كلمة ليس لها وصف محدد ، لكنها فى نفس الوقت يكفى ان تقال وحدها ولا يعقبها أى شرح أو تفصيل .
للظلم صورا عديدة ، فهناك ظلم يوجه لك عن طريق الاهل – الاخوة – الاصدقاء – العمل – الزوج – الزوجة واخيرا ظلم الانسان لنفسه .
للظلم مذاق خاص به ، مذاق مر بمرارة العلقم فى حلق المظلوم ....... والغريب انه يدوم سنين وسنين ولا يذوب ، كما انه لا ينتهى بحلق المظلوم الا عندما يسترد ذاك المظلوم حقه ، فى هذا الوقت يتخلص المظلوم من هذا المذاق المر .
تتحدد قسوته وألمه بدرجة قربك من الظالم ، فكلما كنت تحبه ومأمن له كلما كانت ألامه أشد وأعنف
الالم الذى يأتيك من الاهل غير الاصدقاء ، غير الزملاء ، كل هذه انواع للظلم ودرجة قسوته من درجة حبك واطمئنانك للظالم .
كل هذا الكلام ليس بجديد ولا غريب ، لكن الغريب هنا هو ظلم الانسان لنفسه
وكيف يظلم نفسه ؟ ولما يقدم على اقتراف هذا الظلم فى حق نفسه ؟
هل هذا سببه انه ذو نفس لوامة ؟ أم انه شخص يكره نفسه ، أم انه ينتقم من نفسه بظلمها ، أو ربما لانه لا يقوى على ظلم غيره .
نعم ؛ الانسان من طبيعته الظلم ، عليه ان يظلم ليكون انسان وان كان مرة واحدة فى حياته ، لكن عليه ان يظلم ويتجرع من هذا الكأس ، فهذا هو الانسان يوما مظلوما ويوما ظالما ..... لكن الذى تعود على ان يكون مظلوما لا يقوى على ظلم الغير ، لا يقوى على الاحساس بالذنب والسبب انه ذاق طعم الظلم فلا يمكن ان يذيقه لاحد سواه
الغريب انه يتعود على هذا ، فيصبح مدمن ؛ نعم وكأنه تعود على هذا المذاق الذى هو بمرارة العلقم
يكاد ان يكون واقعا فى غرام الظلم ، لتعوده عليه ....... فأصبح يظلم نفسه طواعيا بارادته ، قائلا لنفسه هكذا أفضل من ان أظلم أحدا أخر ، فلا أستطيع ان اكون ظالما يسبب العذاب كما أتعذب أنا .
غريب هذا الكلام أليس كذلك ؟ الاغرب منه موقف الظالم الذى يظلم ويبطش بالمظلوم ، ثم تمر السنين والسنين ويأتى هذا الظالم طالبا من المظلوم ان يسامحه
معتقدا ان المظلوم يقوى على المسامحة ..... وهذا لان كلما كان الظلم كالعلقم ومرير كلما كانت نسبة مسامحة المظلوم للظالم ضعيفة جدا ، فهى علاقة عكسية .
من يستطيع ان يغفر ومرارة الظلم فى حلقه معه سنين وسنين ، فيهم لا ينسى ابدا ذاك المذاق ، لم ينسى للحظة واحدة وقت ما وقع عليه الظلم .
كيف يطلب الظالم المسامحة ؟ لانه لم يذوق تلك المرارة ولا يعرفها ابدا ولم يجرب نارها فى القلب ، ولا حرقة العين من الدمع ، فدموع الظلم تكوى الوجه لدرجة انها تترك أثارا عليه ، أثار بالعجز والكبر ، فتلك الاثار كفيلة ان تشيخ المظلوم فى مظهره قبل الاوان ، وتميت الامل فى قلبه وتطفىء أى فرحة يشعر بها ان أتته .
فيتعجب الظالم ، لما لا يغفر المظلوم وقد مر على هذا الظلم الذى اقترفه سنين وسنين ، أقلبه أسود الى هذه الدرجة ؟
يتهم الظالم المظلوم بسواد القلب لانه لن يستطيع ان يغفر له ، وما لون قلب الظالم وقت ارتكابه الظلم ؟ أكان أبيض قلبه حين ذاك ؟
الظالم والمظلوم ......... ليسوا وحدهم بذاك المشهد ، بل هناك من يعلم بهم ، هناك الثالث لهم ..... الحاكم ، الذى أقسم بعزته وجلاله لينصر المظلوم ولو بعد حين ، وهذا دليل على ان المظلوم لا يقوى على مسامحة الظالم .
وهذا ايضا دليل على قوة الظلم وجبروته ......... لم يقسم الاله بعزته وجلاله الا للمظلوم ان ينصره لو بعد سنين وسنين
هذا من المفترض ان يضعه الظالم بعقله ويستوعبه جيدا عندما يذهب للمظلوم يطالبه بالغفران ، بل وعندما يتعجب لعدم غفرانه ........ فليتذكر ان الله اتخذه عدو يقتص منه مهما طال الامد والدهر .
من الذى يقوى على ان يتخذه الله عدوا له ؟ ما نوعية هؤلاء البشر ؟
أكانوا فى غفلة عن هذا القسم ، أم أعماهم الكبرياء والقوة والجبروت فى الارض ، أو ربما أعتمدوا وقتها على غفران المظلوم
عند نصر المظلوم يتبدل طعم الظلم من المرارة الى مذاق أخر ، عكس المذاق الاول تماما
مذاق ايضا لن ينساه مهما حيا وحتى بعد مماته ويوم البعث ، هيتذكره ايضا بل هيبقى معه هذا المذاق
مذاق حلاوة حب الله له ونصره له على الظالم ، حلاوة قسم رب العزة بجلاله لنصره ، وقتها هيهون عليه ما مر به من ألالام وعذاب .
وقتها هيتحول الانكسار الى انتصار ، لترتفع قامته عنان السماء وعينه تدمع دموع الفرحة تمحو آثار السنين ، التى أخلفتها دموع الظلم ، تهلل على وجنتيه نصرنى العزيز ، نصرنى العزيز .
وقتها يعلم انه كان على حق ، انه كان من جانب الاخيار ، ان طوبى له انه صبر على هذا البلاء ، واية بلاء ، فهو أشد بلاء يمر به الانسان ، بلاء الظلم ، الذى أقسم له الله بجلاله .
أيها القارىء لا تستهين بالظلم ، لا تقترفه وتصير من جانب الاشرار ، لا تطلب من المظلوم المغفرة لانه لن يقوى عليها ، فان كان يقوى عليها كنت أنت قويت على مجاهدة نفسك بعدم ظلم أخيك الانسان .
تذكر دائما هذا القسم كلما سولت عليك نفسك بالاقدام على ظلم أحد (( وعزتى وجلالى لانصرنك ولو بعد حين ))
الظلم كلمة لها جبروت وقسم .
للظلم صورا عديدة ، فهناك ظلم يوجه لك عن طريق الاهل – الاخوة – الاصدقاء – العمل – الزوج – الزوجة واخيرا ظلم الانسان لنفسه .
للظلم مذاق خاص به ، مذاق مر بمرارة العلقم فى حلق المظلوم ....... والغريب انه يدوم سنين وسنين ولا يذوب ، كما انه لا ينتهى بحلق المظلوم الا عندما يسترد ذاك المظلوم حقه ، فى هذا الوقت يتخلص المظلوم من هذا المذاق المر .
تتحدد قسوته وألمه بدرجة قربك من الظالم ، فكلما كنت تحبه ومأمن له كلما كانت ألامه أشد وأعنف
الالم الذى يأتيك من الاهل غير الاصدقاء ، غير الزملاء ، كل هذه انواع للظلم ودرجة قسوته من درجة حبك واطمئنانك للظالم .
كل هذا الكلام ليس بجديد ولا غريب ، لكن الغريب هنا هو ظلم الانسان لنفسه
وكيف يظلم نفسه ؟ ولما يقدم على اقتراف هذا الظلم فى حق نفسه ؟
هل هذا سببه انه ذو نفس لوامة ؟ أم انه شخص يكره نفسه ، أم انه ينتقم من نفسه بظلمها ، أو ربما لانه لا يقوى على ظلم غيره .
نعم ؛ الانسان من طبيعته الظلم ، عليه ان يظلم ليكون انسان وان كان مرة واحدة فى حياته ، لكن عليه ان يظلم ويتجرع من هذا الكأس ، فهذا هو الانسان يوما مظلوما ويوما ظالما ..... لكن الذى تعود على ان يكون مظلوما لا يقوى على ظلم الغير ، لا يقوى على الاحساس بالذنب والسبب انه ذاق طعم الظلم فلا يمكن ان يذيقه لاحد سواه
الغريب انه يتعود على هذا ، فيصبح مدمن ؛ نعم وكأنه تعود على هذا المذاق الذى هو بمرارة العلقم
يكاد ان يكون واقعا فى غرام الظلم ، لتعوده عليه ....... فأصبح يظلم نفسه طواعيا بارادته ، قائلا لنفسه هكذا أفضل من ان أظلم أحدا أخر ، فلا أستطيع ان اكون ظالما يسبب العذاب كما أتعذب أنا .
غريب هذا الكلام أليس كذلك ؟ الاغرب منه موقف الظالم الذى يظلم ويبطش بالمظلوم ، ثم تمر السنين والسنين ويأتى هذا الظالم طالبا من المظلوم ان يسامحه
معتقدا ان المظلوم يقوى على المسامحة ..... وهذا لان كلما كان الظلم كالعلقم ومرير كلما كانت نسبة مسامحة المظلوم للظالم ضعيفة جدا ، فهى علاقة عكسية .
من يستطيع ان يغفر ومرارة الظلم فى حلقه معه سنين وسنين ، فيهم لا ينسى ابدا ذاك المذاق ، لم ينسى للحظة واحدة وقت ما وقع عليه الظلم .
كيف يطلب الظالم المسامحة ؟ لانه لم يذوق تلك المرارة ولا يعرفها ابدا ولم يجرب نارها فى القلب ، ولا حرقة العين من الدمع ، فدموع الظلم تكوى الوجه لدرجة انها تترك أثارا عليه ، أثار بالعجز والكبر ، فتلك الاثار كفيلة ان تشيخ المظلوم فى مظهره قبل الاوان ، وتميت الامل فى قلبه وتطفىء أى فرحة يشعر بها ان أتته .
فيتعجب الظالم ، لما لا يغفر المظلوم وقد مر على هذا الظلم الذى اقترفه سنين وسنين ، أقلبه أسود الى هذه الدرجة ؟
يتهم الظالم المظلوم بسواد القلب لانه لن يستطيع ان يغفر له ، وما لون قلب الظالم وقت ارتكابه الظلم ؟ أكان أبيض قلبه حين ذاك ؟
الظالم والمظلوم ......... ليسوا وحدهم بذاك المشهد ، بل هناك من يعلم بهم ، هناك الثالث لهم ..... الحاكم ، الذى أقسم بعزته وجلاله لينصر المظلوم ولو بعد حين ، وهذا دليل على ان المظلوم لا يقوى على مسامحة الظالم .
وهذا ايضا دليل على قوة الظلم وجبروته ......... لم يقسم الاله بعزته وجلاله الا للمظلوم ان ينصره لو بعد سنين وسنين
هذا من المفترض ان يضعه الظالم بعقله ويستوعبه جيدا عندما يذهب للمظلوم يطالبه بالغفران ، بل وعندما يتعجب لعدم غفرانه ........ فليتذكر ان الله اتخذه عدو يقتص منه مهما طال الامد والدهر .
من الذى يقوى على ان يتخذه الله عدوا له ؟ ما نوعية هؤلاء البشر ؟
أكانوا فى غفلة عن هذا القسم ، أم أعماهم الكبرياء والقوة والجبروت فى الارض ، أو ربما أعتمدوا وقتها على غفران المظلوم
عند نصر المظلوم يتبدل طعم الظلم من المرارة الى مذاق أخر ، عكس المذاق الاول تماما
مذاق ايضا لن ينساه مهما حيا وحتى بعد مماته ويوم البعث ، هيتذكره ايضا بل هيبقى معه هذا المذاق
مذاق حلاوة حب الله له ونصره له على الظالم ، حلاوة قسم رب العزة بجلاله لنصره ، وقتها هيهون عليه ما مر به من ألالام وعذاب .
وقتها هيتحول الانكسار الى انتصار ، لترتفع قامته عنان السماء وعينه تدمع دموع الفرحة تمحو آثار السنين ، التى أخلفتها دموع الظلم ، تهلل على وجنتيه نصرنى العزيز ، نصرنى العزيز .
وقتها يعلم انه كان على حق ، انه كان من جانب الاخيار ، ان طوبى له انه صبر على هذا البلاء ، واية بلاء ، فهو أشد بلاء يمر به الانسان ، بلاء الظلم ، الذى أقسم له الله بجلاله .
أيها القارىء لا تستهين بالظلم ، لا تقترفه وتصير من جانب الاشرار ، لا تطلب من المظلوم المغفرة لانه لن يقوى عليها ، فان كان يقوى عليها كنت أنت قويت على مجاهدة نفسك بعدم ظلم أخيك الانسان .
تذكر دائما هذا القسم كلما سولت عليك نفسك بالاقدام على ظلم أحد (( وعزتى وجلالى لانصرنك ولو بعد حين ))
الظلم كلمة لها جبروت وقسم .
تعليق