لن أعود

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مجدي راشد
    عضو الملتقى
    • 13-11-2008
    • 18

    لن أعود

    تملكه الخوف وهو يعبر البوابة الضخمة من خلال بوابة أصغر .. فقد أمضى مايقرب من نصف عمره هنا في غربته ..
    حاول المقاومة مرددا – لن أعود - ولكن أحاطت به قوى كانت تدفعه إلى العبور ..
    تردد كثيرا قبل أن يضع قدمه خارج البوابة ..
    راودته من بعيد نسمة يعرفها .. مازال يتذكرها رغم مرور السنين ..
    أغمض عينيه تحسس حمله الثقيل القابع فوق ظهره ثم قرر وضع قدمه الأخرى .. اقتحمت أذنيه ضوضاء صاخبة خلعت قلبه .. وقبل أن يفكر في التراجع مرة أخرى أُغلقت البوابة بسرعة من خلفه .. ألصق ظهره بها .. حاول طرق البوابة بشدة ولكن كانت قواه قد خارت و أصبحت طرقاته بلا صوت ..
    سحب ساقيه وهام على وجهه مبتعدا عن البوابة ..
    كلما التقت عيناه بهذا النهر الجاري شعر بقدميه تنزلق ..
    حاول التخلص من حمله الثقيل ولكن الحمل ازداد ثقلا و تشبثا بظهره ..
    أحس رغم الزحام بأن العيون كلها مصوبة تجاهه .. والأيدي تدفعه دون أن تمسسه .. سقط عدة مرات ولكنه كان يعاود النهوض ..
    قابل وجوها قبعت في أعماق ذاكرته منذ زمن بعيد ..
    استسلم مرة أخرى للسقوط ولكن نفس الأيدي تلقفته قبل أن يسقط .. حملته بعيدا عن البوابة الضخمة حتى توارت في أعماقه ..
    تنسم الهواء فشعر بخفّة كأن حملا ثقيلا قد أُزيح عن كاهله .. تبين الوجوه أكثر فأكثر فشعر بالأمان ..
    تحسس بعينيه صفحة هذا النهر الخالد وهي تودّع في رجفة رقيقة قرص الشمس وقد أوشك على المغيب .. ملأ صدره من عبق الزمان والمكان في هذه اللوحة الرائعة .. أسدل شراع مشاعره .. تمايل مع موجه المتهادي ..
    ارتمى في أحضان تلقفته بنشوة استسلم داخلها .. توضأ بدموع اللقاء .. شعر برغبة شديدة في النوم العميق ..
    استيقظ على خيوط الشمس الذهبية وهي تتسلل عبر المشربية مداعبة إياه ..
    تناول قصاصة ورق خط عليها عبارة قصيرة – لن أعود - صنع منها طائرة ورقية وصوبها نحو البوابة الضخمة ..
    التعديل الأخير تم بواسطة مجدي راشد; الساعة 09-07-2010, 21:13.
  • محمد سلطان
    أديب وكاتب
    • 18-01-2009
    • 4442

    #2
    لن يعود , ولن أعود !!
    صورة رمزية لحياة كانت مشتتة وضائعة تلقفتها الأيادي التي ظل يبحث عنها وكان قد افتقدها .. لكنه الآن هل يعود ؟؟

    أعجبتني القصة أستاذ مجدي راشد .. خالص تحياتي وتقديري
    صفحتي على فيس بوك
    https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

    تعليق

    • مجدي راشد
      عضو الملتقى
      • 13-11-2008
      • 18

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابراهيم سلطان مشاهدة المشاركة
      لن يعود , ولن أعود !!
      صورة رمزية لحياة كانت مشتتة وضائعة تلقفتها الأيادي التي ظل يبحث عنها وكان قد افتقدها .. لكنه الآن هل يعود ؟؟

      أعجبتني القصة أستاذ مجدي راشد .. خالص تحياتي وتقديري
      أشكرك يا أستاذ محمد ..
      وأظن أن كلنا هذا الرجل سواء كنا أمام أو خلف البوابة الضخمة ..
      سواء كنا مستيقظين أو في الحلم ..
      تقبل تحياتي ..
      التعديل الأخير تم بواسطة مجدي راشد; الساعة 10-07-2010, 20:54.

      تعليق

      • إيمان الدرع
        نائب ملتقى القصة
        • 09-02-2010
        • 3576

        #4
        أستاذ مجدي راشد: صباح الخير:
        هل هي أقدارنا..؟؟
        أن نمشي دروباً نبكيها..
        ولا نستطيع الفكاك منها..
        أن تبتلعنا غربة الزمن..
        غربةالمكان..وشتات الروح..
        لقلوب نحبها..تنازعنا الحنين..
        ولا نراها إلا في حنايا الوجد..
        وندى العيون..؟؟
        مفارقات...تفرض سطوتها علينا لانملك حيالها أن نقول إلاّ:
        إنها الأقدار ..وكلّ شيء بقضاء
        رغم أني أشدّ العمر دائماً في ترجيح قرار العودة..
        فالعمر أقصر من أن يجاذبنا الخيار ..وننتهي في صقيع الغربة
        دُمتَ بسعادةٍ...تحيّاتي...

        تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

        تعليق

        • ربيع عقب الباب
          مستشار أدبي
          طائر النورس
          • 29-07-2008
          • 25792

          #5
          أستاذي مجدي
          قصة تمتلئ بالحركة ، و الديناميكية
          و الصراع يطغي على كل حروفها ،
          ما بين البوابة .. الخروج أو الدخول عبرها
          كأنه كابوس يحكم المسألة ، و يحرك مساراتها
          لوحة مثقلة
          بنفس رافضة تأبي و هذا فى حد ذاته درس فى الإرادة


          أهلا بك صديقي مجدي لغة وأسلوبا و قصا ماتعا

          محبتي
          sigpic

          تعليق

          • عائده محمد نادر
            عضو الملتقى
            • 18-10-2008
            • 12843

            #6
            الزميل القدير
            مجدي راشد
            هي غربة الروح حيث تتقاذفنا أمواجها
            تدمينا ذكريات حياتنا وتلك الوجوه التي ربما أحببناها أو كرهنا رؤيتها ثانية
            وتصير كوابيسا تطاردنا نحاول الفكاك منها
            ربما بطائرة ورقية
            ولم لا
            نص روحاني جميل
            ليتك زميلي تشارك الزميلات والزملاء نصوصهم ورؤيتك حولها فهي فائدة للجميع
            ودي ومحبتي
            الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

            تعليق

            • مجدي راشد
              عضو الملتقى
              • 13-11-2008
              • 18

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
              أستاذ مجدي راشد: صباح الخير:
              هل هي أقدارنا..؟؟
              أن نمشي دروباً نبكيها..
              ولا نستطيع الفكاك منها..
              أن تبتلعنا غربة الزمن..
              غربةالمكان..وشتات الروح..
              لقلوب نحبها..تنازعنا الحنين..
              ولا نراها إلا في حنايا الوجد..
              وندى العيون..؟؟
              مفارقات...تفرض سطوتها علينا لانملك حيالها أن نقول إلاّ:
              إنها الأقدار ..وكلّ شيء بقضاء
              رغم أني أشدّ العمر دائماً في ترجيح قرار العودة..
              فالعمر أقصر من أن يجاذبنا الخيار ..وننتهي في صقيع الغربة
              دُمتَ بسعادةٍ...تحيّاتي...
              الله .. الله .. ردك أخت إيمان عمل أدبي جميل ..
              حقا هي الأقدار وكل شيء بقضاء ..
              والعمر أقصر من أن يجاذبنا الخيار ..
              ليت الحنين وحده يكفي حتى نتخذ القرار ..
              سعدت بتعليقك أيتها المبدعة ..
              وأعتذر على تأخر ردي لإنشغالي بإجراءات السفر ..

              تعليق

              • مجدي راشد
                عضو الملتقى
                • 13-11-2008
                • 18

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                أستاذي مجدي
                قصة تمتلئ بالحركة ، و الديناميكية
                و الصراع يطغي على كل حروفها ،
                ما بين البوابة .. الخروج أو الدخول عبرها
                كأنه كابوس يحكم المسألة ، و يحرك مساراتها
                لوحة مثقلة
                بنفس رافضة تأبي و هذا فى حد ذاته درس فى الإرادة


                أهلا بك صديقي مجدي لغة وأسلوبا و قصا ماتعا

                محبتي
                أستاذي الكبير ..
                كم أسعدني تعليقك على قصتي .. وأعتذر عن تأخري في الرد لظروف سفري إلى مصر الحبيبة ..
                وأرجو أن أكون دائما عند حسن ظنك أيها المبدع الرائع ..

                تعليق

                • مجدي راشد
                  عضو الملتقى
                  • 13-11-2008
                  • 18

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
                  الزميل القدير
                  مجدي راشد
                  هي غربة الروح حيث تتقاذفنا أمواجها
                  تدمينا ذكريات حياتنا وتلك الوجوه التي ربما أحببناها أو كرهنا رؤيتها ثانية
                  وتصير كوابيسا تطاردنا نحاول الفكاك منها
                  ربما بطائرة ورقية
                  ولم لا
                  نص روحاني جميل
                  ليتك زميلي تشارك الزميلات والزملاء نصوصهم ورؤيتك حولها فهي فائدة للجميع
                  ودي ومحبتي
                  الزميلة المتألقة دائما / عائدة ..
                  أعترف بالتقصير في متابعة أعمال المبدعين على هذا المنتدى الجميل وخاصة في الردود لظروفي هذه الأيام ولكني قرأت منها الكثير وأدخر تعليقات كثيرة ولكني أتحين الفرصة للرد فاعذروني جميعا فأنا سعيد جدا بتواجدي بينكم وأتعلم الكثير منكم جميعا ..
                  أشكرك على التذكير ولي عودة لمتابعة هذه الأعمال الرائعة ..

                  تعليق

                  يعمل...
                  X