المشاركة الأصلية بواسطة ركاد حسن خليل
مشاهدة المشاركة
الأستاذ القدير ركاد أبو الحسن
أشكرك لاهتمامك بالتعقيب، ولأسئلتك الجميلة. وأبدأ بالسؤالين في مقدمة تعقيبك الكريم:
الجواب:
جواب السؤال الأول عن علاقة (الأدب) لغةً واصطلاحاً بـ (التأدب) بالمعنى الخُلُقي هو:
إنّ مؤرخي مصطلح (الأدب) يُرجعونه إلى (الآدب) و (المأدبة) وليس إلى الألتزام الخُلُقي. (وفي هذا تفصيل).
وإذا ما تركنا المصطلح، وانتبهنا إلى الأدب ونوعه في العصر الجاهلي وما تلاه من عصور إسلامية وأموية وعباسية ... إلخ فسنرى أنه جامعٌ لكَمّ هائل من التصنيفات الأدبية، وإذا شئتَ انحصارها في التصنيف الخُلُقيّ فقط، فستجد أنها مزيج من الأدب الخُلُقي الملتزم وغير الخُلُقي (غير الملتزم).
وهذا لا يحل مشكلة محاولة تأصيل المصطلح بأنه من (الأدب) بمعنى التأدب الخُلُقيّ، بل يجعل الأمر عبثياً.
أما جواب السؤال الثاني، فإنّ المناهج النقدية المذكورة في تعقيبي السابق ليست جميعها جامدة، بل هي حيوية في أغلبها. ولم يترك كثيرٌ منها المضامين.
ولكني قلت: إنّ الوعاء الأدبي إذا كان مُحكَماً، ويحوي صوراً أدبية جميلة، أي يمتلك الأديب موهبة أدبية؛ فمن المحتمل أن تكون المادة أخلاقية أو غير أخلاقية.
وفي هذا الصدد ... أوضحتُ في تعقيبي السابق الملوّن بالأحمر وتحته خط في السطر الأخير منه:
بمعنى: إذا أراد أحدهم رفض النصوص الأدبية، لسبب خُلُقيّ؛ فهذا شأن رافضه فقط، لأن الرفض ليس بسبب فنيّ، كنقص الموهبة الأدبية، أو في عدم امتلاك المقومات الأدبية والفنية.
وهذا ينطبق على النص الملتزم أيضاً .. فإذا رفض ناقد أو معقّب نصاً أدبياً يمتلك مقومات الإبداع بحجة الانغلاق أو عدم الانفتاح الخُلُقي الذي يجعله (غطاءً للتحلل الخلقي)؛ فإنّه يعدّ تجنياً على النص والأديب معاً، لأنّ النصّ ملتزم أخلاقياً مع الموهبة الإبداعية.
=============
حضرتك تعرف أنّ بعضهم كثيراً ما يردد السؤال الآتي، وكأنه الخلاص من المشكلة وفتح الفتوح:
في الحقيقة هو سؤال يحمل زيفاً منطقياً، وزيفاً علمياً وخُلُقياً، لأسباب كثيرة، أهمها:
1. قبل كل شيء، ليس للخُلُقي وغير الخُلُقيّ أثرٌ في تحديد النص الأدبي والموهبة الأدبية مطلقاً. فهي كاستعمال السكين الحادة لإعداد الطعام في المطبخ مثلاً، واستعمالها للقتل، فهل شكل السكين ومادتها وهيئتها وعنوانها يتغير بمجرد استعمالها في القتل ؟ !!!.
الأصل شيء وطريقة الاستعمال شيء آخر.
2. إذا كان هو أدباً من حيث التصنيف، ولكنه غير خُلُقيّ، فما الذي يُجبرني أن أضعه بين يدي النساء والفتيات إذا خفتُ عليهنّ منه ؟ !. طبعاً أرفض وجودهُ.
3. إنّ المرأة الباحثة المتخرجة في قسم اللغة العربية أو الأديبة المتمرسة ستدرس هذا النوع أو تطلّع عليه شئنا أم أبينا !، فما المحذور منه ؟ !.
4. إذا كنتُ صاحب مكتبة في البيت فمن الطبيعي أن أُبعِد الكتب المخصوصة عن الفتيات، وعن الأولاد المراهقين أيضاً، وهذا واجب تربويّ.
5. أما في المنتديات فإنها أضحت مأوى لكل جد وهزل، ونافع وضار، وأدبي وغير أدبيّ، وهذه مهمة تقع على عاتق أصحاب المنتديات. ولعلهم غير مسؤولين عنها تمام المسؤولية، إذ ما الذي يجعل المراهق يدخل مثل هذه الموضوعات، والرقابة يجب أن تكون حاضرة، ولكن رقابة مسؤولة وليست رقابة محطمة لشخصية الفتى أو الفتاة.
............. وغيرها من الأسباب.
====================
يجب أن لا ننخدع في كثير من النصوص غيرالجنسية ظاهراً، وهي جنسية أصالةً، لأنّ ألفاظها لا تُنبئ عن ذلك. فكيف تعرفها ؟!، وكيف تصنّفها ؟ !.
والعكس صحيح أيضاً.
واسمح لي بتكرار قولي السابق:
أرجو أن أكون قد وُفّقت في التوضيح، ولي عودة مع تقدم الموضوع.
مع وافر التقدير.
أشكرك لاهتمامك بالتعقيب، ولأسئلتك الجميلة. وأبدأ بالسؤالين في مقدمة تعقيبك الكريم:
السّؤال الأوّل: هل من علاقة بين الأدب (من التّأدّب) والأدب كصبغة وتصنيف لكتابة اللّغة؟؟
السّؤال الثاني: هل اللّغة كأداة ووسيلة تخاطب.. نُحاكمها كمادّة جامدة وننظر إليها فقط كيف بُنيت كقواعد ونحو.. أم أنّها حيّة تدبُّ فيها الرّوح بما تحمل من رسائل ذات هدف وغاية.. وهنا يجب أن نحاكمها بما تحمل؟؟
السّؤال الثاني: هل اللّغة كأداة ووسيلة تخاطب.. نُحاكمها كمادّة جامدة وننظر إليها فقط كيف بُنيت كقواعد ونحو.. أم أنّها حيّة تدبُّ فيها الرّوح بما تحمل من رسائل ذات هدف وغاية.. وهنا يجب أن نحاكمها بما تحمل؟؟
جواب السؤال الأول عن علاقة (الأدب) لغةً واصطلاحاً بـ (التأدب) بالمعنى الخُلُقي هو:
إنّ مؤرخي مصطلح (الأدب) يُرجعونه إلى (الآدب) و (المأدبة) وليس إلى الألتزام الخُلُقي. (وفي هذا تفصيل).
وإذا ما تركنا المصطلح، وانتبهنا إلى الأدب ونوعه في العصر الجاهلي وما تلاه من عصور إسلامية وأموية وعباسية ... إلخ فسنرى أنه جامعٌ لكَمّ هائل من التصنيفات الأدبية، وإذا شئتَ انحصارها في التصنيف الخُلُقيّ فقط، فستجد أنها مزيج من الأدب الخُلُقي الملتزم وغير الخُلُقي (غير الملتزم).
وهذا لا يحل مشكلة محاولة تأصيل المصطلح بأنه من (الأدب) بمعنى التأدب الخُلُقيّ، بل يجعل الأمر عبثياً.
أما جواب السؤال الثاني، فإنّ المناهج النقدية المذكورة في تعقيبي السابق ليست جميعها جامدة، بل هي حيوية في أغلبها. ولم يترك كثيرٌ منها المضامين.
ولكني قلت: إنّ الوعاء الأدبي إذا كان مُحكَماً، ويحوي صوراً أدبية جميلة، أي يمتلك الأديب موهبة أدبية؛ فمن المحتمل أن تكون المادة أخلاقية أو غير أخلاقية.
وفي هذا الصدد ... أوضحتُ في تعقيبي السابق الملوّن بالأحمر وتحته خط في السطر الأخير منه:
نعم .. أن ندعو إلى الالتزام، فهذا شأنُ المضامين تنضاف إلى الموهبة الأدبية (الموجودة في الأصل وقبل كل شيء).
وليس هناك أفضل من الأدب الملتزم.
وليس هناك أفضل من الأدب الملتزم.
بمعنى: إذا أراد أحدهم رفض النصوص الأدبية، لسبب خُلُقيّ؛ فهذا شأن رافضه فقط، لأن الرفض ليس بسبب فنيّ، كنقص الموهبة الأدبية، أو في عدم امتلاك المقومات الأدبية والفنية.
وهذا ينطبق على النص الملتزم أيضاً .. فإذا رفض ناقد أو معقّب نصاً أدبياً يمتلك مقومات الإبداع بحجة الانغلاق أو عدم الانفتاح الخُلُقي الذي يجعله (غطاءً للتحلل الخلقي)؛ فإنّه يعدّ تجنياً على النص والأديب معاً، لأنّ النصّ ملتزم أخلاقياً مع الموهبة الإبداعية.
=============
حضرتك تعرف أنّ بعضهم كثيراً ما يردد السؤال الآتي، وكأنه الخلاص من المشكلة وفتح الفتوح:
هل ترضى أن تقرأ النص إحدى النساء أو الفتيات في عائلتك، وهل تُحبّ أن تشيع الفاحشة ؟. !.
في الحقيقة هو سؤال يحمل زيفاً منطقياً، وزيفاً علمياً وخُلُقياً، لأسباب كثيرة، أهمها:
1. قبل كل شيء، ليس للخُلُقي وغير الخُلُقيّ أثرٌ في تحديد النص الأدبي والموهبة الأدبية مطلقاً. فهي كاستعمال السكين الحادة لإعداد الطعام في المطبخ مثلاً، واستعمالها للقتل، فهل شكل السكين ومادتها وهيئتها وعنوانها يتغير بمجرد استعمالها في القتل ؟ !!!.
الأصل شيء وطريقة الاستعمال شيء آخر.
2. إذا كان هو أدباً من حيث التصنيف، ولكنه غير خُلُقيّ، فما الذي يُجبرني أن أضعه بين يدي النساء والفتيات إذا خفتُ عليهنّ منه ؟ !. طبعاً أرفض وجودهُ.
3. إنّ المرأة الباحثة المتخرجة في قسم اللغة العربية أو الأديبة المتمرسة ستدرس هذا النوع أو تطلّع عليه شئنا أم أبينا !، فما المحذور منه ؟ !.
4. إذا كنتُ صاحب مكتبة في البيت فمن الطبيعي أن أُبعِد الكتب المخصوصة عن الفتيات، وعن الأولاد المراهقين أيضاً، وهذا واجب تربويّ.
5. أما في المنتديات فإنها أضحت مأوى لكل جد وهزل، ونافع وضار، وأدبي وغير أدبيّ، وهذه مهمة تقع على عاتق أصحاب المنتديات. ولعلهم غير مسؤولين عنها تمام المسؤولية، إذ ما الذي يجعل المراهق يدخل مثل هذه الموضوعات، والرقابة يجب أن تكون حاضرة، ولكن رقابة مسؤولة وليست رقابة محطمة لشخصية الفتى أو الفتاة.
............. وغيرها من الأسباب.
النتيجة: لا يمكن أن نتفق على عنونة السكين بأنه غير سكين إذا استعملت في مجال القتل. وهكذا الأدب وفنونه.
====================
يجب أن لا ننخدع في كثير من النصوص غيرالجنسية ظاهراً، وهي جنسية أصالةً، لأنّ ألفاظها لا تُنبئ عن ذلك. فكيف تعرفها ؟!، وكيف تصنّفها ؟ !.
والعكس صحيح أيضاً.
واسمح لي بتكرار قولي السابق:
ليس هناك أفضل من الأدب الملتزم.
أرجو أن أكون قد وُفّقت في التوضيح، ولي عودة مع تقدم الموضوع.
مع وافر التقدير.
تعليق