ختم مملكة الخفاء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سمير سنكري
    أديب وكاتب
    • 19-03-2010
    • 183

    ختم مملكة الخفاء

    خِـتمُ مملكة الخفـــاء ...
    -------------------------------
    مجمـــوعة جـُنـَّتْ مقاصـدُها أذىً ...
    نشــبتْ أظافــرَها بـِلا خوف ٍعلى وجـهٍ لنا ...
    راح الأســى يمشي على دمعــي ...
    رمــى دربي سـِـهامـاً من شـياطين ...
    القـتــامةِ والضـَياعْ ...
    إذ لا خطاً ترســو على دربي رؤى ...
    فالعتــمُ حـالفـَــهُ الفـــراغْ ...
    يســري بهِ كعناكب ِالمــوت ِالخفيَّة ِ...
    في المســارات ِالضنينة ِبالوضــوحْ ...
    بتـلـَمـُّظ ِالضــوء ِالمُخـَبـَّـأ بالفتيــل ْ ...
    يتراقص النـــور الذي مـَسـَـخَ الرجــاءَ ...
    فضـاعَ منهُ كلُّ حالات الســمو . !
    مجمـــوعة ٌ ....
    حـَلـَقــاتها ممهــورة ٌفي خـِتم مملكة ِالخـَفـــاءْ ...
    كم تنتشــي طـَـرَباً إذا ... في ساحة الوجدان ِ...
    أقـفـَــرَتِ الدروبَ منَ الضـِيـاءْ ...
    حـَلـَقـَـاتـُها الأعـلى إلى ما لا نهاية َ... في الحضيضْ ...
    قد ألـزَمتـْـنا في خبـــاء ِالضــوء ِ...
    أن نرضــى بما تســعى إليه ...
    في أراجيـــح الظــلامْ ...
    والصــوتُ أخرســهُ الهــروبُ إلى الأمـــامْ ...
    خوفي نمـــا في حقــل ِمعرفـَتـي ...
    بـأنَّ مصـائرَ الإنســان ِ...
    تهـــوي للعـــدمْ ...
    تســعى لـتبـقى ترتدي آلامنــا ...
    ونسير في عــرَج ٍ إلى ...
    أكــوام ِمزبلـَـةُ الأمــمْ ...
    لكننــا ســنكونُ في جســد ِِالعــزيمة ِ...
    مـِشــعلاً ... نحمي به ِدارَ الحضــارة ِوالرؤى ...
    وتأكدوا إنْ أشــعــلَ المظـــلومُ بـيـدرَ ظـُلمــه ِ
    سـَـينـيـرُ حتى تهتدي منه المسالكُ ....
    ثمَّ تهــوي كلُّ أرصدة ِالضلالة ِ... فـَجــأة ً
    دونَ احتضـــارْ . !
    --------------------------------------
    سمير سنكري
  • ماهر هاشم القطريب
    شاعر ومسرحي
    • 22-03-2009
    • 578

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة سمير سنكري مشاهدة المشاركة

    خِـتمُ مملكة الخفـــاء ...


    -------------------------------


    مجمـــوعة جـُنـَّتْ مقاصـدُها أذىً ...


    نشــبتْ أظافــرَها بـِلا خوف ٍعلى وجـهٍ لنا ...


    راح الأســى يمشي على دمعــي ...


    رمــى دربي سـِـهامـاً من شـياطين ...


    القـتــامةِ والضـَياعْ ...


    إذ لا خطاً ترســو على دربي رؤى ...


    فالعتــمُ حـالفـَــهُ الفـــراغْ ...


    يســري بهِ كعناكب ِالمــوت ِالخفيَّة ِ...


    في المســارات ِالضنينة ِبالوضــوحْ ...


    بتـلـَمـُّظ ِالضــوء ِالمُخـَبـَّـأ بالفتيــل ْ ...


    يتراقص النـــور الذي مـَسـَـخَ الرجــاءَ ...


    فضـاعَ منهُ كلُّ حالات الســمو . !


    مجمـــوعة ٌ ....


    حـَلـَقــاتها ممهــورة ٌفي خـِتم مملكة ِالخـَفـــاءْ ...


    كم تنتشــي طـَـرَباً إذا ... في ساحة الوجدان ِ...


    أقـفـَــرَتِ الدروبَ منَ الضـِيـاءْ ...


    حـَلـَقـَـاتـُها الأعـلى إلى ما لا نهاية َ... في الحضيضْ ...


    قد ألـزَمتـْـنا في خبـــاء ِالضــوء ِ...


    أن نرضــى بما تســعى إليه ...


    في أراجيـــح الظــلامْ ...


    والصــوتُ أخرســهُ الهــروبُ إلى الأمـــامْ ...


    خوفي نمـــا في حقــل ِمعرفـَتـي ...


    بـأنَّ مصـائرَ الإنســان ِ...


    تهـــوي للعـــدمْ ...


    تســعى لـتبـقى ترتدي آلامنــا ...


    ونسير في عــرَج ٍ إلى ...


    أكــوام ِمزبلـَـةُ الأمــمْ ...


    لكننــا ســنكونُ في جســد ِِالعــزيمة ِ...


    مـِشــعلاً ... نحمي به ِدارَ الحضــارة ِوالرؤى ...


    وتأكدوا إنْ أشــعــلَ المظـــلومُ بـيـدرَ ظـُلمــه ِ


    سـَـينـيـرُ حتى تهتدي منه المسالكُ ....


    ثمَّ تهــوي كلُّ أرصدة ِالضلالة ِ... فـَجــأة ً


    دونَ احتضـــارْ . !


    --------------------------------------


    سمير سنكري



    استاذي القدير سمير سنكري الشاعر
    قصائدك لها رونق خاص الفكر عمادها والعقلنة والفلسفة وقد تكلمنا كثيرا حول هذا الموضوع في لقاءاتنا الكثيرة وربما اختلفنا لكن لاانكر جمالية اسلوبك ايها الشاعر العتيق
    كما في الكلاسيكية مبدع ايضا في الحداثة
    (القصيدة تمدح نفسها كما قال محمود درويش )
    ولن اضيف شيئا على ماقاله الاستاذ مهتدي غالب في دراسته لهذه القصيدة الرائعة
    اشكرك استاذ سمير على هذه القصيدة اتحفتنا بها يسعدني ان اثبتها مع المودة الخالصة لقلمك الذي لايعرف الذبول
    وسنلتقي قريبا ياصديق
    تثبت
    ماهر

    تعليق

    • مهتدي مصطفى غالب
      شاعروناقد أدبي و مسرحي
      • 30-08-2008
      • 863

      #3
      [align=center]

      قراءة في قصيدة خِـتمُ مملكة الخفـــاء


      للشاعر سمير سنكري

      [/align]

      [align=left]

      بقلم الشاعر : مهتدي مصطفى غالب

      [/align][align=center]

      الشاعر سمير سنكري صديقي الجميل كقصائده .. أن من يريد أن يتعرف عليه و على منهجه الفكري عليه أن يقرأ قصيدة له... شعره هو نسج لفكره بحروف من لغة تعرف كيف توصل أفكاره التي يحمل ... تشعر عند قراءة نصه (ختم مملكة الخفاء) هذا و كأن لا عاطفة لديه ...كلها فكر و عقل ... و لكن هل الفكر و العقل منفصلان عن الإنسان و بالتالي هل ينفصلان عن حساسيته الشعرية ؟؟!! أقول لا ...؟؟!! إن الفكر و العقل أهم ما يميز القصيدة شرط ألا يفرضا عليها دكتاتورية تجعلها نصاً أيدلوجياً (مؤطراً بالتنظير ) فتفقد التعبير الفني الذي لا تنتجه إلا العفوية و الطفولية المبدعة ...

      تبدأ القصيدة بهجوم فكري لاذع النغمة (مجمـــوعة جـُنـَّتْ مقاصـدُها أذىً ...) إذا قال القصيدة في جملة ثم بدأ خيط تفسير هذه الجملة الشعرية الجميلة التي اختزلت مقصده الفكري ... لكنها فتحت أبواب اللغة كي تتعرى أمام الفكر فيكتشف القارئ هذه المجموعة (مجموعة ماذا و ممن أو مما تتألف) فإذ بها مجموعة وحشية ( نشــبتْ أظافــرَها بـِلا خوف ٍعلى وجـهٍ لنا ...) فيروح الأسى ماشياً على دمع الشاعر ... صورة ساحرة و مبتكرة تحمل عبقرية نحتية في اللغة الجمالية للقصيدة ...فينفجر الدرب بسهام من شياطين القتامة و الضياع :
      [/align]
      [align=center]

      (رمــى دربي سـِـهامـاً من شـياطين ...

      القـتــامةِ والضـَياعْ ...
      إذ لا خطاً ترســو على دربي رؤى ...
      فالعتــمُ حـالفـَــهُ الفـــراغْ ...
      يســري بهِ كعناكب ِالمــوت ِالخفيَّة ِ...
      في المســارات ِالضنينة ِبالوضــوحْ ...)
      [/align][align=center]

      صورٌ بنيتها الفنية نحت في حجر الفكر بأزاميل الحساسية الشعرية التي تسرق القارئ من وحشته إلى وحدته مع الفكر المخبأ في كل حرف يستر خلفه قضية فكرية تبدو للشاعر أنها رؤيوية لكنها مغرقة بالمباشرة و السردية و الأهم بالوصفية التي تجعل صخر القصيدة يتآكل إذ تحته بقسوة وعنف ... و الشعر ليس صوت الفكر بل صداه في عمق ذواتنا .. القادرة على الرؤية ببصيرتها و ليس ببصرها ... هي القصيدة ترمومتر التوازن بين ماديتنا و روحنا ...

      كم جمالي من الصور المتلاحقة ببهاء غريب ترسم لوحة ... متقنة الصيغة الفنية لكنها حادة الرؤية الفكرية ( إذ لا خطاً ترســو على دربي رؤى ) إلى أن تدهشك صورة بجمالية لوحاتها (يتراقص النـــور الذي مـَسـَـخَ الرجــاءَ ...
      فضـاعَ منهُ كلُّ حالات الســمو . !)
      ... فيتراقص النور ؟؟ أي نور ؟؟ إنه النور الذي مسخ الرجاء !! أي نور هذا هو هل هو نور العتمة أم الغفلة أم نور الجهل أم الحقد ... أم أيُّ نورٍ هذا الذي يمسخ الرجاء فيضيّع منه حالات السمو ، فهل هي ضاعت من النور أم من الرجاء ... أقول ضاعت من الرجاء... أم لا رجاء من نور يأتي من مجموعة وحشية الفكر و الرؤى ؟؟ هذه آفاق رؤيوية تضع القارئ أمام السؤال و التساؤل فتفتح أمامه أبواب الكشف و الاكتشاف ...
      (مجمـــوعة ٌ ....
      [/align][align=center]

      حـَلـَقــاتها ممهــورة ٌفي خـِتم مملكة ِالخـَفـــاءْ ...

      كم تنتشــي طـَـرَباً إذا ... في ساحة الوجدان ِ...
      أقـفـَــرَتِ الدروبَ منَ الضـِيـاءْ ...
      حـَلـَقـَـاتـُها الأعـلى إلى ما لا نهاية َ... في الحضيضْ ...
      قد ألـزَمتـْـنا في خبـــاء ِالضــوء ِ...
      أن نرضــى بما تســعى إليه ...
      في أراجيـــح الظــلامْ ...
      والصــوتُ أخرســهُ الهــروبُ إلى الأمـــامْ ...)
      [/align][align=center]

      إنها مجموعة حلقاتها الفكرية ممهورة بختم الخفاء ... إنها كقطط الليل تبرق عيونها لكنها تفرُّ أمام الضوء الحقيقي ... لتبقى في النور الذي تحدث عنه الشاعر و هو نور الوحشية و العتمة و الضياع ... هي حلقات مفتوحة إلى ما لانهاية في الحضيض الفكري ..قد حاولت إلزام الشاعر و أمثاله بالصمت في خباء الضياء كي يرضوا بما تسعى إليه في أراجيح الظلام الفكري التي تروح وتعود كالنواس ... هاربة إلى أمامٍ مجهولٍ لا تعرفه و لا تدركه بل تحاول أخذ نفسها إليه كي لا تفكر في اللحظات المعاشة ...(صوت أخرسه الهروب إلى الأمام ) صورة من الفكر المصفى لكنه مليء بعسل الرؤية و الفنية و الصفاء التعبيري الجميل ...ليختم قصيدته بفكرة شعرية أوصلها

      بقصديته إلى بحر الفكر الواسع :
      [/align]
      [align=center]

      (خوفي نمـــا في حقــل ِمعرفـَتـي ...

      بـأنَّ مصـائرَ الإنســان ِ...
      تهـــوي للعـــدمْ ...
      تســعى لـتبـقى ترتدي آلامنــا ...
      ونسير في عــرَج ٍ إلى ...
      أكــوام ِمزبلـَـةُ الأمــمْ ...
      لكننــا ســنكونُ في جســد ِِالعــزيمة ِ...
      مـِشــعلاً ... نحمي به ِدارَ الحضــارة ِوالرؤى ...
      وتأكدوا إنْ أشــعــلَ المظـــلومُ بـيـدرَ ظـُلمــه ِ
      سـَـينـيـرُ حتى تهتدي منه المسالكُ ....
      ثمَّ تهــوي كلُّ أرصدة ِالضلالة ِ... فـَجــأة ً
      دونَ احتضـــارْ . !)

      [/align]
      نكتشف في (خوفي نما في حقل معرفتي) صورة خلاقة لا يبدعها و يكتشفها إلا شاعر يتوه عشقاً بالقصيدة و الفكر الذي يحمله .. هي كشف لما قد تولعه المعرفة من حرائق في كيان الشاعر كي يضيء للآخرين دروبهم ... خوفه نابع من قلقه المعرفي من مصائر الإنسان الذي تفتك بكيانيته مجموعات متوحشة كالتي يحكي عنها الشاعر ... فيفجر مساحات الأمل في هذه الخيبات التي تراكمت كبيادر ظلمة كي تهتدي منه الدروب نحو انتصار إنسانية الإنسان على وحشية المجموعات المتوحشة بترهلها الفكري ... فتحترق كل أرصدة الضلالة في بنوك التوحش و انغلاق الرؤى ... فجأة دون حتى أن تحتضر ...

      نصٌّ بنائي التركيب نما كأشجار مقلمة و منسقة كي تعبر عن روحية الفلاح لا عن روحية القصيدة فكانت جميلة و ممتعة للبصر و الأهم للبصيرة ... لكنها كانت فقيرة بالعفوية و يعود ذلك للموضوع الذي بنيت لأحله القصيدة فكانت قصيدة قصدية التركيب .. لكنها عميقة الرؤية الفنية ... إنما هي قاسية على المتلقى لانهزام العفوية أمام القصدية إنما هكذا هو الشاعر سمير سنكري و هكذا هو يبدع قصائده التي تعبر عنه بشفافية مطلقة ... و تخاطب عقل المتلقي قبل إحساسه و حسه وهو متقن لنصه و مبدع في كتابته و في هذا النص أكد الشاعر تمكنه من نصه فكتبه كما يشاء جمالية و شاعرية
      التعديل الأخير تم بواسطة مهتدي مصطفى غالب; الساعة 28-04-2010, 01:11.
      ليست القصيدة...قبلة أو سكين
      ليست القصيدة...زهرة أو دماء
      ليست القصيدة...رائحة عطر أو نهر عنبر
      ليست القصيدة...سمكة .... أو بحر
      القصيدة...قلب...
      كالوردة على جثة الكون

      تعليق

      • سمير سنكري
        أديب وكاتب
        • 19-03-2010
        • 183

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة ماهر هاشم القطريب مشاهدة المشاركة
        استاذي القدير سمير سنكري الشاعر
        قصائدك لها رونق خاص الفكر عمادها والعقلنة والفلسفة وقد تكلمنا كثيرا حول هذا الموضوع في لقاءاتنا الكثيرة وربما اختلفنا لكن لاانكر جمالية اسلوبك ايها الشاعر العتيق
        كما في الكلاسيكية مبدع ايضا في الحداثة
        (القصيدة تمدح نفسها كما قال محمود درويش )
        ولن اضيف شيئا على ماقاله الاستاذ مهتدي غالب في دراسته لهذه القصيدة الرائعة
        اشكرك استاذ سمير على هذه القصيدة اتحفتنا بها يسعدني ان اثبتها مع المودة الخالصة لقلمك الذي لايعرف الذبول
        وسنلتقي قريبا ياصديق
        تثبت
        ماهر
        الغالي ماهر شكراً لمرورك العطر وشكراً للتثبيت وعذراً للتأخير
        الذي لم أعرف سببه

        تعليق

        • سمير سنكري
          أديب وكاتب
          • 19-03-2010
          • 183

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة مهتدي مصطفى غالب مشاهدة المشاركة
          [align=center]

          قراءة في قصيدة خِـتمُ مملكة الخفـــاء



          للشاعر سمير سنكري


          [/align]
          [align=left]

          بقلم الشاعر : مهتدي مصطفى غالب


          [/align][align=center]

          الشاعر سمير سنكري صديقي الجميل كقصائده .. أن من يريد أن يتعرف عليه و على منهجه الفكري عليه أن يقرأ قصيدة له... شعره هو نسج لفكره بحروف من لغة تعرف كيف توصل أفكاره التي يحمل ... تشعر عند قراءة نصه (ختم مملكة الخفاء) هذا و كأن لا عاطفة لديه ...كلها فكر و عقل ... و لكن هل الفكر و العقل منفصلان عن الإنسان و بالتالي هل ينفصلان عن حساسيته الشعرية ؟؟!! أقول لا ...؟؟!! إن الفكر و العقل أهم ما يميز القصيدة شرط ألا يفرضا عليها دكتاتورية تجعلها نصاً أيدلوجياً (مؤطراً بالتنظير ) فتفقد التعبير الفني الذي لا تنتجه إلا العفوية و الطفولية المبدعة ...


          تبدأ القصيدة بهجوم فكري لاذع النغمة (مجمـــوعة جـُنـَّتْ مقاصـدُها أذىً ...) إذا قال القصيدة في جملة ثم بدأ خيط تفسير هذه الجملة الشعرية الجميلة التي اختزلت مقصده الفكري ... لكنها فتحت أبواب اللغة كي تتعرى أمام الفكر فيكتشف القارئ هذه المجموعة (مجموعة ماذا و ممن أو مما تتألف) فإذ بها مجموعة وحشية ( نشــبتْ أظافــرَها بـِلا خوف ٍعلى وجـهٍ لنا ...) فيروح الأسى ماشياً على دمع الشاعر ... صورة ساحرة و مبتكرة تحمل عبقرية نحتية في اللغة الجمالية للقصيدة ...فينفجر الدرب بسهام من شياطين القتامة و الضياع :
          [/align]
          [align=center]

          (رمــى دربي سـِـهامـاً من شـياطين ...


          القـتــامةِ والضـَياعْ ...
          إذ لا خطاً ترســو على دربي رؤى ...
          فالعتــمُ حـالفـَــهُ الفـــراغْ ...
          يســري بهِ كعناكب ِالمــوت ِالخفيَّة ِ...
          في المســارات ِالضنينة ِبالوضــوحْ ...)
          [/align][align=center]

          صورٌ بنيتها الفنية نحت في حجر الفكر بأزاميل الحساسية الشعرية التي تسرق القارئ من وحشته إلى وحدته مع الفكر المخبأ في كل حرف يستر خلفه قضية فكرية تبدو للشاعر أنها رؤيوية لكنها مغرقة بالمباشرة و السردية و الأهم بالوصفية التي تجعل صخر القصيدة يتآكل إذ تحته بقسوة وعنف ... و الشعر ليس صوت الفكر بل صداه في عمق ذواتنا .. القادرة على الرؤية ببصيرتها و ليس ببصرها ... هي القصيدة ترمومتر التوازن بين ماديتنا و روحنا ...


          كم جمالي من الصور المتلاحقة ببهاء غريب ترسم لوحة ... متقنة الصيغة الفنية لكنها حادة الرؤية الفكرية ( إذ لا خطاً ترســو على دربي رؤى ) إلى أن تدهشك صورة بجمالية لوحاتها (يتراقص النـــور الذي مـَسـَـخَ الرجــاءَ ...
          فضـاعَ منهُ كلُّ حالات الســمو . !)
          ... فيتراقص النور ؟؟ أي نور ؟؟ إنه النور الذي مسخ الرجاء !! أي نور هذا هو هل هو نور العتمة أم الغفلة أم نور الجهل أم الحقد ... أم أيُّ نورٍ هذا الذي يمسخ الرجاء فيضيّع منه حالات السمو ، فهل هي ضاعت من النور أم من الرجاء ... أقول ضاعت من الرجاء... أم لا رجاء من نور يأتي من مجموعة وحشية الفكر و الرؤى ؟؟ هذه آفاق رؤيوية تضع القارئ أمام السؤال و التساؤل فتفتح أمامه أبواب الكشف و الاكتشاف ...
          (مجمـــوعة ٌ ....
          [/align][align=center]

          حـَلـَقــاتها ممهــورة ٌفي خـِتم مملكة ِالخـَفـــاءْ ...


          كم تنتشــي طـَـرَباً إذا ... في ساحة الوجدان ِ...
          أقـفـَــرَتِ الدروبَ منَ الضـِيـاءْ ...
          حـَلـَقـَـاتـُها الأعـلى إلى ما لا نهاية َ... في الحضيضْ ...
          قد ألـزَمتـْـنا في خبـــاء ِالضــوء ِ...
          أن نرضــى بما تســعى إليه ...
          في أراجيـــح الظــلامْ ...
          والصــوتُ أخرســهُ الهــروبُ إلى الأمـــامْ ...)
          [/align][align=center]

          إنها مجموعة حلقاتها الفكرية ممهورة بختم الخفاء ... إنها كقطط الليل تبرق عيونها لكنها تفرُّ أمام الضوء الحقيقي ... لتبقى في النور الذي تحدث عنه الشاعر و هو نور الوحشية و العتمة و الضياع ... هي حلقات مفتوحة إلى ما لانهاية في الحضيض الفكري ..قد حاولت إلزام الشاعر و أمثاله بالصمت في خباء الضياء كي يرضوا بما تسعى إليه في أراجيح الظلام الفكري التي تروح وتعود كالنواس ... هاربة إلى أمامٍ مجهولٍ لا تعرفه و لا تدركه بل تحاول أخذ نفسها إليه كي لا تفكر في اللحظات المعاشة ...(صوت أخرسه الهروب إلى الأمام ) صورة من الفكر المصفى لكنه مليء بعسل الرؤية و الفنية و الصفاء التعبيري الجميل ...ليختم قصيدته بفكرة شعرية أوصلها


          بقصديته إلى بحر الفكر الواسع :
          [/align]
          [align=center]

          (خوفي نمـــا في حقــل ِمعرفـَتـي ...


          بـأنَّ مصـائرَ الإنســان ِ...
          تهـــوي للعـــدمْ ...
          تســعى لـتبـقى ترتدي آلامنــا ...
          ونسير في عــرَج ٍ إلى ...
          أكــوام ِمزبلـَـةُ الأمــمْ ...
          لكننــا ســنكونُ في جســد ِِالعــزيمة ِ...
          مـِشــعلاً ... نحمي به ِدارَ الحضــارة ِوالرؤى ...
          وتأكدوا إنْ أشــعــلَ المظـــلومُ بـيـدرَ ظـُلمــه ِ
          سـَـينـيـرُ حتى تهتدي منه المسالكُ ....
          ثمَّ تهــوي كلُّ أرصدة ِالضلالة ِ... فـَجــأة ً
          دونَ احتضـــارْ . !)


          [/align]
          نكتشف في (خوفي نما في حقل معرفتي) صورة خلاقة لا يبدعها و يكتشفها إلا شاعر يتوه عشقاً بالقصيدة و الفكر الذي يحمله .. هي كشف لما قد تولعه المعرفة من حرائق في كيان الشاعر كي يضيء للآخرين دروبهم ... خوفه نابع من قلقه المعرفي من مصائر الإنسان الذي تفتك بكيانيته مجموعات متوحشة كالتي يحكي عنها الشاعر ... فيفجر مساحات الأمل في هذه الخيبات التي تراكمت كبيادر ظلمة كي تهتدي منه الدروب نحو انتصار إنسانية الإنسان على وحشية المجموعات المتوحشة بترهلها الفكري ... فتحترق كل أرصدة الضلالة في بنوك التوحش و انغلاق الرؤى ... فجأة دون حتى أن تحتضر ...



          نصٌّ بنائي التركيب نما كأشجار مقلمة و منسقة كي تعبر عن روحية الفلاح لا عن روحية القصيدة فكانت جميلة و ممتعة للبصر و الأهم للبصيرة ... لكنها كانت فقيرة بالعفوية و يعود ذلك للموضوع الذي بنيت لأحله القصيدة فكانت قصيدة قصدية التركيب .. لكنها عميقة الرؤية الفنية ... إنما هي قاسية على المتلقى لانهزام العفوية أمام القصدية إنما هكذا هو الشاعر سمير سنكري و هكذا هو يبدع قصائده التي تعبر عنه بشفافية مطلقة ... و تخاطب عقل المتلقي قبل إحساسه و حسه وهو متقن لنصه و مبدع في كتابته و في هذا النص أكد الشاعر تمكنه من نصه فكتبه كما يشاء جمالية و شاعرية
          الأخ الشاعر الناقد مهتدي مصطفى غالب .. بكل احترام وتقدير
          شكراً جزيلاً لما قدمته من رؤيا لهذا النص ..
          يسعدني جداً أن أعرف دائماً أين أنا من خلالكم .. وأنت القادر
          أيها الغالي

          تعليق

          • وفاء الدوسري
            عضو الملتقى
            • 04-09-2008
            • 6136

            #6
            الشاعر القدير/سمير
            قصيدة تفتخر بها الأبجدية
            كل التقدير لك لقلمك المبدع
            تحية طيبة
            التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الدوسري; الساعة 25-11-2010, 10:59.

            تعليق

            • سمير سنكري
              أديب وكاتب
              • 19-03-2010
              • 183

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة وفاء عرب مشاهدة المشاركة
              الشاعر القدير/سمير

              قصيدة تفتخر بها الأبجدية
              كل التقدير لك لقلمك المبدع

              تحية طيبة
              الأخت الشاعرة وفاء عرب .. بكل التقدير
              وأنا أفتخر أنك هنا في متصحفي .. شكراً جزيلاً لمرورك

              تعليق

              يعمل...
              X