التفكير المسبق جناية أم بديهة ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. م. عبد الحميد مظهر
    ملّاح
    • 11-10-2008
    • 2318

    #16
    بسم الله الرحمن الرحيم

    أخى الكريم الأستاذ محمد شعبان الموجى


    ما رأيك فى فاصل للراحة مع قصة ذات علاقة...


    جاء فى أحد أسئلة امتحان الفيزياء السؤال الآتى : كيف تحدد ارتفاع ناطحة سحاب باستخدام الباروميتر (جهاز قياس الضغط الجوي)؟

    الإجابةالصحيحة فى رأس واضع السؤال : بقياس الفرق بين الضغط الجوي على سطح الأرض وعلى سطح ناطحة السحاب

    إحدى الإجابات استفزت أستاذ الفيزياء وجعلته يقرر رسوب صاحب الإجابة بدون قراءة باقي إجاباته على الأسئلة الأخرى

    الإجابة المستفزة هي : اربط الباروميتر بحبل طويل وأدلي الخيط من أعلى ناطحة السحاب حتى يمس الباروميتر الأرض . ثم أقيس طول الخيط

    غضب أستاذ المادة لأن الطالب قاس له ارتفاع الناطحة بأسلوب بدائي ليس له علاقة بالباروميتر أو بالفيزياء , تظلم الطالب مؤكداً أن إجابته صحيحة 100% وحسب قوانين الجامعة عين خبير للبت في القضية

    أفاد تقرير الحكم بأن إجابة الطالب صحيحة لكنها لا تدل على معرفته بمادة الفيزياء . وتقرر إعطاء الطالب فرصة أخرى لإثبات معرفته العلمية

    ثم طرح عليه الحكم نفس السؤال شفهياً


    فكر الطالب قليلا وقال: " لدي إجابات كثيرة لقياس ارتفاع الناطحة ولا أدري أيها اختار"

    فقال الحكم: "هات كل ماعندك"

    فأجاب الطالب..

    00- يمكن إلقاء الباروميتر من أعلى ناطحة السحاب على الأرض ، ويقاس الزمن الذي يستغرقه الباروميتر حتى يصل إلى الأرض ، وبالتالي يمكن حساب ارتفاع الناطحة، باستخدام قانون الجاذبية الأرضية

    00- إذا كانت الشمس مشرقة ، يمكن قياس طول ظل الباروميتر وطول ظل ناطحة السحاب فنعرف ارتفاع الناطحة من قانون التناسب بين الطولين وبين الظلين

    00- إذا أردنا حلا سريعا يريح عقولنا ، فإن أفضل طريقة لقياس ارتفاع الناطحة باستخدام الباروميتر هي أن نقول لحارس الناطحة : "سأعطيك هذا الباروميتر الجديد هدية إذا قلت لي كم يبلغ ارتفاع هذه الناطحة" ؟

    00- أما إذا أردنا تعقيد الأمور فسنحسب ارتفاع الناطحة بواسطة الفرق بين الضغط الجوي على سطح الأرض وأعلى ناطحة السحاب باستخدام الباروميتر


    كان الحكم ينتظر الإجابة الرابعة التي تدل على فهم الطالب لمادة الفيزياء ، بينما الطالب يعتقد أن الإجابة الرابعة هي أسوأ الإجابات لأنها أصعبها وأكثرها تعقيدا

    بقي أن نقول أن اسم هذا الطالب هو " نيلز بور" وهو لم ينجح فقط في مادة الفيزياء ، بل إنه الدانمركي الوحيد الذي حاز على جائزة نوبل في الفيزياء ، وهو من اعمدة "النظرية الكمية" فى الفيزياء وهى التى غيرت و جه التفكير العلمى فى النصف الثانى من القرن العشرين ، و الغت مفهوم الحتمية العلمية من الفكر الفلسفى الحديث


    وتحياتى


    ملحوظة: فلسفة العلم الحديث لها علاقة شديدة بطرق التفكير العلمى ومناهجه ، ونحن هنا فى ملتقى " نصوص فلسفية"
    التعديل الأخير تم بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر; الساعة 29-05-2010, 22:49.

    تعليق

    • حكيم عباس
      أديب وكاتب
      • 23-07-2009
      • 1040

      #17
      الدكتور الفاضل عبدالحميد مظهر
      تحية عطرة

      أشكرك على هذه القصة الظريفة ، ترى لو كان لهذا الرّجل مرجعية (معصومة) تحدّد له "التفكير المسبق" (!) و المحكم ، ذات الأصول المرجعية في مرجعية من المستوى الثاني ثم الثالث و الرّابع ، و كلّها قائمة على "التّفكير المسبق"(!) و مؤصّلة معصومة ، و ما عليه إلا أن يتبع هذه المرجعيات بـ "تفكيرها المسبق" و المتسلسل ، ترى أيكون قد بقي له هامشا يفكّر هو فيه ، يمارس حياته هو ، حقه الذي وهبه الله له ، كما مارستها مرجعيّاته "المعصومة" نفسها ؟؟
      و كيف سيجيب على سؤال الفيزياء؟
      و كيف سيتوصّل "لفركشة" الحتمية العلمية ؟؟

      تحياتي و ننتظر لنفهم
      حكيم

      تعليق

      • mmogy
        كاتب
        • 16-05-2007
        • 11282

        #18
        المشاركة الأصلية بواسطة فواز أبوخالد مشاهدة المشاركة
        أشكرك على سعة صدرك أستاذي الموجي ................. ولكن
        من تواضع لله رفعه وكثير من المثقفين وخاصة إذا قلت دكتور أو أستاذ دكتور
        أو حتى كاتب صحفي .. تجده ماخذ في نفسه مقلب ...!!
        ويحاول يجتهد ويفكر حتى في الأمور الغير داخله في إختصاصه
        والنتيجة ...... يجيب العيد ..!
        وأنا عندما أقرأ أدلة أحد المشائخ وأقتنع بها وأتبعه في ذلك .. أعتقد أنه
        من الإجحاف وصفي بالعامي ...............!!
        تحيااااااااااتي لك .
        [align=center][table1="width:70%;"][cell="filter:;"][align=justify]
        الأستاذ والأخ المحترم / فواز أبو خالد
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        وصف العامي ليس سبة وليس فيه انتقاص .. بل قد يوصف به أكابر العلماء بالإضافة إلى فرع معين من فروع العلم .. وعندما صنف الغزالي رحمه الله كتابه إلجام العوام عن علم الكلام .. لم يقصد بالعوام هنا المعنى الشائع الذي يوصف به غير المتعلم .. وإنما قصد به كل من هم دون طائفة يطلق عليها العارف بالله .. فعالم الفقه والتفسير والحديث ووو عوام في علم الكلام .
        وأي إنسان غير متخصص ولم يبلغ مرتبة النظر في الأدلة فهو من العوام .. فكلمة العوام هنا وصف لغير المتخصص في علم ما من العلوم الشرعية كما يمكن إطلاقه أيضا على غير المتخصص في العلوم الدنيوية .

        ننتقل للنقطة الأهم وهي : على أي أساس اخترت مثلا اتباع فتاوى الشيخ ابن تيميه ولم تتبع فتاوى الشيخ الغزالي رحمهما الله ؟؟
        إن ترجيحك واختيارك لأحدهما وتركك للآخر .. إما أن يكون بسبب الهوى وميل النفس أو بسبب البيئة والنشأة أي أنك توارثت ذلك الاختيار عن آبائك وأجدادك وقلدتهم فيه .. وإما أن يكون بسبب أنك درست آراء العالمين الجليلين ورجحت أحدهما على الآخر .. وهذا الترجيح معناه اجتهاد .. ومعناه أنك أعلم منهما لأن حكمك بصحة فتوى معينة وبطلان أخرى .. لايمكن إلا أن يكون بناء على علم شرعي .. فالمرجح لابد وأن يكون عالما .. فهل أنت كذلك ؟
        والخلاصة
        أن اختيارنا لمذهب دون مذهب .. ولعالم دون عالم .. ولتيار فكري دون تيار آخر .. إما أن يأتي تقليدا لما توارثناه من البيئة المحيطة بنا .. وإما أن يأتي بناء على علم واجتهاد وإحاطة لأدلة كل المذاهب وأقوال العلماء .. فبدون الإلمام بعلم الاختلاف تصبح اختياراتنا وانحيازتنا لهذا العالم أو ذاك اختيارا عفويا عشوائيا لم يقم على أدلة علمية متينة .. وإنما على الراحة النفسية التي يفسرها قول الصادق المصدوق استفت قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك .. وهذا طبعا مقيد بالاختيار من بين فتاوى وأقوال أئمة أهل العلم .. تقليدا لهم .

        نسأل الله السلامة
        [/align][/cell][/table1][/align]
        إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
        يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
        عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
        وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
        وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

        تعليق

        • د. م. عبد الحميد مظهر
          ملّاح
          • 11-10-2008
          • 2318

          #19
          المشاركة الأصلية بواسطة حكيم عباس مشاهدة المشاركة
          الدكتور الفاضل عبدالحميد مظهر




          تحية عطرة

          أشكرك على هذه القصة الظريفة ، ترى لو كان لهذا الرّجل مرجعية (معصومة) تحدّد له "التفكير المسبق" (!) و المحكم ، ذات الأصول المرجعية في مرجعية من المستوى الثاني ثم الثالث و الرّابع ، و كلّها قائمة على "التّفكير المسبق"(!) و مؤصّلة معصومة ، و ما عليه إلا أن يتبع هذه المرجعيات بـ "تفكيرها المسبق" و المتسلسل ، ترى أيكون قد بقي له هامشا يفكّر هو فيه ، يمارس حياته هو ، حقه الذي وهبه الله له ، كما مارستها مرجعيّاته "المعصومة" نفسها ؟؟
          و كيف سيجيب على سؤال الفيزياء؟
          و كيف سيتوصّل "لفركشة" الحتمية العلمية ؟؟

          تحياتي و ننتظر لنفهم
          حكيم
          بسم الله الرحمن الرحيم

          أخى الكريم الأستاذ حكيم

          تحية طيبة

          موضوع الفهم موضوع كبير و فيه رقاب ، وانا اخاف على رقبتى . و فى حالة عدم وجود السيوف والسكاكين هناك القلم اللسان....سلاح الانترنت الحديث...الألسنة الحادة التى تنتصر دائما..والانتصارات واضحة...انتصار بعد انتصار

          قصيدة أو قصة ،أو تعليق من سطرين أو ثلاثة ، أو غمز ولمز و كله محاولات لقص الرقاب!!...طبيعة دموية و كراهية متجذرة عند البعض !! و طبعا..النصر المبين من وراء و أمام و تحت وفوق الشاشات ، والنوم براحة بعد الانتصار القلمى...أليس القلم سلاح!؟ و لا ننسى الأحلام السعيدة ببيارق النصر اثناء النوم

          المهم موضوع التفكير من الموضوعات البحثية التى تجرى على قدم و ساق ، وهناك مئات الكتب و الآف الابحاث لدراسة التفكير و كيف يعمل العقل ، و لكن هذه الاشياء غير معروفة على نطاق واسع فى عالم الثقافة العامة ، لذلك فالأفضل أن اسكت هنا حتى يطلع لى فجر.

          و تحياتى
          التعديل الأخير تم بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر; الساعة 29-05-2010, 23:35.

          تعليق

          • حكيم عباس
            أديب وكاتب
            • 23-07-2009
            • 1040

            #20
            المشاركة الأصلية بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر مشاهدة المشاركة
            بسم الله الرحمن الرحيم

            أخى الكريم الأستاذ حكيم
            تحية طيبة
            موضوع الفهم موضوع كبير و فيه رقاب ، وانا اخاف على رقبتى . و فى حالة عدم وجود السيوف والسكاكين هناك القلم اللسان....سلاح الانترنت الحديث...الألسنة الحادة التى تنتصر دائما..والانتصارات واضحة...انتصار بعد انتصار

            قصيدة أو قصة ،أو تعليق من سطرين أو ثلاثة ، أو غمز ولمز و كله محاولات لقص الرقاب!!...طبيعة دموية و كراهية متجذرة عند البعض !! و طبعا..النصر المبين من وراء و أمام و تحت وفوق الشاشات ، والنوم براحة بعد الانتصار القلمى...أليس القلم سلاح!؟ و لا ننسى الأحلام السعيدة ببيارق النصر اثناء النوم

            المهم موضوع التفكير من الموضوعات البحثية التى تجرى على قدم و ساق ، وهناك مئات الكتب و الآف الابحاث لدراسة التفكير و كيف يعمل العقل ، و لكن هذه الاشياء غير معروفة على نطاق واسع فى عالم الثقافة العامة ، لذلك فالأفضل أن اسكت هنا حتى يطلع لى فجر.
            و تحياتى
            -----------------

            نعم يا سيّدي... كلّ الحق فيما تقول
            و كي تكتمل الدّائرة .. بدلا من أن نقيم الحدّ على البذاءة .. نُنَظّر للأخلاق
            و ننظم المُعلّقات مديحا لظلّها العالي...!!!

            تحياتي
            أحلام سعيدة ، و تصبح على خير
            حكيم

            تعليق

            • mmogy
              كاتب
              • 16-05-2007
              • 11282

              #21
              [align=center][table1="width:70%;"][cell="filter:;"][align=justify]

              الأستاذ والأخ المحترم دكتور حكيم عباس
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              أولا : أرجو أن تقتبس لي كلامي عن المعصومين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
              ثانيا : أنت تصر على تعبير ( الفكر المسبق ) وأنا مصر على تعبير ( التفكير المسبق ) .. لأن ( الفكر المسبق ) هو قالب أو قوالب فكرية جاهزة يتبناها الإنسان ابتداء كما هي تقليدا لمجتمعه وبيئته المحيطة به من كل الجوانب .. دون أن يكون له فيها تفكير أو نظر أو اجتهاد في الفهم .. ( إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على أثارهم مقتدون ) .. بينما ( التفكير المسبق ) يشعرك بدور المحاور في إعمال العقل والفهم ومن ثم يتبنى هذا ( الفكر المسبق ) عن قناعة لا عن وراثة ليصير في حقه تفكيرا مسبقا لا فكرا مسبقا .. وقد يكون من الملائم لغير المشتغلين بالفكر والحوار تبني هذا ( الفكر المسبق ) كما هو .. بينما لايليق بمن يدخل حوارا أو نقاشا أن يناقش ويحاور من خلال قوالب فكرية جاهزة دون أن تكون له رؤية أو قناعات تنقل هذا ( الفكر المسبق ) لتجعله ( تفكيرا مسبقا ) كأنه من إنتاج الشخص نفسه .

              ثالثا : يبدو أن حضرتك عندما تناقش .. فإنما تناقش عن ( تفكير مسبق ) بأن ما تملكه أنت من أفكار وآراء هي الصواب الذي لايحتمل الخطأ .. وربما يكون السبب وراء هذا الاعتقاد هو مكانتك الأدبية والعلمية التي تشعرك بالنظرة الدونية للآخرين .. وربما لآننا لانجيد صياغة أفكارنا وفقا لمناهج التفكير الحديثة .. ولاتنزعج إن قلت لك إن معظم هذه المناهج والكتابات الفلسفية الغربية من العلم الذي لاينفع ومن الجهل الذي لايضر .. ومعظم هذه الكتابات الفلسفية لاتخرج عن كونها آراء متحفية لا ولن ترى النور .. وهذا يذكرني بأطنان المجلات السياسية والفلسفية والفكرية الشيوعية التي كانت تصدر في الستينات والتي كانت تحتوي على آلاف المقالات والأبحاث المحكمة المتقنة الثرية بالأفكار والطروحات .. وكلها انتهى بها الزمن إلى مزبلة التاريخ .. وانتهى الأمر فيها إلى آراء بسيطة جدا تبدو ساذجة لمن كتب هذه المقالات التي تغرقك في آلاف المصطلحات الوضعية .. على غرار علمانية باللحمة المفرومة .
              ولذلك فمعظم الغارقين في سيل المصطلحات الوضعية والفلسفية .. لايشفي غليلهم لغة القرآن الكريم السهلة البسيطة التي يسرها الله للفهم والذكر .. وربما نظروا إليها على أنها نوع من التفكير الساذج بالمقارنة بمستوى مقالات مجلة الطليعة ومؤتمرات زعماء الكرملين .
              فهذا أيضا من التفكير المسبق .
              نسأل الله السلامة

              [/align]
              [/cell][/table1][/align]







              المشاركة الأصلية بواسطة حكيم عباس مشاهدة المشاركة
              أستاذي الفاضل أرى أنّك تنقل ما طرحته في موضوعك الأساس إلى مكان آخر ، أو على الأقل توسّعه قصرا باتّجاهات جديدة ... لا بأس

              شخصيّا أنا علقت على استخدام تعبير "تفكير مسبق" و ما حُمّل من معاني غير قادر على حملها ، ثمّ محاكمته من باب ما نختلف عليه عادة ، حين يقول أحدنا "حكم أو أحكام مسبقة".
              ما هو القانون ؟
              أليست مجموعة من الأحكام المعدّة سلفا ؟
              بناءا على ماذا أعدت هذه الأحكام؟
              أليس بناءا على "فكر" (و ليس تفكير) مسبق و رؤية معيّنة ، محدّدة للفرد و للمجتمع و تشمل الحقوق و الواجبات و الحريات و ضوابطها و حماية الحق الخاص و العام ..الخ؟
              إذن نحن نولد في مجتمعات فيها مجموعة من الأحكام المسبقة ، المعدّة للقياس على اساسها في ضبط علاقات الناس بعضهم ببعض.
              هل أحد يطلب من الآخر عدم الحكم بمقتضى الأحكام القانونية المعدّة خصيصا و سلفا (المسبقة) ، على أساس فكر مسبق؟
              لا أحد هذا صنف من الأحكام من المعايير ، غير قابل للنقاش بين العامة ، تعدّل هذه القوانين و تغيّر و تتبدل في أوساط ضيّقة شديدة التّخصص ذات تكليف خاص.

              ما هو الشرع؟
              أليس مجموعة من التشريعات و الأحاكام و القواعد و الأسس (غير الوضعية)؟؟
              ألم تصنّف و تنسق على أساس ما أنزل من عند الله و على أساس ما أخذ عن رسول الله؟
              ألم يضف لها بالقياس و الاجتهاد مجموعة أخرى من التشريعات و الأحكام؟
              من أضافها؟
              أليس أيضا ضمن نطاق ضيّق شديد التّخصص و الإلمام المعرفي ، و هذه قضية ليست للعامة، بالضبط كما فعل واضعي القانون الوضعي؟؟
              أليست كلّها عبارة عن مجموعة من الأحكام المسبقة و المعدّة سلفا كي يُقاس عليها في تنظيم و ضبط أمور الناس و تعاملهم فيما بينهم و حفظ حقوقهم و القيام بواجباتهم الدنيوية و الدينية؟؟
              من يطلب تغيير هذه الأحكام المسبقة؟
              لا أحد يا سيّدي ... لا أحد..
              في داخل مجتمعاتنا آلا يوجد أيضا ما نسميه العادات و التقاليد و ما هو موروث سلوكا و عادة و في الغالب غير مكتوب؟
              ألا تشكّل هذه مجموعة من الأحكام المسبقة على السلوك الفردي داخل المجتمع ، يقاس بموجبها صحّة سلوكه من عدمه؟
              هذا الصنف هو الصنف الوحيد الذي يتعرّض للنهش و الجدال و للحوار من قبل كلّ الفئات .. سواءا على أساس قانوني أو أساس شرعي أو أساس فردي ثقافي أيديولوجي.

              الإرث بأكمله ، العادات و التقاليد و القانون و الشرع ، تربينا عليه جميعا من البيت إلى الشارع فالمدرسة ...الخ ، و شكّل لدينا ما نسميه (نظام قيمي) يميّزنا عن باقي شعوب الأرض ، فلكل أمة نظامها القيمي ، و هذا النّظام القيمي يضبط سلوكنا و أخلاقنا ... و لا أعتقد حتى هنا يوجد أي خلاف.
              موضوع حضرتك يتكلّم عن "التّفكير المسبق" ، و ها هي عناصر نظامنا القيمي أمامك ، هل يمكنك أن تقول عنه تفكير مسبق ، أم هو أحكام تبلوّرت و انسكبت في أطرها و اصبحت جاهزة لتكون مسطرة نقيس بها و نحكم على سلوك الآخرين؟
              بل هي هكذا بالضبط.
              ما تكلّمت عنه حضرتك في المقالة الأساسية ، أؤلئك الذين ينهون عن التفكير المسبق ، و يرفضونه ، لكن ما نلاحظه ، الذي يحدث ، رفض الحكم المسبق و ليس التفكير المسبق ، و ما عالجته حضرتك هو الحكم المسبق ، أمّا ما جاء في ردّك فهو جديد ، له مجالاته الرّحبة و الواسعة للنقاش ، حول الاجتهاد و القياس ، و أظنّك اقتضبت موضوع باب الاجتهاد ، كما وسعت باب المعصومين دون أن نعرف من هم هؤلاء الذين تسمّيهم معصومين؟؟!!!!
              على العموم ، هذا نقاش و موضوع له علاقة بموضوعك الأساسي لا أنفي ذلك لكن ساحة نقاشه مختلفة عن ما طرحته أساسا..
              ما نعانيه في حياتنا اليومية ، كل لحظة ، في سلوكنا الفردي ، هو الحكم المسبق السلوكي و الذي قلت عنه (تجاوزا) نسبي.
              و هكذا يصبح أمامنا المواضيع التالية : موضوع الأحكام المسبقة التي يتصرّف بناءا عليها الأفراد في علاقاتهم اليومية
              موضوع الاجتهاد
              و موضوع المعصومين .
              أي المواضيع تريد أن تطرحها للنقاش ، تفضل اختر و ثبت محاورها و لنبدأ ، أما ما أراه هنا خلط للحابل بالنابل ، و كلّ قارئ يأتي ليفهم ما يريد ، و يرى الضربات بالإتجاه الذي يريد ، و لا ندري ماذا تريد !!!
              بدأت بـ "قال:- " و أوحيت بقوة أن المقصود أؤلئك الذين يُطالبون بعدم التعامل بـ "التفكير المسبق" و كان واضحا من الكلام و الرّد على "قال:" أن المقصود "الحكم المسبق النسبي" ، و الآن وصلنا إلى باب الاجتهاد و كلّ له شيخه ، و أخيرا المعصومين ، و لا أدري من هم المعصومون في الإسلام يا سيّدي..
              أخصب أرض لتسويق الأفكار ، هي الفوضى الفكرية ، خلط الأوراق بعضها ببعض ، بحيث لا يعد أحد يعرف رأسه من أخمس قدميه ... نظّم أوراقك سيّدي و تفضّل ، على الرحب و السعةّ أمّا هكذا شخصيا لا ادري ما ذا تريد سوى الضرب بقبضة اليد مغلقة في كلّ الإتّجاهات ، يبدو أنّك تحنّ "للكتابة الصحفية" ، بعد أن انقطعت عنها على ما يبدو بسبب مشاغل النّت ، أو ربّما أنا وحدي من وقع في هذا اللبس... لا أدري...

              تحياتي
              حكيم
              إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
              يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
              عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
              وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
              وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

              تعليق

              • حكيم عباس
                أديب وكاتب
                • 23-07-2009
                • 1040

                #22
                المشاركة الأصلية بواسطة محمد شعبان الموجي مشاهدة المشاركة
                [align=center][table1="width:70%;"][cell="filter:;"][align=justify]

                الأستاذ والأخ المحترم دكتور حكيم عباس
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                أولا : أرجو أن تقتبس لي كلامي عن المعصومين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ (([/align]
                [align=justify].. ولابد بعد تلك المرحلة أن تتبلور قناعاته المنبثقة عن مرجعيات مقدسة أو معصومة ..
                خلاصة ماأود أن أقوله .. أن التفكير المسبق المبني على دراسة وعلم ومرجعية معصومة ..

                إذ أن الحوار والنقاش لابد له من تفكير مسبق ، ومن مرجعيات مقدسة ومعصومة ..
                .))


                ثانيا : أنت تصر على تعبير ( الفكر المسبق ) وأنا مصر على تعبير ( التفكير المسبق ) .. لأن ( الفكر المسبق ) هو قالب أو قوالب فكرية جاهزة(( هذه أعتقد تسمّى ايديولوجيا ، أليس كذلك؟؟ )) يتبناها الإنسان ابتداء كما هي تقليدا لمجتمعه وبيئته المحيطة به من كل الجوانب .. دون أن يكون له فيها تفكير أو نظر أو اجتهاد في الفهم (( و ما تدعو له حضرتك ألا يصنّف في هذا الباب ، خذنا بقدر عقولنا و اشرح لنا، لنميّز بين هذا وذاك!! )).. ( إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على أثارهم مقتدون ) .. بينما ( التفكير المسبق ) يشعرك بدور المحاور في إعمال العقل والفهم ومن ثم يتبنى هذا ( الفكر المسبق ) عن قناعة لا عن وراثة (( هذا ينطبق تماما على الفكرالوضعي ، على الثقافة ، فأنت تقرأ لمئات الفلاسفة و المفكرين ، و تحاور هذا و ذاك و تمرّر ما يقوله على العقل و تكون فيها فاعلا.. هذا عكس ما سبق و عيّبت به على الفكر المسبق و عاملته معاملة الايديولوجيا .. لاحظ الخلط بين الفكر و التفكير و الايديولوجيا العمياء)) ليصير في حقه تفكيرا مسبقا لا فكرا مسبقا .. وقد يكون من الملائم لغير المشتغلين بالفكر والحوار تبني هذا ( الفكر المسبق ) كما هو .. بينما لايليق بمن يدخل حوارا أو نقاشا أن يناقش ويحاور من خلال قوالب فكرية جاهزة دون أن تكون له رؤية أو قناعات تنقل هذا ( الفكر المسبق ) لتجعله ( تفكيرا مسبقا ) كأنه من إنتاج الشخص نفسه .

                ثالثا : يبدو أن حضرتك عندما تناقش .. فإنما تناقش عن ( تفكير مسبق ) بأن ما تملكه أنت من أفكار وآراء هي الصواب الذي لايحتمل الخطأ(( جرّبتيني أكثر من مرّة بالنّقاش ،معك مباشرة ، و جربتني شاهدا في مناقشة غيرك ، فتفضل و أعطني مثلا واحدا لأعطيك مقابله أمثلة ، كيف كنت أعترف بخطأي و اعتذر و أصلّح ، ما لم أشهده عندك فيما يقارب السنة من وجودي هنا و لو مرّة واحدة يا سيّدي الفاضل)) .. وربما يكون السبب وراء هذا الاعتقاد هو مكانتك الأدبية والعلمية التي تشعرك بالنظرة الدونية للآخرين (( لو كان كذلك لما دخلت في نقاش كلّ من حاول أن يدخل في حوار على متصفح أتواجد عليه، و لما أجهدت نفسي في مئات المداخلات المطوّلة ، لأحاول شرح أدق التفاصيل التي أعرفها كلّما أحسست أن أحدا بحاجة لها ، و ربّما لكنت قد حميت نفسي من كثير من المتاعب ، و لربّما كنت فعلا أنعم الآن بنوم عميق.. أنت أولا و وحدك ، تعرف أن ما تقوله هنا غير صحيح و محض إدّعاء)) .. وربما لآننا لانجيد صياغة أفكارنا وفقا لمناهج التفكير الحديثة .. ولاتنزعج إن قلت لك إن معظم هذه المناهج والكتابات الفلسفية الغربية من العلم الذي لاينفع ومن الجهل الذي لايضر ((هذا رأيك ، و تطبيقا لما تروّج له على الأقل هنا ، ناهيك في عشرات المداخلات ، كنت أتوقّع أن لا تعمّم)).. ومعظم هذه الكتابات الفلسفية لاتخرج عن كونها آراء متحفية لا ولن ترى النور ..(( و تصديقا لما تقول لذلك ، نحن متقدّمون و متطوّرون و هم متخلّفون مضطهدون تابعون)) وهذا يذكرني بأطنان المجلات السياسية والفلسفية والفكرية الشيوعية التي كانت تصدر في الستينات والتي كانت تحتوي على آلاف المقالات والأبحاث المحكمة المتقنة الثرية بالأفكار والطروحات .. وكلها انتهى بها الزمن إلى مزبلة التاريخ (( هذا صحيح ، و لكن ليس هذا فحسب ، بل أيضا النازيين ، و القوميين المتعصبين سواءا في الغرب أو في الشرق ، و كثيرا من الأحزاب السايسة و الدينية و اإاسلامية بالتّحديد ، و هذه سنّة الحياة ، من يصيغ حياته على التّعصب و سحق الآخر و تعاليه عليه ، مصيره الفشل ، في الجانب الآخر يا سيّدي تراثنا العربي الإسلامي ، لا نعلم عنه و لم ندرس و لم نقرأ أكثر من 5 إلى 7% منه ، ما تبقى مخطوطات مبعثرة في كل أنحاء العالم ، كلّ هذا الحماس و الدّقة و الغيرة التي تظهرها ، لم تنجح حتى الآن بلملمته ، فهو في عداد غير الموجود حتى اللحظة ، إذاً التاريخ لا يطوي فقط هؤلاء الذين سميّتهم و أكملت لك قائمتهم ، بل قد يطوي المفرّطين و الأمّيين و الجهلة ....ألخ)).. وانتهى الأمر فيها إلى آراء بسيطة جدا تبدو ساذجة لمن كتب هذه المقالات التي تغرقك في آلاف المصطلحات الوضعية .. على غرار علمانية باللحمة المفرومة .
                ولذلك فمعظم الغارقين في سيل المصطلحات الوضعية والفلسفية ((لم أعترض على مصطلحاتك بل طلبت أن تستخدم ما هو مفهوم ، فسامح قصوري العقلي إن وجدتك تخلط بين الحكم المسبق و الفكر المسبق و التفكير المسبق و الايديولوجيا ...الخ ، أنا طالبت بترتيب أوراقك و استخدام ما نفهم ، و لك أن تستخدم إن شئت رموزا جبرية أو سنسكريتية بدلا من المصطلحات ، لكن إشرحها بشكل محدّد ، ثبّت معانيها و مفاهيمها ، لا تأتي يتعريف مصطلح حديث ترفضه أساسا و تلبسه مصطلحا أخر ، كما فعلت بمفهوم الايديولوجيا لتلبسه لما تسميه الفكر المسبق ، هنا يسمى خلط و ليس اعتراض على المصطلح ، إصنع مصطلحاتك بنفسك و فهرسها و عرّفها ، و أعتقد هذا ما أنهكنا من كثرة ما دعينا له ، لكن دون أن تبنيها على مصطلحات الآخرين ، فقط تقوم بشقلبة هذا لتلبسه لذلك و كأنّك أتيت بالجديد!!)).. لايشفي غليلهم لغة القرآن الكريم السهلة البسيطة التي يسرها الله للفهم والذكر .. وربما نظروا إليها على أنها نوع من التفكير الساذج بالمقارنة بمستوى مقالات مجلة الطليعة ومؤتمرات زعماء الكرملين .
                فهذا أيضا من التفكير المسبق .
                نسأل الله السلامة

                [/align][/cell][/table1][/align]
                ---------------------
                تحياتي و احتراماتي
                ارجو المعذرة ، لضيق الوقت ، علّقت على مداخلتك المقتبسة أعلاه ، بين سطورها باللون الأزرق ، فأرجو الانتباه.

                لا أنوي دخول المطعم لتناول المعكرونة و اللحمة المفرومة ، فقد جرّبتها منك مرّة ، و تألّمت لأنني لم أكن أحبّ أن أراك بتلك الهيئة ...

                نسأل الله السّلام ، و السلامة التي تنشدها أيضا
                حكيم

                تعليق

                • مهند حسن الشاوي
                  عضو أساسي
                  • 23-10-2009
                  • 841

                  #23
                  [align=center]

                  أستاذنا الموجي
                  تحية معطرة
                  لو تركنا مسألة الاختلاف في تعريف المصطلح أهو تفكير مسبق أو حكم مسبق بناءً على القول أن لا مشاحة في الاصطلاح
                  وعدنا الى تعريفات صاحبك لوجدنا أنه عرف التفكير المسبق عدة تعريفات أغلبها مما يفسد الحوار فعلاً، ويجعله من طرف واحد، وكأنه نتيجة سابقة لمقدماتها
                  فقوله :
                  التفكير المسبق: يعني موقفاً أوّلاً من أي فكرةٍ قائماً على أن ما لديّ هو بديهية، وما لدى سواي فغرضٌ!
                  التفكير المسبق: هذا ما وجدنا عليه آباؤنا.. فهو ترجمةٌ أمينة للتربية السيئة التي قوامها التقليد.
                  التفكير المسبق: تحجّر الفكر على قضايا قابلة للنقض، ومحاولة حجر الآخرين على نفس هذه القضايا.
                  التفكير المسبق: هو الشكُّ بالآخر.. شكٌّ لا ينتهي إلاَّ أن ينتهي!
                  .... الى آخر الأقوال
                  أما الحوار الناجح فهو الحوار الذي ينطلق من المسلمات التي يتفق عليها المتحاوران ولا يختلفان فيها، ولو بأن ترد الى البديهيات التي فطر العقل عليها، والانطلاق من هذه النقطة ومحاولة الارتقاء بالحوار عن طريق البيان المبني على الحجج حتى الوصول الى قناعة مشتركة.
                  وهذا إنما يصح في القضايا العقلية التي تلزمها الضوابط، وتنتجها المقدمات، أما إذا قصدنا من النقاش قضايا قابلة للاجتهاد والتأويل فحينها قد لا يصل الحوار الى نتيجة مشتركة، بل يكفي حينها أن يحترم كل طرف منهما الآخر في النهاية أنهما اعتمدا على ما يجوز فيه الاختلاف وفق ضوابط سليمة .. والله العالم
                  موضوع قيم فعلاً .. للتثبيت مع خالص الود


                  [/align]
                  [CENTER][SIZE=6][FONT=Traditional Arabic][COLOR=purple][B]" رُبَّ مَفْتُوْنٍ بِحُسْنِ القَوْلِ فِيْهِ "[/B][/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER]

                  تعليق

                  • mmogy
                    كاتب
                    • 16-05-2007
                    • 11282

                    #24
                    [align=center][table1="width:70%;"][cell="filter:;"][align=justify]

                    الأستاذ والأخ المحترم د.م . عبد الحميد مظهر
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                    الخطأ في إجابة هذا الطالب أنه خلط بين التفكير العقلي الذي يبحث في البديهات وبين التفكير العلمي الذي يعتمد على المشاهدات والتحليل المعملي والمختبري ليستخرج منها مبادىء
                    وأنقل هنا ما سبق أن نقلته في الرد القمني :

                    ( فالعلم كما يعرفه أساطين الفكر الغربى يتصل بالمشاهدات والخبرات اليومية المباشرة ليستخرج منها مبادىء .. أما العقل فهو يتصل بالبديهيات الجلية ليستخرج منها فلسفة .. والعلم والعقل بعد أن كانا متوحدين فى الماضى فى عصر نيوتن وأرشميدس وفيثاغورث .. بدأ فى التنافر والتباعد .. فهناك أشياء يثبتها العلم ولكنها غير معقولة .. يقول فيليب فرانك موضحا تلك الحقيقة (( وضع مبادىء نستطيع أن نستنبط منها تطبيقات وحقائق مشهورة هو ما نسميه اليوم ( علما ) والعلم لايهتم كثيرا بما إذا كانت هذه المبادىء معقولة أم لا .. فهذا أمر لايعنى العالم كعالم ، وفى كثير من الكتب الدراسية نجد ماينص على أنه ليس من المهم إطلاقا أن تــــكون هذه المبادىء معقولة ))

                    نحن أيضا نستطيع أن نتخيل قوانين الحركة التي استنبطها نيوتن من سقوط التفاحة أمامه .. ولكن ماذا لو استطاع نيوتن أن يحرك تلك التفاحة بالريموت كنترول ؟؟


                    ولذلك فيجب أن نفرق بين الحوار العلمي والحوار العقلي .. ويبدو أن هذا الطالب الذي أجاب تلك الإجابات العقلية للرد على سؤال علمي كان يمزح وإلا لما صار عالما في الفيزياء ..

                    وما سبق وأن طرحته حضرتك من منهجية في التفكير من خلال مناهج البحث الحديثة يذكرني بالتعليمات التي تلقيها مضيفة الطائرة قبل إقلاعها ولا يلتفت إليها أحد في الغالب .. لأن التجارب الحياتية في الحوادث تؤكد عبثية تلك التعليمات .. وأنا هنا أردت أن أنقل ما يحدث واقعيا في حوارات البشر .. وإلا هات لي مناظرة أو حوارا واحدا التزم فيه المتحاورون بتلك القواعد المستمدة من تلك التعريفات لتي ذكرتها حضرتك .


                    نسأل الله السلامة .
                    [/align][/cell][/table1][/align]




                    المشاركة الأصلية بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر مشاهدة المشاركة
                    بسم الله الرحمن الرحيم

                    أخى الكريم الأستاذ محمد شعبان الموجى


                    ما رأيك فى فاصل للراحة مع قصة ذات علاقة...


                    جاء فى أحد أسئلة امتحان الفيزياء السؤال الآتى : كيف تحدد ارتفاع ناطحة سحاب باستخدام الباروميتر (جهاز قياس الضغط الجوي)؟

                    الإجابةالصحيحة فى رأس واضع السؤال : بقياس الفرق بين الضغط الجوي على سطح الأرض وعلى سطح ناطحة السحاب

                    إحدى الإجابات استفزت أستاذ الفيزياء وجعلته يقرر رسوب صاحب الإجابة بدون قراءة باقي إجاباته على الأسئلة الأخرى

                    الإجابة المستفزة هي : اربط الباروميتر بحبل طويل وأدلي الخيط من أعلى ناطحة السحاب حتى يمس الباروميتر الأرض . ثم أقيس طول الخيط

                    غضب أستاذ المادة لأن الطالب قاس له ارتفاع الناطحة بأسلوب بدائي ليس له علاقة بالباروميتر أو بالفيزياء , تظلم الطالب مؤكداً أن إجابته صحيحة 100% وحسب قوانين الجامعة عين خبير للبت في القضية

                    أفاد تقرير الحكم بأن إجابة الطالب صحيحة لكنها لا تدل على معرفته بمادة الفيزياء . وتقرر إعطاء الطالب فرصة أخرى لإثبات معرفته العلمية

                    ثم طرح عليه الحكم نفس السؤال شفهياً


                    فكر الطالب قليلا وقال: " لدي إجابات كثيرة لقياس ارتفاع الناطحة ولا أدري أيها اختار"

                    فقال الحكم: "هات كل ماعندك"

                    فأجاب الطالب..

                    00- يمكن إلقاء الباروميتر من أعلى ناطحة السحاب على الأرض ، ويقاس الزمن الذي يستغرقه الباروميتر حتى يصل إلى الأرض ، وبالتالي يمكن حساب ارتفاع الناطحة، باستخدام قانون الجاذبية الأرضية

                    00- إذا كانت الشمس مشرقة ، يمكن قياس طول ظل الباروميتر وطول ظل ناطحة السحاب فنعرف ارتفاع الناطحة من قانون التناسب بين الطولين وبين الظلين

                    00- إذا أردنا حلا سريعا يريح عقولنا ، فإن أفضل طريقة لقياس ارتفاع الناطحة باستخدام الباروميتر هي أن نقول لحارس الناطحة : "سأعطيك هذا الباروميتر الجديد هدية إذا قلت لي كم يبلغ ارتفاع هذه الناطحة" ؟

                    00- أما إذا أردنا تعقيد الأمور فسنحسب ارتفاع الناطحة بواسطة الفرق بين الضغط الجوي على سطح الأرض وأعلى ناطحة السحاب باستخدام الباروميتر


                    كان الحكم ينتظر الإجابة الرابعة التي تدل على فهم الطالب لمادة الفيزياء ، بينما الطالب يعتقد أن الإجابة الرابعة هي أسوأ الإجابات لأنها أصعبها وأكثرها تعقيدا

                    بقي أن نقول أن اسم هذا الطالب هو " نيلز بور" وهو لم ينجح فقط في مادة الفيزياء ، بل إنه الدانمركي الوحيد الذي حاز على جائزة نوبل في الفيزياء ، وهو من اعمدة "النظرية الكمية" فى الفيزياء وهى التى غيرت و جه التفكير العلمى فى النصف الثانى من القرن العشرين ، و الغت مفهوم الحتمية العلمية من الفكر الفلسفى الحديث


                    وتحياتى


                    ملحوظة: فلسفة العلم الحديث لها علاقة شديدة بطرق التفكير العلمى ومناهجه ، ونحن هنا فى ملتقى " نصوص فلسفية"
                    إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                    يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                    عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                    وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                    وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                    تعليق

                    • mmogy
                      كاتب
                      • 16-05-2007
                      • 11282

                      #25
                      [align=center][table1="width:70%;"][cell="filter:;"][align=justify]
                      الأستاذ والأخ المحترم دكتور حكيم عباس
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                      تحدثت عن مرجعية معصومة حسب اعتقاد كل إنسان .. فما هو معصوم لدى المسلم غير ماهو معصوم لدي المسيحي .. غير ماهو معصوم أو من المسلمات البديهية لدى العلماني وهكذا .. ناشئة عن عملية تفكير داخل مطبخ عقل كل إنسان

                      فأنا تحدثت عن مرجعية معصومة ولم أتحدث عن بشر معصومين .. وتتعجب حد السخرية من كلامي عن هذه المرجعية المعصومة وهي بالنسبة للمسلم القرآن والسنة .. فهل يسع المسلم ن يختلف حول هذا الأمر .

                      ثم تحدثت عن مرجعية تفسيرية لهذه المرجعية المعصومة وقلت إن محاولة تغييرها لدى المحاور أقل صعوبة من تغيير المرجعية المعصومة لديه .. فالتحول من مذهب إلى مذهب أيسر من التحول من دين إلى دين .. كما أوضحت أن المرجعية المعصومة تنتج أحكاما مسبقة .. واقناع المحاور بتغيير هذه الأحكام أيسر من اقناعه بتغيير مرجعيته التفسيرية .

                      ووجود مرجعية معصومة أو مرجعية مسلم بها أمر لايحد من قدرة الإنسان على التفكير والاجتهاد والإبداع والاختراع لاسيما في مجال التفكير العلمي الذي يحاول العلمانيون إقحامه في الخلاف بينهم وبين المؤمنين واحتكاره لصالحهم .. لأهداف لاتخفى على لبيب .. بينما الاعتراض الحقيقي بينهما يكمن في مجال التفكير العقلي أو البديهات العقلية التي هي مناط الدين والفلسفة .. فلا الدين ولا العلمانية لهما علاقة مباشرة بالتفكير العلمي المحايد .. وإنما هما يتنافسان في مجال البديهات العقلية التي تتعلق العلاقة بين الإنسان والكون والبداية والمصير .

                      فهل مازلت يادكتور حكيم تعترض ساخرا على وجود مرجعية معصومة أو مرجعية مسلم بها لدى المسلم وغير المسلم ؟؟
                      نسأل الله السلامة

                      [/align][/cell][/table1][/align]





                      المشاركة الأصلية بواسطة حكيم عباس مشاهدة المشاركة
                      الدكتور الفاضل عبدالحميد مظهر




                      تحية عطرة

                      أشكرك على هذه القصة الظريفة ، ترى لو كان لهذا الرّجل مرجعية (معصومة) تحدّد له "التفكير المسبق" (!) و المحكم ، ذات الأصول المرجعية في مرجعية من المستوى الثاني ثم الثالث و الرّابع ، و كلّها قائمة على "التّفكير المسبق"(!) و مؤصّلة معصومة ، و ما عليه إلا أن يتبع هذه المرجعيات بـ "تفكيرها المسبق" و المتسلسل ، ترى أيكون قد بقي له هامشا يفكّر هو فيه ، يمارس حياته هو ، حقه الذي وهبه الله له ، كما مارستها مرجعيّاته "المعصومة" نفسها ؟؟
                      و كيف سيجيب على سؤال الفيزياء؟
                      و كيف سيتوصّل "لفركشة" الحتمية العلمية ؟؟

                      تحياتي و ننتظر لنفهم
                      حكيم
                      إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                      يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                      عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                      وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                      وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                      تعليق

                      • mmogy
                        كاتب
                        • 16-05-2007
                        • 11282

                        #26
                        [align=center][table1="width:70%;"][cell="filter:;"][align=justify]

                        الأستاذ والأخ المحترم د.م . عبد الحميد مظهر
                        الأستاذ والأخ المحترم د.حكيم عباس
                        السلام عليكما ورحمة الله وبركاته
                        هل من الممكن أن أعرف علاقة هاتين المداخلتين بالموضوع المطروح ؟
                        مع وافر الشكر والاحترام .

                        نسأل الله السلامة
                        [/align]
                        [/cell][/table1][/align]

                        المشاركة الأصلية بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر مشاهدة المشاركة
                        بسم الله الرحمن الرحيم

                        أخى الكريم الأستاذ حكيم
                        تحية طيبة
                        موضوع الفهم موضوع كبير و فيه رقاب ، وانا اخاف على رقبتى . و فى حالة عدم وجود السيوف والسكاكين هناك القلم اللسان....سلاح الانترنت الحديث...الألسنة الحادة التى تنتصر دائما..والانتصارات واضحة...انتصار بعد انتصار

                        قصيدة أو قصة ،أو تعليق من سطرين أو ثلاثة ، أو غمز ولمز و كله محاولات لقص الرقاب!!...طبيعة دموية و كراهية متجذرة عند البعض !! و طبعا..النصر المبين من وراء و أمام و تحت وفوق الشاشات ، والنوم براحة بعد الانتصار القلمى...أليس القلم سلاح!؟ و لا ننسى الأحلام السعيدة ببيارق النصر اثناء النوم

                        المهم موضوع التفكير من الموضوعات البحثية التى تجرى على قدم و ساق ، وهناك مئات الكتب و الآف الابحاث لدراسة التفكير و كيف يعمل العقل ، و لكن هذه الاشياء غير معروفة على نطاق واسع فى عالم الثقافة العامة ، لذلك فالأفضل أن اسكت هنا حتى يطلع لى فجر.
                        و تحياتى
                        -----------------

                        نعم يا سيّدي... كلّ الحق فيما تقول
                        و كي تكتمل الدّائرة .. بدلا من أن نقيم الحدّ على البذاءة .. نُنَظّر للأخلاق
                        و ننظم المُعلّقات مديحا لظلّها العالي...!!!

                        تحياتي
                        أحلام سعيدة ، و تصبح على خير
                        حكيم
                        إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                        يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                        عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                        وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                        وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                        تعليق

                        • mmogy
                          كاتب
                          • 16-05-2007
                          • 11282

                          #27
                          [align=center][table1="width:70%;"][cell="filter:;"][align=justify]

                          الأستاذ والأخ المحترم دكتور حكيم عباس
                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                          مازلت أطالبك باقتباس الفقرة التي زعمت فيها أنني قلت بالمعصومين .. وبعصمة كل المستويات .. تفكير مسبق + مرجعية معصومة + مرجعية تفسيرية + أحكام مسبقة .

                          أما ما تفضلت أنت باقتباسه فكان عن ضرورة وجود مرجعية معصومة .. وهي بالنسبة للمسلم الكتاب والسنة قولا واحدا بلاخلاف .. ولم أقل بضرورة وجود معصومين .. بل كلامي عن إمكانية التغيير في المرجعيات التفسيرية وارد وغير مستحيل وأقل صعوبة من تغيير المرجعية المعصومة .. مما يعني أن المرجعية التفسيرية محترمة ولكنها غير معصومة أي يمكن الاجتهاد فيها وفقا لضوابط المرجعية المعصومة .

                          وأما اعتراضك على عبارة " علمانية باللحمة المفرومة " .. فقد أوضحت سابقا أنني لاأعني العلمانية بالذات .. ولكنني كنت أعالج ظاهرة تضخيم بعض المبادىء البديهية وتأليف الكتب والموسوعات والصحف والمجلات بأطنان من النظريات والأفكار والنتائج .. ثم ينتهي الأمر بالمتحاورين إلى نتائج بديهية تلخصها عبارات بسيطة لم تكن لتحتاج لكل هذا الجهد الفكري .. وشبهتها بمن يدخل مطعما فاخرا ويمسك بقائمة الطعام ويتوه في صفحاتها .. ثم ينتهي به الأمر إلى طلب " شوربة لسان العصفور " أو " مكرونة باللحمة المفرومة " .. والعلمانية هنا لم تكن سوى مثال فقط على تلك الظاهرة .

                          ثم تقول حضرتك
                          و تألّمت لأنني لم أكن أحبّ أن أراك بتلك الهيئة ...

                          فهل هذا رأي شخصي بحضرتك أم مسلمة بديهية يجب أن نؤمن بها ؟

                          نسأل الله السلامة


                          [/align][/cell][/table1][/align]



                          المشاركة الأصلية بواسطة حكيم عباس مشاهدة المشاركة
                          ---------------------
                          تحياتي و احتراماتي
                          ارجو المعذرة ، لضيق الوقت ، علّقت على مداخلتك المقتبسة أعلاه ، بين سطورها باللون الأزرق ، فأرجو الانتباه.

                          لا أنوي دخول المطعم لتناول المعكرونة و اللحمة المفرومة ، فقد جرّبتها منك مرّة ، و تألّمت لأنني لم أكن أحبّ أن أراك بتلك الهيئة ...

                          نسأل الله السّلام ، و السلامة التي تنشدها أيضا
                          حكيم
                          إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                          يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                          عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                          وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                          وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                          تعليق

                          • مهند حسن الشاوي
                            عضو أساسي
                            • 23-10-2009
                            • 841

                            #28
                            المشاركة الأصلية بواسطة محمد شعبان الموجي مشاهدة المشاركة
                            فهناك أشياء يثبتها العلم ولكنها غير معقولة .. يقول فيليب فرانك موضحا تلك الحقيقة (( وضع مبادىء نستطيع أن نستنبط منها تطبيقات وحقائق مشهورة هو ما نسميه اليوم ( علما ) والعلم لايهتم كثيرا بما إذا كانت هذه المبادىء معقولة أم لا .. فهذا أمر لايعنى العالم كعالم ، وفى كثير من الكتب الدراسية نجد ماينص على أنه ليس من المهم إطلاقا أن تــــكون هذه المبادىء معقولة ))
                            أتذكر أني سألت أستاذي في الجامعة عن سر ارتباط الإلكترون بنواة الذرة
                            فالمشهور الذي ثبت خطأه أن الإلكترون يدور حول نواة الذرة فتجذبه لاختلاف الشحنة وتدفعه عنها قوة الطرد المركزية، وبذلك يأخذ مداراً ثابتاً
                            لكن ما ثبت في العلم بعد ذلك أن الالكترون لا يدور كما يدور الدولاب على ما هو المشهور، بل أنه يتواجد في مواقع مختلفة لا على نحو الدوران، ومجموع حالات تواجده تشكل ذلك المدار الوهمي
                            قلت لأستاذنا (البروف) الذي قضى ردحاً من الزمن يدرّس في جامعة كلاسكو البريطانية: إذن لماذا لاينجذب الإلكترون للنواة ويسقط فيها، مع وجود اختلاف الشحنة، وثبوت بطلان وجود القوة الطاردة ؟!
                            قال: لا أدري، لم يصل العلم الى معرفة هذا الجواب؛ إن لم نقل أنه أهمله !
                            قلت: لعل الله تعالى خلق خلقاً (نوع من الملائكة مثلاً) تحافظ على هذا التوازن العجيب والذي تتوقف عليه الحياة بأكملها.
                            ضحك أستاذي وقال: هذه أسئلة نورانية لا نؤمن بها نحن العلمانيين.

                            [CENTER][SIZE=6][FONT=Traditional Arabic][COLOR=purple][B]" رُبَّ مَفْتُوْنٍ بِحُسْنِ القَوْلِ فِيْهِ "[/B][/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER]

                            تعليق

                            • حكيم عباس
                              أديب وكاتب
                              • 23-07-2009
                              • 1040

                              #29
                              تحيّة للجميع



                              موضوع حضرتك بدأ بالمشاركة رقم 1 في هذه المشاركة أتيت على ذكر "المرجعية المعصومة" .

                              داخلت في موضوعك للمرّة الأولى بمشاركة رقم 4، لم أعلّق بتاتا على قضيّة "المرجعية المعصومة"

                              استوقفتني ، و أملت عليّ أن أقلّب أمرها ، لكن لم أسألك عنها ، لأنّني احتجت لمزيد من الايضاح ، يأتي من حضرتك بشكل عفوي ، دون أن أكون قد سألتك عنه ، أو أثرت الأمر .

                              في مداخلتك رقم 11 أوضحت مفهومك للمرجعيات ، سلسلتها في أربع مستويات ، هنا تجمّع لديّ ما يكفي ليسمح لي إثارة التساؤل حول قضيّة "المرجعية المعصومة".

                              و عليه أثرتُ السّؤال في مشاركتي رقم 12.

                              هذا هو التسلسل عندي ، من طرفي ، و لم أتعمّد السخرية التي أحسست بها و أبرزتها و أقرنتها بمرجعية المسلمين عامة ألا وهي كتاب الله و سنة رسوله .


                              الحقيقة أنا أسألك بصدد ما أنت تطرحه من مفهوم حول "المرجعية المعصومة" و ليس عن مرجعيّة المسلمين قاطبة ، بل عن مرجعيّتك أنت التي تتحدّث عنها في موضوعك هنا ..

                              هذه الإزاحة من حضرتك في معرض ردّك ، بأن تستحضر مرجعيّة كتاب الله و سنة رسوله ، و تخلطها بالمرجعية خاصتك التي تتحدّث عنها ، و التي ظهرت غير مقصورة فقط على كتاب الله و سنة رسوله ، بل أوسع من ذلك ، علما بأن موضوعك بالكامل في مشاركة رقم 1 لا يذكر مرجعية كتاب الله و سنّة رسوله بالإسم بتاتا و أول ظهور لهذه الجملة كان في ردّك على مداخلتي أي مشاركتك رقم 11 .

                              إذن ، أن تظهر في ردّك في مشاركة رقم 11 ، و كأنّني أسخر أو اعترض على مرجعية المسلمين الرّاسخة و الثابتة و هي كتاب الله و سنّة رسوله ، من خلال تقديمك لها بالتساوي مع ما تحدّثت به عن مرجعيّتك الخاصة المعصومة ، هذا خلط أقل ما يمكنني أن أقول به ، أنّه ليس بريئا ، و هو الأسلوب الصحفي الاستهلاكي الذي برعت به مقالاتك على مدار سنين ، و كان لنا جولات بخصوصه ، ثمّ لجوئك للخطاب التهيجي إذا لزم الأمر ، و حتى استحضار العلمانية و ما سيتبعها و يتبعها عادة على شكل أمثلة بريئة السحنة و هي ليست كذلك ... الخ ، هي أدوات كثيرة و متعدّدة ، فحضرتك تتقن هذه الاستخدامات التقنية ، و تتقن تجنيدها ، و تلجأ لها حتى لو عارضت منظومتك القيمية و الأخلاقية التي تدعو لها ، و تحثّ عليها ، و نؤمن معك بها ، بل و سرنا و نسير خلفك لترسيخها. فلا تخلط الثوابت الدينية المعروفة بمرجعيات مقدسة و معصومة تتحدّث عنها هنا ، لتظهرني و كأنّني أسخر أو أعتدي على الثوابت ، صياغتك هي التي كانت قاصرة و عجزت عن توضيح بأنّك تعني الثوابت المعروفة (هذا إن أكدت أنّك تعنيها) عندما تكلّمت عن "المرجعيات المقدسة" فالأولى أن ترجع لصياغتك لتصحّحها بدلا من تحميلي الحطب.

                              زيادة في التوضيح ، تفضّل معي لنرى ما تقول ، و اقتبس من مشاركتك رقم 11 آخر فقرة :" فنحن إذن أمامأربعة مستويات
                              تفكيرمسبق ( عقيدة ) .. أنشأ ( مرجعية أصولية مسبقة ) .. أنشأت ( مرجعية تفسيريةمسبقة ) .. أنشأت ( أحكاما مسبقة ) .. وقد أوضحنا طبيعة العلاقة بينهاجميعا .. وأوضحنا كذلك أن معظم النقاشات والحوارات تستهدف تغيير واحدة منتلك القناعات المسبقة .. أو تستهدف تغيير بعضها أو تستهدفها كلها"

                              بكل سهولة نرى أن هناك مرجعيّة أصولية و مرجعية تفسيرية ، و رغما أنّهما انطلقتا أساسا من المرجعية الأساسية الثابتة و هي كتاب الله و سنة رسوله ، لكنّهما غير كتاب الله و سنته ، أليس كذلك ؟؟.

                              عندما تقول في نفس المشاركة : " ويبقى علىالجميع تصحيح نسب شيخه أو نسب أفكاره إلى السلف الصالح"

                              حدّدت بشكل مباشر و واضح ، أن المطلوب تصحيح نسب الشيخ الذي نتّبع طريقته للسلف الصالح ، و لم تقل بوضوح و بالإسم نسبه لكتاب الله و سنّة رسوله ، حتى لو كانت بديهيّة وجب التنويه لدقّة الموضوع و حساسيته ، ما يعني زيادة في التـأكيد على المكانة الخاصة التي ترسمها لهذه المرجعيّات التي تعدّدها ، و كأنّها حلت في الجملة محل الثوابت المعروفة و أدت نفس الدّور.

                              و بالعودة للمشاركة رقم 1 التي جاء فيها ذكر المرجعية المعصومة في ثلاثة مواقع نجد الصياغات التالية:

                              ** تقول: "نعم قد يمر الإنسانب مرحلة الشك .. لكن لابد له بعدها أن يدخل إلى مرحلة اليقين .... ولابد بعد تلك المرحلة أن تتبلور قناعاته المنبثقة عن مرجعيات مقدسة أو معصومة“..

                              بعد الشك يأتي اليقين فالايمان ، هذه الرحلة يقوم بها الإنسان من طريقين:

                              1. يفكّر و يتأمل ، و يصل للقناعة بمفرده

                              2. يفكر و يتأمل و يصل للقناعة بمساعدة طرف ثالث (شيخ ، داعية ، إمام ..الخ)

                              حضرتك أكدت أن بلورة القناعة ( و هي بمثابة ترسيخ الايمان و قطع الشك باليقين) تنبثق عن مرجعيات مقدسة أو معصومة ،

                              عدم ذكر الثوابت بشكل صريح الذي رافقه استخدام صيغة الجمع (مرجعيات) و الذي واكبه استخدام حرف أو ، فخيّرنا بين مقدّس و معصوم ، أي فصل بينهما، تعطي ايحاءا قويّا أن المقصود هو مرجعية معصومة أوسع مما هو متعارف عليه ، و المتحدّد بكتاب الله ، و رسول الله (رغم أن العصمة للرسول أثارت نقاشات واسعة عبر التاريخ) .

                              رغم ذلك لم أسألك عنها ، و لماذا جاءت مداخلة رقم 11 و تحدّثت و فصّلت المرجعيات و بيّنتها أكثر من واحدة (جمع) تطابق استخدامك لمرجعيات معصومة و مقدسة ، مع المكانة التي انبريت توضّحها و تبرزها لهذه المرجعيات فيما بعد ، فصار من شبه المؤكّد لديّ كقارئ ، أنّك تعني من ضمن ما تعنيه المرجعيات الأصولية و التفسيرية ...الخ وقتها فقط سألتك عن العصمة.

                              ** و تقول في مشاركة رقم 1: ".... أن الحواروالنقاش لابد له من تفكير مسبق ، ومن مرجعيات مقدسة ومعصومة“..

                              بقيت صيغة الجمع على حالها (مرجعيات) و لكن استبدل حرف الـ أو بـ حرف الـ واو ، أي ما يعطي ايحاءا أن المرجعيات مقدسة ، و هي نفسها معصومة ، أي انتهى الفصل و الانقسام الذي ظهر في الاستخدام الأول ، و من هنا جاء شعوري بالخلط ، و الفوضى ، فالفرق بين الاستخدامين كبير.

                              من الناحية الثانية ، زاد التركيز على أهميّة هذه المرجعيات و عصمتها ، و ظل التذكير بالثوابت الأساسية الراسخة ، غائبا من الصياغة ، لم يذكر بتاتا في ظل صياغة الجمع من مرجعيات معصومة و مقدّسة و تذبذبها بين الـ أو و الـ واو .

                              و هنا أجدّد سؤالي ثانية ، بالإفصاح عن هذه المرجعيات المعصومة ، أو تعديل الصياغة ، أو فعل أي شيء بحيث يظهر بشكل جلي أن المقصود فقط كتاب الله و سنة رسوله.

                              حتى الآن الظاهر لديّ كما بيّنت ، أن هناك ايحاءا قويّا بأن المرجعيات المعصومة التي تقدّمها حضرتك في هذا النص ، هي أكثر من كتاب الله و سنّة رسوله و أوسع ، و ربما تشمل أئمة و مشايخ محدّدين .. فيا سيّدي ، و من دون أن تعرضني و كأنّني أشكّك بثوابت الدّين و أسخر من المعصومية ، فلا حاجة للدماء الحارة هنا ، و بدون العلمانية و المعكروتة ، فلك أن تنفي ما فهمناه ، و هذا شأنك ، و سنقبله حتما و نصمت ، و لك أن تأكّده ، فهذا شأنّك و شأننا أيضا فسنسألك توضيحه..


                              حكيم

                              تعليق

                              • عبدالرحمن السليمان
                                مستشار أدبي
                                • 23-05-2007
                                • 5434

                                #30
                                المشاركة الأصلية بواسطة محمد شعبان الموجي مشاهدة المشاركة


                                قال وقلت .. عن التفكير المسبق !!!



                                بقلم : محمد شعبان الموجي







                                [align=center][table1="width:70%;"][cell="filter:;"][align=justify]
                                وقلت : والله ماأرى رأيك هذا ، وترديدك كثيرا لعبارة التفكير المسبق ماهو إلا محاولة لتسفيه الرأي الآخر ومصادرته .. فكل من يقف أمام أفكارك مصاب بداء التفكير المسبق ... وإلا فهل تستطيع أن تنكر بأن رأيك هذا بعينه وشحمه ولحمه عن قضية التفكير المسبق وما يتعلق بها من امور هو فى حد ذاته ( تفكير مسبق ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ) أليس كذلك .. أليست هذه قناعة راسخة لديك ويقين لايقبل الشك .. جئت به إلى هنــا لتقرره علينا وتفرضه فرضا وإلا فالتهمة جاهزة .. المتهم ارتكب جريمة ( التفكير المسبق ) !!

                                أنا لاأعيب عليك ( تفكيرك المسبق ) اليقيني عن ( التفكير المسبق ) .. لسبب بسيط هو أنه من البديهيات اليقينية .. أن يحمل كل منا عقيدته التى لايعتريها شك .. ويحمل قناعاته ويأتي إلى هنــا ليناقش ويجادل .. وإلا فهل المطلوب منى هنــا أن آتي وأنا خالي الوفاض من كل عقيدة وكل فكر .. وكل كلمة سمعتها وكل كتاب قرأته .. وأتخلى بسهولة عن تراكم معرفي على مدار سنوات طويلة .. وهل من المفترض أن آتي إلى هنــا وأن أشك فى عقيدتي وديني وأفكاري .. حتى لاأتهم بالتفكير المسبق ؟؟؟

                                نعم قد يمر الإنسان بمرحلة الشك .. وهى مرحلة طبيعية يمر بها الإنسان فى حياته .. لكن لابد له بعدها أن يدخل إلى مرحلة اليقين .. ومعلوم أن الإيمان لايقبل الشك .. بل يتعارض معه .. ولابد بعد تلك المرحلة أن تتبلور قناعاته المنبثقة عن مرجعيات مقدسة أو معصومة .. لكن أن أظل طيلة حياتي مذبذب الفكر .. ضعيف العقيدة حتى لا أقع فى خطيئة التفكير المسبق ؟؟

                                خلاصة ماأود أن أقوله .. أن التفكير المسبق المبني على دراسة وعلم ومرجعية معصومة .. هو الأمر الطبيعي والدفاع عن هذه التفكير المسبق الذي تحول إلى عقيدة للعوامل التي ذكرتها جهاد مقدس .. وأما أن يطرح كل منا تفكيره وقناعاته جانبا ويدخل فى نقاشات وحوارات هكذا .. فهو بحكم العقل والشرع .. نوع من العبث إذ أن الحوار والنقاش لابد له من تفكير مسبق ، ومن مرجعيات مقدسة ومعصومة .. وأى نقاش أو جدال دون تفكير مسبق هو جدال بالباطل .

                                وهذا لايعني أن يتجاهل الإنسان مالدي الآخرين من عقائد وأفكار ويطرحها على عقله .. فإن وجدت سبيلها إلى عقله وتكونت لديه قناعات قوية .. كان هذا هو التفكير المسبق بالنسبة لأى حوار قادم .. فكل تفكير غير مسبق سيصبح لاحقا تفكيرا مسبقا .. وهكذا .
                                [/align][/cell][/table1][/align]
                                [align=justify]أخي العزيز الأستاذ محمد الموجي،

                                السلام عليكم،

                                شخصيا لا أرى أية مشكلة في حق الانسان في التفكير المسبق والحكم المسبق. وأنا أمارس هذا الحق وأدافع عنه لأن حريتي الشخصية لا تكتمل إلا به. فلي تفكيري المسبق في بعض الأديان والمذاهب والأقوام والمدارس الفكرية وحتى التقاليد المطبخية للأمم! ومن حقي أيضا أن أشعر بشعور إيجابي أو سلبي تجاه بعض المخلوقين والمخلوقات .. كما من حقي أشعر بالقرف أيضا من من بعض الكائنات.

                                المشكلة ليست في ذلك، المشكلة تكمن في ترجمة شعورك وتفكيرك المسبق وحكمك المسبق إلى إجراء تمييزي أو إقصائي. لذلك يجب علينا أن نميز بين حقنا في الحب والكره والحكم المسبق والتعبير عن ذلك كله من جهة، وبين ترجمة ذلك إلى تمييز وإقصاء (وقتل وسحق!) من جهة أخرى!

                                وتحية طيبة عطرة.
                                [/align]
                                عبدالرحمن السليمان
                                الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                                www.atinternational.org

                                تعليق

                                يعمل...
                                X