القصة الذهبية ( عجوز خرف ) عن شهر يوليو 2010

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جابر جابر
    عضو الملتقى
    • 11-07-2010
    • 10

    القصة الذهبية ( عجوز خرف ) عن شهر يوليو 2010

    وُجدت هذه الرسالة في سلة مهملات في أحد المقاهي الشّعبية في العاصمة عمان "

    إلى من يهمه الأمر
    إلى لا أحد

    أنا مجرد عجوز خرف، ها قد أخبرتكم بذلك، و أدعى الحاج "أبو محمود ". هذا هو الإسم الذي اعتاد الناس أن ينادوني به منذ مدّة. و في الحقيقة أن اسمي هو ابراهيم محمود و لولا أنّني نظرت اليوم إلى وثيقة تدعى بطاقة الهوية لما استطعت تذكّر هذا الإسم أبدا.
    ذهبت اليوم صباحا إلى إحدى الدوائر الحكومية و تدعى دائرة الأحوال المدنية لأجدّد بطاقة الهوية. لست أدري لم فعلت ذلك. بالطبع، لم أفعل ذلك من أجل انتخاب شخص ما، إذ أنّ أيامي معدودة على هذه الارض و لن أقوم بإفساد الحياة على أهلها. المفارقة العجيبة هي أنّ طوال الستّين عاما التّي عشتها لم يقل لي أبي غير " اخرس " حتى ظننت أن هذا هو اسمي. كذلك فعلت أمي. المعلمون الذين كانوا عتاة تعذيب كانوا لا يخاطبوننا إلاّ بكلمة "اخرس "، كما قالها رئيس العمل و الشرطي في الشارع و حتّى أبنائي الذّين إن لم تقلها ألسنتهم قالتها أفعالهم.
    المرّة الوحيدة التي يُسمح لي فيها بأن أصدر صوتا تكون بوضع هذا الصوت المختنق أصلا داخل صندوق أبكم لا يسمع ولا يتكلم.
    لم أجدّد بطاقة هويّتي إلاّ لشعوري بالملل، أو ربما لأنني أردت أن أثبت لنفسي و للعالم أنني لا زلت موجودا !
    و هل يكترث احد لوجودي؟ و هل يعني وجودي أو عدمه لأحدٍ شيئاً ؟
    إن كان لا يعني لي شيئاً أبدا فلا أظن انه سيعني أي شيء لأي شخص .آخر
    اكتشفت اليوم - و يا لحسن هذا الاكتشاف - أنّه عيد ميلادي. و لولا ضعف قدرتي على الضّحك، لانفجرت ضاحكاً كلما تذكرت هذا الامر.
    نسيت أن اخبركم انني لست لاعب كرة و لا قائدا و لا مطربا شعبيا، و لم أكن يوماً سوى انسان عادي. لذلك لا أتوقع أن يُخصّص لهذه الذّكرى عطلة وطنيّة.
    عيد ميلادي لم يتنبه إليه ذلك الشّاب الذي قام بتجديد الهوية لي و ربما أنّه انتبه دون أن يكترث. أبنائي هم الآحرون لم ينتبهوا، و لا جديد في ذلك ، إذ أنّهم لم يهنّؤوني قطّ بعيد مولدي منذ أنجبتهم زوجتي الى هذه الدنيا. أمّا أنا فلم أكن لانتبه لو لم أقم بائسا بالنّظر إلى هوّيتي.
    وحدها كانت زوجتي الحبيبة تنتبه و تهتمّ لعيد مولدي. لكنّ الامور الآن قد تغيّرت، فاليوم يا أعزائي الذين لا أعرفهم هو الذّكرى العشرون لرحيل زوجتي.
    لست أصدق كلّ ما يفعله بي الزّمن. التاريخ الذي شهد صرختي الأولى شهد كذلك صرختي الأخيرة. بكيتها كثيرا. بكيتها حتى كدت أُصاب بالجنون او ربما أنني قد جننت بالفعل.
    و الآن بعد عشرين سنة، بدأت أعتقد أنني لم أبكها هي بل بكيتُ نفسي .لطالما اعتبرتُ أنّ موتها هو موتي أيضاً. انا من كُفّن تلك الليلة، لا هي

    وقفتُ امام المبنى و تأمّلت اللافتة الكبيرة التي كُتب عليها
    اسمه : دائرة الاحوال المدنية. أيّ كذب هذا؟ الأحوال المدنية ! أي أحوالي واحوال نظرائي من البشر. هل هناك من يهتمّ فعلاً؟ هل هناك من يأبه لكوني لم اذق للسعادة طعما منذ عشرين عاما ؟ لا يأبهُ احدٌ
    و لن يأبهَ يوما.
    خرجت من تلك الدائرة اللّعينة لا ادري الى اين تقودني قداماي اللّتان - و كما بقية أجزاء هذا الجسد المُتعب المثقل بالهموم و الأمراض - قد فعلت بها السّنون فعلتها.
    هل هاتان هما اليدان اللّتان اعتادتا ان تشقا الصخر ولا تباليان؟
    هل هاتان هما الساقان اللّتان كانتا تقطعان بي الأميال دون أن تكلا أو تتعبا؟
    لم أنظر الى المرآة منذ عشرين سنة إلاّ أنني اظن أنّ ذلك المعول .المسمى وقتا قد حفر في جبهتي خنادق جعلت منه أشبه بخريطة الوطن

    فعلتُ جاهداً كلَّ ما يوحي بإنسانيّتي: ابتسمتُ بوجه طفل

    صغير فبكى خوفا، ابتسمت لشابة جميلة فأشاحت بوجهها عني، هل ظنت انّي أغازلها ؟ .
    قادتني خطواتي الثقيلة كأيّام الخريف إلى هذا المقهى. لم اعتد دخول المقاهي ولكنني الآن مجبر. لا أريد العودة إلى ذلك القبر المسمى مأوى العجزة ولا استطيع الذهاب الى بيوت أبنائي او بيوت بناتي. لم أكن أتصور في يوم من الأيام انني قد اصل الى هذه الحال ويتجاهلني أبنائي الذين ربيتهم و سهرت اللّيالي من أجلهم. لم أكن الاب الافضل في العالم ولن اكون و ربما لو عادت بي الايام لارتكبت ذات الأخطاء التي ارتكبتها في السّابق. لكن ذلك لا يبرّر أبداً ما فعلوه و يفعلونه بي. بناتي يسلطن علي أبنائهن فيشتمونني وسط قهقهات أمهاتهم اللواتي لا يحاولن على الأقل إخفائها. أمّا ابنائي فيكفي ان أخبركم ان كبيرهم قد طردني من البيت، اعني طردني من بيتي، البيت الذي جُبل بعرقي وبني على ضلوعي يطردني منه ابني الأكبر وقال لي ان الملجأ او هذا القبر المسمى دار عجزة أفضل لي. لم اناقشه ولم ادافع عن بيتي بل لملمت ما تبقى لدي من كرامة وخرجت الى القبر الذي رماني اليه ابنائي.
    قد أكون مجرد عجوز خرف. قد يكون كلّ ما اتفوه به مجرد حماقات وجنون اطبق على عقلي المنهك. لكنني رغم ذلك كله استحق ان يستمع الي احد ما. النادل لن يستمع الي حتّى إذا رشوته ليفعل ذلك، ولن اغامر بالتحدث الى الشبان الذين جلسوا بجوار طاولتي. ها هم يتكلمون بكلمات لا افهم منها سوى ما يتفوّهون به في كل جملة من افظع الشتائم. نعم انا عجوز خرف بالتاكيد!!! فها انا أطلي صفحة بيضاء بسواد لن يفهمه احد ولن يعني لاحد شيئا على الاطلاق وعلى الاغلب لن يراه احد، فكما قلت منذ قليل لم اكن في يوم من الايام شخصا مهما لاحد باستثناء امرأة انتُزعت من بين يدي انتزاعاً.
    ستون عاما قضيتها في هذا العالم وها أنا الآن مستعد لان اقايض هذا العمر باكلمه و ما تبقّى لي من أيّام او حتّى ساعات بيوم واحدٍ اقضيه إلى جوار تلك المرأة التي جعلت مني إنسانا. هل جربتم طوال حياتكم ان تصلوا الى درجة ان يفهمكم شريك حياتكم بمجرد نظرة او من خلال طريقة تنفسك؟ ان لم تجربوا هذا الامر فأنتم لم تعيشوا بعد. ان امراَ كهذا لا يحدث الا ان كان الشّخص محظوظا جدا، فدعوني اخبركم انني كنت محظوظا جدّاً وان هذا الحظ قد انتهى منذ عشرين عاما بالضبط.
    سأترككم الآن فأنا مضطر إلى الذهاب. لابدّ أنّ زوجتي تنتظرني على أحر من الجمر. اعلم ذلك جيدا.
    لقد أخبرتكم أنّي عجوز خرف و لكنّكم لا تصدّقون
    التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 02-08-2010, 17:59. سبب آخر: المسابقة
  • وفاء الدوسري
    عضو الملتقى
    • 04-09-2008
    • 6136

    #2
    وباء العصر العقوق الذي أخذ بالانتشار في مجتمعنا الإسلامي
    أنين أباء وأمهات يعلو ويزداد ومعه يرتفع رقم القادمين الجدد لدور العجزة !..
    مؤسف أن يتحول الأبناء إلى كائنات خالية إلا من أنانية تعيش على دماء جهد وعافية
    آباءوأمهات أعطوا وأنفقوا رحيق عمر تم إهمالهم بعد التوقيع على انتهاء صلاحيتهم
    قبل الرحيل...في ظل اندفاع وجريان إلى الغد بتجاهل الأمس
    هذا العجوز ملك الكثير في مكان وزمان بين أنفاس خسرت الأكثر أنفاس فقدت القدرة
    على أن تسقط دمعة حب لتروي عمر ما قبل الحصاد
    شكرا لهذا القلم الإنساني النبيل
    التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الدوسري; الساعة 11-07-2010, 09:25.

    تعليق

    • محمد محضار
      أديب وكاتب
      • 19-01-2010
      • 1270

      #3
      في هذا النص الذي كتب بصيغة المتكلم..حيث يمارس العجوز الحكي متقمصا شخص الراوي ..وبالتالي يصبح شاهدا على تطور الأحداث وتواليها ، كما أن شهادته هي الصيغة الوحيدة لما يروى...قلت هذا النص يتميز بأسلوب يدخل ضمن خانة السهل الممتنع بحيث نلاحظ بأن بساطة الكلمات منحتنا نص حميميا ينتقل فيه الخطاب من القلب الى القلب....وبالتالي كانت النتيجة هي التعاطف التام مع بطل النص في محنته..........مودتي
      sigpicلك المجد أيها الفرح المشرق في ذاتي، لك السؤدد أيها الوهج المومض في جوانحي...

      تعليق

      • ربيع عقب الباب
        مستشار أدبي
        طائر النورس
        • 29-07-2008
        • 25792

        #4
        الله .. الله

        أهلا بك أخي الفاضل جابر جابر
        أهلا بك معنا و بيننا نتحلى بك و نكتمل
        ليبدو مشهدنا أكثر روعة و بهاء
        أهلا بك قاصا رائعا نتعلم منه
        و يثري ذائقتنا
        و يبني ذواكرنا !!

        قصة مدهشة بكل ما تحمل
        فقط تحتاج إلى مرورك عليها بعين الفاحص بعض هنات كيبوووردية لا غير


        محبتي أيها القادم بالخير و النور و الحب !!
        sigpic

        تعليق

        • إيمان الدرع
          نائب ملتقى القصة
          • 09-02-2010
          • 3576

          #5
          الأستاذ الفاضل: جابر جابر:
          أهي دموع الشتاء أيها العزيز...؟؟
          الدموع النقيّة، المثقلة بالألم..
          لا يجب أن تذرف هذه الدموع عند حصاد العمر..
          يجب أن تُكرم وتُصان..وتُهدى إليها أحلى الجوائز..
          ونحن أيضاً ندفع جزءاً من قراراتنا...
          عندما نتهاون عن حقوقنا...
          ونسلم زمام أمورنا لمن لايرحم.
          نتوقّع أكثر من هذا..
          كيف لبطل القصّة أن ينسحب وهو صاحب الدار..؟؟
          كيف ألغى وجوده وانتهى من قبل أن يرحل...؟؟
          هذا القهر لا يُحتمل..
          موجعة هذه القصّة رغم كثرة أبطالها في أماكن أخرى....
          وصارخة أحداثها ...
          .وكأنها تهزّ الوجدان بعنفٍ ليكون يقظاً..
          ويقول: حاذروا من دمعة هؤلاء..إنها حارقة..
          سلمت يداك أخ جابر..
          كم كنت موفّقاً في استفزاز الشجن...
          بأحداث كتبت من قلب ينزف عمره..ألماً
          دُمتَ بسعادةٍ..تحيّاتي..

          تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

          تعليق

          • جابر جابر
            عضو الملتقى
            • 11-07-2010
            • 10

            #6
            الاخوة الاعزاء
            شاكر انا لكل كلمة نقد وجهت ولكل كلمة اعجاب وتشجيع قيلت
            ويبدو انني ساكون سعيدا للغاية بالانضمام الى هذا المنتدى الرائع
            بوركتم وبوركت جهودكم

            تعليق

            • عائده محمد نادر
              عضو الملتقى
              • 18-10-2008
              • 12843

              #7
              يارب السموات والأرض
              يا إلهي
              بكيت
              احتقن بلعومي
              شهقت وجعا وقهرا
              نص مهول لايحتمل
              الزميل القدير
              جابر جابر
              كم أسعدني أني قرأت لك هذه الرائعة
              والله رائعة من روائع الأدب
              شجن كفنني
              أوجعتني
              يا إلهي مفحمة أنا
              أشكر لأن بيننا
              أنت أديب
              لك بصمة قوية
              نص رهيب
              ودي الأكيد لك

              الخلاص
              وفاء لم يكد ْيدلف البيت, حتى تناهت أصوات القادمين لسمعها, وطرقعة الأسلحة, تدوّي حولها, تقرع أجراس الخطر, فبان الهلع, على قسمات وجهها الحزين: - اهرب قصي, سيقتلونك, اسرع أمسك يدها, يسحبها - معي وفاء, لنهرب معاً, سيقطّعونك بدلا عني, سيعذبونك, حتى الموت. - لن يفعلوا, سأشاغلهم, فقط اسرع قبل أن يقتحموا الباب. حمل سلاحه, قفز
              الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

              تعليق

              • جابر جابر
                عضو الملتقى
                • 11-07-2010
                • 10

                #8
                الاخوة والاخوات
                انني غاية في السعادة والحبور لانني قد انصممت لهذا الملتقة الرائع للاقلام العربية المبدعة
                الى ملتقى يضم قامات عظيمة احاول ان اتطاول واتطاول حتى ابلغ نصفها ولا اقدر
                ان ما ابديتموه من اعجاب بهذا النص يضع على عاتقي مسؤولية هائلة لا اعلم ان كنت قادرا على ادائها حقها ام لا
                شكرا لكم على هذا التشجيع الكبير جدا
                ودمتم متالقين مبدعين

                تعليق

                • بسمة الصيادي
                  مشرفة ملتقى القصة
                  • 09-02-2010
                  • 3185

                  #9
                  مؤثر جدا جدا جدا
                  ذلك العجوز قد يكون نحنا ... كبرتنا .. وقد يكون هذا صوتنا ..
                  صرختنا في مقهى خارج حدود الإنسانية ...
                  لا أدري ماذا أقول أكثر .؟؟ هل العقوق يطال أبناءه فقط ؟ أم نحن أيضا؟ وتلك المقابر التي يسمّونها مأوى ؟؟!!!
                  ذلك النادل ! ذلك الموظف! الأبناء! ربما بتجاهلهم لذلك العجوز الطيب، حددوا مصيرهم أيضا ... لأن الدنيا سلف ودين ...
                  وكما استقبل المأوى الأبّ اليوم، بعد أعوام سيستقبل الأبناء ...
                  مما خاف الطفل ؟!! أين أخذتها الفتاة ظنونها السخيفة ..؟؟ نظروا لبعض من التجاعيد الهادئة، ولم ينظروا لتلك العينين اللامعتين حبّا وحناناً ؟!!
                  تائه في المدينة الكبيرة .. وحدته تصرخ .. لا أحد يسمع .. ونستغرب رحيله إلى زوجته الراحلة!! .. لا ليس عجوز خرف .. بل إنسانية أضاعت رشدها ..
                  تحتفل بأعياد ميلاد الشياطين فقط .... وتنسى أن الملائكة تحتاج لحضن، أو ابتسامة كل مساء .......
                  أيها الأديب الإنسان .. أشكرك من قلبي ... سأضع هذه الرسالة تحت وسادة عمري ... أقرأها كل لحظة بدمعة أو ابتسامة .. آمل أن يجد ذلك العجوز بعض الحنان، أو أن يعود إلى منزله ليجد أبناءه قد أعدّوا قالب الحلوى وبصوت واحد يقولون: "كل عام وأنت بخير يا أبي" .....
                  .
                  .
                  تصفيقي الحار لك ولقلمك المبدع
                  في انتظار ..هدية من السماء!!

                  تعليق

                  • ربيع عقب الباب
                    مستشار أدبي
                    طائر النورس
                    • 29-07-2008
                    • 25792

                    #10
                    هيا أيتها الجميلة
                    اعتلي عرشك الذى تهيأ لك
                    فقد حان وقت التتويج




                    ألف ألف مبروووووك
                    sigpic

                    تعليق

                    • بسمة الصيادي
                      مشرفة ملتقى القصة
                      • 09-02-2010
                      • 3185

                      #11
                      هذه القصة تتركت لديّ أثرا ما فارقني،
                      دائما تختطر على البالي، وأقول يا لها من قصّة!
                      ويا له من قلمّ إنسانيّ نبيل ......
                      ألف مبروووك الذهبية .. استحقتها بكل جدارة ..
                      تحياتي
                      في انتظار ..هدية من السماء!!

                      تعليق

                      • خالد يوسف أبو طماعه
                        أديب وكاتب
                        • 23-05-2010
                        • 718

                        #12
                        الأستاذ القدير
                        جابر جابر
                        نصك لم يبكيني قط !!!!!!!!!!!
                        أتعلم لماذا ؟؟؟
                        سأقول لك لماذا !!!!
                        اذهب إلى دار العجزة أو دار المسنين في منطقة الرابية وسترى العجب العجاب
                        سترى ما لم تحتمله العين من أسى .......
                        سترى حكايا طويلة وأخرى ربما تقول عنها من نسج الخيال ...
                        سترى الألم وستشعر به وربما ستذرف دموع القهر من القهر الذي سيتملكك...
                        أنا لم أدخلها يوما وكلما قررت الولوج إليها يدفعني شعور غريب يالعزوف عن الفكرة فأعود محملا بهموم هؤلاء العجزة من الآباء والأمهات من رؤيتهم ودون التحدث إليهم ...
                        ولكنني ربما سأقرر الدخول على حين غرة وأحاول التعايش معهم ولو لبضع لحيظات وأجزم لك بأني لن أحتمل وسأعود محملا بالخيبات والحزن والمرارة التي تعكر النفوس ...
                        اعذرني على هذه المقدمة ولكنها المشاعر التي قادتني لتلك الكلمات
                        نص لا غبار عليه ومتين ورائع اللغة والاسلوب ولكني أعتقد بأن العجوز هو من سكان عمان الغربية أخي جابر لأن أهل المناطق الشعبية قلوبهم رؤوفة ورحيمة ولا أظنهم يفعلونها ....
                        تحيتي لهذا الألق الرائع
                        ألف مبرووووك الذهب
                        تستحقها ورب الكعبة
                        sigpicلن نساوم حتى آخر قطرة دم فينا

                        تعليق

                        • إيمان الدرع
                          نائب ملتقى القصة
                          • 09-02-2010
                          • 3576

                          #13
                          ألف مبروك: أخ جابر جابر..
                          إنّ من يكتب بهذا الأسلوب العميق..
                          ويحاكي هموم الإنسان يدخل نبضه,,
                          يكشف دموعه..الشتائيّة..
                          لا بدّ أن ينال هذا الإعجاب الكبير..
                          ألقاك دائماً في المقدّمة..أستاذ جابر..

                          تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

                          تعليق

                          • سحر الخطيب
                            أديب وكاتب
                            • 09-03-2010
                            • 3645

                            #14
                            الاستاذ القدير جابر
                            قصتك اثرت فى نفسي خوف سنين العمر المسرعه نحو المجهول
                            وخوف ممن ما زلت اعيش فى ظل دعائهم
                            هل نحن فى زمن الامبالاة بكل المشاعر الانسانيه ام ان الحياة اصبحت بلا معنى لكن هناك العشرات في بيت العجزة ينتظرون لمسه حنان وزيارة أي كان حتى يشعرون انهم ما زالوا يعيشون على ارض الواقع
                            رايتهم بنفسي تسيل دموعن كلما احتضنا واحدة منهن
                            قصتة رائعه كالحقيقه المرعبه التي نعيشها
                            الجرح عميق لا يستكين
                            والماضى شرود لا يعود
                            والعمر يسرى للثرى والقبور

                            تعليق

                            • وسام دبليز
                              همس الياسمين
                              • 03-07-2010
                              • 687

                              #15
                              كم هي قاسية هذه القصة على قلوبنا فكيف بها على ذلك العجوز
                              يشعل الوالدين أصابعهم شموع من أجل فلذة أكبادهم وفي النهاية ..؟تعجز الحروف أحياننا حين تتقوقع المشاعر
                              شكرا على هذه القصة التي هزت قلبي
                              دمت مبدعا

                              تعليق

                              يعمل...
                              X