الزنا بين القانون والإسلام والمسيحية واليهودية (دعوة للجميع).

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أسماء المنسي
    أديب وكاتب
    • 27-01-2010
    • 1545

    الزنا بين القانون والإسلام والمسيحية واليهودية (دعوة للجميع).

    الــــزنــــا



    لست هنا بصدد تعريف الزنا لأن من المُسَلَم بِه أننا جميعاً نعرف معنى الزنا وما المقصود منه ؛ ولكني أود أن نتناقش عنه من حيث
    (عقوبته والنهي عنه)
    في عدة اتجاهات ألا وهي:



    *أولاً في الشريعة الإسلامية*.


    *ثانياً في الديانة المسيحية*.


    *ثالثاً في القانون*.



    وهذا حتى يكتمل النقاش من كل الاتجاهات ؛ نحن هنا لسنا بصدد مقارنات وإنما لبيان جريمة الزنا كاملة في الشرائع السماوية وما يتم تطبيقه في القانون.



    وأرجو من الجميع المشاركة وبيان اختلاف تطبيق القانون في البلدان المختلفة ؛ فهل سيختلف في مصر عن العراق عن السعودية عن الجزائر عن ....إلخ؟؟


    [align=right]
    علمتني الإرادة أن أجعل حرفي يخاطب أنجما
    ويخطُ كلمات ترددها السماء تعجبا
    تأبى معاني الشعر إلا أن ترا
    حروف صاغتها الإرادة تبسما
    [/align]
  • جلاديولس المنسي
    أديب وكاتب
    • 01-01-2010
    • 3432

    #2
    { الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين} .


    سورة النور.....

    تعليق

    • أسماء المنسي
      أديب وكاتب
      • 27-01-2010
      • 1545

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة جلاديولس المنسي مشاهدة المشاركة
      { الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين} .


      سورة النور.....
      جئتِ بما هو مفيد أستاذة جلاديولس
      أشكرك


      دمتِ بود
      [align=right]
      علمتني الإرادة أن أجعل حرفي يخاطب أنجما
      ويخطُ كلمات ترددها السماء تعجبا
      تأبى معاني الشعر إلا أن ترا
      حروف صاغتها الإرادة تبسما
      [/align]

      تعليق

      • أسماء المنسي
        أديب وكاتب
        • 27-01-2010
        • 1545

        #4
        تفسير الآيه
        { الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين} .

        (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ) هذه الآية الكريمة فيها حكم الزاني في الحد ، وللعلماء فيه تفصيل ونزاع ؛ فإن الزاني لا يخلو إما أن يكون بكرا ،أو محصنا .
        فأما إذا كان بكرا لم يتزوج ، فإن حده مائة جلدة كما في الآية ويزاد على ذلك أن يُغَرب عاماً [ عن بلده ] عند جمهور العلماء ، خلافا لأبي حنيفة فإن عنده أن التغريب إلى رأي الإمام إن شاء غرب وإن شاء لم يغرب .


        - حجة الجمهور في ذلك ما ثبت في الصحيحين الأعرابيين اللذين أتيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال أحدهما : يا رسول الله ، إن ابني كان عسيفا - يعني أجيرا - على هذا فزنى بامرأته ، فأفتديت ابني منه بمائة شاة ووليدة ، فسألت أهل العلم ، فأخبروني أن على ابني جلد مائة وتغريب عام ، وأن على امرأة هذا الرجم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده ، لأقضين بينكما بكتاب الله : الوليدة والغنم رد عليك ، وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام . واغد يا أنيس - لرجل من أسلم - إلى امرأة هذا ، فإن اعترفت فارجمها " . فغدا عليها فاعترفت ، فرجمها .


        وقد روى الإمام أحمد ومسلم ، وأهل السنن الأربعة ، من حديث قتادة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خذوا عني ، خذوا عني ، قد جعل الله لهن سبيلا البكر بالبكر ، جلد مائة وتغريب سنة والثيب بالثيب ، جلد مائة والرجم " .


        نقلاً عن تفسير ابن كثير

        ومن الآيه الكريمة نرى أن حد الزنا هو الجلد ولم تذكر الآيه الرجم ولهذا بدء خلاف .
        فهناك من يعتقد أن الآيه نسخت السنة التي قضى بها رسولنا الكريم وهي الرجم ؛ ولكن هذا أعتقاد خاطئ حيث أن الرسول ومن بعده الصحابة قد قاموا بالرجم فإذا كانت الآيه نسخت السنة ما كان الرسول وأصحابه قاموا بالرجم.
        وقد روى البخاري ومسلم عن ابن عباس أن عمر بن الخطاب خطب فقال : إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق ، وأنزل عليه الكتاب فكان فيما أنزل عليه آية الرجم فقرأناها ووعيناها ورجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا من بعده ، وإني حسبت إن طال بالناس الزمان أن يقول قائل ما نجد آية الرجم في كتاب الله ، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله فالرجم حق على من زنى من الرجال والنساء إذا كان محصنا إن قامت البينة أو كان حمل أو اعتراف ، وأيم الله ! لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله عز وجل لكتبتها "

        يتبع
        [align=right]
        علمتني الإرادة أن أجعل حرفي يخاطب أنجما
        ويخطُ كلمات ترددها السماء تعجبا
        تأبى معاني الشعر إلا أن ترا
        حروف صاغتها الإرادة تبسما
        [/align]

        تعليق

        • أسماء المنسي
          أديب وكاتب
          • 27-01-2010
          • 1545

          #5
          (وقوله) : ( ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله )أي : في حكم الله . لا ترجموهما وترأفوا بهما في شرع الله ،وليس المنهي عنه الرأفة الطبيعية [ ألا تكون حاصلة ] على ترك الحد ، [ وإنما هي الرأفة التي تحمل الحاكم على ترك الحد ] فلا يجوز ذلك .



          وقال ابن أبي حاتم: حدثنا عمرو بن عبد الله: أن جارية لابن عمر زنت ، فضرب رجليها - قال نافع : أراه قال : وظهرها - قال : قلت :( ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله )قال : يا بني ،ورأيتني أخذتني بها رأفة؟ إن الله لم يأمرني أن أقتلها ، ولا أن أجعل جلدها في رأسها ، وقد أوجعت حيث ضربت .



          ــــــــــــــــ



          ( وقوله) : (إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر)أي : فافعلوا ذلك : أقيموا الحدود على من زنى ، وشددوا عليه الضرب

          ولكن ليس مبرحا ؛ ليرتدع هو ومن يصنع مثله بذلك .





          ــــــــــــــــ



          ( وقوله) : ( وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين) : هذا فيه تنكيل للزانيين إذا جلدا بحضرة الناس ، فإن ذلك يكون أبلغ في زجرهما ، وأنجح فيردعهما ، فإن في ذلك تقريعا وتوبيخا وفضيحة إذا كان الناس حضورا.


          نقلاً عن تفسير ابن كثير

          وخلاصة تفسير الآيه الكريمة و السنة

          تحديد عقاب الزاني وهو الجلد مائة جلدة وتغريب عام عن البلاد للغير متزوج والرجم للمتزوج.
          ورغم الاختلاف والنزاع بشأن الرجم إلا أن الجلد متفق عليه بالإجماع ولا خلاف فيه.
          والشريعة هنا لم تفرق بين الزاني والزانية فالعقوبة تطبق عليهما معاً دون تفرقة ودون شروط سِوَى شروط إثبات واقعة الزنا ذاتها.

          هذه هي عقوبة جريمة الزنا بالشريعة الإسلامية
          التعديل الأخير تم بواسطة أسماء المنسي; الساعة 07-08-2011, 00:02.
          [align=right]
          علمتني الإرادة أن أجعل حرفي يخاطب أنجما
          ويخطُ كلمات ترددها السماء تعجبا
          تأبى معاني الشعر إلا أن ترا
          حروف صاغتها الإرادة تبسما
          [/align]

          تعليق

          • د. وسام البكري
            أديب وكاتب
            • 21-03-2008
            • 2866

            #6
            أهلاً وسهلاً بالأستاذة أسماء المنسي وبموضوعها القيّم
            الذي يسلط الضوء على (الزنا) وفق الشرع الإسلامي والمسيحي واليهودي والنظر القانوني.
            آملين تفاعل المتخصصين وغير المتخصصين فيه، فضلاً عن دعوة إخواننا المسيحيين للتفاعل بوجهات نظرهم المفيدة.
            ودمتم موفّقين.
            د. وسام البكري

            تعليق

            • د. نديم حسين
              شاعر وناقد
              رئيس ملتقى الديوان
              • 17-11-2009
              • 1298

              #7
              [align=justify]
              و لا تقْربوا الزنا


              إن من أفحش الفواحش وأحط القاذورات جريمة الزنا ، حرمه الله تعالى فقال تعالى : وَلاَ تَقْرَبُواْ الزّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً [الإسراء:32] ، فأخبر تعالى عن فحش الزنا في نفسه ، وهو ما انتهى قبحه ، وأخبر عن سبيله ، وهو سبيل بلاء وفقر وعار وضعف للإيمان وقلة للحياء والتقوى والخوف من الله.قال الله تعالى : الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زانٍ أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين .
              ويقول في الجزاء والعقوبة عن عذاب الزاني والزانية ، وأن عذابهما أليم ، بعد ذكر الشرك بالله والقتل والزنا ، قال تعالى : وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَـٰهَا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ يَلْقَ أَثَاماً يُضَـاَعفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيـامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَـاٰلِحاً فَأُوْلَـئِكَ يُبَدّلُ اللَّهُ سَيّئَاتِهِمْ حَسَنَـاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَـالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتاباً [ الفرقان : 68 - 71 ].

              أخبر الله تعالى عن عذاب الزاني ما لم يرفع العبد ذلك بالتوبة النصوح والأعمال الصالحة والندم والعزم على عدم العودة إليه ، فما أقبح جريمة الزنا ، إن الزاني يبدد الأموال ويهتك الأعراض ، عاره يهدم البيوت المطمئنة ، ويطأطيءُ الرؤوس ، يُسوَّد الوجوه ، ويُخرس الألسنة ، ويُهبط بالرجل العزيز إلى هاوية من الذل والحقارة والازدراء ، ينزع ثوب الجاه والحياء مهما اتسع ، ويخفض عالي الذكر مهما ارتفع ، جريمة الزنا لطخة سوداء وفعل قبيح لا يقتصر تلويثه على فاعله ، بل إنه يشوه كلا الشخصين و أفراد المجتمع إذ انتشر ، إنه العار الذي يطول ، يتناقله الناس زمناً بعد زمن ، بانتشاره تغلق أبواب الحلال ، ويكثر اللقطاء ، وتنشأ طبقات في المجتمع بلا هوية إنه الزنا ، يجمع خصال الشر ، من الغدر والكذب والخيانة ، إنه ينزع الحياء ويذهب الورع ، ويزيل المروءة ، ويطمس نور القلب ، ويجلب غضب الرب ، إنه إذا انتشر ، أفسد نظام الدنيا ، في حفظ الأنساب وحماية الأوضاع ، وصيانة الحرمات. والحفاظ على روابط الأسر وتماسك المجتمع . والزنا إثمٌ وجرم عظيم جداً لا يكبره إلا القتل والشرك برب العالمين ، قال الله تعالى : ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا ، وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن " .
              ومعناه لايفعل الزنا وهو كامل الإيمان بل هو واقع في الفسق والمعصية الكبيرة إذا لم يستحل هذا الفعل أما إن استحل الزنا فقد وقع فيما هو أشد من الزنا وهو الكفر لأن اعتقاد حال الزنا ضد القرآن ومن عاند القرآن فحكمه الكفر ، فما أبشع التسرع في الكلام في مثل هذا بألفاظ فيها أستحلال الزنا واستحسانه ، فمن ابتلى بهذه الجريمة فليتب إلى الله وإياه أن يقول عن فعل الزنا أو مقدماته أنه حلال !! فأن من المعلوم بين الناس جميعهم حرمة ذلك ، فويل للمستحل لذلك وويل لمن يفعل الزنا غير أن الفعل مع إعتقاد التحريم ذنب كبير وفسق واعتقاد الحل كفر وتكذيب لكلام الله تعالى .
              وفي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم عند الله ؟ قال : " أن تجعل لله نداً وهو خلقك ، قلت : إن ذلك لعظيم . قلت : ثم أي؟ قال : أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك . قلت : ثم أي ؟ قال : أن تزاني حليلة جارك " . فليس بعد الكفر بالله وبعد قتل النفس أعظم من الزنا في الذنب عند الله ، فيا أيها المسلمون اتقوا الله في السر والعلن واذكروا أنكم ميتون وعلى ربكم ستعرضون ولا يغرنكم حال من حولكم من الناس من ألفوا هذا الذنب العظيم وهونوه على أنفسهم بألفاظ خفيفة كالصداقة والمعاشرة والصحبة والتعارف وغير ذلك .
              فالزنا تنفر منه الطباع السليمة وهذا شىء ببديهة العقل معروف هل يرضى الزاني هذا الفعل لأمه وأخته وابنته ؟؟ لا ، لأن الطباع السليمة ، حتى البهائم ، تنفر من ذلك !! حرام قطعاً بلا شك والله تعالى أحل الحلال لتؤتى البيوت من أبوابها فلم يمنع الله العبد من التلذذ بما جعل فيه من شهوة لكن تحت حدود الشرع والعفة والطهارة لاتحت قانون البغاء واختلاط النطف في الأرحام والفجور والرذيلة ، إتقوا الله في أنفسكم وأولادكم وإلا فالحرام إثم وذل في الدنيا وعذاب وندم بعد الموت إن لم يتب العبد منه وقد قال قائِلٌ :

              تفنـى اللـذاذةُ ممن نـال صفوتها ---- مـن الحـرام ويبقى الخـزي والعـارُ
              تبقى عواقب سـوءٍ مـن مغبتـها ---- لا خيـرَ فـي لـذة مـن بـعـدها النـارُ

              والسلامُ عليكم ورحمة الله تعالى .
              [/align]
              التعديل الأخير تم بواسطة د. نديم حسين; الساعة 16-05-2010, 15:51.

              تعليق

              • د. رشيد كهوس
                أديب وكاتب
                • 09-09-2009
                • 376

                #8
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                الأستاذة الكريمة أسماء المنسي
                شكرا لكِ على موضوعك القيم
                [align=justify]
                أختي الفاضلة لدي ملاحظة قبل المشاركة: عنوان الحوار"الزنا بين القانون والشرائع السماوية"، لم يبق من تلك الشرائع السماوية شريعة محفوظة ومصونة إلا شريعة الإسلام لقوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)(سورة الحجر: الآية 9)، حفظ الله تعالى كتابه الحكيم من التحريف والتبديل وكيد الكائدين. وكل من حاول النيل منه إلا وسيقع له ما وقع لسجاح ومسيلمة الكذاب.
                ومادامت السنة النبوية الشريفة مبيِّنة للقرآن الكريم، وما دامت مَهَمَّة التبيين موكولة لصاحبها صلى الله عليه وسلم بنص القرآن الكريم، فحفظُ المبيَّنِ يستلزم حفظ المبيِّن، وإلا فما فائدة حفظ الأول إذا لم يتبيَّنهُ المأمورون به، لهذا اختار الله تعالى لحفظ سنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم الصحابة الكرام رضي الله عنهم، ومحصها جهابذة علماء الأمة، ، بما ابتكروه من وسائل وطرائق في غاية الإتقان يحصل بها تمييز الصحيح من الضعيف، والمنكر، والشاذ، والموضوع، ونظرة فاحصة في تراجم أئمة الحديث وفق قواعد الجرح والتعديل.
                أما التوراة والإنجيل فقد تعرضا للتحريف والتبديل في أغلب فقراتهما، أضف إلى هذا فقدان كل من العهدين للتواتر.
                إذن فلا يوجد ما يسمى التوراة أو الإنجيل بل يوجد "العهد القديم" و"العهد الجديد"، ولو قرأت العهد القديم لاقشعر جلدك من تهم الزنا التي يلصقونها بأنبيائهم، ولو قرأت العهد الجديد لقلت تعالى الله عما يقول المفترون حين يجعلون المسيح ابن مريم إلها وابن إله وما يلصقونه به وبأمه من تهم باطلة.... أما "إنجيل برنابا" فهم لا يعترفون به لكونه يعترف بنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الكثير من فقراته.
                لذا أقترح أن يكون العنوان كالآتي:"جريمة الزنا في الإسلام واليهودية والنصرانية والقانون"، لأننا إذا قلنا الشرائع السماوية لوافقنا على ما جاء في العهدين القديم والجديد واعتبرنهما كلمة الله. ولكِ أختي الكريمة واسع النظر فيما ترينه مناسبا.
                وربما تقصدين بالشرائع السماوية ما ورد في كتبنا:
                فقد ورد فيها القليل من شرع ما قبلنا في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، ولكون القرآن الكريم مهيمنا على كل الكتب السابقة... أذكر حديثا من صحيح الإمام مسلم: عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: مُرَّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِيَهُودِيٍّ مُحَمَّمًا مَجْلُودًا؛ فَدَعَاهُمْ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «هَكَذَا تَجِدُونَ حَدَّ الزَّانِى فِي كِتَابِكُمْ؟!».
                قَالُوا: نَعَمْ. فَدَعَا رَجُلاً مِنْ عُلَمَائِهِمْ فَقَالَ: «أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى أَهَكَذَا تَجِدُونَ حَدَّ الزَّانِى فِي كِتَابِكُمْ؟». قَالَ: لاَ وَلَوْلاَ أَنَّكَ نَشَدْتَنِي بِهَذَا لَمْ أُخْبِرْكَ. نَجِدُهُ الرَّجْمَ وَلَكِنَّهُ كَثُرَ فِي أَشْرَافِنَا، فَكُنَّا إِذَا أَخَذْنَا الشَّرِيفَ تَرَكْنَاهُ وَإِذَا أَخَذْنَا الضَّعِيفَ أَقَمْنَا عَلَيْهِ الْحَدَّ، قُلْنَا تَعَالَوْا فَلْنَجْتَمِعْ عَلَى شَيْءٍ نُقِيمُهُ عَلَى الشَّرِيفِ وَالْوَضِيعِ، فَجَعَلْنَا التَّحْمِيمَ وَالْجَلْدَ مَكَانَ الرَّجْمِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: « اللَّهُمَّ إِنِّي أَوَّلُ مَنْ أَحْيَا أَمْرَكَ إِذْ أَمَاتُوهُ». فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ) إِلَى قَوْلِهِ: (إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ)، يَقُولُ ائْتُوا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم فَإِنْ أَمَرَكُمْ بِالتَّحْمِيمِ وَالْجَلْدِ فَخُذُوهُ، وَإِنْ أَفْتَاكُمْ بِالرَّجْمِ فَاحْذَرُوا. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) فِي الْكُفَّارِ كُلُّهَا.(رواه الشيخان في صحيحيهما واللفظ لمسلم: كتاب الحدود، باب رجم اليهودي أهل الذمة في الزنا).
                هذه ملاحظة فقط لا تنقص من قيمة هذا الموضوع القيم والمتميز.
                ولي عودة إن شاء الله تعالى للمشاركة في موضوع الحوار.
                وشكرا لك على الدعوة الكريمة.
                [/align]
                sigpic

                تعليق

                • أسماء المنسي
                  أديب وكاتب
                  • 27-01-2010
                  • 1545

                  #9
                  د. نديم حسين

                  بداية أشكرك جزيل الشكر لمشاركتك القيمة.
                  وأود أن أضيف
                  سبب قول: ولا تقربوا لزنا و لمل لم يقل: ولا تزنوا ؟

                  لأنه لو قال لا تزنوا لكان الزنا وحده المحرم وبذلك يكون الإختلاء بالمرأة ولمسها وتقبيلها أو النظر إليها غير محرم.
                  لكنه لما قال: ولا تقربوا الزنا نهى عن كل شئ يقربك من الزنا فالخلوة حرام والقبلة حرام واللمس حرام والنظر حرام.


                  دمت بخير د. نديم
                  [align=right]
                  علمتني الإرادة أن أجعل حرفي يخاطب أنجما
                  ويخطُ كلمات ترددها السماء تعجبا
                  تأبى معاني الشعر إلا أن ترا
                  حروف صاغتها الإرادة تبسما
                  [/align]

                  تعليق

                  • عبدالرؤوف النويهى
                    أديب وكاتب
                    • 12-10-2007
                    • 2218

                    #10
                    (1)

                    فى نهاية العقد السابع من القرن الماضى أهمنى ،نظراً لكونى ،فلاح ،تربيت فى الريف وعانقت الأصول والتقاليد والأعراف وعشت فيها فكان الغرس طيباً وأنتج ثماره الزكية فى روحى وعقلى وبنيتى الفكرية ، ما أراه من جرائم الآداب العامة من زنا وحض على الفجور وهتك العرض والفعل الفاضح العلنى والدعارة ..... فكانت الدراسة العليا، لهذه الجرائم وماشابهها ،هى مقصدى ومطلوبى .
                    ***
                    تعلمت ..أن ألتزم حدود الأدب والتحاور البناء .
                    تعلمت.. أن أحافظ على جيرانى ولو كانوا على غير دينى .
                    تعلمت.. أن الكلمة الطيبة هى ما يجب الحرص عليها والإنصياع لها .
                    ***
                    كانت جريمة الزنا إحدى الجرائم التى نالت إهتمامى وكان عنوان البحث "القصد الجنائى الخاص فى جرائم الآداب العامة " تحت إشراف الأستاذ الدكتور أحمد فتحى سرور "رئيس مجلس الشعب المصرى"حالياً.

                    كان البحث يتكلم عن تعريف هذه الجرائم فى ضوء الفقه والقضاء والقانون ،وتم التعرض لجريمة الزنا وأسبابها ومدى توافر شرائطها القانونية ،فى الفقه الإسلامى وغير الإسلامى "اليهودية والمسيحية" وفى القوانين الوضعية وخاصة التشريع الجنائى المصرى.

                    سأحاول فى المداخلات الآتية ،إن شاء الله، الحديث عما سلف بيانه وما تراكم عندى من دراسات لاحقة عليه ،ملتمساً الصواب ،مقدراً لكل كلمة حق ،شاكراً أصحابها ،واضعاً نصب عينى قول الله عز وجل "وادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة" صدق الله العظيم

                    تعليق

                    • أسماء المنسي
                      أديب وكاتب
                      • 27-01-2010
                      • 1545

                      #11
                      د. رشيد كهوس

                      أشكرك لملاحظتك التي وثقتها بأدلة كافية ووافية.
                      نعم أستاذي أن أحكام الشريعة اليهودية التي تُستمد من التوراة قد زاد علماء اليهود ورجال دينهم عليها وسميت بعد هذه الزيادة ( بالتلمود).
                      وهذه الزيادة تُعد (تحريفا)في التوراة ؛ وبذلك أصبح كتاب الله الذي أُنزل على سيدنا موسى قد حُرف ولم يعد هو الكتاب المُنزل من الله سبحانه وتعالى.

                      وأعلم أيضاً أن التحريف الذي حدث بالإنجيل ، وأن الشريعة المسيحية تأخذ أحكامها من التوراة والإنجيل معاً.
                      ولكن هناك مَن يرى شِدة التوراة في أحكامها فلا يأخذ بها ومثال ذلك حد الزنا -بما أننا نتحدث عن جريمة الزنا- فـ عقوبة الزاني في العهد القديم هي الرجم ولكن هناك من لا يعترفون بذلك في المسيحية وهذا ما سنوضحه عند الحديث عن المسيحية وأتمنى أن يُشاركونا الإخوة الأفاضل لبيان شريعتهم فهم أدرى مني بها.
                      ولكن هذا التحريف في التوراة والإنجيل كان قبل الإسلام وبعده.
                      فاليهود قبل الاسلام كانوا منكرين لنبوة عيسى عليه السلام ومنكرين للإنجيل وبالرغم من ذلك اعتبرهم القرآن أهل كتاب .

                      أنا معك د. رشيد في تحريف التوراة والإنجيل لذلك سأُغير العنوان كما تفضلت واقترحت أستاذي ؛ ولكن هذا لا ينفي أنهم أهل كتاب.


                      أشكرك أستاذي القدير لمشاركتك الطيبة

                      وأنتظرك في الحوار

                      أرق التحايا
                      [align=right]
                      علمتني الإرادة أن أجعل حرفي يخاطب أنجما
                      ويخطُ كلمات ترددها السماء تعجبا
                      تأبى معاني الشعر إلا أن ترا
                      حروف صاغتها الإرادة تبسما
                      [/align]

                      تعليق

                      • أسماء المنسي
                        أديب وكاتب
                        • 27-01-2010
                        • 1545

                        #12
                        أستاذ عبد الرؤوف النويهي

                        ما أروع ما تعلمته أستاذي ؛ يجب علينا جميعاً أن نتعلم هذه التعاليم ونعمل بها.

                        وأطمع في كرمك أستاذي لتبين لنا كيف أن المشرع المصري قد فرق بين جريمة الزنا وجريمة الدعارة وهتك العِرض وحدد عقوبات لكل منها.

                        فأرجو منك التوضيح

                        وسأنتظر مداخلاتك أستاذي

                        دمت بود
                        [align=right]
                        علمتني الإرادة أن أجعل حرفي يخاطب أنجما
                        ويخطُ كلمات ترددها السماء تعجبا
                        تأبى معاني الشعر إلا أن ترا
                        حروف صاغتها الإرادة تبسما
                        [/align]

                        تعليق

                        • أسماء المنسي
                          أديب وكاتب
                          • 27-01-2010
                          • 1545

                          #13
                          دعوة للأخوة المسيحيين الأفاضل للدخول وإثرائنا بما يفيد الحوار
                          [align=right]
                          علمتني الإرادة أن أجعل حرفي يخاطب أنجما
                          ويخطُ كلمات ترددها السماء تعجبا
                          تأبى معاني الشعر إلا أن ترا
                          حروف صاغتها الإرادة تبسما
                          [/align]

                          تعليق

                          • حورية إبراهيم
                            أديب وكاتب
                            • 25-03-2009
                            • 1413

                            #14
                            جزيل الشكر على هذا الموضوع الكبير الشأن ولي عودة حين تسمح الظروف .
                            إذا رأيت نيوب الليـث بارزة <> فلا تظنـــن ان الليث يبتســم

                            تعليق

                            • ريمه الخاني
                              مستشار أدبي
                              • 16-05-2007
                              • 4807

                              #15
                              و لا تقْربوا الزنا
                              موضوع قيم أرجو ألأ يبقى حبيس السطور بل ان يصل للصدور...
                              اعتبرها مداخلة فقط...
                              مما يندى له الجبين ان تسمع من احد الأدباء الكبار وغيرهم من المثقفين الاحرار الذين ينتظر المجتمع منهم ماينقذه ويفتح عيونه على منابع الخير في الامة:
                              ان الله غفور رحيم وقد حججنا وعبدنا الله حق عبادته فلاضير من بعض الزلل!!!
                              أيذهبون بأقدامهم لمنبع الخطر والكبائر التي تردي في النار وثقة عمياء بالمغفرة؟
                              وحسبنا الله ونعم الوكيل
                              شكرا لك اخيتي

                              تعليق

                              يعمل...
                              X