محمد صلى الله عليه وسلم نحن بالقرب منها ، ونلتزم بها قولا وسلوكا وعملا ...

                    فهل بنت الشهباء يا أستاذنا الفاضل غير مصيبة في مداخلتها هذه ؟؟؟....
                    بسم الله الرحمن الرحيم

                    أستاذتنا الفاضلة والأخت الكريمة أمينة بنت الشهباء

                    تحية طيبة

                    عزيزتى تقولى فى ردك

                    فهل بنت الشهباء يا أستاذنا الفاضل غير مصيبة في مداخلتها هذه ؟؟؟....
                    رأيك صائب و ملاحظاتك فى محلها ، وما لاحظت فى الأنترنت من سلوك قولى يحتاج تأمل و تدبر و تفكر ....ثم سؤال....لماذا يحدث هذا من مسلمين؟

                    حتى أننى فى بعض الأحيان أتشكك فى عمق ايمان هؤلاء الذين يتكلمون و يرفعون السيوف الخشبية و الألسنة الحادة ولا يتبعون الرسول سلوكياً فى القول!!

                    و اتعجب من هؤلاء الذين يكررون كلام الرسول (ص) و لا يتأملون الألفاظ والكلمات و العبارات التى استعملها رسولنا الكريم صلى الله وعليه و سلم ، لذذلم عادة لاتكون نتيجة السنتهم إلا معكوسة فبهؤلاء يفتح المجال سهلاً ميسوراً للهجوم على الإسلام

                    هل الايمان بالله ضعف لهذه الدرجة؟ و تدهور فهم معانى كتابة بحيث لا يتعلمون منه شيئاً؟ و أصبح تكراراً للآيات دون وعى ، تكراراً لا ينتهى و لكن بلسان حاد و فظاظة ، ولماذا هذا السلوك وكأن الكلام ومجرد تكرار القول والدفاع باللسان عن الإسلام مع سوء الخلق القولى هو ما سيعيد الإسلام لوضعه والحق لأصحابه و العلم لمكانه و الأحترام لأهله

                    ضعف إيمان بالله ، ووعى بمعانى كتابه ، وانفصال السلوك عن العمل

                    هناك مشكلة فى الإيمان كبيرة...يدافعون بفظاظة ولكن لا يقدرون الله حق قدره عندما يكررون آيات الله و لا يتدبرون معانى القرآن ولا يتعلمون من سلوك رسولنا الكريم (ص) فى دعوته.

                    يلقيه الناس بالحجارة ...و يقول (ص) والله إن لم يكن بك غضب على فلا أبالى

                    أنها ردود الأفعال التى تنم عن هزيمة نفسية و ايمان ضعيف ، والتصور أن القسوة فى الكلام و الفظاظة فى الردود هى السبيل.

                    و بمراجعة الكثير مما يكتب بأسم الين وعن الدين والقيم بأساليب منفرة و حوارات غير تربوية لا تحترم العلم ولا اساليبة و لاتدرك الدين ولماذا أنزله الله ولا تتدبر الشريعة و لا تبحث مقاصدها ، ولا أهداف رسالة الإسلام العالمية ، و لماذا أرسلها الله للناس و كيف نبلغها و نكسب القلوب؟

                    أنها مشكلة تربية إيمانية تنعكس فى السلوك القولى والحوارى على الشبكة العنكبوتية

                    أزمة ايمان بالله..إيمان حقيقى...و أزمة فهم للإسلام..فهم صحيح عميق ، و أساليب الدعوة له ، و أزمة فى عدم القدرة على حمل الأمانة وتوصيل الرسالة ،و أزمة فى ضعف فهم كيف ندافع عن العقيدة ، و أزمة لعدم أمتلاك اسلحة فعالة غير اللسان وعدم قدرة على التحكم فى اللسان

                    وهل تتذكرين أختى الفاضلة فى صفحتك حول : أكثر ما يؤلمنى" عندما قلت

                    أن أكثر ما يؤلمنى أن الألم لم يعد يُؤلم

                    تبلد الأحساس والشعور بالألم فأنطلق اللسان ليؤذى المسلم وغير المسلم من لسان ضعف ايمان صاحبه بالله وقدرته و بالإسلام ورسالته



                    ولا حول ولا قوة إلا بالله

                    و تحياتى
                    التعديل الأخير تم بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر; الساعة 18-04-2010, 22:43.

                    تعليق

                    • فاطمة الزهراء عبد القادر
                      عضو الملتقى
                      • 04-04-2010
                      • 91

                      #11
                      مقال رائع...ينبضُ صدقا و غيرة.
                      ليتنا نفقه ذاك المعنى..."أدب الدّرس و أدب النّفس"ونمتلك زمامَ الأمرين في هذا الزمن الذي كثُرَ فيه التّشدّق بالأول و إغفالُ الثاني.
                      ولا حول و لا قوة إلاّ بالله العلي العظيم.
                      بارك الله فيك و زادك من فضله أختي الأستاذة "بنت الشهباء".

                      تعليق

                      • بنت الشهباء
                        أديب وكاتب
                        • 16-05-2007
                        • 6341

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة جلاديولس المنسي مشاهدة المشاركة
                        {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}

                        من كان على الحق وعرف ربة حق معرفتة للان قلبة ووسع صدرة وبش وجهه
                        وكان خير سفير لإسلامة ونشر رسالتة دونما عناء
                        {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}
                        صدق الله العظيم
                        جزيل الشكر حبيبتي بنت الشهباء على مقالك
                        الأخت الغالية جلاديوس
                        من منّا ترى يعمل بهذه الآية الكريمة التي تطلب البعد عن الجفاء والقسوة ، واللجوء إلى الرحمة والشفقة واللين !!!؟؟؟...
                        من منّا يكسب القلوب بحكمته ، وطيب كلمه مع محاوره الذي في الرأي يخالفه !!؟؟...
                        من منّا يلتزم بآداب النقد ، ويبتعد عن الشدّة والعنف إذا ما أتى أحدهم وقال بأن هناك بعض الهفوات والسقطات اللغوية تتخلل النص ، أو أن هناك ألفاظا مسيئة للدين أو ما شابه ذلك !!!؟؟...
                        من منّا يجيد الرفق واللين مع محاوره ، ويحاول أن يصل معه إلى نقطة للوصول إلى ما يريده دون أن يستخدم الفظاظة والقسوة في كلامه !!!؟؟....
                        وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوصي أم المؤمنين الصديقة الطاهرة عائشة بنت أبي بكر الصديق – رضي الله عنهما –
                        يا عائشة عليك بتقوى الله والرفق فإن الرفق لم يكن فى شىء قط إلا زانه ولا نزع من شىء قط إلا شانه
                        (أحمد ، وأبو داود ، وابن أبى الدنيا فى ذم الغضب ، وابن حبان ، والخرائطى فى مكارم الأخلاق عن عائشة)

                        أمينة أحمد خشفة

                        تعليق

                        • بنت الشهباء
                          أديب وكاتب
                          • 16-05-2007
                          • 6341

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة محمد جابري مشاهدة المشاركة
                          [align=right]الأستاذة الكريمة بنت الشهباء؛

                          حينما نتلمس نصوص كتاب وهي تسطر طريق طرح الأمور مع المخالف، فإننا وبصدق لنندهش لهذه اللغة الحميدة العالية الأخلاق في تقدير المخالف، فلنتمعن قوله تعالى: {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} [سبأ : 24]

                          هذه الأرضية التي ينبري منها صوت الحق من غير أن يكون ذا لباس الهداية، بل تفويض الأمر لسبيل ما ينتجه الحوار، أفعلا نحن على هدى بإقرار من المخالف أم على ضلال ؟

                          هكذا تقام حجة الله على الكافرين والجاحدين، فكيف بمن يشاطرنا الإسلام؟

                          وقوله تعالى {قُل لَّا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [سبأ : 25]

                          أرضية يعلو فيها المخالف ويرفع من شأنه: نحن أجرمنا وأنتم تعملون، وهذا هو الصدق كله، أليس الله هو القائل {
                          وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍوَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} [النحل : 61] وهي شهادة لله على النفس، وما اقترفته بين يدي ربها. والكلام عن المخالف فيه تفويض بعدم لمس شؤون الربوبية، والتي تدخل ضمن التألي على الله في الحكم على العباد.

                          وما أكثر الأداب الإسلامية في هذا الصدد، ولو وقفنا عند هذين الآيتين وعمقنا النظر فيها لرأينا ما يصلح أحوالنا، ويقودنا إلى باب ربنا شهداء لله على النفس أولا، ثم الوالدين والأقربين فضلا عن غيرهم، وبهذا نستحق أن نكون شهداء الله على خلقه
                          .[/align]
                          أستاذنا الفاضل
                          محمد الجابري
                          أنت هنا نقلتنا إلى أهم نقطة ينبغي على المحاور أن يلتزم بها مع الطرف النقيض ألا وهي اللغة الحميدة الملتزمة بآداب الحوار ...وهذا يتطلب منا يا أستاذنا الفاضل أن نتعلم آداب الحوار وأخلاقيته ، وضوابطه وأصوله قبل أن ندخل في متاهات وجدالات قد تودي بنا إلى ما لم يحمد عقباها ...
                          وهنا أسأل وبصراحة :
                          هل أغلبية المفكرين والمثقفين من أمتنا أجادوا لغة آداب الحوار ، وابتعدوا عن المشادات الكلامية ، والألفاظ النابية سواء كان هنا على أرض ملتقى الأدباء والمبدعين ، أو ما نراه على صفحات المنتديات العربية ، أو في وسائل الإعلام ، أو حتى ما بين أبناء الأسرة الواحدة !!!؟؟....
                          وهل هناك اتفاق إذا ما أراد شخصا يحاور آخر مثلا في قضية من قضايا التشريع أو الفقه أو المذاهب أن يكون هناك مرجعية واحدة هو كتاب الله ، وسنة نبيّه الأميّ محمد صلى الله عليه وسلم !!!؟؟؟....
                          عفوا يا أستاذنا الفاضل المشكلة هو أن كل واحد فينا يركبه الغرور والكبر ، ولم يخلص النية وحسن القصد في عمله فكيف به إذا أن ينصف الرأي الآخر وهو أصلا لم يكن ينصف ويحترم نفسه .....

                          أمينة أحمد خشفة

                          تعليق

                          • بنت الشهباء
                            أديب وكاتب
                            • 16-05-2007
                            • 6341

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر مشاهدة المشاركة
                            بسم الله الرحمن الرحيم

                            أستاذتنا الفاضلة والأخت الكريمة أمينة بنت الشهباء

                            تحية طيبة

                            عزيزتى تقولى فى ردك


                            رأيك صائب و ملاحظاتك فى محلها ، وما لاحظت فى الأنترنت من سلوك قولى يحتاج تأمل و تدبر و تفكر ....ثم سؤال....لماذا يحدث هذا من مسلمين؟

                            حتى أننى فى بعض الأحيان أتشكك فى عمق ايمان هؤلاء الذين يتكلمون و يرفعون السيوف الخشبية و الألسنة الحادة ولا يتبعون الرسول سلوكياً فى القول!!

                            و اتعجب من هؤلاء الذين يكررون كلام الرسول (ص) و لا يتأملون الألفاظ والكلمات و العبارات التى استعملها رسولنا الكريم صلى الله وعليه و سلم ، لذذلم عادة لاتكون نتيجة السنتهم إلا معكوسة فبهؤلاء يفتح المجال سهلاً ميسوراً للهجوم على الإسلام

                            هل الايمان بالله ضعف لهذه الدرجة؟ و تدهور فهم معانى كتابة بحيث لا يتعلمون منه شيئاً؟ و أصبح تكراراً للآيات دون وعى ، تكراراً لا ينتهى و لكن بلسان حاد و فظاظة ، ولماذا هذا السلوك وكأن الكلام ومجرد تكرار القول والدفاع باللسان عن الإسلام مع سوء الخلق القولى هو ما سيعيد الإسلام لوضعه والحق لأصحابه و العلم لمكانه و الأحترام لأهله

                            ضعف إيمان بالله ، ووعى بمعانى كتابه ، وانفصال السلوك عن العمل

                            هناك مشكلة فى الإيمان كبيرة...يدافعون بفظاظة ولكن لا يقدرون الله حق قدره عندما يكررون آيات الله و لا يتدبرون معانى القرآن ولا يتعلمون من سلوك رسولنا الكريم (ص) فى دعوته.

                            يلقيه الناس بالحجارة ...و يقول (ص) والله إن لم يكن بك غضب على فلا أبالى

                            أنها ردود الأفعال التى تنم عن هزيمة نفسية و ايمان ضعيف ، والتصور أن القسوة فى الكلام و الفظاظة فى الردود هى السبيل.

                            و بمراجعة الكثير مما يكتب بأسم الين وعن الدين والقيم بأساليب منفرة و حوارات غير تربوية لا تحترم العلم ولا اساليبة و لاتدرك الدين ولماذا أنزله الله ولا تتدبر الشريعة و لا تبحث مقاصدها ، ولا أهداف رسالة الإسلام العالمية ، و لماذا أرسلها الله للناس و كيف نبلغها و نكسب القلوب؟

                            أنها مشكلة تربية إيمانية تنعكس فى السلوك القولى والحوارى على الشبكة العنكبوتية

                            أزمة ايمان بالله..إيمان حقيقى...و أزمة فهم للإسلام..فهم صحيح عميق ، و أساليب الدعوة له ، و أزمة فى عدم القدرة على حمل الأمانة وتوصيل الرسالة ،و أزمة فى ضعف فهم كيف ندافع عن العقيدة ، و أزمة لعدم أمتلاك اسلحة فعالة غير اللسان وعدم قدرة على التحكم فى اللسان

                            وهل تتذكرين أختى الفاضلة فى صفحتك حول : أكثر ما يؤلمنى" عندما قلت

                            أن أكثر ما يؤلمنى أن الألم لم يعد يُؤلم

                            تبلد الأحساس والشعور بالألم فأنطلق اللسان ليؤذى المسلم وغير المسلم من لسان ضعف ايمان صاحبه بالله وقدرته و بالإسلام ورسالته



                            ولا حول ولا قوة إلا بالله

                            و تحياتى

                            أستاذنا الفاضل الدكتور عبد الحميد مظهر
                            إن أشدّ ما آلمني هنا في مداخلتك الواعية صدقها ووعيها !!!؟؟..
                            أتدري لم يا أستاذنا الفاضل !!!؟؟...
                            لأنك لامست الجرح العميق الذي ما زال ينزف مما آل عليه حالنا نحن المسلمون بعدما كنّا خير أمة أخرجت للناس ....
                            سأجيبك عن السؤال الذي طرحته - لماذا يحدث هذا من مسلمين- وبكل صراحة كما عهدتموني
                            الإجابة عنه في قول الحكمة لأحد الدعاة حينما قال :
                            أقيموا دولة الإسلام في نفوسكم تقم لكم في أرضكم"
                            فهل نحن فعلا أقمنا دولة الإسلام في داخلنا كما يجب ، أم أننا نلقي المواعظ والحكم ونقول علينا أن نفعل كذا وكذا ، ونحن أصلا لا نعرف معنى الإسلام الحقيقي !!!؟؟؟...
                            وسأكون أكثر وضوحا هنا وأقول :
                            هل بنت الشهباء مثلا ملتزمة بما أمرها الله ربها كما يجب !!!؟...
                            أم أنها تحاول أن تظهر هنا بظهر النقاء والصفاء وهي لا تعرفه كما يجب في تعاملها مع من حولها !!!؟؟...
                            وما هدفها وغايتها من تواجدها هنا أو في أي مكان ؛ هل حقا هدفها أن تكون صاحبة رسالة أمينة مؤتمنة عليها !!!؟؟..
                            هذه الأسئلة يا أستاذنا الفاضل وغيرها الكثير لو أننا جلسنا مع أنفسنا جلسة صدق وصفاء لاستطعنا أن نجيب عنها ولكن متى !!!؟؟؟...
                            حينما نصدق مع الله ومع أنفسنا ، ونحاول أن نصلح عيوبنا قبل أن نلقي اللوم على غيرنا ، ونكون على قدر المسؤولية الموكلة إلينا ، ونحافظ على نظافة ألسنتنا من فحش وسوء الكلم ، ونعلم يقينا أن صاحب الرسالة هو ابن بيئته وكلمته ستبقى زادا وذخرا له حتى بعد أن يلقى الله ربه ...
                            وبعد أن نكون قد وصلنا إلى إصلاح داخلنا والله لا يمكن لأي كائن كان أن يقول بأنكم تقولون ما لا تتكلمون ... بل النفاق هو ميزان أعمالكم مهما حاولتم أن تقفوا وراء ستائر هزائمكم الداخلية التي كانت سبب وبلاء الأمة بكم ...
                            ففي القلب مضغة إن صلحت صلحت الأمة ، وإن فسدت فسدت الأمة ، ويكفينا أن نقف أمام وصية نبينا الأميّ محمد صلى الله عليه وسلم كما جاء في الحديث الصحيح :
                            عن النعمان بن بشير قال سمعته يقول سمعت رسول الله {صلى الله عليه وسلم} يقول - وأهوى النعمان بإصبعيه إلى أذنيه إن الحلال بينٌ وإن الحرام بينٌ وبينهما مشتبهاتٌ لا يعلمهن كثيرٌ من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي حول الحمى يوشك إن يرتع فيه ألا ولكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغة ً إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب"
                            فأين نحن المسلمون من هذا !!!؟؟....

                            أمينة أحمد خشفة

                            تعليق

                            • بنت الشهباء
                              أديب وكاتب
                              • 16-05-2007
                              • 6341

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة فاطمة الزهراء عبد القادر مشاهدة المشاركة
                              مقال رائع...ينبضُ صدقا و غيرة.
                              ليتنا نفقه ذاك المعنى..."أدب الدّرس و أدب النّفس"ونمتلك زمامَ الأمرين في هذا الزمن الذي كثُرَ فيه التّشدّق بالأول و إغفالُ الثاني.
                              ولا حول و لا قوة إلاّ بالله العلي العظيم.
                              بارك الله فيك و زادك من فضله أختي الأستاذة "بنت الشهباء".
                              صدقت يا أختي الغالية فاطمة
                              ليتنا نفقه أدب الدرس وأدب النفس معا وأنهما متلازمان ، وإن انفصل أحدهما عن الآخر فهذا يعني أننا لم نملك زمام الأدب الطبيعي ، والفرق بينهما ....
                              وهذا ما عبّر عنه ابن هذيل
                              بالأدب الطبيعي والأدب الكسبي،
                              حيث قال:
                              فالطبيعي:
                              ما يفطر عليه الإنسان من الأخلاق الحسنة السنية والاتصاف بالصفات المرضية مثل الحلم والكرم وحسن الخلق والحياء والتواضع والصدق وغير ذلك من الصفات الحميدة.
                              والكسبي:
                              فهو ما يكتسبه الإنسان بالدرس والقراءة والحفظ والنظر، وهو عبارة عن ستة أشياء: الكتاب والسنة والنحو، واللغة والشعر، وأيام الناس)[1].
                              [1] عين الأدب: (95).
                              والسؤال الذي راودني وأنا أقرأ تعريف أدب الدرس وأدب النفس :
                              بما أنّ أدب النفس فطري ، وأدب الدرس مكتسب فهذا يعني أن الأدب هو مرآة صاحبه ، فهل نستطيع أن نميّز هنا على أرض ملتقى الأدباء والمبدعين ، أو في أي مكان نحن نتواجد فيه من يملك أدب الدرس والنفس معا من ذوي الأخلاق العالية الذي يوطّن نفسه على إصلاح لسانه من الهفوات والزلّات ، ويأبى قلمه أن يزلّ إلى ما لا يدخل في تعريف أدب اللغة ؟؟؟...
                              أم أننا قد نتوه في التمييز لأسباب كثيرة لم نعد ندرك كنهها لأننا أصلا نحتاج إلى تربية أنفسنا قبل أن نلوم من حولنا ؟؟؟....
                              اعذريني يا فاطمة
                              ليس ما لديّ أقول هنا إلا قولا واحدا
                              نسأل الله أن نكون ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه

                              أمينة أحمد خشفة

                              تعليق

                              يعمل...
                              X