الوهم العربي في صناعة الزعيم.../ بقلم رنا خطيب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • رنا خطيب
    أديب وكاتب
    • 03-11-2008
    • 4025

    الوهم العربي في صناعة الزعيم.../ بقلم رنا خطيب

    الوهم العربي في صناعة الزعيم

    هل طبيعة العرب تبالغ في وصف المواقف لدرجة تخرج عن طبيعتها الحقيقية على أرض الواقع؟

    ما الذي يجعلنا نقع ضحية الوهم و نحن نبحث عن زعيم لا ينتمي لنا ؟

    هز الموقف التركي ، تجاه قافلة أسطول الحرية الذي أنطلق من موانئ تركيا و أوربا ، متحديا كل التهديدات الإسرائيلية ليصل إلى غزة و معه الهدايا الإنسانية و محمل برغبة شريفة في كسر حصار غزة الذي دام سنوات دون أن يفرض التحرك العربي موقفا لإجبار إسرائيل لكسر هذا الحصار، .. هز عروش العرب و المسلمين ، و القائمة أصلا على ماء يموج مع كل هبة رياح..فإذا بنا ننتعش من جديد و نسترد أنفاسنا الملتهبة من نيران الخذلان و الانبطاح و المواقف الصامتة أمام صهيل غطرسة العدو الصهيوني... و تتجدد عندنا رؤية المستقبل بظهور الزعيم الذي سينفض عن جبيننا غبار الصمت و الذل و الهوان و يعيد لنا الأرض و الحقوق .

    لقد ظهر أخيرا لنا زعيما إسلاميا من بلاد العلمانية الغربية بعد أن خلت الساحات العربية من الزعامات إلا من رحمه ربي..

    هل يكره أحدا أن يكون زعيما؟
    في طبيعتنا البشرية هناك ميل للقيادة و السيطرة لذلك الوصول أليها شيء يذهب بالعقل أحيانا..
    و طبعا ليست كل الزعماء على سواء ، فهناك زعيم يقود أمة تستحق القيادة فيبذل أقصى جهده ليكون عنوانا لتلك الأمة . و هناك زعيم يقود الدهماء كالقطيع فيستغل سذاجتهم و تصفيقهم له فيهبط بهم إلى حفرة السقوط الشامل و ما عليهم غير الدعاء لهذا الزعيم .

    الحدث الجلل قرصنة " أسطول الحرية " الذي حرك غضب الشعوب فعبرت عن ردود أفعال متباينة ما بين تنديد و شجب و إطلاق صوت الإغاثة و التحقيق و استدعاء سفراء إسرائيل و خطابات الجامعة العربية و منظمات حقوق الإنسان و دول عدم الانحياز . و رغم ارتفاع صوت الغضب في تلك الردود لكن لم تدخل تلك الردود حتى الآن استوديوهات العمل على أرض الواقع ، و التي من المفترض أن يعاقب فيها مجرم الحرب العدو الصهيوني بسبب تجاوزه لكل القوانين الدولية و الإنسانية ..

    و من بين هذه الأصوات أرتفع صوت أشم وجدت نبرته مختلفة و موقفه و تحديه مختلفا أيضا إنه رئيس حزب العدالة و التنمية الرئيس " رجب طيب أردوغان.. "
    لا ننكر بأنه رجل سياسي محنك يملك من الذكاء الكثير ، و هو رجل مسلم محافظ و يحترم مواقفه و أقواله و قد لمسنا بعضا منها في الواقع ، و لا ننكر أيضا بأنه أضاف إلى تركيا الكثير و غيّر الكثير من مجريات النظام الفاسد..

    و طبعا لأنه رجل مختلف تميز في موقفه و تميز عند الشعوب مما أدى هذا إلى ارتفاع أسهمه عند المغلوبين الذين ينظرون للمشهد السياسي على أنه صورة خارجية واضحة فيقعون في حفرة التفسير ، لأن السياسية لها وجهان وجه يظهر أمام الكاميرا و وجه يختبأ خلفها ..

    هل نعاني من قصور في النظر؟؟ أم هي الحقيقة فعلا؟

    الحقيقة التي يجب أن لا نبخسها حقها هو الموقف الشريف الذي تبناه الرئيس أردوغان في التخطيط مع الدول المتعاونة في فك الحصار و قيادة هذه القافلة حتى وصلت ميناء غزة ثم حصلت الجريمة عندما حاصرها العدو و ألحق بها خسائر بشرية ما بين قتلى و جرحى ..

    هنا ردة الفعل التركي ستكون طبيعة جدا في التنديد و الاستنكار ، و اعتبار إسرائيل العدو الإرهابي للإنسانية، و استدعاء سفرائه ، و تحريك التحقيق مع الدول الأوربية ، و التهديد بتوتر العلاقة التركية الإسرائيلية..
    حسنا ماذا أصاب عقول العرب بعد هذه الردود؟!! .. الردود العربية لم تقل شأننا عن الردود التركية ، الفيصل بينهما سيكون هو الرد الفعلي القادم الذي سيجعل تركيا فعلا تتميز عن الدول العربية و الإسلامية أو تكون مثلها..

    و مازلنا ننتظر لكن لنسأل أنفسنا هل هذا التحدي في التصميم لإرسال قافلة الحرية إلى غزة المحاصرة أمر مخطط له لتحقيق مكاسب سياسية قادمة للرئيس اردوغان و تركيا ؟


    هل فعلنا كان يبحث عن دور الزعيم الحقيقي عندما أدرك فراغ الساحات العربية من الزعامات؟


    أم هو مجرد تقرب من الوجود العربي و الإسلامي بسبب الروابط القديمة التي تربطنا مع بعض؟


    أم هو اليأس من دخوله الإتحاد الأوربي فأخذ يبحث عن حليف يكون هو فيه هو البارز ليجعل أوربا تقبل حلفه معها كقوة و ليس كضعف؟

    أو هو مجرد شعور إنساني نبيل ساقهم إلى تلك المجزرة البحرية؟

    أو أنه مجرد دعاية نسجها الوهم عندنا نحن العرب فأطلقناها و صدقناها و الرئيس لا علم له بذالك؟

    و في الملف الكثير من التساؤلات نتمنى أن نجد لها أجوبة موضوعية و منطقية..

    دمتم بود
    رنا خطيب

    2/6/2010
    التعديل الأخير تم بواسطة رنا خطيب; الساعة 12-05-2011, 12:59.
  • رنا خطيب
    أديب وكاتب
    • 03-11-2008
    • 4025

    #2
    هل نستطيع أن نعتبر أسطول الحرية لكسر حصار غزة شأنا تركيا -- إسرائيليا لتصفية بعض المواقف و تصعيد أخرى؟

    أم هي الصدفة التي قادت إسرائيل إلى هذا التكتيك المتهور؟


    صواريخ إسرائيلية نحو تركيا../ زكريا محمد


    أنظروا إلى المفاجأة التي حصلت:
    بدل الحرب الإسرائيلية– الإيرانية، ها نحن نشهد حربا إسرائيلية- تركية.
    مفاجأة حقة.
    لكن هذا ما نشهده في الواقع.

    الهجوم الإسرائيلي القاسي على سفينة مرمرة التركية في عرض البحر المتوسط، كان هجوما مباشرا مقصودا على تركيا. وقد ترافق معه وفي نفس اليوم، وهذا هو الأخطر، هجوم بالصواريخ بعيدة المدى على قاعدة عسكرية تركية.
    ولم يكن هناك شك عند احد في تركيا، وربما في خارجها، أن الهجوم كان إسرائيليا. الغطاء كردي، لكن اليد إسرائيلية.

    وعند هذه اللحظة اتضح أن الحرب الإسرائيلية التركية قد اندلعت على مداها. وهي حرب تحديد حجوم ومواقع في ظل الفراغ الذي يتركه تراجع الدور الأميركي. إنها أيضا حرب حول البحر المتوسط، أو حول شاطئه الشرقي بالتحديد.

    إسرائيل اتخذت القرار.
    قررت أن تردع تركيا. لم تستطع أن تصبر على تحرك تركيا المتواصل لترسيخ دورها، الذي كان، وسيكون، في جزء منه على حساب إسرائيل، فقررت ان تضرب ضربتها.

    ليس هناك خطا من الجانب الإسرائيلي. هناك قرار بردع تركيا وتحجيم دورها. ربما يكون هناك خطا في الحسابات، أي في حجم الرد التركي المقبل، لكن القرار اتخذ على أعلى مستوى.

    لم يتضح بعد مدى تورط أمريكا أو بعض الأطراف الأوربيين في الهجوم الإسرائيلي المزدوج على تركيا. لكن، سوف تتكشف لنا المعلومات خلال الأسابيع المقبلة. ومن المؤكد أن هذه المعلومات موجودة عند الأتراك منذ الآن.

    الكرة الآن في الملعب التركي.
    على تركيا أن تتصرف. عليها أن ترد.
    إن لم تتمكن من تقديم رد مناسب، تكون إسرائيل- ومن يدعمها بالطبع- قد نجحت في رسم الخطوط الحمر لتركيا. وإن قدمت ردا مناسبا ومقنعا فسوف نكون أمام نقلة جديدة في رسم الحدود والحجوم. لهجة أردوغان الغاضبة توحي أن تركيا سترد.

    كيف سيكون الرد التركي؟
    لسنا ندري. لكنه قد يكون مركبا، يشمل وسائل عديدة. ويجب ان لا يستبعد الرد العسكري غير المباشر على الصاروخ الكردي.

    إسرائيل كانت تعلم ان تركيا سهلت أمر وصول الصواريخ والأسلحة إلى حزب الله أثناء حرب 2006. وربما تواصل الأمر بعد ذلك ايضا. الصاروخ الكردي ربما كان ردا على صواريخ حزب الله.

    بالنسبة لتركيا الصاروخ الكردي تجاوز تام للحدود. رسالة شديدة الخطورة، لذا فالرد عليه يجب أن يكون جليا وواضحا وحاسما، وإلا هزم اردوغان وهزمت تركيا في المعركة.

    المنطقة تتحرك.
    المنطقة تتزلزل.
    صراع هجوم وحدود قاس يجري فيها. صراع وراثة لجزء من الدور الأميركي، إضافة لوراثة الدور المصري والعراقي.
    تصاعد الوجه التركي الإسرائيلي لصراح الوراثة والحجوم هو ما يثير هنا. فقد كنا ننتظر مواجهة إسرائيلية مع إيران، لكن الصواريخ الإسرائيلية اتجهت نحو تركيا!

    لكن علينا أن نقر أن مراقبين عرب يقظين توقعوا هذا. حسنين هيكل مثلا كان، وقبل سنوات من الآن، قد توقع أن تشهد المنطقة صراعا تركيا إسرائيليا متصاعدا. وهناك من يرى الآن أن الصراع في المنطقة هو صراع تركي إسرائيلي، وان إيران تستخدم المسألة الإيرانية لمحاصرة تركيا.

    العرب، بالطبع، خارج الصراع. مصر دفنت منذ عهد. السعودية صامتة، كما لو أنها تحتج على تركيا لا على إسرائيل.

    كل شيء يتغير هنا.
    نهر الأحداث يجرف الجميع.
    وعلى كيفية الاستفادة من الصراع الدائر يتوقف مصيرنا نحن في فلسطين.

    تعليق

    • محمد يوب
      أديب وكاتب
      • 30-05-2010
      • 296

      #3
      مع الأسف سيدتي إن فلسطين كانت وما تزال تلك الورقة التي يتقاذفها كل من يدعي أنه زعيم . منذ عقود وفلسطين القافلة التي يركبها كل شخص يريد تحقيق مكاسب رئاسية أو انتخابية تركيا دولة أغلب سكانها مسلمون هناك تعاطف شخصي بين المسلمين فيما بينهم بل بين الأحرار في العالم ككل تركيا الدولة التي رجلها في أوربا ورجلها الثانية في الشرق تريد تحقيق مكاسب نازعت بشتى الوسائل للدخول في السوق الأوربية المشتركة لكن دون جدوى وهاهي الآن تعود إلى أحضان الأمة الإسلامية لكسب تعاطف العرب و المسلمين لأنها تعرف طبيعة الإنسان العربي و المسلم ( تقول له يا حاج ياشيخ يذبح شاته ويقدمها لك هدية ) هذه طبيعة في الإنسان العربي اليوم تضربنا إسرائيل تقتل أبناءنا وغدا نجلس معها على مائدة السلام إن الزعيم النموذج لا أعتقد موجود على مستوى الواقع إنه صناعة تأتي من الخارج بمواصفات محددة مثل الزعيم عادل ‘مام كان كومباس وبين عشية وضحاها أصبح زعيما وعندما انتفض عليه الشعب انبطح وسلم نفسه للشعب للمرأة التي يقصد منها حسب قراءتي فلسطين ، إن فلسطين بدأت تشق طريقها في الاتجاه الصحيح عندما تخلت عن الوعود الكاذبة بدأت تفكر في كيفية التخطيط وها ما ينقص الشعوب المقهورة هو استخدام هذا الجهاز الذي يسمى الفكر لماذا لأنه تعطل لسنين كثيرة الآن بدأ يشتغل بدأ يفكر وعندما يفكر الإنسان يتخطى تلك العقبة التي تقف أمامه حجر عثرة .

      تعليق

      • رنا خطيب
        أديب وكاتب
        • 03-11-2008
        • 4025

        #4
        كنت أقرب إلى أحداث اليوم حول هذا الزعيم الذي نصبه الكثير من المسلمين و العرب بسبب موقف لا ننكر شهامته لكن لا ننكر أيضا اتفاقه مع مصلحة تركيا...

        اليوم تظهر الرؤية لهذا الزعيم التركي المزعوم.. و التي فتحت سورية له ذراعيها و أراضيها ليعبر عبر أراضي سورية و يخترق قلوب المسلمين و العرب و لتكون أرض سورية ساحة لتنشيط اقتصاده .. و يدا مساهمة لحل نزاعاته مع الأرمن و الأكراد العراق ..

        لكن للأسف تجري الرياح بما لا تشتيه السفن.. الظاهر أن مصلحته قد انتهت بعدما أصبح الاتحاد الأوربي يلوح في سماء تركيا بأنه هناك مجالا لضم تركيا إلى الإتحاد الأوربي الذي تاق إلى أن يكون له وجودا في هذا الاتحاد ..

        فيما يلي أنقل لكم هذا المقال


        سمح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لنفسه بالخروج مجددا عن أبسط الأعراف الدبلوماسية من خلال تدخله المباشر بالشأن السوري، متناسيا أن سورية هي دولة مجاورة وحتى أمس قريب كان يعتبرها "دولة شقيقة".
        بل إن السيد أردوغان لم يكتف بالتدخل في شؤون سوريا الداخلية، وذهب إلى حد "تحذير السلطات السورية من قتل شعبها"، نافيا وجود عصابات مسلحة وإرهابيين في بلادنا.
        وفي حين يسمح اردوغان لسلطات حكومته الأمنية بضرب وملاحقة حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا ليس فقط في جنوب بلاده بل حتى داخل الأراضي العراقية بما في ذلك من انتهاك لسيادة العراق.
        إلا أن اردوغان في هذا يعتبر أن من حق العثمانيين الجدد فقط المحافظة على أمن مواطنيهم في حين يدعو سوريا للتنازل عن هذا الحق، وكأن دماء السوريين ليست ذات قيمة له، ولا تتعدى كونها ورقة يساوم عليها لإرضاء المتطرفين في حزبه والإرهابيين الذين تؤويهم بلاده ممن يتآمرون على الدم السوري.
        وفي حديثه يوم أمس للقناة السابعة الاخبارية التركية، كذلك ذهب أردوغان إلى حد بعيد في الإساءة لسوريا قيادة وشعبا بالحديث عن أن "مرحلة تبدأ في سورية مشابهة لما جرى في حماه وحمص وحلبجة بالعراق"، مع أننا نرى أن مرحلة تبدأ في تركيا وخاصة في جنوبها مشابهة لما جرى فيها من مجازر عام 1915، إذ يبدو أردوغان ذاته قد دخل في عقلية تصديق الوهم معتبرا أن الشعوب بلا ذاكرة ويمكنها أن تنسى ببساطة تاريخ بلاده وتاريخ أسلافه العثمانيين في ارتكاب المجازر.
        ونذكر السيد أردوغان أن ما قامت به سوريا في حمص وحماه 1982 كان استخدام للقوة المشروعة ضد مرتكبي المجازر الذين يؤويهم حزب "العدالة والتنمية" اليوم.. ويشاركهم قادته حفلات الغداء والعشاء. وهنا لابد كذلك من تذكير السيد أردوغان بمجزرة مدرسة الأزبكية التي راح ضحيتها عشرات الأطفال السوريين من طلاب المدارس، ومجزرة مدرسة المدفعية التي راح ضحيتها العشرات من الطلاب الضباط السوريين، ومجازر حافلات السفر التي راح ضحيتها المئات من المدنيين السوريين.
        هذه هي المجازر التي تناساها أردوغان إرضاء للتيار الطالباني داخل حزبه محولا الدم السوري إلى مجرد ورقة انتخابية، ومجرد بطاقة عبور للاتحاد الأوروبي الذي لازال حزب العدالة والتنمية يتملق قادته لقبول تركيا بينهم رغم كل الإذلال الذي مارسوه على تركيا وشعبها.
        ولكون السيد أردوغان قد دخل في مرحلة التناسي، فلا بد من تذكيره الآن أنه ليس من ثقافة السوريين ولا عقيدة جيشهم ولا في تاريخهم أية مجازر. ولطالما كانت سوريا وشعبها ومؤسستها العسكرية ملتزمة بالمعايير الأخلاقية عند استخدامها للقوة، فلم تستخدمها إلا دفاعا عن حق وفي وجه باطل.
        اليوم، تدافع سوريا عن أمنها الذي بات من الواضح أن حزب العدالة والتنمية قد تلقى جرعة أميركية قطرية على شكل "شيكات" انتخابية للتآمر عليه.
        هذه سوريا التي قبل عامين طلب أردوغان نفسه منها المساعدة على وقف حمامات الدم في شوارع تركيا. ولم ندرك حينها أن أردوغان كان يخطط مع دول أخرى "صديقة" لحمامات دم في شوارع سوريا الآمنة.
        وللتاريخ، لابد من منح السيد أردوغان هنا مراجعة تاريخية للمجازر التي ارتكبها أجداده العثمانيين والذي حزبه "حزب العدالة والتنمية" مخلص لمبادئهم "الأخلاقية" وقيمهم الإلغائية، وذكرى مجزرة الرابع والشعرين من نيسان لم يمض عليها سوى عشرين يوما...حيث في الرابع والعشرين من نيسان من كل عام يستعيد مسيحيي سوريا وأرمينيا وبلاد ما بين النهرين، ذاكرتهم التاريخية، لتخليد ماساة المذبحة الكبرى التي اقترفتها تركيا عام 1915 والتي حصدت مليون ونصف المليون أرمني وأكثر من نصف مليون من ألآشوريين (سريان/كلدان). ففي ذلك اليوم جهزت تركيا حملاتها العسكرية وجندت لهذا الغرض آلاف الأتراك تحت اسم الفرق الحميدية، وبدأت حملات القتل الجماعي وعمليات التطهير العرقي بحق الأقليات المسيحية، مثل الأرمن والآشوريين (سريان/كلدان) وكذلك اليونان، مارست في مناطقهم سياسة الأرض المحروقة، قتلت من قتلت وشردت من بقي منهم إلى خارج حدود الدولة التركية. وسبق تلك المجزرة أيضا ما ارتكبه جد أردوغان السلطان عبد الحميد الثاني الذي لقب بـ(السلطان الأحمر) لأنه ارتكب في سنة 1896 مجزرة بحق الأرمن راح ضحيتها أكثر من 300 أرمني وبدم بارد.
        السفير الأمريكي في تركيا، ما بين 1913 – 1916، هنري مورغنتاو يقول عن تلك المذابح، في كتابه (قتل أمة): "في ربيع عام 1914وضع الأتراك خطتهم وقد دفع التعصب الديني عند الغوغاء والرعاع الأتراك لذبح معظم الأمم المسيحية التابعة لهم الى جانب الأرمن، من الآشوريين (سريان / كلدان) واليونان ... لا توجد أحداث أفظع منها في تاريخ الجنس البشري كله".
        كذلك استطاعت الباحثة الأرمنية السورية "نور أرسيان أن تحصي 33 صحيفة سورية كتبت عن المذابح وعمليات الإبادة الجماعية وعن التهجير القسري الى الأراضي السورية، وأن تجمع 500 مقالة كتبها أبرز رجال الصحافة السوريين بين عام 1877-1903.
        بالإضافة لذلك، هناك شهادات موثقة عن (المذبحة الكبرى) منها للمسؤول البريطاني هربرت جيس والباحث الألماني فرانك فيرسل والباحث الأرمني الفلسطيني مانويل حسسيان والمؤرخ البريطاني المعروف أرنولد توينبي الذي يقول في مذكراته: "لم يكن المخطط يهدف إلا إلى إبادة السكان المسيحيين الذين يعيشون داخل الحدود العثمانية".
        وللتذكير ياسيد أردوغان... كانت سوريا هي من استقبلت الفارين من مجازركم، ومازال هناك من المعمرين من السوريين في بعض مدن الجزيرة السورية، يؤكدون أنهم رأوا بأم عينهم قوافل المسيحيين وبأعداد هائلة تمر عبر الأراضي السورية يرافقونهم الجنود الترك ويمارسون افظع انواع وسائل التعذيب، بحسب الباحثة أرسيان.

        ********

        أعتقد بأن أسئلتي قبل سنة تقريبا قد أجابت عليها سياسة تركيا المتمتثلة بإردوغان..هذا الزعيم المزعوم

        مع التحيات

        تعليق

        • رنا خطيب
          أديب وكاتب
          • 03-11-2008
          • 4025

          #5
          كنت أقرب إلى أحداث اليوم حول هذا الزعيم الذي نصبه الكثير من المسلمين و العرب بسبب موقف لا ننكر شهامته لكن لا ننكر أيضا اتفاقه مع مصلحة تركيا...

          اليوم تظهر الرؤية لهذا الزعيم التركي المزعوم.. و التي فتحت سورية له ذراعيها و أراضيها ليعبر عبر أراضي سورية و يخترق قلوب المسلمين و العرب و لتكون أرض سورية ساحة لتنشيط اقتصاده .. و يدا مساهمة لحل نزاعاته مع الأرمن و الأكراد العراق ..

          لكن للأسف تجري الرياح بما لا تشتيه السفن.. الظاهر أن مصلحته قد انتهت بعدما أصبح الاتحاد الأوربي يلوح في سماء تركيا بأنه هناك مجالا لضم تركيا إلى الإتحاد الأوربي الذي تاق إلى أن يكون له وجودا في هذا الاتحاد ..

          فيما يلي أنقل لكم هذا المقال


          سمح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لنفسه بالخروج مجددا عن أبسط الأعراف الدبلوماسية من خلال تدخله المباشر بالشأن السوري، متناسيا أن سورية هي دولة مجاورة وحتى أمس قريب كان يعتبرها "دولة شقيقة".
          بل إن السيد أردوغان لم يكتف بالتدخل في شؤون سوريا الداخلية، وذهب إلى حد "تحذير السلطات السورية من قتل شعبها"، نافيا وجود عصابات مسلحة وإرهابيين في بلادنا.
          وفي حين يسمح اردوغان لسلطات حكومته الأمنية بضرب وملاحقة حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا ليس فقط في جنوب بلاده بل حتى داخل الأراضي العراقية بما في ذلك من انتهاك لسيادة العراق.
          إلا أن اردوغان في هذا يعتبر أن من حق العثمانيين الجدد فقط المحافظة على أمن مواطنيهم في حين يدعو سوريا للتنازل عن هذا الحق، وكأن دماء السوريين ليست ذات قيمة له، ولا تتعدى كونها ورقة يساوم عليها لإرضاء المتطرفين في حزبه والإرهابيين الذين تؤويهم بلاده ممن يتآمرون على الدم السوري.
          وفي حديثه يوم أمس للقناة السابعة الاخبارية التركية، كذلك ذهب أردوغان إلى حد بعيد في الإساءة لسوريا قيادة وشعبا بالحديث عن أن "مرحلة تبدأ في سورية مشابهة لما جرى في حماه وحمص وحلبجة بالعراق"، مع أننا نرى أن مرحلة تبدأ في تركيا وخاصة في جنوبها مشابهة لما جرى فيها من مجازر عام 1915، إذ يبدو أردوغان ذاته قد دخل في عقلية تصديق الوهم معتبرا أن الشعوب بلا ذاكرة ويمكنها أن تنسى ببساطة تاريخ بلاده وتاريخ أسلافه العثمانيين في ارتكاب المجازر.
          ونذكر السيد أردوغان أن ما قامت به سوريا في حمص وحماه 1982 كان استخدام للقوة المشروعة ضد مرتكبي المجازر الذين يؤويهم حزب "العدالة والتنمية" اليوم.. ويشاركهم قادته حفلات الغداء والعشاء. وهنا لابد كذلك من تذكير السيد أردوغان بمجزرة مدرسة الأزبكية التي راح ضحيتها عشرات الأطفال السوريين من طلاب المدارس، ومجزرة مدرسة المدفعية التي راح ضحيتها العشرات من الطلاب الضباط السوريين، ومجازر حافلات السفر التي راح ضحيتها المئات من المدنيين السوريين.
          هذه هي المجازر التي تناساها أردوغان إرضاء للتيار الطالباني داخل حزبه محولا الدم السوري إلى مجرد ورقة انتخابية، ومجرد بطاقة عبور للاتحاد الأوروبي الذي لازال حزب العدالة والتنمية يتملق قادته لقبول تركيا بينهم رغم كل الإذلال الذي مارسوه على تركيا وشعبها.
          ولكون السيد أردوغان قد دخل في مرحلة التناسي، فلا بد من تذكيره الآن أنه ليس من ثقافة السوريين ولا عقيدة جيشهم ولا في تاريخهم أية مجازر. ولطالما كانت سوريا وشعبها ومؤسستها العسكرية ملتزمة بالمعايير الأخلاقية عند استخدامها للقوة، فلم تستخدمها إلا دفاعا عن حق وفي وجه باطل.
          اليوم، تدافع سوريا عن أمنها الذي بات من الواضح أن حزب العدالة والتنمية قد تلقى جرعة أميركية قطرية على شكل "شيكات" انتخابية للتآمر عليه.
          هذه سوريا التي قبل عامين طلب أردوغان نفسه منها المساعدة على وقف حمامات الدم في شوارع تركيا. ولم ندرك حينها أن أردوغان كان يخطط مع دول أخرى "صديقة" لحمامات دم في شوارع سوريا الآمنة.
          وللتاريخ، لابد من منح السيد أردوغان هنا مراجعة تاريخية للمجازر التي ارتكبها أجداده العثمانيين والذي حزبه "حزب العدالة والتنمية" مخلص لمبادئهم "الأخلاقية" وقيمهم الإلغائية، وذكرى مجزرة الرابع والشعرين من نيسان لم يمض عليها سوى عشرين يوما...حيث في الرابع والعشرين من نيسان من كل عام يستعيد مسيحيي سوريا وأرمينيا وبلاد ما بين النهرين، ذاكرتهم التاريخية، لتخليد ماساة المذبحة الكبرى التي اقترفتها تركيا عام 1915 والتي حصدت مليون ونصف المليون أرمني وأكثر من نصف مليون من ألآشوريين (سريان/كلدان). ففي ذلك اليوم جهزت تركيا حملاتها العسكرية وجندت لهذا الغرض آلاف الأتراك تحت اسم الفرق الحميدية، وبدأت حملات القتل الجماعي وعمليات التطهير العرقي بحق الأقليات المسيحية، مثل الأرمن والآشوريين (سريان/كلدان) وكذلك اليونان، مارست في مناطقهم سياسة الأرض المحروقة، قتلت من قتلت وشردت من بقي منهم إلى خارج حدود الدولة التركية. وسبق تلك المجزرة أيضا ما ارتكبه جد أردوغان السلطان عبد الحميد الثاني الذي لقب بـ(السلطان الأحمر) لأنه ارتكب في سنة 1896 مجزرة بحق الأرمن راح ضحيتها أكثر من 300 أرمني وبدم بارد.
          السفير الأمريكي في تركيا، ما بين 1913 – 1916، هنري مورغنتاو يقول عن تلك المذابح، في كتابه (قتل أمة): "في ربيع عام 1914وضع الأتراك خطتهم وقد دفع التعصب الديني عند الغوغاء والرعاع الأتراك لذبح معظم الأمم المسيحية التابعة لهم الى جانب الأرمن، من الآشوريين (سريان / كلدان) واليونان ... لا توجد أحداث أفظع منها في تاريخ الجنس البشري كله".
          كذلك استطاعت الباحثة الأرمنية السورية "نور أرسيان أن تحصي 33 صحيفة سورية كتبت عن المذابح وعمليات الإبادة الجماعية وعن التهجير القسري الى الأراضي السورية، وأن تجمع 500 مقالة كتبها أبرز رجال الصحافة السوريين بين عام 1877-1903.
          بالإضافة لذلك، هناك شهادات موثقة عن (المذبحة الكبرى) منها للمسؤول البريطاني هربرت جيس والباحث الألماني فرانك فيرسل والباحث الأرمني الفلسطيني مانويل حسسيان والمؤرخ البريطاني المعروف أرنولد توينبي الذي يقول في مذكراته: "لم يكن المخطط يهدف إلا إلى إبادة السكان المسيحيين الذين يعيشون داخل الحدود العثمانية".
          وللتذكير ياسيد أردوغان... كانت سوريا هي من استقبلت الفارين من مجازركم، ومازال هناك من المعمرين من السوريين في بعض مدن الجزيرة السورية، يؤكدون أنهم رأوا بأم عينهم قوافل المسيحيين وبأعداد هائلة تمر عبر الأراضي السورية يرافقونهم الجنود الترك ويمارسون افظع انواع وسائل التعذيب، بحسب الباحثة أرسيان.

          ********

          أعتقد بأن أسئلتي قبل سنة تقريبا قد أجابت عليها سياسة تركيا المتمتثلة بإردوغان..هذا الزعيم المزعوم




          مع التحيات
          التعديل الأخير تم بواسطة رنا خطيب; الساعة 12-05-2011, 13:15.

          تعليق

          يعمل...
          X