كيف أصدقَك ..؟!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    كيف أصدقَك ..؟!

    كيف أصدقك ..؟!!

    التقط سكينا ، في ملابسه خبأها ، عبرإلى حجرته ، أغلق الباب خلفه ،
    راح يتأمل الأمر : ماذا لو أنها بطولها هذا لم تعبر القلب ، أو مرت بجانبه ؟!! نعم لابد الآن من خلاص ، ما عاد فيها ما يستحق ..




    كان على موعد مع نزف ، كاد ينتهي ؛ لكنه لم يرد ، لم يرد خافقه . كان مايزال على يقينه فيها ، أنها له ، ولن تبرح ضلوعه مهما طال حديثها ، ونال منه حد السقطة .. نعم .. !


    عاش بين أنين ضعف و حبها ، ثم كانت بكل عنفوانها و تمردها ، تبيح لنفسها ذبحه ، بعد أن استولت على كل ماضيه وحاضره . الآن حق له الأمر ، ما عاد يعنيها هو . كانت دائمة التهديد بالانتحار ، كانت تطلقه حين أوقفها أمام الحقيقة .. حقيقته ، ترفض حتى حديثا في ذاك الأمر . الآن هاهي تلمع في قبضته ، وما هي سوى أن يثبت حدها ، ينزل عليه بكل جسده وثقله دون تردد .. أف ..ماله يحس بألم شنيع يمر في نفس الجهة .. آه .. الآن .. هيا .. لن يكون طريد أشباحه ليل نهار ، تدبدب فوق رأسه ، وروحه تميت .


    كانت الغيرة تفترسها ، تقتلها حين تقترب إحداهن ، تموت إذا أحست بفقده للحظة، هاهي تسخر منه ، تجعل منه أضحوكة ، دمية يتلهى بها صغار هنا وهناك .


    حق لها أن تنشر جناحيها ، تحلق جديدة ، كأن لم يمسسها شيء ؛ لتكون جديرة بهذه الكناسة ، جديرة بنفسهاالمريضة أيضا .. هيا .. الآن . لن تصمد أمام جبروتها عليك ، لن تفلح في نسيان تريد .. الآن . هي لا تستحق .. لا .....!


    لا تقل لا تستحق . صدقني .. أنت تخرف .. كيف أصدقك و قد خنتني أيها الملعون من كلاب السكك ؟!! لعبة جعلتنى في يد غبية .. بلهاء ، تقتلها أمراض تسكنها .. الآن هيا .. الآن .. هيا !!

    بقبضته ثبت حدها ، أغمض عينيه ، ثم بكل ما يملك نزل عليه .




    كأن زجاجا يتهشم ، وهى تمضى .. تمضى . تبهت الرؤية رويدا .. رويدا . وحين كان الألم يبص كلهب صارخ ، كان يغيب .. يغيب ، و هو في بركة من دمه حديث التكوين : لم أنا هنا .. لم .. لن أستطيع عيشا .. لم لم تتركوني .. لم ؟!!

    كنت اختنقت ، فلم أستطع كلمة ، ربت على كتفه ،أخذته بين جناحي ، وهو يرتج كأن به زلزالا . أهيب بطبيب ، أن أعطه شيئا ، وكان . بمجرد أن انتهت الممرضة من حقنه ، ترنح بين أنياب نوم قاس ، و أنا لا أدرى ما ألم بى ، إلا أنني نهضت ، تحركت خارجا بلا سيطرة على أعصابي !!
    sigpic
  • العربي الثابت
    أديب وكاتب
    • 19-09-2009
    • 815

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
    كيف أصدقك ..؟!!


    التقط سكينا ، في ملابسه خبأها ، عبرإلى حجرته ، أغلق الباب خلفه ،
    راح يتأمل الأمر : ماذا لو أنها بطولها هذا لم تعبر القلب ، أو مرت بجانبه ؟!! نعم لابد الآن من خلاص ، ما عاد فيها ما يستحق ..




    كان على موعد مع نزف ، كاد ينتهي ؛ لكنه لم يرد ، لم يرد خافقه . كان مايزال على يقينه فيها ، أنها له ، ولن تبرح ضلوعه مهما طال حديثها ، ونال منه حد السقطة .. نعم .. !


    عاش بين أنين ضعف و حبها ، ثم كانت بكل عنفوانها و تمردها ، تبيح لنفسها ذبحه ، بعد أن استولت على كل ماضيه وحاضره . الآن حق له الأمر ، ما عاد يعنيها هو . كانت دائمة التهديد بالانتحار ، كانت تطلقه حين أوقفها أمام الحقيقة .. حقيقته ، ترفض حتى حديثا في ذاك الأمر . الآن هاهي تلمع في قبضته ، وما هي سوى أن يثبت حدها ، ينزل عليه بكل جسده وثقله دون تردد .. أف ..ماله يحس بألم شنيع يمر في نفس الجهة .. آه .. الآن .. هيا .. لن يكون طريد أشباحه ليل نهار ، تدبدب فوق رأسه ، وروحه تميت .


    كانت الغيرة تفترسها ، تقتلها حين تقترب إحداهن ، تموت إذا أحست بفقده للحظة، هاهي تسخر منه ، تجعل منه أضحوكة ، دمية يتلهى بها صغار هنا وهناك .


    حق لها أن تنشر جناحيها ، تحلق جديدة ، كأن لم يمسسها شيء ؛ لتكون جديرة بهذه الكناسة ، جديرة بنفسهاالمريضة أيضا .. هيا .. الآن . لن تصمد أمام جبروتها عليك ، لن تفلح في نسيان تريد .. الآن . هي لا تستحق .. لا .....!


    لا تقل لا تستحق . صدقني .. أنت تخرف .. كيف أصدقك و قد خنتني أيها الملعون من كلاب السكك ؟!! لعبة جعلتنى في يد غبية .. بلهاء ، تقتلها أمراض تسكنها .. الآن هيا .. الآن .. هيا !!

    بقبضته ثبت حدها ، أغمض عينيه ، ثم بكل ما يملك نزل عليه .




    كأن زجاجا يتهشم ، وهى تمضى .. تمضى . تبهت الرؤية رويدا .. رويدا . وحين كان الألم يبص كلهب صارخ ، كان يغيب .. يغيب ، و هو في بركة من دمه حديث التكوين : لم أنا هنا .. لم .. لن أستطيع عيشا .. لم لم تتركوني .. لم ؟!!

    كنت اختنقت ، فلم أستطع كلمة ، ربت على كتفه ،أخذته بين جناحي ، وهو يرتج كأن به زلزالا . أهيب بطبيب ، أن أعطه شيئا ، وكان . بمجرد أن انتهت الممرضة من حقنه ، ترنح بين أنياب نوم قاس ، و أنا لا أدرى ما ألم بى ، إلا أنني نهضت ، تحركت خارجا بلا سيطرة على أعصابي !!
    قدم تدفعه إلى هناك وأخرى تشده ليلتصق بالأرض..وبين هذه وتلك جاء الإبداع ليصوغ كل هذا الجمال،في لحظة من احباط وشعور بالتدني..
    رفض لحياة نزقة تلتف حول عنقه كأفعى ،اعتصرت مابقي في نفسه من قدرة على التحمل،وبدا منهارا في بركة من رفض ...
    أسكرتني عذوبة اللغة،وهي تدك الحدث دكا..
    وأدهشني المضمون حد الإنبهار، بقفلة مفتوحة على الأمل..
    تحاياي العميقة لأستاذ غرس سحر الكلمة في نفسي..
    كن بألف خير أخي العزيز
    اذا كان العبور الزاميا ....
    فمن الاجمل ان تعبر باسما....

    تعليق

    • عائده محمد نادر
      عضو الملتقى
      • 18-10-2008
      • 12843

      #3
      الزميل القدير
      ربيع عقب الباب
      نص مفعم بالألم
      لحظات الضعف تأخذنا أحيانا لما لا نريده فعلا
      وقد نفعل أشياء لم نكن ننوي فعلها في يوم ما سابقا
      تحياتي ومودتي لك زمي
      لي
      الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

      تعليق

      • محمد سلطان
        أديب وكاتب
        • 18-01-2009
        • 4442

        #4
        مساء الخير ربيعي .. فقط دخلت أرى النور وأرمي التحية ..

        حقيقةً جئت متعبا جدا الليلة وقليل المزاج ..

        لي عودة أيها الكبير .. قبلاتي لك .
        صفحتي على فيس بوك
        https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

        تعليق

        • آمنه الياسين
          أديب وكاتب
          • 25-10-2008
          • 2017

          #5
          أستاذي الغالي

          و

          ربيعنا الدائم

          مساؤك خير وصباحك وكل اوقاتك

          قرأت القصة مرات عديدة بكل قراءة اجد فيها جمال آخر

          حقيقة بودي ان اقولها ,,, كل العرب يحتاجون الى تلك الحقن

          ليس بطلنا فقط ... ؟؟؟!!!

          لك الود حتى الرضا

          ر
          ووو
          ح

          تعليق

          • نادية البريني
            أديب وكاتب
            • 20-09-2009
            • 2644

            #6
            ربيع الملتقى
            قرأت النّص وتركت توقيعي ولي عودة بإذنه وتعالى
            دمت بخير

            تعليق

            • ربيع عقب الباب
              مستشار أدبي
              طائر النورس
              • 29-07-2008
              • 25792

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة العربي الثابت مشاهدة المشاركة
              قدم تدفعه إلى هناك وأخرى تشده ليلتصق بالأرض..وبين هذه وتلك جاء الإبداع ليصوغ كل هذا الجمال،في لحظة من احباط وشعور بالتدني..

              رفض لحياة نزقة تلتف حول عنقه كأفعى ،اعتصرت مابقي في نفسه من قدرة على التحمل،وبدا منهارا في بركة من رفض ...
              أسكرتني عذوبة اللغة،وهي تدك الحدث دكا..
              وأدهشني المضمون حد الإنبهار، بقفلة مفتوحة على الأمل..
              تحاياي العميقة لأستاذ غرس سحر الكلمة في نفسي..

              كن بألف خير أخي العزيز
              شكرا أخى العربى على ثقتك بى
              و على حديثك الرائع
              الذى أغبط نفسى عليه .. و أتمنى أن أحافظ على تلك الثقة الغالية

              محبتى
              sigpic

              تعليق

              • ربيع عقب الباب
                مستشار أدبي
                طائر النورس
                • 29-07-2008
                • 25792

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
                الزميل القدير
                ربيع عقب الباب
                نص مفعم بالألم
                لحظات الضعف تأخذنا أحيانا لما لا نريده فعلا
                وقد نفعل أشياء لم نكن ننوي فعلها في يوم ما سابقا
                تحياتي ومودتي لك زميلي
                لست زميلة .. بل أستاذة كبيرة
                أتعلم منها دائما
                شكرا للمرور الرائع

                تحياتى
                sigpic

                تعليق

                • ربيع عقب الباب
                  مستشار أدبي
                  طائر النورس
                  • 29-07-2008
                  • 25792

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابراهيم سلطان مشاهدة المشاركة
                  مساء الخير ربيعي .. فقط دخلت أرى النور وأرمي التحية ..

                  حقيقةً جئت متعبا جدا الليلة وقليل المزاج ..

                  لي عودة أيها الكبير .. قبلاتي لك .
                  صباحك كوجه من تحب .. فى روعته و جماله !!
                  أتمنى أن تكون بخير يا أحب البنين !!
                  فى انتظارك بالطبع

                  محبتى
                  sigpic

                  تعليق

                  • ربيع عقب الباب
                    مستشار أدبي
                    طائر النورس
                    • 29-07-2008
                    • 25792

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة آمنه الياسين مشاهدة المشاركة
                    أستاذي الغالي



                    و

                    ربيعنا الدائم

                    مساؤك خير وصباحك وكل اوقاتك

                    قرأت القصة مرات عديدة بكل قراءة اجد فيها جمال آخر

                    حقيقة بودي ان اقولها ,,, كل العرب يحتاجون الى تلك الحقن

                    ليس بطلنا فقط ... ؟؟؟!!!

                    لك الود حتى الرضا

                    ر
                    ووو
                    ح

                    صباحك بلون روعتك و جمالك أستاذة آمنة
                    كان الغضب و التجنى
                    وكانت التراجيديا التى لم تفارق إلا بمعجزة وهمية
                    عشت الوهم بكامله لأتخلص مما كان
                    فعلى من نطلق الرصاص ؟!

                    تحياتى
                    sigpic

                    تعليق

                    • ربيع عقب الباب
                      مستشار أدبي
                      طائر النورس
                      • 29-07-2008
                      • 25792

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة نادية البريني مشاهدة المشاركة
                      ربيع الملتقى
                      قرأت النّص وتركت توقيعي ولي عودة بإذنه وتعالى
                      دمت بخير

                      أهلا بك أستاذة نادية بعد غيبة
                      اشتقنا نصوصك
                      فى انتظارك بالطبع

                      شكرا على التوقيع

                      تحياتى
                      sigpic

                      تعليق

                      • فواز أبوخالد
                        أديب وكاتب
                        • 14-03-2010
                        • 974

                        #12
                        كالعااااااادة أستاذنا الكبير ربيع عقب الباب

                        نص رااااااااائع جدااااااااااااااااا

                        وأتمنى ... أن تكبر الخط قليلاااا

                        تحيااااااااااااتي لك .
                        [align=center]

                        ما إن رآني حتى هاجمني , ضربته بقدمي على فمه , عوى من شدة
                        الألم , حرك ذيله وولى هاربا , بعد أن ترك نجاسته على باب سيده .
                        http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=67924

                        ..............
                        [/align]

                        تعليق

                        • م. زياد صيدم
                          كاتب وقاص
                          • 16-05-2007
                          • 3505

                          #13
                          ** الاديب المتميز ربيع المنبر........

                          كانت محاولة للانتحار لكنها فشلت بحمد الله.. احباط استبد بعقله فهوى.. لابد من الرجوع للاسباب وتفحصها كى نستشف غفلة الزمن وتفاهة وضحالة ما يسيطر على عقول الجيل الحالى ..!!

                          تحايا عبقة بالزعتر...................
                          أقدارنا لنا مكتوبة ! ومنها ما نصنعه بأيدينا ؟
                          http://zsaidam.maktoobblog.com

                          تعليق

                          • إيمان الدرع
                            نائب ملتقى القصة
                            • 09-02-2010
                            • 3576

                            #14
                            أستاذي الفاضل:
                            كالعادة ..تأخذنا لدروبك المترعة بالجمال أيها الربيع...
                            صوّرت صراع لحظة الألم ، عندما يمزّق اليأس صدر البشر ، ويفعل فعله
                            ويقتل الروح قبل الجسد ..
                            فيصير الموت والحياة سيّان..
                            أقرأ لك باستحواذٍ تامّ سيدي..
                            لأدخل مدرستك وأكون تلميذة نجيبة ..لا أُخيّب رجاك بي
                            الحمد لله .. لانتصار الحياة على الموت في اللحظة الأخيرة
                            فرحتُ بهذه النهاية ،فكم يخيب الظنّ في المُقبل
                            أكيد الغد أجمل ...بعون الله ورحمته
                            دُمتَ بسعادةٍ....تحيّاتي....

                            تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                            تعليق

                            • محمد سلطان
                              أديب وكاتب
                              • 18-01-2009
                              • 4442

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة م. زياد صيدم مشاهدة المشاركة
                              ** الاديب المتميز ربيع المنبر........

                              كانت محاولة للانتحار لكنها فشلت بحمد الله.. احباط استبد بعقله فهوى.. لابد من الرجوع للاسباب وتفحصها كى نستشف غفلة الزمن وتفاهة وضحالة ما يسيطر على عقول الجيل الحالى ..!!

                              تحايا عبقة بالزعتر...................
                              قراتها كثيرا و لولا البشمهندس زياد لظللت محتارا في تفسيرها ههههههه اعذر غبائي ربيعي .. هههههه :(
                              صفحتي على فيس بوك
                              https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                              تعليق

                              يعمل...
                              X