ربما كنت من بين فئة قليلة في هذا العالم، قد اختارت أن تعتبر الجنون أحد أبرز مبادئها، والثورة الصامتة ضد المألوف رغبةً في الوصول إلى طعم الحقيقة. أو ربما كنت من بين هؤلاء الساخرين والحمقى الذين صنعتهم الحياة لينقلبوا ضدها، ليس رغبةً في تحقيق أمجاد وانتصارات تدخلهم في صلب التاريخ، وإنما بهدف فرض قوانين عالمهم على الحياة وجعلها تقبل بها وتعترف بمشروعيتها.
قبل أيام دفعتني إحدى الصديقات للخوض في حديث أفضل عادة الإبتعاد عنه لما يجلب لي من حزن ويأس كبيرين. فقد قالت بعد حوار دام ساعتين " إننا مرغمون على العيش في الواقع بل على التضحية بعوالمنا الخاصة التي نتحكم بها وحدنا في سبيل البقاء على قيد الحياة" . سألتها ما قد تعنيه الحياة مجردة من كل إحساس وكل طعم للحقيقة، فأجابت " هكذا الحياة وعلينا قبولها ".
إنه من المؤسف حقا أن أرى شخصاً يستسلم بسهولة، ويضحي بعالمه الخاص حتى يبقى على قيد الحياة، لأنه في نظره لا يملك الخيار، وإذا اختار الدخول في صراع مع الحياة لأجل فرض عالمه عليها فإنه بذلك يخطو خطوة نحو الموت اختناقا بداخل عالمه بسبب المعاناة واليأس الشديدين، ببساطة يريدون القول إن الصراع مع الحياة في أساسه معركة خاسرة، إذ محكوم على المحارب أن يهزم مسبقاً أو أن يستسلم، فالأفضل له إذن أن يمتنع عن خوض النزال.
ربما يبدو هذا الرأي حكيماً من الناحية التطبيقية، لكن نظرياُ أرى أنه مخالف لكل مبادئ القوة والإصرار.
قبل أيام دفعتني إحدى الصديقات للخوض في حديث أفضل عادة الإبتعاد عنه لما يجلب لي من حزن ويأس كبيرين. فقد قالت بعد حوار دام ساعتين " إننا مرغمون على العيش في الواقع بل على التضحية بعوالمنا الخاصة التي نتحكم بها وحدنا في سبيل البقاء على قيد الحياة" . سألتها ما قد تعنيه الحياة مجردة من كل إحساس وكل طعم للحقيقة، فأجابت " هكذا الحياة وعلينا قبولها ".
إنه من المؤسف حقا أن أرى شخصاً يستسلم بسهولة، ويضحي بعالمه الخاص حتى يبقى على قيد الحياة، لأنه في نظره لا يملك الخيار، وإذا اختار الدخول في صراع مع الحياة لأجل فرض عالمه عليها فإنه بذلك يخطو خطوة نحو الموت اختناقا بداخل عالمه بسبب المعاناة واليأس الشديدين، ببساطة يريدون القول إن الصراع مع الحياة في أساسه معركة خاسرة، إذ محكوم على المحارب أن يهزم مسبقاً أو أن يستسلم، فالأفضل له إذن أن يمتنع عن خوض النزال.
ربما يبدو هذا الرأي حكيماً من الناحية التطبيقية، لكن نظرياُ أرى أنه مخالف لكل مبادئ القوة والإصرار.
تعليق