ما هو المعيار السّليم لنقد النّصوص؟؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ركاد حسن خليل
    أديب وكاتب
    • 18-05-2008
    • 5145

    ما هو المعيار السّليم لنقد النّصوص؟؟

    [frame="1 10"]
    ما هو المعيار السّليم لنقد النّصوص؟؟
    ركاد حسن خليل


    يكثر النّقاش حول بعض النّصوص الأدبيّة..
    تتشعّب الآراء فينتج الاختلاف حول مفهوم النّقد..
    فيذهب البعض إلى أنّ المعيار اللّغوي والبلاغة هي الميزان الذي يجب أن يحاكم ويشرّح النّص على أساسه..
    وبعضٌ اخر يقول أن المعيار الأخلاقي والدّيني والقيمي ميزان لا بدّ للنّص أن يَعبُر من خلاله..
    آخرون يقولون وأنا من أنصار هذا الرّأي أن لا بد من استعمال الميزانين حتّى يكون النّقد متوازنًا ومسئولاً.. لأن ما نكتبه لا نكتبه لأدراجنا إنّما للآخرين.. وعليه يجب مراعاة معايير أهمّها معيار الذّوق العام.
    ويقال أنّ المحاكمة يجب أن تكون للنّص.. وليست للكاتب..
    فهل نستطيع فصل النّص عن الفكر الذي أنتج النّص؟؟
    وهل يُحمّل النّص وِزرَ من آمن بالفكر الذي يدعو له ( أي النّص).. أم أنّ الكاتب هو المسؤول؟؟
    أرى في حل هذه الإشكاليات والإتفاق حوّلها قد يُنتج منظومة خلاّقة وميزان صحيح لتقييم العمل الأدبي..

    قضيّة للحوار.. أرجو أن تحظى بمشاركاتكم لأهمّيتها..

    محاور الحوار.. هي أن يدلي كل صاحب رأيٍ برأيه من المكان الذي يجد به نفسه حسب ما جاء أعلاه..

    تقديري ومحبّتي

    ركاد أبو الحسن
    [/frame]

  • د. م. عبد الحميد مظهر
    ملّاح
    • 11-10-2008
    • 2318

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة ركاد حسن خليل مشاهدة المشاركة
    [frame="1 10"]
    ما هو المعيار السّليم لنقد النّصوص؟؟
    ركاد حسن خليل


    يكثر النّقاش حول بعض النّصوص الأدبيّة..
    تتشعّب الآراء فينتج الإختلاف حول مفهوم النّقد..
    قضيّة للحوار.. أرجو أن تحظى بمشاركاتكم لأهمّيتها..

    محاور الحوار.. هي أن يدلي كل صاحب رأيٍ برأيه من المكان الذي يجد به نفسه حسب ما جاء أعلاه..

    تقديري ومحبّتي

    ركاد أبو الحسن
    [/frame]
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الأخ العزيز الأستاذ ركاد

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بارك الله فيك لفتح هذا الحوار حول النقد الأدبى ، فموضوعات كثيرة فى الملتقى هى من الأجناس الأدبية المعروفة والتى تحتاج نقدا موضوعيا ، و لكن حتى الآن لم نرى تأسيسا لمنهج نقدى و لقواعد و أصول للنقد الأدبى فى الملتقى، والمفروض لملتقى كبير مثل ملتقى الأدباء و المبدعين العرب أن يتبنى مشروعاً أدبياً للتأسيس لمنهج فى النقد أو مناهج إذا لزم التعدد ، و ربما يكون اقتراحك بداية لهذا المجهود المطلوب ، فهل سيتم ذلك؟.....سنرى

    و تحياتى

    تعليق

    • عائده محمد نادر
      عضو الملتقى
      • 18-10-2008
      • 12843

      #3
      الزميل القدير
      ركاد حسن خليل
      أراك طرقت بابا لابد أن نطرقه
      فعلا نحتاج إلى توضيح المعايير الصحيحة للنقد
      ومن وجهة نظري أن النقد يجب أن يأخذ بعين الإعتبار كل تلك النقاط التي أشرت عليها بالإضافة إلى (( مكان وزمان وجنسية )) الناص كي تكون الرؤية أكثر وضوحا لما لظرف الكاتب من تأثير على نصوصه وحتى ثقافته
      النصوص وبكل أجناسها الأدبية يجب أن تخضع للنقد لأننا وكما تفضلت في ملتقى الأدباء أي أننا مجاميع مختلفة من الأدباء
      لا أتصور أن النص ينفصل عن فكر الأديب هو عصارة أفكاره إلا إذا ان يريد أن يظهر الجوانب المظلمة من الطرف الآخر ومؤكد أن للأدباء نظرة مختلفة كليا عن نظرة ورؤية الناس العاديين فهم يرون الأشياء بعيون مختلفة
      أشكرك على هذه النافذة الجادة
      كن بخير دوما
      ودي الأكيد لك


      عين؛ وأنف؛ وصوت؛
      عين؛ وأنف؛ وصوت عرفني امرأة سريعة العطب! أكاد لا أميز الأسود من الأبيض حين أغضب، أفقد صوابي ولا أعود أتذكر حتى إنسانيتي.. هكذا عودتني أيامي. أعب كؤوسا مترعة من الهم، أتجرعها شئت أم أبيت فهذي حياتي، مذ عرفت طريق الليل أسيره وحيدة بين وجوه غريبة عني، وأياد تدفع لتدلف باب غرفتي الموارب تتلمس جسدي الذي لم أعد أملكه، تشتري مني
      الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

      تعليق

      • فتحى حسان محمد
        أديب وكاتب
        • 25-01-2009
        • 527

        #4
        [align=justify]
        [align=center]
        الأستاذ الفاضل / ركاد حسن خليل
        [/align]
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        الكثير يتكلم عن النقد ، وما دمنا لا نفرق بين انواع الأدب ونعتبر النقد لجميع انواعه واجناسه واحد ، فلا امل ان نصل الى النقد الحسن ومناهجه ؛ لأن الأدب الشعرى يختلف تماما عن الأدب النثرى وكذلك الأدب الدرامى ، وليس هنالك من ناقد يستطيع ان ينقد جميه اصناف وانواع واجناس عموم الأدب
        وعليه
        أنا اساهم فى مناهج النقد الأدبى النثرى والخاص بالقص لا بالمقال واقصد القصة القولية الروائية والتى تتنوع إلى القصة القصة القصيرة جدا ، والقصة القصيرة ، والقصة الروائية ، والقصة الملحمية ، والقصة القومية .
        والتى تتجنس إلى :
        - المأسملهاة ( المحزنة المفرحة) واصنافها ست القيم - الاخلاق - السلوك - المعاناة - الشخصية - القومية
        - المأساة وتنتوع إلى :
        المأساة السوداء ، المأساة العظيمة ، المأساة الالهية سواء قومية او شخصية
        - الملهاة وتتنوع إلى :
        الملهاة النبيلة ، الملهاة السوداء

        [align=center]
        الميزان الحق للتقييم والنقد الحسن لعموم القص
        [/align]
        بمجموعة من الأسئلة تشمل كل جوانب القص فى المبنى والمعنى من أسس وقواعد وأصول ومعايير وقوانين ومكونات وشروط وأهداف ، وجميعها تسمح بتفنيد وتشريح القصة على الملأ دون المواربة أو الميل للأهواء والأمزجة والتذوق .
        هل اسم القصة يوحى ويبوح ويفسر معناها؟ أم يختلف تماما عن مضمونها؟
        ما حاجةالبطل هدفه ؟
        هل البطل ذات واعيةإنسان أم غير ذلك ولماذا ؟
        كيف كانت البداية ؟ هل كانت جذابة مشوقة ممتعة غامضة مثيرة ؟ أمكانت سهلة ميسورة واضحة ؟
        ما قضية القصة إشكاليتها التى تريد توضيحهاوحلها وذمها أو مدحها؟ الأخذ بها أم النهى عنها؟
        هل اختبر البطل فى حاجتهوهدفه ؟ أم لا ؟ فإذا لم يكن امتحن علاما نتوجه بطلا ؟ وعلى من تفوق وانتصر؟
        هل تغير خط حياة البطل ؟ سواء كان من الفشل والشقاء إلى النجاح والسعادة ؟أو العكس ؟ ولماذا ؟
        ما فكر الشخصيات ؟ هل متوافق أم مختلف يدفعه إلى الصراع؟
        هل تطورت الأحداث أم ظلت ساكنة ؟ وإذا تطورت إلى ماذا وصلت ؟ وإذا ما ظلتساكنة كيف وصلت إلى النهاية ؟
        هل تحقق الطول المعقول للقصة الذى يحقق الإمتاعوالتعلم ، من خلال عدد من الأحداث تكفى هذا الغرض؟
        ما جنس القصة ؟ مأسملهاةمحزنة مفرحة ، أم مأساة محزنة ، أم ملهاة مفرحة ؟
        هل القصة شخصية أم قومية ؟
        ما هدف القصة؟ هل لها من هدف ؟ أم للتسلية فقط ؟ وإن كانت للتسلية هل حققتذلك أم لا ؟
        هل حدث التغير فى سير أحداث القصة؟ أم ظلت على وتيرتها؟كيف انتهت القصة ؟ بالفرح ، أم بالحزن ؟ ولماذا ؟
        على أى أساس بنيت النهاية ؟هل على نبل البطل أم وضاعته؟
        هل تحقق بها أحداث تربط بين الشخصيات ونقصدالبطل وبين الجمهور منا نحن القراء ، مثل العطف والشفقة والرأفة والخوف؟
        هلبنيت القصة على الأسس المعقدة من بداية وابتلاء وزلة وعقدة وانفراجة وتعرف ونهاية ؟أو على الأسس البسيطة التى تنتج قصة ذات الحبكة البسيطة من بداية وعقدة ونهاية?
        ما اللغة التى استعملها المؤلف ؟ فصحى أم عامية ؟
        هل تحقق الصراع وتم معرفةأطرافه ؟
        هل حصل البطل على حاجته التى كان يريد الحصول عليها أم لاولماذا ؟
        هل حقق البطل هدفه وما كان يصبو إليه أم لا ولماذا ؟
        هلتحققت أدوات الحبكة الجيدة من حسن البناء وجودة الصنع من تعقيد وحل ، وسؤال وجواب ،وحتمى ومحتمل؟
        هل بنيت أحداث القصة على المستحيل الممكن ؟ أم بيت علىالممكن غير المستحيل ؟
        هل تحقق التضرع والتذلل من البطل لله ؟هل حدث فى أحد مشاهدها الإبهار الذى يصنع الإمتاع ويحفز على الذكر؟
        هل انتهت القصة بنهاية واحدة أم نهايتين ؟
        هل ظهرت فلسفة المؤلف وحكمتهومعتقده على لسان أحد شخوصه ، أم لا يوجد فلسفة للمؤلف؟
        هل قرر البطل حقيقةعامة ؟
        هل أدلى بتقرير رأى عام من خلال تجربته وحاجته التى حققها أو حتى فشلفيها ؟ ؟
        هل استطاع المؤلف تحقيق التشويق والإمتاعوالتعليم ؟
        هل حقق العظة ؟ وما هى ؟
        هل كان فكره مشبعا بعقيدة سماوية ، أم فكره من معتقد بشرى ؟ وهل كانتعقيدته سليمة نافعة ؟ أم فاسدة هدامة ؟هل كان معتقده صحيحا نافعا ؟ أمفاسدا مضللا؟
        [/align]
        أسس القصة
        البداية - الابتلاء - الزلة - العقدة - الانفراجة - التعرف - النهاية

        تعليق

        • ركاد حسن خليل
          أديب وكاتب
          • 18-05-2008
          • 5145

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر مشاهدة المشاركة
          بسم الله الرحمن الرحيم

          الأخ العزيز الأستاذ ركاد

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          بارك الله فيك لفتح هذا الحوار حول النقد الأدبى ، فموضوعات كثيرة فى الملتقى هى من الأجناس الأدبية المعروفة والتى تحتاج نقدا موضوعيا ، و لكن حتى الآن لم نرى تأسيسا لمنهج نقدى و لقواعد و أصول للنقد الأدبى فى الملتقى، والمفروض لملتقى كبير مثل ملتقى الأدباء و المبدعين العرب أن يتبنى مشروعاً أدبياً للتأسيس لمنهج فى النقد أو مناهج إذا لزم التعدد ، و ربما يكون اقتراحك بداية لهذا المجهود المطلوب ، فهل سيتم ذلك؟.....سنرى

          و تحياتى
          الأخ العزيز أستاذنا الفاضل د.م. عبد الحميد مظهر
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          تعوّدت منك أن تكون المشارك الأوّل في كثيرٍ من المواضيع الحواريّة
          فتضيئ عليها بنور فكرك وأسلوبك الجاد..
          فتفتح لنا محاور وبوّابات واسعة تحدّد لنا ملامح ووجهة حوارنا..
          وأرى معك..
          كم هو رائع لو نتّفق على معيار أو معايير تُعتمّد كمنهاج لنقد النّصوص بأنواعها الأدبيّة المختلفة..
          ولا أشك أنّك ترى معي أن النّقد اختصاص وفن له أهله.. لا ينبغي أن يكون خبط عشواء يطرقه كل من هبّ ودب معتمدًا رأيًا شخصيًّا محضًا لا يخلو من تأثيرٍ وميل لهوى
          أرجو أن نكون هنا جادّين في حوار ملتزم مسئول يُؤسس لرؤية نقديّة واضحة المعالم..
          تقديري لك أستاذي ومحبّتي
          ركاد أبو الحسن

          تعليق

          • ركاد حسن خليل
            أديب وكاتب
            • 18-05-2008
            • 5145

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
            الزميل القدير
            ركاد حسن خليل
            أراك طرقت بابا لابد أن نطرقه
            فعلا نحتاج إلى توضيح المعايير الصحيحة للنقد
            ومن وجهة نظري أن النقد يجب أن يأخذ بعين الإعتبار كل تلك النقاط التي أشرت عليها بالإضافة إلى (( مكان وزمان وجنسية )) الناص كي تكون الرؤية أكثر وضوحا لما لظرف الكاتب من تأثير على نصوصه وحتى ثقافته
            النصوص وبكل أجناسها الأدبية يجب أن تخضع للنقد لأننا وكما تفضلت في ملتقى الأدباء أي أننا مجاميع مختلفة من الأدباء
            لا أتصور أن النص ينفصل عن فكر الأديب هو عصارة أفكاره إلا إذا ان يريد أن يظهر الجوانب المظلمة من الطرف الآخر ومؤكد أن للأدباء نظرة مختلفة كليا عن نظرة ورؤية الناس العاديين فهم يرون الأشياء بعيون مختلفة
            أشكرك على هذه النافذة الجادة
            كن بخير دوما
            ودي الأكيد لك


            عين؛ وأنف؛ وصوت؛
            http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=57245
            الأستاذة الرّائعة عائده محمد نادر
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

            أحيّيكِ بخير ما تُحبّين.. وأشكرك على مداخلتك الكريمة..
            لو علمنا ما تعنيه العمليّة النّقديّة وأهمّيتها للنّص كمادّة أدبيّة وللكاتب وللمتلقّي
            لأعرناها جدّيّة أكبر.. ولما تجرّأ أيًّا كان للفتوى وإباحة ما لا يباح.. أو التّعريض بما يستأهل التقدير والتّعميم من النّصوص
            هنا في هذا الملتقى
            ألا ترين معي عزيزتي عائده
            أنّه في كثيرٍ من الأحيان تُفتح النّار على نصٍّ أو يُعلى من شأنه بينما هو لا ينتمي للأدب لغة وصياغة ومنزلةً.. في حين أنّ نصوصًا على مستوى راقٍ لا ينتبه لها أحد ولا تجد التّبنّي المطلوب لها نقدًا واهتمامًا؟؟

            تحيّاتي خالصة
            تقديري ومحبّتي
            ركاد أبو الحسن

            تعليق

            • ركاد حسن خليل
              أديب وكاتب
              • 18-05-2008
              • 5145

              #7
              الأستاذ والأخ العزيز فتحي محمد حسّـّان
              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

              يسعدني حضورك الكريم..
              قد أعطيك أخي الكريم بعض الحق فيما أقتبست هنا من مداخلتك الكريمة..
              الكثير يتكلم عن النقد ، وما دمنا لا نفرق بين انواع الأدب ونعتبر النقد لجميع انواعه واجناسه واحد ، فلا امل ان نصل الى النقد الحسن ومناهجه ؛ لأن الأدب الشعرى يختلف تماما عن الأدب النثرى وكذلك الأدب الدرامى ، وليس هنالك من ناقد يستطيع ان ينقد جميه اصناف وانواع واجناس عموم الأدب
              فنحن فعلاً قد لا نتّفق على مناهج محدّدة للنقد الحسن كما أسميته
              لكن ليس لعدم قدرتنا على التّفريق بين أنواع الأدب..
              لأن معرفتنا للفرق بينها لا تمنحنا أهليّة الاتّفاق على هذه المناهج..
              وهذه المعرفة تؤهّلنا فقط نقد النّص من زاوية واحدة هي البناء الشّكلي
              وبرأيي المتواضع الذي قد لا يُعجب الكثيرين أنّ الكتابة الأدبية على اختلاف أنواعها.. بُنيَويًّا واحدة وإن اختلفت شروط كل نوع.. وبالتالي معيار النّقد بناءً وشكلاً واحد.. ولا مجال هنا للإختلاف بالفهم..
              وبناء النّص.. وتراكيب جُمله وأبعادها إذا ما قيست حسب شروط النّوع الأدبي الذي ينتمي له النّص.. لا مجال للإختلاف حولها..
              فكل نوعٍ أدبي يُحاكم بشروطه..
              القصة أو الرّواية شروطها غير شروط القصّة القصيرة أو القصيرة جدًّا..
              والشعر العمودي يختلف بناءً وتركيبًا عن شعرالتّفعيلة أو الشّعر النثري..
              وكذا.. باقي أنواع النّصوص..
              والقراءة اللغويّة جماليًّا للنّص الأدبي أيضًا واحدة لكل أنواع الأدب..
              والاختلاف الوحيد هو في الفهم والتّأويل وعدم معرفة الحدود المتاحة لكاتب النّص التي يجب عليه الإلتزام بها.. لعدم وجود اتفاق مسبق أصلاً على
              الحدود التي تجبر الكاتب على عدم تخطّيها.. وهذا ما يوقع النّقاد في متاهة النّقد الغير علمي والغير مسؤول..
              وهذا هو بالضّبط الذي استوجب طرحنا لهذا الموضوع أمامكم لأجل الحوار
              أما تخصّصك أو مساهمتك كما جاء بمداخلتك وأقتبس..
              أنا اساهم فى مناهج النقد الأدبى النثرى والخاص بالقص لا بالمقال واقصد القصة القولية الروائية والتى تتنوع إلى القصة القصة القصيرة جدا ، والقصة القصيرة ، والقصة الروائية ، والقصة الملحمية ، والقصة القومية .
              واعتمادك على معايير أوردتها بصيغة أسئلة إجاباتها تكوّن نقدًا للنص المراد نقده.. ما هي إلاّ دليل على ما جاء في افتتاحيّتي لهذا الموضوع..
              فنرى الجمع بين اللغوي والشكلي الجمالي والأخلاقي والدّيني كمعايير ومعاول لتشريح النّص وعدم القدرة على الفصل بين الكاتب أو فكره ونصّه كما جاء في نصّ مداخلتك هنا..
              هل ظهرت فلسفة المؤلف وحكمتهومعتقده على لسان أحد شخوصه ، أم لا يوجد فلسفة للمؤلف؟
              هل قرر البطل حقيقةعامة ؟
              هل أدلى بتقرير رأى عام من خلال تجربته وحاجته التى حققها أو حتى فشلفيها ؟ ؟
              هل استطاع المؤلف تحقيق التشويق والإمتاعوالتعليم ؟
              هل حقق العظة ؟ وما هى ؟
              هل كان فكره مشبعا بعقيدة سماوية ، أم فكره من معتقد بشرى ؟ وهل كانتعقيدته سليمة نافعة ؟ أم فاسدة هدامة ؟هل كان معتقده صحيحا نافعا ؟ أم
              فاسدا مضللا؟
              وعليه أنا أسأل إن كانت هذه الأسئلة معيارك في النّقد.. فهل يعتبر ذلك معيارًا علميًّا وأسلوبًا نقديًّا مُلزمًا يجب أن يتبنّاه الجميع؟؟
              وهل نحاكم نحن النّص أو الكاتب عند تحديد وُجهته الدينيّة أو الأخلاقيّة بناءً على التزامنا نحن الدّيني والأخلاقي.. بحيث يكون ما نراه نحن حرامًا فهو حرام.. وما نراه حلالاً فهو حلال؟؟
              أسئلة تحتاج إلى تحديد واتّفاق
              أشكرك مرة أخرى
              تقديري ومحبّتي
              ركاد أبو الحسن

              تعليق

              • بنت الشهباء
                أديب وكاتب
                • 16-05-2007
                • 6341

                #8
                أخي الكريم ركاد حسن خليل
                إن من يتقن المعايير والأصول والقواعد في علم وفن النقد عليه أن يكون منصفا في دراسته للنصوص ، وفي منأى عن الشخصنة والتهويش ، والسخرية والاستهزاء واستخدام الألفاظ الجارحة ....
                وهذا يعني أن الدارس لفن النقد عليه أن يلتزم أولا بأدب النفس قبل أدب الدرس حينها سيكون مؤهلا لتحليل النصوص ونقدها كما يجب ....
                فهل هناك من نعرفهم استطاع أن يلتزم بفن النقد ، ومنهجه الرصين ؟؟؟....

                أمينة أحمد خشفة

                تعليق

                • مختار عوض
                  شاعر وقاص
                  • 12-05-2010
                  • 2175

                  #9
                  صديقي المبدع وأخي الفاضل
                  ركاد أبوالحسن

                  أحييك على طرحك الهام الذي من شأنه أن يؤدي إلى تلاقح الأفكار والآراء حول قضية هامة وشائكة بعد أن راجت نظريات كثيرة تؤصِّل للنقد الأدبي وراح كل فريق يتبنى إحداها مدَّعيًا أن رأيه الصواب ونظريته الفاصلة، وحتَّى لا تتشعب بنا السبل سنترك الآن تلك النظريات جانبًا ولنتحدث حول ما رسمتَ لنا من محاور للنقاش أراها تفي بالهام والضروري في هذا الطرح؛ فمما لا شكَّ فيه أن معياري اللغة والبلاغة ينضاف لهما القواعد الخاصة بكل لون أدبي لا يمكن الاستغناء عنها جميعًا، ولكن هذه المعايير - بكل ما لها من أهمية - لا يمكن عزلها عن معايير الأخلاق والدين والقيم.. لماذا؟
                  أولاً: لأنَّ ما يكتبه الكاتب يحمل - بالضروره - فكره ومعتقداته ورؤاه لكل ما حوله وهو ما يمكن الاصطلاح على أنه (لون الكاتب).
                  ثانيًا: أتصور أنَّ الإبداع مرادف للرقي بالنفس، فكيف يُسمَّى الانحدار في درك الغرائز والتحلل القيمي إبداعًأ؟
                  ثالثًا: ما أقبله من كاتب أوروبي (أعرف أنَّ شرب الخمر جزءٌ من ثقافته) لا يمكن قبوله من كاتب شرقي مسلم (نهاه دينه عن تعاطي الخمر)، ولذلك لن تتساوى درجة قبولي لنصين اشتملا على نفس الحدث (شرب الخمر مثلا) إذا كان الكاتبان أحدهما غربي والآخر شرقي مسلم.
                  لكل ما سبق لا أتصور أن ينفصل معيار اللغة والبلاغة عن معيار الأخلاق والدين والقيم، أما عن قضية محاكمة النص أم الكاتب فأراها شائكة وليس من السهل القول بالفصل بينهما كما درجت الأغلبية المثقفة عليه، ولتوضيح فكرتي أسأل: كيف أفصل بين سيد القمني مثلاً وبين نصوصه التي هي بنات أفكاره؟ وكذلك كيف أفصل بين نص (شعري أو نثري) يمجِّد البطولات الإسرائيلية في عدوانها على إخواننا في غزة مثلاً وبين كاتبه؟
                  وخلاصة رأيي أن الكاتب مسؤول عمّا يكتب لأن كتابته نتاج لفكره ومعتقداته.
                  محبتي أخي الفاضل.

                  تعليق

                  • ركاد حسن خليل
                    أديب وكاتب
                    • 18-05-2008
                    • 5145

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة بنت الشهباء مشاهدة المشاركة
                    أخي الكريم ركاد حسن خليل
                    إن من يتقن المعايير والأصول والقواعد في علم وفن النقد عليه أن يكون منصفا في دراسته للنصوص ، وفي منأى عن الشخصنة والتهويش ، والسخرية والاستهزاء واستخدام الألفاظ الجارحة ....
                    وهذا يعني أن الدارس لفن النقد عليه أن يلتزم أولا بأدب النفس قبل أدب الدرس حينها سيكون مؤهلا لتحليل النصوص ونقدها كما يجب ....
                    فهل هناك من نعرفهم استطاع أن يلتزم بفن النقد ، ومنهجه الرصين ؟؟؟....
                    الأخت الأمينة أمينة بنت الشهباء
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                    كتبت ردًّا مطوّلاً على مداخلتك ولكنّه ذهب إلى غير رجعة بسبب النّت أرجو أن أتمكّن من إعادة صياغة ما جاء فيه.
                    المشكلة يا عزيزتي.. أن لا معايير دقيقة وعمليّة لحد الآن وعلى ما أعلم لنقد النّصوص
                    ولاحظي معي أني قلت نقد النّصوص ولم أقل النّقد الأدبي للنصوص
                    لأن النّقد الأدبي للنصوص.. لغويًّا وبلاغيًّا وبناءً جماليًا وتركيبيًّا حسب شروط كل نوع أدبي.. لا خلاف فيه وقد أجزم بالقول على الإطلاق.. إلاّ فيما يتعلّق بالتّأويل المجازي الذي يختلف من شخصٍ لآخر.. تبعًا للزاوية التي يُقرَأ منها النّص.. ونوع المجهر المسلّط تجاهه.. والخلفيّة المسبقة عند النّاقد التي تُريه ما لا يراه سواه
                    وهذا هو ما يُنتج الخلاف ويُدخلنا بوابة أخرى للنقد وهي بوابة نقد النّص أخلاقيًّا وقيميًّا ودينيًّا حسب المذاهب المختلفة وأحيانًا سياسيًا.. وهذا هو جوهر فتحنا لهذا المتصفّح
                    فهنا لا قاعدة ولا مبدأ يُتّبَع ومتّفق عليه وهذه القاعدة أو هذا المبدأ هو الذي نبحث عنه وأرجو أن نتوصّل معًا جادّين إلى وضع حدود مقيّدة وملزمة تكون معياراً يقاس النص على أساسه ومن خلاله نقرر أن هذا النّص مقبولاً وهذا غير مقبول
                    وأعلم أن التّقييد والإلزام لا يعجب البعض
                    ويُحبُّ هذا البعض أن يبقي أمر الكتابة حرّيّة بلا حدود
                    الحرّية التي يمكن أن تسبب تَلفًًا لمجتمعاتنا وإيذاءً لا يعدله إيذاء
                    لأنّ النّص أي نص هو عبارة عن رسالة يتلقّفها المتلقّي فتُؤثِّر به سلبًا أو إيجابًا.. والبناء اللغوي والبلاغي للنّص ليست فقط ما هدف المرسل أو الكاتب من توصيله للمتلقّي
                    من هنا تقع المسؤوليّة التّامة على وسائل النشر المختلفة لأن تسمح لنصوص أو تمنع أخرى
                    أمّا عن سؤالك عزيزتي أمينة..
                    فهل هناك من نعرفهم استطاع أن يلتزم بفن النقد ، ومنهجه الرصين ؟؟؟
                    أقول وقد أعلنت سلفًا موقفي هنا في الافتتاحية لهذا الموضوع
                    وبعيدًا عن الأسماء
                    هناك فعلاً كثيرون من النّقاد من يحاول
                    ولكن بلا مرجعية ومعيار متّفق عليه
                    لذا تبقى كل هذه العمليات النّقديّة أقرب إلى وجهات نظر تختلف من ناقد إلى آخر
                    نحن ننشد إيجاد هذه المرجعيّة وهذا المعيار لكي تكون محاكمة أي نص من أي ناقد مطابقة لأي ناقدٍ آخر قدر الإمكان
                    وعليه يتم تقرير ما هو مقبول وما هو مرفوض
                    أشكرك أمينة أنّك كنت هنا
                    تقديري ومحبّتي
                    ركاد أبو الحسن

                    تعليق

                    • ركاد حسن خليل
                      أديب وكاتب
                      • 18-05-2008
                      • 5145

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة مختار عوض مشاهدة المشاركة
                      صديقي المبدع وأخي الفاضل
                      ركاد أبوالحسن

                      أحييك على طرحك الهام الذي من شأنه أن يؤدي إلى تلاقح الأفكار والآراء حول قضية هامة وشائكة بعد أن راجت نظريات كثيرة تؤصِّل للنقد الأدبي وراح كل فريق يتبنى إحداها مدَّعيًا أن رأيه الصواب ونظريته الفاصلة، وحتَّى لا تتشعب بنا السبل سنترك الآن تلك النظريات جانبًا ولنتحدث حول ما رسمتَ لنا من محاور للنقاش أراها تفي بالهام والضروري في هذا الطرح؛ فمما لا شكَّ فيه أن معياري اللغة والبلاغة ينضاف لهما القواعد الخاصة بكل لون أدبي لا يمكن الاستغناء عنها جميعًا، ولكن هذه المعايير - بكل ما لها من أهمية - لا يمكن عزلها عن معايير الأخلاق والدين والقيم.. لماذا؟
                      أولاً: لأنَّ ما يكتبه الكاتب يحمل - بالضروره - فكره ومعتقداته ورؤاه لكل ما حوله وهو ما يمكن الاصطلاح على أنه (لون الكاتب).
                      ثانيًا: أتصور أنَّ الإبداع مرادف للرقي بالنفس، فكيف يُسمَّى الانحدار في درك الغرائز والتحلل القيمي إبداعًأ؟
                      ثالثًا: ما أقبله من كاتب أوروبي (أعرف أنَّ شرب الخمر جزءًا من ثقافته) لا يمكن قبوله من كاتب شرقي مسلم (نهاه دينه عن تعاطي الخمر)، ولذلك لن تتساوى درجة قبولي لنصين اشتملا على نفس الحدث (شرب الخمر مثلا) إذا كان الكاتبان أحدهما غربي والآخر شرقي مسلم.
                      لكل ما سبق لا أتصور أن ينفصل معيار اللغة والبلاغة عن معيار الأخلاق والدين والقيم، أما عن قضية محاكمة النص أم الكاتب فأنا أراها شائكة وليس من السهل القول بالفصل بينهما كما درجت الأغلبية المثقفة عليه، ولتوضيح فكرتي أسأل: كيف أفصل بين سيد القمني مثلاً وبين نصوصه التي هي بنات أفكاره؟ وكذلك كيف أفصل بين نص (شعري أو نثري) يمجِّد البطولات الإسرائيلية في عدوانها على إخواننا في غزة مثلاً وبين كاتبه؟
                      وخلاصة رأيي في ذلك أن الكاتب مسؤول عمّا يكتب لأن كتابته نتاج لفكره ومعتقداته.
                      محبتي أخي الفاضل.
                      الأخ الحبيب والصديق العزيز مختار عوض
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                      أشكرك أخي على حضورك وإثرائك الحوار بمداخلتك القيّمة..
                      نعم أستاذي
                      العملية النقديّة للنصوص حاجة قبل أن تكون غاية..
                      ولو سألنا أنفسنا عن ماهية النّقد ولماذا؟
                      وما أهمّية النّقد للكاتب والقارئ؟
                      وهل هي أهم للكاتب كصاحب رسالة أم للقارئ الباحث المتلقّي؟؟
                      الأجوبة على هذه الأسئلة تؤكّد لنا هذه الحاجة الماسة وضرورتها كي تستقيم الكتابة الأدبية وبالتّالي الحفاظ على اللغة السليمة.. وكذا الحفاظ على سلامة المجتمع من الغثث الذي يتلقّاه صبحًا ومساءً
                      أخي العزيز.. في كثيرٍ من الأحيان يكون الحد الفاصل بين الجيّد والرّديء وبين النافع والضّار شعرة
                      ولا يستطيع أيًّا كان إلاّ المتخصّص التفريق بين هذا وذاك
                      وبالتّالي هو المسئول ( أي المتخصّص) عن شرح وتبيين ما كمن من رديءٍ بين السّطور وما تحمله الكلمات من معاول هدمٍ قد لا ينتبه لها القارئ العادي
                      وهذه هي تمامًا مهمة النّاقد
                      ولم يكن يومًا هدف النّقد.. النّقد للنّقد فقط..
                      أستاذ مختار.. ما يُمرّر بدعوى الثقافة والحرّيّة والانفتاح على الآخر الكثير الكثير..
                      وهذا يُعزِّز ثقافات وأفكار قد تُؤذي إن لم تقضي على ما نحمله نحن من تراث وإرث وصبغة ونصبح إمّعات تكرّر ما يقوله الآخرون
                      وهنا نعتقد أن لا بدّ من تبيان الحدود ما بين هذا وذاك
                      وهذه ليست دعوة للانغلاق كما سيعتقد البعض
                      فأنا من يدعو للإطّلاع على أي ثقافة كانت ومهما كانت
                      لنُمرر ما هو مقبول لدينا ونشرح لماذا هو مقبول
                      ونُنكر ما هو مرفوض عندنا ونفنّد أسباب رفضه
                      إذ ينبغي أن يكون لكل شيءٍ ميزان ومعيار
                      وهذا هو ما نبحث عنه هنا
                      حتّى لا نبقى فقط مقلّدين
                      علينا مواجهة الفكر بفكر علمي وسليم.
                      فهل باعتقادك أنّنا قادرون على تأطير ذلك؟؟
                      تحيّاتي خالصة
                      تقديري ومحبّتي
                      ركاد أبو الحسن

                      تعليق

                      • د. وسام البكري
                        أديب وكاتب
                        • 21-03-2008
                        • 2866

                        #12
                        الأستاذ القدير ركاد أبو الحسن

                        يُرحّب الصالون الأدبيّ بهذا الحِراك الأدبي والنقدي الذي ابتدأهُ حضرتك بموضوعك الحيويّ (ما المعيار السليم لنقد النصوص ؟).

                        ويبدو من الحوار الدائر بين الأساتذة الأفاضل أن جُلّ النقاش في أثر أخلاق الكاتب في النص، وعلاقة النقد التقويمي بالأخلاق !.

                        وما تقدّم في الحقيقة جزءٌ من إشكاليات النقد القديم والنقد الحديث على السواء، إذ إنّ هناك إشكالات أخرى، كسلطة الناقد وحدودها، وحرية الأديب وحدودها، ليست تخصّ الجانب الأخلاقيّ فقط، بل تخصّ جوانب فكرية وعقيدية أخرى.

                        ليس من السهل تقديم الحلّ ببديهةٍ (أو ببداهةٍ) مفادها: إنّ الأخلاق أولاً، أو إنّ العمل الفني أولاً !!؛ لأننا يجب أن ننظر إلى المادة الأدبية ومكوناتها النصّية جميعها، وتقدير قيمتها الأدبية بغض النظر عن المعتقد والقيمة الأخلاقية.

                        قد يُثير هذا الكلام بعضهم بحماسة زائفة بعيدة عن النظر العلمي أو النظر المتأني قبل الإلمام بالعملية النقدية برمّتها، فتراهُ يُلقي الاتهامات جزافاً من غير علمٍ !.

                        ولندخل إلى التطبيق فهو أفضل من التنظير، فلعلنا متفقون فكرةً؛ لكننا مختلفون لفظاً:

                        مثال 1: أمامي نص لأديب ذي أخلاق عالية جداً (ويكاد يكون مثالياً) لكنّ نصه يفتقد إلى المقومات الأدبية، فهل نصهُ أدبيّ لأنه ذو أخلاق عالية ؟ !.

                        مثال 2: أمامي نص لأديب ذي أخلاق سيئة جداً (وربما هو إباحيّ) لكنّ نصه يمتلك المقومات الأدبية والفنية، فهل نصهُ غير أدبيّ؛ لأنه خارج منظومة الأخلاق العالية ؟ !.

                        علماً أن المقصود بالنص الأدبي ذي المقومات الفنية هو النص المتعارف عليه انتماؤه إلى جنس أدبيّ معيّن، ملتزم بأصوله وفنونه، مع براعة التصوير بأساليب فنية ... وغيرها من المميزات المشتَهَرة؛ فضلاً عن إحساس القارئ بجمالية النص.

                        وبذلك؛ نصل إلى أن العمل الأدبي الفني ركن منفصل عن الأخلاق، كما الأخلاق منظومة قيَمية منفصلة عن العمل الأدبي.

                        ولكن ـ هنا ـ ينبغي الربط بينهما بعد الحُكم على العمل فنياً من حيث انتمائه إلى الأدب فعلاً، فنقول: أديبٌ متمكّن من مقوّمات العمل الأدبي، ولكن يؤسَف له أنه وظّفَ موهبته للإباحية مثلاً أو لاستعمال الرموز الجنسية في عمله الأدبي.

                        وكذلك يمكننا القول أيضاً، إن هذا الأديب (افتراضاً أنه أديب أو في أدنى مستويات الأديب) على خُلُقٍ عالٍ؛ لكنه يفتقد إلى الموهبة الأدبية التي تمكّنه من اعتلاء ناصية العمل الفني.

                        أليس كذلك ؟ !.

                        وفي ضوء ما تقدّم، نرى:

                        ليس كلّ مَن كان إباحياً أو تضمّن عمله ألفاظاً جنسية فهو أديب حقاً !.
                        وليس كل مَن كتبَ بأخلاق عالية وبمبادئ سامية فهو أديب حقاً !.

                        بل الأديب فقط مَن كان عمله يمتلك المقومات الأدبية والفنية .

                        ومن ثَمّ تأتي الخطوة الأخرى .. هناك أدباء قد يبدو عليهم الابتذال الفني في التصوير أو في الخطاب سواء أكان الأديب ملتزماً أو يدعو إلى الأخلاق والمبادئ القويمة أو كان يبث ألفاظاً أو صوراً جنسية؛ وهنا يُرفَض العمل الأدبيّ.
                        وقد يستفسر أحدهم عن العبارة الأولى، كيف يكون الابتذال فنياً وهو يدعو إلى الأخلاق القويمة ؟ !.
                        نعم .. الابتذال الفني، وهو أن يفتقد النص إلى المقومات الفنية؛ أو أُنشئَ بصيغ فنية مبتذلة، كالتكرار في الصور التي سبقه الأدباء إليها، أو التكرار في استعمال تراكيب معينة أو الخطابية المباشرة، فيكون النص وعظيّاً مباشراً من غير قيمة فنية.
                        ==========
                        إنّ كثيراً من الصراعات والمهاترات في المجال النقدي المزعوم قد لا يكون حقيقياً، بل لا يكون علمياً، وغير مؤسَّس على أسس نقدية واضحة، بل هي محاكمات أخلاقية فقط، هذا بغض النظر عن كون النص نصاً أدبيّاً حقيقيّاً أو لا !؛ ولذلك نجد سيطرة الحُكم الأخلاقي فقط، وغياب النقد الفني الحقيقي.

                        قد يكون النص فعلاً غير أخلاقيّ، لكن الحكم ليس نقدياً بالمعنى الفني للنقد.

                        إنه عمل آخر منفصل.
                        ===============
                        هناك مشكلة أخرى تُشبهها، وهي استعمال الأسطورة أو الرمز في النص الأدبي، وغيرها من التقنيات في العمل الأدبي، ولها النتيجة نفسها، ولكنّها خالية من الأداء الأخلاقي السيء نوعاً ما، بحسب تصنيفات الحكم الأخلاقي؛ إذ تجد أحد المعقبين يُسارع وكأنه ناقد متمرّس ينحى باللائمة على الأديب لأنه استعمل الأسطورة في عمله الأدبي، فيروح يستذكره بالرموز الإسلامية و غيرها !!.

                        وهنا تحدث المفارقة بين استعمال الأسطورة وبين استعمال الرمز الإسلامي، فشتّان ما بينهما !، فلكل منهما أداؤه المميّز في إيصال الرسالة الإبلاغية.

                        وهكذا يتبيّن جهل المعقّب أو الناقد في التفريق بين قصدية التوظيف لكل حالة.

                        =============

                        إنّ النص المميّز هو الذي يمنح القارئ فرصة للتأمل وللتأويل، وتوليد صور أخرى من خلال الصورة الأدبية في النص.

                        هناك نقد وهناك قراءات نقدية، لكنها قد تتميّز فيما بينها كتميّز سلطة الحاكم عن الناصح، أو بين مَن يريد الخروج بأحكام ومَن يُريد القراءة فقط واستشفاف القصد من العمل الأدبي فقط.

                        وللتنبيه فقط أسرد لكم أنواع التحليلات النقدية الفنية كما جدولَها الناقد القدير الدكتور حاتم الصكر، ولعل في الأيام القابلة نسمع بنقد جديد تنتجه النظريات والتجارب النقدية:

                        أولاً: التحليلات الأحادية:
                        1. التحليلات الأحادية الجزئية: الواقعية/ الآيديولوجية والنفسية والرمزية الأسطورية.
                        2. التحليلات الأحادية التجزيئية: لغة/صوت؛ وعروض/ إيقاع؛ وبلاغة.
                        وتناص أدبي/فني؛ وموضوع/معنى؛ وفضاء كتابي.

                        ثانياً: التحليلات المنهجية النصية:
                        1. الفنية: انطباعية؛ وجمالية؛ وتأثرية عامة.
                        2. الألسنية: بنيوية؛ وأسلوبية.
                        3. ما بعد البنيوية: تفكيكية؛ وتأويلية؛ وسيميائية؛ وقراءة.

                        والسؤال: هل الذي يدّعي النقد في تعقيباته قد انتبه إلى الأسس الفنية في النقد والتزم أحدها منهجاً ؟ !.

                        ألا ترى معي أن الحُكم الأخلاقي فقط ليس بنقد فنيّ، بل حاله كحال أي حُكم على شخص مهما كان عمله مهندساً أو طبيباً أو أستاذاً أو عاملاً أو عاطلاً بأنه على خُلُق أو أنه غير ملتزم خُلُقياً ؟ !؛ فكما يكون مرفوضاً أو مقبولاً فكذلك ما يفعله بعضهم في الحكم على النص الأدبيّ !، فما علاقة النص بالحكم الأخلاقيّ إذاً ؟!.


                        نعم .. أن ندعو إلى الالتزام، فهذا شأنُ المضامين تنضاف إلى الموهبة الأدبية (الموجودة في الأصل وقبل كل شيء).
                        وليس هناك أفضل من الأدب الملتزم.

                        مع خالص تقديري.
                        د. وسام البكري

                        تعليق

                        • أسماء المنسي
                          أديب وكاتب
                          • 27-01-2010
                          • 1545

                          #13
                          أشكر الأستاذ ركاد أبو الحسن على فتحه هذا الحوار الممتع الذي يُفيد كثيراً

                          و

                          أُسجل حضوري ومتابعتي ولي عودة بإذن الله بعد الإطلاع أكثر


                          تحياتي
                          [align=right]
                          علمتني الإرادة أن أجعل حرفي يخاطب أنجما
                          ويخطُ كلمات ترددها السماء تعجبا
                          تأبى معاني الشعر إلا أن ترا
                          حروف صاغتها الإرادة تبسما
                          [/align]

                          تعليق

                          • ركاد حسن خليل
                            أديب وكاتب
                            • 18-05-2008
                            • 5145

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة د. وسام البكري مشاهدة المشاركة
                            الأستاذ القدير ركاد أبو الحسن

                            يُرحّب الصالون الأدبيّ بهذا الحِراك الأدبي والنقدي الذي ابتدأهُ حضرتك بموضوعك الحيويّ (ما المعيار السليم لنقد النصوص ؟).

                            ويبدو من الحوار الدائر بين الأساتذة الأفاضل أن جُلّ النقاش في أثر أخلاق الكاتب في النص، وعلاقة النقد التقويمي بالأخلاق !.

                            وما تقدّم في الحقيقة جزءٌ من إشكاليات النقد القديم والنقد الحديث على السواء، إذ إنّ هناك إشكالات أخرى، كسلطة الناقد وحدودها، وحرية الأديب وحدودها، ليست تخصّ الجانب الأخلاقيّ فقط، بل تخصّ جوانب فكرية وعقيدية أخرى.

                            ليس من السهل تقديم الحلّ ببديهةٍ (أو ببداهةٍ) مفادها: إنّ الأخلاق أولاً، أو إنّ العمل الفني أولاً !!؛ لأننا يجب أن ننظر إلى المادة الأدبية ومكوناتها النصّية جميعها، وتقدير قيمتها الأدبية بغض النظر عن المعتقد والقيمة الأخلاقية.

                            قد يُثير هذا الكلام بعضهم بحماسة زائفة بعيدة عن النظر العلمي أو النظر المتأني قبل الإلمام بالعملية النقدية برمّتها، فتراهُ يُلقي الاتهامات جزافاً من غير علمٍ !.

                            ولندخل إلى التطبيق فهو أفضل من التنظير، فلعلنا متفقون فكرةً؛ لكننا مختلفون لفظاً:

                            مثال 1: أمامي نص لأديب ذي أخلاق عالية جداً (ويكاد يكون مثالياً) لكنّ نصه يفتقد إلى المقومات الأدبية، فهل نصهُ أدبيّ لأنه ذو أخلاق عالية ؟ !.

                            مثال 2: أمامي نص لأديب ذي أخلاق سيئة جداً (وربما هو إباحيّ) لكنّ نصه يمتلك المقومات الأدبية والفنية، فهل نصهُ غير أدبيّ؛ لأنه خارج منظومة الأخلاق العالية ؟ !.

                            علماً أن المقصود بالنص الأدبي ذي المقومات الفنية هو النص المتعارف عليه انتماؤه إلى جنس أدبيّ معيّن، ملتزم بأصوله وفنونه، مع براعة التصوير بأساليب فنية ... وغيرها من المميزات المشتَهَرة؛ فضلاً عن إحساس القارئ بجمالية النص.

                            وبذلك؛ نصل إلى أن العمل الأدبي الفني ركن منفصل عن الأخلاق، كما الأخلاق منظومة قيَمية منفصلة عن العمل الأدبي.

                            ولكن ـ هنا ـ ينبغي الربط بينهما بعد الحُكم على العمل فنياً من حيث انتمائه إلى الأدب فعلاً، فنقول: أديبٌ متمكّن من مقوّمات العمل الأدبي، ولكن يؤسَف له أنه وظّفَ موهبته للإباحية مثلاً أو لاستعمال الرموز الجنسية في عمله الأدبي.

                            وكذلك يمكننا القول أيضاً، إن هذا الأديب (افتراضاً أنه أديب أو في أدنى مستويات الأديب) على خُلُقٍ عالٍ؛ لكنه يفتقد إلى الموهبة الأدبية التي تمكّنه من اعتلاء ناصية العمل الفني.

                            أليس كذلك ؟ !.

                            وفي ضوء ما تقدّم، نرى:

                            ليس كلّ مَن كان إباحياً أو تضمّن عمله ألفاظاً جنسية فهو أديب حقاً !.
                            وليس كل مَن كتبَ بأخلاق عالية وبمبادئ سامية فهو أديب حقاً !.

                            بل الأديب فقط مَن كان عمله يمتلك المقومات الأدبية والفنية .

                            ومن ثَمّ تأتي الخطوة الأخرى .. هناك أدباء قد يبدو عليهم الابتذال الفني في التصوير أو في الخطاب سواء أكان الأديب ملتزماً أو يدعو إلى الأخلاق والمبادئ القويمة أو كان يبث ألفاظاً أو صوراً جنسية؛ وهنا يُرفَض العمل الأدبيّ.
                            وقد يستفسر أحدهم عن العبارة الأولى، كيف يكون الابتذال فنياً وهو يدعو إلى الأخلاق القويمة ؟ !.
                            نعم .. الابتذال الفني، وهو أن يفتقد النص إلى المقومات الفنية؛ أو أُنشئَ بصيغ فنية مبتذلة، كالتكرار في الصور التي سبقه الأدباء إليها، أو التكرار في استعمال تراكيب معينة أو الخطابية المباشرة، فيكون النص وعظيّاً مباشراً من غير قيمة فنية.
                            ==========
                            إنّ كثيراً من الصراعات والمهاترات في المجال النقدي المزعوم قد لا يكون حقيقياً، بل لا يكون علمياً، وغير مؤسَّس على أسس نقدية واضحة، بل هي محاكمات أخلاقية فقط، هذا بغض النظر عن كون النص نصاً أدبيّاً حقيقيّاً أو لا !؛ ولذلك نجد سيطرة الحُكم الأخلاقي فقط، وغياب النقد الفني الحقيقي.

                            قد يكون النص فعلاً غير أخلاقيّ، لكن الحكم ليس نقدياً بالمعنى الفني للنقد.

                            إنه عمل آخر منفصل.
                            ===============
                            هناك مشكلة أخرى تُشبهها، وهي استعمال الأسطورة أو الرمز في النص الأدبي، وغيرها من التقنيات في العمل الأدبي، ولها النتيجة نفسها، ولكنّها خالية من الأداء الأخلاقي السيء نوعاً ما، بحسب تصنيفات الحكم الأخلاقي؛ إذ تجد أحد المعقبين يُسارع وكأنه ناقد متمرّس ينحى باللائمة على الأديب لأنه استعمل الأسطورة في عمله الأدبي، فيروح يستذكره بالرموز الإسلامية و غيرها !!.

                            وهنا تحدث المفارقة بين استعمال الأسطورة وبين استعمال الرمز الإسلامي، فشتّان ما بينهما !، فلكل منهما أداؤه المميّز في إيصال الرسالة الإبلاغية.

                            وهكذا يتبيّن جهل المعقّب أو الناقد في التفريق بين قصدية التوظيف لكل حالة.

                            =============

                            إنّ النص المميّز هو الذي يمنح القارئ فرصة للتأمل وللتأويل، وتوليد صور أخرى من خلال الصورة الأدبية في النص.

                            هناك نقد وهناك قراءات نقدية، لكنها قد تتميّز فيما بينها كتميّز سلطة الحاكم عن الناصح، أو بين مَن يريد الخروج بأحكام ومَن يُريد القراءة فقط واستشفاف القصد من العمل الأدبي فقط.

                            وللتنبيه فقط أسرد لكم أنواع التحليلات النقدية الفنية كما جدولَها الناقد القدير الدكتور حاتم الصكر، ولعل في الأيام القابلة نسمع بنقد جديد تنتجه النظريات والتجارب النقدية:

                            أولاً: التحليلات الأحادية:
                            1. التحليلات الأحادية الجزئية: الواقعية/ الآيديولوجية والنفسية والرمزية الأسطورية.
                            2. التحليلات الأحادية التجزيئية: لغة/صوت؛ وعروض/ إيقاع؛ وبلاغة.
                            وتناص أدبي/فني؛ وموضوع/معنى؛ وفضاء كتابي.

                            ثانياً: التحليلات المنهجية النصية:
                            1. الفنية: انطباعية؛ وجمالية؛ وتأثرية عامة.
                            2. الألسنية: بنيوية؛ وأسلوبية.
                            3. ما بعد البنيوية: تفكيكية؛ وتأويلية؛ وسيميائية؛ وقراءة.

                            والسؤال: هل الذي يدّعي النقد في تعقيباته قد انتبه إلى الأسس الفنية في النقد والتزم أحدها منهجاً ؟ !.

                            ألا ترى معي أن الحُكم الأخلاقي فقط ليس بنقد فنيّ، بل حاله كحال أي حُكم على شخص مهما كان عمله مهندساً أو طبيباً أو أستاذاً أو عاملاً أو عاطلاً بأنه على خُلُق أو أنه غير ملتزم خُلُقياً ؟ !؛ فكما يكون مرفوضاً أو مقبولاً فكذلك ما يفعله بعضهم في الحكم على النص الأدبيّ !، فما علاقة النص بالحكم الأخلاقيّ إذاً ؟!.


                            نعم .. أن ندعو إلى الالتزام، فهذا شأنُ المضامين تنضاف إلى الموهبة الأدبية (الموجودة في الأصل وقبل كل شيء).
                            وليس هناك أفضل من الأدب الملتزم.

                            مع خالص تقديري.
                            الأخ العزيز والأستاذ الفاضل د. وسام البكري
                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                            الشكر الجزيل لترحيبك الكريم وحسن تقديرك لأهمّية الموضوع المطروح قيد الحوار
                            وقبل أن أدخل في لجّ الرّد على مداخلتك القيّمة..
                            أجدني أسأل نفسي سؤالاً أو بالأحرى سؤالين فِطريّين (من الفطرة) كثيرًا ما يتواردا إلى ذهني عند قراءتي لبعض النّقاد حين يتعرّضون لبعض النّصوص بالتّشريح..
                            السّؤال الأوّل: هل من علاقة بين الأدب (من التّأدّب) والأدب كصبغة وتصنيف لكتابة اللّغة؟؟
                            السّؤال الثاني: هل اللّغة كأداة ووسيلة تخاطب.. نُحاكمها كمادّة جامدة وننظر إليها فقط كيف بُنيت كقواعد ونحو.. أم أنّها حيّة تدبُّ فيها الرّوح بما تحمل من رسائل ذات هدف وغاية.. وهنا يجب أن نحاكمها بما تحمل؟؟
                            أترك هذين السّؤالين لك ولي ولكل الأخوة المتداخلين
                            والآن دعني أستاذي من هنا أدخل.. لأسأل..
                            هل الجمال وحده كافٍ لقبول المادّة؟؟
                            وهنا يمكننا فتح الباب على المُطلق.. المادّة الأدبيّة وسواها..
                            سؤال آخر..
                            هل جودة الصّنعة كافية لقبول العمل؟؟
                            وهنا أيضًا نفتح الباب على المطلق.. العمل الأدبي أو سواه..
                            أنا أعلم أن الالتزام قيد..
                            والقيد لا يعجب الكثيرين.. ويعتبروه أذىً لإطلاق الفكر المبدع..
                            وأنا أراه إطار حاضن للجودة إذا ما رُسمت له حدود وملامح متّفق عليها..
                            اللاّنهائي مكان لا ينبغي لبشر أن يحلم بالعيش فيه.. فهو ضياع..
                            وهذا أيضًا حديث بالمطلق.. ينطبق على كل شيء بما فيه الحرّيّة..
                            فما بالك وطلب البعض العيش بحرّية لا حدود لها؟
                            تصوّر أن يُترك الأمر مشاعًا براحًا مُباحًا لكل العقول على اختلاف مستويات إدراكها وفهمها..
                            برأيي سوف تُصبح الحياة على رأي الأخوة المصريين "سَبَهلله"
                            من هنا جاءت دعوتي للحوار في موضوع نقد النّصوص ورجائي أن نتمكّن قدر الإمكان من وضع معيار لهذا النّقد..
                            أعلم صعوبة الأمر.. وأفهم أنّنا لا نستطيع تعميم ما يمكن أن ينتج عن حوارنا هنا..
                            لكني آمل أن يكون بإمكاننا أن نُطلق ميزان للنّقد هنا يخص ملتقى الأدباء والمبدعين العرب من خلاله نستطيع قياس النّصوص..
                            ولنأت الآن للحديث عن الرّبط بين النّقد الأدبي العلمي للنصوص الذي لا أعتقد أنّ هناك خلافًا حوله كما بيّنت في مداخلاتي السّابقة.. والنّقد القيمي والأخلاقي والدّيني ..
                            وأنا أجد أن لا انفصام بين الأوّل والثاني..
                            ودعنا نتفاهم أستاذي.. على ضرورة الرّبط بينهما للحكم على النّص.. وأذكّرك بسؤاليّ الفطريين في بداية هذه المداخلة..
                            فالإجابة عليهما تفيدنا جدًّا للتفاهم حول هذا الرّبط وضرورته.. وأهمّيته في القول أن هذا النّص جيد.. وهذا غير جيّد.. أو بالأصح أن نقول هذا النّص مقبول وهذا النّص غير مقبول..
                            لأننّا بحاجة فعلاً لتثمين ما يُثمَّن وإحراق ما مكانه سلّة المهملات.. أو على الأقل طي صفحته بعيدًا عن أعين العامّة..
                            وصدّقني أن تراكم الغثث.. يسمم الجوّ العام للمجتمع.. والنّتيجة الإقامة الدّائمة في الحضيض..
                            وهذا لا يليق بنا كأمّة.. إن أردنا أن نكون كما أرادنا الله أن نكون خير أمّة أُخرجت للنّاس..
                            أستاذي العزيز د. وسام البكري
                            ما أورده الأستاذ الكبير الدكتور حاتم الصكر مهم.. ومهم جدًّا..
                            ويعزّز العمليّة النّقديّة..
                            غير أنّ النّقد الثاني للنّص الذي أشرت إليه هنا ( القيمي- الأخلاقي-الديني) يجب أن يكون متمّمًا للعملية النّقدية التي نستطيع من خلالها الحكم على النّص..
                            وهنا أستاذي أجيب على سؤالك.. فأقول..
                            لا.. ليس فقط الحكم الأخلاقي.. يجعل نقدنا نقدًا فنّيًّا..
                            إنّما العمليّة النّقديّة تطير بجناحين..
                            ودعنا نتّفق هنا..
                            ما رأيك في أن تكون العملية النقديّة كالآتي
                            أن يُنظر للنّص لغويًّا وبلاغيًّا ( شكلاً وبناءً ومضمونًا ) أوّلاً فإن مرّ من هنا
                            نُدخله المعيار الآخر الذي يجب أن يجري اتفاقًا حوله.. ( القيمي- الأخلاقي-الديني) مع علمي بصعوبة ذلك..
                            فيكون مروره من هنا شهادة له بأنّه نص أدبي بامتياز

                            أشكرك أستاذي لرعايتك الكريمة لهذا الحوار الجاد
                            تقديري ومحبّتي
                            ركاد أبو الحسن

                            تعليق

                            • ركاد حسن خليل
                              أديب وكاتب
                              • 18-05-2008
                              • 5145

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة أسماء المنسي مشاهدة المشاركة
                              أشكر الأستاذ ركاد أبو الحسن على فتحه هذا الحوار الممتع الذي يُفيد كثيراً

                              و

                              أُسجل حضوري ومتابعتي ولي عودة بإذن الله بعد الإطلاع أكثر


                              تحياتي
                              الشكر الجزيل لك أختنا العزيزة الأستاذة أسماء المنسي
                              أسعدني حضورك واهتمامك
                              في انتظار عودتك الكريمة
                              تقديري ومحبّتي
                              ركاد أبو الحسن

                              تعليق

                              يعمل...
                              X