التفكير المسبق جناية أم بديهة ؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عزيز نجمي
    أديب وكاتب
    • 22-02-2010
    • 383

    #46
    الأستاذ الفاضل محمد شعبان الموجي
    لي بعض الملاحظات أود تقديمها:
    -أولا من حيث الشكل:طريقة حوارية رائعة كان يتبعها أفلاطون في محوراته التي كتبها على لسان سقراط.لكن النص الذي بين أيدينا اقتصر على مداخلة واحدةل(قال)والثانية ل(قلت)وبذلك صودر حق(قال)في الرد،ولم نعرف جوابه وردود أفعاله اتجاه ما سمع،وكأننا في مجال الق.ق.ص.
    حسب تقديري المتواضع،كان من المفروض أن نتتبع الفكرة لنعرف كيف تبنى،وأن لا نكتفي بمجموعة من الأحكام التقريرية الصادرة عن التفكير المسبق،كان بالإمكان تقليد سقراط على الأقل في كيفية توليد الأفكار من أذهان محاوريه كما كانت أمه تولد النساء الحوامل،شأن من يطلب العلم والإستفادة،بحيث ينتقل من أقوال محاوره إلى أقوال لازمة عنها ،والغرض من ذلك تخليص العقول من العلم الزائف.أما أن ينتهي الحوار بأحكام جاهزة مسبقة فتلك معضلة.
    ربما كنت تقصد –خصوصا وأنت من منشطي هذا الملتقى-أن يختفي ذلك الضمير المستتر في(قال)لتتسع الدائرة ،وتصبح قال عباس وقال أحمد مظهروقالت رنا الخطيب وهكذا..
    هنا ما أبرعك!
    -كجواب أولي عن السؤال المطروح،يمكن أن أقول وبكل بساطة،أن التفكيرالمسبق ليس جريمة بل بديهية،فالذات العارفة لا يمكن أن تنسلخ عما تشبعت به من أفكارعملت على بنائها عبر مسار تاريخها في الكشف والتنقيب والإصغاء والتعلم.لكن الخطورة تتجلى في الأحكام الجاهزة التي يمكن أن تصدرها هذه الذات تجاه الآخر،وما أكثر ضحايا الأحكام الجاهزة التي يمكن أن تصل حتى إلى ذبح البشر في واضحة النهار وأمام الملأ،هناك شهود عيان على ذلك من العراق الشقيق.
    -مثلا في قرية معزولة،حيث تنتشر الأخبار المحلية بسرعة،وتكثر فيها الإشاعات.حينما يلتحق فقيه جديد بالمسجد أو مدرس جديد بالمدرسة.تلك الأحكام الجاهزة التي يصدرها أهل القرية بحقه في البداية تبقى لصيقة به طيلة خدمته هناك،كم منهم أطلق في حقه حكم قيمة-من طرف غير المختصين-بأنه غشاش،ومهما اجتهد وأبدع وتفانى دائما يجازى من طرفهم بتلك النظرة الدونية.وبالعكس من ذلك كم من المخادعين الذين يستطيعون تضليل الأهالي في البداية بتدينهم وإيثارهم،سرعان ما يستهترون بالقيام بواجباتهم ويعذرهم الآهل..أحدهم اكتسب الثقة وبالغ..بعد مرور وقت طويل اكتشف بأنه يدعي النبوة،بل حتى الآيات التي كان يلقنها لتلاميذه فيها تحريف،صاحبنا هذا تعلم وأصبح مدرسا،يحفظ القرآن ا لكريم،لكن كلما قرأ اسم محمد إلا وأضاف له اسمه العائلي،إنه تفكيره المسبق.
    يتضح من هذا المثال الحي أن التفكير المسبق ليس دائما على صواب،ليس مطلقا ولايجوز بأي حال من الأحوال أن يعتقد المرء بأنه وصل منتهى الحقيقة،ويوصد الأبواب على نفسه،ولا ينفتح على التفكير المسبق للآخرين،إما من أجل الإستفادة منه،أوإصلاح ما قد ينطوي عليه من اعوجاج،إن كان هناك تواصل بناء أصلا.
    هنا أستحضر معك قول ذلك الرجل الأمي الذي لم يؤلف لنا كتابا حتى لاتحسبه علينا ضمن تلك الأطنان التي ذكرتها والتي لا نعلم عنها إلا النزر اليسير،ذلك الرجل الأمي الذي خلده التاريخ لشجاعته قال:{اعرف نفسك بنفسك،اعرف أنك لا تعرف شيئا،وهنا بداية المعرفة}
    أما إذا عدنا إلى التاريخ البشري،وأردنا الوقوف عند مسألة أساسية لها تجليات دينية وعلمية وهي من إنتاج التفكير المسبق الذي يخلق الأوهام أيضا،نجد مسألة دوران الأرض حول الشمس التي شكلت انقلابا على التفكير المسبق الذي خيم على الإنسانية لقرون طويلة.وضدا على ذلك افترض كوبرنيك أن الأشياء ليست هي المركز،بل إن الملاحظ لها هو المركز،والأرض ليست ثابتة والأفلاك تدورحولها.وإنما رأى أن الحركة العالمية كلها يمكن النظر إليها من مركز ملاحظ متحرك هو أيضا،بدلا من اعتبار الأشياء مركزا.
    قد نتيه في الحديث،والسبب حسب ظني هوغياب خطة،وعدم تحديد للمحاور،لهذا بقي الكلام أشعثا،لوتمت صياغة الموضوع من جديد على ضوء اقتراحات وتوجيهات،كل من د.م عبد الحميد مظهر ود إميل صابر والأستاذ حكيم عباس والأستاذة رنا الخطيب وغيرهم،لكان أفيد.حتى لاتتزاحم المواضيع ويثير بعضها الآخر.
    قولك أستاذي:{معظم هذه المناهج الغربية من العلم الذي لا ينفع ومن الجهل الذي لا يضر..ومعظم هذه الكتابات الفلسفية لا تخرج عن كونها آراء متحفية لا ولن ترى النور...وهذا يذكرني بأطنان المجلات السياسية والفلسفية والفكرية الشيوعية..التي كانت تصدر في الستينات والتي كانت تحتوي على آلاف المقالات والأبحاث المحكمة المتقنة الثرية بالأفكار والطروحات ..وكلها انتهى بها الزمن إلى مزبلة التاريخ...}
    -لا أنكر أني استفدت منك الكثير،لكن هنا –وليتسع لي صدرك-أقول لك بكل وضوح وصوت مسموع،إنك جانبت الصواب أكثر من مرة،كلامك سيدي فيه الكثير من العموميات والأحكام الجاهزة والأوهام،وأتمنى أن تعيد النظر..وأرجو من خالتك بهية أن تساعدك على ذلك.
    أهمس في أذنك سيدي وأقول لك:الفلسفة لا تقدم لنا حلولا أو أجوبة دقيقة،فتلك مهمة مختلف العلوم،هي يكفيها شرفا أنها تدفعنا إلى التساؤل وتجعلنا نشك فيما نعتقد أنه معرفة.إنها تنمية لوعي نقدي وتفكيرحرومستقل،يساعد على اتخاذ المسافة من كل ما هو جاهز ويبدو بديهيا،وعلى التحرر من أشكال الفكر السلبي،كالتبعية الفكرية،والتلقي السلبي للمعارف والآراء والمعلومات.التفكير الفلسفي انعتاق من الذاتية المنغلقة الإقصائية،وانفتاح على التبادل والمشاركة القائم على الإحترام والتسامح والتواصل على أساس قيم الخير والحق والجمال.
    -لا تكن مثل من همشوا الفكر الحي عبر التاريخ،فنحن نتجاهل الخصم حتى لا يِؤثر فينا،وقد يغمى علينا أمام الأسد،الأسد هو الفلسفة بالنسبة لنا.
    لهذا أحرقوا كتب ابن رشد بل رحلوا حتى جثته،بينما استقبله الغرب بالأحضان،وغيروا اسمه إلى Averroesوترجمت كتبه التي من خلالها تعرفوا على المنطق الأرسطي،وخصوصا شروحاته وبذلك أدمجوه في عقولهم ليساهم في تشكيل تفكيرهم المسبق.
    -لهذا أيضا ينعدم تدريس الفلسفة في معظم جامعات أوطاننا العربية،في المغرب مثلا هناك كليات عديدة،لكن فقط اثنتين تدرس فيهما شعبة الفلسفة كتخصص،وعدد الطلبة قليل.من رحم الفلسفة يتخصص السوسيولوجيون والإبستمولوجيون وعلماء النفس،وفلاسفة اللغة والمنطق..
    ألم يقل عنها ديكارت إنها أم العلوم؟
    أم تريدنا أن نكتفي مثلا أثناء دراستنا لمفهوم الإستعارة بما كتبه الجرجاني وابن جني،أليس من واجبنا أن نطلع على ما كتبه الفلاسفة والعلماء؟كيف يمكن أن نتنكر لما كتبه جونسون وصديقه لاكوف حول مفهوم الإستعارة؟
    ألم يأمرنا رسولنا الكريم بقوله:اطلبوا العلم ولو في الصين؟
    حتى تلك الشيوعية التي ذكرتها يمكنني أن أستفيد منها كمنهج في التحليل،ألم يعرف لينين الماركسية بقوله:إنها التحليل الملموس لواقع ملموس،لا تهمني عقيدتهم ،فالأمر محسوم،لهم دينهم ولنا ديننا.
    حينما نعود للثرات الإنساني ليس بذلك المفهوم المتحفي، ولكن باعتباره إبداعا متجددا بتجدد القراءة والنقد،ونعمل على تأصيله وتبويبه والبناء عليه.ما قلته عن الماركسية يمكن أن أقوله عن البنيوية،كما أن هذا لا يعني إقصاء العلوم الأخرى.
    والآداب والفنون،ماهو الضرر إن قرأت للسليك أو لتأبط شرا؟
    ربما كان يجدر بنا تحديد المجالات المعرفية التي يمكن أن يجوز فيها التفكير المسبق،وأخرى لا يجوز ذلك بل يعتبر عائقا إبستمولوجيا يحول دون تقدم المعرفة العلمية،مثلا الكندي صنف أنواع المعرفة إلى ثلاثة:
    -معرفة حسية أداتها الحس وموضوعها المحسوسات.
    -معرفة عقلية أداتها العقل وموضوعها المعقولات.
    -معرفة إلهية أداتها الرسل المبلغة عن الله تعالى.
    واضح أن محاولة التخلص من الأحكام الجاهزة لا يمكن أن تمتد إلى الأخيرة،لأنها ليست تفكيرا إنسانيا بل رسالة سماوية،ونحن متيقنين بأنها محفوظة،في هذا المنحى تحدث أستاذنا عن المرجعية المعصومة،والتي لاتعني لي غير الشرع(القرآن والسنة).

    لا يسعني إلا أن أتوجه إلى لله العلي القدير،وأقول:اللهم ثبت أستاذنا،وأره الحق حقا،وارزقه اتباعه،وأره الباطل باطلا وارزقه اجتنابه.
    والسلام
    التعديل الأخير تم بواسطة عزيز نجمي; الساعة 01-06-2010, 03:15.
    [fieldset=ما هو ملائم]نلتقي لنرتقي[/fieldset]

    تعليق

    • حكيم عباس
      أديب وكاتب
      • 23-07-2009
      • 1040

      #47
      علمي أن الأستاذ محمد شعبان الموجي ، لا يتأخّر بالرّد على المداخلات ، مهما كانت ، و لأن مداخلتي رقم (45) ، تنتظر الإجابة منذ أيام ، ما أظنّه أمرا غير عادي ، أسأل الله أن يكون المانع خيرا ، متمنّيا له الصحة و السلامة ، و أن يسعفه الوقت للمتابعة ، حيث أحتاج ردّ حضرته المبسط و المختصر على سؤالي فقط ، من أجل استكمال ردّي على بعض المداخلات.
      أتمنى أن لا يكون الموضوع مغلقا ، و إن كان أرجو إعلامي ، جهازي لا يظهر الموضوع مغلقا...!

      تحية


      تعليق

      • منذر أبو هواش
        أديب وكاتب
        • 28-11-2007
        • 390

        #48
        التفكير المسبق ...

        المشاركة الأصلية بواسطة حكيم عباس مشاهدة المشاركة
        أمّا بخصوص الأستاذ الفاضل منذر أبو هوّاش و الذي يصرّ دائما على مخاطبتي من وراء حجاب ، على مبدأ "الكلام إلِكْ و اسمعي يا جاره" و يصرّ على هذا الأسلوب في الحوار ، سأجيبه بمداخلة منفصلة ، إن تمكّنت هذه الليلة ، و على الأغلب سأفعل.
        [align=right]الأستاذ الفاضل حكيم،

        صحيح أنك قارئ من القراء لذلك فأنت من المخاطبين بالطبع، لكنني أؤكد لك أن خطابي ليس موجها إليك وحدك كما أوحاه لك اجتهادك أو ربما سوء ظنك.

        موضوع البحث واضح ومحدد جدا، بيد أن هناك التباسا في بعض المصطلحات، وما يهمني تحديدا هنا هو المساهمة في إزالة هذا الالتباس اللغوي الفلسفي، أو المساعدة في إلقاء بعض الضوء عليه، أو المساهمة في دفع القراء في المسار الصحيح تمهيدا لإزالته.

        هذا علما بأنني لا أرى في هذا الحوار بعد ما يستدعي مخاطبتك من وراء حجاب، وإن توهمت ذلك، كما أن تقنية "الكلام إلِكْ يا كِنّة واسمعي يا جاره" ليست من تقنياتي على الإطلاق، كما أن هذا الأسلوب لا يلزمني، ولا أشعر بأدنى حاجة إلى اللجوء إليه.

        أنا إنسان صريح مباشر، أتعمد التعميم حتى في خطابي الأحادي، وليس من أساليبي ولا حتى من طموحاتي أن أخاطب الكنة والجارة فقط، بل إنني أحاول على الدوام أن يكون خطابي عاما وموجها للجميع وذلك لأنني أعرف وأدرك جيدا أن كلامي معروض أمام الجميع.

        لذلك فإن خطابي لا يزال عاما لغاية اللحظة، وأنا هنا وخصوصا في هذا الموضوع بالذات ما زلت أخاطب الجميع : الكنة، والجارة، وكل جارات الجارة، وكل أهل الحارة، وكافة المارين من شوارع وأزقة الحارة أيضا. علما بأنه يحزنني أن أكون مضطرا لهذا التوضيح لأنني أشعر أن توضيحي هذا قد يحمل في طياته شبهة الخروج عن السياق.

        إذن دعنا من الدخول في متاهات الحوارات الثنائية الخارجة عن السياق، ولنحاول معا أن نستكمل حوارنا بعيدا عن الحساسيات والاجتهادات الشخصية المبالغ فيها، ولنحاول معا أن نضع النقاط عن الحروف، وأن نساهم في تثبيت وتحديد معاني هذه المصطلحات التي اختلف الناس في فهمها، واختلفوا في تعريفها وتحديد معانيها الحقيقية.

        وفي الختام فإن ما أريد أن أقوله وأن أركز عليه في تعريفي للحكم المسبق أنه سمي "مسبقا" لأنه سبق انتهاء المحاكمة والاستماع إلى الحقائق، وتم القفز إليه، والتبكير في إصداره اعتمادا على مجرد التوهمات والوسوسات والظنون، وما كان الظن ليغني من الحق شيئا.

        وأما التفكير المسبق فقد سمي "مسبقا" لأنه تفكير تمهيدي ضروري يسبق التصرف، فلا يكون التصرف حكيما ولا صحيحا ولا دقيقا إن لم يسبقه تفكير مسبق، كما أن التصرف من دون تفكير مسبق قد يكون تصرفا خاطئا، أهوجا، ضارا وطائشا في أغلب الأحيان.

        وفي رأيي المتواضع أن بعض المشاركين الحاضرين قد خلطوا بين مفهومي الحكم المسبق والتفكير المسبق، كما يبدو لي أن المشارك الغائب قد أخطأ بداية في تعريف التفكير المسبق، وأخطأ بالتالي في البناء على ذلك التعريف الخاطئ خدمة لأفكاره وآرآئه وأحكامه المسبقة ...

        والله أعلم، ودمتم،

        منذر أبو هواش[/align]
        [align=center]

        منذر أبو هواش
        مترجم اللغتين التركية والعثمانية
        Türkçe - Osmanlıca Mütercim
        Turkish & Ottoman Language Translator
        munzer_hawash@yahoo.com
        http://ar-tr-en-babylon-sozluk.tr.gg/

        [/align]

        تعليق

        • mmogy
          كاتب
          • 16-05-2007
          • 11282

          #49

          [align=center][table1="width:70%;"][cell="filter:;"][align=justify]
          الأستاذ والأخ المحترم د.إميل صابر ..
          السلام عليكم

          كلام حضرتك هنا قد يكون صحيحا إذا تعلق الأمر بمعلومة علمية أو رياضية أو كونية تقد إلى عملية تفكير ثم إلى نظرية أو فرضية كما تقول .

          أما الكلام عن الإنسان والكون والخالق والموت ومابعد الموت والمصير إلى آخره ، ورسم خريطة كونية تحدد العلاقة بين كل هذه العناصر .. فهو ما قصدت به أنا " التفكير المسبق " .. فهي التي تؤدي إلى " تصور شامل " أو منظومة حاكمة " أو "عقيدة " أو " مرجعية معصومة حاكمة " على كل تصورات معتقديها .. تفتقر دورها إلى " مرجعية تفسيرية " منها نستمد أحكامنا على القضايا الجزئية ..
          هذه المرحلة المتقدمة هي التي أطلق عليها " التفكير المسبق " .. وأغلب الناس فيها يقفزون على هذه المرحلة الحاسمة في حياتهم .. حيث يتوارثون عقائدهم بناء على تفكير من سبقوهم من الآباء والأجداد .. ولو بحثنا في سلسلة الآباء والأجداد فسوف نجد شخصا واحدا على الأقل هو الذي اختار عقيدته ومرجعيته المعصومة بناء على اختيار حر ناشىء عن تفكير عقلي حر .. ثم توارثت وأورثت الأجيال هذه العقيدة وأشربتها لهم كالماء .. وتنفستها كالهواء .


          بل ولم تتوقف عملية القفز على تلك المرحلة الحاسمة في حياة الإنسان إلى " المرجعية المعصومة " .. بل أحيانا كثيرة تقفز بهم أيضا إلى " المرجعية التفسيرية " .. بل إلى " الأحكام المسبقة " التي هي نتيجة ذلك كله .

          ولنضرب لذلك مثلا مستغلا تواجد حضرتك معنا لكونك مسيحي .. فأقول لك لماذا أنت مسيحي .. ولماذا أنا مسلم ؟؟

          هل اعتنقت المسيحية عن تفكير عقلي واختيار حر أم توارثت ذلك من الأب والأم وهم بدورهما توارثاها من الأجداد إلى الجد الذي اعتنق المسيحية عن تفكير عقلي وخيار حر ؟؟

          هل حاولت أنت تسأل نفسك مثلا لماذا رضي الأبناء والأحفاد بتقليد هذا الجد الذي فكر وقدر واختار ؟ وهل ترى أنه لابد للإنسان لكي يكون مؤمنا حقا أن يعيد تجربة هذا الجد الشجاع الذي فكر واختار ولم يقلد من سبقوه ؟


          أم يكفيك أن ترث العقيدة كما ترث المال والمتاع ؟ وهل من يرث العقيدة مؤمنا حقا ؟


          وهل أنا أعتنقت الإسلام عن تفكير عقلي واختيار حر أم اكتفيت باختيار الجد الذي فكر تفكيرا عقليا واختار بمحض ارادته الإسلام ؟

          وهكذا الحال بالنسبة لليهودي والملحد ووو إلخ .

          وإذا تجاوزنا أيضا هذه المرحلة .. فسوف نجد أن عقيدة كل منا والتي تمثل " المرجعية المعصومة " تفتقر إلى " مرجعية تفسيرية " .. فأنت لم تتوارث المسيحية فقط .. بل توارثت أيضا " الأرثوزكسية " أو " الكاثوليكية " أو " البرتستانتينية " أو ... من الأب والأم الذي توارثاها بدورهما من الأباء والأجداد .. حتى الجد الوحيد الذي فكر واختار بمحض ارادته وبناء على تفكير عقلي وارتياح نفسي .

          وكذلك المسلم أيضا .. توارث المذهب السني أو الشيعي أو ... عن الأباء والأجداد .. ولم يعتنقه عن تفكير عقلي واختيار حر .. إلا الجد الذي اختار بمحض ارادته أن يكون سنيا أو شيعيا .

          وهنا نطرح سؤالا جانبيا .. لماذا انتهى عصر العظماء الذين كانوا يختارون عقائدهم ومرجعياتهم بناء على تفكير عقلي واختيار حر ؟ وأصبحنا جميعا مقلدين دون تفكير أو اختيار حر ؟

          هذا هو ماأعنيه " بالتفكير المسبق " .. والذي يعني أن صاحبه بحث وتعب وفكر واختار .. أما " الفكر المسبق " .. فهو الفكر المتوارث الذي لا فضل لنــا فيه .. ولا تفكير ولا اختيار حر ..

          وأما " الحكم المسبق " فهو مرحلة متأخرة مبنيه على " مرجعية تفسيرية لمرجعية معصومة " .. إما أن صاحبها اعتنقها بناء على " تفكير مسبق " .. مبني على العقل والاختيار الحر .

          أو على " فكر مسبق " ورثه صاحب المرجعية المعصومة من الجد الشجاع الذي اختار ولم يقلد .

          عندما أسألك مثلا عن رأيك في قضية الطلاق .. فستكون إجابتك بناء على حكم مسبق بعدم جواز الطلاق إلا لعلة الزنا أو الغرر .. وذلك بناء على آراء شراح الإنجيل الذي يمثل لك المرجعية المعصومة التي إما أنك اخترتها بناء على تفكير عقلي واختيار حر .. أوتوارثتها مقلدا بذلك الآباء والأمهات إلى الجد الذي اختار اختيارا حرا .

          بينما سأجيبك أنا بجواز ذلك وفقا لشروط المذهب الفقهي الذي أرجحه وهو الشارح للمرجعية المعصومة التي هي بالنسبة لي الكتاب والسنة .. والتي إما أنني اخترتها بناءعلى تفكير مسبق اجتهدت فيه أو بناء على فكر مسبق ورثته عن الآباء والأجداد حتى الجد الذي دخل الإسلام طواعية وبناء على عملية تفكير عقلي أو ارتياح نفسي .

          أكتفي بهذا القدر خشية أن أكون قد جنحت بعيدا عن أصل الموضوع .
          تقبل تحياتي وأشكرك على مداخلتيك .
          [/align]
          [/cell][/table1][/align]



          عن الحكم المسبق
          31-5-2010


          محاولة لبلورة ما قرأته هنا في نقاط محددة، دون الدخول بين فكي الرحى ( ملحوظة: هذه المحاولة قابلة لإعادة البلورة والتعديل)

          النظرية

          1) مقومات (مادية أو معنوية/ حقيقية أو زائفة) = معلومة عملية تفكير فكرة =حكم (معتقد،عاطفة، فرضية، biases )
          2) محفز جديد + حكم مسبق ( ناتج من الخطوة 1) ← تأكيد أو نفي السابق حكم جديد وتتكرر العملية بتكرار المحفز من نفس المجال طوال الحياة

          ملاحظات

          1) حالات غياب الأحكام المسبقة تتمثل في ( الطفل، محفز مستحدث، مريض بفقدان الذاكرة، وما يشابهها)


          2) تقدم العمر يزيد من عدد الأحكام المسبقة، وترابطها، وفرص رسوخها، إلى عمر معين يختلف باختلاف الأشخاص، يبدأ بعده زوال الأحكام المسبقة بصورة تدريجية تبعا لأهميتها وعدد مرات تكرار محفزاتها عبر الرحلة.

          3) غياب الحكم المسبق يزيد من احتمالات وقوع الأخطاء عند حدوث المحفز التالي
          4) وجود الحكم المسبق لا يمنع من وقوع الأخطاء نتيجة خلل في التقييم أو التطبيق
          5) قد تنشأ روابط بين عدد من المحفزات؛ هذه الروابط قد تكون منطقية وقد لا تكون منطقية، تبعا للتكوين المعرفي والثقافي للفرد، والنابع من و/أو الرافض لمكونات بيئته الثقافية والطبيعية.
          6) تبعا لطريقة التنشئة التعليمية متضافرة مع القدرات العقلية؛ يتقبل بعض الأفراد استبدال أحكامهم المسبقة بأحكام مستحدثة قد تكون مضادة تماما لما سبق، فيما يرفض آخرون أي محاولة لتغيير/ تطوير ما سبق وأن تثبت لديهم من أحكام.
          قد يستكمل في الغد إن شاء الله وأحيانا

          إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
          يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
          عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
          وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
          وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

          تعليق

          • د.إميل صابر
            عضو أساسي
            • 26-09-2009
            • 551

            #50
            الأستاذ الفاضل/ محمد شعبان الموجي
            وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


            أقدر مشغوليتكم وأشكركم على اهتمامكم بمداخلتي والرد عليها

            لا أجد ثمة اختلاف بين مداخلتي وردك عليها،
            كل ما في الأمر أنك أوردت ردك بناءا على الجزء الأول من رأيي؛ إذ أنني أضفت تكملة له في مداخلة تالية رقم (45 ) أتحدث فيها عن شمولية الموضوع للفكر العلمي البحت، والفكر الإنساني- وخاصة الجزء الديني منه-
            فأنا لا أجد تعارضا بينهما،
            فقط المنشأ
            العلمي منبعه فكر انساني - مبني على مشاهدات طبيعية-
            والديني منبعه رسالة سماوية - حقيقية أو مدعاة-

            وفيما أضفت حضرتك أمثلة تطبيقية على الجزء الديني، أحجمت أنا عن ذلك منعا لحساسيات الإختلاف،


            تقبل التحية والاحترام.
            [frame="11 98"]
            [FONT=Tahoma][SIZE=6][FONT=Tahoma][FONT=Tahoma][SIZE=6][FONT=Simplified Arabic][COLOR=blue][SIZE=5][SIZE=6][FONT=Tahoma][COLOR=#000000]"[/COLOR][/FONT][/SIZE][FONT=Simplified Arabic][COLOR=navy][FONT=Simplified Arabic][COLOR=#000000][FONT=Tahoma]28-9-2010[/FONT][/COLOR][/FONT][/COLOR][/FONT]
            [FONT=Simplified Arabic][COLOR=navy]
            [FONT=Tahoma][SIZE=5][COLOR=#333333][FONT=Simplified Arabic]هناك أناس لو لم يجدوا جنازة تُشبع شغفهم باللطم، قتلوا قتيلا وساروا في جنازته[/FONT][/COLOR][COLOR=#333333][FONT=Simplified Arabic]لاطمون.[/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT]
            [COLOR=#333333][FONT=Simplified Arabic][FONT=Tahoma][SIZE=5]لدينا الكثير منهم في مصر.[/SIZE][/FONT][/FONT][/COLOR][/COLOR][/FONT][/SIZE][/COLOR][/FONT][/SIZE][/FONT][SIZE=6]" [/SIZE]
            [SIZE=4]د.إميل صابر[/SIZE]
            [/FONT][/SIZE][/FONT]
            [CENTER][FONT=Tahoma][COLOR=navy][B]أفكار من الفرن[/B][/COLOR][/FONT][/CENTER]
            [CENTER][U][COLOR=#000066][URL]http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?p=484272[/URL][/COLOR][/U][/CENTER]
            [/frame]

            تعليق

            • رضوان هلال فلاحة
              عضو الملتقى
              • 25-10-2009
              • 20

              #51
              نعم الاستاذ القدير محمد شعبان الموجي تعددية المحمول الفكري تستوجب الإختلاف لكن التواصل الفكري الإيجابي يعني رفضا للتفكير المسبق كما سميت (اي التوحد بالمحمول الفكري والتضخم النرجسي كما فهمت) ولبناء آلية حوار تتفاعل فيها وجهات النظر بما يحقق ابداعا معرفيا يرجى التخلص حقيقة من هذا المرض. لك فائق احترامي

              تعليق

              يعمل...
              X