سيدي حامل الرسالة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • صالح هادي آل يعلى
    عضو الملتقى
    • 26-06-2010
    • 16

    سيدي حامل الرسالة

    كعادتي في أبهى حلة, خاصة أني سأذهب إلى مكان لا أنتمي اليه .. ولا يعرفني من رأني يؤكد بل يجزم أن النعمة والخير لم تخلق إلا لي.
    العيون ترمقني من كل حدب وصوب .... أظن أغراهم قميصا لبسته, من أغلى الماركات العالمية كما يظنون ! أو شعراً يتلألأ من كثرة وضع الزيوت عليه ! وحقيبة سفر رسم عليها كل شيء وبكل لون حتى يتخيل الناظر أنها صالة أفراح ! وجهاز محمول بحقيبة غريبة في الشكل تشد الناظرين .... وما خفي خلف هذه الحقائب أدهى وأعظم ! كنت أتصنع الثقل, وأن كل مافي المطار لم يدهشني أو يشد أنتباهي .... وبخطى متثاقلة أمشي تحت انوار لم أر, مثل لون ضوءها في حياتي الا في ذلك المكان ....
    الكل في ذاك المكان يتساءل من هذا الرجل ؟ هل هو لاعب كرة قدم جاء لفريق محلي ؟ أم فنان قادم إلى الساحة بقوة ؟
    ابتسامات تحيط بي وأعناق تتمايل تسأل عني .... أحسست بذلك وأراه أمامي, لكني لم أبال.
    وفي المكان المعد لاستقبال القادمين في المطار ... إذا باللوحة تلوح في الأفق كما توقعت كتب عليها الأستاذ/ فهد
    بهدوء أخطو إلى صاحب اللوحة, رجل يرتدي بدلة سوداء بربطة عنق قصيرة خيل إلي أنه أحد عازفي الاوبرا
    وعندما وصلت إليه:
    - السلام عليكم أنا فهد.
    وقبل أن أكمل كلامي أهلا بك سيدي.. أهلا بك في مدينة دبي ..
    وبسرعه البرق, مد يده يحاول حمل حقيبتي .. قلت له:
    - شكرا هيا بنا .....
    - سيدي دعني أحمل عنك الحقيبة ...
    - شكراً سأحملها بنفسي ...
    تأكد كل من حضر الحوار, أن هذه الحقيبة فيها مالا عين رأته ولا خطر على قلب بشر .....
    تبعته وهو يكثر من الترحيب والتهليل حتى وصلنا إلى المكان المخصص الذي تقف فيه السيارة ..... فتح لي الباب
    الخلفي للسيارة دخلت, خيل إلي أنها من الغرف الفارهة الايطالية ....
    انبهرت, ولكني ما زلت مصرا على عدم مبالاتي, كأنه بالنسبة لي شيئاً متعارفاً عليه, نظرت إلى مرآة أمامي إبتسمت
    وجعلت أصابعي تمر من خلال شعري ... لا أدري شعور راودني بأني أستأهل أكثر من ذلك...
    فجأة, سمعت صوتاً لاأدري من اتاني .... ارتبكت ولكن بيني وبين نفسي... كي لا أثير الضجة لإحساسي بأن هناك
    من يراقبني ............ سيدي...... سيدي ....سيدي
    رفعت صوتي: نعم .... رفعت صوتي لأني لم أعرف من أين أتكلم ؟
    -أهلاً بك سيدي ... أهلا وسهلا
    - شكراً لك على حسن استقبالك ....
    أحاول أن أختلس النظر يميناً ويساراً, لأرى كيف تبدو مدينة دبي, لكن الزجاج كان عاكساً, لا أرى الا ما كان في الجهة المقابلة لما حولي ...
    بصراحة أنا في السيارة ولكني لم أشعر بها إطلاقا ً ولا تسألوني لماذا ؟!
    وصلنا الفندق ذي الخمسة نجوم .... يإالهي ما أفخم هذا المكان كأنه طلي بماء الفضة والذهب, كل شيء ٍ يتلألأ زجاج ..... أباريق .... تحف ...... حتى رسومات دافنشي موجودة ....... إعجوبة من أعاجيب العالم
    برغم كبريائي بعدم تصريح الانبهار إلا أني وبلا شعور أنظر يمينا ويسارا في كل الاتجاهات, كنت في سباق مع عقارب الساعة لا أريد أن يفوتني شيء, أريد أن أرى كل شي ... حتى وصلت إلى مكان الاستقبال وباللغة الإنجليزية بدأ يخاطبني, سكتُ لبرهة فإذا بمن استقبلني في المطار ومن خلفي : سيدي أنه يخاطبك .....
    فقلت له :
    - أني لا أجيد اللغة الانجليزية ...... نظر لي بدهشة ...سيدي فأي لغة تجيد أتوقع اللغة اللا تينية ...أو الفرنسية؟
    نظرت إليه فأبتسمت
    - لا لا ... أنا لا أجيد إلا العربية .
    نظر إلي مجددا ..... -سيدي لا تتقن إلا العربية .... لا أصدق
    فصار السائق يخاطبهم نيابة عني ِ.... وأنا أنظر في كل الاتجاهات ....
    - سيدي يقولون أنك نزيل في الجناح الثانِي من الدور السابع .... وأنا مازلت في غياهب الاندهاش ...
    - لا يهم في أي مكان
    يأخذ السائق الحقيبة
    - هيا بنا سيدي ....
    ندخل المصعد, بصراحة لأول مرة في حياتي أدخل مصعدا فيه هواء بارد, ورائحة العطور الفرنسية وبريق .....
    أخذت نفساً عميقاً ... يا لله !
    - سيدي ما بك......... وفي نفس عميق :
    - كم هو جميل هذا المكان ؟!
    وفي اندهاشة كبيرة من السائق :
    - سيدي ألم تأت إلى هنا مطلقاً ؟1
    وأنا أنظر إلى قدماي, أحس بأنها هي الاخرى قد أحست بما أنا أحس به ...
    - لا أنها المرة الأولى لي
    وصلنا إلى الدور السابع وبينما نحن نمشي إلى الغرفة سألني السائق : - سيدي عذرا على الازعاج ولكن ماذا تعمل ؟!
    -أنا .... أنا مزارع نظر إلي
    - سيدي هل أنت مزارع ؟!
    - نعم ..... مزارع
    وبينما هو يفتح الباب.....
    - سيدي لماذا أنت هنا ؟!
    - جئت حاملاً رسالة إلى أحد الوزراء من سيدي ....
    رمى الحقيبة عند باب الغرفة ..... وذهب ... وهو يقول:
    - أنا أحمل حقيبة مزارع وأقول له يا سيدي يا إلهي !
    أقفلت الباب في انتظار الغد ..... ولكن ما بال المزارع أليس من البشر ؟! سؤال بقي يدور في ذهني
    [align=center]
    [SIZE=4][COLOR=magenta][SIZE=4][COLOR=magenta]حسبي من الحب أني بالوفاء له[/COLOR][/SIZE]

    [SIZE=4][COLOR=magenta]أمشي وأحمل جرحاً ليس يلتئمُ[/COLOR][/SIZE]
    [/COLOR][/SIZE][/align]
  • محمد سلطان
    أديب وكاتب
    • 18-01-2009
    • 4442

    #2
    وماذا عن المزارع ؟؟

    ماذا نعرف عنه ؟؟

    أنها أصبحت شتمة أو عيبة .. بأننظر إلى فلان ونشير عليه " فلالالالالالالالاح" !!

    وكم سمعتها هذه الكلمة وكم تأسفت وتألمت .. وكأنهم لا يعلمون أن هذا الفلاح هو سبب القميص الكتان الباهظ الثمن الذي يرتديه .. وكأن هذا الفلاح لم يكون سبب لمختف أصناف الحلوى و المكبوس الذي كتم على أنفاسهم ..

    والله عجبي ...!!!!

    ولا يهمك يا سيدي دعهم يقولون واسمعهم وأنت تضحك بملئ فاههك .. وقل لهم بكل شرف :

    أنا المزارع .. أنا المزارع .. أنا المزارع
    صفحتي على فيس بوك
    https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

    تعليق

    • عائده محمد نادر
      عضو الملتقى
      • 18-10-2008
      • 12843

      #3
      الزميل القدير
      صالح هادي آل بعلي
      وما به المزارع
      هل هو بعبع
      أنا أحب كل من يعمل
      المهم
      نص لطيف أخذ الجانب النفسي للمزارع الذي له كبرياء يعتز بها ولا يريد أن يوصم بأنه لا يعرف أمور المدينة مع أنه ان منبهرا لكنه تماسك حتى النهاية
      أححببت هذا الجانب
      ودي ومحبتي
      الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

      تعليق

      • صالح هادي آل يعلى
        عضو الملتقى
        • 26-06-2010
        • 16

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابراهيم سلطان مشاهدة المشاركة
        وماذا عن المزارع ؟؟

        ماذا نعرف عنه ؟؟

        أنها أصبحت شتمة أو عيبة .. بأننظر إلى فلان ونشير عليه " فلالالالالالالالاح" !!

        وكم سمعتها هذه الكلمة وكم تأسفت وتألمت .. وكأنهم لا يعلمون أن هذا الفلاح هو سبب القميص الكتان الباهظ الثمن الذي يرتديه .. وكأن هذا الفلاح لم يكون سبب لمختف أصناف الحلوى و المكبوس الذي كتم على أنفاسهم ..

        والله عجبي ...!!!!

        ولا يهمك يا سيدي دعهم يقولون واسمعهم وأنت تضحك بملئ فاههك .. وقل لهم بكل شرف :

        أنا المزارع .. أنا المزارع .. أنا المزارع

        أستاذي الغالي / محمد إبراهيم سلطان

        مزارعون وبإعلى الصوت .... سنردد........ مزارعون ...... مزارعون

        سيدي الكريم مرورك أسعدني وزان صفحتي وهجاً ونوراً

        دمت بكل الود والصحة والعافية
        [align=center]
        [SIZE=4][COLOR=magenta][SIZE=4][COLOR=magenta]حسبي من الحب أني بالوفاء له[/COLOR][/SIZE]

        [SIZE=4][COLOR=magenta]أمشي وأحمل جرحاً ليس يلتئمُ[/COLOR][/SIZE]
        [/COLOR][/SIZE][/align]

        تعليق

        • صالح هادي آل يعلى
          عضو الملتقى
          • 26-06-2010
          • 16

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
          الزميل القدير
          صالح هادي آل بعلي
          وما به المزارع
          هل هو بعبع
          أنا أحب كل من يعمل
          المهم
          نص لطيف أخذ الجانب النفسي للمزارع الذي له كبرياء يعتز بها ولا يريد أن يوصم بأنه لا يعرف أمور المدينة مع أنه ان منبهرا لكنه تماسك حتى النهاية
          أححببت هذا الجانب
          ودي ومحبتي

          أختي ومرشدتي الكريمة / عائده محمد نادر

          سعدت كثيراً بمرورك ....
          وتعجز كلماتي وأحرفي عن شكرك ...
          أدام الله لنا قلمك ...
          دمتي بكل الود
          [align=center]
          [SIZE=4][COLOR=magenta][SIZE=4][COLOR=magenta]حسبي من الحب أني بالوفاء له[/COLOR][/SIZE]

          [SIZE=4][COLOR=magenta]أمشي وأحمل جرحاً ليس يلتئمُ[/COLOR][/SIZE]
          [/COLOR][/SIZE][/align]

          تعليق

          يعمل...
          X