[align=right]
أتمنى من الله أن يفلح الإرسال هذه المرة حتى يتوقف السيد الفاضل محمد جابري عن تهكمه، رغما من إعلاني بوجود صعوبات في التواصل بسبب بطء الإنترنت، ولهذ لجأت لأحد أمكان الانترنت بغض النظر عن دخان السجائر الكريه الذي يملأ أجواءها،
ناهيك عن ظروف عملي المتغيرة والتي تتطلب مني السفر لأي مكان عبر الجمهورية في أي وقت، ولفترات قد تطول.
ولا يسعني إلا أن أشكر السيدة أسماء المنسي والتي دفعتني لكتابة هذا البحث في حينه، ولم يمنعني من نشره إلا مداخلة السيد رشيد كهوس وما تلاها، إلى أن تدخل السيد الفاضل د.وسام البكري، وإليكم نتيجة بحثي المتواضع:
الزنا/ الزنى وعقوبته في المسيحية
15-5-2010
مقدمة
حين خلق الله – جل اسمه وعلا – الإنسان؛ خلقه ذكرا واحدا وأنثى واحدة، قاصدا بذلك تأكيد أن الرجل وامرأته واحدا لا ينفصلان – جسديا - إلا بالموت، طُبعت هذه الشريعة في قولب بني البشر جميعا، على الرغم من أنها لم تسلم لهم مكتوبة إلا بيد موسى النبي على جبل سيناء.
وهكذا عُد الزنا أكبر خطيئة على الإطلاق يقع فيها الإنسان، وذلك منذ بداية الخلق وحتى يومنا هذا، حتى أن الله – كلي المجد – حين يود أن يوضح لليهود في العهد القديم بشاعة الشرك به وعبادة الأوثان يشبه لك بالزنا، ويشبه اليهود والسامرة حين وقعوا في عبادة آلهة أخرى؛ بالمرأة الزانية. مثال (و كان من هوان زناها أنها نجست الأرض و زنت مع الحجر و مع الشجر (ارميا 3 : 9)، و فسقك و صهيلك و رذالة زناك على الآكام في الحقل قد رأيت مكرهاتك ويل لك يا أورشليم لا تطهرين حتى متى بعد (ارميا 13 : 27)و زنيت مع جيرانك بني مصر الغلاظ اللحم و زدت في زناك لإغاظتي (حز 16 : 26) ).
وذلك بسبب وجه الشبه من حيث أن الإنسان له إله واحد لا شريك له، وكذا المرأة أو الرجل له قرين واحد وليس أكثر.
وعلى الرغم من اختلاف الأديان وأسماء الآلهة عبر العصور والشعوب، إلا أن خطيئة الزنا ظلت مكروهة من الجميع، إذ أنها مثلا في المسيحية تعد المسوغ الوحيد للطلاق،
وحتى في عصرنا الحديث الذي انتشر فيه الزواج المدني، والحقوق الإنسانية في بعض المجتمعات الغربية، حتى وإن اعتبروه مجرد خيانة للعهد، فالجميع يحتقر الزاني والزانية ويتجنب التعامل معهما.
تعريف الزنا
الزنا هو الفعل الجنسي التام، الواقع بين رجل وامرأة، برضاء الطرفين، خارج إطار الزواج؛ شرط أن يكون أحدهما أو كليهما متزوج.
أما ما يحدث تحت ضغط فهو اغتصاب ولعل أول حادثة اغتصاب سجل في التاريخ كانت اغتصاب "دينة" ابن يعقوب بواسطة شكيم بن حمور (سفر التكوين ص 34: 3 – الخ) وما نتج عنه من انتقام إخوتها وقتلهم للمغتصب وأهله جميعا.
وما يحدث بين رجل وامرأة ليسا في رباط زواج بآخر، يعد فقط سقوط في شهوة الجسد، ولا تسري عليه أحكام الزناة ( تث 22: 3-30).
إثبات الزنا
يثبت الزنا بحسب شريعة موسى ، وما بعدها في المسيحية، بشهود عدل على الأقل اثنان، أو بالتلبس ( الإمساك في ذات الفعل).
الزنا الحكمي
1) يقع في حكم الزنا كل فعل من شأنه أن يثير شبهة حدوث الزنا؛ فمبيت امرأة في بيت رجل غير زوجها، أو مبيت رجل في بيت امرأة غير زوجته، بمفردهما ودون ضرورة ومبرر حتمي، يعد سببا كافيا للحكم عليهما كزناة.
2) وجود رسائل عاطفية بين امرأة متزوجة أو رجل متزوج وطرف آخر غير زوجه، يعد أيضا في حكم الزنا طالما ثبت أن تاريخ هذه الرسائل لاحق للزواج.
3) إذا وقع الفعل في نطاق سكني يمكن المرأة من الاستغاثة، ولم تستغث تعد شريكا كاملا في الفعل، بسبب تقصيرها عن طلب النجدة.
أما إن وقع الزنا في حقل أو قفر، وأعلنت أنها غُصبت على الفعل يُصدق كلامها، وتبرأ من الشراكة، ولا تعاقب.
عقوبة الزنا
بسبب غلظة قلوب اليهود؛ كانت العقوبات عموما في اليهودية عقوبات جسدية، ومادية؛ فقد كان الحكم على الزاني والزانية بقتلهما كليهما معا، حتى وإن تغيرت وسيلة القتل عبر التاريخ اليهودي.
ولأن العقوبات الجسدية تعد عقوبات حاسمة لا رجعة فيها بعد إتيانها، فلما جاء السيد المسيح بتعاليمه السامية، وكان هدفه الأساسي هو وصول الإنسان إلى التوبة، والخلاص من الخطيئة، ليستحق الشركة في فردوس النعيم؛ وذلك عبر منحه كل الفرص للرجوع عن خطيئته، فقد رُفعت كل العقوبات الجسدية، وتم قصر الأمر كنسيا على العقوبات المعنوية، وتركت أمر العقوبة الجسدية للحكم المدني، على حسب النظام القائم في حينه.
1) عقوبة المتزوج الزاني، والمتزوجة الزانية من جهة علاقة الزواج
الزنا هو المسوغ الوحيد للطلاق في المسيحية كتعاليم الكتاب المقدس (متى 5 : 32).
وهكذا يصبح الزنا هو أقبح جريمة تقع من أحد الزوجين، وهنا تتساوى العقوبة على كليهماالرجل أو المرأة بالتساوي،
ويحق للشريك البريء – ما لم يقدر أن يسامح - أن يطلب الطلاق ولو حتى بسبب الزنا الحكمي، فتحكم الكنيسة بالفصل بين الزوجين، وتمنح الطرف المخدوع حق الزواج للمرة الثانية؛
في حين لا تمنح نفس الحق للطرف الزاني، بل تستمر العقوبة عليه طوال حياته، حتى وإن تاب عن الزنا، وذلك درئا للشبهات، لئلا تصبح هذه الفعلة حجة للطلاق والزواج من العشيق، وتصير حالات الزنا مقصودة في ذاتها للحصول على الطلاق،
هذا بالنسبة للكنسية الأرثوذكسية المصرية،
في حين أن الكنيسة الكاثوليكية – والتي حتى وإن كانت تترك للزوجين الحرية في الانفصال الجسدي - إلا أنها تتشدد فلا تمنحهم كتاب طلاق، ولا حق الزواج الثاني سواء للخادع أو المخدوع.
2) عقوبة الزاني الشخصية
لا تتوقف عقوبة الزاني على طلاقه من شريكه ومنعه عن الزواج الثاني، ولكنه ينال أيضا عقوبات خاصة بقصد حثه على التوبة، وصولا للخلاص من الخطيئة واستحقاق الفردوس.
وهنا تنطبق نفس الحالة على الواقع في نفس الفعل حتى وإن لم يكن متزوجا؛
فتبدأ عقوبة الخطيئة الجنسية – زنا أو غيره - بالتدرج على حسب درجة الوقوع فيها لمرة واحدة بالمصادفة، أو تكرار الخطأ عن عمد، وعدم القدرة على التحكم في الشهوات الجسدية، وتتدرج العقوبة ما بين الحرمان من الشركة في الممارسات الطقسية- سرا أو جهرا حسب الحالة- لفترات تطول أو تقصر على حسب الحالة،
وتصل إلى حد القطع – الإبعاد – تماما من جماعة المؤمنين وذلك بالرجوع لحالة خاطئ كورنثوس ( 1،2 كورنثوش). وهذه العقوبة يمكن الرجوع فيها إن أظهر الخاطئ توبة حقيقية من القلب، فيعود للشركة مع جماعة المؤمنين في الممارسات الطقسية.
شكرا لسعة صدركم، وكل الإحترام للعقول المحترمة
[/align]
أتمنى من الله أن يفلح الإرسال هذه المرة حتى يتوقف السيد الفاضل محمد جابري عن تهكمه، رغما من إعلاني بوجود صعوبات في التواصل بسبب بطء الإنترنت، ولهذ لجأت لأحد أمكان الانترنت بغض النظر عن دخان السجائر الكريه الذي يملأ أجواءها،
ناهيك عن ظروف عملي المتغيرة والتي تتطلب مني السفر لأي مكان عبر الجمهورية في أي وقت، ولفترات قد تطول.
ولا يسعني إلا أن أشكر السيدة أسماء المنسي والتي دفعتني لكتابة هذا البحث في حينه، ولم يمنعني من نشره إلا مداخلة السيد رشيد كهوس وما تلاها، إلى أن تدخل السيد الفاضل د.وسام البكري، وإليكم نتيجة بحثي المتواضع:
الزنا/ الزنى وعقوبته في المسيحية
15-5-2010
مقدمة
حين خلق الله – جل اسمه وعلا – الإنسان؛ خلقه ذكرا واحدا وأنثى واحدة، قاصدا بذلك تأكيد أن الرجل وامرأته واحدا لا ينفصلان – جسديا - إلا بالموت، طُبعت هذه الشريعة في قولب بني البشر جميعا، على الرغم من أنها لم تسلم لهم مكتوبة إلا بيد موسى النبي على جبل سيناء.
وهكذا عُد الزنا أكبر خطيئة على الإطلاق يقع فيها الإنسان، وذلك منذ بداية الخلق وحتى يومنا هذا، حتى أن الله – كلي المجد – حين يود أن يوضح لليهود في العهد القديم بشاعة الشرك به وعبادة الأوثان يشبه لك بالزنا، ويشبه اليهود والسامرة حين وقعوا في عبادة آلهة أخرى؛ بالمرأة الزانية. مثال (و كان من هوان زناها أنها نجست الأرض و زنت مع الحجر و مع الشجر (ارميا 3 : 9)، و فسقك و صهيلك و رذالة زناك على الآكام في الحقل قد رأيت مكرهاتك ويل لك يا أورشليم لا تطهرين حتى متى بعد (ارميا 13 : 27)و زنيت مع جيرانك بني مصر الغلاظ اللحم و زدت في زناك لإغاظتي (حز 16 : 26) ).
وذلك بسبب وجه الشبه من حيث أن الإنسان له إله واحد لا شريك له، وكذا المرأة أو الرجل له قرين واحد وليس أكثر.
وعلى الرغم من اختلاف الأديان وأسماء الآلهة عبر العصور والشعوب، إلا أن خطيئة الزنا ظلت مكروهة من الجميع، إذ أنها مثلا في المسيحية تعد المسوغ الوحيد للطلاق،
وحتى في عصرنا الحديث الذي انتشر فيه الزواج المدني، والحقوق الإنسانية في بعض المجتمعات الغربية، حتى وإن اعتبروه مجرد خيانة للعهد، فالجميع يحتقر الزاني والزانية ويتجنب التعامل معهما.
تعريف الزنا
الزنا هو الفعل الجنسي التام، الواقع بين رجل وامرأة، برضاء الطرفين، خارج إطار الزواج؛ شرط أن يكون أحدهما أو كليهما متزوج.
أما ما يحدث تحت ضغط فهو اغتصاب ولعل أول حادثة اغتصاب سجل في التاريخ كانت اغتصاب "دينة" ابن يعقوب بواسطة شكيم بن حمور (سفر التكوين ص 34: 3 – الخ) وما نتج عنه من انتقام إخوتها وقتلهم للمغتصب وأهله جميعا.
وما يحدث بين رجل وامرأة ليسا في رباط زواج بآخر، يعد فقط سقوط في شهوة الجسد، ولا تسري عليه أحكام الزناة ( تث 22: 3-30).
إثبات الزنا
يثبت الزنا بحسب شريعة موسى ، وما بعدها في المسيحية، بشهود عدل على الأقل اثنان، أو بالتلبس ( الإمساك في ذات الفعل).
الزنا الحكمي
1) يقع في حكم الزنا كل فعل من شأنه أن يثير شبهة حدوث الزنا؛ فمبيت امرأة في بيت رجل غير زوجها، أو مبيت رجل في بيت امرأة غير زوجته، بمفردهما ودون ضرورة ومبرر حتمي، يعد سببا كافيا للحكم عليهما كزناة.
2) وجود رسائل عاطفية بين امرأة متزوجة أو رجل متزوج وطرف آخر غير زوجه، يعد أيضا في حكم الزنا طالما ثبت أن تاريخ هذه الرسائل لاحق للزواج.
3) إذا وقع الفعل في نطاق سكني يمكن المرأة من الاستغاثة، ولم تستغث تعد شريكا كاملا في الفعل، بسبب تقصيرها عن طلب النجدة.
أما إن وقع الزنا في حقل أو قفر، وأعلنت أنها غُصبت على الفعل يُصدق كلامها، وتبرأ من الشراكة، ولا تعاقب.
عقوبة الزنا
بسبب غلظة قلوب اليهود؛ كانت العقوبات عموما في اليهودية عقوبات جسدية، ومادية؛ فقد كان الحكم على الزاني والزانية بقتلهما كليهما معا، حتى وإن تغيرت وسيلة القتل عبر التاريخ اليهودي.
ولأن العقوبات الجسدية تعد عقوبات حاسمة لا رجعة فيها بعد إتيانها، فلما جاء السيد المسيح بتعاليمه السامية، وكان هدفه الأساسي هو وصول الإنسان إلى التوبة، والخلاص من الخطيئة، ليستحق الشركة في فردوس النعيم؛ وذلك عبر منحه كل الفرص للرجوع عن خطيئته، فقد رُفعت كل العقوبات الجسدية، وتم قصر الأمر كنسيا على العقوبات المعنوية، وتركت أمر العقوبة الجسدية للحكم المدني، على حسب النظام القائم في حينه.
1) عقوبة المتزوج الزاني، والمتزوجة الزانية من جهة علاقة الزواج
الزنا هو المسوغ الوحيد للطلاق في المسيحية كتعاليم الكتاب المقدس (متى 5 : 32).
وهكذا يصبح الزنا هو أقبح جريمة تقع من أحد الزوجين، وهنا تتساوى العقوبة على كليهماالرجل أو المرأة بالتساوي،
ويحق للشريك البريء – ما لم يقدر أن يسامح - أن يطلب الطلاق ولو حتى بسبب الزنا الحكمي، فتحكم الكنيسة بالفصل بين الزوجين، وتمنح الطرف المخدوع حق الزواج للمرة الثانية؛
في حين لا تمنح نفس الحق للطرف الزاني، بل تستمر العقوبة عليه طوال حياته، حتى وإن تاب عن الزنا، وذلك درئا للشبهات، لئلا تصبح هذه الفعلة حجة للطلاق والزواج من العشيق، وتصير حالات الزنا مقصودة في ذاتها للحصول على الطلاق،
هذا بالنسبة للكنسية الأرثوذكسية المصرية،
في حين أن الكنيسة الكاثوليكية – والتي حتى وإن كانت تترك للزوجين الحرية في الانفصال الجسدي - إلا أنها تتشدد فلا تمنحهم كتاب طلاق، ولا حق الزواج الثاني سواء للخادع أو المخدوع.
2) عقوبة الزاني الشخصية
لا تتوقف عقوبة الزاني على طلاقه من شريكه ومنعه عن الزواج الثاني، ولكنه ينال أيضا عقوبات خاصة بقصد حثه على التوبة، وصولا للخلاص من الخطيئة واستحقاق الفردوس.
وهنا تنطبق نفس الحالة على الواقع في نفس الفعل حتى وإن لم يكن متزوجا؛
فتبدأ عقوبة الخطيئة الجنسية – زنا أو غيره - بالتدرج على حسب درجة الوقوع فيها لمرة واحدة بالمصادفة، أو تكرار الخطأ عن عمد، وعدم القدرة على التحكم في الشهوات الجسدية، وتتدرج العقوبة ما بين الحرمان من الشركة في الممارسات الطقسية- سرا أو جهرا حسب الحالة- لفترات تطول أو تقصر على حسب الحالة،
وتصل إلى حد القطع – الإبعاد – تماما من جماعة المؤمنين وذلك بالرجوع لحالة خاطئ كورنثوس ( 1،2 كورنثوش). وهذه العقوبة يمكن الرجوع فيها إن أظهر الخاطئ توبة حقيقية من القلب، فيعود للشركة مع جماعة المؤمنين في الممارسات الطقسية.
شكرا لسعة صدركم، وكل الإحترام للعقول المحترمة
[/align]
تعليق