عالمنا أم عالمهم ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • إيمان ملال
    أديبة وكاتبة
    • 07-05-2010
    • 161

    عالمنا أم عالمهم ؟

    ربما كنت من بين فئة قليلة في هذا العالم، قد اختارت أن تعتبر الجنون أحد أبرز مبادئها، والثورة الصامتة ضد المألوف رغبةً في الوصول إلى طعم الحقيقة. أو ربما كنت من بين هؤلاء الساخرين والحمقى الذين صنعتهم الحياة لينقلبوا ضدها، ليس رغبةً في تحقيق أمجاد وانتصارات تدخلهم في صلب التاريخ، وإنما بهدف فرض قوانين عالمهم على الحياة وجعلها تقبل بها وتعترف بمشروعيتها.

    قبل أيام دفعتني إحدى الصديقات للخوض في حديث أفضل عادة الإبتعاد عنه لما يجلب لي من حزن ويأس كبيرين. فقد قالت بعد حوار دام ساعتين " إننا مرغمون على العيش في الواقع بل على التضحية بعوالمنا الخاصة التي نتحكم بها وحدنا في سبيل البقاء على قيد الحياة" . سألتها ما قد تعنيه الحياة مجردة من كل إحساس وكل طعم للحقيقة، فأجابت " هكذا الحياة وعلينا قبولها ".

    إنه من المؤسف حقا أن أرى شخصاً يستسلم بسهولة، ويضحي بعالمه الخاص حتى يبقى على قيد الحياة، لأنه في نظره لا يملك الخيار، وإذا اختار الدخول في صراع مع الحياة لأجل فرض عالمه عليها فإنه بذلك يخطو خطوة نحو الموت اختناقا بداخل عالمه بسبب المعاناة واليأس الشديدين، ببساطة يريدون القول إن الصراع مع الحياة في أساسه معركة خاسرة، إذ محكوم على المحارب أن يهزم مسبقاً أو أن يستسلم، فالأفضل له إذن أن يمتنع عن خوض النزال.

    ربما يبدو هذا الرأي حكيماً من الناحية التطبيقية، لكن نظرياُ أرى أنه مخالف لكل مبادئ القوة والإصرار.
    استطاعت الإنسانية أن تحقق العظمة والجمال والحقيقة والمعرفة والفضيلة والحب الأزلي، فقط على الورق.

    جورج برنارد شو


  • حارث عبد الرحمن يوسف
    عضو الملتقى
    • 23-02-2010
    • 344

    #2
    الإنسان أغبى الحيوانات

    هو حيوان إدراكي بحت و ليس ذكي

    فالإنسان يعذّب نفسه و بذلك يعذّب نفوس الآخرين

    الذكاء هو قدرة الحي على خلق جو انسجام داخلي مع الجو المحيط به
    وكلّما كان الإنسجام صحيحاً تكون معالم السعادة ظاهرة و هذا يعني أن الآلام تتلاشى

    فنرى الطيور و القطط والأسماك و الأشجار و الأنهار بعيداً عن الوحش الذي يُسمّى إنسان يعيشون انسجاماً وسعادةً لا يستطيع الإنسان بلوغها لغباء اعتباره أنّه سيّد الأرض

    أقول لصديقتك : اللاّمبالاة هي قمّة الحكمة و عالمك الصغير الخاص هو الدنيا كلّها ولا تأبهي لما يسحق هذا العالم فأنت المحقّة وأنت الصحيحة طالما تبحثين عن السلام في الداخل , السلام في الداخل أهمّ من السلام في الخارج لأن السلام في الخارج يلد منه
    كوني ذكيّة بخلق الجو المناسب لسلامك الداخلي و اهدأي

    فلن نجد الحلول الصحيحة بالإنفعال

    و اعلمي أن هناك ( أخرى ) هي أنتِ , تماماً أنتِ لا فرق بينها وبينك لا في الحركة ولا في العاطفة ولا في الشكل ولا في القدر بشيء سوى أنّها تبعد عنك ما لا يقاس بالأمتار , لكنّها تكرر كلّ ثانية كلّ ما تقومين به حتّى لا يُعرف من يكرر من , بل لا يكرر أحدٌ أحداً أنتما تقومان بنفس الشيء في لحظة الآن الكبرى (الكونيّة)أنت قيمةٌ لها وهي قيمةٌ لك هي معنى لك و أنت معنى لها
    بها تستطيعين السير في عالمٍ لا يريد فهمك و معها تبدأين بالحصول على أجوبة لأسئلتك الكثيرة فالسؤال يسبب الألم حين لا يجد الجواب
    هي (توأمك) عندما تجدينها و تدخلين إلى جسدها هي أيضاً تجدك وتدخل إلى جسدك و لكن هذه العمليّة التبادليّة بين قيمتك ومعناك تجلب الكثير من الأجوبة ناهيك عن السعادة التي تأتي من المعرفة الجديدة

    عندما نقع في مسيرتنا (نهرٌ مثلاً ) نسبح وما علينا سوى السباحة و إذا مررنا بسباحتنا بأماكن قذرة فالحلّ الوحيد هو المتابعة بلا تذمّر و التسلّح بالثّقة أنّ الخروج أصبح قريباً و بالفعل هنا تحصل النتيجة المرجوّة
    عالمنا الداخلي الخاص هو المعمل الذي ننتج به كلّ الأحداث التي نرغب بالحصول عليها لكنّ لهذا المعمل مفتاح و طريقة إدارة و أدوات كلّها بمتناول أيدينا ,

    يبقى أمرٌ بسيط

    كيف ؟

    توأمي دائماً ممعلّمي
    التعديل الأخير تم بواسطة حارث عبد الرحمن يوسف; الساعة 07-05-2010, 09:36.

    تعليق

    • إيمان ملال
      أديبة وكاتبة
      • 07-05-2010
      • 161

      #3
      هذا أكيد.
      شكرا على المرور الكريم .
      استطاعت الإنسانية أن تحقق العظمة والجمال والحقيقة والمعرفة والفضيلة والحب الأزلي، فقط على الورق.

      جورج برنارد شو


      تعليق

      يعمل...
      X