الرجل الذي فاض عمره

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • خليف محفوظ
    أديب ومفكر
    • 10-05-2009
    • 88

    الرجل الذي فاض عمره

    إهداء :
    مرفوعة إلى أديبنا الكبير ربيع عقب الباب


    الرجل الذي فاض عمره

    بقلم خليف محفوظ


    " إنما أبكي اتحادا بمن يسمع صمت وحدتي في هذه الساعة من الليل "
    زياد ( في الرجل الذي فاض عمره )






    النص

    هاهو الفندق ببهوه الواسع يتنفس ورده عطرا شذيا ، و تتفجر نافورته ماء ثرا .
    هنا قضى بضع لياليه عشية الاستقلال منذ خمس و عشرين سنة .
    المدينة تغيرت قليلا ، لكن الفندق هو هو ، مازال الوهران يربضان أمام البوابة يرقبان الداخل و الخارج ، مازال اللون الأصفر الرملي يطلي الجدران . حتى المشرف على الاستقبال يكاد يكون هو نفسه ، لكنه شاخ بسرعة . أواه ، لا ، إنها ربع قرن . إذن فقد شاخ على مهل ! نعم ، المدينة أيضا تشيخ لولا هذا الجيش من الأطفال عراة البطون حفاة الأقدام ، لكنهم أيضا يشيخون في طفولتهم ، بل و في أرحام أمهاتهم .

    - نعم سيدي ؟

    طالعه وجهه في المرآة المصقولة المذهبة الإطار كالحا مغبرا ، و شيب نزير عند الفودين كأنه يظهر لأول مرة .

    " إيه ، حتى أنا أشيخ على ملل "

    - ماذا تريد يا سي محمد ؟

    سأله الشيخ متبرما من ذهوله .

    صرف وجهه عن المرآة إلى وجه الشيخ المتقبض .

    - أريد غرفة مريحة ، أنا قادم من عندهم للمرة الأخيرة .

    حدق الشيخ في البطاقة ، دقق النظر في الصورة ، تردد قليلا ، ثم أسعفته فطنته فقلب البطاقة على ظهرها و قرأ تاريخ صدورها . مط شفتيه و شرع يكتب في سجله اسم هذا المقاتل العتيد الواقف أمامه كالأسطون .

    وخرجت البطاقة من تحت الزجاج معها مفتاح برقم خمس و عشرين . حدق في الرقم مندهشا ! كيف ؟ ! أهي الصدفة تطلع هذا الرقم الذي يعلو مؤسسات البلد هذا المساء أم أنه مكر الشيوخ ؟ وتطلع إلى عيني الشيخ : فيهما هدوء و أيام كثيرة لا غير .

    تأبط حقيبته و مضت خطواته تمزق الرواق المرصع بالتحف و اللوحات و الهدوء ، العابق بعطر الورد الذي أيقظ في نفسه لهيب السيروكو و عقم الرمل الأهوج بالمساحات غير ذات الحدود إذ يكشف الوجود عن وجهه الأبشع و يصير هو جذع شجرة مقتلعا متصلبا مفتحة عيناه إلى الجهة الأخرى من الأخدود مطوية جوانحه على الحذر و التيقظ للأحجام الغامضة المتدحرجة المسرعة بالاختفاء في قاع أخدود القتلى الجبناء و القتلى المتمردين ، الأخدود العميق المفتوح كشرخ حاد في سبورة الأيام المتراكمة بلا جدوى .

    وقف أمام الباب الخامس و العشرين ، اصطدم به الرقم يحدق فيه محفوفا بالزهو مملوءا بالطرب مرة أخرى .

    البلد كله يعلوه هذا الرقم ! خمسا و عشرين سنة من الاستقلال ! يالعبث الأقدار !

    دفع الباب : غرفة أنيقة ، طلاء أزرق فاتح حالم ، فراش وثير ناعم ، خزانة و كرسي و طاولة أبنوس خالص ، ستائر هفهافة كجناحي فراشة ، شاعرية محضة .

    هنا سيخلع تعبه .

    حل خيوط حذائه ، لا بد من دوش .

    انتصب تحت المرش ، دغدغه ماء فاتر ، حك إبطيه ، رفغيه ، مخابئ جسده ، ابتسم ، ضحك ، قهقه طويلا ، غمره الماء كما الطوفان ، مطر غزير يصيح ، يعول ، يثقب الجدران ، كالماء لكنه مالح و ساخن ، ضباب كثيف ، أزيز و صفير . مات بين يدي تحت الصخرة بالوادي ، لم أدفنه ، سيدخل الجنة بأسماله كما دخلوا القصور من بعده بأكتافهم العريضة و تطاولوا فيها و أفسقوا مثلما تفسق في الأيام . و عندما هدأ المطر و أهل القمر كنت عند النافذة أطرق خفيفا . كان شوقي إليها أكبر من حزني على رفيقي . لكنها لم تفتح !
    وكان العالم طلقة مسدس في الظلام .


    و استقرت يده آليا على ندب عميق في فخذه ، ندب استعصى على الأيام بتهافتها ووسخها و ظل يعلن عن حضور شاحب يضج بالغائبين الذين منهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و قد بدل تبدل تبديلا و ما عاد في الروح إلا جدارية حزينة ألصقها الزمن في القلب بصمغ الصبر تحكي كلاما مبهما ضاعت معانيه منذ أن ظن خطأ أنه بلغ سن الرشد .

    مازال المرش يضخ بلا هوادة ، مازال متسمرا تقبض يده موضع الندب من فخذه ، مازالت الأصوات المتوحشة تمزق سمعه ، السياط تنهمر على لحمه ، أنياب الكلاب ، صرير الباب الحديدي المدرع ، وقع أحذيتهم و هم مقبلون في الهزيع الأخير من الليل ، وقع أحذيتهم و هم يسوقون الرفاق إلى المشانق المجيدة .

    أواه ، أواه يا زياد ! لماذا هذا الآن ؟ يجب أن تغلق هذه النافذة و تسد هذا الباب .

    أواه ، هي نافذة مهشمة تعول بها الريح ، يطلع منها الجائعون العرايا و الضائعون الحيارى ضحايا الصراع غير المتكافئ و الذين ألقي عليهم القبض أمواتا
    .
    انسحب من تحت المرش . وقف أمام المرآة ينشف جسمه . لاح له وجهه بلا أبعاد . حاول أن يبحث عن بعض معانيه الأولى تحت طبقات الأيام ، لم يعثر على ما يشده إلى بعضه ، إنه وجه آخر ، وجه مبصوم بالحر و الرمل و السأم .

    أشاح عن المرآة إلى السرير مستلقيا على ظهره ... إذن قوْعدوك يا زياد و أنت لا تملك للدنيا حطاما إلا حلما بهت سكن القلب زهرة زمن العمر كان ربيعا ثم تلوث بالتبغ و الذهول و العزلة . لا دار و لا ولد ، اثنان و ثلاثون عاما خدمة ، منها ربع قرن في الاستقلال ، هو كذلك من المنفى و و النسيان و ممارسة التموضع و التواطئ مع الأيام ضد النفس بالأرض العقيم . تنوي الإقامة بهذا الفندق السعيد تقضي ما تبقى من العمر تقرأ الجرائد الكسلى ، تسمع و تشاهد وحيدا محايدا و الرفاق منهم من قضى نحبه و منهم من بدل تبديلا و ما بقي في خاطرك آخر العمر إلا هذا الإحساس الهرم المفعم بالحسرة و الندم على ما كان و ما لم يكن، على ما ضاع و انهدم . يا للهول ! كيف يفيض فيك هذا السيل العرم بعد طول سنين من التهميش و التخشب ؟! من ينقذك من ذاتك الساعة في هذه الحجرة المغلقة و الناس بالخارج في دوار و لهاث و الرقم الخامس و العشرون يعلو الدنيا مملوءا بالزهو مزدانا بالطرب ؟ هم يحتفلون بربع قرن من عمر الاستقلال و ماذا تصنع أنت بهذا الفائض من العمر ؟ ها هو الزمن يجثم على صدرك حتى يعسر تنفسك فتستنجد بما بهت و شحب و اتخذ هناك في الظلمة مكانا قصيا . كيف فتحت كهف الأسى ؟ ألم تضرب عرض الحائط مبعث الدمع حين حفر الشك قلبك ثم أدار اليقين رأسك فاستوى كلاهما عندك و ما كان حلما زاهيا أضحى كابوسا مؤرقا ؟!

    البدء ما كان ينبئ بخاتمته . كانت تلبس أزهى ثيابها ، تتضمخ بأجمل العطر .

    تحت المطر تعانقنا و تحت المطر افترقنا .

    - سنلتقي و سنحتفل بالشمس و معنا الله و الأنبياء و الأطفال .


    آخر ما قلناه . و أخذني المطر و الظلام و الجوع و التشريد و الرصاص .

    ولم يكن لقاء .

    خبا بريق عينيها ، تمْومس وجهها ، غدا خرقة مملوءة ببصمات الفاسقين . كانت تعرض نفسها فوق السلم على ثلة من الجائعين تحت إشراف عجوز شمطاء .لم تذعر عيناها لما أبصرتني ، لم تزد عن أن سحبت الثوب على فخذها . لم أفتح النار ، المسدس كان أتفه من أن تلتفت إليه يدي ، و كان الشارع بلا نهاية ، و كان قلبي يمطر المطر الأخير . استوت عندي الأشياء فأهدرت العمر بالذهول ، لم أنض الثوب ، لم أخلع الحذاء ، لم أسأل كيف هو الصف ، لم يسألوا عني . لكن ماهذا السؤال المباغت الليلة ؟ لماذا يقوْعد الإنسان ؟ أ ليخوْزق أم ليعطى وقتا أخيرا يتجرع فيه كؤوس الندامة و الحسرة ؟
    أواه يا زياد ، ها أنت تقرأ بالوجد أيامك ، وجوه الرفاق ، أهازيج الأطفال ، الطرقات الخاوية ، وقوفك بمحطات البلد يدثرك الظلام و الضوء الخافت ووقع خطوات هاربة و أخرى مطارة و طلقات نار تنشر الموت في الزوايا و الأزقة .

    الموت كان احتفالا مهيبا ، صلاة معربدة على إيقاع تدفق النبع . هاهو الآن بهذه الغرفة العبقة يقهقه ملء شدقيه كعينيها لحظة تقابلتما و هي تعرض نفسها على التافهين . خرجت من ذاتك حين كان ذكر الذات إشراكا . ثم كان الغياب الفظ فنسيت من تكون ، لم تعد تعرف ذاتك ، تدحرجت الأيام ، تكدست ، تراكمت ، انهارت . إلى أين ؟لم يكن يهمك شيء . كيف تدخل ذاتك الآن ؟ ! كيف يستيقظ فيك هذا الحنين إلى الأطفال و الزوجة و السقف و الدعة فتكون ككل المتقاعدين الكسالى المؤرقين بانتظار الموت ؟! ما هذا الذي يشق وجهك إلى شفتيك في طعم الملح ؟ ما عرفته عينك طول ما ولى و انقضى ! قلت إنك دخلت الفرح الأبدي حين تعانقتما تحت المطر، و عندما أبصرتها في حضرة الشيطان لم تبك لأنك أدركت أنك لم تبلغ سن الرشد فكيف تبكي الآن ؟ !
    أواه ، إني لا أبكي حزنا ، إنما أبكي اتحادا بمن يسمع صمت وحدتي في هذه الساعة من الليل .

    هاهي الظلمة تتكثف أكثر و أنت لا تدري كم الساعة الآن ؟ هو ليل وراء حدود الزمن . الليلة الأولى من العمر الفائض فمن يسمع صمت وحدتك في مثل هذا العمر ؟؟؟


    قام إلى النافذة ، مصابيح الحديقة شاحبة تحيط نفسها بالصمت و التثاؤب ، الرصيف المقابل غارق في الغفوة ، والملصقات من فوقه مقهقهة كالأشباح .

    تراجع ، انتصب وسط الحجرة ، حدق في الجدران ، في السقف ، أوقد الضوء ، انتبه إلى أنه مازال عاريا كما كان منذ أن استحم ، هيكل صلب كالسنديانة ، لكن في الرأس طنين ،و في القلب انفلات من حال إلى حال ، لهاث ، اصطفاق ، الندب في الفخذ يتصلب كالصخرة ، الضوء أعطى الأشياء لونا أصفر مقيتا ، فقعها ، فأسرع يطفئه .

    جلس على حافة السرير . الباب يصر و ينشق قليلا . من ؟ هي ؟ زوليخا ، هي التي انسابت بثوبها الأبيض . اتنصب ثانية وسط الغرفة ، اصطدم بالمشجب معلقة عليه أيامه ، بل ثيابه ، تراجع ، عشرات الخطى تهدر في الرواق . فتح الباب ، خادم عجوز يخطو متثائبا ، أغلق الباب ملصقا ظهره عليه ، هزيج أطفال يعلو متناغما من الحديقة الخلفية للفندق ، يأتي جميلا كمطر الربيع ، أنصت ، دقق السمع : قسما بالنازلات الماحقات ... و الدماء الزاكيات الطاهرات ...

    اشرأب في اتجاه النافذة ،هزيج الأطفال يتصاعد من كل الجهات في ترانيم هائلة الإيقاع ...

    هو غارق في عرقه ، لا يذكر بأية نقطة هو من الوطن ، نسي اسمه ، تقاعده ، شك في اللحظة ، بداية الكابوس أم نهايته ؟ قدماه تقفان على عتبة الباب الخارجي للفندق ، الهزيج ينأى خفيفا شفافا ، المدينة يتوجع فيها الليل على هذيان السكارى ، الرقم الخامس و العشرون يتلألأ بالأنوار مشرفا على الدنيا مغتبطا . قدماه تبصمان على الرصيف بلا إيقاع ، ظله الخشن يرسم خيالا قاسيا على الجدران المليئة بخربشات الأطفال . هو يتداعى ، يشده الهزيج المتصاعد من الجهة الغربية ، نداء الطفولة و العمر الأول النشوان بالأحلام ، نشيد الصبيان عرايا البطون حفاة الأقدام دليله الآن في هذا العمر الآيل للزوال . ها هو يتسربل بالوجد و القمر ، بزوليخا و الوقوف تحت المطر ، بالندب ، بالبدء . هاهما سكيران يتكاتفان يتأوهان بأغنية راي خليعة ، وهذه مومس مترهلة تقف على عتبة بابها تنظر إليه مقهقة حتى تكاد تسقط على قفاها و يفيض صدرها ، خطواته بلا وقع ، الهزيج يقترب ، الزقاق يتسع ، انفصل عنه ظله ، تلاشى ، أضواء من كل الجهات ، مهرجان من الأنوار ، مئات الأجساد ترقص ، تتلوي ، تتمرغ ، ذكور و إناث ...

    أين الهزيج المطر ؟؟؟

    الموسيقى الصاخبة تتمزق على تأوهات أغنية الراي ، حركة هائلة ، إيقاع مجنون ، تدفق بشري ، تهافت ، تهاتف ، أرداف ، نهود ،أكتاف ، شعور ، عرق . المدينة تحتفل بعيد الاستقلال و الشباب ، بربع قرن من عمر الاستقلال ، تنصب الفرح بهذا الحي المتحذلق .

    وقف مبهوتا في دائرة الضوء . فجأة كف الصخب و عم الصمت ، لحظات و هدرت القهقهات ... انتبه إلى نفسه ، مازال عاريا كما ولدته أمه يقف كالدب مكشوفة عورته . و اتجه انتباهه الأخير إلى أحذية يعرفها جيدا و عصي و عيون نارية ، أطلق ساقيه للريح . الويل لك يا زياد ! قرقعة خطى قاسية خلفه ، صليل أشياء حديدية ، و عاد الزقاق يضيق . عمره ما فاض الليلة بل منذ ربع قرن ، الخطوات الراكضة خلفه توشك تنهشهه ، ارتفع لهاثه و دار رأسه ، لم تعد قدماه تقويان على المزيد من الجري ، و خيل إليه أن أقداما كثيرة تحاصره من الجهة الأخرى فانهار . وقف متداعيا أمام امرأة مترهلة مغروسة في عتبة بابها . هي نفسها التي مر بها منذ حين ، بوعي منهك يدرك الآن سر قهقهتها ، و حين كانت عيناه تغيمان عن الوجود بدا له كأن يديها تمتدان نحوه ، ود لو تسعفه قواه الخائرة فيسألها إذا ما كانت هي زوليخا ؟ أن ينطق باسمها، أن يعلن عن اسمه ... سقط ... ما عاد يحس شيئا .

    تحلق حوله الجمع الراكض ، أخرجت المومس منديلا فسترت عورته .
    علق أحد الراكضين :

    - جاء إلى هذه الدنيا عاريا و غادرها عاريا .

    - قد يكون أغمي عليه فقط . انقلوه .

    نقل ، و ظلت المرأة مغروسة على عتبة بابها تنتظر .

    التعديل الأخير تم بواسطة خليف محفوظ; الساعة 04-07-2010, 22:20.
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    الرجل الذى فاض عمره .. أكان رجلا واحدا ، أم كتائب فاضت أعمارها
    بعضها أو أكثرها ذهب مع الريح ، و من لا خوف منه ، ترك ليقضى هو
    و حسب ما يرى .
    أحمال ثقال سيدي .. و الوطن مخلاة على أكتاف السفلة ، و غانية ، و قصر مشيد .. و آيات أخر .. !
    ألم ألم ألم ، و ذهاب إلى ذهاب وتلاشى
    ورحلة العمر لا تساوي شيئا
    نأتى إليها فرادي ، وننسحب منها فرادى
    قاسية تلك .. ما بين خيانة و فشل ، و استلاب
    لا أدري لم أتذكر هنا الكثير من الأسماء
    الكثير من الرجال الذين فاضت أعمارهم
    بداية من أبى ذر الغفاري .. و انتهاء بلومومبا ..
    كما تلح أصوات الكبار فى المنافي ، فى صراع الجبابرة
    صراع الجبناء .
    رجل و بقايا من عمر ، لا يساوى شيئا ، فى عرض مدينة تحتفل بأعياها
    حديث طويل ، و هم ثقيل ثقل أيام الموت فى بدن عاجز
    ربما تطول وقفة تلك المترهلة على بابها ، فى انتظار لن يثمر ، و لن يأتى بجديد .. و لكن أقول ربما لم تفض بعد كل الأعمار .. ربما فى هؤلاء الصغار بعض حلم .. بعض عمر !!

    هدية عالية القامة تعجز قصر قامتي عن الإمساك بها !!
    أشكرك أخي الكبير على تلك المتعة ( متعة الأحزان فى عالم سوداوي حد البشاعة )

    شكرا لله أنك معنا هنا

    محبتي
    sigpic

    تعليق

    • وفاء الدوسري
      عضو الملتقى
      • 04-09-2008
      • 6136

      #3
      الأستاذ/خليف
      كم من دمعة هنا اسقطها سحاب حرفك في عيون الحرف حتى سالت أودية على خد السطور ..
      شكرا لك للإبداع وأطال الله في عمر ربيعنا الغالي
      دمت بخير

      تعليق

      • ربيع عقب الباب
        مستشار أدبي
        طائر النورس
        • 29-07-2008
        • 25792

        #4
        أستاذي صباح الخير
        تسقط هنا مقولة هامة
        أن العمل الجيد يفرض نفسه
        و تظل الأمور مرهونة بأمزجة و شخوص رواد الانترنت
        أظنك الآن تدرك ، و منذ وقت .. من رواد الانترنت
        بكل فصائلهم .. تدري أعرف !

        هذا العمل من أقوى و أفضل الأعمال هنا
        ربما الغياب كان فارقا إلى حد بعيد فى التناول
        لكنه لا يقل عنه بأسا و قوة ، و إنسانية !!

        أحببت أن ألقي عليك تحية الصباح
        و أقول لك : أحبك خليف كثيرا
        sigpic

        تعليق

        • آسيا رحاحليه
          أديب وكاتب
          • 08-09-2009
          • 7182

          #5
          الزمان غير الزمان..و لكن المكان نفسه..الفندق..و المشرف..الديكور و الغرف..و الإحتفالات..
          نفس الندبة في جسد زياد..
          شاهد على كفاحه مع رفاق قضوا نحبهم..
          أما الذين بدّلوا تبديلا فهم من أوصل الأمور إلى ما هي عليه..
          زياد..بين خيالات ماضية و حاضر مقيت و مستقبل حزين..
          أحالوا أحلامه على التقاعد..المسبق.
          نصٌ قويّ بلغته و أسلوبه و بنائه..
          تداخل الضمائر بين المتكم و المخاطب و الغائب جاء بطريقة محبكة متينة.
          تحية للأخ خليف محفوظ على هذا النص المشبع بالحسرة.
          فكّرت في زوليخا..هل هي صورة و رمز للجزائر اليوم ؟
          ربما لم أستسغ كثيرا إستعمال الفعلين ' قوْعد ' و ' خوْ زق '..و لكن يبقى هذا مجرد رأي شخصي بحت .
          المبدع ربيع لا يستحق أن يهدى له سوى ما هو فعلا إبداع..كهذا النص.
          التعديل الأخير تم بواسطة آسيا رحاحليه; الساعة 07-07-2010, 20:08.
          يظن الناس بي خيرا و إنّي
          لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

          تعليق

          • إيمان الدرع
            نائب ملتقى القصة
            • 09-02-2010
            • 3576

            #6
            أستاذ محفوظ خليف: صباح الخير..
            نصّ رائع شجيّ ....باح بالكثير..
            ورمز إلى عمقٍ...ضارب في الوجع..والمفارقات
            قلمك يمتاز ببلاغة ودقّة التعبير ..
            والوصف النابض للإنسان..ولكلّ ما يحيط به..
            نزداد تعلّقاً..بهذه المشاركات المبدعة..
            مرّة إثر مرّة ..
            فلا تحرمنا منها..
            ونرجو أن تداخل على نصوص الزملاء..
            وإعطاء رأيك الذي يهمنا ،ويعطينا خبرة تبادليّة تلزمنا جميعاً..
            دُمتَ بسعادةٍ...تحيّاتي...
            أنت وأستاذنا ربيع..الذي يفيض حباً وعطفاً وتشجيعاً وإخلاصاً لكلّ من حوله

            تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

            تعليق

            • خليف محفوظ
              أديب ومفكر
              • 10-05-2009
              • 88

              #7
              أخي ربيع طابت أيامك بالمحبة و الخير .

              وجدتك هنا طيفا جميلا ، ومعنى عميقا .

              وجدتك تفهم محنة زياد أعمق ما يكون

              ووجدتني أردد معه قول المتنبي :

              بِمَ التّعَلّلُ لا أهْلٌ وَلا وَطَنُ... وَلا نَديمٌ وَلا كأسٌ وَلا سَكَنُ


              تحيتي و تقديري

              تعليق

              • خليف محفوظ
                أديب ومفكر
                • 10-05-2009
                • 88

                #8
                الأديبة وفاء عرب تحية عميقة
                شكرا لك هذا الحضور الجميل
                أهديك قول محمود درويش : "
                ...
                ومن هنا ستهاجر العرب
                قصب هياكلنا وعروشنا قصب
                في كل مئذنة حاوٍ ومغتصب
                يدعو لأندلس إن حوصرت حلب
                وأنا التوازن
                بين من جاءوا ومن ذهبوا
                وأنا التوازن
                بين من سُلبوا ومن سَلبوا
                وأنا التوازن
                بين من صَمدوا ومن هربوا
                وأنا التوازن بين ما يجب ..."

                عميق تحيتي
                التعديل الأخير تم بواسطة خليف محفوظ; الساعة 07-07-2010, 09:25.

                تعليق

                • خليف محفوظ
                  أديب ومفكر
                  • 10-05-2009
                  • 88

                  #9
                  المبدعة آسيا رحاحلية سلاما جميلا .

                  أشكر لك هذه القراءة الجميلة

                  اعتراضك على فعلي " قوعد " ، " خوزق " في محله قاموسيا

                  فلا يوجد في لغتنا القديمة هذان الفعلان ، و لكني استخدمت " قوعد " من تلقاء نفسي في هذا النص قياسا على " خوزق" الذي دخل لغتنا الحديثة وهو الإعدام بالخازوق ، وهي طريقة بشعة يمارسها الحكام المستبدون على معارضيهم . قال مظفر النواب على لسان أحد هؤلاء : " سأخوزقكم ... أتسمع مولاي ؟ قال سيخوزقنا ...!!! "
                  على منوالها رأيت أن أوظف " قوعد " ولم أر أحدا قبلي وظفها ، لعلها تدخل اللغة ، أعرف أن الصرفيين سيقولون إن الواو هنا لا أصل لها و لا معنى ، و لكن التقاعد عندي في سياق النص يحمل معنى من معاني الخوزقة .

                  أهديت هذا النص إلى أخي ربيع لأني أعرفه ابن المحلة الثائر على الظلم و الاستبداد ، المسكون بهموم الكادحين ، الملتزم يقضاياهم المترجم لآلامهم و آمالهم .
                  توظيف الضمائر بين غائب و مخاطب و متكلم كان مقصودا . فالمادة القصصية أخذتها عن "زياد" وهو شخصية واقعية ، كان يحكي لي قصته ، وحين تغلبه الدموع يسكت ، يعجز عن التعبير .و بمثل هذا الموقف يبررالناقد الفرنسي ميشال بوتوراستعمال ضمير المخاطب في القصة أي : حين تكون الشخصية عاجزة عن حكاية قصتها لسبب ما كالصدمة أو النسيان ... نساعدها على الحكي بتذكيرها ، وهو اسلوب استعارته القصة من الشرطة في استنطاقاتها حين تواجه المتهم بوقائعه ...

                  أشكرك كثيرا على هذا الحضور
                  تحيتي و تقديري

                  تعليق

                  • خليف محفوظ
                    أديب ومفكر
                    • 10-05-2009
                    • 88

                    #10
                    القاصة المبدعة إيمان الدرع سلاما جميلا

                    سرني حضورك ، وما خط قلمك من طيب التعقيب .

                    يسرني أن أكون بينكم و أن ألبي دعوتك الكريمة ، و دعوة أخي ربيع

                    سأفعل إن شاء الله بعد عودتي من إجازة الصيف

                    تقبلي تحيتي العميقة

                    تعليق

                    • مجدي السماك
                      أديب وقاص
                      • 23-10-2007
                      • 600

                      #11
                      تحياتي

                      الاديب الكبير خليف محفوظ..تحياتي
                      عمل كبير..يستحق التقدير.
                      مودتي
                      عرفت شيئا وغابت عنك اشياء

                      تعليق

                      • علي خريبط الخليفه
                        أديب وكاتب
                        • 31-03-2010
                        • 68

                        #12
                        الأستاذ خليف محفوظ
                        لاشك كان النص معبر في رسم الصورة القصصية وأبدعت في السرد وكانت اللغة عبارة عن محاكات تراجيدية أحكمتها وتمكنت من نسجها
                        يا أخي والله رائعة رسمت حالة الهذيان النفسي لينطلق عريان في الشوارع
                        ليرسم حالة التهميش الأنسانية وكيف يقتل الأنسان ببرودة أعصاب
                        أستاذ خليف : نصك أرغمني على قراءته عدة مرات وترددت في التعليق عليه
                        قد تعجز الكلمات عن وصف أبداعك ولكن أقول لك ألف تحية ودمت مبدعا في عالم كثرة به الخربشات لتقول لهم هاهنا الأبداع
                        تقبل مروري مع الود

                        تعليق

                        يعمل...
                        X