يا سادتي
هذا الحصارُ على حديدِ إرادتي يتحطمُ
فلتنطقي ريحَ الصَّبا و لْتَشْهَدي يا أنجُمُ
أنَّا الهداةُ إلى المعالي .. دأبُنا
نحنو على الأوجاع ... قلبٌ يرحمُ
أنَّا الأعزةُ حين ذلَّ العالمُ
لسْنَا نُبَاعُ كما العبيدِ و لن يذلَّ المسلمُ
لسنا نساومُ في المبادئ ... دونَنَا
جوفُ الثَّرَى هو أرحمُ
ظَنُّوكِ يا هممَ الرجالِ لقيطةً
في مرتعٍ للذلِّ ... ذاكَ تَوَهُّمُ
ظنوكِ في سوقِ النخاسةِ سلعةً
تُشْرَى بمالٍ أو لقيْماتٍ لفاهٍ تُطْعَمُ
فلْتَرْجُمِيهِمْ بالثباتِ و صِنْوِهِ
كيما يفيقوا و الحقائقَ يعلموا
فإرادةُ الأحرارِ طاولتِ السما
فاستمطرتْ ماءَ الحياةِ و للأعادي تقصِمُ
فدماؤنا ترْوِي الحياةَ نضارةً
كي تُنْبِتَ العودَ الذي لا يُهْشَمُ
هذي الدماءُ اليومَ يَصْهَلُ خيلُها
و شهابُها ... نحرَ العدوِّ سيرجمُ
و لْتُسْكِتِي ذاكَ الخُوارَ فصوتُه
بالزيفِ و الإرجافِ ذا يتلعثمُ
يكفي اقْتِيَاتٌ للدماءِ فلم نَعُدْ
أيتامَ عزٍّ ... عزُّنا يترسَّمُ
و لْتَكْشِفِي سوْءاتِهم
فالتُّوتُ أغلقَ مِنْحَةَ الأوراقِ حتى يُهْزَمُوا
و لأنَّهم جَابُوا مَراتِعَ ذُلِّهم
كانوا كَجِيفٍ بالعراءِ ترمَّمُوا
هم يذهبون بكل ناحيةٍ سدىً
حيناً إلى الغربِ المَهِينِ توجَّهُوا
فتمرَّغُوا بِنِعَالِهم و تَنَعَّمُوا
بَيْدَ المشارقُ و المغاربُ يَمَّمَتْ أنظارَها
نحو الجهادِ فَدَرْبُنَا هو أقْوَمُ
فجهادنا رسمَ الأمانَ شريعةً
و الظلمُ حينَ الرَّتِعِ يُزْهِقُه الدمُ
بِيضٌ صحائفُ عزِّنا
تاريخُنا بِشَبَابِه لا يَهْرمُ
القولُ صاغَتْهُ الدماءُ وقائعاً
فالحرفُ في قولِ الأباةِ ترَاجِمُ
كم مرتِ اللأواءُ فوقَ سمائنا
فَتَشَتَّتَتْ بعزائمٍ لا تهزمُ
و تقهقرتْ حَيْرَى تلوذُ بغيرِنا
فرضِيعُنا لَسِنُ الفعالِ مترجمُ
صوَّامُ إنْ صامَ العبادُ لربِّهم
قوَّامُ إنْ قام العِبَادُ و سلموا
هو فارسُ الهيجاءِ عندَ سعيرِها
يخشاهُ عبَّادُ المَخَازِي ... صاغرين استسلموا
هذي ثمار الذكر في ميداننا
هل خابَ فينا عابدٌ بمَلِيكِهِ يسْتَعْصِمُ ؟!!
*******
تعليق