" لامارتين " .. " حيفا " .. وأنا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. نديم حسين
    شاعر وناقد
    رئيس ملتقى الديوان
    • 17-11-2009
    • 1298

    #46
    شاعرنا المبدع عيسى عماد الدين عيسى
    شرَّفتَ متصفحي المتواضع بمرورك العالي كشآمنا الباسقة وناسها , لحيفا مع بني أمية قصَّةُ بناء وحب سيردُ ذكرهما في بقية المطولة .
    جزاك الله خيرما جزى المبدعين الواثقين .

    تعليق

    • د. نديم حسين
      شاعر وناقد
      رئيس ملتقى الديوان
      • 17-11-2009
      • 1298

      #47
      [gdwl]
      تتمة "لامارتين" .. "حيفا" .. وأنا
      د. نديم حسين
      -3-
      وَعَدْتِني بِما بِكِ
      وَعْدَ اليَقينِ المُرْبِكِ
      لا تَنْدَمِيْ
      فَأَنْتِ مِنْ مَسْرى فَميْ حَتَّى دَميْ
      رَسائِلٌ مَكْتُوبَةٌ بِدَمْعَةٍ وَماءْ !
      وَأَحْرُفِ الهَواءْ !
      مَرْسُومَةٌ بِريشَةِ الرُّطُوبَهْ
      مَقْرُوءَةٌ كَحَسْرَةِ العُرُوبَهْ
      مَوجودَةٌ تَلُفُّها عِباءَةُ الفَناءْ !
      "وادي الفَلاحِ" فائِضٌ عن حافَّتَيِّ الذَّاكِرَهْ !
      مَواجِعاً مَحْجوبَةً وَسافِرَهْ !
      تَحْكِيْ حِصاناً عائِداً مِنْ نِعْمَةِ الصَّهيلْ .
      وَفارِساً على نَزِيْـفِ سَيْفِـهِ يَسِيلْ .
      وَزِنْدِهِ النَّحِيلْ .
      تَفْهَمُ صَمْتَ "البُرْجِ" إِنْ تَكَلَّمَتْ عَيْنَاهْ !
      تَرْمِيـْهِ أَلْفُ لَفْظَةٍ بِسَهْمِها
      وَهْوَ الَّذي ما شاءَ أَنْ يُـقاتِلَ الشِّفاهْ !
      يا أُخْتَهُ "حَيْفاءْ" .
      وَعَدْتِهِ بِواحَةٍ في قَلبِكِ الصَّحراءْ ،
      "بِالحِلْفِ" "بِالنُعَيْمِ" "بِالعَلاقِمَهْ" ،
      وَجُثَّةٍ تُنْجِبُ أَلْفَ مَرَّةٍ سُلالَةً مُقاوِمَهْ !
      فَهَلْ تَعُودُ أُخْتَـها "الفَيْحاءْ" ؟
      يا نَسْـلَ "سُفْيانَ" البَعيدَ خَلْفَها
      أَنْجِزْ لَها جَزيْرَةً
      وَنَخْلَةً
      وَمَقْطَعاً مِنْ ذلِكَ المُحيطْ !
      أَو حِفْنَةً مِنْ أَهْـلِ "نَجْـدٍ" – أَهْلِها !
      أُسْـدُ الدِّيارِ ها هُنا تَفَأْرَنَتْ .
      وَدِيْـكُ "حَيفا" مِنْ خَشَبْ .
      وَفَجْرُها المُسِنُّ نَالَـهُ الصَّمَـمْ !
      وَهاجَرَتْ مِنْ سَهْـلِها القِمَـمْ !
      وَحُزْنُها مُكْتَمِلٌ مِثْلُ الأَبَـدْ .
      لِشَمْسِها "مَفاصِلٌ مُلْتَهِبَـهْ" ،
      حَناجِرٌ ، خَناجِرٌ "مُلْتَهِبَـهْ" .
      وَ "شارِعُ المُلُوكِ" يَمْشِي خَلْفَـهُ النَّدِيْـمُ .
      وَ "ساحَةُ الخَمْرَةِ" بَحْرٌ أَو دَمٌ حَلِيْـمُ .
      وَمَوْجَةٌ تُبْدِعُ قَـدَّ رَقْصَةٍ شَرْقِيَّةٍ
      مِزاجُها مُعَكَّـرٌ كَمَنْبَعِ "المُقَطَّعْ" !
      وَبَحْرُ "حَيْفا" في إِسارِ كاسِرٍ لِمَوْجِـهِ
      جِبْصٌ على أَحْلامِـهِ
      وَحالِـمٌ يَرْنُو لِ "ظاهِرِ العُمَرْ" !
      يُنَضِّدُ الشُّمُوسَ في سَمائِها
      وَيَغْمِسُ العُيُونَ في بُعْـدِ النَّظَرْ !
      "بُرْجٌ" كَكَأْسٍ غابَ عَنْ شِفاهِها الشِّتاءْ .
      ماذا تَقُولُ أُخْتُنا "حَيْفاءْ" ؟
      وَ "ساحَةُ الخَمْرَةِ" بَحْرٌ وَدَمٌ !
      هَلْ حاوَرَتْ أَعْوادُنا "زِرْيابْ" ؟
      وَأَنْتِ يا مَنْذُورَةٌ لِلبَحْرِ وَالذَّهَابْ .
      نائِمَةٌ كَصَحْوَةٍ في فِكْرَةٍ سَكْرانَةٍ
      ساقِطَةٌ عن ظَهْرِ كَرَّةٍ الهُدى
      عن سَرْجِ مُهْرَةِ النَّدَى
      كَفارِسِ السَّحابْ !
      أُغْنِيَةٌ تَبْحَثُ في "كَرْمِلِها" عن مَطْلَعٍ
      عن مَنْبَعٍ
      كَمَنْبَعِ "المُقَطَّعْ" !
      وَنَجْمَةٌ مَفْقُوءَةٌ .. وَتَسْطَعْ !
      -4-
      انْتَقَلَتْ أَمْطارُها إِلى جِوارِ أَرْضِها
      نُعْلِمُكُـمْ بِمَوْعِدِ الدَّفْنِ المُفيدِ جَوْفَها ،
      بَعْدَ الرَّبيعِ القادِمِ !
      لَها التِزامُ الجَوْفِ بَعْدَكُـمْ ،
      لَكُمْ مِنْ بَعْدِها ،
      مَواسِمٌ مَمْدُودَةٌ على رَصيْفِ "شَارِعِ المُلُوكْ" !
      وَعاشِقٌ صُعْلُوكْ !
      إِسْفَلْتُها يَحْلِبُ غَيْمَ "الكَرْمِلِ" ،
      يُوْقِظُ إِرْثاً نائِماً في غَيْبِها
      - مِيْراثَها-
      يَشُكُّ في رُوَّادِها ،
      في حُزْنِها الضَّحُوكْ !
      ما بَيْنَ عَصْرِها وَعَصْرِهِمْ لَها وَعَصرْ ،
      مِليُونُ كُوْخٍ جائِعٍ .. وَقَصرْ !
      وَجُثَّـةٌ لِدائِرَهْ .
      وَدَوْرَةٌ مُغايِرَهْ .
      تَرْتاحُ في مُرَبَّعِ الأَشْلاءْ !
      وَصَخْرَةٌ كَبيرَةٌ .. وَمـاءْ !
      وَجِسْمُها المُثَلَّثْ .
      وَخَطُّ عُمْرٍ مُسْتَقيمٍ سِرُّها .. وَجَهْرْ !
      هَلْ تَسأَلُ المَيِّتَ عن إِشْراقَةٍ شاحِبَةٍ لِشاحِبَـهْ ؟
      هَل تَسأَلُ الخَليجَ عن سَفائِنٍ مَأْسُورَةٍ وَهارِبَهْ ؟
      تَخْتَلِفُ الجِبالُ في قاماتِها
      ما بَيْنَ ذاهِبٍ إلى عُلُوِّهِ .. وَعائِدَهْ .
      وَشاحِبٌ شُخُوصُ هذي الشَّاهِدَهْ .
      في "غُودفْرِيْ" وَ "تانْكِرْ" !
      وَفَوقَها تَخْتَلِفُ البُيوتُ في بَقائِها
      فَبَعْضُها على الرَّصيفِ صامِدَهْ .
      وَكُلُّها على الصَّريفِ ذائِبَهْ .
      مَغْلوبَةٌ وَغالِبَهْ .
      يا نَسْـلَ رَحْمٍ حَسِبَتْ عِنْدَ الفِطامِ أَنَّها مُجاهِدَهْ !
      على امتِدادِ عَيْنِها وَعَرْضِها وَعُمقِها وَباعِها
      وَوَجْهِها وَقاعِها
      تَرْعى البِلادُ عُشْبَ غُرْبَتَيْها !
      وَجْهي يُصَلِّي وَرْدَةً تَبْقى لِتَنْمو حَوْلَ قَبْرٍ مَيِّتٍ
      قَلبي عَلى وُرَيْدَةٍ مَبْتُورَةٍ تَذْوي لِيَسْتَريحْ !
      تُهْدي لِ "غَلْيُومَ" المُواسِيْ زَفْرَةً من عِطْرِها
      وَحُزْنَها الفَسيحْ !!
      -5-
      يا "شارِعَ المُلُوكْ"
      كُرسِيُّ مُلْكٍ ، شاغِرٌ
      صُبْحُ المَليْكِ نائِمٌ .. وَتاجُهُ
      يَنْتَصِبُ البَحْرُ لِ "كَلَمُونَ" وَيَغْفُو مُلْكُها !
      وَغُرفَةُ الجُّلوسِ فيها خَرَجَتْ أَبْوابُها
      وَشارِعي سِتارَةٌ بِحاجَةٍ مَقْتُولَةٍ إلى رُؤَى شُبَّاكْ .
      يأْتي لِ "حَيْفا" بِالمَدى الفَتَّاكْ .
      رَصيفُها يَمْتَدُّ في أَزِقَّةٍ تُفَكِّرْ !
      وَبَحْرُها يَمُوجُ في إِسْرائِها المُبَكِّرْ !
      وَالخَشَبُ العَتيقُ في المَراكِبْ .
      وَالعَتَبُ المُعاتِبْ .
      فَهَـل هُناكَ فِكْرَةٌ شاغِرَةٌ في كَهْـفِها لِراهِبْ ؟!
      في صَبْرِ أَوسَطِيَّةٍ تَرْقُبُ "إِيْفـا" مِصْعَداً
      يَذْهَبُ نَحْوَ سَقْفِها
      لكَي يُرِيْها وَجْهَها
      وَالبَحرُ يَمْضي عارِياً من حُلْمِهِ العَرْقانْ !
      وَالنَّارِ وَالدُّخَانْ !
      يَزْرَعُ في أَسْماعِها مُفْرَدَةً جائِعَةً وَرَطْبَةً
      "أَليشَافُ" لَقَّنَتْ أَصابِعي شَذا كَمانِها
      وَلَمْ تُقَدِّمْ سَمَكاً
      صِنَّارَتي مَشْدودَةُ الخَيْطِ كَأَوتارِ المَدى
      وَناسُها صَيَّادُها
      تُولَدُ "حَيفـا" مَعَهُمْ ظِلاًّ على بُخَارْ .
      يَموتُ صَبٌّ قَبْلَها شَوْقاً على انتِظارْ .
      "رَأْسُ الرَّجاءِ الصَّالِحِ" يَرْمي على وِسادَةٍ فيها فَمَهْ !
      وَ "النِّياغارا" دَمْعُها
      وَ "النِّيلُ" يَرْتَوي بِماءِ حُزْنِها لَعَلَّهُ يَعُودْ !
      لِ "صِيْنِها" سُوْرٌ وَيُهْديها لِمَسْرى فاتِحٍ "وَدُودْ" !
      يَزُفُّها المَوْتى إلى فِراشِ عُرْسِ المُبْتَدَى
      تَكامَلَتْ هَزيمَةٌ على ضِفافِ نَهْرِها "المُقَطَّعْ" .
      كُلُّ "الضُّيوفِ" ها هُـنا ، لكِنَّها وَأَهْلَها هُناكْ .
      حُضُورُهُمْ شَيْطانُها ، غِيابُها المَلاكْ .
      سَتَنْزِفُ القِلاعُ أَلْفَ دَمْعَةٍ
      لِسُوْرِها الفِكْرِيِّ بُرْهانٌ من التَّاريخِ –
      جُثَّـتيْ بِها !
      وَأَلْفُ نَسْرٍ جائِعٍ .
      سَتَرْقُصُ القِلاعُ أَلْفَ مِيْتَةٍ .
      لِعُشِّها الفِكْرِيِّ بُرْهانٌ من التَّفْريخِ –
      طِفْلَتيْ لَها !
      وَأَلْفُ أَلْفُ بَسْمَةٍ وَرُوْحُ قَلْبٍ دامِعٍ
      "حَيْفايَ" شِبْهُ فِكْرَةٍ غَلُّوا مَآقيْها بِحَشْرَجاتِها
      نامَتْ على وِسادَةٍ مالِحَةٍ
      في لَيلِها الرَّطْبِ المُسَجَّى فَوْقَها
      على رَصيفٍ نابِضٍ
      وَفَوقَها نَجْمٌ رَضيْعٌ يَعْتَريْ "مَغارَةَ الطَّابُونْ" !
      يَكُونُ أَنْ يَكُونْ
      وَدَعْوَةَ الشِّفاءْ !
      -6-
      سِيْرِيْ !
      مُسَيَّرَةً ، مُخَيَّرَةً ، مُعَذَّبَةً ، مُحَطَّمَةً
      مُشَرَّدَةً ، مُحاصَرَةً ، مُبَعْثَرَةَ ال "أَنا" !
      مَبْحُوحَةَ الضَّميرِ !
      أَنْـأَى ،
      وَأَسْحَبُ من مُؤَقَّتِ مَوتِكِ العاليْ سَفيرِيْ !
      أَبْـقَى ،
      وَأَكْسِرُ رَغْمَ نَزْفِ "مُضارِعٍ" قَلِـقٍ سَريرِيْ !
      سِيْرِيْ !
      فَثَوْبُكِ وَالعَراءُ على ارْتِجافِيْ .
      حُلُماكِ أَوْسَعُ من لِحافِيْ .
      وَرَصيفُكِ الحافيْ حَريْرِيْ !
      طِيْرِيْ !
      فَضاءُ القَلْبِ يا مَقْتُولَةَ الإقْلاعِ يَرمي غَيْمَةً
      كي تُمْطِريْ "نَسْناسَ" وادِيْنا على مَرْأى "تَبُوكْ" !
      إِغْفاءَةَ "القَسَّامِ" في نارِ الضَّميرِ !
      أَو ما تَبَقَّى بَعْدَها من شارِعٍ مَلَكَ المُلوكْ !!
      صِيْرِيْ !
      كَما تَبْغِيْنَ غُرْبَةَ حالِـمٍ ،
      أَو لا تَصِيْرِيْ !
      وَتَمَنَّعي يا هِرَّةً مَقْلوعَةَ الدَّمِ وَالضَّميرِ !
      مَنْتوفَةَ الإِحساسِ وَآليَدِ وَالحَياءْ !!
      -7-
      كُلُّ مُقيمٍ في ثَراها عابِرُ !
      كُلُّ الأُلي حَطُّوا على نَصِّ البِلادِ هاجَرُوا !
      وَكُلُّ مَنْ غَمَسَ الصَّلاةَ بِغَيرِ ماءِ عُيونِها ،
      دَقَّ المَساميرَ الذَّبيحَةَ في أَكُفِّ قَتيلَتَيْنِ بِنُونِها ،
      وَغْدٌ غَريْقٌ كافِرُ !
      وَرْدٌ شَديدُ الدَّمْعِ أَشْهى مِنْ رَغيفِ غَريبَةٍ
      وَيُطِلُّ مِنْ جُرْحٍ سَمينٍ في نَوافِذِ قَلبِها
      سَيْفٌ حَزينٌ ضامِرُ !
      قَلبِي عَلَيها ، وَالرَّبيعُ وَغَيْـمَةٌ
      وَ "مَغارَةُ الوادِيْ" وَريْـدٌ شاغِـرُ !
      فَلِمَنْ تَسيلُ على حِجارَتِها الدِّماءْ ؟!
      -8-
      "حَيْفـا" تُرَبِّي شَعْرَها
      مِرآتُـها كَفِيفَـةٌ
      فَرْحَتُها طَفيفَـةٌ
      مِلْحٌ يَقُضُّ بَحْرَها
      وَكاسِرُ الأَمواجِ مَكْسُورٌ وَمُبْتَـلٌّ بِنارْ !
      "حَيْفـا" اقْتِضابٌ واسِعٌ لِزُرْقَـةِ البِحارْ !
      جِهاتُها بُخارْ !
      مُكْتَظَّةٌ سَلَّةُ عُمْرِ السَّادِنِ الفَـنارْ .
      عَصاً وَكَلْبٌ يَحْرُسانِ خُطْوَةَ الكَفيفْ .
      وَأَهْلُها يَلْوُونَ زِنْدَ يَومِهِمْ – مُراهِقاً وَمُتْعَباً –
      وَيأْكُلونَ زِنْدَها إذا مَضى الرَّغِيفْ !
      فَهَل يَنامُ جائِعاً على رَصيْفِ شارِعِ القَمْحِ الرَّصيفْ ؟
      ( أَذَلَّتْهُمْ خُطوطُ أَكُفِّهِمْ دَهْراً
      فَبُرْجُ الجَدْيِ يَذْبَحُهُمْ
      وَبُرْجُ الثَّوْرِ يَنْطَحُهُمْ
      وَبابُ السُّوْرِ يَفْتَحُهُمْ !! )
      إِذًا ،
      صَباحَ الشَّرِّ يا آتٍ على جُدْرانِها / بِلُقْمَةٍ أَطْرُقُ هَوْناً بابَها /
      تَفْتَحُ باباً يابِساً / يَرْمُقُني ضُمُورُها / يَقْتُلُني حُضُورُها /
      يُوْقِعُني إِبْصارُها الضَّعيفْ !
      وَدَرْبُها /
      ما أَغْلَقَتْ باباً على قَلْعَتِها / وَتَمْتَمَتْ : عُدْ إِنْ أَرَدْتَ تائِهاً ذَليْلاَ ! /
      لَسْتَ الرُّؤَى الَّتي انتَظَرْتُ فَجْرَها طَويلاَ / يَظَلُّ فيها شاغِراً كُرسِيُّها
      في "شارِعِ المُلوكْ" !
      وَعِندَما ابتَعَدْتُ خُطوَتَينْ / خَلْفي جِدارٌ واحِدٌ / بابٌ تَمَنَّى طَرْقَـةً /
      سَريرُها وَمِحْنَتي وَالبَحْرُ ، ذابَتْ قَلْعَتي ! / كانَتْ هُناكَ امرَأَةٌ مُسِنَّةٌ
      تَبْحَثُ عن عُكَّازِها / مَمْلَكَةٌ زَرْقاءُ تَبْكي مُلْكَها المَوْجِيّ / يَروحُ أَو
      يَذُوبُ كي يَبْـقى هُنا / فَهَل تُرى يَكونُ ذلِكَ المَليْكُ المُسْتَجيرُ أَنتَ ؟
      أَو بَعْضِيْ أَنا ؟ /
      أَو دَمْعَةً تَنْضَحُ بِالإِناءْ ؟!
      -9-
      مُقِـيْمَةٌ في لَيْـلِها الطَّويلْ .
      وَ "كِيْفِيـا" ..
      تَخافُ أَنْ تُشْعِلَ لَيْلاً كي تَرى سَبيلَها النَّحيلْ !
      أَو شَمْعَةً ،
      أَو تَسْتَفِزَّ وِحْدَةَ القِنديلْ .
      كي لا يَرى طَريقَ بابِ بَيتِها
      مَنْ يَعْبُرُ السَّبيلْ !
      وَتَمْنَحُ "المُقَطَّعَ" الظَّمآنَ بَعضَ جُرْعَةٍ
      مِنْ ماءِ جَرَّتَيْها !
      وَهْوَ الَّذي يَقومُ مَنْ غُربَتِها إِلَيْها .
      وَ "كِيْفِيا" ..
      عاصِفَةٌ تَنامُ في بُيوتِها
      مَدينَةٌ مُرْهَقَةُ الخَليجِ وَالسَّفائِنْ .
      لِتُعْلِنَ انْكِسارَها في حَضْرَةِ المَدائِنْ .
      وَ "كِيْفِيا" ..
      مَدينَةٌ مُؤْمِنَةٌ مَقْلوعَةُ المَآذِنْ .
      يَعودُ بَحْرُها مِنَ الصَّيْدِ المُغاليْ
      جَوْفَ عُمْرٍ مائِجٍ .
      إلى رَصيفِ "شارِعِ العَبَّاسْ" !
      يَوْمٌ سَمينٌ يَوْمُها
      وَلَيْلُها افْتِراسْ !
      تَحِجُّ أَمطارُ المُدَى إليْها
      لا تَسْقُطُ الأَمطارُ في "حَيْفائِنا"
      فَمُنْذُ أَنْ تَنَهَّدَ الإلهُ "كَرْمِلاً" ،
      بَكَتْ دَماً على طُيورِها المُهاجِرَهْ !
      فَهَل يَشِيْبُ شَعْرُ "حَيْفـا" المُسْتَعارْ ؟
      هَل يَفْقِدُ البَحرُ الشَّقِيُّ حَوْلَهُ على النَّدَمْ ؟
      أَقولُ : لا !
      يَقولُ مَرْساها : نَعَمْ !
      وَبَحْرُها يَغْرِزُ أَلْفَ نَظْرَةٍ مَوْجِيَّةٍ في لَحْمِ شارِبِيـهْ !
      قَـدْ يَدَّعي بَقاءَها لكي يُقيْمَ فِيـهْ !
      "حَيفـا" امتِدادٌ مُوْجِعٌ ،
      تُؤْلِمُني لأَِدَّعيْ دُروبَها .. الدَّواءْ !
      مُهَرِّجٌ حَزيْنُها ،
      وَواقِفٌ على انْتِصافِ عُمْرِها .
      جافَتْهُ بينَ "الحَيْفَواتِ" "حَيفـا" !
      وَساعَةٌ تُقيمُ دَوْماً جَوْفَ نِصْفِ لَيْلِها .
      فَلْتَرْفَعي قَلباً إلى انْتِصافِ هذي الصَّارِيَـهْ !
      أَو خِرْقَةً مِنْ ثَوْبِ رُوحٍ بالِيَـهْ !
      وَأَنْتَ يا صُوْفِيَّها ،
      يا "شارِعَ المُلوكِ" لَمْ تَبْرَحْ رَصيفَكْ .
      رُغْمَ انْهِمارِ الزَّوْبَعَـهْ !
      بَذَرْتَ في إِسْفَلْتِها المَجْنونِ أَلْفَ صَوْمَعَـهْ !
      وَلَمْ تَسِرْ لِ "رُوما" !
      وَلَمْ تَقُدْ صَباًّ إِلى "أَثينا" !
      لكي يَعيْثَ لَوْعَةً رُومِيَّةً في قَلْبِها .. وَفِيْنا !
      وَلَمْ تُحَدِّقْ في عُيونِ "بُصْرى" .
      وَلَمْ تُطَأْطِيءْ قامَةً لِ "كِسْرَى" .
      وَلَمْ تُجالِسْ قَيْنَةً على رَصيْفٍ تائِهٍ في "القاهِرَهْ" !
      يا شارِعَ الصُّعْلوكِ وَالأَباطِرَهْ !!
      وَالحُرِّ وَالإِماءْ !
      -10-
      أَلا يُناديْ كُلُّ هذا التَّعَبِ العاتيْ وِسادَهْ ؟
      أَلا يُحاذيْ كُلُّ هذا الكُفْرِ شَيْئاً مِنْ عِبادَهْ ؟
      هَل تُشْرِقُ القُلوبُ مِنْ جَبيْنِها ؟
      وَتُبْدِعُ البِلادُ فَوْقَ نَبْضِها وِلادَهْ ؟!
      راقَصْتُها في عيْدِ ميلادِ الشَّوارِعْ
      وَفي زِفافِ ساحَةِ "الجَريْنَهْ" .
      وَمُلْتَقى "مَغارَةِ السُّخولْ" .
      راقَصْتُها فَلَمْ تَلِدْ نَسْلاً من الفُحولْ !
      فالرَّقْصُ لا يَكْفي وَلا تَرْوي العِطاشَ
      صُدْفَةُ المُرورِ قُرْبَ الماءْ !
      راقَصْتُها فَلَمْ تُضاهيْ نَسْلَها المُقيمْ !
      فَهَل تُداوي حُزْنَها بِمِرْهَمْ ؟
      يا أَبْكَماً تَكَلَّمْ !
      فَأَنْصَتَ الأَحْمَرُ في جَهَنَّمْ !
      وَكُلُّ خُلْجانِ البِلادِ نِصْفُ نِصْفِ دائِرَهْ !
      خَليجُها هِلالْ .
      وَالمُقْرِؤونَ كُلُّهُمْ في غَيْرِها رِجالْ ..
      مُقْرِؤُها "بِلالْ" !!
      كَمْ أَيْقَظَتْ سَواعِدَ الرِّجالْ .
      لكِنَّهُمْ نامُوا على سَرابِهِمْ !
      وَكانَ أَلْفُ أَلْفُهُمْ بِدِرْهَمْ !!
      فَهَلْ تُداوي حُزْنَها بِمِرْهَمْ ؟!
      كَمْ ساحِلِيٌّ سَهْلُها !
      كَمْ حاوَلَتْها قامَةُ الجِّبالْ !
      مِسْطَبَةٌ بَحْرِيَّةٌ فِراشُها
      وَشاطيءٌ من أَوْسَطِيِّ القَلبِ وَالرِّمالْ !
      قاعٌ وَبَحْرٌ أُرْتُوازِيٌّ كَبيرٌ
      وَثِمارٌ تَمْلأُ السِّلالْ !
      شِتاؤُها يَهْويْ عَنِ "الكَرْمِلِ" فَوْقَ "شارِعِ المُلوكْ" !
      لَعَلَّهُ يَبْقى هُناكْ .
      وَمُلْكُها المُبْتَلُّ بِالدَّمْعِ ثَقيلٌ مِثْلَها ،
      وَجُوعُها ،
      وَ "ساحَةُ الخَمْرَةِ" تَصْطادُ الظِّباءْ !!
      [/gdwl]

      ( يتبع ...! )

      تعليق

      • نضال يوسف أبو صبيح
        عضـو الملتقى
        • 29-05-2009
        • 558

        #48
        د.نديم
        وهأنا قد عُدتُ قارِئًا
        في الحقيقة أدهشني هذا النفس الشعري الطويل
        ودهشتُ نهايةً بكلمة يتبع
        ولكنَّ دهشتي رافقها استمتاعي بكلِّ حرفٍ وسطر
        سأنتظر الجزء التالي

        تحياتي

        تعليق

        • د. نديم حسين
          شاعر وناقد
          رئيس ملتقى الديوان
          • 17-11-2009
          • 1298

          #49
          أخي نضال يوسف أبو صبيح
          هذه المطولة كتبت على امتداد أربعة أشهر ، بمناسبة الاحتفالية المئوية بحيفا الماضي والحاضر والمستقبل . وشارك فيها شعراء وأدباء من بلاد عديدة .
          نالت استحسان اللجان كلها ونالت المكان الأول ، وترجمت لأربع لغات .
          لقد أحسستُ حينها أنني " أخوض حربا " ثقافية ، فقرأت عشرات الكتب عن تاريخ حيفا عبر العصور ، ولكزتُ حزني ، فكان ما كان !
          نعم هذه مطولة ، ولكن إذا تعبتم منها ، فسأكتفي بما نشرتُ حتى الآن .
          شكرًا لمرورك العربي الراقي .
          دمت بألف خير وسعادة وشِعر !

          تعليق

          • نضال يوسف أبو صبيح
            عضـو الملتقى
            • 29-05-2009
            • 558

            #50
            د. نديم حسين
            استاذي العزيز، رُبَّما أوحت كلامي عن بعض التعب
            لكن ما كان القصد والله
            إنما كان العجب من هذا النفس الطويل
            أما عن القصيدة
            فسأنتظر بقيتها بإذن الله تعالى
            لم تتعبني ، ولا أظنها أتعبت أحدًا
            وكلي شوقٌ لإكمالها

            تحياتي

            تعليق

            • د. نديم حسين
              شاعر وناقد
              رئيس ملتقى الديوان
              • 17-11-2009
              • 1298

              #51
              إذًا ، على بركةِ الله !
              يسعدني أن تُطلَّ هذه الأعمال عن طريق ملتقانا هذا ، لتتزيَّنَ بقراءة المبدعين والمبدعات ، ومن باب الإفادة والإستفادة
              سنظل في انتظار قصائدك يا شاعر القدس يا نضال !.

              تعليق

              • عزمي النجار
                أديب وكاتب
                • 22-02-2010
                • 183

                #52
                أخي الشاعر القدير د. نديم حسين

                مـا أبدع ولا اروع من هذه المعلقة
                يعجز القلم عـن التعبير
                أسمحلي أن أختصر لأن الحزن أشغلني
                والألم أحاط بي وأنـا أتذكر عروس من عرائس فلسطين
                وكيف شاهدتها لأول مرة قبل أكثر من ثلاثة عقود
                عشقتها كأحلى حواء
                وغادرتها وقلبي منقبض على ما هي عليه
                وتمنيت العـودة لتقبيها وضمها الى الأحضان
                وهي محررة من الأغـلال
                أنت تـريد والله يفعـل مـا يـريد
                وليس على الله شيئ كثير
                فمتى اللقاء أيـهـا الحـبيب
                كل التحيه
                أخوكم في الله

                تعليق

                • عزمي النجار
                  أديب وكاتب
                  • 22-02-2010
                  • 183

                  #53
                  أخي الشاعر القدير د. نديم حسين

                  مـا أبدع ولا اروع من هذه المعلة
                  يعجز القلم أو التعبير
                  أسمحلي أن أختصر لأن الحزن أشغلني
                  والألم أحاط بي وأنـا أتذكر عروس من عرائس فلسطين
                  وكيف شاهدتها لأول مرة قبل أكثر من ثلاثة عقود
                  تمنيت لو كانت أبنة حواء
                  عشقتها كأحلى حواء
                  وغادرتها وقلبي منقبض
                  على أمل العـودة لتقبيها وضمها الى الأحضان

                  تعليق

                  • د. نديم حسين
                    شاعر وناقد
                    رئيس ملتقى الديوان
                    • 17-11-2009
                    • 1298

                    #54
                    أخي الحبيب عزمي النجار
                    سنظل نغني لمدائننا ، حتى يحضُرَ غيابُها بقوة .
                    وسنحرس غيابها حتى تعود لتلتقط أنفاسها .
                    إلى لقاء بإذن الله ، يجمع عزمي وحيفا .. "وأنا" !
                    دمتَ بألف خير .

                    تعليق

                    • د. نديم حسين
                      شاعر وناقد
                      رئيس ملتقى الديوان
                      • 17-11-2009
                      • 1298

                      #55
                      لامارتين .. حيفا .. وأنا

                      [gdwl] [/gdwl][gdwl][/gdwl][gdwl]
                      تتمة ( لامارتين .. حيفا .. وأنا )
                      د. نديم حسين

                      -11-
                      صاحَ دِيْـكُ الشَّمْسِ فَانْهَضْ يا وَليْدُ !
                      وَجْهُ "آبٍ" لَفَّ قُطْبَيْهِ الجَّليدُ !
                      بَسْمَلَ الصُّبْحُ فَبَسْمِلْ !
                      ثُمَّ عَوْذِلْ !
                      ثُمَّ حَوْقِلْ !
                      وَاتْلُ نَصاًّ قَـدْ يُفيْدُ المُرْتَجي أَو لا يُفيْدُ !
                      رُغْمَ مَوْتٍ قارِسٍ أَنتَ هُنا الحَيُّ السَّعيدُ !
                      مُضْحِكٌ كَمْ أَنْتَ مَحْزُونٌ ،
                      وَرُغْمَ الزَّحْمَةِ القُصْوى وَحيدُ !
                      أُتْلُ مَزْمُوراً على رُوحِ السَّماءْ !!
                      -12-
                      وَهكذا قَدْ كانْ
                      يا وَرْدَةَ الخَليجِ أَنْ تَفَتَّتَ اللُّجوءُ بَيْنَ وَقْتِهِ البَعيدِ
                      وَالمَكانْ !
                      وَصَيَّرَ الحُزْنُ الشَّديدُ تُرْبَةً وَمَوْجَةً وَغُربَةً أَليفَةً
                      لَحْماً وَدَمْعاً مِنْ غُبارْ .
                      طَقْساً تَفَوَّقَتْ فُصولُهُ على حُلْمٍ غَفا في يَقْظَةِ الأَبْدانْ !
                      وَوَجْهُها ما كانْ .
                      وَالبَحْرُ مِنْ وَرائِهِ
                      وَالرَّمْلُ مِنْ أَمامِهِ
                      وَأَفْلَتَتْ مِنْ نارِهِ الَّتي تَسيْرُ في اتِّجاهٍ واحِدٍ نارانْ !
                      زِنْدٌ وَزَوْرَقانْ !
                      وَوَجْهُها أَمامَهُ
                      وَظِلُّها وَراءَهُ
                      فَلَمْ يَفِءْ لِظِلِّها
                      وَاخْتارَ رُغْمَ أَنْفِهِ أَنْفاسَها
                      وَالقَلْبَ وَاللِّسانْ !
                      كَمْ هَيِّنٌ أَنْ تَحْلُموها زُرْقَةً
                      كَمْ قاتِلٌ أَنْ تَقِفوا وَجْهاً إِلى قَلْبٍ
                      أَمامَ خافِقِ الشُّطآنْ !
                      فَمَنْ إِذَنْ قَدْ يَرْبَحُ الرِّهانْ ؟
                      هَلْ شَفَةٌ مَغْروزَةٌ في حِبْرِنا ؟
                      أَمْ شَفَةٌ تُنْقِذُها مَنْ مَوْتِها المالِحِ قُبْلَتانْ ؟!
                      أَمْ عابِرٌ بَينَ الشِّفاهِ سادِنُ الإِنشاءْ ؟
                      -13-
                      مِنْ فَمِهِ حَتَّى فَمِهْ
                      ما أَنْجَبَتْ بِنْتُ دَمِهْ ،
                      سِوى بُذورٍ واضِحَهْ
                      وَهاطِلٍ مُعَكَّرٍ
                      وَنابِتاتٍ ذابِحَهْ .
                      وَنابِضٍ مُشاغِبٍ يَرْمي ضَواحي غابَةٍ في كَفِّها
                      وَشارِعٍ يَمْشي كَطِفْلٍ خَلْفَها
                      يُلقي على كاهِلِها الأَزْرَقَ شالاً مائِجاً
                      وَقَلبيَ المُرْهَقَ وَالسَّفائِنَ البَخيلَهْ !
                      وَالفِكْرَةَ النَّحيلَهْ !
                      وَالوَرْدَةَ العَذراءْ .
                      وَبُرْهَةً مَقْدودَةً مِنْ ماءْ .
                      تَبْعُدُ عن هُوِيَّتي هُوِيَّهْ
                      مُصِرَّةً على نَدَى اخْضِرارِها
                      وَالتُّرْبَةِ المُطيْعَةِ العَصِيَّهْ !
                      لِلبَحْرِ أَبْجَدِيَّةٌ زَرْقاءْ
                      لِهذِهِ الصَّحراءِ ثَغْرٌ مِنْ أَبَدْ .
                      يُثَرْثِرُ البَحْرُ زَبَدْ .
                      يُصَرِّحُ الرَّمْلُ بِقَلبِ واحَةٍ
                      وَيَمْسَحُ المَوجُ العَدَدْ !
                      آبارُنا لَماَّ تَزَلْ راوِيَةً وَتُسْرَقْ
                      وَحَيَّةً وَتُرْزَقْ
                      وَالسُّورُ يَحْمي هذِهِ المَدينَةَ العَذْراءَ مِنْ لُصوصِها
                      وَسارِقيْ نُصوصِها
                      مَدينَةٌ وَصَدَّقَتْ شَمْساً لَعُوباً مِنْ وَرَقْ
                      فَاحْتَرَقَتْ وَأَشْهَرَتْ ظَهيرَةً
                      وَأَضْمَرَتْ لَيْلَ الأَرَقْ
                      وَقارِباً مُرْتَجِفاً مِنْ شِدَّةِ البُرودَهْ
                      وَحانِثاً يَرْمي على آذانِها وُعُوْدَهْ
                      فَلْتُشْعِلي ناراً قَليلَةً وَشَمْساً ضامِرَهْ
                      وَلْتَطْلُبي القُرْبَ السَّعيدَ مِنْ حَنينِ "النَّاصِرَهْ"
                      قَدْ يَكْتَفي "الجَّليلْ"
                      بِنورِها النَّحيلْ
                      فَلا تَنامي كُلَّ حُبٍّ .. لا تَنامِيْ ،
                      لا تَنامُ حارَةٌ يَنامُ في فِراشِها دَخيلْ !
                      يَزْرَعُها في عِصْمَةِ الإِسْمَنْتِ ،
                      في زِنْزانَةٍ مَوْجِيَّةٍ .
                      يُوَبِّخُ الموجَةَ إِذْ يَسْتَسْلِمُ اهتِزازُها لِرَقْصَةٍ شَرقِيَّةٍ
                      كيفَ إذَنْ تنامُ في مَنامِها مَدينتي ؟
                      هل تُطفيءُ الحَلْقَ المُنادِي كي تَنامْ ؟!
                      أَلَمْ يُتِحْ غَيْمي لها دُروبَهُ إِلى شِتاءِ "الشَّامْ" ؟
                      "حيفا" كَحُلْمٍ طارَ عن وَجْهِ الوِساداتِ الغَريبَهْ
                      يَجْتَرِحُ الأَعشاشَ فوقَ غُصْنِ دَمْعَتَينْ .
                      ويسأَلُ اللُّجَينْ
                      والغُربَةَ العَجيبَهْ
                      عن عَوْدَةٍ قَريبَهْ !
                      يَكْذِبُ هذا النَّومُ يا "حَيفا" كثيراً
                      يكذِبُ النَّومُ فَقُومي واقْتُلي هذا المَساءْ .
                      قَدْ يَكْذِبُ الصَّحْوُ فهل تُصَدِّقينَهُ ؟
                      وهل تُصادِقينَهُ ؟
                      يبيعُ هذا الصَّحْوُ بينَ رَكْعَتَيْنِ دِيْنَـهْ !
                      فهل تُصَدِّقينَهْ ؟
                      مَدينَتي فَراشَةٌ لكِنَّها فَراشَةٌ ذَكِيَّهْ .
                      تَبْعُدُ عن لَهيبِنا هُوِيَّهْ .
                      وَعِبْرَةً وَعَبْرَةً بَحْرِيَّهْ .
                      فَراشَةٌ تَصْطادُ مَنْ يَصيْدُها ،
                      تَشْرَبُ أَلْفَ بُرْهَةٍ مَقْدُودَةٍ مِنْ ماءْ !
                      قُومي مِنَ النَّومِ العَميقِ وَاسْبَحي ،
                      وَاسْتَنْجِدي بِشاطِيءِ المَساءْ !!
                      -14-
                      طِيْريْ إِذَنْ وَجَمِّعي ريْشاتِكِ الكَثيرَهْ
                      هذا الجَّناحُ يَنتَظِرْ !
                      وَتَنْتَشي آفاقُكِ الوَثيرَهْ
                      هل تُنْكِرُ الوُرودُ عِبْءَ عِطْرِها لَمَّا يَضُوعْ ؟
                      هل تَأْكُلُ الخُيولُ سَرْجَ لَحْمِها لَمَّا تَجُوعْ ؟
                      أُوْبي إِلى أَسْمالِ لَيْلٍ قارِسٍ وارْتَجِفي قَليلاً
                      وَصادِقِي البَحْرَ الشَّمُوْسَ ، رَوِّضي أَعْماقَهُ
                      وَسامِريْهِ ، آكِليهِ ، شارِبيْهِ وارْفَعي عُمْقاً على رِئاتِهِ !
                      قُولي لَهُ :
                      كُنْ مَنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكونَ سَيِّديْ
                      وانْهَضْ كَمُهْرٍ مِنْ مَساماتِ الجِّهاتْ !
                      أُهْطُلْ على صَدْري وَلا تُرْبِكْ تَقاويْمَ الصِّفاتْ !
                      ومَلِّحيهِ ، مالِحيهِ واجلِسي "كُلاًّ" جَميلاً حالِماً فوقَ الفُتاتْ !
                      هذي الثُّلوجُ رَعْشَتي
                      عُمْرٌ يُذيبُ عُمرَهُ على رُفاتِ الشَّاطيءِ البَحْرِيِّ
                      كي يَحْمي الرُّفاتْ !
                      بَدْرٌ يَرُشُّ ضوءَهُ مِلْحاً على آمالِكِ المَشْوِيَّهْ
                      كَفٌّ ، نَسيمُ البحْرِ ، تَمْحو صَيفَها عن بُرْهَةٍ بَحْرِيَّهْ
                      صَدَّقْتُها فَصِرْتُ كالخَليجْ
                      مُلاصِقاً ، مُرافِقاً ، مُحاذِياً كالوَرْدِ لِلأَريجْ
                      وَذُبْتُ مِثْلَ سُكَّرٍ في قَهْوَةِ الضَّجيجْ
                      فَعَلِّميني كيفَ أَبْني دَولَةً سَعيدَةً مِنْ أَسْطُحِ النَّشيجْ !!
                      سَأَخْلَعُ الجَنوبَ كي أُعَلِّقَ العَراءَ فَوقَ مِشْجَبِ الشَّمالْ .
                      هَياَّ انْزِفِ احْتِقانَنا فالنَّزْفُ لِلكَمالْ !
                      والإِنتِقاصُ لا يَجوزُ سَيِّدي
                      إِلاَّ مِن اكتِظاظِ القَلبِ بِالخَيالْ !!
                      -15-
                      صَباحَ الرَّمْلِ يا شَرْقي !
                      ويا غَرْبي ،
                      مساءَ الزُّرقَةِ الأولى !
                      سأَلْكِزُ جَوْفَ هذي الأَرضِ في تَوْقي إلى خِصْبِ السَّماءْ !
                      وَكُلُّ جِهاتِها غَيْمٌ وماءْ !
                      فكيفَ أَموتُ من عَطَشٍ كَنَسْلِ العاشِقينَ ، على لَمَى "حَيفا" ؟
                      ومَنْ يَتْلو مَواعيدَ الجنازهْ ؟
                      وُرودٌ غادَرَتْ عِطْرَ المَواعيدِ الغَريبَةِ ،
                      أَمْ بُحورٌ في إِجازهْ ؟!
                      رُميْتُ كَنِصْفِ قَلبٍ أَو كَذاكِرَةِ الرِّماحِ على أَقاليمِ البلادْ .
                      وَسَوَّرَ ناظِرِيْ غَدَها .
                      فَلَمْ أَسْمَعْ مَلاكاً واحِداً فيها
                      ولا قَمَراً يُناديْها ،
                      إلى لُغَةٍ تُبَعْثِرُها على شَفَةِ الرُّقادْ !
                      صَباحَ القَلبِ يا شَرقي
                      ويا قَلبي
                      عُواءَ النَّبْضِ والذِّئبِ الذي يَمضي إلى طُرُقاتِ "عادْ" !!
                      -16-
                      "حَيْفاءُ" لَم تَقُلْ عَذابَها لكي أَراها !
                      عَلَّقْتُ أحلاماً بَلِيْلَةً على حَبْلِ البِلادِ علَّها تَجِفّ !
                      مدينَتي أُرجوحَةٌ شاخِصَةٌ ،
                      ومِنْ فَراغٍ لفَراغٍ سافَرَتْ أُرجوحَةُ البِلادْ .
                      طِفْلٌ مُسِنٌّ ما أَصابَ "حَيفا" ،
                      فَراغُ إِبْريقٍ يعودُ منهُ شارِبٌ بِمُتعَةِ الظَمـأْ !
                      صَيفٌ ولَيْلٌ عاثِرٌ تَزَلَّجا على ثُلوجِ قَلبِها
                      وأَنَّبا سُفوحَ هذا "الكَرملِ" آلآتي إليها من "سَبَـأْ" !
                      لا ثَلجَ إلاَّ ما تَبَقَّى مِنْ مَشيبيْ .
                      فَلْتُشْرِقي حتَّى مَغيبِيْ .
                      يُجالِسُ "الكَرمِلُ" كاسِرَ البِحَارِ والزُّجاجِ ،
                      مُطْلِقاً نَوافِذَ الميناءْ !
                      لكي يَعودَ سَيِّداً من مِلَّةِ الإِماءْ !
                      نَصِيْرَ "أَكْرُوفُوبِيا" !
                      شَهيدَها ،
                      سيَلْتَقي التُّرابَ في تُرابِها الشِّتاءْ !
                      يَسْعى المُلوكُ نحوَ سَفْحِ "الكَرْمِلِ" ،
                      أَصحابَ "شَعْبُوفوبِيا" !
                      يسعى المُلوكُ كي يَرَوا "حَيفا" وصَيْفَ وجهِها "مُشَوِّباً" !
                      ومن سُفوحِ قِمَّةِ الهَواءْ ،
                      تَمحو عن الطَّبْشُورِ أَلْفَ بَسْمَةٍ
                      وتُطفِيءُ القِنْديلْ !
                      يا "شارِعَ المُلوكِ" يا سُجَّادَةَ الصَّلاةْ !
                      تَلُفُّكَ البِلادُ تَحتَ إِبْطِها ..
                      لكي تَمُرَّ زَفْرَةً ، من "الحِجازِ" سِكَّةُ الحَديدْ !
                      تُزيلُ دَمْعاً أَزْرَقاً عن وَجْنَةِ البِحَارْ
                      تَعْتَذِرُ الشُّموسُ في "حَيفا" عن النَّهارْ
                      فَدِيْكُها مَريضٌ ..
                      وفَجْرُها مَأْسُورْ .
                      أَلقَوا على "حَيفا" خُطىً كثيرَةً فما أَصابُوا مَسْرَبيْ !
                      وجَمَّعُوا أَشلاءَ ظِلِّيْ عن رَصيفِ "شارِعِ المُلوكْ" .
                      من آخِرِ الزَّمانِ جِئْتُها ومن وَراءِ ساحِلِ الدُّجَى ،
                      مُنَقِّباً عن مَلجَأٍ لِنَبْضِ قَلبٍ وارِفٍ
                      وحِفْنَةٍ من ظِلِّها
                      لَعَلَّها !
                      لَعَلَّها ؟
                      مُنَقِّباً عن رَشْفَةٍ من "كُلِّها" !!
                      مِنْها أَنا ..
                      ومِنْ بَقايا جَسَديْ ذاكِرَةُ الدِّماءْ !!
                      -17-
                      قَرْنا غَزالٍ ساذَجٍ على جِدارِ بَيتيْ
                      لِلَحْمِهِ طَعْمٌ ذَكِيٌّ سابِقٌ
                      وأَجْمَعُ الأَصدافَ كي أُوْقِدَ سِراًّ آخَراً
                      وحاوِياتِ روحِ عيدانِ الثَّقابِ الخاوِيَهْ
                      بِطاقَةً جَميلَةً جاءَتْ لتَدْعوني لأَعراسٍ أَبَتْ أَنْ تَعْقِدَ القِرانْ !
                      طَوابِعي القَديمَهْ .
                      رَسائِلي الحَليمَهْ .
                      في حَوْزَتي كَمَا تَرى ، بَحْرٌ من المُناسَباتِ السَّابِقَهْ !
                      يَقْذِفها الرَّحيلُ فوقَ أَلْفِ عُمْرٍ سابِقٍ .
                      فَهَل يَمُرُّ من هُنا "آمُونْ" ؟
                      أَوزَوجَةٌ تَبْحَثُ عن "آمُونْ" ؟
                      أَو صاحِبُ الجَّلالَةِ "الطَّاعونْ" ؟!
                      جَمَعْتُ عُمْراً نافِذاً
                      في حَوْزَتي كَمَا تَرى ، بَحْرٌ من المُناسَباتِ السٍّابِقَهْ .
                      مَدائِنيْ ، أَرواحُ أَهلي النَّافِقَهْ .
                      لَحنٌ وأَلْفُ عازِفٍ وذِكْرَياتُ نَايْ !
                      هيَ الهِواياتُ التي لَيْسَتْ تُفيدُ مَيِّـتًا ... سِوايْ !!
                      -18-
                      لِبَحْرِها أَو شاطيءِ البَحرِ وُلِـدْ !
                      وكُلُّ ما يَمْلِكُهُ شَعْبٌ كثيرٌ
                      وَاحْتِراقٌ في الكَبِـدْ !
                      مُحايِداً لا يَدَّعي سِواها ..
                      يُقيْمُ مِثْلَ الوَرْدِ في شَذاها ..
                      مُجاوِراً سَفينَةً من خَشَبٍ ،
                      صَغيرَةً ،
                      وَفِكْرَةً حُبْلى .. تَلِـدْ !
                      في يَدِهِ يَداها ..
                      ماضٍ من الصَّفيحِ يَسْتَرِدُّهُ من آسِرٍ رُؤاها ..
                      وَ "زَنْزَلَخْتُ" قَلبِهِ كَمِعْطَفٍ على خُطى رَصيفِها
                      هُوِيَّةً مَقْتولَةً في غُرْبَتَيْها تَرْتَعِـدْ !
                      "أَمْنِيْزِيا" ...
                      فهَل يَتُوهُ طَيْرُهُ المُهاجِرْ ؟
                      وهل تَموتُ هذِهِ المَقابِرْ ؟
                      يا ضائِعاً في عاشِرِ الفُصولْ
                      هذا اللِّسانُ يَعْتَريكَ كلَّ يَومٍ مَرَّةً !
                      وحُرَّةٌ تُذيْبُ في مَسْرى دِماكَ حُرَّةً !
                      آنَ الأَوانُ صاحِبيْ لِسِرِّكَ المُهاجِرْ !
                      آنَ الأَوانُ سَيِّديْ كي تَجْتَهِـدْ !!
                      -19-
                      عَزاءٌ قَليلٌ لهذا الحَبَقْ !
                      وبَعْضُ حَريرِ الدُّوارِ لِنَجْميْ
                      ورَجْمي لِرَجْميْ
                      وشُرْفَةُ حِبْرٍ لهذا الأَرَقْ !
                      تَسيرُ البِحارُ ولَحْميْ ضَريرْ
                      تَسِيْرُ .. تَسِيرْ .
                      وسِكِّينُ "حَيفا" طَمُوحٌ فَتِيٌّ
                      وقَلبي على شاطِئَيْها صَغيرْ .
                      لِ "حَيفاءَ" شَطٌّ كَثيرٌ .. كَثيرْ .
                      وبَعْضُ الحَياةِ وبَعْضُ الغَرَقْ !!
                      -20-
                      وَلتَفْتَحي بابَيْكِ يا "حَيفا" قَليلاً ،
                      أَغْلِقي جَفْنَيْكِ كي يَصْحو المَنامْ !
                      سالَتْ دُروبُ المَوجِ صَوْبَ قَمحِنا
                      تَسَرَّبَتْ ليلاً إلى بيتِ الحَمامْ !
                      مَقْروءَةً كصَرخَةٍ ،
                      غامِضَةً كَآهْ !
                      وجائِعُ الدَّرْبَيْنِ يمشي ماضِغاً خُطاهْ !
                      وقاضِماً عَصاهْ !
                      ومِعصَمَ السَّلامْ !!
                      [/gdwl]


                      ( يتبع ... ! )
                      التعديل الأخير تم بواسطة د. نديم حسين; الساعة 27-04-2010, 18:09.

                      تعليق

                      • د. نديم حسين
                        شاعر وناقد
                        رئيس ملتقى الديوان
                        • 17-11-2009
                        • 1298

                        #56
                        أحبائي
                        سأكمل نشر هذا العمل هنا حتى يكتمل بإذن الله ، امتثالا لطلب بعض النقاد .
                        شكرًا وإلى لقاء

                        تعليق

                        • د. نديم حسين
                          شاعر وناقد
                          رئيس ملتقى الديوان
                          • 17-11-2009
                          • 1298

                          #57
                          لامارتين .. حيفا .. وأنا

                          [gdwl] [/gdwl][gdwl][/gdwl][gdwl]
                          تتمة ( لامارتين .. حيفا .. وأنا )
                          د. نديم حسين



                          -21-
                          عَزاءٌ كثيرٌ لهذا الشَّبَقْ .
                          وَ "حَيفا" غُروبٌ لشَمسِ البَقاءْ !
                          مساءٌ وَيَشْرَبُ كأْسَ انطِفاءْ .
                          مَساءً .. مَساءْ !
                          -22-
                          يا عَتْمَةً عِطْرِيَّةً
                          لَفَظَتْ قُشورَ اللَّيلِ عن نَومِ الزُّهورْ !
                          ذُوْبي كَشَمْعٍ تافِهٍ
                          أو فاهْبِطي مِثْلَ البُذورِ على أقانيمِ الصُّخورْ !
                          أَو حاوِلي طَبْعَ الضُّمورْ !
                          لِنَكونَ آخِرَ "مِيْـتَةٍ أُوْلى" .. تَثُـورْ !!
                          -23-
                          يا فارِهَةَ الأَحزانِ وصاحِبَةَ الغَضَبِ الرَّاضيْ !
                          يا شاخِصَةً كالشَّاهِدِ في غَدِها الماضيْ !
                          يا طالِعَةً نحوَ القاعِ المَغْموسِ
                          بِزَيْتِ القِنديلِ الفاضِيْ !
                          يا وَجْهاً آخَرَ للأشياءِ ،
                          نُبوءَةَ دَغْمٍ لِلأَشلاءِ
                          "وعَدْلَ" الرَّشْوَةِ حينَ تَنالُ الرَّشْوَةُ من فِكْرِ القاضِيْ !!
                          مَنْ مِثْلُكِ يَسْتَلُّ الوَطَنَ النَّظَرِيَّ حَليباً
                          من ثَدْيِ "الضَّادِ" ؟
                          أو يَعْصُرُ أفكارَ زِناديْ ؟!
                          -24-
                          نَوافِذي تَنْظُرُ عَبْرَ صَمْتِها لِلخارِجْ .
                          ساءَلْتُها عن سِرِّها فَقالَتْ :
                          مِنْ "خارِجٍ" يَدْخُلُ دَوْماً قاتِلٌ أو سارِقٌ
                          ويَدْخُلُ "الخَوارِجْ" !
                          أو غَزْوَةٌ قَدْ تُنْزِلُ الغُزاةَ في أحْداقِنا
                          عن مَدْفَعِ البَوارِجْ !!
                          -25-
                          لا تَغْرَقوا !
                          قالوا لَنا .
                          بَعْدَ الغُروبِ بِرُبْعِ غَرْبٍ – مُطْرِقينَ- وَشَرَّقُوا !
                          مَطَرٌ يُصالِحُ تُرْبَةً
                          ويَرُشُّ بَرْداً قادِمًا مِنْ ثَلجِهِ المِزِّ البَعيدْ !
                          ويَصوغُ بَحْراً أزرَقاً مَنْ رِحْلَةِ النَّهْرِ القَعيدْ !
                          كي يَزْرَعَ الأَوهامَ في صَلَفٍ
                          على شَفَتَيِّ بِيْـدْ !!
                          لا تَغْرَقوا !
                          قالوا لَنا .
                          فَتَحوا البِحارَ وَشَرَّقوا !!
                          -26-
                          في مَضْجَعِ الدَّواءِ يغفُو مَوتُكِ القَتيلْ !
                          ويَرْسِمُ الأبوابَ كي أخرُجَ من غَيْري .. وَمِنِّيْ !
                          هل صادَروا أقفالَ بابِ منزِلي ،
                          لكي أنامَ عارِياً على رَصيفِ قلبِكِ البَخيلْ ؟
                          مَنْ ليْ بنَبْضَتَينِ تَشْرَبانِ ماءَكِ البَليلْ ؟
                          وأنتَ يا حَبيبَها ،
                          هلِ استَساغَكَ الرَّصيفُ يا نَقيضَ ظِلِّهِ ؟
                          ثَوبًا على أسمالِ جِسْمٍ مُنْهَكٍ ،
                          بيتاً مِنَ البُخارْ ؟!
                          إقامَةً مُطْفَأَةً مِنْ نارْ ؟
                          يا عارِيَ الفُؤادِ قُلْ ..
                          يا راسِمَ الخَرائِطِ المُكَيَّفَهْ !
                          لِساكِنِ المَدائِنِ "المُحَيَّفَهْ" !
                          يا تائِهي المِغوارْ !!
                          -27-
                          مُتَلَبِّساً بِبِلادِهِ ،
                          وبِنِعْمَةِ الذَّوَبانِ في فِنْجانِ حَسْرَتِها .. خَدَرْ !
                          هذا البَعيدُ يُزيحُ عن رَشْفاتِها طَعْمَ الإِبَرْ !
                          مُتَأَنْسِناً مِنْ نَحْلِها ،
                          مُتَوَرِّطاً في شَهْدِ إِمعانِ النَّظَرْ !
                          هذا المُدانُ بأَنْ رَآها عارِيَهْ
                          في كُلِّ مَيْدانٍ تَموتُ على قَمَرْ !
                          مُتَشَرِّداً وَمُشَرِّداً أَسْمَتْكَ ،
                          قائِمَ خَيْمَةٍ ،
                          وهُطولَ خِنْجَرِها على بَدَنِ السَّفَرْ !!
                          -28-
                          تَتَوَكَّأيْنَ على مُدى إِطْراقِنا
                          قَبْضَ اللَّيالي النَّاعِسَهْ !
                          تَتَوَضَّأينَ قُبَيْلَ إشْراقِ الصَّلاةِ الخامِسَهْ !
                          فَكُلِيْ مَريْئاً .. لُقْمَةَ القَلبِ .. الخَلاصْ .
                          باضَتْ رُؤاكِ يَمامَةٌ رَقَدَتْ على صَحْنِ الرَّصاصْ .
                          ذابَتْ نَوافِذُكِ الكَثيرَةُ في لَياليكِ الكَفيفَةِ ،
                          وانْتَهَتْ كُلُّ النُّجومِ الحارِسَهْ !
                          ورَمَيْتِ نَظْرَتَكِ المُجَبَّصَةَ الخُطى ..
                          حَوْلَ اعتِرافاتِ القَطا ..
                          شَلَلاً على عُكَّازِ مَشْهَدِكِ الكَسيرْ !
                          وكَثيرَةٌ جُدرانُنا ، فَلْتُنزِلي نَهَمَ الرَّحيلِ عَنِ الأَسيرْ !
                          فَ "قُرَيْشُ" تَذْرِفُ لِلخَوابي مَوْسِماً مِنْ لَيْلَكٍ ،
                          ما أَذْعَنَتْ لِدُروبِ ناظِرِها الضَّريرْ !
                          طُرُقُ الفُؤادِ كَثيرَةٌ وَوَثيرَةٌ نَبَضاتُهُ ،
                          لا تَتْرُكيني ذاهِباً أو آيِـباً أو ذائِباً في ماءِ حَسْرَتِكِ النَّميرْ !
                          وَتَوَكَّأيْ ، إِنْ ماطَلَتْ خَمْسٌ ، على حَدْسِ الصَّلاةِ السَّادِسَهْ !
                          وَلْتَعْصُري ضَرْعَ اللَّيالي ، أُمَّـنا ،
                          حُلُماً لأَسنانِ الحَليبْ !
                          وَلْتَقْطُفي رَجُلاً أَخيراً عن مَواعيدِ النَّفيرْ !
                          مُتَلَبِّساً بِبِلادِهِ ،
                          وَمُحاصَراً بِالحُزْنِ والزَّمَنِ الفَقيرْ !
                          سَقَطَتْ عن الشَّجَرِ الكَثيرِ ظِلالُ شَمْسٍ يابِسَهْ !!
                          -29-
                          أَنظُرُ من "حَيفا" إلى ما قَدْ تَبَقَّى مِنْ وَطَنْ !
                          أرى أقاليماً تُقيمُ حَفْلَها السَّاهِرَ في ظِلِّ الكَفَنْ !
                          بِعَيْنِ شُبَّاكي أرى كُلَّ البِحارِ نائِمَهْ .
                          تَقَدَّمَتْ بِحارُنا في سِنِّها .
                          تَقَدَّمَتْ في مِلْحِها .
                          يا مَوْجَتي ،
                          يَرميْكِ عُمْقٌ في زُنودٍ حالِمَهْ .
                          يَحْميكِ فيـْلٌ واقِفٌ فَوقَ فَنَنْ !!
                          -30-
                          "أَقولُ" .. كي تَرانـِيْ
                          أَوَّلَ "حُـبٍّ ثانِيْ" !
                          أَعلُو لِكي تَرتَطِمَ الظِّلالُ يوماً ما بِوَجهِ الصَّخْرِ ،
                          هَلْ تَنْكَسِرُ الظِّلالْ ؟
                          لَيْلاً يَنامُ فارِقٌ ما بينَ قامَةٍ وَظِلِّها
                          وَعابِرٍ إلى احمِرارِ قَلبِهِ من صُفْرَةِ التِّلالْ !
                          سِكِّينُ روحٍ تَرْتَمي في هَيْكَلٍ عَظْمِيّ .
                          وَروحُنا النَّزيفْ .
                          وَعَقْلُنا الرَّغيفْ .
                          تَلَكَّأَ الحَقْلُ آلَّذي يَطْبُخُهُ فَلاَّحُنا لِصائِمَهْ !
                          وَساوَمَتْ عاطِفَةٌ ،
                          تُلْقِـي على أَسْماعِ صُمِّ أُمَّـةٍ بِاللاَّئِمَهْ !
                          تَبوحُ مِنْ خَلْفِ اللِّثامِ بِالحَبيبِ وَالصُّدورِ الشَّاغِرَهْ .
                          كَمْ قِطَّةً تَمْلُكُ روحيْ يا تُرى ؟
                          تَساءَلَتْ !
                          هل تَنْطَوي روحي على احتِمالِ أُقحُوانِها ؟
                          تُلْقي بِهِ فوقَ الَّذي أَرْدَيْتـُهُ بِلِسانِها !!
                          فَلتَخْلَعوا ظِلالَكُمْ كي تَسْتَحِمُّوا مَرَّةً أو نِصْفَ مَرَّهْ !
                          وَلتَخلَعوا أَجسادَكُمْ كي تَهْرُبوا بِخِفَّةٍ ،
                          بُحَيْرَةً ،
                          تَمَخَّضَتْ عن نِصْفِ جَرَّهْ !!
                          رَبِّيْ أَدِمْ "حَيفا" شَظايا نِعْمَةٍ مَنْقوصَةٍ .. وَدائِمَهْ !!
                          "أَقولُ" .. كي تَرانـيْ .
                          أَوَّلَ "حُبٍّ ثانِـيْ" !
                          -31-
                          أَمْتَـدُّ فوقَ يَقْظَةٍ تَقومُ من مَنامِيْ .
                          أَنْسَلُّ من أَزِقَّةٍ مُصابَةٍ بالرَّبْوِ والحُسامِ .
                          مُبْتَلَّةٍ بِخُطْوَةٍ غَريبَةٍ ،
                          كُحْلِيَّـةِ القَوامِ .
                          أزِقَّةٌ عَلَّقتُها على خُطايَ عَلَّها تَجِفّ .
                          ناصَفْتُها الحَديدَ في دَمِيْ ،
                          لَعَلَّ قَيْدَها يَخِفّ .
                          أَو تُثْـقِلُ السَّماءَ بِالمَكْسورِ من أَجنِحَةِ اليَمامِ .
                          أَسيرُ فوقَ غَيمَةٍ حتى أَصِلْ .
                          أَقْرِضُ دَرباً مُوْصِلاً لتُربَةِ الأَحلامِ
                          لكي يَذوبَ عن صِفاتِ خيمَتي رَحيلُها
                          أُصيبُها بِنَكْهَةٍ تَذْرِفُ فوقَ حَقْلِها سنابِلاً
                          ونَغْمَةً تَأْوي إِلى شَيءٍ يُشابِهُ الوَتَرْ !
                          خَيطاً وَيُشْفي ثَوبَها من حُلْمِهِ العاري ،
                          وآلافِ الإِبَرْ .
                          لَعَلَّهُ ،
                          فُوَيْقَ حَبْلِ سُرَّتي يُراقِصُ الآتِينَ من سَلامِيْ .
                          أَسِيْرُ تَحْتَ غيمَتي كَغَيمَتي وَحيداً
                          لكنَّني لِمَرَّةٍ وَحيدَةٍ .. أَسيْرُ لِلأَمامِ !!
                          -32-
                          هِيَ وَرْدَةٌ أُخرى ويَنْدَلِعُ الرَّبيعْ .
                          هِيَ شَهْـقَةٌ أُوْلى ،
                          وتَرْتاحُ المَشِيْمَةُ من مَخاضاتِ الرَّضيعْ .
                          وَعِبارَةٌ تُلْقي تَحِيَّتَها على صَيْفٍ لِيَحْتَرِقَ اللِّسانْ !
                          سُبُلٌ وتَرْفَعُ للجِبالِ سَلامَها وعُلُوَّها
                          كُتُبٌ مُعَتَّقَةٌ وتَرْمي فَوقَ كاهِلِ فِكْرَةٍ ثِـقَلَ الرَّحى
                          ومُداخَلاتِ البَيْلَسانْ !
                          دَمْعٌ ويَسْتَرِقُ الحَرارَةَ في دَمِيْ
                          هذي البِلادُ سَتَقْتَفيْ آثارَ لَوْعَةِ عاشِقٍ ،
                          لِيُقالَ يَومَ نَثيْرِها :
                          عَثَرَتْ على خُطُواتِهِ حتَّى تَضِيعْ !
                          هيَ مُدْيَةٌ ،
                          وَيَغُضُّ طَرْفَ نَزيْفِهِ عن راحَتَيْها الصَّولَجانْ !
                          نَصٌّ يُعاني ما يُعانيْ .
                          نَصٌّ تُواسِيْهِ المَعانِيْ .
                          غَبَّ البَلاغَةِ – وَالسَّرائِرُ راقِصاتٌ عارِياتٌ –
                          في سُدَى الحِبْرِ الخَليعْ !
                          هِيَ هذِهِ اللُّغَةُ الَّتي أَلْقَتْ بِرَعْشَتِها على زِنْدِ الوِحامِ !!
                          -33-
                          رَطْبٌ كَماءِ الوَجْهِ ، شِبْهُ مَشيْمَةٍ لا يَحْتَفي بِقُدومِها أَحَدٌ ،
                          قَتيلُ بِلادِهِ ، يَمشي كَخُطوَتِهِ وراءَ جَنازَةٍ كَحَياتِهِ ، مُتَأَخِّراً
                          يأتي كَعادَتِهِ ، تُوَبِّخُهُ من التَّابوتِ جُثَّـتُهُ كثيراً ، ثُمَّ خَلْفَهُ
                          تَخْتَفيْ !
                          كقَصيدَةٍ تُلْقي الوُعودَ على الوُعودِ وَلا تَفيْ !
                          تَرْتَدُّ عن جَسَدِ الوُجودِ وبِالبَلاغَةِ تَكْتَفيْ !
                          عَذْبٌ كَمَوَّالٍ شَآمِيٍّ تَوَسُّلُها ،
                          حَزينٌ كَ "الفُرَاتِ" ، مُراوِغٌ كالدَّمْعِ وَ " الخِلِّ الوَفِيْ " !
                          يا ظَبْيَةً رِيْحِيَّـةً تَنْجو بِطَلْعِ جِهاتِها نَحوَ السِّهامِ !!
                          -34-
                          حِفْنَةُ ريحٍ كُلُّ ما تَحتاجُهُ مَدينَةٌ من وَرَقٍ ،
                          شَرارَةٌ من أَلَقٍ ،
                          تَرْقى بِها أَو تَشْتَعِلْ !
                          في روحِ دُورِيٍّ قَتيلٍ ،
                          بَيْدَرٌ ،
                          يَرْفَعُ عن رَغيفِكُمْ زُؤانَهُ الكَسيحْ .
                          وَدَمعَتانِ من دَمٍ إِذا بَكَتْ كَفُّ "المَسيحْ" .
                          وكُلُّ ما تَطْلُبُهُ مَدينَتي ،
                          دِيْـكٌ على أَحْلامِكُمْ يَصيحْ .
                          يا نائِمينَ في عُيونِ طِفْلَةٍ ذَبيحَةٍ ،
                          وسابِحينَ في فَضاءِ مَوْتِها الفَسيحْ .
                          هَلْ تَرْفَعونَ شَفْرَةَ اللَّوْمِ المُريحِ عن دَمِ المُلامِ ؟!
                          -35-
                          ما المَوْجُ إِلاَّ سَجْدَةٌ بَحْرِيَّـةٌ قَبْلَ الصَّلاةِ المالِحَهْ .
                          ما صُنْتُها – مِقْدارَ كِسْرَةِ خُبْزِها-
                          ما زُرْتُها – ضَمَّاتِ أُمٍّ طِفْلَها –
                          ما نِلْتُها إِلاَّ ذَهاباً من رَصيفٍ للرَّصيفْ .
                          قَرَأَتْ على قَبريْ قَليلاً من خَريفْ .
                          وَتَلَتْ على مَرْمى حَياتي "الفاتِحَهْ" !!
                          قَبْلَ الصَّلاةِ المالِحَهْ .
                          لَو أَنَّها ما أَدْخَلَتْ خِدْرَ التُّمورِ عَدايْ .
                          ذَبَحَتْ على نَغَمٍ عِراقِيِّ الرُّؤى مَعْزوفَتَيْنِ وَنايْ .
                          وكَأَنَّها وَلَدَتْ على كَفِّيْ هُموماً فادِحَهْ .
                          وأَنا الكَبيرُ .. أَنا الصَّغيرْ .
                          وأَنا المُشَرَّدُ والأَميرْ .
                          وَنَبيلُها "النَّذْلُ" الحَقيرْ .
                          وَخُطًى على النَّظَرِ الضَّريرْ .
                          طُرُقٌ على دَمِها تَسِيرْ .
                          وَأَنا .. أَنا !
                          وَالعِطْرُ في وَرْداتِها كَضَميرِها ،
                          هل يَفْقِدُ الزَّهْرُ الضَّميرْ ؟!
                          سَفَراً إِلى وَطَنِ الطُّيورِ الجَّارِحَهْ .
                          أَو مَنْزِلاً يَرْوي حِكايَتَهُ لِنافِذَةِ المَدى عَبْرَ الرُّكامِ !!
                          -36-
                          يا فِكْرَةً تَحْلو إذا جَعَلَتْكَ من لَحْمٍ ودَمْعٍ وانتِظارْ !
                          نَضَجَتْ ظِلاليْ فاسْتَظِلِّي ،
                          واستَهِلِّي بالصِّيامِ عن التَشَظِّي وَجْبَةَ الإفطارْ !
                          أَمْضي إلى أُعجوبَةٍ تَسْتَلُّني من قَيْدِ "عـادْ" !
                          وَ "سَيِّـدٍ" يَعودُ من صَليبِهِ ،
                          ما بَينَ أَلْفِ تائِهٍ وخُطْوَةِ البِلادْ !
                          وكَفُّهُ على جَبينِ فِكْرَةٍ تَهْوي ،
                          حتَّى يَذوبَ الماءْ !
                          تُصيبُها ذاكِرَةُ المَساءْ ،
                          وتَنطَلي كالبَرْقِ أَو كالمُنْتَهى على احتِضارِ فِكْرَةٍ ،
                          وتَنْجَلي كالسِّـرِّ حينَ يَسْكَرُ المُثَنَّى ،
                          وتَجْلِدُ الجَلاَّدْ !
                          وعِندَما أُطارِحُ الغَيْماتِ أَفكارَ الشِّتاءْ
                          يَقولُ شُبَّاكي خَريفًا
                          رَيْثَما يَهوي عن الأَشجارِ صَمْتًا أَو نِداءْ !
                          وَرَيثَما أَنْضَحُ من أَرضِ الإِناءْ !
                          كقَطْرَةٍ من صَحْوَةٍ تَنْسابُ فوقَ غَيمَةٍ تَنامُ في مَناميْ .
                          يا شارِعي الَّذي يَسيرُ وَحْدَهُ
                          يا "شارِعَ المُلوكِ" والإِماءِ والآلامِ !!
                          -37-
                          دَهْرانِ من عَواطِفٍ مَهْموسَةٍ ،
                          وبُرهَةٌ صارِخَةٌ تَكْفي الوَطَنْ !
                          ما بالُكُمْ ،
                          تَرْمُونَ فَوقَ وَقْتِنا أَلْفَيْ كَفَنْ ؟!
                          -38-
                          جَرَسٌ لِصَمتٍ نائِمٍ خَلْفَ المَنامْ .
                          خَرَسٌ لِدَمعَةِ عابِدٍ
                          صَوتٌ لِسابِعِ صامِتٍ
                          حَرَسٌ لأَجنِحَةِ السَّلامْ !!
                          من زَفْرَةٍ ،
                          طارَتْ كَعُصفورٍ لَوى بِالصَّمْتِ حُنجَرَةَ اللِّجامْ !
                          فَرَسٌ ... لكَي يَصْحو الكَلامْ !!
                          وعَقارِبٌ تَسْعى على لَسْعِ الزَّمَنْ !
                          -39-
                          تَهْتَزُّ فَرائِصُ هذا العالَمُ من خَوْفِكْ !
                          هل يَنْبُعُ لَونُ العَتْمَةِ من جَوْفِكْ ؟
                          زارَتْكَ الجَّنـَّةُ لَيْلاً ،
                          نَبَضَتْ حُلُمًا لِتُحَقِّـقَهُ ..
                          عاجاً يَتَنَفَّسُ في صَدْرِكْ .
                          أَمواجاً تُسْلِمُ أَعماقَ الرُّؤيا لِغَريقْ .
                          وَاللُّؤلُؤُ في قاعِ المَوتِ المَقْتولِ يُفِـيقْ ..
                          بَحْراً جَمـًّا .
                          وتُزَيِّنُهُ سُفُنٌ حُرِقَتْ في حَلْـقِ مَضِيقْ .
                          يا مَدْرَجَ قَلْبٍ مَقْصوفٍ ، قُلْ ليْ :
                          هل رُدِمَتْ حُفَرٌ في كَفِّكْ ؟
                          كي تَهْبِطَ هابِطَةٌ أُخرى في مَنْزِلِ قَلبِكْ ؟!
                          هل يَرْمي اللَّيلُ "شَراشِفَهُ" فَوقَ السَّماءِ لكي أَراها عارِيَهْ ؟!
                          هل بَعْضُ حَقِّكِ يا أَميرَةُ أن تَكوني جارِيَهْ ؟
                          زَمَنٌ ظَلامُهُ قارِسٌ ،
                          رَجُلٌ يُضيءُ رِياحَهُ خَلْفَ انقِصافِ الصَّارِيَهْ !
                          غُرَفٌ ستَخْرُجُ من رَحيليْ عَن فَمِيْ .
                          لأَِبُوءَ بالقَلبِ الذَّريعِ وصَمْتِهِ .
                          وخُشوعِهِ المَقلوعِ من قَلبٍ وَثَنْ !!
                          -40-
                          ما ذاكَ لَكْ
                          لَمْ يُعْطِهِ عَمٌّ ولا خالٌ ولا مَنْ "خَلَّفَكْ" !
                          مَنْ أَوْرَثَـكْ ،
                          يا ابنَ السُّدى ، يا مَيِّتيْ ما لَيسَ لَكْ ؟!
                          وَطَنٌ تَبيعُ شَبابَهُ
                          دِيْنٌ وَتَكْسِرُ بابَهُ
                          شَرَفٌ وَتَقْلَعُ نابَهُ
                          يا "تَحْتَ صِفْرِ الأَرضِ" ، قُلْ لِيْ :
                          هَلْ سَتَبْقى رابِحاً إِنْ بِعْتَها ،
                          وَبِلا ثَمَنْ ؟!
                          [/gdwl]

                          ( يتبع ... ! )
                          التعديل الأخير تم بواسطة د. نديم حسين; الساعة 28-04-2010, 09:03.

                          تعليق

                          • نضال يوسف أبو صبيح
                            عضـو الملتقى
                            • 29-05-2009
                            • 558

                            #58
                            د. نديم حسين
                            أسعد الله جميع أوقاتك
                            وسلمت يداك
                            قرأت هذا الجزء أيضًا
                            وهو لا يقلُّ جمالاً عما سلف
                            ولا اتِّصالاً بهما

                            دمتَ متالقًا
                            تحياتي

                            تعليق

                            • د. نديم حسين
                              شاعر وناقد
                              رئيس ملتقى الديوان
                              • 17-11-2009
                              • 1298

                              #59
                              شاعر القدس نضال يوسف أبو صبيح
                              أشكر لك مثابرتك ومتابعتك لهذه المطولة ، أرجو أن تنال إعجابك ، وإنني ما زلتُ أنتظر قصيدتك التالية !
                              دمت بألف خير .

                              تعليق

                              • د. نديم حسين
                                شاعر وناقد
                                رئيس ملتقى الديوان
                                • 17-11-2009
                                • 1298

                                #60
                                لامارتين .. حيفا .. وأنا

                                [gdwl] [/gdwl][gdwl][/gdwl][gdwl][/gdwl][gdwl]
                                تتمة ( لامارتين .. حيفا .. وأنا )
                                د. نديم حسين
                                -41-

                                مَدينَةٌ مُهَذَّبَهْ
                                طَيْفٌ مُصابٌ باحتِمالاتي وأَرضٌ ضاعَفَتْ أَسماءَها .
                                حَمامَتانِ حَوْلَ قَلبِها ،
                                وفَوقَها نَمَتْ سَحابَةٌ مُعَذَّبَهْ .
                                أَشجارُها مَفقوءَةُ الفَضاءِ تَحْمي ظِلَّها مِنْ قَيْظِ "آبٍ" كافِرٍ ،
                                وناضِجٍ مُغامِرٍ ،
                                وظِلُّها يَغْلي على نارٍ تُصيبُ رُوحَها
                                قُضاتُها ذابُوا فَما تَكَلَّمَتْ !
                                رُماتُها غابُوا فَما تَأَلَّمَتْ !
                                لكِنَّها تَحْكي وَتَبْكيْ فِكْرَةً ، رُغْمَ حُضورِ زَوْجِها تَرَمَّلَتْ !
                                بَرِيْئَةً أَو مُذْنِبَهْ .
                                سارَتْ على شَوارِعٍ مُسافِرَهْ
                                ولازَمَتْ أَكواخَها المُغادِرَهْ
                                وبَسْمَةٌ رَقيقَةٌ ومُرْعِبَهْ .
                                ضاقَتْ بِها آفاقُها ، فَمارَسَتْ عاداتِها في السِّعَةِ المُعَلَّبَهْ .
                                مَدينَةٌ مُهَذَّبَهْ
                                تَسْتَفْرِغُ الأَرحامَ فَوقَ أَهلِها
                                ما أَنجَبَتْها مُنْجِبَهْ
                                لكِنَّها مَدَّتْ أَكُفَّ نَسْلِها لِهاجِسٍ يُدْعى الوَطَنْ !!
                                -42-
                                صَدَقْتِ ،
                                فَلا دُخانَ بِلا هَوى "حَيفا"
                                وَلا "حَيفا" بِلا عُودِ الثِّـقابْ !
                                قَلِـقْتِ ،
                                فَلا أَمانَ بِلا رِضى مَوْجٍ يُؤَرِّقُني ،
                                يُذَكِّرُني بِبَرٍّ ما ذَوى خَلْفَ النِّقابْ !
                                وَلا "حَيفا" بِدُونيْ
                                وشَرْشَفِ نَظْرَةٍ يَهْوي عَلَيْها مِنْ عُيونيْ !
                                مَتى سَيَكُفُّ عَن عاداتِهِ هذا السَّرابْ ؟!
                                -43-
                                سأَغوصُ في ماءِ الدُّروبِ ،
                                أَطيرُ عن ريشِ الحَمامَةِ نَدْهَةً
                                فَعَساهُ يُنقِذُني من الأَمواتِ بَوْحُ هَديلِها ،
                                وَرْداً على سَطْحِ الحُروبْ !
                                مِلْحاً على شَفَتَيِّ "حَيفانا" يَذُوبْ !
                                يا رَبَّةَ الإِبْحارِ نامَتْ زَلَّـةٌ ،
                                فَمَتى تُرى تَغْفو على كَتِفيْ الذُّنوبْ ؟!
                                أَو نارٌ اعتَنَقََتْ سُدى خَشَبِ الصَّليبِ
                                وَأَغْفَلَتْ ما قالَهُ المَصْلوبْ !!؟
                                -44-
                                بِلاديْ كَثيرَهْ .
                                تَموتُ وَتُوْرِثُ صَباًّ حَصيرَهْ .
                                وَلَسْتُ فَقيراً ،
                                ولكِنْ بِلادُ الخُيولِ فَقيرَهْ !
                                فَذاتِيْ تُحالِفُ ذاتِيْ على كُفْرِ "لاتِيْ" .
                                وذاتِيْ تُحالِفُ "لاتِيْ" على مُوْبِقاتِ ابنِ عَمِّيْ .
                                تُرَانا أَنا وَابْنُ عَمِّيْ نَعُبُّ الخَطايا
                                وَلَسْنا بِأَمْرِ النَّزيفِ نَتُوبْ !!
                                -45-
                                يَقينُكِ شَكَّ بِأَنَّكِ مِنِّيْ .
                                وَأَنَّكِ بَعْدَ النُّضوجِ هَوَيْتِ
                                كَظِلِّ المَوانِيءِ عَنْها وَعَنِّيْ .
                                وأَنَّكِ هذي البِلادُ الحَلُوبْ !!
                                -46-
                                يا جارَةَ البَحرِ الَّتي تُشْعِلُ كُلَّ عُرْيِها
                                لِتَمنَحَ الدِّفءَ لأَزْواجِ الشَّمالْ !
                                تُطِلُّ من مِرآةِ ليـلٍ نائِـمٍ
                                يَغْفو على أَحلامِهِ يُعْسُوبْ !!
                                -47-
                                وَ "حيفا" .. أَبْيَضُ الأَلوانِ في لُغَتي
                                وقِنديلٌ كَبا ،
                                فابْتَـلَّ من ماءِ الغُروبْ !
                                أُمارِسُ كُلَّ أَعيادي
                                أُدَلِّـلُ لَحْظَةً أُخرى
                                أَسوْقُ حِيادَها الأَعمى مِثالاً أَصْفَراً جِداًّ
                                على مَوتِ الدُّروبْ !!
                                -48-
                                مُبَكِّراً ، يَقومُ من أَحلامِهِ
                                شِبْهَ النَّدى ،
                                جَمالُها !
                                يَقُضُّ أَنفاسَ الرِّياحْ
                                يَجْلِدُها بِخافِقِ الجَّناحْ
                                جَمالُها !
                                قَدْ يَصْفَعُ الرِّيحَ بِها لِيَعْلو ..
                                لا تَمْلِكُ الرِّياحُ خَداًّ أَيْمَناً
                                تُديرُهُ لِمَنْطِقِ الرِّماحْ .
                                جَمالُها !
                                قَدْ يُشْعِلُ المِدْفَأَةَ السَّمحاءَ في جَهَنَّمْ .
                                فالبَرْدُ في بِلادِها طُقوسُهُ تَجَهَّمَتْ ،
                                وثَلْجُهُ تَجَهَّمْ .
                                والعُشْبُ يَحني زَوبَعَهْ .
                                والفِكْرَةُ الباسِقَةُ العَميقَهْ
                                تَلاطَمَتْ في زُرْقَةٍ طَليقَهْ
                                مُبَكِّراً يَنْهَضُ من أَوهامِهِ
                                جَمالُها .
                                يَغْزِلُ شَمْساً ، صَيفُها يأويْ لِظِلِّ قُبَّعَهْ !!
                                -49-
                                في الصَّحراءِ قَد تَسْتَذْكِرُ الخَرساءُ إِسْمَكْ .
                                في الصَّحراءِ قَد تَسْتَجْمِعُ الواحاتُ قَلْبَكْ .
                                تُعيدُ الوُجوهَ لِبَعضِ الوُجوهْ .
                                تَتوهُ لكي تُعاصِرَها ،
                                وفي دَمِها تَتوهْ .
                                في الصَّحراءِ تَطْفَحُ سَلَّـةٌ سِـعَةً ،
                                وتَفْهَمُ لَوْنَها لُغَةُ الخَجَلْ .
                                تُناقِضُها كَراهِبَةٍ تَعودُ من شَهْرِ العَسَلْ !!
                                وفي البَحرِ تَغْرَقُ ،
                                تُغْرِقُ "حَيفا" لِتَغْسِلَ حُزْنَكْ .
                                وَتَكْنِسُ "غُودْفِرِيْ" وَ "تانْكِرْ" وَأَوساخَ "يَزْبَكْ" !!
                                -50-
                                هذا "السَّرايُ" قَد يَقولُ غَصَّةً :
                                "حَيفا" .. لَنا .
                                "حَيفا" .. لَنا ؟
                                "حَيفا" .. لَهُمْ .
                                "حَيفا" .. لَهُمْ ؟
                                "حَيفا" هُنا
                                ما بَيْنَنا .. وَبَيْنَهُمْ !!
                                -51-
                                يُبْدِعُ "لامارْتِيْنُ" في "حَيفا" غَريْمي .
                                كَمْ ضَيِّقٌ شُبَّاكُها !
                                أَقْرِضُ لِلزَّائِرِ في جِدارِها البَحْرِيِّ بابْ .
                                كي أَسْتَرِدَّ فَرْشَتي يا رَبَّةَ الإِيابْ .
                                عَيْناكِ من زُجاجٍ ،
                                فَكَيْفَ تَنْظُرينَ في أَمْرِ الضَّبابْ ؟
                                يا أَكْثَرَ الأَيتامِ يُتْماً
                                يا أَجْهَلَ الأَرقامِ بِالحِسابْ .
                                قَد تُشْرِقينَ ،
                                عِنْدَما تَتَّكِيءُ الظِّلالُ في "حَيفا" على جُدْرانِ صُبْحٍ
                                وَيَنْطَفي على مِياهِ عُمْرِهِ الشَّبابْ .
                                يَسيلُ نَحْوَ بابِها
                                يَصُبُّ في ثِيابِها
                                يُذيْبُ طَعْمَ العُمْرِ في شَبابِها
                                قَلْباً هَوى مُحَطَّمَ الأَنيابْ .
                                لِيَلتَقي على دِمائِي الأَزْرَقانِ – شالُها وَقَلْبُها –
                                وَيَشْتَهيكِ الأَزْرَقانْ .
                                تَقاطَعَتْ على مَعانيْكِ البِحارُ ،
                                أَو مَضَتْ ،
                                يَرْمُقُها من عُمْقِ أَعماقِ المَدى بَحْرانْ .
                                وَنَكْهَةُ الزُّهورِ وَالحِرابْ !
                                -52-
                                دُموعُ الشِّمْسِ قِنْديليْ .
                                إِذا ذَرَفَتْ أَشِعَّتَها ،
                                رَأَيْتُ الحَدَّ بين العُمْرِ في "حَيفا"
                                وَشاطِئِها القَتيلِ .
                                فَأَيْنَكِ يا شَراراتُ السَّفائِنِ من فَتيليْ ؟
                                وَدَمْعُ اللَّيلِ أَنْجُمُهُ ،
                                وَعَينُ اللَّيلِ مِنْديليْ .
                                وَنورٌ حالِمٌ نَهِـمٌ يُخاطِبُها وَيَحْكي لِيْ !
                                -53-
                                في هامِشِ الصَّلَواتِ تَتْلوني صَلاتي
                                يَمْحو الغَريبُ وِسادَتي
                                مَنْ يَزْرَعُ البَياضَ في مِمْحاتي ؟
                                والجوعَ في قَمْحاتي ؟
                                هَلْ نامَ في قَلَقِ الفَراشْ ؟
                                وَسَطا على شَغَفِ الرَّغيفْ ؟
                                كي يُغْرِقَ العَطَشَ المُعَذَّبَ في مَواويلِ "الفُراتِ" ؟!
                                -54-
                                في "سيكيمينُوسْ" يَدْرُسُ "الخَضْرُ" وَجْهَهُ
                                في "مَدْرَسَةِ الأَنبياءْ" .
                                لتَلتَقي البِحارُ في بَيتِ العَزاءْ .
                                لَعَلَّها تَبْكي على كَتِفِ الغَزالَهْ .
                                ويَغْزِلُ هذا العَراءُ صُوْفاً
                                لِتَكْسوني العَصافيرُ دِفءَ الزَقْزَقَهْ .
                                وأَشْرَبُ ماءَ "مَقامِ الحِجازِ" حتَّى الثَّمالَهْ .
                                وأَرمي على حُزْنِ الزَّمانِ ثَغْرَ المِشْنَقَهْ .
                                وَأُلقي على عُنْقِ بَرْدِ الشِّتاءِ شاليْ وَشالَهْ !
                                وَبَعْضَ السُّباتِ !!
                                -55-
                                يَكْتَظُّ بالوَرْدِ البَخيلِ كحَبَّةِ الرُّمَّانِ
                                يَتَشَبَّثُ اللَّيلُ الطَّويلُ كَطِفْلَةٍ
                                بِعِباءَةِ السَّهْرانِ .
                                لِيُصابَ بالمَدْعو .. زَمانِيْ !
                                -56-
                                رَطْبَةٌ هذهِ النَّظْرَةُ البائِسَهْ .
                                حَدِّقي ما تَشائينَ في بَحْرِنا ،
                                وَفي عُيونِ اليابِسَهْ .
                                "حَيفاءُ" ..
                                يا مالِحَةَ الخَليجِ وَالضَّواحي النَّاعِسَهْ !
                                -57-
                                قَلبي وعَقْلُـكِ للشَّواطيءِ عاشِقانْ
                                ومَحابِرُ العُشَّاقِ عَلَّمَتِ الشَّواطيءَ عُمْـقَها
                                هذي الفَتاةُ تُحِبُّ من يَصطادُ في دَمِها فَماً
                                تأتي إليهِ الأُغنياتُ كَما يَشاءُ البَيْلَسانْ !
                                -58-
                                نامَتْ ظُنوني فاخْفِضي مَوجاتِكِ المُستَهْتِرَهْ
                                يا هذهِ المَدينَهْ
                                نامَتْ ، فَقومي واحْلِبي ضَرْعَ اللَّيالي المُقْمِرَهْ
                                ظَمآنَةٌ شَواطِئي
                                مَسحورَةٌ مَحابِري
                                وَحِبْرُها رِيـْقُ الغِيابِ وَارتِيابُ المَجْمَرَهْ !
                                -59-
                                لِسَيِّدَةِ المَوانِيءِ قَلْبُ آمرَأَهْ
                                وَروحُ امرَأَهْ
                                وَعَقْلُ شَمالْ !
                                وحاجِبانِ يَبوحُ بِسِرِّهِما الهِلالْ !
                                تَنولُ على سُنَّـةِ البَحْرِ بَحْراً
                                كَفَتْهُ الشَّوارِعُ شَرَّ القـِتالْ !
                                كَفاهُ المُرابونَ خَيْرَ الدِّيارِ وَشَرَّ المُحالْ !!
                                -60-
                                "حَيفانا" تَرتَكِبُ المَوجاتِ على مَرأَى هذا الشَّاطيءِ
                                ومَسامِعِ حُورِيَّاتِ النَّارْ !
                                وَ "الكَرمِلُ" حارِسُها الشَّخْصِيُّ
                                يَكِشُّ زُناةَ الأَرضِ عن طُرُقاتِها
                                يَسْتَلُّها من طَعْنَةٍ بَحْرِيَّـةٍ
                                ومن لَهيبِ عابِثٍ قَد يَعتَري أُوارَهُ الأُوارْ !
                                ومن شَرٍّ تُزْري بِهِ فَظاظَةُ الأَشْرارْ !
                                يا سَيِّدي ،
                                يا مُبْدِعَ البُحورِ والإِبْحارْ
                                يَتوهُ من يَسيرُ في الدُّروبِ التائِهَهْ
                                يَموتُ من يُعالِجُ الزِّلزالَ بالإِعصارْ !


                                ( يتبع .. ! )
                                [/gdwl]
                                التعديل الأخير تم بواسطة د. نديم حسين; الساعة 28-04-2010, 11:06.

                                تعليق

                                يعمل...
                                X