من قصص سندريلا القصة العراقية مهداة للزميلة عائدة محمد نادر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مهند التكريتي
    أديب وكاتب
    • 06-03-2010
    • 115

    من قصص سندريلا القصة العراقية مهداة للزميلة عائدة محمد نادر


    أمنيـات كالقـزح

    مـروة سـامي الحسـاني

    الشمس .. قنديل النهار وقوته .. يبزغ مفترعاً زيت اليوم حتى يأتي في اخرهِ على اخرهِ.. وهم نيامُ عند حافات النسيان ، لم يبق منهم سوى أطلال شتتها الريح.. وأقدام لم ينهكها الوفاء لأرواح خُزن خلودها في ذاكرة متعبة.

    انه الفجر .. تشقق عن وجوه شتى و وجهه المزدحم بالذكريات المصلوبة تحت الشمس لفراق الأحبة والصحب .. ووجهها الذي أجبرته القبيلة على وأده عنوة قبل أن يبصر نوره. كم تمنى أن تكلل هذا الأفق بشرف حضورها. كان يقف بوجل عاشق مل جسده فأخذت دودة صغيرة تنخر عظامه وتقتات على بقايا صبره أمام القبور التي استفاقت صباحا على نواح الأمهات والأرامل .. ودموع طفل أدرك بعد عبور ليلٍ قاسٍ وطويل أن والده وصل عالم اللاعودة .. وسكن أزقة المجهول فلم يعد لديه عنواناً ليكتب له او ليبعث له صوّره .. لم يعد يعرف شيئاً عنه سوى شاهدة بيضاء وكومة تراب تهيلُ عليه غربة وانيناً .

    بين تلاحق أنفاسها التي أخذت تغيب لرؤيته من بعيد وهو يقف شامخا كسيف أسطوري يتوهج .. وتثاقل خطاها التي عفرت تراب المقبرة بالمسك وهي تلامس الثرى بقدميها العاريتين عالم من وهم. وكناقوس كنيسة عتيقة قُرع في أذنيه انتبه لدخولها بترفع وهدوء باحة المقبرة .. بدت وكأنها تطير فوق الأرض . انتشر في الأجواء عطرُ حبيب طغى على كل ذرات الهواء فلم يعد يستنشق غير عبيرها. أدار رأسه صوبها مختلسا نظرة سريعة، ثم استدار يلفه حضورها الزاخر بالعطايا . فجأة غابت كل لحظات الأسى .. اخضرت الأرض الجدباء وفاحت رائحة التفاح .. وانتشى الكون بأزهار المشمش وبريق سنابل القمح ، حتى الشمس تنحت جانبا تاركة للغيوم فرصة عناق صاخب ممزوج بهطول زخات مطر غسلت له كل أوجاعه . هاهي تقف أمامه .. على مرأى اشتهاء .. مغسولة بالحزن، شاحبة الوجه . لم يعد يدري لماذا لاذت قدماه بالأرض ..! ألانهما لم تعودا تقويان على حمله من شدة فرحه بوجودها في نفس المكان ؟ أم لأنه لم يعد يرغب بأرض غير التي وطئتها بقدميها ؟ حلق عاليا بين دهشة الشمس وحضور المطر واصطباغ المدى بألوان القزح الذي غدا كجسر يربط الروحين بمزيج ألوانه . بعد أن عبرت بمسافة احتضار .. نهض مسندا يده إلى شاهدة القبر .. مبعثرا أيامه ولياليه وعجزه تحت التراب وفي جوفه صراخ محموم – سحقاً لكل الأعراف والتقاليد البالية التي تبخسنا أجمل لحظات الحياة واقصرها وتتركنا من دون تكرار.

    اختلست منه نظرة تمنت بعدها أن تُغّيب السماء كل شي حولها وتحيله إلى رماد تذروه الرياح .. وان تستحيل الأرض قاعا صفصفا فلا يبقى سواه ليأخذها أليه طفلة أرهقها اليتم وذوبت سنوات القحط ربيعها . ودت لو أنها تنزع كل أقنعة الصمت ألان وتكشف عن وجهها لتبوح له بعطشها .. وجوعها .. والصقيع الذي كسا دمها وصلّب أوردتها. وقفت أمام شاهدة قبر علقت عليها ثلاث عقود من الفل.. انحنت وقبلتها بشفاه مرتعشة .. سالت دموعها سخية فوق وجنتيها الشاحبتين. أحست بثقل السنوات يتمركز فوق كتفيها ويكسر كل أشرعة العمر لئلا تبحر نحو موانئ جديدة مغسولة بالشمس ومزدانة بالملح . ودت لو أنها استوقفته حين مر بجانبها كنسمة حب ألقت عليها وشاحا بنفسجيا مطرزا بألف نشيد ونشيد . ودت لو أنها أخبرته قبل انتصاف الشوق انه كل أمنياتها .. وان صوته يوازي حقولا من دوار شمس .. وسنابل مغزولة الرؤى .. وأطياف فجر قرمزي يذرع روحها برزخا بعد آخر .. يغسلها بالندى ويلون باقي النهار بالمطر. ودت لو ….

    كانت قد لملمت أوجاعها وهمت بالرحيل حين عبر من أمامها. وبين التفاتة كل منهما للآخر ارتعاشة هزت الجسدين .. طافت بهما حول الريح حيث سقط وشاحها لتداعب نسمات الهواء شعرها المنسدل فوق كتفيها. همّ أن يعدو كل عمره وصولا إليها.. لكن أعين الصباح حاصرته وهما يسيران بشكل متوازٍ نحو بوابة الخروج.
    marwa7sami@yahoo.com
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    الزميل القدير
    مهند التكريتي
    ألف معذرة منك لأني غبت ولم أقرأ هذه الرائعة
    أنا أيضا هطلت دموعي أقسم بالله
    ويحي من قهري, وأين أهرب منه!؟
    قل لي بربك مهند, أين أفر من أوجاعي
    وها أنت هنا ترشقها بوجهي, رشقة واحدة, كأنك تقول لي
    خذيها, هي لك
    وصلتني رسائل الأحباب, وهم نيام قريري الأعين
    رائعة وجميلة سيدي الكريم
    هل كان عليك أن تهديني إياها!؟
    أشكرك زميل مهند لأنك رشقتني بكل الوجع
    فعلا أشكرك
    ومعذرة على التأخير فقد كنت أحاول إيجاد موطيء قدم لي في وطني! تصور
    ودي ومحبتي وسلامي للزميلة مروة


    اليوم السابع

    اليوم السابع! تذكرني أمي دائما أني ابنة السابع من كل شيء! متعجلة، حتى في لحظة ولادتي! وأني أخرجت رأسي للحياة معاندة كل القوانين الفيسيولوجية، أتحداها في شهري السابع من جوف رحم أمي. في اليوم السابع من الأسبوع الساعة السابعة.. صباحا في الشهر السابع، من السنة! عقدة لا زمتني أخذت مني الكثير من بهجة حياتي، خاصة أن هناك سبع
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • سالم وريوش الحميد
      مستشار أدبي
      • 01-07-2011
      • 1173

      #3
      أستاذ مهند تحية طيبة
      مروة سامي الحساني
      سندرلا القصة العراقية كما يحلو للكثير تسميتها حاملة الأوسمة التي سطرتها على صدورنا نحن العراقيين
      كاتبة من طراز خاص مقتدرة ومتمكنة ، لها (عزف منفرد ، والبحر يغرق، استجداء لاهث للحلم ، أمنيات كالقزح
      عزف منفرد على أصابع الوقت ... والكثير الكثير)
      جميل منك أستاذ مهند أن تنقلنا على بساط من الأحلام ، نختزل من الكلمات روائعها ،
      وكان الأجمل منك لو أعطيتنا نبذة عن حياة وأعمال هذه الكاتبة العراقية و التي تكتب بحروف من نور
      وأنت صاحب الفضل في تقديمها في هذه الواحة ...
      شكرا لك أستاذ مهند ودمت إبداعا
      على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
      جون كنيدي

      الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

      تعليق

      • اعيان القيسي
        ضابط متقاعد.. كاتب اعلامي
        • 09-03-2011
        • 371

        #4
        رَائِعٌ جِدًّا سَلَّمَتْ يُمِنَّاكَ أَخِي مُهَنَّدٌ التكريتي
        الإِعْلَامِيُّ أَبُو بِرَزَانَ القيسي.
        أَخْلَقَ. وَطَنٌ يَعِيشُ فية جَمِيعَ الأَدْيَانِ سواسية.. بِدُونِ تَفْرِقَةٍ وَأُعْطِيهُمْ الحُرِّيَّةَ يُعْبَدُونَ مِنْ. رَبُّهُمْ فَالعَلَاقَةُ هُنَا بَيْنَهُمْ وَبِين رَبُّهُمْ.. وَلَيْسَ بَيْنَهُمْ وَبِين الدَّوْلَةُ فَالدَّوْلَةُ هُنَا. خَارِجَ إِطَارِ العَلَاقَةِ الدِّينِيَّةِ.. لَيْسَ لَهَا دَخْلٌ إِلَّا إِذَا كَانَ يَنْتِجُ عَنْ مُمَارَسَةٍ. العِبَادَةُ.. مُخَالِفَةٌ لِلأَعْرَافِ وَالنِّظَامِ العَامِّ وَأَمْنِ البِلَادِ..

        [YOUTUBE=https://www.youtube.com/watch?v=Jaha0oZojFk][/YOUTUBE]

        تعليق

        يعمل...
        X