ما هو المعيار السّليم لنقد النّصوص؟؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. وسام البكري
    أديب وكاتب
    • 21-03-2008
    • 2866

    #16
    المشاركة الأصلية بواسطة ركاد حسن خليل مشاهدة المشاركة


    الأخ العزيز والأستاذ الفاضل د. وسام البكري
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الشكر الجزيل لترحيبك الكريم وحسن تقديرك لأهمّية الموضوع المطروح قيد الحوار
    وقبل أن أدخل في لجّ الرّد على مداخلتك القيّمة..
    أجدني أسأل نفسي سؤالاً أو بالأحرى سؤالين فِطريّين (من الفطرة) كثيرًا ما يتواردا إلى ذهني عند قراءتي لبعض النّقاد حين يتعرّضون لبعض النّصوص بالتّشريح..
    السّؤال الأوّل: هل من علاقة بين الأدب (من التّأدّب) والأدب كصبغة وتصنيف لكتابة اللّغة؟؟
    السّؤال الثاني: هل اللّغة كأداة ووسيلة تخاطب.. نُحاكمها كمادّة جامدة وننظر إليها فقط كيف بُنيت كقواعد ونحو.. أم أنّها حيّة تدبُّ فيها الرّوح بما تحمل من رسائل ذات هدف وغاية.. وهنا يجب أن نحاكمها بما تحمل؟؟

    أترك هذين السّؤالين لك ولي ولكل الأخوة المتداخلين
    والآن دعني أستاذي من هنا أدخل.. لأسأل..
    هل الجمال وحده كافٍ لقبول المادّة؟؟
    وهنا يمكننا فتح الباب على المُطلق.. المادّة الأدبيّة وسواها..
    سؤال آخر..
    هل جودة الصّنعة كافية لقبول العمل؟؟
    وهنا أيضًا نفتح الباب على المطلق.. العمل الأدبي أو سواه..
    أنا أعلم أن الالتزام قيد..
    والقيد لا يعجب الكثيرين.. ويعتبروه أذىً لإطلاق الفكر المبدع..
    وأنا أراه إطار حاضن للجودة إذا ما رُسمت له حدود وملامح متّفق عليها..
    اللاّنهائي مكان لا ينبغي لبشر أن يحلم بالعيش فيه.. فهو ضياع..
    وهذا أيضًا حديث بالمطلق.. ينطبق على كل شيء بما فيه الحرّيّة..
    فما بالك وطلب البعض العيش بحرّية لا حدود لها؟
    تصوّر أن يُترك الأمر مشاعًا براحًا مُباحًا لكل العقول على اختلاف مستويات إدراكها وفهمها..
    برأيي سوف تُصبح الحياة على رأي الأخوة المصريين "سَبَهلله"
    من هنا جاءت دعوتي للحوار في موضوع نقد النّصوص ورجائي أن نتمكّن قدر الإمكان من وضع معيار لهذا النّقد..
    أعلم صعوبة الأمر.. وأفهم أنّنا لا نستطيع تعميم ما يمكن أن ينتج عن حوارنا هنا..
    لكني آمل أن يكون بإمكاننا أن نُطلق ميزان للنّقد هنا يخص ملتقى الأدباء والمبدعين العرب من خلاله نستطيع قياس النّصوص..
    ولنأت الآن للحديث عن الرّبط بين النّقد الأدبي العلمي للنصوص الذي لا أعتقد أنّ هناك خلافًا حوله كما بيّنت في مداخلاتي السّابقة.. والنّقد القيمي والأخلاقي والدّيني ..
    وأنا أجد أن لا انفصام بين الأوّل والثاني..
    ودعنا نتفاهم أستاذي.. على ضرورة الرّبط بينهما للحكم على النّص.. وأذكّرك بسؤاليّ الفطريين في بداية هذه المداخلة..
    فالإجابة عليهما تفيدنا جدًّا للتفاهم حول هذا الرّبط وضرورته.. وأهمّيته في القول أن هذا النّص جيد.. وهذا غير جيّد.. أو بالأصح أن نقول هذا النّص مقبول وهذا النّص غير مقبول..
    لأننّا بحاجة فعلاً لتثمين ما يُثمَّن وإحراق ما مكانه سلّة المهملات.. أو على الأقل طي صفحته بعيدًا عن أعين العامّة..
    وصدّقني أن تراكم الغثث.. يسمم الجوّ العام للمجتمع.. والنّتيجة الإقامة الدّائمة في الحضيض..
    وهذا لا يليق بنا كأمّة.. إن أردنا أن نكون كما أرادنا الله أن نكون خير أمّة أُخرجت للنّاس..
    أستاذي العزيز د. وسام البكري
    ما أورده الأستاذ الكبير الدكتور حاتم الصكر مهم.. ومهم جدًّا..
    ويعزّز العمليّة النّقديّة..
    غير أنّ النّقد الثاني للنّص الذي أشرت إليه هنا ( القيمي- الأخلاقي-الديني) يجب أن يكون متمّمًا للعملية النّقدية التي نستطيع من خلالها الحكم على النّص..
    وهنا أستاذي أجيب على سؤالك.. فأقول..
    لا.. ليس فقط الحكم الأخلاقي.. يجعل نقدنا نقدًا فنّيًّا..
    إنّما العمليّة النّقديّة تطير بجناحين..
    ودعنا نتّفق هنا..
    ما رأيك في أن تكون العملية النقديّة كالآتي
    أن يُنظر للنّص لغويًّا وبلاغيًّا ( شكلاً وبناءً ومضمونًا ) أوّلاً فإن مرّ من هنا
    نُدخله المعيار الآخر الذي يجب أن يجري اتفاقًا حوله.. ( القيمي- الأخلاقي-الديني) مع علمي بصعوبة ذلك..
    فيكون مروره من هنا شهادة له بأنّه نص أدبي بامتياز

    أشكرك أستاذي لرعايتك الكريمة لهذا الحوار الجاد
    تقديري ومحبّتي
    ركاد أبو الحسن
    الأستاذ القدير ركاد أبو الحسن

    أشكرك لاهتمامك بالتعقيب، ولأسئلتك الجميلة. وأبدأ بالسؤالين في مقدمة تعقيبك الكريم:

    السّؤال الأوّل: هل من علاقة بين الأدب (من التّأدّب) والأدب كصبغة وتصنيف لكتابة اللّغة؟؟
    السّؤال الثاني: هل اللّغة كأداة ووسيلة تخاطب.. نُحاكمها كمادّة جامدة وننظر إليها فقط كيف بُنيت كقواعد ونحو.. أم أنّها حيّة تدبُّ فيها الرّوح بما تحمل من رسائل ذات هدف وغاية.. وهنا يجب أن نحاكمها بما تحمل؟؟
    الجواب:
    جواب السؤال الأول عن علاقة (الأدب) لغةً واصطلاحاً بـ (التأدب) بالمعنى الخُلُقي هو:

    إنّ مؤرخي مصطلح (الأدب) يُرجعونه إلى (الآدب) و (المأدبة) وليس إلى الألتزام الخُلُقي. (وفي هذا تفصيل).

    وإذا ما تركنا المصطلح، وانتبهنا إلى الأدب ونوعه في العصر الجاهلي وما تلاه من عصور إسلامية وأموية وعباسية ... إلخ فسنرى أنه جامعٌ لكَمّ هائل من التصنيفات الأدبية، وإذا شئتَ انحصارها في التصنيف الخُلُقيّ فقط، فستجد أنها مزيج من الأدب الخُلُقي الملتزم وغير الخُلُقي (غير الملتزم).

    وهذا لا يحل مشكلة محاولة تأصيل المصطلح بأنه من (الأدب) بمعنى التأدب الخُلُقيّ، بل يجعل الأمر عبثياً.

    أما جواب السؤال الثاني، فإنّ المناهج النقدية المذكورة في تعقيبي السابق ليست جميعها جامدة، بل هي حيوية في أغلبها. ولم يترك كثيرٌ منها المضامين.

    ولكني قلت: إنّ الوعاء الأدبي إذا كان مُحكَماً، ويحوي صوراً أدبية جميلة، أي يمتلك الأديب موهبة أدبية؛ فمن المحتمل أن تكون المادة أخلاقية أو غير أخلاقية.

    وفي هذا الصدد ... أوضحتُ في تعقيبي السابق الملوّن بالأحمر وتحته خط في السطر الأخير منه:

    نعم .. أن ندعو إلى الالتزام، فهذا شأنُ المضامين تنضاف إلى الموهبة الأدبية (الموجودة في الأصل وقبل كل شيء).
    وليس هناك أفضل من الأدب الملتزم.


    بمعنى: إذا أراد أحدهم رفض النصوص الأدبية، لسبب خُلُقيّ؛ فهذا شأن رافضه فقط، لأن الرفض ليس بسبب فنيّ، كنقص الموهبة الأدبية، أو في عدم امتلاك المقومات الأدبية والفنية.

    وهذا ينطبق على النص الملتزم أيضاً .. فإذا رفض ناقد أو معقّب نصاً أدبياً يمتلك مقومات الإبداع بحجة الانغلاق أو عدم الانفتاح الخُلُقي الذي يجعله (غطاءً للتحلل الخلقي)؛ فإنّه يعدّ تجنياً على النص والأديب معاً، لأنّ النصّ ملتزم أخلاقياً مع الموهبة الإبداعية.

    =============
    حضرتك تعرف أنّ بعضهم كثيراً ما يردد السؤال الآتي، وكأنه الخلاص من المشكلة وفتح الفتوح:

    هل ترضى أن تقرأ النص إحدى النساء أو الفتيات في عائلتك، وهل تُحبّ أن تشيع الفاحشة ؟. !.


    في الحقيقة هو سؤال يحمل زيفاً منطقياً، وزيفاً علمياً وخُلُقياً، لأسباب كثيرة، أهمها:

    1. قبل كل شيء، ليس للخُلُقي وغير الخُلُقيّ أثرٌ في تحديد النص الأدبي والموهبة الأدبية مطلقاً. فهي كاستعمال السكين الحادة لإعداد الطعام في المطبخ مثلاً، واستعمالها للقتل، فهل شكل السكين ومادتها وهيئتها وعنوانها يتغير بمجرد استعمالها في القتل ؟ !!!.

    الأصل شيء وطريقة الاستعمال شيء آخر.

    2. إذا كان هو أدباً من حيث التصنيف، ولكنه غير خُلُقيّ، فما الذي يُجبرني أن أضعه بين يدي النساء والفتيات إذا خفتُ عليهنّ منه ؟ !. طبعاً أرفض وجودهُ.

    3. إنّ المرأة الباحثة المتخرجة في قسم اللغة العربية أو الأديبة المتمرسة ستدرس هذا النوع أو تطلّع عليه شئنا أم أبينا !، فما المحذور منه ؟ !.

    4. إذا كنتُ صاحب مكتبة في البيت فمن الطبيعي أن أُبعِد الكتب المخصوصة عن الفتيات، وعن الأولاد المراهقين أيضاً، وهذا واجب تربويّ.

    5. أما في المنتديات فإنها أضحت مأوى لكل جد وهزل، ونافع وضار، وأدبي وغير أدبيّ، وهذه مهمة تقع على عاتق أصحاب المنتديات. ولعلهم غير مسؤولين عنها تمام المسؤولية، إذ ما الذي يجعل المراهق يدخل مثل هذه الموضوعات، والرقابة يجب أن تكون حاضرة، ولكن رقابة مسؤولة وليست رقابة محطمة لشخصية الفتى أو الفتاة.

    ............. وغيرها من الأسباب.


    النتيجة: لا يمكن أن نتفق على عنونة السكين بأنه غير سكين إذا استعملت في مجال القتل. وهكذا الأدب وفنونه.


    ====================

    يجب أن لا ننخدع في كثير من النصوص غيرالجنسية ظاهراً، وهي جنسية أصالةً، لأنّ ألفاظها لا تُنبئ عن ذلك. فكيف تعرفها ؟!، وكيف تصنّفها ؟ !.
    والعكس صحيح أيضاً.

    واسمح لي بتكرار قولي السابق:

    ليس هناك أفضل من الأدب الملتزم.


    أرجو أن أكون قد وُفّقت في التوضيح، ولي عودة مع تقدم الموضوع.

    مع وافر التقدير.
    د. وسام البكري

    تعليق

    • محمد جابري
      أديب وكاتب
      • 30-10-2008
      • 1915

      #17
      الإخوة الأكاريم؛

      نختلف في رؤيتنا للنقد باختلاف المدارس والمشارب؛

      فما النقد أصلا؟

      فالنقد مسحة بارع على لوحة مبدع، مسحة تزيد لللوحة جمالا وتصون رونقها، لتزداد جواهرها تلألأ، ومنظرها أكثر رواء.

      وقد يقول دارسو اللسانيات بأن النقد دراسة لعوامل المشتركة للشخصية التي أفضت إلى إنتاج اللوحة البارعة.

      على كل تختلف وجهات النظر من حيث زاوية المشهد.

      ولا قيمة للوحة عارية عن الجمال، والحديث عن الجمال يقودنا إلى الأخلاق، إذ شمس الجمال لا تشرق على درب الشيطان؛ وذلك لانعدام الطمأنينة والسكينة والوقار عند مشهد استفزازي يثيرالغرائز ويستبيح العرض ويدوس الكرامة.

      وتبقى قيمة البلاغية والجمالية للوحة رهن الهدف المنشود منها وهي رسالة الأديب، فلا فائدة من زركشة للألوان وتلطيخ الصفحات دون هدف بارز أسمى يسعى الكاتب لرفعه إلى الواجهة.

      فما المراد من لوحة تشكيلية لا دلالات لها، كما علق أحدهم ورقة بيضاء كتب تحتها البقرة والعشب، فلما سئل أين العشب قال أكلته البقرة، سئل عن البقرة قال انصرفت.

      وقد لا نحكم على لوحة برعت في أوصاف العهر بأنها غير بليغة، وإنما غير خليقة بالاعتناء بها، لما اتجهت نحو إفساد الواقع الأخلاقي.
      http://www.mhammed-jabri.net/

      تعليق

      • ركاد حسن خليل
        أديب وكاتب
        • 18-05-2008
        • 5145

        #18
        المشاركة الأصلية بواسطة د. وسام البكري مشاهدة المشاركة
        الأستاذ القدير ركاد أبو الحسن

        أشكرك لاهتمامك بالتعقيب، ولأسئلتك الجميلة. وأبدأ بالسؤالين في مقدمة تعقيبك الكريم:



        الجواب:
        جواب السؤال الأول عن علاقة (الأدب) لغةً واصطلاحاً بـ (التأدب) بالمعنى الخُلُقي هو:

        إنّ مؤرخي مصطلح (الأدب) يُرجعونه إلى (الآدب) و (المأدبة) وليس إلى الألتزام الخُلُقي. (وفي هذا تفصيل).

        وإذا ما تركنا المصطلح، وانتبهنا إلى الأدب ونوعه في العصر الجاهلي وما تلاه من عصور إسلامية وأموية وعباسية ... إلخ فسنرى أنه جامعٌ لكَمّ هائل من التصنيفات الأدبية، وإذا شئتَ انحصارها في التصنيف الخُلُقيّ فقط، فستجد أنها مزيج من الأدب الخُلُقي الملتزم وغير الخُلُقي (غير الملتزم).

        وهذا لا يحل مشكلة محاولة تأصيل المصطلح بأنه من (الأدب) بمعنى التأدب الخُلُقيّ، بل يجعل الأمر عبثياً.

        أما جواب السؤال الثاني، فإنّ المناهج النقدية المذكورة في تعقيبي السابق ليست جميعها جامدة، بل هي حيوية في أغلبها. ولم يترك كثيرٌ منها المضامين.

        ولكني قلت: إنّ الوعاء الأدبي إذا كان مُحكَماً، ويحوي صوراً أدبية جميلة، أي يمتلك الأديب موهبة أدبية؛ فمن المحتمل أن تكون المادة أخلاقية أو غير أخلاقية.

        وفي هذا الصدد ... أوضحتُ في تعقيبي السابق الملوّن بالأحمر وتحته خط في السطر الأخير منه:

        نعم .. أن ندعو إلى الالتزام، فهذا شأنُ المضامين تنضاف إلى الموهبة الأدبية (الموجودة في الأصل وقبل كل شيء).
        وليس هناك أفضل من الأدب الملتزم.


        بمعنى: إذا أراد أحدهم رفض النصوص الأدبية، لسبب خُلُقيّ؛ فهذا شأن رافضه فقط، لأن الرفض ليس بسبب فنيّ، كنقص الموهبة الأدبية، أو في عدم امتلاك المقومات الأدبية والفنية.

        وهذا ينطبق على النص الملتزم أيضاً .. فإذا رفض ناقد أو معقّب نصاً أدبياً يمتلك مقومات الإبداع بحجة الانغلاق أو عدم الانفتاح الخُلُقي الذي يجعله (غطاءً للتحلل الخلقي)؛ فإنّه يعدّ تجنياً على النص والأديب معاً، لأنّ النصّ ملتزم أخلاقياً مع الموهبة الإبداعية.

        =============
        حضرتك تعرف أنّ بعضهم كثيراً ما يردد السؤال الآتي، وكأنه الخلاص من المشكلة وفتح الفتوح:

        هل ترضى أن تقرأ النص إحدى النساء أو الفتيات في عائلتك، وهل تُحبّ أن تشيع الفاحشة ؟. !.


        في الحقيقة هو سؤال يحمل زيفاً منطقياً، وزيفاً علمياً وخُلُقياً، لأسباب كثيرة، أهمها:

        1. قبل كل شيء، ليس للخُلُقي وغير الخُلُقيّ أثرٌ في تحديد النص الأدبي والموهبة الأدبية مطلقاً. فهي كاستعمال السكين الحادة لإعداد الطعام في المطبخ مثلاً، واستعمالها للقتل، فهل شكل السكين ومادتها وهيئتها وعنوانها يتغير بمجرد استعمالها في القتل ؟ !!!.

        الأصل شيء وطريقة الاستعمال شيء آخر.

        2. إذا كان هو أدباً من حيث التصنيف، ولكنه غير خُلُقيّ، فما الذي يُجبرني أن أضعه بين يدي النساء والفتيات إذا خفتُ عليهنّ منه ؟ !. طبعاً أرفض وجودهُ.

        3. إنّ المرأة الباحثة المتخرجة في قسم اللغة العربية أو الأديبة المتمرسة ستدرس هذا النوع أو تطلّع عليه شئنا أم أبينا !، فما المحذور منه ؟ !.

        4. إذا كنتُ صاحب مكتبة في البيت فمن الطبيعي أن أُبعِد الكتب المخصوصة عن الفتيات، وعن الأولاد المراهقين أيضاً، وهذا واجب تربويّ.

        5. أما في المنتديات فإنها أضحت مأوى لكل جد وهزل، ونافع وضار، وأدبي وغير أدبيّ، وهذه مهمة تقع على عاتق أصحاب المنتديات. ولعلهم غير مسؤولين عنها تمام المسؤولية، إذ ما الذي يجعل المراهق يدخل مثل هذه الموضوعات، والرقابة يجب أن تكون حاضرة، ولكن رقابة مسؤولة وليست رقابة محطمة لشخصية الفتى أو الفتاة.

        ............. وغيرها من الأسباب.


        النتيجة: لا يمكن أن نتفق على عنونة السكين بأنه غير سكين إذا استعملت في مجال القتل. وهكذا الأدب وفنونه.


        ====================

        يجب أن لا ننخدع في كثير من النصوص غيرالجنسية ظاهراً، وهي جنسية أصالةً، لأنّ ألفاظها لا تُنبئ عن ذلك. فكيف تعرفها ؟!، وكيف تصنّفها ؟ !.
        والعكس صحيح أيضاً.

        واسمح لي بتكرار قولي السابق:

        ليس هناك أفضل من الأدب الملتزم.


        أرجو أن أكون قد وُفّقت في التوضيح، ولي عودة مع تقدم الموضوع.

        مع وافر التقدير.
        الأخ العزيز والأستاذ الفاضل د. وسام البكري
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        مرة أخرى أستاذي أشكرك لحضورك المميّز ومداخلاتك الرائعة التي تُؤطّر لملامح ثقافة منشودة في ملتقانا الحبيب
        هذه هي بواّبتي للرّد على مداخلتك الكريمة..
        قد حاولت الانتظار والتّأنّي في الإجابة لفتح المجال لعدد أكبر من الآراء.. لكن يبدو أن أمر هذا الحوار لا يهمّ الكثيرين الذين يفضّلون أن يبقى أمر النّقد تبعًا للهوى ولوجهات النّظر..
        على العموم.. لا يهم .. طالما حضر مثل هذا الحوار قامة أدبية كقامتك..
        ونحن الآن سوف نمضي لتسجيل ما نراه خيرًا لملتقانا.. علّ آخرون يلحقون بالرّكب ليبلغوا معنا الهدف..
        ولأنّي أستاذي لا أهدف من الحوار.. الحوار فقط..
        ولأنّي حريص على أن ما نحن في صدَدِه يستطيع الوصول إلى نتيجة مقنعة يلتزم بها الجميع..
        فإنّي رصدت ما جاء من مداخلتك الأخيرة الكريمة وسجّلت ما أتّفق به معك تمامًا.. آملاً أن تنتج متابعتنا لهذا الحوار من تسجيل نقاط أخرى نتّفق عليها نجعل لها إطارًا معيّنًا يُظهرها ويُسهّل تبنّيها..
        سوف أورد ما أراه اتّفاقًا على شكل نقاط.. تستطيع حضرتك أو أي من الأخوة الأساتذة المتداخلين بالإشارة إليه بالقبول أو الرّفض.. بعدها نبدأ انطلاقة أخرى للتفاهم حول ما علق من نقاط..
        ما أراه متّفقًا عليه ولا خلاف حوله
        1- النقد للنّصوص حاجة قبل أن يكون غاية.. فالنّقد هو الذي يُجلي النّص ويظهر ما اختبأ منه بين السّطور ويوصله لمن استعصى عليه..
        2- النّقد الأدبي العلمي.. وأشدّد على العلمي هو ما يثبت أهليّة النّص وانتمائه للكتابة الأدبية من عدمه.. وطبعًا يقاس كل نص حسب شروط اللون الأدبي الذي ينتمي له ( لغويًّا بلاغيًّا وبناءً )
        3- ليس للنّقد الأدبي علاقة بنقد الفكر أو الفكرة التي يحملها النّص.. ويبقى موضوع النّص والمضمون عُرضة لما سوف نتّفق عليه لاحقًا إن شاء الله..
        4- الأدب الملتزم هو المقبول وما يجب إتاحة فرص نشره.. أما الأدب غير الملتزم يجب إزاحته والتّعمية عليه ورفضه وعدم إتاحة الفرص لنشره لما قد يسببه من أذىً للمجتمع حتّى وإن كان قمّة في البلاغة.. لأن فساد مضمونه ذهب بصلاح بنائه..
        5- معيار الأدب الملتزم حاجة وضرورة ليعبر منه كل نص.. وإن كان هذا المعيار لا يثبت انتماء النّص للكتابة الأدبيّة.. فإن الحاجة إليه تثبت انتماءنا وولاءنا وثقافتنا
        6- معيار الأدب الملتزم هو ( القيم- الأخلاق- الدّين ).. والدّين هنا يعني جميع الرّسالات السماوية التي لا يجب التّعرض لها بما يمس الاعتقاد..
        هذا ما أراه.. وبإمكان الجميع الإضافة أو الاعتراض على ما جاء هنا من بنود..
        لذلك كلّه أؤكّد حاجتنا الماسّة لمعيار ( قيمي- أخلاقي- ديني) يكون مقياسًا لقبول النّص أو رفضه.. وليس انتماءه لجنس الأدب من عدمه..
        من هنا جاءت دعوتي للحوار في هذا المتصفّح..
        وما علينا الاتفاق حوله الآن تحديد مساحة المسموح به من النّصوص قيميًّا وأخلاقيًّا ودينيًّا..
        أكرّر.. أعلم صعوبة الأمر.. وأعلم عدم إمكانية تعميم ما سوف نتّفق عليه..
        لكننا قدر الإمكان باستطاعتنا وبقليل من اهتمام وحرص.. رسم ملامح معيار يكون خاصًّا بالملتقى وملزمًا ويدعم شروط انتسابنا إليه ( أي الملتقى )
        وما جاء في مداخلتك هنا وأقتبس..
        يجب أن لا ننخدع في كثير من النصوص غير الجنسية ظاهراً، وهي جنسية أصالةً، لأنّ ألفاظها لا تُنبئ عن ذلك. فكيف تعرفها ؟!، وكيف تصنّفها ؟ !.
        والعكس صحيح أيضاً.
        يبقى رهنًا بما سوف نتّفق حوله.. ولنا بالمختصّين عونًا وسند..

        شكرًا لك
        تقديري ومحبّتي
        ركاد أبو الحسن

        تعليق

        • د. وسام البكري
          أديب وكاتب
          • 21-03-2008
          • 2866

          #19
          المشاركة الأصلية بواسطة ركاد حسن خليل مشاهدة المشاركة


          الأخ العزيز والأستاذ الفاضل د. وسام البكري
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          مرة أخرى أستاذي أشكرك لحضورك المميّز ومداخلاتك الرائعة التي تُؤطّر لملامح ثقافة منشودة في ملتقانا الحبيب
          هذه هي بواّبتي للرّد على مداخلتك الكريمة..
          قد حاولت الانتظار والتّأنّي في الإجابة لفتح المجال لعدد أكبر من الآراء.. لكن يبدو أن أمر هذا الحوار لا يهمّ الكثيرين الذين يفضّلون أن يبقى أمر النّقد تبعًا للهوى ولوجهات النّظر..
          على العموم.. لا يهم .. طالما حضر مثل هذا الحوار قامة أدبية كقامتك..
          ونحن الآن سوف نمضي لتسجيل ما نراه خيرًا لملتقانا.. علّ آخرون يلحقون بالرّكب ليبلغوا معنا الهدف..
          ولأنّي أستاذي لا أهدف من الحوار.. الحوار فقط..
          ولأنّي حريص على أن ما نحن في صدَدِه يستطيع الوصول إلى نتيجة مقنعة يلتزم بها الجميع..
          فإنّي رصدت ما جاء من مداخلتك الأخيرة الكريمة وسجّلت ما أتّفق به معك تمامًا.. آملاً أن تنتج متابعتنا لهذا الحوار من تسجيل نقاط أخرى نتّفق عليها نجعل لها إطارًا معيّنًا يُظهرها ويُسهّل تبنّيها..
          سوف أورد ما أراه اتّفاقًا على شكل نقاط.. تستطيع حضرتك أو أي من الأخوة الأساتذة المتداخلين بالإشارة إليه بالقبول أو الرّفض.. بعدها نبدأ انطلاقة أخرى للتفاهم حول ما علق من نقاط..
          ما أراه متّفقًا عليه ولا خلاف حوله
          1- النقد للنّصوص حاجة قبل أن يكون غاية.. فالنّقد هو الذي يُجلي النّص ويظهر ما اختبأ منه بين السّطور ويوصله لمن استعصى عليه..
          2- النّقد الأدبي العلمي.. وأشدّد على العلمي هو ما يثبت أهليّة النّص وانتمائه للكتابة الأدبية من عدمه.. وطبعًا يقاس كل نص حسب شروط اللون الأدبي الذي ينتمي له ( لغويًّا بلاغيًّا وبناءً )
          3- ليس للنّقد الأدبي علاقة بنقد الفكر أو الفكرة التي يحملها النّص.. ويبقى موضوع النّص والمضمون عُرضة لما سوف نتّفق عليه لاحقًا إن شاء الله..
          4- الأدب الملتزم هو المقبول وما يجب إتاحة فرص نشره.. أما الأدب غير الملتزم يجب إزاحته والتّعمية عليه ورفضه وعدم إتاحة الفرص لنشره لما قد يسببه من أذىً للمجتمع حتّى وإن كان قمّة في البلاغة.. لأن فساد مضمونه ذهب بصلاح بنائه..
          5- معيار الأدب الملتزم حاجة وضرورة ليعبر منه كل نص.. وإن كان هذا المعيار لا يثبت انتماء النّص للكتابة الأدبيّة.. فإن الحاجة إليه تثبت انتماءنا وولاءنا وثقافتنا
          6- معيار الأدب الملتزم هو ( القيم- الأخلاق- الدّين ).. والدّين هنا يعني جميع الرّسالات السماوية التي لا يجب التّعرض لها بما يمس الاعتقاد..
          هذا ما أراه.. وبإمكان الجميع الإضافة أو الاعتراض على ما جاء هنا من بنود..
          لذلك كلّه أؤكّد حاجتنا الماسّة لمعيار ( قيمي- أخلاقي- ديني) يكون مقياسًا لقبول النّص أو رفضه.. وليس انتماءه لجنس الأدب من عدمه..
          من هنا جاءت دعوتي للحوار في هذا المتصفّح..
          وما علينا الاتفاق حوله الآن تحديد مساحة المسموح به من النّصوص قيميًّا وأخلاقيًّا ودينيًّا..
          أكرّر.. أعلم صعوبة الأمر.. وأعلم عدم إمكانية تعميم ما سوف نتّفق عليه..
          لكننا قدر الإمكان باستطاعتنا وبقليل من اهتمام وحرص.. رسم ملامح معيار يكون خاصًّا بالملتقى وملزمًا ويدعم شروط انتسابنا إليه ( أي الملتقى )
          وما جاء في مداخلتك هنا وأقتبس..

          يبقى رهنًا بما سوف نتّفق حوله.. ولنا بالمختصّين عونًا وسند..

          شكرًا لك
          تقديري ومحبّتي
          ركاد أبو الحسن
          أخي العزيز الأستاذ ركاد أبو الحسن
          نقاطك واضحة، وأشكرك عليها، وأتفق معك عليها، ولربما نختلف في نقطةٍ محددة صغيرة قد نُرجئها إلى ما بعد استقصاء آراء المشاركين.

          ولك كل الود والتقدير.
          د. وسام البكري

          تعليق

          • أحمد العبسي
            أديب وكاتب
            • 22-10-2008
            • 182

            #20
            اعتقد أن النقد في البداية يجب أن يتناول النص بمفرده بعيدأ عن الكاتب لكن هذا لا يعني كما قالت البنيوية موت المؤلف ...وإنما هي محاولة لمقاربة النص تنطلق أساساً من حسن النية ، والابتعاد عن التحيز ، كما أنها تساعد على جعل المعنى مفتوحاً أمام عدّة تأويلات ، خاصة فيما يخص الشعر وقصيدة النثر بشكل خاص إن المؤلف يطبع النص بطابعه شئنا أم أبينا ، والنص هو حصيلة خبرات ومبادئ المبدع ، لكننا نكشف عن صاحب النص من خلال نصه وليس العكس . أي أن نقطة الانطلاقة هي النص ، وهي التي يجب أن تؤدي إلى فهمه وفهم ما يحيط به بما في ذلك كتابه ، ثم من خلال ذلك الفهم الذي انطلق من النص ، واتجه إلى ماحوله فاستطاع تفسيره .. نعود مرة أخرى إلى النص لكي يكتمل فهمه بشكل شبه نهائي ، وليس نهائياً لأن النص الجيد لا يمنح معناه كاملاً دفعة واحدة على حد تعبير رولان بارت .كما علينا أن نتنبه بأن لا نأتي إلى النص بمنهج نقدي نريد تطبيقه ، فالنص هو الذي يستدعي منهجه المناسب من خلال الإشارات التي يطرحها ، فالقصة مثلاً تناسبها الدراسة البنيوية بينما الشعر تصدق عليه الدراسة الأسلوبية أو السيميائية والحمد لله رب العالمين ... ولي عودة بإذن الله للإكمال
            نثق بالله لأنه الله

            ما أروع الحبّ أشقانا بصحبته
            إن الشــــقاء لمقـرونٌ بروعـته

            تعليق

            • ركاد حسن خليل
              أديب وكاتب
              • 18-05-2008
              • 5145

              #21
              المشاركة الأصلية بواسطة محمد جابري مشاهدة المشاركة
              الإخوة الأكاريم؛

              نختلف في رؤيتنا للنقد باختلاف المدارس والمشارب؛

              فما النقد أصلا؟

              فالنقد مسحة بارع على لوحة مبدع، مسحة تزيد لللوحة جمالا وتصون رونقها، لتزداد جواهرها تلألأ، ومنظرها أكثر رواء.

              وقد يقول دارسو اللسانيات بأن النقد دراسة لعوامل المشتركة للشخصية التي أفضت إلى إنتاج اللوحة البارعة.

              على كل تختلف وجهات النظر من حيث زاوية المشهد.

              ولا قيمة للوحة عارية عن الجمال، والحديث عن الجمال يقودنا إلى الأخلاق، إذ شمس الجمال لا تشرق على درب الشيطان؛ وذلك لانعدام الطمأنينة والسكينة والوقار عند مشهد استفزازي يثيرالغرائز ويستبيح العرض ويدوس الكرامة.

              وتبقى قيمة البلاغية والجمالية للوحة رهن الهدف المنشود منها وهي رسالة الأديب، فلا فائدة من زركشة للألوان وتلطيخ الصفحات دون هدف بارز أسمى يسعى الكاتب لرفعه إلى الواجهة.

              فما المراد من لوحة تشكيلية لا دلالات لها، كما علق أحدهم ورقة بيضاء كتب تحتها البقرة والعشب، فلما سئل أين العشب قال أكلته البقرة، سئل عن البقرة قال انصرفت.

              وقد لا نحكم على لوحة برعت في أوصاف العهر بأنها غير بليغة، وإنما غير خليقة بالاعتناء بها، لما اتجهت نحو إفساد الواقع الأخلاقي.
              الأستاذ محمد جابري
              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
              في مداخلة سابقة.. كان سؤالك هنا سؤالي هناك..
              الآن بعد هذا الشوط الذي قطعناه.. أصبح جليًّا ومتّفقًا عليه ماهية النّقد وحاجتنا له.. فهو ليس هدفًا بحد ذاته..
              وما النّقاط التي أوردناها في المداخلة رقم 18 إلاّ إظهار للكيفية التي ينبغي أن يكون عليها النّقد السّليم وما يتوافق مع سؤالنا عن المعيار السليم لنقد النّصوص كعنوان لهذا الحوار..
              وهذا يعني أنّنا في مرحلة كيف يكون النّقد.. وليس ما هو النّقد.
              انظر أستاذ محمد النقاط التي أوردناها..
              يُسعدنا سماع رأيك فيها.. والحوار حولها..
              نحن بحاجة لتتابع الحوار للوصول الأسرع للهدف.. وليس للبقاء في دائرة مغلقة لا تؤدي إلى مخرج..
              هدفنا الوصول فعلاً لمقياس سليم يُؤَطّر للنقد السليم بأسلوبٍ عملي وعلمي سليم..
              لنبتعد عن المدارس والمشارب والمذاهب ودعنا نرسم حدود ما بين أيدينا..
              ننتظر باهتمام رأيك
              أشكرك أنّك هنا
              تقديري ومحبّتي
              ركاد أبو الحسن

              تعليق

              • ركاد حسن خليل
                أديب وكاتب
                • 18-05-2008
                • 5145

                #22
                المشاركة الأصلية بواسطة د. وسام البكري مشاهدة المشاركة
                أخي العزيز الأستاذ ركاد أبو الحسن
                نقاطك واضحة، وأشكرك عليها، وأتفق معك عليها، ولربما نختلف في نقطةٍ محددة صغيرة قد نُرجئها إلى ما بعد استقصاء آراء المشاركين.

                ولك كل الود والتقدير.
                الأستاذ الفاصل والأخ العزيز د. وسام البكري
                أسعدني رأيك وتأييدك
                في اعتقادي أننا في الطريق السليم..
                مثلك أنتظر أن يتوسع الحوار لنلتقي بآراء آخرين
                تقديري ومحبتي
                ركاد أبو الحسن

                تعليق

                • ركاد حسن خليل
                  أديب وكاتب
                  • 18-05-2008
                  • 5145

                  #23
                  المشاركة الأصلية بواسطة أحمد العبسي مشاهدة المشاركة
                  اعتقد أن النقد في البداية يجب أن يتناول النص بمفرده بعيدأ عن الكاتب لكن هذا لا يعني كما قالت البنيوية موت المؤلف ...وإنما هي محاولة لمقاربة النص تنطلق أساساً من حسن النية ، والابتعاد عن التحيز ، كما أنها تساعد على جعل المعنى مفتوحاً أمام عدّة تأويلات ، خاصة فيما يخص الشعر وقصيدة النثر بشكل خاص إن المؤلف يطبع النص بطابعه شئنا أم أبينا ، والنص هو حصيلة خبرات ومبادئ المبدع ، لكننا نكشف عن صاحب النص من خلال نصه وليس العكس . أي أن نقطة الانطلاقة هي النص ، وهي التي يجب أن تؤدي إلى فهمه وفهم ما يحيط به بما في ذلك كتابه ، ثم من خلال ذلك الفهم الذي انطلق من النص ، واتجه إلى ماحوله فاستطاع تفسيره .. نعود مرة أخرى إلى النص لكي يكتمل فهمه بشكل شبه نهائي ، وليس نهائياً لأن النص الجيد لا يمنح معناه كاملاً دفعة واحدة على حد تعبير رولان بارت .كما علينا أن نتنبه بأن لا نأتي إلى النص بمنهج نقدي نريد تطبيقه ، فالنص هو الذي يستدعي منهجه المناسب من خلال الإشارات التي يطرحها ، فالقصة مثلاً تناسبها الدراسة البنيوية بينما الشعر تصدق عليه الدراسة الأسلوبية أو السيميائية والحمد لله رب العالمين ... ولي عودة بإذن الله للإكمال

                  الأخ العزيز الأستاذ أحمد العبسي
                  السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  بداية أستهل ردي على مداخلتك بالتّرحيب بك بيننا
                  فأهلاً ومرحبًا بك..
                  في الحقيقة أنّنا جميعًا متّفقون على أن النّقد الأدبي يجب أن يتناول النّص أوّلا وأخيرًا.. وأن الفكر أو الفكرة الذي يحمله النّص أو صاحب النّص.. يجب أن يكون عُرضة لتناوله من معيار نقدي آخر ( قيمي- أخلاقي- ديني )..
                  ولو عدت للمداخلات السّابقة لهذه المداخلة.. لعلمت أن هذا المعيار.. هو ما نحاول الاتفاق حوله ورسم ملامحه وحدوده..
                  و أن في المداخلة رقم 18 أصبح هناك بنودًا أرجو أن تطّلع عليها وتعلمنا برأيك ووجهة نظرك
                  ونحن فعلاً ننتظر عودتك لإتمام ما بدأت
                  شكرًا لك أخي أحمد على حضورك
                  تقديري ومحبّتي
                  ركاد أبو الحسن

                  تعليق

                  • عارف عاصي
                    مدير قسم
                    شاعر
                    • 17-05-2007
                    • 2757

                    #24
                    [align=center]
                    أخي الكريم الأستاذ
                    ركاد حسن خليل

                    هذا أمر مهم للغاية
                    فالنصوص الأدبية هي روح تتحرك بأفكارنا ولها من القيمة المعنوية عند أصحابها الشئ الكثير ولذلك فالنقد البناء الساعي للجمال الخالي من الهوى الملتزم بأدب الحوار وحسن التقدير للآخر هو داعم حقيقي لهذه النصوص
                    وكما قلت أن نصوصنا هي روح لأفكارنا ومعتقداتنا فلا يمكن فصل النص عن صاحبه فهو عصارة فكره وخلاصة أيدولوجياته ومع ذلك يحسن بنا حسن الظن وحمل النصوص على أفضل ما فيها مادام يسعنا ذلك والنظر بعين التقار ب والبناء لا عين التعالي والتباعد والهدم نحن أمة تحتاج لميزان يعيد لها الروح والأدب دائما عنصر بناء للشعوب والأمم فيحسن بنا أن نرتقي بأنفسنا لنرتقي بأمتنا
                    *كل نص أدبي له احترامه كفكرة خاصة بصاحبها
                    *هناك موازين فنية لتقدير العمل يحسنها أهل كل فن وهي معيار التقييم
                    *للأديب أن يسير بنصوصه حسب ذائقته مالم يمس الأعراف العامة للآخرين
                    *ليس من الأدب ( الفن ) الخروج عن الأدب
                    * ليس من الأدب الخوض في الدين فنحن لا نستطيع الخوض في حاكم بصريح القول

                    سعدت بطرحك
                    أرجو أن تكون كلماتي في محلها


                    بورك القلب والقلم
                    تحاياي
                    عارف عاصي
                    [/align]

                    تعليق

                    • أحمد عثمان
                      أديب وكاتب
                      • 25-06-2010
                      • 45

                      #25
                      عندما نتحدث عن كلمة معيار
                      فلابد أن تلحقه صفة المطلق
                      فلا يمكن أن يركن المعيار إلى ما هو نسبي
                      تلك واحدة

                      و لأن الأدب أدب و الأخلاق أخلاق
                      فلابد أن يسكن كل منهما في بيته دون أن يقفز أحدهما على شرفة الآخر
                      لذا لا يمكن تقييم النص الأدبي استنادا للأخلاق
                      لأن الأخلاق هي النموذج الأمثل الذي يرنو اليه الانسان
                      لكن الأدب تراث انساني يدون مشاعره بسموها و دونيتها
                      بغضبه و انفعالاته بشهواته و زهده
                      و عندما يتحول الأدب إلى أداة للسمو بالأخلاق فسيتحول من تراث انساني
                      إلى تراث ملائكي
                      و تحولت كل ألوان الأدب إلى رسالات دعوية التي تعني بالأخلاق و القيم
                      لا يعني هذا التفسير أنه دعوة ضد الأدب الدعوي
                      لكنه دعوة ضد قولبة الأدب في قالب واحد
                      و دعوة لفك قيود القلم حتى يتسنى له التعبير عن الذات تعبيرا حقيقيا
                      أما المتلقي فله أن يتقبله و له أن يلفظه كيفما تتوافق مع ثقافته و خلفيته و بيئته
                      و تبقى في النهاية الأخلاق ضمير الكاتب

                      تحية
                      [align=center][imgr]http://lh5.ggpht.com/_UE74mwCvFUU/Sx8Aj5jelEI/AAAAAAAAAW4/uJk3p8SkjoU/s400/Untitl.jpg[/imgr][/align]

                      تعليق

                      • ركاد حسن خليل
                        أديب وكاتب
                        • 18-05-2008
                        • 5145

                        #26
                        المشاركة الأصلية بواسطة عارف عاصي مشاهدة المشاركة
                        [align=center]
                        أخي الكريم الأستاذ
                        ركاد حسن خليل

                        هذا أمر مهم للغاية
                        فالنصوص الأدبية هي روح تتحرك بأفكارنا ولها من القيمة المعنوية عند أصحابها الشئ الكثير ولذلك فالنقد البناء الساعي للجمال الخالي من الهوى الملتزم بأدب الحوار وحسن التقدير للآخر هو داعم حقيقي لهذه النصوص
                        وكما قلت أن نصوصنا هي روح لأفكارنا ومعتقداتنا فلا يمكن فصل النص عن صاحبه فهو عصارة فكره وخلاصة أيدولوجياته ومع ذلك يحسن بنا حسن الظن وحمل النصوص على أفضل ما فيها مادام يسعنا ذلك والنظر بعين التقار ب والبناء لا عين التعالي والتباعد والهدم نحن أمة تحتاج لميزان يعيد لها الروح والأدب دائما عنصر بناء للشعوب والأمم فيحسن بنا أن نرتقي بأنفسنا لنرتقي بأمتنا
                        *كل نص أدبي له احترامه كفكرة خاصة بصاحبها
                        *هناك موازين فنية لتقدير العمل يحسنها أهل كل فن وهي معيار التقييم
                        *للأديب أن يسير بنصوصه حسب ذائقته مالم يمس الأعراف العامة للآخرين
                        *ليس من الأدب ( الفن ) الخروج عن الأدب
                        * ليس من الأدب الخوض في الدين فنحن لا نستطيع الخوض في حاكم بصريح القول

                        سعدت بطرحك
                        أرجو أن تكون كلماتي في محلها


                        بورك القلب والقلم
                        تحاياي
                        عارف عاصي
                        [/align]

                        الأخ الكريم والأستاذ الفاضل شاعرنا الكبير عارف عاصي
                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                        سعدت بوجودك هنا أخي الكريم.. أيّما سعادة
                        فأهلاً بك ومرحبًا بطرحك البنّاء
                        ولا أظنّ أنّنا مختلفين في سعينا لإعطاء النّصوص الأدبية قيمة معنويّة إضافة لقيمتها الفنّيّة الجماليّة واللغوية..
                        نحن لا نهدف للتنظير بقدر ما نريد لشعوبنا الارتقاء بديننا وخُلقنا وقيمنا ..
                        تشبّثنا بهذه المبادئ لا يعتبر رجعيّة ولا حجريّة ..
                        إنما تأصيل ودعامة للبناء السّليم نحو مستقبلٍ أفضل ننشده جميعًا ..
                        وكما قلنا سابقًا ..وما نحن متّفقون عليه .. النّص الأدبي رسالة ما بين الكاتب والقارئ
                        ولا أظنُّ أن الكاتب أراد استعراض فقط قدراته البلاغيّة والفنّيّة في الكتابة ..
                        بقدر رغبته من إيصال فكرة لِيُؤخذ بما تحمله ..
                        وطالما كانت هذه الرسالة من .. إلى
                        أصبح من الواجب علينا أن نحمي الهدف من ما يمكن أن يشوبه أو يؤثّر على بنائه المعرفي والأخلاقي
                        من هنا كان قولنا بالتأسيس لهذا المعيار ..
                        لا ليقيس قيمة النّص الأدبيّة ..
                        إنّما لتطهير روحه من كل رديء
                        أشكرك لحضورك معنا
                        وأرجو أن تتابعنا وأن لا تبخل علينا بأفكارك النّيّرة لنتمكّن إن شاء الله من وضع الإطار الذي ننشد والممكن التّطبيق
                        تحيّاتي خالصة أخي الكريم
                        تقديري ومحبّتي
                        ركاد أبو الحسن

                        تعليق

                        • فواز أبوخالد
                          أديب وكاتب
                          • 14-03-2010
                          • 974

                          #27
                          شكراااااا لك أستاذنا ركاد حسن على هذا الموضوع القيم جداااااا

                          ومشاركتي تتمثل بالآتي :

                          1- أنتم معاشر المختصين بالنقد نادرا مانرى مشاركاتكم فيما ينتجه الأعضاء من نصوص أدبية .. وهذا يذهب قيمة ماتنظرون له ..!

                          2- أرى كثيرا من النصوص في القصة القصيرة وفي الخاطرة مكتوبة بلغة فصحى ويتخللها بعض الصور والتشبيهات الجميلة .. إلا أنها بشكل عام كتبت كأنها لغز .. وربما أعدت قرأتها عدة مرات ولم أفهمها ..
                          السؤال : إذا كان النص الأدبي لا يفهمه إلا النخبه كما يسمون أنفسهم .. ألا يعتبر ذلك عيبا يؤخذ به عند المختصين في النقد ..

                          تحيااااااااتي وتقديري لكم .


                          .............
                          [align=center]

                          ما إن رآني حتى هاجمني , ضربته بقدمي على فمه , عوى من شدة
                          الألم , حرك ذيله وولى هاربا , بعد أن ترك نجاسته على باب سيده .
                          http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=67924

                          ..............
                          [/align]

                          تعليق

                          • علي المتقي
                            عضو الملتقى
                            • 10-01-2009
                            • 602

                            #28
                            الفاضل المحترم ركاد حسن خليل ، الأفاضل المحترمون الذين أدلوا بدلوهم في هذا الموضوع : أشكركم جزيل الشكر على طرح هذه السؤال الذي أصبح يشكل هما حارقا من هموم المرحلة ، كما أشكركم على إغنائه بإبداء الرأي أو طرح أسئلة جديدة . و أسمحوا لي أن أدلي بدلوي في الموضوع .
                            يجب أولا ـ في نظري ـ أن نجيب عن سؤال محوري قبل تحديد هذه المعايير : ماذا نقصد بالنقد ؟ أو عن أي نقد نتحدث؟ هل نتحدث عن النقد التقويمي الذي يقوّم النصوص الإبداعية المنشورة، فيصحح أخطاءها اللغوية و يطالبها باحترام معايير معروفة، ويحكم لها أو عليها ، أم النقد العلمي الأكاديمي الذي لا يصح إلا على النصوص الأدبية الجيدة التي تستحق القراءة النقدية ؟
                            إذا كان المقصود هو النوع الأول ،فالأمر بسيط ، فبعد سلامة اللغة ، هناك مقاييس أدبية لكل جنس أدبي في كل مدرسة من المدارس الأدبية المعروفة بدءا من عمود الشعر العربي مرورا بالكلاسيكية و الرومانسية والواقعية و الحداثة .... فيكفي هضم تصور من تصورات هذه المدارس لنكتب نصا مقبولا عند نقاد هذه المدرسة أو تلك ، وقد يكون مرفوضا من قبل نقاد مدرسة اخرى . فما اعتبر رديئا ومرفوضا من طرف محمود أمين العالم وعبد العظيم أنيس الناقدين الواقعيين في كتابهما في الثقافة المصرية ،قد يحتفَى به اليوم بدعوى أنه قرأ الواقع وعرّاه ككتابات إحسان عبد القدوس وبعض روايات نجيب محفوظ ، وما احتُفيَ به في هذا الكتاب الخمسيني يراه النقاد الحداثيون اليوم من أردإ النصوص الإبداعية ، كنصوص عبد الرحمان الشرقاوي . وهذا الحكم لا ينقص من قيمة هذه الكتابات أو تلك. فكل منها عبر عن مرحلته .
                            أما النقد الأكاديمي العلمي ، فلا يمكن الحديث فيه عن معايير اللهم إلا إذا فهمت المعايير هنا بالمبادئ الفلسفية و المنهجية الكبرى التي تؤسس للنقد العلمي الحديث. فالنص تجربة و إبداع لا على مثال ، والنقد قراءة وإبداع ثان لا على مثال .وفي هذا النقد أقول : ليست كل النصوص قابلة للتحليل ، فوحدها النصوص الجيدة التي تسعف القارئ تحلل وتقرأ، لأن التحليل هنا قراءة وليس تمارين تطبيقية . و القراءة تتطلب طرح أسئلة معاصرة تحمل هموم المرحلة التي نعيشها على النص قديما كان أم حديثا . وامتلاك الدربة و القدرة على اكتشاف العتبات التي يمكن من خلالها الولوج إلى النص واقتراح قراءة إبداعية له تنتج معرفة به . وقد قمت بمحاولات عدة ،نشرت بعضها هنا بالملتقى: إحداهما لقصيدة فارس الكلمات الغريبة لأدونيس في هذا الرابط :

                            http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=28250

                            والثانية لقصيدة مأساة الحلاج لعبد الوهاب البياتي .
                            ولا يصح في هذه القراءة النقدية أن نكتفي بشرح الأسطر أو الأبيات بيتا بيتا أو مقطعا مقطعا ، وإنما ينبغي إعادة بناء النص وترتيبه بشكل يسمح بإبراز بعد من أبعاده الدلالية .
                            و الدليل على أن النصوص التي تحلل قليلة هو العودة إلى ما كتب في هذا المجال ، فلو أخذنا شاعرا مثل أبي تمام له ديوان كبير جدا نجد أن النصوص التي حللت له حديثا لا تتعدى أصابع اليد ،مثل فتح عمورية ورثاء الطوسي ووصف الربيع في مدحه للمعتصم .. وما قيل في الثقافة العربية ، يقال أيضا في الثقافة الغربية ، فقد حظيت قصيدة القطط لبودلير بعشرات التحليلات دون غيرها من نصوص أزهار الشر لأنها تسعف النقاد في بناء معرفة بها .
                            فيما يخص مستوى القيم ،بما فيها القيم الدينية و الوطنية والأخلاقية ، أوافقكم الرأي على أن الشاعر أو الكاتب لا يكتب لذاته ، وإنما يكتب ليقرأه قارئ مفترض يكتب له و يجمعه معه قاسم الولاء لهذه القيم ، وبالتالي ، لكي يضمن الكاتب قراءة عمله من قبل هذا القارئ يفترض فيه أن يراعي شعوره في ما يكتب باحترام هذه القيم، لكن في الآن نفسه ،لا يحق للناقد أن يحول قراءته إلى سباب وشتم ومطالبة بحذف النص وشطبه . يحق له أن يكشف عن التمرد و تحطيم القيم، وطبيعة القيم التي يدعو إليها الكاتب موضوع النص . واتخاذ موقف نقدي من هذا النوع من الكتابة. كل هذا في احترام للرأي والرأي المضاد .
                            فقبل وجود المجلات الإلكترونية ، هناك لجان للقراءة في كل منبر أدبي . ولا تسمح بالنشر إلا للنصوص التي تخضع لتصورات المنبر الفكرية ومقاييسه الإبداعية . لذا نجد النصوص المنشورة كلها منسجمة أيديولوجيا ومتقاربة إبداعيا . وملتقى الإبداع الذي نناقش على صفحاته له أيضا تصوره ينبغي احترامه ، وإلا فهناك ملتقيات أخرى تسمح بما يخالف هذا التصور، و للكاتب أن يختار أين ينشر إبداعه والقارئ الذي يفترض أن يتجاوب مع هذا الإبداع حتى لا يتحول النقد إلى أطاريح نقيضة وهادمة مستفزة.


                            تحياتي وتقديري لجميع الإخوة المتدخلين .
                            [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
                            مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
                            http://moutaki.jeeran.com/

                            تعليق

                            • ركاد حسن خليل
                              أديب وكاتب
                              • 18-05-2008
                              • 5145

                              #29
                              المشاركة الأصلية بواسطة أحمد عثمان مشاهدة المشاركة
                              عندما نتحدث عن كلمة معيار
                              فلابد أن تلحقه صفة المطلق
                              فلا يمكن أن يركن المعيار إلى ما هو نسبي
                              تلك واحدة

                              و لأن الأدب أدب و الأخلاق أخلاق
                              فلابد أن يسكن كل منهما في بيته دون أن يقفز أحدهما على شرفة الآخر
                              لذا لا يمكن تقييم النص الأدبي استنادا للأخلاق
                              لأن الأخلاق هي النموذج الأمثل الذي يرنو اليه الانسان
                              لكن الأدب تراث انساني يدون مشاعره بسموها و دونيتها
                              بغضبه و انفعالاته بشهواته و زهده
                              و عندما يتحول الأدب إلى أداة للسمو بالأخلاق فسيتحول من تراث انساني
                              إلى تراث ملائكي
                              و تحولت كل ألوان الأدب إلى رسالات دعوية التي تعني بالأخلاق و القيم
                              لا يعني هذا التفسير أنه دعوة ضد الأدب الدعوي
                              لكنه دعوة ضد قولبة الأدب في قالب واحد
                              و دعوة لفك قيود القلم حتى يتسنى له التعبير عن الذات تعبيرا حقيقيا
                              أما المتلقي فله أن يتقبله و له أن يلفظه كيفما تتوافق مع ثقافته و خلفيته و بيئته
                              و تبقى في النهاية الأخلاق ضمير الكاتب

                              تحية

                              الأخ العزيز الأستاذ الفاضل أحمد عثمان
                              حقيقةً أنا لا أعلم كيف لك أن تفتح المطلق على كلمة معيار
                              بينما المعايير تحدد نوعيّتها حسب المادة المنوي قياسها..
                              وهي عبارة عن موازين أو أدوات للقياس.. على الأقل هذا ما أراه أنا..
                              فلا يمكنك يا عزيزي مثلاً قياس المساحة باللّتر أو الأحجام بالغرام أو الحرارة والبرودة بالمتر ..
                              وإن كان معيار النقد الأدبي ليحدد انتماء النص للأدب من عدمه.. فإن معيار النقد الأخلاقي القيمي والديني الذي أدعو إلى إيجاده ليحدّد أهلية النّص للتداول في مجتمعاتنا من عدمه..
                              ولم نقل أبدًا بأن هذا المعيار المنوي إيجاده ليحكم النص أدبيًا
                              كما بدا لك في قولك
                              و لأن الأدب أدب و الأخلاق أخلاق
                              فلابد أن يسكن كل منهما في بيته دون أن يقفز أحدهما على شرفة الآخر
                              لذا لا يمكن تقييم النص الأدبي استنادا للأخلاق
                              لأن الأخلاق هي النموذج الأمثل الذي يرنو اليه الانسان
                              لكن الأدب تراث انساني يدون مشاعره بسموها و دونيتها
                              بغضبه و انفعالاته بشهواته و زهده
                              لذا أرجو أخي الكريم مراجعة ما ذهبنا إليه في اقتراحنا وما دعونا له من خلال هذا الحوار..
                              أمّا أن تقول..
                              لذا لا يمكن تقييم النص الأدبي استنادا للأخلاق
                              لأن الأخلاق هي النموذج الأمثل الذي يرنو اليه الانسان
                              لكن الأدب تراث انساني يدون مشاعره بسموها و دونيتها
                              بغضبه و انفعالاته بشهواته و زهده
                              و عندما يتحول الأدب إلى أداة للسمو بالأخلاق فسيتحول من تراث انساني
                              إلى تراث ملائكي
                              فهذا ما لا ندعو له نحن
                              أي قياس النص الأدبي استنادًا للأخلاق
                              أكرّر.. نحن ندعو لقياس أهليّة النص الأدبي للتداول مجتمعيًّا أم لا..
                              لذا أرجو أن تلاحظ الفرق
                              واستغرابك عزيزي مستغرب
                              فنحن لا ندعو لمجتمع ملائكي
                              لكن قدر ما باستطاعتنا للصّلاح
                              وهنا أستغرب استغرابك
                              فهل في دعوتنا ما يُضير ؟؟؟
                              أشكرك أخي.. إذ أدليت برأيِك
                              آملين أن تلحظ بدعوتنا ما يحظى بالقبول عندك
                              تقديري ومحبتي
                              ركاد أبو الحسن

                              تعليق

                              • نعيمة عماشة
                                أديب وكاتب
                                • 20-05-2010
                                • 452

                                #30
                                [frame="11 98"]
                                أخي الغالي ركاد
                                العالم الحرُّ هو فقط من يستطيع أن يكتب ويبدع ويخلق ، فالخلق لا يأتي من العدم ِ ، وكلُّ كتابة ٍ تجترُ ماضيها هي كتابةٌ تفتقرُ للإبداع ، والإبداعُ هو حجرُ الزاوية ، فأن تكتب ليس معناه أن تتأبطَ قلمًا وورقًا فتغيرُ لونَ الصفحة ِ ، الكتابة هي التي تغيرُ لونَ الكون لا لون الصفحات ، وهي التي تحدثُ في دواخلنا قشعريرةَ الأدب ، المتزلفون والمتملقون للأدب كثر ، وغالبًا ما نصفقُ لهم ونحملهم فوقَ رؤوسنا لأننا وبالكاد (نفك الحرف ) الكتابةُ يا صديقي ضربٌ من الجنون ، وكلُّ من يحاولُ تأسيسَ الجنون ِ وتقنيته بقنوات فهو يعاني من هستيريا الكلمات ، لأنَّ حلاوةَ الجنون ِ أنهُ يبعثرنا على الصفحات ، فنكتب ولا نعي ونحلم فنكتب ونسقط فنكتب ونحلق في سبع سماوات ، مكبلُ الأصابع لن يستطيع ان يكتب ، ضيقُ الأفق لن يستطيعَ أن يكتب ، التاريخ وحدهُ هو الذي سيذكر ، هو الذي سيؤطرُ شخوصنا المسرحية ، هو المخرجُ الوحيدُ فوقَ الخشبة ِ ، وجميعنا "كومبارس " نقفُ نتحركُ ، نكتبُ ما يمليه ِ علينا الملقن ونزعم أو ندعي أننا نحنُ من تقولَ ونحنُ من سقطَ بأردن ِ المحبرة ِ ونحنُ مَن تعمدَ !!!
                                الكتابة المبدعة هي التي تجيبُ عن سؤال ٍ واحد لتطرحَ أمامكَ الآف الأسئلة التي تنتظرُ الإجابة ، الكتابة لا تقبلُ المعايير ولا التصنيفات ، ويومَ يروضها العلماءُ والدارسون تفقدُ مخالبها ، تفقدُ ضوضاءها مناقيرها وشراستها ، ولا نريد أن تروضوا حروفنا ولا نريد أن تؤطروا جنوننا ، ويومَ نهربُ من اعمدة ِ الشعر ِ للتفعيلة ِ ويومَ نهربُ من التفعيلة ِ لقصيدة ِ النثر ، ويأتي صاحبنا فيخطبُ فوقَ القمة ، عليكَ أن لا تباشرَ في الخطابِ وأن تدعي شرودًا لتبلغَ من النثر ِ لبَّ الأحشاء ِ ، فإلى أين الهروب ، أغلقوا امامنا كل الدروب ، أغلقوا محابرنا بحجة ِ التصنيف ِ
                                بحجة ِ التلقين ِ والتلقيح ِ ، أخبركم أعزائي دعوا مناجلنا تهطلُ فوقَ كلِّ السنابل ِ ، لنصنعَ عجيننا بعشر أصابعنا لنلتقمهُ بقمة ِ شهوتنا ، لنفترشهُ تحتَ قناديلنا وفوقَ تمائمنا ، يومَ يتدخلُ مبضعُ الجراح ِ بنكهة ِ الخبز ِ وطعم ِ الماء ِ ، يخرجُ الخبزُ من فصيلة ِ الإشتهاء ِ إلى فصيلة ِ الطعام ِ الذي نأكلهُ لنسدَّ رمقَ الجوع ِ لا لنعبرَ به ِ سفرَ الكلمات ِ !!
                                [/frame]
                                [imgr]http://members.lycos.co.uk/helm2006/up/images/annaa21.jpg[/imgr]

                                تعليق

                                يعمل...
                                X