الكتابة في زمن القحط ../آسيا رحاحليه /

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • آسيا رحاحليه
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
    النموذج الذى اجتذبنى هنا ، نموذج المرأة ، حين لا تؤمن بموهبة رجلها
    الذى اختارت .. هذا نموذج متكرر ، و كدت أن أكرهه ، صادفنى ، و عشته ، و قاسيت منه ، ولكن حين كانت الكتابة تأتى بالدخل ، كانت تختفى هذه الروح العدائية ، و لا أدرى كيف تتمكن من النساء ، هل تجد تجاه الكتابة نوعا من الغيرة ، أم أن ليس بالشعر وحده يحيا الإنسان !!
    و يحضرنى نموذجان أحب الأول ، و أكره الثانى تماما .. مرسيدس حبيبة وزوج جبرييال جارثيا ماركيز التى وقفت إلى جانبه فى جفاف الحياة ، و هو يكاد يقتات من القمامة ، و النموذج الثانى لزوج تولستوى ، الغاشمة ، الجاهلة
    و التى تشبه الكثيرات من زوجات المبدعين !!

    كانت قصة حميمة ، لأنها تأخذ منا و من الكاتبة بعضا ، وتتماهى معنا ككتاب
    يقتاتون بالكلمات ، التى لا تغنى و لا تسمن فى عالمنا العربى الكئيب ، و الذى لا يدين لقيمة و مهنة الكتابة ، رغم أننا كمصريين نعرف هذه المهنة أو الهواية منذ قدماء المصريين !!

    أحببت قصتك أستاذة آسيا
    و إلى مزيد من الإبداع الجميل
    هذا النموذج أنا أكرهه ربيع ..و هو ليس نموذجا لصيقا بالنساء فقط..الرجل أيضا..قد يكون صورة لتلك الجهالة..قد تكون هذه البطلة العدائية إسقاطا لاشعوريا منّي..ربما.
    دائما أسعد بنظرتك و رؤيتك للنص.
    شكرا.
    تحيّتي و احترامي.

    اترك تعليق:


  • آسيا رحاحليه
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة العربي الثابت مشاهدة المشاركة
    مأساة المبدع تنفجر هنا بكل آلامها وأمالها،تتناسل الأسئلة ،تتجمع كجداول صغيرة لتصب في نهر جارف ثم تنتصب في هيئة سؤال قاتل :
    هل القلم قادر غلى أن يبني وطنا يتسع لفرح أطفالنا؟
    نص في منتهى الروعة بلغته السلسة وحبكته المدهشة..
    تحايا عميقة للقلب وما حوى والقلم وماسطّر
    كل المحبة لك زميلتي آسيا ...
    تلك هي المأساة أخي العربي..حين لا تجد ما تواجه به التعاسة و الموت سوى قلم و ورقة و أتعس من ذلك حين تشك في قدرة و قيمة القلم .
    سررتُ بمرورك.
    شكرا من القلب.

    اترك تعليق:


  • عائده محمد نادر
    رد
    غاليتي آسيا
    رائعة كنت
    تركت الكي بورد وصفقت طويلا لنصك هذا
    إبداعك الأدبى تجلى في هذا النص
    ولست أجاملك صدقيني
    ويحي
    كم أضناني كل سطر وكنت داخل النص أنظر للسقف وأتمنى أن تمطر السماء سيولا وينطبق السقف علي!
    هذه هي آسيا التي أعرفها
    تحياتي ومودتي لك عزيزتي

    اترك تعليق:


  • ربيع عقب الباب
    رد
    النموذج الذى اجتذبنى هنا ، نموذج المرأة ، حين لا تؤمن بموهبة رجلها
    الذى اختارت .. هذا نموذج متكرر ، و كدت أن أكرهه ، صادفنى ، و عشته ، و قاسيت منه ، ولكن حين كانت الكتابة تأتى بالدخل ، كانت تختفى هذه الروح العدائية ، و لا أدرى كيف تتمكن من النساء ، هل تجد تجاه الكتابة نوعا من الغيرة ، أم أن ليس بالشعر وحده يحيا الإنسان !!
    و يحضرنى نموذجان أحب الأول ، و أكره الثانى تماما .. مرسيدس حبيبة وزوج جبرييال جارثيا ماركيز التى وقفت إلى جانبه فى جفاف الحياة ، و هو يكاد يقتات من القمامة ، و النموذج الثانى لزوج تولستوى ، الغاشمة ، الجاهلة
    و التى تشبه الكثيرات من زوجات المبدعين !!

    كانت قصة حميمة ، لأنها تأخذ منا و من الكاتبة بعضا ، وتتماهى معنا ككتاب
    يقتاتون بالكلمات ، التى لا تغنى و لا تسمن فى عالمنا العربى الكئيب ، و الذى لا يدين لقيمة و مهنة الكتابة ، رغم أننا كمصريين نعرف هذه المهنة أو الهواية منذ قدماء المصريين !!

    أحببت قصتك أستاذة آسيا
    و إلى مزيد من الإبداع الجميل

    اترك تعليق:


  • العربي الثابت
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
    الكتابة في زمن القحط.
    على غير هدىً تجوب الشارع المزدحم . تحاول إقناع نفسك بأنك جزء من هذا العالم .تحاول أن تبدو إنسانا عاديا , كما لو أنك, مثلا, واحد من هؤلاء البشرالمنتشرين حولك.. منهكون هم بعد ساعات من العمل ,و كلٌ ماضٍ إلى وجهته . تقلّدهم . تسرع الخطى مثلهم كأنك تقصد هدفا معيّنا ثم تتذكّر أنه لا هدف لك وأنك فقط هنا لتقتل الوقت أو ..يقتلك .
    تبطئ السيرثم تقف, فيكاد الذي خلفك أن يرتطم بك . ينظر الرجل إليك بريبة و استغراب .تتمتم بعبارة اعتذار مبهمة, ثم تمضي . لا يزال صدى التصفيق يقرع أذنيك . كنت حقا مبدعا تلك الأمسية . حين استدعيت منذ يومين لدار الثقافة . ترجّوك أن تلقي كلمة بالمناسبة .من بين الحضور مسؤول كبير و شخصيات مرموقة. ألقيت كلمة و قصيدة شعر رائعة , و خرجت من الحفل محمّلا بكثير من التصفيق و.. وعد بنشر رواياتك .في آخر المساء , كنت عند صديقك فريد .أعدتَ له البدلة و ربطة العنق وجلست تحكي له عن غدك الأفضل مع صدور رواياتك.
    تواصل السيرفي ذلك الشارع . حتى أنّك تحاول أن تبدو سعيدا .أحببتَ أن تبتسم غير أن شكل الإبتسامة ضاع منك . تحملق في المحلات .واجهاتها زجاجية براقة . دمىً بأجساد متناسقة فاتنة و ملابس حريرية شفافة منتصبة خلف الواجهة . خيّل إليك أنها تغازلك .تبادلها النظرات, فتجد نفسك تفكّر فيها . تحسّ برغبة ملحّة في البكاء .لن تنسى ذلك المشهد أبدا.
    تجلس إلى جانبها و تبادرها بفرحة طفل حصل على أكبر قطعة من الكعكة :
    -حبيبتي. البارحة أنهيت روايتي الجديدة .
    نظرتها الباردة تخترق جسدك . فتذبل فرحة الطفل في صدرك :
    -أرجوك إسمعني .لن نستمر هكذا .كتاباتك لن تبني لنا بيتا .
    تحتضن يدها الدافئة .تضغط عليها بحنان :
    - الكتابة هي الخلود عزيزتي و الشعر..
    تقاطعك. تنفجر. تصرخ في وجهك قبل أن تحمل حقيبتها و تغادر :
    - يا أخي لا أريد الخلود .أريدك أن تجد لنا حلا . أعطيك فرصة أخيرة حتى نهاية هذا الصيف .
    و تتركك هناك, وحيدا وتائها مثل عصفور مكسور الجناح . تتركك تجترّ الخيبة و الألم و تضيع في زحمة الأيام , و تضيع معها الفرصة , و يمرّ الصيف و بعده الشتاء و فصولٌ أخرى عديدة , ولا تمرّ تلك الغصّة التي تتجرّعها كلما طافت بك ذكراها .
    أحببتها ؟. أكيد .و لكن ماذا كنت تتوقّع أيها الحالم الغبي ؟ أن ترضى بأن تعيش معك على فتات الشعر و معين الأحلام ؟
    'ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ' .لطالما كنت تهذي هكذا أمام أصدقائك . ولكن ' بالشعر وحده يموت الإنسان ! ' أما آن لك أن تدرك ذلك ؟
    كم أشفق عليك يا شاعرا يمتهن البطالة و يكتب عن الحب و الحرية , وعن أرض لا مساحة فيها للقهر أو الموت . يا بائسا يصارع الجوع بقلم و أوراق ويتغنّى بوطن لم يطفئوه بعد في عيون الأطفال و.. العجائز .
    لا مفر .الموت يتربّص بك.. فلمن تكتب الآن يا مسكين ! لحبيبة لم تستطع أن تقنعها ب" أنّك تكتب من أجل غدٍ أفضل ! " ,أم لوطن لا يكترث لك ميتًا أم حيًا ..داخل حدود جغرافيته كنتَ أم خارجها ؟
    تلك الوظيفة التي تقدّمت لها منذ شهرين كان يمكن أن تكون هي النورفي عالمك الضبابي الكئيب . مرتّب مغري و مركز محترم . داعب الأمل وجدانك .و تراقصت صور الفرحة أمام عينيك .سوف تدخل أمّك إلى أكبر مستشفى و ترمّم الشقة و تسدّد الديون و ربّما تشتري بدلة جديدة وحذاءو ربطة عنق.. أيضا !
    خاب أملك. جاءك الرفض في آخر لحظة .لا تملك الخبرة الكافية .تعبت و أنت تحاول إقناعهم بأن في الألم أيضا خبرة ,و في اليأس, وفي الحب ..و في الإيمان بالوطن و بالهويّة .
    إنتبهت إلى أنها أظلمت منذ ساعات .عاد التصفيق يصمّ أذنيك . قتلت الوقت هذا اليوم .ترى من يقتل الآخر غدا ؟ سوف تعود الآن .ربّما ستكتب هذه الليلة في محاولة أخرى – هل ستكون الأخيرة ؟ - لمحاصرة الموت و الضياع .
    تصل إلى البيت .تفتح باب الشقة برفق كي لا تحدث صوتا إشفاقا على أمك المريضة و إخوتك الصغار النيام .
    تتمدّد في فراشك .تنظر في السقف لتلاحظ أن التشقّقات تكاثرت عن آخر مرّة . يصيبك الرعب و صور الفيضانات الأخيرة تقفز إلى ذهنك .. تكره القحط و لكنك الآن تتمنّى لو أنّ السماء لا تمطر هذا الشتاء.
    مأساة المبدع تنفجر هنا بكل آلامها وأمالها،تتناسل الأسئلة ،تتجمع كجداول صغيرة لتصب في نهر جارف ثم تنتصب في هيئة سؤال قاتل :
    هل القلم قادر غلى أن يبني وطنا يتسع لفرح أطفالنا؟
    نص في منتهى الروعة بلغته السلسة وحبكته المدهشة..
    تحايا عميقة للقلب وما حوى والقلم وماسطّر
    كل المحبة لك زميلتي آسيا ...

    اترك تعليق:


  • الكتابة في زمن القحط ../آسيا رحاحليه /

    الكتابة في زمن القحط.
    على غير هدىً تجوب الشارع المزدحم . تحاول إقناع نفسك بأنك جزء من هذا العالم .تحاول أن تبدو إنسانا عاديا , كما لو أنك, مثلا, واحد من هؤلاء البشرالمنتشرين حولك.. منهكون هم بعد ساعات من العمل ,و كلٌ ماضٍ إلى وجهته . تقلّدهم . تسرع الخطى مثلهم كأنك تقصد هدفا معيّنا ثم تتذكّر أنه لا هدف لك وأنك فقط هنا لتقتل الوقت أو ..يقتلك .
    تبطئ السيرثم تقف, فيكاد الذي خلفك أن يرتطم بك . ينظر الرجل إليك بريبة و استغراب .تتمتم بعبارة اعتذار مبهمة, ثم تمضي . لا يزال صدى التصفيق يقرع أذنيك . كنت حقا مبدعا تلك الأمسية . حين استدعيت منذ يومين لدار الثقافة . ترجّوك أن تلقي كلمة بالمناسبة .من بين الحضور مسؤول كبير و شخصيات مرموقة. ألقيت كلمة و قصيدة شعر رائعة , و خرجت من الحفل محمّلا بكثير من التصفيق و.. فقاعات من الوعود .في آخر المساء , كنت عند صديقك فريد .أعدتَ له البدلة و ربطة العنق وجلست تحكي له عن غدك الأفضل مع صدور رواياتك.
    تواصل السيرفي ذلك الشارع . حتى أنّك تحاول أن تبدو سعيدا .أحببتَ أن تبتسم غير أن شكل الإبتسامة ضاع منك . تحملق في المحلات .واجهاتها زجاجية براقة . دمىً بأجساد متناسقة فاتنة و ملابس حريرية شفافة منتصبة خلف الواجهة . يخيّل إليك أنها تغازلك .تبادلها النظرات, فتجد نفسك تفكّر فيها . تحسّ برغبة ملحّة في البكاء .لن تنسى ذلك المشهد أبدا.
    تجلس إلى جانبها و تبادرها بفرحة طفل حصل على أكبر قطعة من الكعكة :
    -حبيبتي. البارحة أنهيت روايتي الجديدة .
    نظرتها الباردة رصاصة تخترق حماسك . فتذبل فرحة الطفل في صدرك :
    -أرجوك إسمعني .لن نستمر هكذا .كتاباتك لن تبني لنا بيتا .
    تحتضن يدها الدافئة .تضغط عليها بحنان :
    - الكتابة هي الخلود عزيزتي و الشعر . ...
    تقاطعك. تنفجر. تصرخ في وجهك :
    - يا أخي لا أريد الخلود .أريدك أن تجد لنا حلا . أعطيك فرصة أخيرة حتى نهاية هذا الصيف .
    تحمل حقيبتها و تغادر .
    و تتركك هناك, وحيدا وتائها مثل عصفور مكسور الجناح . تتركك تجترّ الخيبة و الألم . و تضيع هي في زحمة الأيام , و تضيع معها الفرصة , و يمرّ الصيف و بعده الشتاء و فصولٌ أخرى عديدة , ولا تمرّ تلك الغصّة التي تتجرّعها كلما طافت بك ذكراها .
    أحببتها ؟. أكيد .و لكن ماذا كنت تتوقّع أيها الحالم الغبي ؟ أن ترضى بأن تعيش معك على فتات الشعر و معين الأحلام ؟
    'ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ' .لطالما كنت تهذي هكذا أمام أصدقائك . ولكن ' بالشعر وحده يموت الإنسان ! ' أما آن لك أن تدرك ذلك ؟
    كم أشفق عليك يا شاعرا يمتهن البطالة و يكتب عن الحب و الحرية , وعن أرض لا مساحة فيها للقهر أو الموت . يا بائسا يصارع الجوع بقلم و أوراق ويتغنّى بوطن لم يطفئوه بعد في عيون الأطفال و.. العجائز .
    لا مفر .الموت يتربّص بك.. فلمن تكتب الآن يا مسكين ! لحبيبة لم تستطع أن تقنعها ب" أنّك تكتب من أجل غدٍ أفضل ! " ,أم لوطن لا يكترث لك ميتًا أم حيًا ..داخل حدود جغرافيته كنتَ أم خارجها ؟
    تلك الوظيفة التي تقدّمت لها منذ شهرين كان يمكن أن تكون هي النورفي عالمك الضبابي الكئيب . مرتّب مغري و مركز محترم . دغدغ الأمل وجدانك .و تراقصت صور الفرحة أمام عينيك .سوف تدخل أمّك إلى أكبر مستشفى و ترمّم الشقة و تسدّد الديون و ربّما تشتري بدلة جديدة وحذاء و ربطة عنق.. أيضا !
    خاب أملك. جاءك الرفض في آخر لحظة .لا تملك الخبرة الكافية .تعبت و أنت تحاول إقناعهم بأن في الألم أيضا خبرة ,و في اليأس, وفي الحب ..و في الإيمان بالوطن و بالهويّة .
    إنتبهت إلى أنها أظلمت منذ ساعات .عاد التصفيق يصمّ أذنيك . قتلت الوقت هذا اليوم .ترى من يقتل الآخر غدا ؟ سوف تعود الآن .ربّما ستكتب هذه الليلة في محاولة أخرى لمحاصرة الموت و الضياع . – هل ستكون الأخيرة ؟ -
    تصل إلى البيت .تفتح باب الشقة برفق كي لا تحدث صوتا إشفاقا على أمك المريضة و إخوتك الصغار النيام .
    تتمدّد في فراشك .تنظر في السقف لتلاحظ أن التشقّقات تكاثرت عن آخر مرّة . يصيبك الرعب و صور الفيضانات الأخيرة تقفز إلى ذهنك .. تكره القحط و لكنك الآن تتمنّى لو أنّ السماء لا تمطر هذا الشتاء.
    التعديل الأخير تم بواسطة آسيا رحاحليه; الساعة 29-06-2010, 06:13.
يعمل...
X