(موت المؤلف) .. دعوة إلى المناقشة والحوار ...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الهويمل أبو فهد
    مستشار أدبي
    • 22-07-2011
    • 1475

    #16
    الأستاذ القدير بلقاسم علواش

    تحية طيبة وبعد

    أتفق تماما مع ما ذهبت إليه من رأي في موقف بارت من المؤلف، وأقف رافعا القبعة عند ما سقته من أمثلة أصابت كبد الحقيقة. ولي بعض الأضافات القليلة. نعم: النص بنية مغلقة وتشكل نظاما دلاليا يتكفل هو وليس المؤلف بوضوح ونقل الدلالة (ولهذا فالمعنى ليس لدى المؤلف وإنما هو وليد النظام نفسه: النحو هو المسؤول عن المعنى وليس المتكلم/المؤلف وقصده أو مقاصده، بل المؤلف شأنه شأن القارئ مستخدم آخر لهذا النظام الدلالي ولا يستطيع أن يحر حرفا دونه). ورست هذه الحقيقة على الأقل منذ سوسير ومثاله حول نظام المواصلات وقطار جنيف/باريس عند الساعة 9,25.. فلا فرق في نظام المواصلات إذا كان قطار الـ 9,25 قاطرة واحد اليوم وتغيرت غدا لتصبح 1000 قاطرة أو حتى تغير القطار هيكلا ومادة وأصبح من الذهب الخالص، أو حتى غادر متأخرا أو متقدما طالما بقي مختلفا عن غيره ضمن هذا النظام، فهو ضمن نظام المواصلات يظل قطار الساعة 9,25 ويعرفه المسافرون على أنه الذي ينقلك من جنيف إلى باريس.

    والحال أن بارت والقائلين بموت المؤلف هم أنفسهم جاءوا ضمن منظومة فكرية تكاد تكون كونية. ففي عشرينيات القرن العشرين كان الجدل على أشده في أمريكا وبريطانيا حول من يملك المعنى وكيف يستطيع المؤلف أن يمتلك "قصده/مقاصده"، وكتب بيردزلي ومنرو المغالطتين الشهيرتين: المغالطة القصدية والمغالطة التأثيرية، نفيا فيهما امتلاك الكاتب/المؤلف وحده حق القصد (القصدية) أو امتلاك القارئ لها بسبب ما يثيره النص من استجابه فيه، وأحالا القصد إلى اللغة التي يمتلكها الجميع حتى قبل أن يولد المؤلف/الشاعر (وهذا ما جاءت البنيوية لتقننه وتقعده). بارت بطبيعة الحال قال أيضا إن موت المؤلف أنجب القارئ، كما قال أن المؤلف ليس أكثر من كاتب (سكرتير).

    ((فهل ننسب المؤَلَّف (الليالي) إلى شخص ما زورا ليدافع عن قصديته طالما هو بلا مؤلِّف، وكيف يتأتى لنا هذا والنص قديم وبيننا وبينه قرون؟ هل نزوّر لهفي كتب أخرى؟ وكيف يمكننا ذلك والإبداع فعل إنساني يتوافر لدى جميع الأمم والشعوب؟ وأي كتاب هذا الذي لم يطلع عليه غيرنا لنّدُسَ فيه نحن قصدية المؤلف المزعوم -غير الموجود أصلاً-؟!، أم نحرّق المؤلَّف (الليالي) لأنه بلا مؤلِّف (كاتب)، أم نقرأ بقراءتنا في مقابل قراءة غيرنا، ونرد عليهم من قراءتنا إن أردنا الرد.))


    كتب ميشال فوكو مقالا جعل عنوانه بغرابة (ما هو المؤلف؟) وتبرز فيه أيضا أهمية ألف ليلة وليلة، بوصف الكتابة ملازما ودافعا للموت، كما يربط بين حقوق الملكية (التي ظهرت حديثا جدا) وبين حصول المؤلف على أهميته التي لم تكن له عبر العصور (كما هي حال ألف ليلة وليلة). لا تعينني الذاكرة على التفاصيل لكنني سأعود لقراءة المقال. ولعل فيه بعض الاجابات على مثل ما أثرته من الأسئلة.

    غير أن أهمية المؤلف تعاظمت مع الحقبة الرومانطيقية، وأصبح الشاعر وحده القادر على الوصول للحقائق العظيمة وأصبح هو وحده مالك الحقائق وصادق العاطفة ومنقذ البشرية من الهلاك والضلال (أصبح الآلهة مكان الإله بعد موته، وأصبحت الطبيعة جنة الله الموعودة واللحظة الراهنة هي لحظة الخلود—هكذا قال وردزورث وشيلي وكيتس ضمن آخرين). وأصبحت حياة الشاعر وتفاصيلها الدقيقة محور التتبع والدراسة لدرجة أن شعره أصبح انعاكاسا لتفاصيل حياته التي بدورها أصبحت مادة الدراسات الضخمة، حتى أن شعره لم يعد مجال اهتمام. وهذا ما جعل الأمريكي/البريطاني إليوت (صاحب الأرض الخراب) أن يكتب مقاله الشهير (الموروث والموهبة والفردية) ليعيد الاهتمام بالقصيدة/الشعر وليس الشاعر (وهذا أساس ما سمى بالنقد الجديد خاصة في أمريكا).


    ((إن بارت لا يقصد بـ"موت المؤلف"عدم نسبة النص إلى صاحبه أوحرمانه من حقوقه في الملكية الفكرية، فحتى رولان بارت كان يضع اسمه على مؤلفاته، وكان يتفاوض مع دور النشر على حقوقه، لكن بارت في المقابل لم يمارس سلطته على أي نص من نصوصه، ولم يبق بقرب أحدٍ منها، يوجّه هذا ويصوّب ذاك مما يفهمه القراء على اختلاف ثقافاتهم ومفاهيمهم ومداركهم، ولم يقل بأنه يحتكرالقصدية وحده، بل تركـها مـشاعـة للقـراء.))


    نعم: كل القائلين بموت المؤلف فعلوا ذلك، وبهذه الأمور تحديدا بدأ فوكو مقاله (ما هو المؤلف؟)؛ لكن المؤلف حسب ما تكلس فيه من قيم ومفاهيم، ليس فقط هو الشخص الفرد الذي له تفاصيله الحياتية اليومية مثلي ومثلك ومثل غيرنا من الآخرين. فالمتنبي مثلا أصبح قيمة مؤسساتية اجتماعية وسياسية وثقافية وتاريخية، ولا يهتم أحد بما كان يفعل في يومه أو ليلته أو من أين يشتري مأكله وملبسه. كذلك الأمر مع شكسبير. وفي النقد لا يجرؤ أحد على القول بأن قصيدة تنسب إلى المتنبي أو إلى شكسبير إنها رديئة أو سيئة. فإن كانت كذلك، فلا بد أن نبحث عن سبب الرداءة كأن نقول إنها ليست له وإنما منحولة. أما ترك النص مشاع للقراء، فليس منة من بارت، وإنما حتمية تفرضها منظومة الفكر السائد عن اللغة النظام وما يسمونة الكفاءة (competence) والتصنيف الجنوسي (genre) . فقد قال ملارمية ولاكان وفوكو وبارت بإن اللغة هي التي تتكلم وليس المؤلف، وهي التي "تقصد" والإنسان مجرد مستخدم لما هو موجود أصلا بقوانين وقواعد محددة ولا يستطيع كسرها أو الخروج عليها، بل اللغة هي الوحيدة التي تستطيع التعبير حتى عندما يكون المرؤ هازلا أو ساخرا أو يسعى لقلب المعنى المباشر (هكذا قال أيضا تشومسكي).

    ولا شك لدي بأنك على وعي بمثل هذه الأمور، فأنت تكاد تعرّب تشومسكي وأقوال غيره في فقراتك التالية، وأغبطك على قدراتك البيانية:


    ((إن ربطنا النّص بالمؤلف، وربنا النّص بنّاصه عند القراءة والنقد، سنبقى خارج النص، لأن ماهو داخل النص من جماليات وكنوز معرفية وفكرية تسبح بين الطفو على البنية السطحية تارة وبين الغوص إلى البنية العميقة تارات أخرى لا يكون إلا عبر مجادف اللغة، التي شكّل المؤلف من خاماتها تركيبها وتراكيبها، ليودعها ما يريد، ولكن للغة سلطتها وممانعتها وتفلتها، ولن يقوى الكاتب مهما أوتي من قوة على ترويض وتطويع اللغة وغلق دلالاتها وحصرها على ما يريد، بل هي الفرس الجموح، التي تفرض منطقها على الناص وتتحكم فيما بعدعلى النص وتولد دلالاته- حتى وإن طاوعته فيما يريد فإنها لاتستسلم له كالميت- وبالتالي تظهر في النص نابضة بالمعاني، وتبقى لها دلالاتها الحية التي لم يقصدها الناص في النص بداية، خصوصا مع طول الزمن والتطور اللغوي وموت المؤلِّف البيولوجي، فما دخل المؤلف في دلالات النص بهذه الحال، قدتكون له قصديته الخاصة، لكن النص ليس صخرة صماء ولا يعرف الموت الطبيعي ولا البيولوجي، إنه كائن حي يبقى يمارس حياته، ينمو ويتطور، ويتلّون في دلالاته ويغير منها ما يشاء ويضيف لها مايشاء حتى وإن كان من دون مؤلف ومن دون سلطة قصدية تمارس الإقصاء الدلالي والاستبداد القصدي، كمثل نص " ألف ليلة وليلة" الذي لا يَعْرِفُ له القراءُ كاتبا محدداً.

    إن اللغة في النص بغوايتها وتفلتها وممانعتها تبقيه حيًّا يقول الكثير، حتى أنها تقول ما لم يكن يقصده المؤلِّف في حياته، بل هي تقول حتى ما لم يكن يخطر بباله، ولو كانت حياة المؤلِّف داخل النص ضرورية لأحرق البشر النتاج الأدبي الذي مات منتجوه، لأنهم والحال هذه، إما أنهم بموتهم ماتت نصوصُهم بموت قصدياتها التي هي قصدياتهم وبالتالي تموت معهم، ومن هنا لا قدرة لنا إلى إحياء المؤلِّفين من قبورهم ودبّ الحياة في رماد عظامهم، ومساءلتهم عما كانوا يريدون من تلك النصوص، أو أن الثقافة الجديدة تمل من تلك القصدية التي أكل عليه الدهر وشبع إن دونوها وأثبتوها وألزموا الناس بها، وربما يمكننا القول أنها صارت محفوظة وقديمة مما جعلها مستنفذة ومستهلكة كما نقول مع الصور الشعرية مثلا.))


    وأراك تدرك قضية التناص وتعدد أصوات النص كما جاءت عند مخائيل باختين وجوليا كريستيفا وأسسها عند بارت:


    ((النص مولود في أصله من أباء متعددين، فالنص هونتاج ثقافة ونتاج أفكار ونتاج نصوص قرأناها وخزنّاها في ذاكرتنا ومنها نبت نسيج النص، فالملكية الفكرية، أو أبوة الكاتب للنص هي نسبية أقرب إلى المجازية وليست خاصة محددة، لأن النص وليد أمشاج متعددة، منها نطفة الأب ورؤيته، وليس للأب زيادة على هذا، سوى تجميع تلك الأمشاج والمكونات وإخراجها للوجود بعد دمجها والتأليف بينها ووضعها في حمولة اللغة، في عملية ذهنية فكرية عقلية دماغية.))


    ولك بالغ التحية والتقدير
    التعديل الأخير تم بواسطة الهويمل أبو فهد; الساعة 28-12-2011, 02:11.

    تعليق

    • بلقاسم علواش
      العـلم بالأخـلاق
      • 09-08-2010
      • 865

      #17
      الأستاذ الكريم الهويمل أبو فهد الناقد الرزين المطلع
      أشكرك جزيل الشكر على هذه الاستفاضة في تتبع مداخلتي والتعليق على ما ورد فيها، ولقد كان لك الفضل في تحريرها، فمشاركتك التي سبقتها كانت السبب في تحبيرها، وهذا هو الحوار النصي والتلاقح الفكري، يفضي إلى أفكار ورؤى ثابتة لكنها حية ومتجددة ومستمرة في الآن ذاته، تبقي المعنى مستمرا ومتطورا ونابضا بالحياة يحيل أوله إلى آخره، دون أن يقصي أحدهما الآخر أو يفرض عليه.
      أشكرك جزيل الشكر على تجشم عناء الرد والقراءة الواعية والحرفية.
      دمت بودٍ ممتدٍ بكلِ التحيّة العبقة العطرة
      لا يَحـسُـنُ الحـلم إلاّ فـي مواطـنِهِ
      ولا يلـيق الـوفـاء إلاّ لـمـن شـكـرا

      {صفي الدين الحلّي}

      تعليق

      • مباركة بشير أحمد
        أديبة وكاتبة
        • 17-03-2011
        • 2034

        #18
        للغة الجميلة ذات المفردات المتناسقة دورها البارز في الكشف عن مخابئ الدرر في النص ،وهي ترنيمة الهزارالذي يشد إليه أفئدة القراء عنوة،ويحلق بهم فوق السحائب، لكن لو اعتمدنا عليها دون توجيه بوصلة الإهتمام إلى المضمون نكون كمن يبحث عن التسلية الصبيانية طوال جولات نهارية ،ليعود الطفل في الأخير فارغ اليدين من أي فائدة .فقد يكون النص منغمسا في شهد التعابير ،موغلا في أنهار العذوبة ،فيشبه بذلك امرأة ساذجة أومجنونة ،قد زينها أهلها بأفخر الألبسة والجواهر ،فليس عند كشف هويتها بعد الإعجاب بمظهرها إلا النفور أو التضمر .وقد يزخر بها مضامينا وآراء صائبة ذات منفعة ،لكن بلغة تفتقر إلى الشكل الجمالي .والمؤلف الحقيقي هو الذي يوازي بين ضفتي الشكل والمضمون لكي يبلغ الأهداف ،ويحفر اسمه في صخر الأزمنة كمؤلف جدير بالبشرية أن تجله وتقدره في حياته و مماته .
        أما عن حقوق ملكيته لما ينسكب من ينبوع قريحته من نتاجات فكرية،فهذا لا يتعارك عليه عاقلان ،لأن الإبداع أولا وأخيرا ماهو إلا كما من المشاعر والأفكار ،حينما يكتب لها الإنفراج من سجن الذات بعد نضوجها ،ستتلقفها أعين القراء أو مسامعهم ،كأي كلام من لسان أوقلم أي إنسان متعلم أو جاهل ،غير أن المبدع ،يصوغ كلماته في طبق زبرجدي ينم عن موهبة ربانية ،وليس لائقا بنا أن نشبهه بالديكتاتور الذي يستولي على ملكيات غيره قسرا . فأن تبنى نظراته ورؤيته إلى الواقع على أساس اطلاعاته واكتساباته الأدبية ،بل وتجارب غيره في الحياة ،ليس معناه احتكار إبداعاته ،بل نحن من نشبه ذاك الديكتاتور إذا نسبنا مجهوده الفكري إلى أدمغتنا دون عناء.ثم أن الذي يكتب قصيدة يهجو فيها رئيسا ما أو أغنية كما هو الحال للمطربة ذكرى التونسية ،هل سيعاقب وحده أم الذين ساهموا في تنشئة أحاسيسه؟؟" يقول تعالى " ولاتزر وازرة وزر أخرى " " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " . للمؤلف تنسب كتاباته وللقراء فيها ما يقولون .

        تعليق

        • هيثم الريماوي
          مشرف ملتقى النقد الأدبي
          • 17-09-2010
          • 809

          #19
          كل الشكر للفاضلات والأفاضل الأساتذة على مداخلاتهم ، ولأستاذي الهويمل أبو فهد وبلقاسم علواش خصوصا
          أود فقط تأكيد نقطة أعتقد أنها مفصلية

          إن إعلان موت المؤلف على يد بارت ، هو إقصاء للدور السلطوي للناص وللنص و تفعيل الدور القطبي للمتلقي في مثلث (الناص – النص – المتلقي) ، فليس للناص أو شكلية النص تحديد معالم فهم المتلقي ، إن ذلك لا يلغي بالضرورة دور أي ضلع من أضلاع المثلث وإنما يبرز من جهة منهجية الأدوار التفاعلية ، ومن جهة أخرى تفعيل دور المتلقي في البحث والكشف عن المعنى ، لأن الناص وسطوح اللغة هما بوابة المتلقي لإعادة الكتابة عبر القراءة ،التي تحقق التثاقف ، المعرفة ، ولذة النص كما يرى بارت ، يقول رولان بارت (( لقد مات المؤلف بوصفه مؤسسة ، واختفى شخصه المدني والإنفعالي ، ...، كما أن ملكيته انتهت ، ولم يعد بمقدوره ممارسة تلك الأبوة الرائعة التي أخذها على عاتقه ...، في النص لا أرغب في المؤلف بأي شكل من الأشكال ، فأنا محتاج إلى صورته ( وهذه الصورة ليست تمثيلا له ولا إسقاط عليه ) مثلما هو محتاج إلى صورتي ))

          تقديري
          هيثم الريماوي

          ((احذر من العلم الزائف ، فهو أخطر من الجهل. )) جورج برنارد شو

          بين النظم وأن يكون نثراً شعرة الإيقاع التي لم يلتفت إليها العروض
          بين النثر وان يكون نظماً قصة العلوم طويلة الأمد.

          تعليق

          • الهويمل أبو فهد
            مستشار أدبي
            • 22-07-2011
            • 1475

            #20
            المشاركة الأصلية بواسطة هيثم الريماوي مشاهدة المشاركة
            كل الشكر للفاضلات والأفاضل الأساتذة على مداخلاتهم ، ولأستاذي الهويمل أبو فهد وبلقاسم علواش خصوصا
            أود فقط تأكيد نقطة أعتقد أنها مفصلية

            إن إعلان موت المؤلف على يد بارت ، هو إقصاء للدور السلطوي للناص وللنص و تفعيل الدور القطبي للمتلقي في مثلث (الناص – النص – المتلقي) ، فليس للناص أو شكلية النص تحديد معالم فهم المتلقي ، إن ذلك لا يلغي بالضرورة دور أي ضلع من أضلاع المثلث وإنما يبرز من جهة منهجية الأدوار التفاعلية ، ومن جهة أخرى تفعيل دور المتلقي في البحث والكشف عن المعنى ، لأن الناص وسطوح اللغة هما بوابة المتلقي لإعادة الكتابة عبر القراءة ،التي تحقق التثاقف ، المعرفة ، ولذة النص كما يرى بارت ، يقول رولان بارت (( لقد مات المؤلف بوصفه مؤسسة ، واختفى شخصه المدني والإنفعالي ، ...، كما أن ملكيته انتهت ، ولم يعد بمقدوره ممارسة تلك الأبوة الرائعة التي أخذها على عاتقه ...، في النص لا أرغب في المؤلف بأي شكل من الأشكال ، فأنا محتاج إلى صورته ( وهذه الصورة ليست تمثيلا له ولا إسقاط عليه ) مثلما هو محتاج إلى صورتي ))

            تقديري
            هيثم الريماوي

            العزيز الشاعر هيثم الريماوي

            أعتقد أنك أصبت الحقيقة فيما تحته خط بعاليه؛ لكن ينبغي أن نحدد معنى "النص" عند بارت؛ فهو يميز بين نصين: المقروء والمكتوب [إذا كانت ترجمة (lisible /scriptible) صحيحة]. فهو يرى قارئ النص المقروء مجرد مستهلك فقط أما في النص المكتوب فهو يراه منتجا (أو إن شئت مبدعا)؛ فهو قد سبق أن تحدث عن الانتقال من "العمل" إلى "النص" (لا أعرف غير "عمل" ترجمة لمفردة "work" بمفهوم عمل فني أو أدبي). مثل هذه الرؤيا تتفاعل فيها قضايا اللغة ومفهوم النص ومفهوم القارئ.

            وتقبل خالص الود والتقدير
            التعديل الأخير تم بواسطة الهويمل أبو فهد; الساعة 02-01-2012, 18:29.

            تعليق

            • عبد الفتاح أفكوح
              السندباد
              • 10-11-2007
              • 345

              #21
              شكرٌ وتقديرٌ ...


              سلام الله ذي الجلال والإكرام عليكم أهل الجود والكرم ورحمته جلَّ وعلا وبركاته
              أما قبل ...
              فلكم جميعاً من أخيكم أبي شامة المغربي قمَر الشكر المنير في جوف الظلماء، ولكم منه شمسَ التقدير المشرقة في قلب السماء على جميل مبادرتكم إلى إرسال حروفكم العربية محلقة شادية في سماء هذه الواحة الزاهرة ...
              وبعد ...
              إنَّ الرَّاجح في رأيي، كمَا أسلفتُ، هو أن مؤلف العمل الأدبي حي يرزق، وأن خلوده رهين بمدى خلود عمله الإبداعي، بقدر ما أرى الصواب والحق في نسبة أي عمل أدبي إلى صاحبه، وأن الخطأ والباطل في فصل المؤلف عن عمله الإبداعي، وتتبادر إلى ذهني اللحظة آية قرآنية كريمة، على سبيل القياس، وهي التالية:
              بسم الله الرحمن الرحيم
              "ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ، هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ، فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ، فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ، وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ، وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ، وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً"
              الأحزاب - الآية رقم 5
              فعسى أن يتدبر القارئ الكريم رُوح الإجابة في هذه الآية الكريمة، ثمَّ إني لا أحسبُ القول بـ (مَوت المؤلف) إلا خطأ ووهماً شائعاً بين كثير من النقاد المحدثين، سواء أكانواْ عرباً أم غربيين ...

              حيَّاكم الله
              أبو شامة المغربي

              تعليق

              يعمل...
              X