كعادتي في أبهى حلة, خاصة أني سأذهب إلى مكان لا أنتمي اليه .. ولا يعرفني من رأني يؤكد بل يجزم أن النعمة والخير لم تخلق إلا لي.
العيون ترمقني من كل حدب وصوب .... أظن أغراهم قميصا لبسته, من أغلى الماركات العالمية كما يظنون ! أو شعراً يتلألأ من كثرة وضع الزيوت عليه ! وحقيبة سفر رسم عليها كل شيء وبكل لون حتى يتخيل الناظر أنها صالة أفراح ! وجهاز محمول بحقيبة غريبة في الشكل تشد الناظرين .... وما خفي خلف هذه الحقائب أدهى وأعظم ! كنت أتصنع الثقل, وأن كل مافي المطار لم يدهشني أو يشد أنتباهي .... وبخطى متثاقلة أمشي تحت انوار لم أر, مثل لون ضوءها في حياتي الا في ذلك المكان ....
الكل في ذاك المكان يتساءل من هذا الرجل ؟ هل هو لاعب كرة قدم جاء لفريق محلي ؟ أم فنان قادم إلى الساحة بقوة ؟
ابتسامات تحيط بي وأعناق تتمايل تسأل عني .... أحسست بذلك وأراه أمامي, لكني لم أبال.
وفي المكان المعد لاستقبال القادمين في المطار ... إذا باللوحة تلوح في الأفق كما توقعت كتب عليها الأستاذ/ فهد
بهدوء أخطو إلى صاحب اللوحة, رجل يرتدي بدلة سوداء بربطة عنق قصيرة خيل إلي أنه أحد عازفي الاوبرا
وعندما وصلت إليه:
- السلام عليكم أنا فهد.
وقبل أن أكمل كلامي أهلا بك سيدي.. أهلا بك في مدينة دبي ..
وبسرعه البرق, مد يده يحاول حمل حقيبتي .. قلت له:
- شكرا هيا بنا .....
- سيدي دعني أحمل عنك الحقيبة ...
- شكراً سأحملها بنفسي ...
تأكد كل من حضر الحوار, أن هذه الحقيبة فيها مالا عين رأته ولا خطر على قلب بشر .....
تبعته وهو يكثر من الترحيب والتهليل حتى وصلنا إلى المكان المخصص الذي تقف فيه السيارة ..... فتح لي الباب
الخلفي للسيارة دخلت, خيل إلي أنها من الغرف الفارهة الايطالية ....
انبهرت, ولكني ما زلت مصرا على عدم مبالاتي, كأنه بالنسبة لي شيئاً متعارفاً عليه, نظرت إلى مرآة أمامي إبتسمت
وجعلت أصابعي تمر من خلال شعري ... لا أدري شعور راودني بأني أستأهل أكثر من ذلك...
فجأة, سمعت صوتاً لاأدري من اتاني .... ارتبكت ولكن بيني وبين نفسي... كي لا أثير الضجة لإحساسي بأن هناك
من يراقبني ............ سيدي...... سيدي ....سيدي
رفعت صوتي: نعم .... رفعت صوتي لأني لم أعرف من أين أتكلم ؟
-أهلاً بك سيدي ... أهلا وسهلا
- شكراً لك على حسن استقبالك ....
أحاول أن أختلس النظر يميناً ويساراً, لأرى كيف تبدو مدينة دبي, لكن الزجاج كان عاكساً, لا أرى الا ما كان في الجهة المقابلة لما حولي ...
بصراحة أنا في السيارة ولكني لم أشعر بها إطلاقا ً ولا تسألوني لماذا ؟!
وصلنا الفندق ذي الخمسة نجوم .... يإالهي ما أفخم هذا المكان كأنه طلي بماء الفضة والذهب, كل شيء ٍ يتلألأ زجاج ..... أباريق .... تحف ...... حتى رسومات دافنشي موجودة ....... إعجوبة من أعاجيب العالم
برغم كبريائي بعدم تصريح الانبهار إلا أني وبلا شعور أنظر يمينا ويسارا في كل الاتجاهات, كنت في سباق مع عقارب الساعة لا أريد أن يفوتني شيء, أريد أن أرى كل شي ... حتى وصلت إلى مكان الاستقبال وباللغة الإنجليزية بدأ يخاطبني, سكتُ لبرهة فإذا بمن استقبلني في المطار ومن خلفي : سيدي أنه يخاطبك .....
فقلت له :
- أني لا أجيد اللغة الانجليزية ...... نظر لي بدهشة ...سيدي فأي لغة تجيد أتوقع اللغة اللا تينية ...أو الفرنسية؟
نظرت إليه فأبتسمت
- لا لا ... أنا لا أجيد إلا العربية .
نظر إلي مجددا ..... -سيدي لا تتقن إلا العربية .... لا أصدق
فصار السائق يخاطبهم نيابة عني ِ.... وأنا أنظر في كل الاتجاهات ....
- سيدي يقولون أنك نزيل في الجناح الثانِي من الدور السابع .... وأنا مازلت في غياهب الاندهاش ...
- لا يهم في أي مكان
يأخذ السائق الحقيبة
- هيا بنا سيدي ....
ندخل المصعد, بصراحة لأول مرة في حياتي أدخل مصعدا فيه هواء بارد, ورائحة العطور الفرنسية وبريق .....
أخذت نفساً عميقاً ... يا لله !
- سيدي ما بك......... وفي نفس عميق :
- كم هو جميل هذا المكان ؟!
وفي اندهاشة كبيرة من السائق :
- سيدي ألم تأت إلى هنا مطلقاً ؟1
وأنا أنظر إلى قدماي, أحس بأنها هي الاخرى قد أحست بما أنا أحس به ...
- لا أنها المرة الأولى لي
وصلنا إلى الدور السابع وبينما نحن نمشي إلى الغرفة سألني السائق : - سيدي عذرا على الازعاج ولكن ماذا تعمل ؟!
-أنا .... أنا مزارع نظر إلي
- سيدي هل أنت مزارع ؟!
- نعم ..... مزارع
وبينما هو يفتح الباب.....
- سيدي لماذا أنت هنا ؟!
- جئت حاملاً رسالة إلى أحد الوزراء من سيدي ....
رمى الحقيبة عند باب الغرفة ..... وذهب ... وهو يقول:
- أنا أحمل حقيبة مزارع وأقول له يا سيدي يا إلهي !
أقفلت الباب في انتظار الغد ..... ولكن ما بال المزارع أليس من البشر ؟! سؤال بقي يدور في ذهني
العيون ترمقني من كل حدب وصوب .... أظن أغراهم قميصا لبسته, من أغلى الماركات العالمية كما يظنون ! أو شعراً يتلألأ من كثرة وضع الزيوت عليه ! وحقيبة سفر رسم عليها كل شيء وبكل لون حتى يتخيل الناظر أنها صالة أفراح ! وجهاز محمول بحقيبة غريبة في الشكل تشد الناظرين .... وما خفي خلف هذه الحقائب أدهى وأعظم ! كنت أتصنع الثقل, وأن كل مافي المطار لم يدهشني أو يشد أنتباهي .... وبخطى متثاقلة أمشي تحت انوار لم أر, مثل لون ضوءها في حياتي الا في ذلك المكان ....
الكل في ذاك المكان يتساءل من هذا الرجل ؟ هل هو لاعب كرة قدم جاء لفريق محلي ؟ أم فنان قادم إلى الساحة بقوة ؟
ابتسامات تحيط بي وأعناق تتمايل تسأل عني .... أحسست بذلك وأراه أمامي, لكني لم أبال.
وفي المكان المعد لاستقبال القادمين في المطار ... إذا باللوحة تلوح في الأفق كما توقعت كتب عليها الأستاذ/ فهد
بهدوء أخطو إلى صاحب اللوحة, رجل يرتدي بدلة سوداء بربطة عنق قصيرة خيل إلي أنه أحد عازفي الاوبرا
وعندما وصلت إليه:
- السلام عليكم أنا فهد.
وقبل أن أكمل كلامي أهلا بك سيدي.. أهلا بك في مدينة دبي ..
وبسرعه البرق, مد يده يحاول حمل حقيبتي .. قلت له:
- شكرا هيا بنا .....
- سيدي دعني أحمل عنك الحقيبة ...
- شكراً سأحملها بنفسي ...
تأكد كل من حضر الحوار, أن هذه الحقيبة فيها مالا عين رأته ولا خطر على قلب بشر .....
تبعته وهو يكثر من الترحيب والتهليل حتى وصلنا إلى المكان المخصص الذي تقف فيه السيارة ..... فتح لي الباب
الخلفي للسيارة دخلت, خيل إلي أنها من الغرف الفارهة الايطالية ....
انبهرت, ولكني ما زلت مصرا على عدم مبالاتي, كأنه بالنسبة لي شيئاً متعارفاً عليه, نظرت إلى مرآة أمامي إبتسمت
وجعلت أصابعي تمر من خلال شعري ... لا أدري شعور راودني بأني أستأهل أكثر من ذلك...
فجأة, سمعت صوتاً لاأدري من اتاني .... ارتبكت ولكن بيني وبين نفسي... كي لا أثير الضجة لإحساسي بأن هناك
من يراقبني ............ سيدي...... سيدي ....سيدي
رفعت صوتي: نعم .... رفعت صوتي لأني لم أعرف من أين أتكلم ؟
-أهلاً بك سيدي ... أهلا وسهلا
- شكراً لك على حسن استقبالك ....
أحاول أن أختلس النظر يميناً ويساراً, لأرى كيف تبدو مدينة دبي, لكن الزجاج كان عاكساً, لا أرى الا ما كان في الجهة المقابلة لما حولي ...
بصراحة أنا في السيارة ولكني لم أشعر بها إطلاقا ً ولا تسألوني لماذا ؟!
وصلنا الفندق ذي الخمسة نجوم .... يإالهي ما أفخم هذا المكان كأنه طلي بماء الفضة والذهب, كل شيء ٍ يتلألأ زجاج ..... أباريق .... تحف ...... حتى رسومات دافنشي موجودة ....... إعجوبة من أعاجيب العالم
برغم كبريائي بعدم تصريح الانبهار إلا أني وبلا شعور أنظر يمينا ويسارا في كل الاتجاهات, كنت في سباق مع عقارب الساعة لا أريد أن يفوتني شيء, أريد أن أرى كل شي ... حتى وصلت إلى مكان الاستقبال وباللغة الإنجليزية بدأ يخاطبني, سكتُ لبرهة فإذا بمن استقبلني في المطار ومن خلفي : سيدي أنه يخاطبك .....
فقلت له :
- أني لا أجيد اللغة الانجليزية ...... نظر لي بدهشة ...سيدي فأي لغة تجيد أتوقع اللغة اللا تينية ...أو الفرنسية؟
نظرت إليه فأبتسمت
- لا لا ... أنا لا أجيد إلا العربية .
نظر إلي مجددا ..... -سيدي لا تتقن إلا العربية .... لا أصدق
فصار السائق يخاطبهم نيابة عني ِ.... وأنا أنظر في كل الاتجاهات ....
- سيدي يقولون أنك نزيل في الجناح الثانِي من الدور السابع .... وأنا مازلت في غياهب الاندهاش ...
- لا يهم في أي مكان
يأخذ السائق الحقيبة
- هيا بنا سيدي ....
ندخل المصعد, بصراحة لأول مرة في حياتي أدخل مصعدا فيه هواء بارد, ورائحة العطور الفرنسية وبريق .....
أخذت نفساً عميقاً ... يا لله !
- سيدي ما بك......... وفي نفس عميق :
- كم هو جميل هذا المكان ؟!
وفي اندهاشة كبيرة من السائق :
- سيدي ألم تأت إلى هنا مطلقاً ؟1
وأنا أنظر إلى قدماي, أحس بأنها هي الاخرى قد أحست بما أنا أحس به ...
- لا أنها المرة الأولى لي
وصلنا إلى الدور السابع وبينما نحن نمشي إلى الغرفة سألني السائق : - سيدي عذرا على الازعاج ولكن ماذا تعمل ؟!
-أنا .... أنا مزارع نظر إلي
- سيدي هل أنت مزارع ؟!
- نعم ..... مزارع
وبينما هو يفتح الباب.....
- سيدي لماذا أنت هنا ؟!
- جئت حاملاً رسالة إلى أحد الوزراء من سيدي ....
رمى الحقيبة عند باب الغرفة ..... وذهب ... وهو يقول:
- أنا أحمل حقيبة مزارع وأقول له يا سيدي يا إلهي !
أقفلت الباب في انتظار الغد ..... ولكن ما بال المزارع أليس من البشر ؟! سؤال بقي يدور في ذهني
تعليق