الظلم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أميرة تاج الدين
    عضو الملتقى
    • 29-11-2009
    • 108

    الظلم

    كلمة ليس لها وصف محدد ، لكنها فى نفس الوقت يكفى ان تقال وحدها ولا يعقبها أى شرح أو تفصيل .



    للظلم صورا عديدة ، فهناك ظلم يوجه لك عن طريق الاهل – الاخوة – الاصدقاء – العمل – الزوج – الزوجة واخيرا ظلم الانسان لنفسه .



    للظلم مذاق خاص به ، مذاق مر بمرارة العلقم فى حلق المظلوم ....... والغريب انه يدوم سنين وسنين ولا يذوب ، كما انه لا ينتهى بحلق المظلوم الا عندما يسترد ذاك المظلوم حقه ، فى هذا الوقت يتخلص المظلوم من هذا المذاق المر .



    تتحدد قسوته وألمه بدرجة قربك من الظالم ، فكلما كنت تحبه ومأمن له كلما كانت ألامه أشد وأعنف
    الالم الذى يأتيك من الاهل غير الاصدقاء ، غير الزملاء ، كل هذه انواع للظلم ودرجة قسوته من درجة حبك واطمئنانك للظالم .



    كل هذا الكلام ليس بجديد ولا غريب ، لكن الغريب هنا هو ظلم الانسان لنفسه
    وكيف يظلم نفسه ؟ ولما يقدم على اقتراف هذا الظلم فى حق نفسه ؟
    هل هذا سببه انه ذو نفس لوامة ؟ أم انه شخص يكره نفسه ، أم انه ينتقم من نفسه بظلمها ، أو ربما لانه لا يقوى على ظلم غيره .



    نعم ؛ الانسان من طبيعته الظلم ، عليه ان يظلم ليكون انسان وان كان مرة واحدة فى حياته ، لكن عليه ان يظلم ويتجرع من هذا الكأس ، فهذا هو الانسان يوما مظلوما ويوما ظالما ..... لكن الذى تعود على ان يكون مظلوما لا يقوى على ظلم الغير ، لا يقوى على الاحساس بالذنب والسبب انه ذاق طعم الظلم فلا يمكن ان يذيقه لاحد سواه
    الغريب انه يتعود على هذا ، فيصبح مدمن ؛ نعم وكأنه تعود على هذا المذاق الذى هو بمرارة العلقم
    يكاد ان يكون واقعا فى غرام الظلم ، لتعوده عليه ....... فأصبح يظلم نفسه طواعيا بارادته ، قائلا لنفسه هكذا أفضل من ان أظلم أحدا أخر ، فلا أستطيع ان اكون ظالما يسبب العذاب كما أتعذب أنا .



    غريب هذا الكلام أليس كذلك ؟ الاغرب منه موقف الظالم الذى يظلم ويبطش بالمظلوم ، ثم تمر السنين والسنين ويأتى هذا الظالم طالبا من المظلوم ان يسامحه
    معتقدا ان المظلوم يقوى على المسامحة ..... وهذا لان كلما كان الظلم كالعلقم ومرير كلما كانت نسبة مسامحة المظلوم للظالم ضعيفة جدا ، فهى علاقة عكسية .



    من يستطيع ان يغفر ومرارة الظلم فى حلقه معه سنين وسنين ، فيهم لا ينسى ابدا ذاك المذاق ، لم ينسى للحظة واحدة وقت ما وقع عليه الظلم .



    كيف يطلب الظالم المسامحة ؟ لانه لم يذوق تلك المرارة ولا يعرفها ابدا ولم يجرب نارها فى القلب ، ولا حرقة العين من الدمع ، فدموع الظلم تكوى الوجه لدرجة انها تترك أثارا عليه ، أثار بالعجز والكبر ، فتلك الاثار كفيلة ان تشيخ المظلوم فى مظهره قبل الاوان ، وتميت الامل فى قلبه وتطفىء أى فرحة يشعر بها ان أتته .



    فيتعجب الظالم ، لما لا يغفر المظلوم وقد مر على هذا الظلم الذى اقترفه سنين وسنين ، أقلبه أسود الى هذه الدرجة ؟



    يتهم الظالم المظلوم بسواد القلب لانه لن يستطيع ان يغفر له ، وما لون قلب الظالم وقت ارتكابه الظلم ؟ أكان أبيض قلبه حين ذاك ؟



    الظالم والمظلوم ......... ليسوا وحدهم بذاك المشهد ، بل هناك من يعلم بهم ، هناك الثالث لهم ..... الحاكم ، الذى أقسم بعزته وجلاله لينصر المظلوم ولو بعد حين ، وهذا دليل على ان المظلوم لا يقوى على مسامحة الظالم .



    وهذا ايضا دليل على قوة الظلم وجبروته ......... لم يقسم الاله بعزته وجلاله الا للمظلوم ان ينصره لو بعد سنين وسنين
    هذا من المفترض ان يضعه الظالم بعقله ويستوعبه جيدا عندما يذهب للمظلوم يطالبه بالغفران ، بل وعندما يتعجب لعدم غفرانه ........ فليتذكر ان الله اتخذه عدو يقتص منه مهما طال الامد والدهر .



    من الذى يقوى على ان يتخذه الله عدوا له ؟ ما نوعية هؤلاء البشر ؟



    أكانوا فى غفلة عن هذا القسم ، أم أعماهم الكبرياء والقوة والجبروت فى الارض ، أو ربما أعتمدوا وقتها على غفران المظلوم
    عند نصر المظلوم يتبدل طعم الظلم من المرارة الى مذاق أخر ، عكس المذاق الاول تماما
    مذاق ايضا لن ينساه مهما حيا وحتى بعد مماته ويوم البعث ، هيتذكره ايضا بل هيبقى معه هذا المذاق
    مذاق حلاوة حب الله له ونصره له على الظالم ، حلاوة قسم رب العزة بجلاله لنصره ، وقتها هيهون عليه ما مر به من ألالام وعذاب .



    وقتها هيتحول الانكسار الى انتصار ، لترتفع قامته عنان السماء وعينه تدمع دموع الفرحة تمحو آثار السنين ، التى أخلفتها دموع الظلم ، تهلل على وجنتيه نصرنى العزيز ، نصرنى العزيز .



    وقتها يعلم انه كان على حق ، انه كان من جانب الاخيار ، ان طوبى له انه صبر على هذا البلاء ، واية بلاء ، فهو أشد بلاء يمر به الانسان ، بلاء الظلم ، الذى أقسم له الله بجلاله .



    أيها القارىء لا تستهين بالظلم ، لا تقترفه وتصير من جانب الاشرار ، لا تطلب من المظلوم المغفرة لانه لن يقوى عليها ، فان كان يقوى عليها كنت أنت قويت على مجاهدة نفسك بعدم ظلم أخيك الانسان .



    تذكر دائما هذا القسم كلما سولت عليك نفسك بالاقدام على ظلم أحد (( وعزتى وجلالى لانصرنك ولو بعد حين ))



    الظلم كلمة لها جبروت وقسم .
    [SIZE=6][COLOR=DarkRed][I][B]أميرة تاج الدين[/B][/I][/COLOR][/SIZE]
  • خضر سليم
    أديب وشاعر
    • 25-07-2009
    • 716

    #2
    نعم أختاه...الظلمُ ظلماتٍ يوم القيامة..
    ..وظلم ذوي القربى أشد غضاضةً ...على النفس من وقع الحسام المهندِ...
    وهذا حال غزة التي ظلمها ..ويظلمها اليوم القاصي والداني...
    ..لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً..فالظلم ترجع عقباه إلى الندم..
    ..وتبارك رب العزة حين يقول في الحديث القدسي..ياعبادي ..إني حرمت الظلم علىنفسي وجعلته بينكم محرماً....تحية لك أخت أميرة

    تعليق

    • نعيمة عماشة
      أديب وكاتب
      • 20-05-2010
      • 452

      #3
      [frame="11 98"]
      غاليتي أميرة ، الظالم هو كائن ضعيف ، لأنَّ الظلم هو نصلٌ لا يحملهُ إلا كائن ( ولا أقول إنسان) يخاف من الحق والعدل فيعتنق إعتقادًا مشوبًا بالزيف ِ ليخرجَ من تلابيب ِ الصدق ِ !
      الظالم يغضبُ الله عزَّ وجل ، والمظلوم تُكتبُ لهُ الحسنات إذا احتملَ الظلم وقاسى وتألم، أحيانًا يظلمُ الإنسان عن سبق ِ إصرار ٍ وترصد ، وأحيانًا يظلمُ عن غير ِ قصد، وهناكَ أفكارٌ مُبتسرةٌ ترسمُ خطوطًا عريضةً لمجتمعات ٍ بعينها ولطوائف بعينها ، فيتحول الظلم من ظلم ٍ فردي لظلم ٍ جماعي !
      القدرة على الغفران نادى بها كل الأنبياء ، وأولهم سيدنا المسيح حيثُ طالبَ بالمغفرة ِ والغفران والصفح والتسامح والأنبياءُ جميعًا إحتملوا ظلمَ ذوي القربة فنكلوا بهم وطاردوهم وقتَّلوهم ، ورغمَ المظالم ِ جميعًا رسخوا وثبتوا وأدوا رسالتهم!
      الظلمُ آفةُ المجتمعات ِ فهو أكسيرُ الحضارات الرجعية ِ المتزمتة ِ ومحدودة الرؤية!
      فأفق الإنسان كلما إتسع واتسعت رؤيتهُ عاملَ الناس بالمثل وأحسن وترفقَ ، عادةً الظلم هو وليدُ الحرف ، والكلمة تقتلُ كالنصل ، غيرَ إنَّ القتل يكونُ محسوسًا وتنزف دماء ويعاقب قانون ! إلا أنَّ الظلم لا يترك أثرًا وبينما تشفى الجراحات تبقى المظالمُ كما أسلفت ِ غاليتي عالقةً بالذاكرة !
      وقد قرأتُ قصةً ذاتَ يوم تحكي قصةً ملك ٍ ذو عز ٍ وسؤدد ٍ أتى لولده ِ بمعلم ٍ ليعلمهُ الفقه واللغةَ والفلسفةَ ، وقيلَ أنَّ هذا المعلم قامَ وصفعَ تلميذهُ الأمير دونَ ذنب ٍ جناه ذاكَ الأمير ، ولما صُفعَ بلا ذنبٍ عزت بنفسه ِ الدنيا ، وأخفى تأثرهُ وتوعدَ ليعاقبنَ المعلم !
      وحدثَ أن شبَّ الأميرُ وتولى الحكم والمملكةً فأتي بخادمه ، وأمرهُ بإحضار الشيخ المعلم وأضمر عقابهُ لفعلته ِ تلك ، وحينَ أتى الشيخ ،سألهُ يا هذا لمَ عاقبتني بلا ذنب ٍ وظلمتني ؟!
      قالَ الشيخُ الأستاذ: يا بني علمتكَ ستصبحُ مليكًا وستخلفهُ بالعرش ِ ، فرأيتُ أن أعلمكَ درسًا لا تنساه!
      قالَ الملكُ : وما هو الدرس !؟
      قالَ الشيخ : أردتُ أن تعلم أنَّ الظلمَ شديدُ الوقع ، وإن تذوقتهُ وعوقبتَ لأجل ِ أمر ٍ لم تفعله ، فإنكَ لن تظلمَ أحدًا لأنَّ الظلمً شديدٌ على النفس !
      فعفى الملكُ عن الشيخ الجليل وأكرمه!
      صديقتي أميرة، تصبري إن ظلمت ِ ، فآخرُ الصبر ِ فرجًا ، ولا يدومُ ظلمٌ ولا ظالمُ ، والناسُ دولٌ والممالكُ تفنى ، وظالمُ اليوم ِ مظلومُ الأمس ، ولا كأسَ نتجرعهُ إلا ويتجرع منهُ الآخرون ، ولا حصانةَ لأمرء ٍ من موت ٍ أو من مرض أو من ظلم!!
      أثريت ِ الإجتماعي بمساهمتك ِ وأعتز بوعيك ِ وثقافتك ِ وموضوعك ِ الهادف !

      [/frame]
      [imgr]http://members.lycos.co.uk/helm2006/up/images/annaa21.jpg[/imgr]

      تعليق

      • أميرة تاج الدين
        عضو الملتقى
        • 29-11-2009
        • 108

        #4
        أسعدتمونى حقا بمشاركتكم الطيبة اخوانى وباضافتكم التى أكملت مقالى .

        نعم جميعنا ظالم ومظلوم ، لكن يالا العجب !! مظلوم من البشر وظالم لا نقدر الله حقا ، لما اذا لا نكن مظلوما ونتجرع من هذا الكأس .

        مقالى هذا كان لالقاء الضوء على تعجب الظالم لعدم غفران المظلوم له
        فذهب العقل لما هو أبعد من ذلك وكان حق ..... نظلم العظيم المقتدر بعدم عبادتنا له كما يجب فينصرنا بقسمه ( وعزتى وجلالى لانصرنك ولو بعد حين ) حقا هذا الفرق بين الخالق والمخلوق .

        تحياتى لشخصكم الكريم


        [SIZE=6][COLOR=DarkRed][I][B]أميرة تاج الدين[/B][/I][/COLOR][/SIZE]

        تعليق

        يعمل...
        X