للنص رأي اخر_ قراءة في قصة حتى انتهى لعائدة محمد نادر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. سعد العتابي
    عضو أساسي
    • 24-04-2009
    • 665

    للنص رأي اخر_ قراءة في قصة حتى انتهى لعائدة محمد نادر

    [frame="5 98"] للنص راي اخر
    -قراة اخرى لقصة حتى انتهى –لعائدة محمد نادر-
    يثر النص المميز رؤى ومواقف متعددة ومختلفة وقد تكون متناقضة أحيانا فمع كل قراءة رأي جديد موقف جديد ومع كل قارئ دلالة أخرى بحسب رؤى وأفكار ومواقف القارئ أيضا ثقافته ....
    فضلا عن مدى ثقافة القارئ بالجنس الأدبي ولغته وقدرته على تفكيك شفراته...........

    ولعل قراءةً أولية لنص (حتى انتهى) يثر رؤية تنطلق من الواقع الاجتماعي ومدى اضطهاد الرجل لللمرأة اعندما يغتصب جسدها بحيوانية ووحشية بعيدة عن أية لمسة إنسانية تشئ بعمق العلاقة بين الرجل وزوجته .. إنما هي لحظات إشباع حيواني لشبقه واشمئزاز لحد الذبح للزوجة ومشاعرها ....
    ولعل هذا ما يمكن أن نسميه بأدب المرأة الذي يدين التعامل الدوني لها من الرجل الذي ينظر لها بأنها جسدا لأغير وآلة إنجاب وتفريخ للنسل لأغير
    ولعل هذه القراءة تتسق من القراءات التي قدمها الزملاء لهذه القصة
    _ فيما عدا قراءة الأخ احمد ضحية ففيها رأي مميز ومختلف جدا له التحية__
    فقد اطلعت على 38 مشاركة وتعليقا على هذه القصة لغاية _فجر يوم الأربعاء 19/5/1962 بتوقيت الحديدة........ هي بين مشاركة ورد للقاصة .. كلها تشتغل على ما ورد سابقا فترى أن هذه القصة تدين العلاقة غير المتوازنة بين الرجل والمرأة مما يولد قتل إنسانية هذه المرأة ......
    وهل للنص رأي أخر قول أخر فيما قيل وما قيل عنه
    سألته استنطقته فكان له رأي أخر.......
    رأي يحول الفردي للجمعي ينطلق من ثنائيات متعددة تحاول إن تشتغل في نسيج النص كي تفكك شفراته ولعل أهمها:
    1_الأنا / الأخر:
    تبدأ القصة بعلاقة الشخصية / الراوي مع جارتها وتصورها على نحو يشئ بأفق دوني مكانا وتصرفا ورؤية(شعور غريب صار يروادني, كلما رأيت امرأة تتأبط ذراع زوجها, تلتصق بجنبه كأنه سيطير منها, تظل عيناي تراقبهما بحسرة, حتى يختفيا, ومرارة تعلق بفمي, أظل بعدها, أبتلع ريقا بطعم القيح المر!
    أزدرد خذلاني,
    أهرب لأعمال المنزل) فهذا النص يشي بشئ من علاقة الانبهار التي تعلج نفس الشخصية / الراوي الداخلي كلما رات جارتها وعلاقتها الطبيعية وهذا الانبهار يعني ان تتطلع الى شئ غير موجود عندها فتنظر الى ان هذه العائلة انموذج وهي الاعلى والشخصية دون لعدم امتلاكها هذه السعادة العائلية الانسانية . وبعد قيل نرى ان الاخر المقابل ينظر الى هذه الراة
    باشمئزاز واحتقار سيما عندما(, أحست الجارة بوجودي_ها_ يوما, رمقتني شزرا, بصقت على زجاج النافذة, أبدلت ستائرها بأخرى, لم تفتحها بعد ذاك اليوم, لتتركني وحيدة أبكي, وأطياف ليلتي الأول) . هذه النص يكمل الطرف الأخر من العلاقة غير المتوازنة مع الأخر خارج المنزل ربما خارج الوطن وهنا يقول النص إن من هم داخل الوطن يرون الآخر _ الغربي ربما – يمارس إنسانية على أفضل ما يكون وان كل شيئ هناك جميل
    على حين انه ينظر لنا بدونية وهنا نرى أن هذه الصدمة الأولى للشخصية .. في رحلتها باكتشاف الذات المستلبة والمجتمع المستلب
    هي رحلة في تعري ما آل إليه مجتمعنا العربي من استلاب .... وتشظي ودونية وتسطيح ....

    2-الرجل / المرأة:
    يشير النص إلى علاقة دونية بين الرجل والمرأة هي الأخرى فالمرأة أوشكت على العنوسة بحيث فتحت قلبها لأول رجل_اول قادم من المجهول_ طرقه بابه وبلهفة من دون تروِِ أو معرفة سابقة .....
    أما الرجل فهو ميسور الحال..... وهنا تنبثق سلطة المال وهو أيضا من أسرة محافظة وهنا قد تكون أسرة ارستقراطية وكبيرة حتى تترابط سلطة المال والمكانة الاجتماعية (ربما السلطة السياسية) كي تحكم العلاقة غير المتوازنة بين الرجل والمرأة بحيث ترى انه أعلا أفضل منها وهو يرى أنها دون منه
    مجرد ضجيعة يأخذ وطره منها .... ولم لايكون هو الحاكم الذي يمتلك المال والقوة بحث يرى أن المجتمع لاشي امام ماله وقوته وجبروته
    وهنا يتداخل الخارج /في الثنائية السابقة والداخل في تشكيل صورة المجتمع المستلب داخليا وخارجيا ....وطن ينتهك وشعب يتمزق ويضطهد

    3- الجنس / الاغتصاب:
    لا يمكن أن يتساوى الجنس والاغتصاب فالجنس عملية إنسانية نحافظ بها على النوع فضلا عن كونها حاجة إنسانية تنطلق من الحب بين الطرفين حتى يمكن تسميته بممارسة الحب وهو عملية لا تكتمل إلا مشاركة الطرفين وهنا يمكن أن يكون الجنس رمزا للحب للخصب للنماء والخير والاستقرار بل للانتصار والإنتاج أيضا
    ولكن ماذا لو تحول إلى اغتصاب و استلاب لإنسانية المرأة على النحو الذي ذكرته الكاتبة بقولها(شفتاه دبقتان, طبعت لزوجتهما على وجهي, تركت أثر اللعاب الممتزج برائحة الخمر والصديد ، ضربت أنفي , دمغتني بأوشمتها الصدئة, ليجرفني الاشمئزاز بطوفان من الغثيان, هاجمني القيء, ابتلعت قيئي, تشنج جسدي ألما, غرفت أطنان الخيبة, شربت منها على مضض, وأحاديث رفيقتي عن الزواج وحميميته, باتت أكذوبة, حلت مكانها صورة مفزعة, لعين زجاجية, ورائحة عفنة.
    ملعون باب الوهم الذي طرقته.
    حدجني زوجي بنظرة فراغية وبيد ثلجية, أزاح وجهي للناحية الأخرى, فح بوجهي كثعبان يقتات العفن:
    - أديري وجهك للناحية الأخرى حتى أنتهي !
    انهمرت من عيني دمعة مرغمة, تلعن قحط أيام سنين حياتي, أشحت بوجهي عنه, حتى انتهى !!)
    هنا نرى أبشع صورة في ممارسة الجنس حتى يتحول إلى اغتصاب واستلاب .. بحث يفقد إنسانية المراة ويتحول الى ممارسة حيوانية ..
    لتتحول المرة إلى رمزلامة مستلبة ووطن مستباح وارض مغتصبة ويتحول الرجل إلى مغتصب مستلب إلى حاكم مجرم وعدو جلاد لا يهدأ ويستمتع الابممارسة ساديته المقيتة على المجتمع والأمة .. ولأفرق هنا بين حاكم غاصب أو محتل أجنبي... سيان كلاهما قاتل سادي الم تقل الكاتبة في نهاية قصتها.( جزءا مني مات تلك الليلة !)
    4-النص / والنصوص المجاورة:
    لاكتمل هذه القراءة إلا بقراة لنصوص الكاتبة وهي النصوص المجاورة لهذا بل قد نجدها متشظية في هذا النص من ودون وعي الكاتبة .. حتى أننا نرى أن جزأ من طبقة لاوعي الكاتبة قد تسلسلت الى هذا النص من دون أردة ووعي منها...
    النصوص الأخرى هي نصوص تحمل بطياتها قضية وطنية وسياسية سيما / مأساة احتلال العراق وما حل به من مصائب ......... فكل نص كان يتحدث عن قضية عن انفجار عن قتل ودمار واستلاب...
    وهذا النص هذه القصة المميزة الرائعة والمهمة تشير إلى هذه الحقائق رمزا شاءت الكاتبة أم أبت فالعلاقة هنا بين الرجل والمرأة علاقة استلاب .. واضطهاد و.. واغتصاب .. وقتل ... وهل المرأة غير الأمة ولأرض

    هذا مقاله النص لي عندما حدثني
    ولعله يقول شيئا اخر لغيري

    فجر الابعاء 19/5/ 2010





    [/frame]
    التعديل الأخير تم بواسطة د. سعد العتابي; الساعة 20-05-2010, 17:46.
    الله اكبر وعاشت العروبة
    [url]http://www.facebook.com/home.php?sk=group_164791896910336&ap=1[/url]
  • ميساء عباس
    رئيس ملتقى القصة
    • 21-09-2009
    • 4186

    #2
    أديبنا الرائع سعد
    صباحك خير يالعزيز
    وبارك الله بروحك وماقمت به من مجهود في تحليل قصة الغالية عائدة
    ممتع جدا كان إبحارك في المعنى
    وفي تسليط أكثر من ضوء على موضوع المرأة ودونيتها
    وماقالته لك القصة
    كان مبهرا رائعا
    وصادما
    سعدت جدا بين حروفك
    حماك الله
    ميساء العباس
    مخالب النور .. بصوتي .. محبتي
    https://www.youtube.com/watch?v=5AbW...ature=youtu.be

    تعليق

    • عائده محمد نادر
      عضو الملتقى
      • 18-10-2008
      • 12843

      #3
      د.سعد العتابي
      ماذا أقول وقد أفحمتني حد الإنبهار
      أخذتني أسراب الرؤية إلى النص
      عدت مرغمة أحاول ان أدخل معك لداخلي وهل فعلا دون وعي مني يكون الإحتلال وتداعياته موضوعا آخر في نصوصي حتى لو لم أجيء على ذكره
      وتذكرت مرة في لعبة لكرة القدم
      كان ابني وابن أختي يشجعان إسبانيا فما كان مني إلا أن عنفتهما .. تعجبا مني وسألني ابن أختي
      - ياخالتي نحن نحب فريق إسبانيا وهذا حقنا فلماذا تعنفينا وتتمنين أن تفوز (( فرنسا))
      قلت لهما
      - لقد شاركت إسبانيا في الحرب على العراق ورفضت فرنسا.. وأنتم تشجعون من تسبب بالأذى للعراقيين.
      همس بتعجب إبني
      - أمي حتى كرة القدم سياسة وحرب عندك!!
      هذه حادثة مرت عليها سنين طويلة جدا لكني تذكرتها اليوم وأنت تنبهني إلى نقطة مهمة قد أكون نسيتها أن كل شيء عندي يرتبط بالحرب العدوانية على العراق وعلى من شار بها وأن هذا الأمر سيبقى رديفا لي شئت أم أبيت.
      ويحي د. سعد ياابن الوطن عرفتني أكثر من نفسي
      رؤية أكثر من رائعة سيدي الكريم فكيف سأشكرك
      والله لا أدري
      فعلا لا أعرف
      وهل ستكفي كل أطنان الشكر وأنت سهرت الليل كي ترى رؤية متفردة لنصي حتى أنتهي!!
      أنحني لسمو أخلاق ومثابرتك وروحك المتفانية أيها الإنسان الرائع
      كن بخير أيها الرجل النبيل
      كن كما أنت دوما عراقيا يحمل الوطن بين عينيه
      سلمت ابن الرافدين الأصيل الوفي
      وألف باقة جوري عراقية لك
      مودتي التي تعرفها سيدي الكريم
      الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

      تعليق

      • زحل بن شمسين
        محظور
        • 07-05-2009
        • 2139

        #4
        اين هي القصة لنقرأها...انني اشم رائحة ابداع بها..؟!

        زحل

        تعليق

        • سعاد عثمان علي
          نائب ملتقى التاريخ
          أديبة
          • 11-06-2009
          • 3756

          #5
          حتى أنتهي

          سعادة المستشار سعد العتابي
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          -في قراءة لسعادتكم لقراءة قصة الأستاذة –عائدة محمد نادر – حتى أنتهي إستخلصت الآتي
          - المرأة والرجل
          في عالم تاهت فيه القيم ،وإنتحر الصدق ...ونام الضمير ،وإنتشر التذاكي الواهي كقنبلة جرثومية ؛أصبح ومن المستحيل أن يثق الرجل الغريب بالمرأةالغريبة
          -فثورت الإعلام ...والنت...والأفلام المتخصصة للتفنن للإثارة-دخلت في مخيخ النساء والفتيات حتى تمكنت منهن،فأعوجت المشيرة وتلكأت الأخلاق ،وتبدلت اللغة بالبذيء والمثير...فماتت البراءة
          -لذلك أصبح من المستحيل أن يُصدّق الرجل بأن هناك فتيات كالوردات التي لم تُمس...ولم تُشم ...ولم تُشاهد .وإنهن باقيات على طهرهن الفطري ولا أستطيع أن أقول الطهر البيئي.

          الحرب....والحب
          الحرب-اليتم-الفقر-الإنكسار-التشرد-والجهل بعد الحرب-كلها عوامل من شأنها أن تحفر إنطباعات كثيرة في نفوس البشر
          -ومن هنا ينطلق الرجل باحثاً عن الرزق وفيه يجد شيء من الأمان
          -بالتالي تنتظر الفتاة متى يعود الحب بالمال؛فكل تفكيرها ينحصر في عريس الغفلة والهناء الآتي من بعيد –وهذا لايحدث فقط في البلاد المنكوبة بالحروب؛بل أيضا في البلاد المهاجرين منها الشباب بحثاً عن الرزق ورغد العيش-بالتالي تقبل بأول من يطرق الباب
          -مع إحترامي لكل رجل محافظ؛إلا أن هناك الكثير من الشباب المستهترين-وفي علم النفس يطلق عليهم مصطلح-السبب والنتيجة
          فهو يجعل الحرب والفقر والغربة أسباب قوية تدعوه لإقتراف كل الذنوب –والنتيجة الإنغماس في الحرام ،فيمارس الخطيئة بكل انواعها-ومع نساء وفتيات ...من كل الأجناس-بالتالي ينظر للنساء نظرة متساوية كأسنان المشط-ويقول بعد مااتزوج...هههه أتوب
          -ويعود..ويلتقي بالعروس الضحية...البريئة ....وينهال عليها بلا حب ولا حنان ؛ولا حتى تدرج بالنسبة لعذراءوبلا مبالاة لدموعها التي يحسبها من الام التجربة الأولى لكل عذراء

          -وهنا...تبرز نظرية أنا والآخر-فكانت هو الأنا والآخر انواع المنحرفات المستهترات المجيدات للرذيلة والتمثيل
          -الأنا هي وبراءتها أمام المغتصب لروحها النضحة وجسدها الطاهرهو الآخر والذي يهتمها في نفسه إنها تعرف وتشتهي وتتمنى
          والآخر هم الغرب الذين أرسلوا الأفلام الإباحية من كل درب وصوب فأفسدت الفكر النقي في الجنسين
          -المرأة والرجل في هذا الزمان المتجني ؛زمان الصراع والضياع وتفلت الدين ؛أصبحا خطان متوازيان –لا ولن يلتقيان فكرياً وسلوكياً وسريرة نقية
          قصة الأستاذة عايدة محمد نادر –جمعت بين كل حوادث الزمن –من حب وحرب-انا والآخر-المرأة والرجل-البراءة والدناءة
          والأمنيات البريئة والبعيدة والأحلام المحبطة
          والفرحة التي ...لن تتم
          سعاد عثمان
          ثلاث يعز الصبر عند حلولها
          ويذهل عنها عقل كل لبيب
          خروج إضطرارمن بلاد يحبها
          وفرقة اخوان وفقد حبيب

          زهيربن أبي سلمى​

          تعليق

          • زحل بن شمسين
            محظور
            • 07-05-2009
            • 2139

            #6
            حتى أنتهي !!

            شعور غريب صار يروادني, كلما رأيت امرأة تتأبط ذراع زوجها, تلتصق بجنبه كأنه سيطير منها, تظل عيناي تراقبهما بحسرة, حتى يختفيا, ومرارة تعلق بفمي, أظل بعدها, أبتلع ريقا بطعم القيح المر!
            أزدرد خذلاني,
            أهرب لأعمال المنزل, أختلقها مذ ذاك اليوم اللعين الذي كنت فيه في الطابق العلوي, هربا من رائحة حفرة العفن, أشاغل نفسي بتنظيف زجاج النافذة المطلة على الحديقة, حين حانت مني التفاتة خاطفة, للبيت المجاور, كان ضوء غرفة جارتي ، بستائرها الشفافة مضاءا, والجارة وزوجها يتعانقان, يحتضنان بعضهما, يتبادلان القبل وقوفا, حتى أنهما لم ينتبها لوجودي, ثم اضطجعا معا على السرير!
            دهشت لمنظرهما, كدت لا أصدق عينيّ, التصق وجهي بالزجاج, حتى خلتني سأخترقه, وأنا أراقبهما, تخترق قلبي مشاعر لم أحسها في حياتي, حتى هذه اللحظة !
            أيام طويلة, أصعد كل يوم لتلك الغرفة, أطفيء الضوء وأنتظر أن تبدأ شعائر الحب, وطقوسه, أشبع عينيّ, من منظر لم أعرفه إلا من خلال شاشات التلفاز, وأضحك بسخرية من المشاهد, لظني أنها تمثيل, فقط!
            أضحت حياتي معلقة بتواريخ لقائهما, التي بت أحفظها, أحست الجارة بوجودي يوما, رمقتني شزرا, بصقت على زجاج النافذة, أبدلت ستائرها بأخرى, لم تفتحها بعد ذاك اليوم, لتتركني وحيدة أبكي, وأطياف ليلتي الأولى تلوح أمامي.
            يوم تزوجت أول رجل طرق بابي, أنقذ نفسي من جحيم الوحدة, وشبح عنوسة ظل يطارد عمتي التي عشت حياتي البائسة معها, بعد أنفصال والدي, لأبقى بين نارين, نار العنوسة, أو نار الإرتباط برجل, لا أعرف شيئا عنه سوى أنه ميسور الحال, ومن عائلة محافظة!
            حملت معي أحلامي الياسمينية, لليلة ألبس فيها فستان يعوم بالغيوم البيضاء, ترصعه نجيمات تشع بريقا, وأحداثا ناعمة وصفتها لي رفيقة عمري حين ارتبطت بحبيبها, عن تلك الليلة ورومانسيتها, وبعض وجل سيخالطها في لحظة لابد منها!
            أوقدت شمعة الفرح بيد مرتعشة ، جلست على الأريكة يكللني الخجل, اقترب عريسي, تمهل حتى يكمل كؤوسه التي يعبها, نظر لي بعينين خلتهما مزججتين, ابتسم, أفرغ ما في الكأس جرعة واحدة!
            دنا مني, ارتبكت, أعلن قلبي حالة الطواريء, برفرفة نبضات كأجنحة فراشة ، تطير مأسورة لوهج النار, رفع أكليل الورد الفضي عن رأسي, طوح به بعيدا، سحبني من يدي, وانقض علي!
            شفتاه دبقتان, طبعت لزوجتهما على وجهي, تركت أثر اللعاب الممتزج برائحة الخمر والصديد ، ضربت أنفي , دمغتني بأوشمتها الصدئة, ليجرفني الاشمئزاز بطوفان من الغثيان, هاجمني القيء, ابتلعت قيئي, تشنج جسدي ألما, غرفت أطنان الخيبة, شربت منها على مضض, وأحاديث رفيقتي عن الزواج وحميميته, باتت أكذوبة, حلت مكانها صورة مفزعة, لعين زجاجية, ورائحة عفنة.
            ملعون باب الوهم الذي طرقته.
            حدجني زوجي بنظرة فراغية وبيد ثلجية, أزاح وجهي للناحية الأخرى, فح بوجهي كثعبان يقتات العفن:
            - أديري وجهك للناحية الأخرى حتى أنتهي !
            انهمرت من عيني دمعة مرغمة, تلعن قحط أيام سنين حياتي, أشحت بوجهي عنه, حتى انتهى !!
            ليلة ظلت مطبوعة في ذاكرتي ، تفتح مصاريع أبواب جهنم الحمراء, وشياطينها, كلما جن الليل وهبط.
            مذ تلك الليلة
            صرت لا أطيق الليل, أمقته!
            أصبحت امرأة جليدية, لا أعرف للأحلام طريقا
            وشعور بات يلازمني, أن جزءا مني مات تلك الليلة !




            7/5/2010

            __________________

            ======================================

            اعطوني الوقت الكافي حتى اقرأها بتمعن ...
            وفك رموز الشخصيات فيها ....
            لانها فيها شيء جديد وطرح عميق لمشكلة اساسية بحياتنا
            الا وهو الجنس ..
            والنظرة الحقيرة للمرأة على انها عورة..
            وبما انها عورة سيكون التعامل الجنسي معها اعور وبذلك تكون الحيوانات افضل منا شعورا بالممارسة لهذه العملية..
            وهذا الاستنتاج رايته بعيني عندما يركب الحصان الفرس ..لانني بصغري كنت اعيش بالريف بشمال العراق وعندنا خيل ومواشي فكنت الاحظ كل شيء عند الحيوانات..؟!
            ففي عز النشوة تمد الفرس فمها للحصان لتشمشمه وهو كذلك وبذلك تكون الحيوانات اكثر منا انسانية..
            وحالة ثانية حدثت بحياتي بان احد ابناء العشيرة اتى لزيارة العائلة بايام الشتاء على حصان لهم وبالشتاء لا بد من زرب الخيل بالاسطبل وزرب الحصان مع الفرس لاهلي ...
            وبالصباح الباكر وجدنا الفرس فطسانة فسأل ابي ابن عشيرتنا عن الحصان ونسبه فقال له ...
            فطلعت فرسنا امه.... فكان يوم حزن عندنا ذلك اليوم..؟!

            ولحد الان لم افهم سبب موتها ...
            مع ان ابي قال لي لانها امه ...
            فلما ضاجعها ابنها عرفت ...فقعت قهرا وماتت؟؟؟

            على كل ان لله بخلقه شؤون ....ما عدا ابن الانسان ملعون؟؟

            زحل بن شمسين

            تعليق

            • فواز أبوخالد
              أديب وكاتب
              • 14-03-2010
              • 974

              #7
              كل الشكر لك أستاذنا الدكتور سعد العتابي

              على قراءتك الرااائعة لنص لمبدعة عائده محمد نادر

              تحيااااااااااتي لك .
              [align=center]

              ما إن رآني حتى هاجمني , ضربته بقدمي على فمه , عوى من شدة
              الألم , حرك ذيله وولى هاربا , بعد أن ترك نجاسته على باب سيده .
              http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=67924

              ..............
              [/align]

              تعليق

              • سحر الخطيب
                أديب وكاتب
                • 09-03-2010
                • 3645

                #8
                اسعد الله صباحك
                تعمقت وحللت فما اشبه اغتصاب جسد امرأه باغتصاب وطن لكن الفرق بينهما هنا تغتصب المرأه بغرف منعزله يصرخ نبضها يستصرخ الانسانيه المعدومه وهناك يغتصب الوطن على مرأى من العالم وكلاهما لا يسمع ولا يريد احد ان يسمعهما
                كلاهما يذبح بدم بارده وكلاهما وطن يستباح
                لا يسعني الا ان احييك على كل هذه التحليلات العميقه لهذا النص العميق الذي عشته بكل حرف وسرح خيالي بالاوطان والاجساد المباحه حسب الاطراف المعتديه فكلاهما غلبت الانا بفوقيه على الانسانيه

                الاخ زحل ذكرتني بقصه الخيل كنت اسمعها منذ صغري
                فالخيل اكثر شهامه من بني البشر والخيل معقود فى نواصيه الخير
                هذه قصه تداولها المجتمع على مر السنين ... فالخيل الاصليه ترفض الجماع مع المحرمات كالابنه ... وكان فى يوم ان غطت عيون الخيل حتى يجامع ابنته وعندما احس بذالك صهل وهاج وماج حتى قطع عضوه التناسلي فمات فى لحضتها
                فالخيل بالفعل اكثر انسانيه من بنى البشر
                اشكرك سيدي على تحليلك العميق واشكر الاخت عائده على عمق النص
                تحياتي للجميع
                وصباحكم سعيد
                الجرح عميق لا يستكين
                والماضى شرود لا يعود
                والعمر يسرى للثرى والقبور

                تعليق

                • مصطفى الصالح
                  لمسة شفق
                  • 08-12-2009
                  • 6443

                  #9
                  اشكرك استاذي العزيز

                  واعتذر عن القراءة لصغر الخط ولونه الاحمر

                  لكني قرات القصة واعجبت بها - كباقي قصص الاستاذة عائدة -

                  تحيتي وتقديري
                  [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

                  ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
                  لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

                  رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

                  حديث الشمس
                  مصطفى الصالح[/align]

                  تعليق

                  • د. سعد العتابي
                    عضو أساسي
                    • 24-04-2009
                    • 665

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة ميساء عباس مشاهدة المشاركة
                    أديبنا الرائع سعد
                    صباحك خير يالعزيز
                    وبارك الله بروحك وماقمت به من مجهود في تحليل قصة الغالية عائدة
                    ممتع جدا كان إبحارك في المعنى
                    وفي تسليط أكثر من ضوء على موضوع المرأة ودونيتها
                    وماقالته لك القصة
                    كان مبهرا رائعا
                    وصادما
                    سعدت جدا بين حروفك
                    حماك الله
                    ميساء العباس
                    الرائعة دائما ميساء
                    كلما قرات لك اشعر بسعادة وبجمال حروفك وروحك السامية
                    وسعادتي اكبر انك هنا .. ووصفك لتحليلي بالصادم
                    لك الود كله
                    وانتظر قصصك

                    التعديل الأخير تم بواسطة د. سعد العتابي; الساعة 20-05-2010, 17:17.
                    الله اكبر وعاشت العروبة
                    [url]http://www.facebook.com/home.php?sk=group_164791896910336&ap=1[/url]

                    تعليق

                    • د. سعد العتابي
                      عضو أساسي
                      • 24-04-2009
                      • 665

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
                      د.سعد العتابي
                      ماذا أقول وقد أفحمتني حد الإنبهار
                      أخذتني أسراب الرؤية إلى النص
                      عدت مرغمة أحاول ان أدخل معك لداخلي وهل فعلا دون وعي مني يكون الإحتلال وتداعياته موضوعا آخر في نصوصي حتى لو لم أجيء على ذكره
                      وتذكرت مرة في لعبة لكرة القدم
                      كان ابني وابن أختي يشجعان إسبانيا فما كان مني إلا أن عنفتهما .. تعجبا مني وسألني ابن أختي
                      - ياخالتي نحن نحب فريق إسبانيا وهذا حقنا فلماذا تعنفينا وتتمنين أن تفوز (( فرنسا))
                      قلت لهما
                      - لقد شاركت إسبانيا في الحرب على العراق ورفضت فرنسا.. وأنتم تشجعون من تسبب بالأذى للعراقيين.
                      همس بتعجب إبني
                      - أمي حتى كرة القدم سياسة وحرب عندك!!
                      هذه حادثة مرت عليها سنين طويلة جدا لكني تذكرتها اليوم وأنت تنبهني إلى نقطة مهمة قد أكون نسيتها أن كل شيء عندي يرتبط بالحرب العدوانية على العراق وعلى من شار بها وأن هذا الأمر سيبقى رديفا لي شئت أم أبيت.
                      ويحي د. سعد ياابن الوطن عرفتني أكثر من نفسي
                      رؤية أكثر من رائعة سيدي الكريم فكيف سأشكرك
                      والله لا أدري
                      فعلا لا أعرف
                      وهل ستكفي كل أطنان الشكر وأنت سهرت الليل كي ترى رؤية متفردة لنصي حتى أنتهي!!
                      أنحني لسمو أخلاق ومثابرتك وروحك المتفانية أيها الإنسان الرائع
                      كن بخير أيها الرجل النبيل
                      كن كما أنت دوما عراقيا يحمل الوطن بين عينيه
                      سلمت ابن الرافدين الأصيل الوفي
                      وألف باقة جوري عراقية لك
                      مودتي التي تعرفها سيدي الكريم
                      نصك استفزني وجعلني اواصل ليلي بصباحه
                      اعرفك جيدا لطاما رددتي امامي في دمشق العروبة
                      بانك أمرأة صاحبة قضية....
                      وانك تحملين الوطن بين ضلوعك

                      لك الود ايتها النخلة العراقية
                      الله اكبر وعاشت العروبة
                      [url]http://www.facebook.com/home.php?sk=group_164791896910336&ap=1[/url]

                      تعليق

                      • د. سعد العتابي
                        عضو أساسي
                        • 24-04-2009
                        • 665

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة سعاد عثمان علي مشاهدة المشاركة
                        حتى أنتهي

                        سعادة المستشار سعد العتابي
                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                        -في قراءة لسعادتكم لقراءة قصة الأستاذة –عائدة محمد نادر – حتى أنتهي إستخلصت الآتي
                        - المرأة والرجل
                        في عالم تاهت فيه القيم ،وإنتحر الصدق ...ونام الضمير ،وإنتشر التذاكي الواهي كقنبلة جرثومية ؛أصبح ومن المستحيل أن يثق الرجل الغريب بالمرأةالغريبة
                        -فثورت الإعلام ...والنت...والأفلام المتخصصة للتفنن للإثارة-دخلت في مخيخ النساء والفتيات حتى تمكنت منهن،فأعوجت المشيرة وتلكأت الأخلاق ،وتبدلت اللغة بالبذيء والمثير...فماتت البراءة
                        -لذلك أصبح من المستحيل أن يُصدّق الرجل بأن هناك فتيات كالوردات التي لم تُمس...ولم تُشم ...ولم تُشاهد .وإنهن باقيات على طهرهن الفطري ولا أستطيع أن أقول الطهر البيئي.

                        الحرب....والحب
                        الحرب-اليتم-الفقر-الإنكسار-التشرد-والجهل بعد الحرب-كلها عوامل من شأنها أن تحفر إنطباعات كثيرة في نفوس البشر
                        -ومن هنا ينطلق الرجل باحثاً عن الرزق وفيه يجد شيء من الأمان
                        -بالتالي تنتظر الفتاة متى يعود الحب بالمال؛فكل تفكيرها ينحصر في عريس الغفلة والهناء الآتي من بعيد –وهذا لايحدث فقط في البلاد المنكوبة بالحروب؛بل أيضا في البلاد المهاجرين منها الشباب بحثاً عن الرزق ورغد العيش-بالتالي تقبل بأول من يطرق الباب
                        -مع إحترامي لكل رجل محافظ؛إلا أن هناك الكثير من الشباب المستهترين-وفي علم النفس يطلق عليهم مصطلح-السبب والنتيجة
                        فهو يجعل الحرب والفقر والغربة أسباب قوية تدعوه لإقتراف كل الذنوب –والنتيجة الإنغماس في الحرام ،فيمارس الخطيئة بكل انواعها-ومع نساء وفتيات ...من كل الأجناس-بالتالي ينظر للنساء نظرة متساوية كأسنان المشط-ويقول بعد مااتزوج...هههه أتوب
                        -ويعود..ويلتقي بالعروس الضحية...البريئة ....وينهال عليها بلا حب ولا حنان ؛ولا حتى تدرج بالنسبة لعذراءوبلا مبالاة لدموعها التي يحسبها من الام التجربة الأولى لكل عذراء

                        -وهنا...تبرز نظرية أنا والآخر-فكانت هو الأنا والآخر انواع المنحرفات المستهترات المجيدات للرذيلة والتمثيل
                        -الأنا هي وبراءتها أمام المغتصب لروحها النضحة وجسدها الطاهرهو الآخر والذي يهتمها في نفسه إنها تعرف وتشتهي وتتمنى
                        والآخر هم الغرب الذين أرسلوا الأفلام الإباحية من كل درب وصوب فأفسدت الفكر النقي في الجنسين
                        -المرأة والرجل في هذا الزمان المتجني ؛زمان الصراع والضياع وتفلت الدين ؛أصبحا خطان متوازيان –لا ولن يلتقيان فكرياً وسلوكياً وسريرة نقية
                        قصة الأستاذة عايدة محمد نادر –جمعت بين كل حوادث الزمن –من حب وحرب-انا والآخر-المرأة والرجل-البراءة والدناءة
                        والأمنيات البريئة والبعيدة والأحلام المحبطة
                        والفرحة التي ...لن تتم
                        سعاد عثمان
                        الفاضلة سعاد عثمان
                        شكرا لزيارتك
                        النص مبدع ويحتمل دلالات كثيرة
                        وما تفضلت به صحيح ومناسب جدا
                        لك الود


                        التعديل الأخير تم بواسطة د. سعد العتابي; الساعة 20-05-2010, 17:33.
                        الله اكبر وعاشت العروبة
                        [url]http://www.facebook.com/home.php?sk=group_164791896910336&ap=1[/url]

                        تعليق

                        • د. سعد العتابي
                          عضو أساسي
                          • 24-04-2009
                          • 665

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة زحل بن شمسين مشاهدة المشاركة
                          حتى أنتهي !!

                          شعور غريب صار يروادني, كلما رأيت امرأة تتأبط ذراع زوجها, تلتصق بجنبه كأنه سيطير منها, تظل عيناي تراقبهما بحسرة, حتى يختفيا, ومرارة تعلق بفمي, أظل بعدها, أبتلع ريقا بطعم القيح المر!
                          أزدرد خذلاني,
                          أهرب لأعمال المنزل, أختلقها مذ ذاك اليوم اللعين الذي كنت فيه في الطابق العلوي, هربا من رائحة حفرة العفن, أشاغل نفسي بتنظيف زجاج النافذة المطلة على الحديقة, حين حانت مني التفاتة خاطفة, للبيت المجاور, كان ضوء غرفة جارتي ، بستائرها الشفافة مضاءا, والجارة وزوجها يتعانقان, يحتضنان بعضهما, يتبادلان القبل وقوفا, حتى أنهما لم ينتبها لوجودي, ثم اضطجعا معا على السرير!
                          دهشت لمنظرهما, كدت لا أصدق عينيّ, التصق وجهي بالزجاج, حتى خلتني سأخترقه, وأنا أراقبهما, تخترق قلبي مشاعر لم أحسها في حياتي, حتى هذه اللحظة !
                          أيام طويلة, أصعد كل يوم لتلك الغرفة, أطفيء الضوء وأنتظر أن تبدأ شعائر الحب, وطقوسه, أشبع عينيّ, من منظر لم أعرفه إلا من خلال شاشات التلفاز, وأضحك بسخرية من المشاهد, لظني أنها تمثيل, فقط!
                          أضحت حياتي معلقة بتواريخ لقائهما, التي بت أحفظها, أحست الجارة بوجودي يوما, رمقتني شزرا, بصقت على زجاج النافذة, أبدلت ستائرها بأخرى, لم تفتحها بعد ذاك اليوم, لتتركني وحيدة أبكي, وأطياف ليلتي الأولى تلوح أمامي.
                          يوم تزوجت أول رجل طرق بابي, أنقذ نفسي من جحيم الوحدة, وشبح عنوسة ظل يطارد عمتي التي عشت حياتي البائسة معها, بعد أنفصال والدي, لأبقى بين نارين, نار العنوسة, أو نار الإرتباط برجل, لا أعرف شيئا عنه سوى أنه ميسور الحال, ومن عائلة محافظة!
                          حملت معي أحلامي الياسمينية, لليلة ألبس فيها فستان يعوم بالغيوم البيضاء, ترصعه نجيمات تشع بريقا, وأحداثا ناعمة وصفتها لي رفيقة عمري حين ارتبطت بحبيبها, عن تلك الليلة ورومانسيتها, وبعض وجل سيخالطها في لحظة لابد منها!
                          أوقدت شمعة الفرح بيد مرتعشة ، جلست على الأريكة يكللني الخجل, اقترب عريسي, تمهل حتى يكمل كؤوسه التي يعبها, نظر لي بعينين خلتهما مزججتين, ابتسم, أفرغ ما في الكأس جرعة واحدة!
                          دنا مني, ارتبكت, أعلن قلبي حالة الطواريء, برفرفة نبضات كأجنحة فراشة ، تطير مأسورة لوهج النار, رفع أكليل الورد الفضي عن رأسي, طوح به بعيدا، سحبني من يدي, وانقض علي!
                          شفتاه دبقتان, طبعت لزوجتهما على وجهي, تركت أثر اللعاب الممتزج برائحة الخمر والصديد ، ضربت أنفي , دمغتني بأوشمتها الصدئة, ليجرفني الاشمئزاز بطوفان من الغثيان, هاجمني القيء, ابتلعت قيئي, تشنج جسدي ألما, غرفت أطنان الخيبة, شربت منها على مضض, وأحاديث رفيقتي عن الزواج وحميميته, باتت أكذوبة, حلت مكانها صورة مفزعة, لعين زجاجية, ورائحة عفنة.
                          ملعون باب الوهم الذي طرقته.
                          حدجني زوجي بنظرة فراغية وبيد ثلجية, أزاح وجهي للناحية الأخرى, فح بوجهي كثعبان يقتات العفن:
                          - أديري وجهك للناحية الأخرى حتى أنتهي !
                          انهمرت من عيني دمعة مرغمة, تلعن قحط أيام سنين حياتي, أشحت بوجهي عنه, حتى انتهى !!
                          ليلة ظلت مطبوعة في ذاكرتي ، تفتح مصاريع أبواب جهنم الحمراء, وشياطينها, كلما جن الليل وهبط.
                          مذ تلك الليلة
                          صرت لا أطيق الليل, أمقته!
                          أصبحت امرأة جليدية, لا أعرف للأحلام طريقا
                          وشعور بات يلازمني, أن جزءا مني مات تلك الليلة !




                          7/5/2010

                          __________________

                          ======================================

                          اعطوني الوقت الكافي حتى اقرأها بتمعن ...
                          وفك رموز الشخصيات فيها ....
                          لانها فيها شيء جديد وطرح عميق لمشكلة اساسية بحياتنا
                          الا وهو الجنس ..
                          والنظرة الحقيرة للمرأة على انها عورة..
                          وبما انها عورة سيكون التعامل الجنسي معها اعور وبذلك تكون الحيوانات افضل منا شعورا بالممارسة لهذه العملية..
                          وهذا الاستنتاج رايته بعيني عندما يركب الحصان الفرس ..لانني بصغري كنت اعيش بالريف بشمال العراق وعندنا خيل ومواشي فكنت الاحظ كل شيء عند الحيوانات..؟!
                          ففي عز النشوة تمد الفرس فمها للحصان لتشمشمه وهو كذلك وبذلك تكون الحيوانات اكثر منا انسانية..
                          وحالة ثانية حدثت بحياتي بان احد ابناء العشيرة اتى لزيارة العائلة بايام الشتاء على حصان لهم وبالشتاء لا بد من زرب الخيل بالاسطبل وزرب الحصان مع الفرس لاهلي ...
                          وبالصباح الباكر وجدنا الفرس فطسانة فسأل ابي ابن عشيرتنا عن الحصان ونسبه فقال له ...
                          فطلعت فرسنا امه.... فكان يوم حزن عندنا ذلك اليوم..؟!

                          ولحد الان لم افهم سبب موتها ...
                          مع ان ابي قال لي لانها امه ...
                          فلما ضاجعها ابنها عرفت ...فقعت قهرا وماتت؟؟؟

                          على كل ان لله بخلقه شؤون ....ما عدا ابن الانسان ملعون؟؟

                          زحل بن شمسين
                          صديقي الاسطوري
                          مرحبا بك هنا
                          نعم النص مشحون بالرموز والدلالات
                          لك الود
                          الله اكبر وعاشت العروبة
                          [url]http://www.facebook.com/home.php?sk=group_164791896910336&ap=1[/url]

                          تعليق

                          • د. سعد العتابي
                            عضو أساسي
                            • 24-04-2009
                            • 665

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة فواز أبوخالد مشاهدة المشاركة
                            كل الشكر لك أستاذنا الدكتور سعد العتابي

                            على قراءتك الرااائعة لنص لمبدعة عائده محمد نادر

                            تحيااااااااااتي لك .
                            شكرا لزيارتك لك الود
                            الله اكبر وعاشت العروبة
                            [url]http://www.facebook.com/home.php?sk=group_164791896910336&ap=1[/url]

                            تعليق

                            • د. سعد العتابي
                              عضو أساسي
                              • 24-04-2009
                              • 665

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة سحر الخطيب مشاهدة المشاركة
                              اسعد الله صباحك
                              تعمقت وحللت فما اشبه اغتصاب جسد امرأه باغتصاب وطن لكن الفرق بينهما هنا تغتصب المرأه بغرف منعزله يصرخ نبضها يستصرخ الانسانيه المعدومه وهناك يغتصب الوطن على مرأى من العالم وكلاهما لا يسمع ولا يريد احد ان يسمعهما
                              كلاهما يذبح بدم بارده وكلاهما وطن يستباح
                              لا يسعني الا ان احييك على كل هذه التحليلات العميقه لهذا النص العميق الذي عشته بكل حرف وسرح خيالي بالاوطان والاجساد المباحه حسب الاطراف المعتديه فكلاهما غلبت الانا بفوقيه على الانسانيه

                              الاخ زحل ذكرتني بقصه الخيل كنت اسمعها منذ صغري
                              فالخيل اكثر شهامه من بني البشر والخيل معقود فى نواصيه الخير
                              هذه قصه تداولها المجتمع على مر السنين ... فالخيل الاصليه ترفض الجماع مع المحرمات كالابنه ... وكان فى يوم ان غطت عيون الخيل حتى يجامع ابنته وعندما احس بذالك صهل وهاج وماج حتى قطع عضوه التناسلي فمات فى لحضتها
                              فالخيل بالفعل اكثر انسانيه من بنى البشر
                              اشكرك سيدي على تحليلك العميق واشكر الاخت عائده على عمق النص
                              تحياتي للجميع
                              وصباحكم سعيد
                              شكرا لك استاذة سحر
                              سعدت بزيارتك
                              وبرايك
                              الله اكبر وعاشت العروبة
                              [url]http://www.facebook.com/home.php?sk=group_164791896910336&ap=1[/url]

                              تعليق

                              يعمل...
                              X