حوار الفكر مع مفكرنا الكبير الدكتور على المتقي ... / ماجي

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • علي المتقي
    عضو الملتقى
    • 10-01-2009
    • 602

    #16
    الأستاذان الجليلان عبد الرؤوف وماجي :ما أسعدني بصحبتكما ، وما أشقى اللحظات التي تعلن ماجي فيها إغلاق صفحة تجمعني بكما.
    إن الإنسان العربي يعيش لحظة يأس قاتل ، لأنه يحس أن عزته وكرامته التي تميزه مرغت في التراب بسبب الهزائم المتوالية منذ 1948 . و لن يحس بطعم التطور و التقدم إلا إذا حقق التوازن العسكري مع الآخر الذي يجثم على جزء من أراضيه . لذا فمؤشر التقدم و التطور عنده هو القوة العسكرية ولا شيء غيرها . و الواقع أن هذا التوازن بعيد في الظرف الراهن بسبب مراقبة الغرب المساند كليا لإسرائيل لميزان القوى في المنطقة . وما عشناه مع العراق ، ثم سوريا ( ضرب المفاعل النووي في العراق وسوريا على السواء)ونعيشه اليوم مع إيران دليل على عدم السماح لأي دولة في المنطقة بالتطور العسكري الذي يخلخل موازين القوى القائمة حاليا .كما أن هذا الغرب لن يسمح للجامعة العربية أن تقوم بدورها في تحقيق التضامن العربي .
    وإذا كنا واقعيين ، وتخلينا قليلا عن ممارسات السياسة و دغدغة عواطف الشعوب العربية التي لا تدرك كنه الأشياء وحقيقتها ، فإننا نقتنع بسهولة أن ما يمارس اليوم من حصار ضد غزة من الجانب المصري ومن طرف دول عربية أخرى ،ليس في الواقع من صنع مصر الذي لا يوجد فيها بالتأكيد مواطن واحد من الرئيس إلى الغفير لا يتضامن مع الفلسطينيين ولا يتألم لآلامهم ، و إنما هو في الواقع من طرف الغرب ـ كل الغرب أوروبا وأمريكا و إسرائيل ـ الذي يصنع سياسة الشرق الأوسط ويتحكم في الكثير من ملفات الحكومة المصرية ، كما يتحكم في الكثير من ملفات العالم العربي من المحيط إلى الخليج .
    لهذه الأسباب كلها ،لجأت الدولة القطرية إلى الاهتمام بالتنمية المحلية و الخروج بالمجتمعات العربية من الفقر المدقع بدل من الاهتمام بمواضع أخرى تبدو أكبر من إمكاناتها اليوم .
    [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
    مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
    http://moutaki.jeeran.com/

    تعليق

    • ماجى نور الدين
      مستشار أدبي
      • 05-11-2008
      • 6691

      #17


      أجدد الترحيب بأستاذي العزيز الدكتور علي ..

      ونواصل حوارنا الفكري ورحلتنا الرائعة عبر

      التلاحم مع الفكر العميق ورؤاك الغالية في بعض

      الإشكاليات الفكرية التي نبحث لها عن تفسير ...

      وبعد إذنك نعود لاستئناف الحوار :

      /
      \

      قرأت بحثا جاء فيه :

      يرى "محمد مصطفى القباج "أن الحوار مناسبة و وضعية
      تواصلية ينتج عنه ميلاد مواقف جديدة و آراء مختلفة في
      إطار و سياق يتميز بوجود عقل تواصلي الذي هو الآلية
      أو الرئيسية لكل حوار حقيقي و صادق لا يضع أمامه غاية
      سوى الغاية المعرفية انطلاقا من الإقرار بالاختلاف
      و احترام الآخر المختلف.

      وهنا أتوقف لأسألك أستاذي العزيز :

      لماذا نعاني دائما نحن العرب من الفراغ الأخلاقي
      وعدم امكانية إقامة حوار عقلاني متأدب يقوم على أساس
      تقبل الرأي الآخر ومحاولة التحاور في الفكر دون التطرق
      للشخصية ، والخروج عن المنهج الإسلامي الذي حدد
      إطار التعامل والتحاور بين الضدين ...؟؟
      وهذه السمة نجدها في أعلى قمة الهرم ممثلة في الرؤساء
      والحكومات وإنسحابا إلى قاعه في الأشخاص العاديين..
      فنجد الكل يتمسك بآرائه على أنها قرآن منزل لا يمكن
      أن يخطىء فيه ، فيتقوقع عليها ويظل في برجه العاجي
      لا يسمح بمساس هذه الآراء ..

      ونقطة أخرى :
      يشير المفكر الكبير الجابري رحمة الله عليه :
      إلى أنه من الضروري التمييز بين الفكر كأداة والفكر
      كمحتوى، مع أنه يلح في نفس الوقت عند حدود الفصل
      المنهجي فقط .
      و هكذا يرى أن الفكر ـ هو أداة ومحتوى ـ وهو دوما ناتج
      عن احتكاك مع المحيط الذي يتعامل معه
      وهو المحيط الاجتماعي الثقافي خاصة.

      ومن هنا تظهر أهمية خصوصية المحيط الاجتماعي الثقافي
      الذي يحيط بالفكر ويشكل خصوصيته ..
      حيث أن الفكر العربي تشكل في ظل جملة معطيات
      أهمها الواقع العربي نفسه بكل أشكاله..
      ومنه استمد خصوصيته وسماته ..،

      فكيف نستطيع التحاور مع هذا الفكر العربي ؟!
      وهل لابد أن نضع اعتبارات الخصوصية
      أعني خصوصية هذا الفكر عندما نحاوره ..أم ننأى
      في الحوار عن هذه النقطة ونأخذه ككل دون تخصيص
      ودون النظر في إشكالية الواقع العربي ومردوده
      على الفكر العربي ..

      ما رأيك أستاذي العزيز ومفكرنا الكبير الدكتور علي ..؟!

      شكرا لك

      تقبل تقديري واحترامي











      ماجي

      تعليق

      • علي المتقي
        عضو الملتقى
        • 10-01-2009
        • 602

        #18
        الفاضلة المحترمة و الأستاذة الجليلة : ممنون لك أنا بهذه الأسئلة التي تدفعني إلى التفكير في جملة قضايا تهم طبيعة الإنسان العربي و المثقف العربي بشكل خاص .
        فيما يخص سؤالك الأول : طبيعة العلاقة مع الآخر تربية يتشربها الإنسان على امتداد حياته من المهد إلى اللحد عبر مؤسسات اجتماعية متعددة ( الأسرة وحكايات الجدة و المدرسة و الحزب والنقابة و الشارع ووسائل الإعلام ...) .
        ومعلوم أن طبيعة التعليم الذي يتلقاه الإنسان من خلال هذه المؤسسات يتميز بما يلي :
        1 ـ تعليم كمي أكثر مما هو كيفي .( تلقي المعلومات لا الكفايات)
        2 ـ تعليم بنكي أكثر مما هو تعليم حواري ، يحكمه فعلان اثنان : فعل الأمر ( افعل هذا) وفعل النهي ( لا تفعل هذا).
        3 ـ تعليم ماهيته مكتملة لا يساهم المتعلم في بنائه . فكل شيء جاهز مكتمل "لا يأتيه الباطل من يديه ولا من خلفه" من أوامر الأب إلى أوامر المعلم والأستاذ إلى أوامر الحزب إلى أوامر الدولة ، وليس لك الحق في مناقشته أو رفضه أو التمرد عليه ، وما عليك إلا التنفيذ لأنه ليس هناك أحسن مما كان .
        إذا كان هذا تعليمنا وهذه تربيتنا ، فكيف يمكن أن نبني إنسانا يقبل الحوار ويؤمن بالاختلاف ، ويحترم رأي غيره ؟
        وعلى الرغم من أن الدين الحنيف الممثل في القرآن الكريم و السنة النبوية يدعو إلى الحوار ، فإن مؤسساتنا الدينية أيضا لا تؤمن إلا بالرأي الواحد و الحقيقة الواحدة المطلقة ، وهي تلك التي يملكها الفقيه أو الأستاذ أو الوالي أو الحاكم ، وكل ما سواها هو زندقة أو بلبلة أو فتنة ينبغي محاربته .
        في ظل هذه التربية الدينية و غير الدينية نشأ الإنسان العربي المسلم ميلا إلى الأفكار الدغمائية ( سلفية كانت أم لبرالية أم اشتراكية )
        والواقع أن الأمر لا يخص حكامنا ، فكما تكونون يولى عليكم ، فالأمر يهم أيضا أحزابنا التي تنشق عنها كل سنة أحزاب أخرى بسبب الاختلاف في الرأي وحب الزعامة . ومؤسساتنا الديمقراطية تمار س ديموقراطية شكلية لأن نتيجة التصويت محسومة سلفا . ومؤسساتنا العلمية تُسيَّر بالطريقة نفسها ، وأسرنا يُسيَّر أغلبها بالطريقة نفسها . فمن أين تأتينا القدرة على تقبل الرأي الآخر ، والاستماع إليه ، و التعليق عليه بالقول التالي : سيدي أحترم رأيك لكننني لا أوافقك عليه؟ .
        ومهما حاولنا أن نستورد المؤسسات الديمقراطية ، وأن نتبنى الشكل الديمقراطي ، فستبقى ديمقراطياتنا وحواراتنا حوارات تسير بآلة التحكم عن بعد ، ما لم نغير طبيعة تعليمنا حتى نساهم في تكوين جيل جديد يؤمن بحرية التعبير و حرية الرأي و التعايش بين الطوائف والأديان و الأفكار ، ونسبية الحقيقة ، أما الحقيقة المطلقة فلا يملكها إلا الله وحده .
        تحياتي واحتراماتي أيتها الفاضلة المحترمة .
        [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
        مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
        http://moutaki.jeeran.com/

        تعليق

        • علي المتقي
          عضو الملتقى
          • 10-01-2009
          • 602

          #19
          فيما يخص السؤال الثاني :يتعلق بالتمييز بين الفكر كأداة ومنهج و الفكر كمحتوى وكمادة . وعلاقة كل ذلك بالواقع العربي المحيط .
          أولا : سأنطلق في مناقشة هذ الرأي من المسلمة الآتية : كل قراءة للتراث أو للواقع العربي لا تنطلق من خصوصيات الواقع و أسئلته الحارقة وهمومه واهتماماته وطبيعته وخصوصياته ، لا يمكن أن تقودنا إلا إلى طريق مسدود . فليس المفكرون والمثقفون و المحللون من يصنع الواقع ويفرضه ، وإنما هو شيء معطى نسعى إلى فهمه و تغييره و وتوجيه تطوره و التحكم فيه . لذا لا بد أن نراعي في كل قراءة لتراثنا و وحاضرنا ومستقبلنا خصوصيات الواقع العربي : إيجابياته ومقوماته و سلبياته ومعوقات تطوره .
          ثانيا : إن الأسئلة التي يمكن أن نطرحها على فكرنا العربي في بعده التراثي أو المعاصر لا بد أن تكون عقلانية منبثقة من واقعنا المعيش ، لا أسئلة منبثقة من النظريات الجاهزة . وهنا يمكن أن نتحدث عن الفكر كمحتوى وكمادة .
          ثالثا : مقاربة هذه الأسئلة يجب أن تتم وفق تصور عقلاني معاصر يستطيع أن ينتج معرفة بها . وهنا يمكن أن نتحدث عن الفكر كمنهج للتحليل و الدراسة وبناء الفكر .
          خلاصة الأمر في نظري إذا أردنا أن ننتج معرفة علمية موضوعية صالحة لأن تترجم إلى تنمية مستدامة تهم مجتمعنا العربي ، لا بد من فهم الواقع كمعطى وطرح أسئلة عقلانية علمية براجماتية واضحة الأهداف ، والإجابة عنها وفق تصور عقلاني معاصر .
          ولك واسع النظر أيتها الفاضلة المحترمة التي يسعدني الحوار معها .
          [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
          مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
          http://moutaki.jeeran.com/

          تعليق

          • عبدالرؤوف النويهى
            أديب وكاتب
            • 12-10-2007
            • 2218

            #20
            [align=justify]
            فى سبعينيات القرن الماضى ،كنت أعدو وراء الثقافة ،محاولاً اللحاق بالقادة الثقافيين الذين أثروا حياتنا وأخذوا بأيدينا نحو التفكير الحر ومحاولة رسم طرق جديدة لتفكيرنا ومستقبلنا.

            كنت أبحث عن طريق جديد ومنهج جديد وحياة جديدة .

            وأثناء عدوى الذى طال وسيطول ،عثرت على كتاب "تجديد الفكر العربى " للأستاذ الدكتور ذكى نجيب محمود..رحمه الله..،وكالجوعان رحت ألتهم صفحات الكتاب مرةً بعد مرة ، ربما أجد فيه شبعى .
            ثم وجدت كتابه الثانى "المعقول واللا معقول فى تراثنا الفكرى" ،وأخيراً كتابه الثالث "ثقافتنا فى مواجهة العصر" .

            كان السؤال الذى يسعى إلى إجابته الدكتور ذكى نجيب محمود .

            كيف السبيل إلى ثقافة موحدة متسقة يعيشها مثقف حى فى عصرنا هذا،بحيث يندمج فيها المنقول والأصيل فى نظرة واحدة ؟؟



            سأحاول لاحقاً الحديث عن هذه الثلاثية الفكرية وما تركته فى تكوين عقلى .
            [/align]

            تعليق

            • عبدالرؤوف النويهى
              أديب وكاتب
              • 12-10-2007
              • 2218

              #21
              [align=justify]
              وعيتُ على هزيمة مُرة واحتلال أراضٍِ عربية واندحار العقل العربى من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه.


              هزيمة مروعة ،هزيمة يونيو 1967م، التى هزت العروش وأطاحت بالثوابت لخير أمة أخرجت للناس ،وشاعت الدروشة "واجتاحت جماهيرالناس موجات من اللاعقلانية الهيمانية بل ربما كانت هذه اللاعقلانية مغروزة فى طبائعها كألوان جلودها ،تنفر ممن يحاول إزالتها وتميل مع من يزيدها فى أنفسهم رسوخاً ،فجماهيرنا دراويش بالوراثة ،فإذا عقل بعضهم كان ذلك قبساً دخيلاً على طبع أصيل ،ولاعجب أن تروج فيهم الخرافات والكرامات والخوارق بأسرع من رؤية البرق إذا لمع" تجديد الفكر العربى ص163



              ولن أنسى ماحييت هزيمة يونيو 1967م ورسوخها فى عقلى ووجدانى ،رسوخ الجبال الرواسى ،فلم ينل منها الزمن ولم يعترها النقصان ، فقد رأيتُ والدى، رحمة الله عليه وغفرانه ينهار انهياراً ساحقاً إثر الهزيمة المروعة واحتلال سيناء والجولان والقدس الشريف وضياع فلسطين الحبيبة ،وجدته يدخل البيت مسرعاً ،ويبدأ فى البحث عن المصاحف الشريفة ويفتح صفحاته على سورة محمد ،وبعد لحظات أراه منهاراً يبكى ويحوقل ،وأقترب منه على أطراف أصابعى وأسأله عما يفعله وما يبكيه ،فيرد علىّ ووجهه حزين ،بل ربما الحزن الذى لم أره فى حياتى حتى اللحظة ،وبصوت واهن يلتمس القوة يقول :كنا جالسين اللحظة فى دوار العمودية مع جدك العمدة وآخرين ،ودخل علينا الشيخ فلان الفلانى وقال لنا : لقد رأى فى المنام أن الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له:سوف تهزمون اليهود وتدخلون القدس والدليل على صحة رؤياه وجود شعرة بيضاء من ذقن الرسول صلى الله عليه وسلم فى المصاحف عند سورة محمد.واستطرد ،والدى، فجئت لكى أتأكد من هذه الرؤية ،فلم أجد شيئاً!!!
              [/align]

              تعليق

              • علي المتقي
                عضو الملتقى
                • 10-01-2009
                • 602

                #22
                أللهزيمة علاقة بطبيعة العقل العربي الذي يدبر أمور الأمة؟
                طبعا له علاقة وطيدة ، فبعد الهزيمة مباشرة نشرت مجلة الآداب عددا خاصا طرحت فيه سؤالا على مثقفي العصر هو : ماهي أسباب الهزيمة ؟ فكانت الإجابات في معظمها تسير في اتجاه إدانة طريقة تفكيرنا ، ومن هذه الإجابات التي أذكرها إجابة أدونيس الذي يرى أن الفكر العربي يفتقد إلى مكونات تلاثة ، الحرية و الإبداع و التغير ، وهي المفاهيم الثلاثة التي بنى عليها مشروعه الحداثي في مجلة مواقف .
                وإجابة نزار قباني التي تضمنتها قصيدته العصماء هوامش على دفتر النكسة ، هذه القصيدة التي أدانت التواكل والخطابة والأنظمة الحاكمة وطريقة تفكيرنا وتربيتنا ...
                من هنا فخروجنا من الأزمات المتوالية لن يكون أبدا باستيراد النماذج النهضوية الجاهزة وإبقاء العقل في سباته ، وإنما بتحرير هذا العقل وحثه على الإبداع و التغير الذي لا يمكن تحققه إلا ذا توفر مناخ الحرية ،وأقبرت قوانين الطوارئ .

                هوامش على دفتر النكسة
                نزار قباني


                1
                أنعي لكم، يا أصدقائي، اللغةَ القديمه
                والكتبَ القديمه
                أنعي لكم..
                كلامَنا المثقوبَ، كالأحذيةِ القديمه..
                ومفرداتِ العهرِ، والهجاءِ، والشتيمه
                أنعي لكم.. أنعي لكم
                نهايةَ الفكرِ الذي قادَ إلى الهزيمه
                2
                مالحةٌ في فمِنا القصائد
                مالحةٌ ضفائرُ النساء
                والليلُ، والأستارُ، والمقاعد
                مالحةٌ أمامنا الأشياء
                3
                يا وطني الحزين
                حوّلتَني بلحظةٍ
                من شاعرٍ يكتبُ الحبَّ والحنين
                لشاعرٍ يكتبُ بالسكين
                4
                لأنَّ ما نحسّهُ أكبرُ من أوراقنا
                لا بدَّ أن نخجلَ من أشعارنا
                5
                إذا خسرنا الحربَ لا غرابهْ
                لأننا ندخُلها..
                بكلِّ ما يملكُ الشرقيُّ من مواهبِ الخطابهْ
                بالعنترياتِ التي ما قتلت ذبابهْ
                لأننا ندخلها..
                بمنطقِ الطبلةِ والربابهْ
                6
                السرُّ في مأساتنا
                صراخنا أضخمُ من أصواتنا
                وسيفُنا أطولُ من قاماتنا
                7
                خلاصةُ القضيّهْ
                توجزُ في عبارهْ
                لقد لبسنا قشرةَ الحضارهْ
                والروحُ جاهليّهْ...
                8
                بالنّايِ والمزمار..
                لا يحدثُ انتصار
                9
                كلّفَنا ارتجالُنا
                خمسينَ ألفَ خيمةٍ جديدهْ
                10
                لا تلعنوا السماءْ
                إذا تخلّت عنكمُ..
                لا تلعنوا الظروفْ
                فالله يؤتي النصرَ من يشاءْ
                وليس حدّاداً لديكم.. يصنعُ السيوفْ
                11
                يوجعُني أن أسمعَ الأنباءَ في الصباحْ
                يوجعُني.. أن أسمعَ النُّباحْ..
                12
                ما دخلَ اليهودُ من حدودِنا
                وإنما..
                تسرّبوا كالنملِ.. من عيوبنا
                13
                خمسةُ آلافِ سنهْ..
                ونحنُ في السردابْ
                ذقوننا طويلةٌ
                نقودنا مجهولةٌ
                عيوننا مرافئُ الذبابْ
                يا أصدقائي:
                جرّبوا أن تكسروا الأبوابْ
                أن تغسلوا أفكاركم، وتغسلوا الأثوابْ
                يا أصدقائي:
                جرّبوا أن تقرؤوا كتابْ..
                أن تكتبوا كتابْ
                أن تزرعوا الحروفَ، والرُّمانَ، والأعنابْ
                أن تبحروا إلى بلادِ الثلجِ والضبابْ
                فالناسُ يجهلونكم.. في خارجِ السردابْ
                الناسُ يحسبونكم نوعاً من الذئابْ...
                14
                جلودُنا ميتةُ الإحساسْ
                أرواحُنا تشكو منَ الإفلاسْ
                أيامنا تدورُ بين الزارِ، والشطرنجِ، والنعاسْ
                هل نحنُ "خيرُ أمةٍ قد أخرجت للناسْ" ؟...
                15
                كانَ بوسعِ نفطنا الدافقِ بالصحاري
                أن يستحيلَ خنجراً..
                من لهبٍ ونارِ..
                لكنهُ..
                واخجلةَ الأشرافِ من قريشٍ
                وخجلةَ الأحرارِ من أوسٍ ومن نزارِ
                يراقُ تحتَ أرجلِ الجواري...
                16
                نركضُ في الشوارعِ
                نحملُ تحتَ إبطنا الحبالا..
                نمارسُ السَحْلَ بلا تبصُّرٍ
                نحطّمُ الزجاجَ والأقفالا..
                نمدحُ كالضفادعِ
                نشتمُ كالضفادعِ
                نجعلُ من أقزامنا أبطالا..
                نجعلُ من أشرافنا أنذالا..
                نرتجلُ البطولةَ ارتجالا..
                نقعدُ في الجوامعِ..
                تنابلاً.. كُسالى
                نشطرُ الأبياتَ، أو نؤلّفُ الأمثالا..
                ونشحذُ النصرَ على عدوِّنا..
                من عندهِ تعالى...
                17
                لو أحدٌ يمنحني الأمانْ..
                لو كنتُ أستطيعُ أن أقابلَ السلطانْ
                قلتُ لهُ: يا سيّدي السلطانْ
                كلابكَ المفترساتُ مزّقت ردائي
                ومخبروكَ دائماً ورائي..
                عيونهم ورائي..
                أنوفهم ورائي..
                أقدامهم ورائي..
                كالقدرِ المحتومِ، كالقضاءِ
                يستجوبونَ زوجتي
                ويكتبونَ عندهم..
                أسماءَ أصدقائي..
                يا حضرةَ السلطانْ
                لأنني اقتربتُ من أسواركَ الصمَّاءِ
                لأنني..
                حاولتُ أن أكشفَ عن حزني.. وعن بلائي
                ضُربتُ بالحذاءِ..
                أرغمني جندُكَ أن آكُلَ من حذائي
                يا سيّدي..
                يا سيّدي السلطانْ
                لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ
                لأنَّ نصفَ شعبنا.. ليسَ لهُ لسانْ
                ما قيمةُ الشعبِ الذي ليسَ لهُ لسانْ؟
                لأنَّ نصفَ شعبنا..
                محاصرٌ كالنملِ والجرذانْ..
                في داخلِ الجدرانْ..
                لو أحدٌ يمنحُني الأمانْ
                من عسكرِ السلطانْ..
                قُلتُ لهُ: لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ..
                لأنكَ انفصلتَ عن قضيةِ الإنسانْ..
                18
                لو أننا لم ندفنِ الوحدةَ في الترابْ
                لو لم نمزّقْ جسمَها الطَّريَّ بالحرابْ
                لو بقيتْ في داخلِ العيونِ والأهدابْ
                لما استباحتْ لحمَنا الكلابْ..
                19
                نريدُ جيلاً غاضباً..
                نريدُ جيلاً يفلحُ الآفاقْ
                وينكشُ التاريخَ من جذورهِ..
                وينكشُ الفكرَ من الأعماقْ
                نريدُ جيلاً قادماً..
                مختلفَ الملامحْ..
                لا يغفرُ الأخطاءَ.. لا يسامحْ..
                لا ينحني..
                لا يعرفُ النفاقْ..
                نريدُ جيلاً..
                رائداً..
                عملاقْ..
                20
                يا أيُّها الأطفالْ..
                من المحيطِ للخليجِ، أنتمُ سنابلُ الآمالْ
                وأنتمُ الجيلُ الذي سيكسرُ الأغلالْ
                ويقتلُ الأفيونَ في رؤوسنا..
                ويقتلُ الخيالْ..
                يا أيُها الأطفالُ أنتمْ –بعدُ- طيّبونْ
                وطاهرونَ، كالندى والثلجِ، طاهرونْ
                لا تقرؤوا عن جيلنا المهزومِ يا أطفالْ
                فنحنُ خائبونْ..
                ونحنُ، مثلَ قشرةِ البطيخِ، تافهونْ
                ونحنُ منخورونَ.. منخورونَ.. كالنعالْ
                لا تقرؤوا أخبارَنا
                لا تقتفوا آثارنا
                لا تقبلوا أفكارنا
                فنحنُ جيلُ القيءِ، والزُّهريِّ، والسعالْ
                ونحنُ جيلُ الدجْلِ، والرقصِ على الحبالْ
                يا أيها الأطفالْ:
                يا مطرَ الربيعِ.. يا سنابلَ الآمالْ
                أنتمْ بذورُ الخصبِ في حياتنا العقيمهْ
                وأنتمُ الجيلُ الذي سيهزمُ الهزيمهْ...
                [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
                مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
                http://moutaki.jeeran.com/

                تعليق

                • ماجى نور الدين
                  مستشار أدبي
                  • 05-11-2008
                  • 6691

                  #23


                  مرحبا بأستاذي العزيز ومفكرنا الكبير

                  الدكتور علي ..

                  شكرا لهذا التحاور القيم حول بعض الإشكاليات الفكرية

                  التي ظهرت على ساحة الفكر والأدب مؤخرا ..

                  وشكرا لوقتك وأعرف قدر مشاغلك وضيق وقتك

                  ومع ذلك تعطينا من وقتك بتواضعك الجميل وروحك

                  الراقية المعطاءة .، وأية كلمة شكر أجدها عاجزة متقزمة

                  أمام ما تقدمه لنا دكتورنا الجليل ..

                  ومرحبا بأستاذي العزيز الأستاذ النويهي وما فاضت به

                  روحه وجاد به فكره علينا ..

                  وقد قرأت كثيرا أن فترة النكسة كانت نقطة فاصلة في حياة

                  الكثير من الشعب حيث كان الإعلام يرسم صورة وردية مشرقة

                  عن الانتصارات المتوقعة ودحض القوة الصهيونية بصورة

                  لا تحتمل الشك ، وعندما استيقظوا على هذا الواقع الأليم

                  انهارت كثير من القيم والمفاهيم بداخل الكثير منهم ...؛

                  وقد عانوا بعدها من حالة اغتراب خلفت آثارا بالغة السوء

                  على تشكيل وجدانهم وهذا انعكس بطبيعة الحال على كتابات

                  الكثير منهم وأيضا على الفكر وتشكيل هوية الإبداع والفن

                  بشكل عام ..

                  وهنا أضع هذا السؤال العابر :

                  هل استطاعت الأيام مداواة هذا الجرح الغائر ؟

                  وهل فرض الانتصار في 1973 صورة أخرى استطاعت

                  أن تزيل آثار النكسة من هؤلاء ؟! فانمحت حالة الاغتراب

                  وآثارها ..، أم ظلت عالقة بدواخلهم ؟!



                  سؤال طاف في لحظة كتابة هذه السطور وأتمنى أن أعرف

                  إجابته ..

                  شكرا لك دكتور ودائما لك كل التقدير والاحترام

                  وأرق التحايا










                  ماجي

                  تعليق

                  • عبدالرؤوف النويهى
                    أديب وكاتب
                    • 12-10-2007
                    • 2218

                    #24
                    "[align=justify]
                    إبقاء العقل فى سباته"

                    سألت نفسى ،مراراً وتكراراً ومع مرور السنين ، ماهو العقل؟ رجعت إلى المراجع اللغوية فلم تشف غليلى ..إنها مراجع من التراث،وكأن العقل المعاصر توقف عن تحرير قواميس أو مراجع لغوية تقول لنا ..ماهو العقل؟؟

                    وأتذكر مضمون ماقرأته منذ زمن بعيد من كتاب" تجديدالتفكير الدينى فى الإسلام " لمحمد إقبال "إن محمداً صلى الله عليه وسلم ،كان ولابد أن يكون آخر الأنبياء وخاتم المرسلين وتكون رسالته آخر رسالات السماء إلى أهل الأرض ،لأنه جاء ليدعو إلى تحكيم العقل فيما يعترض الناس من مشاكل ،ومادمنا ركنا إلى العقل ،إذن فلم نعد بحاجة سوى هدايته وما يمليه علينا من أحكام .
                    [/align]

                    تعليق

                    • حكيم عباس
                      أديب وكاتب
                      • 23-07-2009
                      • 1040

                      #25
                      تحيّة طيّبة للأخت الفاضلة ماجي نور الدين ، صاحبة المبادرات المفاجئة و الفعّالة
                      الأساتذة الأفاضل ، الدكتور علي المتقي
                      الأستاذ عبدالرؤوف النويهي
                      الأستاذ يسري راغب

                      أرى أنّكم أخذتم ركنا دافئا هنا ، تستمتعون بهدوءه ، و باستفزازات العقل الجميلة ... لوحدكم؟ لماذا؟
                      انشغلت عنكم في ضجيج "ماكينات" الحياة اليومية الصاخبة في أرجاء الملتقيات هنا و هناك ، و طالما لم تُبتر أصابعي بعد ، و ما زلت قادرا على نقر لوحة المفاتيح ، فلا بأس بإزعاجكم ، و نقل بعض الضجيج هنا، فهذا الهدوء يدفع لكتابة الشّعر ، لكن من يجرؤ بحضرة الدكتور علي المتّقي؟! إذاَ هل لي مشاركتكم هذا الهدوء و هذا القلق و هذا الحزن المقدّس؟
                      قرأت من بين ما كُتب هنا في إحدى مداخلات الدكتور علي المتقي ، هذه الصرخة : " لماذا يتقدّمون و نحن نتأخر" ، فكأنّني أسمعها لأول مرة ، بكل قوّة فجائيّتها ، رغم سماعها آلاف المرات ، فكأنّها ظلّت تحمل صدمة من اكتشف نفسه في غياهب الجب ، و سمع أجراس القافلة تبتعد "متقدّمة" في طريقها ، يشقّون عنان السماء.


                      نفس التفاجؤ الذي جعل شكيب أرسلان يصرخ أيضا "لماذا تقدّم الغرب و تخلّف الشرق" ، الرعب الذي جعل عبدالله النديم يلجأ للضمير الغائب فيقول عنهم ، يتقدّمون ، خفّت وطئته ، فتجرأ أرسلان ليُسمي الضمائر واضحة "شرق" و "غرب" ، فكانت أكثر إخافة ، و أشدّ إثارة للقلق.
                      ها أنا أجد حضراتكم بعد ما يزيد عن قرن و نصف من الزمان ، تردّون نفس صرخة التّفاجؤ و الحيرة ، كما أفعل أنا ، و كما يفعل جميعنا .. تُرى ألم نستيقظ بعد من هول الصدمة ؟ من هول الاكتشاف المفاجئ بأننا في الشرق تخلّفنا ، و هم في الغرب تقدّموا ؟؟ نعم .. لم نفق بعد .. لم نفق

                      على ما يبدو ، تحوّل التقدّم لهيمنة و سيطرة ، عنيفة تارة ، و ناعمة تورا أخرى ، مثل "كمّاشة" تلتقطنا بين فكّيها ، تحوّل التّخلف لتبعيّة و انصياع ، يجمّله بعضنا حينا و نتململ بوجهه أحيانا .
                      لنعود للصرخة الأولى ، كيف اكتشف المثقف العربي قبل ما يزيد عن قرن و نصف من الزمن ، شرقه تخلّف و تأخر و غربهم قوي و تقدّم؟
                      أليس عندما جاء الغرب يجتاح الشرق ، و عندما خرج هؤلاء الرجال ليروا الغرب في عقر ديارهم ؟؟
                      إذاً ، لم يتم اكتشاف الفرق الهائل بيننا و بينهم ، كمحصلة وعي اجتماعي ، و حركة نقدية ثقافية و فكرية ذاتيّة ، بل على العكس تماما ، كان الوعي الاجتماعي غائبا ، لا وجود لوعي ثقافي نقدي ، لم تكن الثقافة أصلا في قاموسنا التراثي كدلالة لفظية ، و لم تُعطى وظيفة اجتماعية نقدية . بكل بساطة و سذاجة ، رأيناهم ففغرنا فينا مشدوهين مصدومين ، نعيد صرخة عبدالله النّديم .
                      حتما و جد الرّجال الأوائل أنفسهم أمام السؤال الحتمي التالي : من أين جاء التّخلف و كيف نتخلّص منه؟؟
                      و هكذا غدونا مجتمعا لا يعي أسباب تخلّفة ، بل تدور الحروب الطاحنة على هذه الأسباب ، لا يتمتّع بوعي ثقافي ذاتي ، و لا يجيد وظيفة النقد الإجتماعي للثقافة كي يتمكّن من طرح قضاياه و حلولها.
                      فكان من الطّبيعي البحث المحموم عن الخلاص و التنوّع و الاجتهاد ، رفاعة الطهطاوي يرى الخلاص في حقوق المواطنة و تساوي النّاس بالحقوق و الواجبات.
                      الكواكبي يراه باسقاط الاستبداد ، قاسم أمين يراه بتحرير المرأة و العلم حيث مستقبل الإنسانيّة جمعاء. محمد عبدو يراه في تجديد الفكر الإسلامي و الركون للعقل ، فرح أنطون يريد مجتمعا مدنيّا يخطّ طريق الخلاص. علي عبدالرزاق يراه في نقض "بداهة الخلافة" و الرجوع "لأصول الحكم في الإسلام" . طه حسين يراه في فصل الدين عن العلم دون تمايز و مراتب بينهما ، فلكلّ مجاله. و البنا رآه في تسييس أوسع للإسلام و تحزّبه ، و سيّد قطب رآه في إعادة الدخول و اعتناق الإسلام ، كأننا أمام الدّعوة المحمدية في يومها الأول ، و كأنّها إعادة بناء للأمة من نقطة الصفر...
                      اشتعلت الدنيا فينا و من حولنا ... سُمّم الكواكبي ، و النديم طرد ، حوكم طه حسين و ما زالوا يمضغون لحمه ، كُقّر و حوكم علي عبدالرزاق ثم طرد ، قتل البنا ، ثم قتل سيّد قطب... و المعركة ما زالت تدور حتى وصلت بين أبو زيد و زوجته ، و ها هي على أعتاب شهرزاد و شهريار ...
                      و ما زلنا نطرح السؤال الذي هاجمنا كحيوان خرافي مفترس ، كيف الخلاص؟ و على رأي الأستاذ النويهي : من أين نبدأ؟؟
                      هل اختلف شيئا بين مدّ وجزر ، منذ أكثر من قرن و نصف ؟؟
                      لا شيء .. لم يختلف شيئا إلا ما أورده الدكتور علي المتقي حول التنمية و التطوّر الظاهري الشكلي ، و الذي لا ننتجه نحن أصلا.. بل و ليس لنا القدرة على انتاج ما نستخم و ما نزركش به مظهرنا و حياتنا اليومية..
                      يا رب ّ من أين نبدأ و كيف؟؟
                      يا ربّ إنّنا نغور شيئا فشيئا ، فمن أين نبدأ و كيف؟؟
                      رفع السابقون المصاحف على أسنّة الرّماح لإسكات الحرب و لو خدعة ، و نحن نرفعها ليل نهار على أسنّة الرّماح لتثور الحرب و لا تقف...


                      تحياتي

                      حكيم

                      تعليق

                      • علي المتقي
                        عضو الملتقى
                        • 10-01-2009
                        • 602

                        #26
                        الأستاذ الجليل حكيم عباس : سعداء نحن بوجودك بيننا أديبا وناقدا ومفكرا يناقش قضايا الفكر العربي بعقلانية متنورة ، ويطرح الأسئلة المستفزة للعقل أكثر مما يقترح الإجابات ، كل ذلك وفق تصور منهجي يساعد القارئ على تتبع آرائكم وتحليلاتكم بدءا من المسلمات و انتهاء بالنتائج .
                        الأستاذ الفاضل : منذ قرن ونصف تغيرت الأهداف ، فتغير السؤال وتغيرت الوسائل ، دون أن يعني ذلك أننا انتهينا من السؤال الأول واقتنعنا بالإجابات المقترحة وخرجنا من النفق المسدود .
                        السؤال الأول كان سؤالا علميا ومعرفيا . كيف نخرج من تخلفنا ونتقدم كما تقدمت باقي الأمم.وكانت الأجوبة متعددة ومتنوعة "ترجمت على أرض الواقع العربي بهذه الطريقة أو تلك" دون أن يكون لذلك أثر على وضعيتنا التي تزداد تأزما سنة بعد أخرى .
                        وكعادة الأمة العربية في كل المجالات ، كلما اصطدمت مطالبها بجدار من الجدران المتعددة ، بدأت في البحث عن طريق جديدة، تتخلى فيها عن مطالبها المستحيلة لتعلن مطالب أخرى تبدو أسهل وقابلة للتحقيق . هكذا انتقل الفكر العربي من سؤال العلم و المعرفة بوصفهما أداة التقدم والتطور إلى سؤال التنمية الذي ليس في نهاية المطاف سوى محاربة الفقر وضمان دخل قار مهما كان ضئيلا ، وامتلاك معرفة تقنية براكماتية تحتاجها الشركات المستثمرة في وطننا العربي .
                        فبدأت الأسئلة تتناسل وتتفرع لتصل إلى خلخلة كل المعارف التي كنا نعتقد أنها ثابتة . من بين هذه الأسئلة : أي دور للجامعة مادامت لا تخرج إلا جيوش المعطلين . أي دور للغة والآداب والعلوم الإنسانية في عالمنا العربي اليوم عالم التنمية والمقاولة والاقتصاد؟
                        فتحولت المؤسسات الجامعية إلى معاهد ومدارس لتكوين التقنيين .
                        وفرق كبير بين سؤال الأمس الذي يطمح إلى أن نمتلك سلاح التطور وهو العلم والمعرفة والعقلانية . وسؤال اليوم الذي تخلى عن العلم و المعرفة لينشغل بأدوات و آليات المعيش اليومي ، الذي نقلنا معه من الاهتمام بقضايا الأمة إلى قضايا الدولة القطرية ،بل قضايا الجهة والمدينة والقرية ، فظهرت تناقضات بين هذه الدولة وتلك زادت من تأزيم الوضع .
                        و الخطير أن لا إجابات الأمس ولا إجابات اليوم نابعة من صلب واقعنا العربي بكل تناقضاته وطبيعة علاقاته بمحيطه الغربي و الشرقي ، وإنما هي إجابات مستوردة من واقع آخر مخالف لواقعنا .
                        تقديري واحترامي لك الأستاذ الجليل .
                        [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
                        مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
                        http://moutaki.jeeran.com/

                        تعليق

                        • علي المتقي
                          عضو الملتقى
                          • 10-01-2009
                          • 602

                          #27
                          الأستاذ الفاضل عبد الرؤوف النويهي : أنا ـ كواحد ممن عاشوا مرحلة السبعينيات و الثمانينيات و تكونوا على يد جيلي الخمسينيات والستينيات ـ ، أحس بمرارة اليوم لما آل إليه وضعنا ، فقد كنا بالأمس نعيش على أمل ، أما اليوم فقد فقدنا هذا الأمل ، لنستأنس بيأسنا الأبدي . لذا ، أجد نفسي مندفعا إلى الحديث معكم كلما فتحتم نافذة عن واقع المرحلة السابقة أو عن كتاب من كتبها . فها أنت تجرني جرا فأنجر بسهولة ويسر إلى حضن الأمس الجميل . لكن السؤال الذي يؤرقني هل يظل جيلي يبكي على أطلال الماضي دون أن يفعل أي شيء من أجل الخروج من الوضعية الحالية ؟ وماذا بوسعه أن يفعل ؟ هل ينخرط في سؤال التنمية كما أرادها الغرب أن تكون ، وبذلك يعيش عصره ؟ أم ينسحب في هدوء ليسمح للأجيال الجديدة أن تطرح أسئلتها وتجرب أدواتها ووسائلها كما طرحنا أسئلتنا و جربنا آلياتنا النضالية في النهوض بهذه الأمة ؟
                          تحياتي واحتراماتي أخي الأعز .
                          [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
                          مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
                          http://moutaki.jeeran.com/

                          تعليق

                          • د. م. عبد الحميد مظهر
                            ملّاح
                            • 11-10-2008
                            • 2318

                            #28
                            بسم الله الرحمن الرحيم
                            [align=right]

                            الأستاذة العزيزة الراقية مقدمة هذا اللقاء ماجى

                            اعزائى

                            د. على المتقي
                            د. عبد الرؤوف
                            الأستاذ يسرى
                            د. حكيم


                            تحية طيبة

                            أشكركم على ما تقدموه على هذه الصفحة الجميلة ، ومتابع معكم إن شاء الله

                            وتحياتى
                            [/align]

                            تعليق

                            • عبدالرؤوف النويهى
                              أديب وكاتب
                              • 12-10-2007
                              • 2218

                              #29
                              [align=justify]
                              سنوات عجاف عشتها متنقلاً بين الصواب والخطأ،بين الصراخ والنواح ،بين الهزيمة والفشل .


                              هزيمة مروعة رأيتها وجلدتنى بنيرانها الحارقة وسقوط الآلهة المزيفة التى أخذت بخناقنا سنوات وسنوات ،ونصحو على جريمة من أشنع الجرائم فى حق الشعوب التى أسلمت قيادها وسكرت بتغيير آملةً فيه خيراً كثيراً.
                              موت الألوف من الأطهار الأبرياء ،واحتلال يمتص الدماء ،وانكسار العزة وضياع الكرامة ،وعودة إلى الأناشيد المضللة ،ولاصوت يعلو فوق صوت المعركة ..

                              أين كان الأشاوس الأحامد النشامى الثوار الأحرار ؟؟


                              عشت مذهوب العقل ،مشتت الفكر ،أبحث عن يقين ،أبحث عن أسباب هزيمة فادحة أكلت الأخضر واليابس .
                              ما شغل بالى حتى اللحظة ،والذى تكتمت عليه السلطات وطمست معالمه الفاجعة ومدى تأثيرها على واقع أمة منكوبة برجالها ،ألا وهو :

                              **تهجيرأبناء ثلاث مدن وتوزيعهم فى طول البلاد وعرضها .

                              **التعتيم على أسباب الهزيمة .



                              ذات صباح حزين ..فوجئت بخيام تُنصب فى الأجران ،وسيارات تحمل أبناء مدن القناة "السويس ،الإسماعلية ،بورسعيد " وفتح المدارس لإسكانهم وفرض الأوامر على أبناء القرية بتوفير الأطعمة والملابس والأغطية وتسكينهم فى بيوت القادرين .

                              كان من نصيب القرية العديد من أسر مدينة السويس، الذين فقدوا بيوتهم وملابسهم وتاريخهم ،عشت معهم والسؤال تلو السؤال ينخر فى عقلى .

                              ما الذى حدث حتى يتم تهجير ملايين من البشر ؟؟


                              أين كان القادة وأصحاب الجاه والسلطان ورجال السلطة وقادة الجيوش ؟؟

                              لم أجد إجابةً ،فالتعتيم التعتيم التعتيم وتموت الأسئلة .



                              مجتمع الريف المنغلق على ذاته وتقاليده الصارمة وأعرافه المتشددة ،كيف يصمد هذا المجتمع لسلوكيات غريبة عليه ؟؟


                              وضاقت القرية بناسها وزادت مشاكلها وكثرت جرائمها وسادت الفوضى ،وأصبحنا نُطلق على أبناء السويس ،المهجّرين ،فقد أتوا بلا مال ولا عمل ولالقمة ،وسطوا على ما تم تخزينه !!!
                              وعاشت القرية ،سنوات مريرة صعبة ، تشكو الفقر والفاقة وشظف العيش وصرنا، أصحاب القرية ،غرباء ..فكل يوم تأتى السيارات ،وتًفرغ حمولتها ،من أبناء وبنات مدن القناة ،وتتعقد الحياة أكثر فأكثر..وتضيق بنا البيوت وتؤخذ اللقمة من أفواهنا ،وتمتلأ الأجران وأفنية المدارس بالخيام ..


                              ياله من منظر حزين !!!
                              [/align]

                              تعليق

                              • فواز أبوخالد
                                أديب وكاتب
                                • 14-03-2010
                                • 974

                                #30
                                أشكرك الأستاذة ماجي نور الدين

                                على هذا الحوار مع الدكتور علي المتقي

                                وسؤالي عن الخطر الذي يتهدد العرب اليوم من قبل إيران

                                وتدخلها في الشؤون الداخلية للبلاد العربية .. ونشرها

                                للتشيع في .. سوريا خاصة ..

                                وهل تتوقعون وجود تحالف بين إيران وأمريكا وإسرائيل

                                ضد العرب ..... خاصة أننا منذو سنوات نسمع تهديدات

                                ولم نرى أي ضربات لها .......؟

                                تحياااااااااتي لكم .


                                ...........
                                [align=center]

                                ما إن رآني حتى هاجمني , ضربته بقدمي على فمه , عوى من شدة
                                الألم , حرك ذيله وولى هاربا , بعد أن ترك نجاسته على باب سيده .
                                http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=67924

                                ..............
                                [/align]

                                تعليق

                                يعمل...
                                X