الوهم العربي في صناعة الزعيم
هل طبيعة العرب تبالغ في وصف المواقف لدرجة تخرج عن طبيعتها الحقيقية على أرض الواقع؟
ما الذي يجعلنا نقع ضحية الوهم و نحن نبحث عن زعيم لا ينتمي لنا ؟
هز الموقف التركي ، تجاه قافلة أسطول الحرية الذي أنطلق من موانئ تركيا و أوربا ، متحديا كل التهديدات الإسرائيلية ليصل إلى غزة و معه الهدايا الإنسانية و محمل برغبة شريفة في كسر حصار غزة الذي دام سنوات دون أن يفرض التحرك العربي موقفا لإجبار إسرائيل لكسر هذا الحصار، .. هز عروش العرب و المسلمين ، و القائمة أصلا على ماء يموج مع كل هبة رياح..فإذا بنا ننتعش من جديد و نسترد أنفاسنا الملتهبة من نيران الخذلان و الانبطاح و المواقف الصامتة أمام صهيل غطرسة العدو الصهيوني... و تتجدد عندنا رؤية المستقبل بظهور الزعيم الذي سينفض عن جبيننا غبار الصمت و الذل و الهوان و يعيد لنا الأرض و الحقوق .
لقد ظهر أخيرا لنا زعيما إسلاميا من بلاد العلمانية الغربية بعد أن خلت الساحات العربية من الزعامات إلا من رحمه ربي..
هل يكره أحدا أن يكون زعيما؟
في طبيعتنا البشرية هناك ميل للقيادة و السيطرة لذلك الوصول أليها شيء يذهب بالعقل أحيانا..
و طبعا ليست كل الزعماء على سواء ، فهناك زعيم يقود أمة تستحق القيادة فيبذل أقصى جهده ليكون عنوانا لتلك الأمة . و هناك زعيم يقود الدهماء كالقطيع فيستغل سذاجتهم و تصفيقهم له فيهبط بهم إلى حفرة السقوط الشامل و ما عليهم غير الدعاء لهذا الزعيم .
الحدث الجلل قرصنة " أسطول الحرية " الذي حرك غضب الشعوب فعبرت عن ردود أفعال متباينة ما بين تنديد و شجب و إطلاق صوت الإغاثة و التحقيق و استدعاء سفراء إسرائيل و خطابات الجامعة العربية و منظمات حقوق الإنسان و دول عدم الانحياز . و رغم ارتفاع صوت الغضب في تلك الردود لكن لم تدخل تلك الردود حتى الآن استوديوهات العمل على أرض الواقع ، و التي من المفترض أن يعاقب فيها مجرم الحرب العدو الصهيوني بسبب تجاوزه لكل القوانين الدولية و الإنسانية ..
و من بين هذه الأصوات أرتفع صوت أشم وجدت نبرته مختلفة و موقفه و تحديه مختلفا أيضا إنه رئيس حزب العدالة و التنمية الرئيس " رجب طيب أردوغان.. "
لا ننكر بأنه رجل سياسي محنك يملك من الذكاء الكثير ، و هو رجل مسلم محافظ و يحترم مواقفه و أقواله و قد لمسنا بعضا منها في الواقع ، و لا ننكر أيضا بأنه أضاف إلى تركيا الكثير و غيّر الكثير من مجريات النظام الفاسد..
و طبعا لأنه رجل مختلف تميز في موقفه و تميز عند الشعوب مما أدى هذا إلى ارتفاع أسهمه عند المغلوبين الذين ينظرون للمشهد السياسي على أنه صورة خارجية واضحة فيقعون في حفرة التفسير ، لأن السياسية لها وجهان وجه يظهر أمام الكاميرا و وجه يختبأ خلفها ..
هل نعاني من قصور في النظر؟؟ أم هي الحقيقة فعلا؟
الحقيقة التي يجب أن لا نبخسها حقها هو الموقف الشريف الذي تبناه الرئيس أردوغان في التخطيط مع الدول المتعاونة في فك الحصار و قيادة هذه القافلة حتى وصلت ميناء غزة ثم حصلت الجريمة عندما حاصرها العدو و ألحق بها خسائر بشرية ما بين قتلى و جرحى ..
هنا ردة الفعل التركي ستكون طبيعة جدا في التنديد و الاستنكار ، و اعتبار إسرائيل العدو الإرهابي للإنسانية، و استدعاء سفرائه ، و تحريك التحقيق مع الدول الأوربية ، و التهديد بتوتر العلاقة التركية الإسرائيلية..
حسنا ماذا أصاب عقول العرب بعد هذه الردود؟!! .. الردود العربية لم تقل شأننا عن الردود التركية ، الفيصل بينهما سيكون هو الرد الفعلي القادم الذي سيجعل تركيا فعلا تتميز عن الدول العربية و الإسلامية أو تكون مثلها..
و مازلنا ننتظر لكن لنسأل أنفسنا هل هذا التحدي في التصميم لإرسال قافلة الحرية إلى غزة المحاصرة أمر مخطط له لتحقيق مكاسب سياسية قادمة للرئيس اردوغان و تركيا ؟
هل فعلنا كان يبحث عن دور الزعيم الحقيقي عندما أدرك فراغ الساحات العربية من الزعامات؟
أم هو مجرد تقرب من الوجود العربي و الإسلامي بسبب الروابط القديمة التي تربطنا مع بعض؟
أم هو اليأس من دخوله الإتحاد الأوربي فأخذ يبحث عن حليف يكون هو فيه هو البارز ليجعل أوربا تقبل حلفه معها كقوة و ليس كضعف؟
أو هو مجرد شعور إنساني نبيل ساقهم إلى تلك المجزرة البحرية؟
أو أنه مجرد دعاية نسجها الوهم عندنا نحن العرب فأطلقناها و صدقناها و الرئيس لا علم له بذالك؟
و في الملف الكثير من التساؤلات نتمنى أن نجد لها أجوبة موضوعية و منطقية..
دمتم بود
رنا خطيب
2/6/2010
هل طبيعة العرب تبالغ في وصف المواقف لدرجة تخرج عن طبيعتها الحقيقية على أرض الواقع؟
ما الذي يجعلنا نقع ضحية الوهم و نحن نبحث عن زعيم لا ينتمي لنا ؟
هز الموقف التركي ، تجاه قافلة أسطول الحرية الذي أنطلق من موانئ تركيا و أوربا ، متحديا كل التهديدات الإسرائيلية ليصل إلى غزة و معه الهدايا الإنسانية و محمل برغبة شريفة في كسر حصار غزة الذي دام سنوات دون أن يفرض التحرك العربي موقفا لإجبار إسرائيل لكسر هذا الحصار، .. هز عروش العرب و المسلمين ، و القائمة أصلا على ماء يموج مع كل هبة رياح..فإذا بنا ننتعش من جديد و نسترد أنفاسنا الملتهبة من نيران الخذلان و الانبطاح و المواقف الصامتة أمام صهيل غطرسة العدو الصهيوني... و تتجدد عندنا رؤية المستقبل بظهور الزعيم الذي سينفض عن جبيننا غبار الصمت و الذل و الهوان و يعيد لنا الأرض و الحقوق .
لقد ظهر أخيرا لنا زعيما إسلاميا من بلاد العلمانية الغربية بعد أن خلت الساحات العربية من الزعامات إلا من رحمه ربي..
هل يكره أحدا أن يكون زعيما؟
في طبيعتنا البشرية هناك ميل للقيادة و السيطرة لذلك الوصول أليها شيء يذهب بالعقل أحيانا..
و طبعا ليست كل الزعماء على سواء ، فهناك زعيم يقود أمة تستحق القيادة فيبذل أقصى جهده ليكون عنوانا لتلك الأمة . و هناك زعيم يقود الدهماء كالقطيع فيستغل سذاجتهم و تصفيقهم له فيهبط بهم إلى حفرة السقوط الشامل و ما عليهم غير الدعاء لهذا الزعيم .
الحدث الجلل قرصنة " أسطول الحرية " الذي حرك غضب الشعوب فعبرت عن ردود أفعال متباينة ما بين تنديد و شجب و إطلاق صوت الإغاثة و التحقيق و استدعاء سفراء إسرائيل و خطابات الجامعة العربية و منظمات حقوق الإنسان و دول عدم الانحياز . و رغم ارتفاع صوت الغضب في تلك الردود لكن لم تدخل تلك الردود حتى الآن استوديوهات العمل على أرض الواقع ، و التي من المفترض أن يعاقب فيها مجرم الحرب العدو الصهيوني بسبب تجاوزه لكل القوانين الدولية و الإنسانية ..
و من بين هذه الأصوات أرتفع صوت أشم وجدت نبرته مختلفة و موقفه و تحديه مختلفا أيضا إنه رئيس حزب العدالة و التنمية الرئيس " رجب طيب أردوغان.. "
لا ننكر بأنه رجل سياسي محنك يملك من الذكاء الكثير ، و هو رجل مسلم محافظ و يحترم مواقفه و أقواله و قد لمسنا بعضا منها في الواقع ، و لا ننكر أيضا بأنه أضاف إلى تركيا الكثير و غيّر الكثير من مجريات النظام الفاسد..
و طبعا لأنه رجل مختلف تميز في موقفه و تميز عند الشعوب مما أدى هذا إلى ارتفاع أسهمه عند المغلوبين الذين ينظرون للمشهد السياسي على أنه صورة خارجية واضحة فيقعون في حفرة التفسير ، لأن السياسية لها وجهان وجه يظهر أمام الكاميرا و وجه يختبأ خلفها ..
هل نعاني من قصور في النظر؟؟ أم هي الحقيقة فعلا؟
الحقيقة التي يجب أن لا نبخسها حقها هو الموقف الشريف الذي تبناه الرئيس أردوغان في التخطيط مع الدول المتعاونة في فك الحصار و قيادة هذه القافلة حتى وصلت ميناء غزة ثم حصلت الجريمة عندما حاصرها العدو و ألحق بها خسائر بشرية ما بين قتلى و جرحى ..
هنا ردة الفعل التركي ستكون طبيعة جدا في التنديد و الاستنكار ، و اعتبار إسرائيل العدو الإرهابي للإنسانية، و استدعاء سفرائه ، و تحريك التحقيق مع الدول الأوربية ، و التهديد بتوتر العلاقة التركية الإسرائيلية..
حسنا ماذا أصاب عقول العرب بعد هذه الردود؟!! .. الردود العربية لم تقل شأننا عن الردود التركية ، الفيصل بينهما سيكون هو الرد الفعلي القادم الذي سيجعل تركيا فعلا تتميز عن الدول العربية و الإسلامية أو تكون مثلها..
و مازلنا ننتظر لكن لنسأل أنفسنا هل هذا التحدي في التصميم لإرسال قافلة الحرية إلى غزة المحاصرة أمر مخطط له لتحقيق مكاسب سياسية قادمة للرئيس اردوغان و تركيا ؟
هل فعلنا كان يبحث عن دور الزعيم الحقيقي عندما أدرك فراغ الساحات العربية من الزعامات؟
أم هو مجرد تقرب من الوجود العربي و الإسلامي بسبب الروابط القديمة التي تربطنا مع بعض؟
أم هو اليأس من دخوله الإتحاد الأوربي فأخذ يبحث عن حليف يكون هو فيه هو البارز ليجعل أوربا تقبل حلفه معها كقوة و ليس كضعف؟
أو هو مجرد شعور إنساني نبيل ساقهم إلى تلك المجزرة البحرية؟
أو أنه مجرد دعاية نسجها الوهم عندنا نحن العرب فأطلقناها و صدقناها و الرئيس لا علم له بذالك؟
و في الملف الكثير من التساؤلات نتمنى أن نجد لها أجوبة موضوعية و منطقية..
دمتم بود
رنا خطيب
2/6/2010
تعليق