المشاركة الأصلية بواسطة حكيم عباس
مشاهدة المشاركة
شكر الله مرورك وتعليقك، وحياك الله. ومرحبًا بمعاكساتك في كل وقت، بالفصحى والعامية وما بينهما. ويقيني أن المشاكسات والمعاكسات هي مثل الملح في الطعام إذا أحسن المرء استعمالها، وإلا فسدت "الطبخة". والمهم أن يكون سمت المرء التواضع، ولعل كثيرًا من "الطناش" مفيد.
وأصدقك القول إنه حين يستفزني أمرٌ فإني أكتب ردًا عليه في الحال. ولكنني لا أنشر مثل تلك الردود في الحال، بل ينتهي بي الأمر إلى عدم نشره بالمرة؛ ذلك أني لا أحب أن أكون معينًا للشيطان كي يشمت في أمة محمد بعد أن يغري بين الناس بالعداوة. وخاصة أن المصطفى صلى الله عليه وسلم يقول "ما دخل الرفق في شيء إلا زانه". وكلنا يعلم أن الرد بالمثل وأشد من المثل سهل ميسور.
أما ما يكتب في القصائد فإنه يعالج حالات عامة، قد يرى فيها البعض نفسه، وقد يرى فيها غيره. والمهم أن يدرك المرء أن ما يحاول أن يخفيه من عورات نفسه هو مكشوف أمام الجميع -بما في ذلك كاتب هذه الكلمات- فمن الحمق أن يتسرب الظن إلى المرء أن نقائصه لا يعلم بها أحد. بل وهناك نقائص نحن نجهلها بالفعل عن أنفسنا، ولا نميِّزها إلا حين يوجههنا إليها الآخرون. وإذا أدرك المرء ذلك فلعله يسعى لتغيير نفسه إلى الأفضل. أما من يدخل الكبر نفوسهم، ويتسرب إلى قلوبهم، ويملأ عليهم أرواحهم، فيكفيهم قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر". وما لنا نجادل في الدنيا ونتقاتل، ونفني أنفسنا، لنجد أنه لم يتبق لنا من لحم وجوهنا ما نقابل به الله عز وجل، أو نظن أننا قادرون على الفرار من عقابه، والعياذ بالله.
والأدب عمومأً يميل إلى المبالغة وتضخيم الأمور وعواقبها. ولذلك نرى فيه كثيرًا أشياء قد ينكرها بعض الناس لخروجها عن المألوف، أو يعني منها الكاتب عكس ما تعنيه الكلمات. ولكل هذا وسائل لا يعدمها الكتاب، ولا يجهلها إلا غير المتمرس من القراء. ومن ثم فإن الانفعالات الأولى قد لا تكون دائمًا صادقة لأنها ممتزجة بمسحة شخصية ذاتية، قد تعوزها الخبرة والمعرفة والدربة الأدبية، وربما الحياتية أيضًا.
أما انفعالات أهل "الخبرة والمراس" فالأغلب أنهم لا يحتاجون في الحكم إلى كثير تدقيق. وإن كانت القراءة ومعاودتها من الأمور المستحسنة.
أسأل الله أن يلهمنا وإياكم دائمًا الصواب، وحسن العمل.
دمت في طاعة الله.
تعليق