الدخول فى الماء
عند اكتمال النوَّة الإعصار تُلقى بَذرتى
فتفورُ فى تعلق الأشياءِ بالأشياء
والأشياء بالأسماء
والأسماء بالأصلابِ ، والأصلاب بالأرحام
والأرحام بالرَّحموت
دوَّامة الإعصار(فى العماء) بى تفوت
أمِّىَ الدلتا
وصدرى الصعيدُ
وصبوتى النهرُ
إذ يئيضُ ـ كلَّ عام ـ خالصا متخلصاً
من حدَّة الرهبوتِ فى جلد الكلام
: هذا أوانُ الماء ..
فى الأحراش
أو تحتَ الحزام
: هو ما بدا
هو ما تواترَ فى كتاب العيس ِ ـ يا هذا الزحام
هو ما تناثرَ فى كتاب الوجدِ ، قالوا :
قد تغشَّاها ، فغبَّت ظهرها
بين الإماءِ ، وما احتملنَ من العصائبِ
يَنزعَن عنى دمائى
لو تداخلَ بينها
ماء الهكاسسة ِـ الأكاسرة ـ الأغارقةِ ـ القياصرة ـ الشراكسة ـ الدلاة ـ الأرنؤوط
ينزعَن عنى دمائى
لو تداخل بينها ماءُ الفرنسيس ـ السكاسنة ـ : التآمر والبلاط
هو ما تواتر وشيهُ فى سيرة الركبان من كشف البهوت
هو ما بدا
من ينزعن عنى كتابتها
وسارى عسكريها
إذ تعوَّدها
وما عادت تجيدُ سوى السكوت
هو ما بدا
فادخل زحافَ الماءِ
تلك هى الدواخلُ ـ والسواحلُ .. روحها ـ جنبا إلى التابوت
بضعا من إثارة زوجها
هذا أبى
إذ خبأَته ، وأنجزت تسرى ـ وسرِّى .. سِرُّه ،
أو سرُّها .. سرى ـ ، سَرَيتُ
وفى رقاع الوجد
إذ لاحت هنا
ناديتها من تحتها : صَقرًا أكونُ
فكنتُ صقرا
فى بهاء الشمس
يطلع فى الجهات التسع (1)
فى زمن الإفاقة والإقالة عِترتى
لو لم يكن
ماكان فى الأحراش
ما كان النزولُ إلى البرارى
حيثما كانت ، يكون الهيش
بضعا من إثارة روحها ، راحت له ..
تلحو لحاءَ الماء فى مدن اللصوص
لولم يكن ما كان فى الأحراش
ما كان الدخول إلى كتاب العيس
أو كان المجيئ
وما ارتوت غابات قلبى
إذ تجوَّلَ من تجوَّلَ فى القرى
: أو قد بدا ؟!
قالوا : تحوَّل وجهه ـ لامرة .
أو مرتين ، وإنما
ستاً وعشرين ارتحلنا
فى المسافة ، والسلافة حيثما عسَّت
وعَسَّ من الحروف الماء فى صمت عبوس
لولم يكن ما كان :
ما كان ارتحالى
فى الوجوه ..
وفى العيون ..
وفى الخبايا ، والنفوس
كان انخطاف الوجد
يخلع معطفى الشستوىَّ
أنزل عاريا
فى عين نفسى ..
أنثنى
أهتز ..
أرقص ـ ضاربا طبل البداوة
أعتلى طبلى ، يفور الماء ،
أقفز خارجا من قشرة التثريب
فى وجه المرائى :
فالذى قد مات .. فات
والذى قد فات .. مات
والذى يأتى .. سيأتى
والذى سيكون... كان
هذا أنا فوق المكان
حملت نفسى
غاسلا وجهى
الذى قد نام .. من حولين فى حضن الرضاعة
أعتلى طبلى
أنازل مهرة الموت : استراشت سِنْتها فى القلب
فى خلل الفصول
: ثَلَّمَت أفراس قومى ، فاستناموا ..
: آهِ من نوم الجياد
على السفوح ـ الأضرحة
يستحلبون تذاكر الأفيون منذ البارحة
ويرنِّمون على المدارات القديمة
أغنياتِ الوصل : آهٍ لو تعود
تطلع الأعياد فى كف اليتامى
يحلمون بمائها العسلىِّ
فى شبق الجهات التسع
فارت فى العروق النابحة
فى الليل تنتظر المخاض
فى الليل ينفلق الفؤاد عن الشعيرة
هاهى الكلمات
تجدع أنفها
وتسوق قافلة النجائب أينما وجهتُ وجهى ،
بينما
يتختَّمُ النهرُ المضيَّعُ خاتم امرأة
تبث مصوريها فى الجهات الست
تنشد مغزلى
ياأيها النهر الذى لا يأتلى
جسدا لإنكارى . وبيعى
: ياايها النهر الولود
: ياأيها النهر الودود
: ياأيها النهر الذى ينساب ـ رغما عنه ـ
أولم يئن ؟!
ـ بعد ـ انبلاج الفجر ، منذ وكأتَ للفرعون تاج َالقريتين (2)
فأوكتا لى قربة الصمت المباح
يئن منها مكحلى
أو لم يئن
حتى تعود كما تعوَّدك الفتى
( نوتيَّا
عارى الصدر
فى خطوه ..
نهرٌ من القمح ..
نهر من الملح ، أو
نهر من البوح )
حتى تسوق زوارق الشمس الوضيئة
من مياه النهر فى قرن الجنوب
إلى انعكاس النهر فى سهل الشمال : فراته :
تسترجعين الحكمة المفقودة : الثأر القديم ..
: أو أن ليلك لايريم
أو أن ليلك لايبين الشمس : تطلع فى الصباح
تفوقين السهم فى عين الصباح
وتوصدين الباب فى وجه النهار
فوق المدار عرفته
فعرفت فيك النكتة ـ الجور ـ الحصار :
لكأنك الأيامُ
فى حلق المكان
تمشطين بنا الدوائرَ
باليمين إلى اليسار ، وباليسار إلى اليمين
لكأنناغزل الضرائر
ينزعن عنى الحبيبة ـ كاتم الصوت الغضوب
فتخرجين من انحناءة عيدك الألفى
تحت السطح
يلطم خدك الرملى
يشرب ماءنا (نهما)
وينهش لحمة الروح (احتسابا)
تحت باب الجسر (سلفا)
تدفعين له الكراء .
: بان الغثاء ..
هنا وسقط الكبرياء
: ما عاد يصلح ..
أن أغنى الرقصَ فى زمن البكاء
: ما عاد يجدى
فالحداء له روىٌّ ، لامرحبا بالزيف ،
والقول الغبىِّ
غامت نداءات الفوانيس التى كانت تُمَدُّ متى التقى الجمعان
فالتقم الهواء
ساءلته
: عاشت تجافى صبية
قُتلوا على باب الحوار
: عاشت تقدم أضحيات العيد ..
فى عرس المرار
: عاشت تفندق بيضة :
حطت على سطح المطار : استمطرت
فتحت . فطارت .
ثم فتحت . فاستنارت
ثم فتحت . فاستدارت
ثم فتحت ما استشارت
واستخارت
ثم فاحت ما استثيرت
ثم فاحت ما استجارت
ما توضأ بعلها
فى بئر ساقية النهار ، أدار لى
وجها على كوب البداية
قال لى :
منى استقت سلفا رغيف الرقص
ثم تمر مرَّتنى
فارتجز عنى بطاقات الجراية
: حدثى ما شئت ياامرأة العزيز
حدثى ما شئت عنى
إننى ، ابن النثار
إننى ، ابن السكوت
وإننى ناى الهزار
إننى فيما بدا بين الحروف ـ اللون
إذ يتعنصرون ـ
والفيلِ
والملإالقتيل ِ
وشهقة ِالمطعون فى عرصاتها
والقاتلِ المقتول يهوى من تجَدِّفُ :
جدِّفى ما شئت ِيا امرأة َ العزيز
فإن لى أذنين تغتسلان فى دفء القرار
وإن لى عينين ترتجلان فى بوز القطار
وإن لى وجها تمزق فى الشعاب
وإن لى قلبا تفحم فى سراديب العزيمة
إننى أشهدت قومك :
يحتسون الجمر فوق الأرصفة
يتزمزمون النار ..
بين الاصطبار .
عادت زليخة لايقرُّ لها قرار
مذ جاءها المرسالُ
من قبل الحكومة
فى الصباح أن ارتفى للقصر ، قالت .. ،
والقرنفلُ
عطره الفواح
فوَّح فى الملامح خصلتين :
" هذا أوان الشاى
والماء المثلج
حضرة البشوات
والبكوات ، والماء المشارك فى المِلاء
فتنزلين على السعة "
فغدا نروح القصرَ"حيث المعمعة"
قالت ، وفى وجل خريفى الملامح (أمردا)
" إن المليحة ما يقول بها القصر"
قال الملك : يتساءل الصديق : " ما بال اللواتى " ؟!
: دخلت حذاء الصمت
لاذت بالمؤخر ، فالأباريق استواء الجرن :
لا يتشابهون
وغدا تروغ من اللواتى يتكئن على الجدار
(وإنه من صنعها)
إذ يرتجلن الوشى فى كف المدينة : (حصحصت )
ردت زليخة : حصحصت
ثم انثنت ، دخلت إلى سوح المدينة
فى ثياب الليل :
تلك هى المدينة ـ ياأيها المفتوح يزدردُ
السكارى المغرمين : تطوَّحوا
: يتحدثون عن الشريفة (3) والغلام
: يتحدثون عن الموائد والمدام
: يتحدثون عن الإمامة والإمام ، وكيف أرخى
كمَّهُ البدوى ُّ(4)
وافتكَّ الأسارَى
من بلاد النفط .. وارتجعَ الهجين .
فتمنَّعت أم العيال عن العجين
مع أن بُرَّة َ ـ بَرِّنا
(فى المتحف الحربى)
مفتخر الأوابد ، والأوائل والسنبن
يا مجدنا البردىَّ
فيك تأطرت أطرى
وهذا السامرى ..
وقد تحرَّى قبضة أثر الرسول ، وما بصرنا
إذ حَملنا حِملنا فى الليل
إذ تتهيبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــون : الليل
والحرسى
والموت المدجج باللجان
تناثرت منه الشظايا :
القرائنُ فى القوائم ِ، والقوائمُ فى المراجل ، والمراجلُ فى الهياكل ، والهياكل فى المشاتل ، والمشاتل فى الجماجم ، والجماجم فى الطماطم ، والطماطم فى الطناجر ، والطناجر فى الموالد ، والموالد فى المحاور ، والمحاور فى الحناجر ، والحناجر فى الأساور ، والأساور فى العوارض ، والعوارض فى الضوابط ، والضوابط فى العقارب ، والعقارب فى النظائر ، والنظائر فى الركائز ، والركائز فى البيادق ، والبيادق فى الحقول .
إنما الموت ُالفضول
إنما اللغة ُ الدخول ..
إلى حداء الماء ـ خيلا
ما أثرنَ النقع فى عين الأفول
هو ما بدا
فيما تناثر فى كتاب الماء :
تلك سلالة سلت سلاسلها
على لغز العناصر
كلما وقفت على حرف تعبَّد أمة ً
حشَّت له
إحساسها الذهبى َّ، فى برسيمه
فادخل زحاف الماء ، أوفَى دمنة ً
أو فادمننَّ الماءَ
فى شنِّ القصيدةِ ، شنشنت
تتقدسين
وتفردين من الجهات العشر (5)
ريشَ الأجنحة
(طنطا 22 / 10 / 1986)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) يئيض أى يقوم بعمليات الأيض وهى عملية فيزيو كيميائية خاصة بالهدم والبناء لتجديد انسجة الكائن الحى نموا ونشاطا (علم وظائف الأعضاء ، المعجم الطبى المصورصـ 365)
(1) الجهات التسع : تاسوع أون ، أسطورة مصرية قديمة .
(2) القريتان : بوتو ونخن أو نخب ن عاصمتا مملكتى الشمال والجنوب (د . عبد العزيز صالح : حضارة مصر القديمة صـ 209 )
(3) خضرة الشريفة .
(4) البدوى : هو أحمد بن ابراهيم السيد البدوى ( 1200 ـ 1276 م) فاسى المولد ن طنطاوى المستقر ، بها توفى ودفن وله تنسب كرامات عدة ( الموسوعة العربية الميسرة صـ 333 ــ وصـ 1387 )
(5) الوصايا العشر ، سورة الإسراء ، (الآيات من 32 ـ39 )
عند اكتمال النوَّة الإعصار تُلقى بَذرتى
فتفورُ فى تعلق الأشياءِ بالأشياء
والأشياء بالأسماء
والأسماء بالأصلابِ ، والأصلاب بالأرحام
والأرحام بالرَّحموت
دوَّامة الإعصار(فى العماء) بى تفوت
أمِّىَ الدلتا
وصدرى الصعيدُ
وصبوتى النهرُ
إذ يئيضُ ـ كلَّ عام ـ خالصا متخلصاً
من حدَّة الرهبوتِ فى جلد الكلام
: هذا أوانُ الماء ..
فى الأحراش
أو تحتَ الحزام
: هو ما بدا
هو ما تواترَ فى كتاب العيس ِ ـ يا هذا الزحام
هو ما تناثرَ فى كتاب الوجدِ ، قالوا :
قد تغشَّاها ، فغبَّت ظهرها
بين الإماءِ ، وما احتملنَ من العصائبِ
يَنزعَن عنى دمائى
لو تداخلَ بينها
ماء الهكاسسة ِـ الأكاسرة ـ الأغارقةِ ـ القياصرة ـ الشراكسة ـ الدلاة ـ الأرنؤوط
ينزعَن عنى دمائى
لو تداخل بينها ماءُ الفرنسيس ـ السكاسنة ـ : التآمر والبلاط
هو ما تواتر وشيهُ فى سيرة الركبان من كشف البهوت
هو ما بدا
من ينزعن عنى كتابتها
وسارى عسكريها
إذ تعوَّدها
وما عادت تجيدُ سوى السكوت
هو ما بدا
فادخل زحافَ الماءِ
تلك هى الدواخلُ ـ والسواحلُ .. روحها ـ جنبا إلى التابوت
بضعا من إثارة زوجها
هذا أبى
إذ خبأَته ، وأنجزت تسرى ـ وسرِّى .. سِرُّه ،
أو سرُّها .. سرى ـ ، سَرَيتُ
وفى رقاع الوجد
إذ لاحت هنا
ناديتها من تحتها : صَقرًا أكونُ
فكنتُ صقرا
فى بهاء الشمس
يطلع فى الجهات التسع (1)
فى زمن الإفاقة والإقالة عِترتى
لو لم يكن
ماكان فى الأحراش
ما كان النزولُ إلى البرارى
حيثما كانت ، يكون الهيش
بضعا من إثارة روحها ، راحت له ..
تلحو لحاءَ الماء فى مدن اللصوص
لولم يكن ما كان فى الأحراش
ما كان الدخول إلى كتاب العيس
أو كان المجيئ
وما ارتوت غابات قلبى
إذ تجوَّلَ من تجوَّلَ فى القرى
: أو قد بدا ؟!
قالوا : تحوَّل وجهه ـ لامرة .
أو مرتين ، وإنما
ستاً وعشرين ارتحلنا
فى المسافة ، والسلافة حيثما عسَّت
وعَسَّ من الحروف الماء فى صمت عبوس
لولم يكن ما كان :
ما كان ارتحالى
فى الوجوه ..
وفى العيون ..
وفى الخبايا ، والنفوس
كان انخطاف الوجد
يخلع معطفى الشستوىَّ
أنزل عاريا
فى عين نفسى ..
أنثنى
أهتز ..
أرقص ـ ضاربا طبل البداوة
أعتلى طبلى ، يفور الماء ،
أقفز خارجا من قشرة التثريب
فى وجه المرائى :
فالذى قد مات .. فات
والذى قد فات .. مات
والذى يأتى .. سيأتى
والذى سيكون... كان
هذا أنا فوق المكان
حملت نفسى
غاسلا وجهى
الذى قد نام .. من حولين فى حضن الرضاعة
أعتلى طبلى
أنازل مهرة الموت : استراشت سِنْتها فى القلب
فى خلل الفصول
: ثَلَّمَت أفراس قومى ، فاستناموا ..
: آهِ من نوم الجياد
على السفوح ـ الأضرحة
يستحلبون تذاكر الأفيون منذ البارحة
ويرنِّمون على المدارات القديمة
أغنياتِ الوصل : آهٍ لو تعود
تطلع الأعياد فى كف اليتامى
يحلمون بمائها العسلىِّ
فى شبق الجهات التسع
فارت فى العروق النابحة
فى الليل تنتظر المخاض
فى الليل ينفلق الفؤاد عن الشعيرة
هاهى الكلمات
تجدع أنفها
وتسوق قافلة النجائب أينما وجهتُ وجهى ،
بينما
يتختَّمُ النهرُ المضيَّعُ خاتم امرأة
تبث مصوريها فى الجهات الست
تنشد مغزلى
ياأيها النهر الذى لا يأتلى
جسدا لإنكارى . وبيعى
: ياايها النهر الولود
: ياأيها النهر الودود
: ياأيها النهر الذى ينساب ـ رغما عنه ـ
أولم يئن ؟!
ـ بعد ـ انبلاج الفجر ، منذ وكأتَ للفرعون تاج َالقريتين (2)
فأوكتا لى قربة الصمت المباح
يئن منها مكحلى
أو لم يئن
حتى تعود كما تعوَّدك الفتى
( نوتيَّا
عارى الصدر
فى خطوه ..
نهرٌ من القمح ..
نهر من الملح ، أو
نهر من البوح )
حتى تسوق زوارق الشمس الوضيئة
من مياه النهر فى قرن الجنوب
إلى انعكاس النهر فى سهل الشمال : فراته :
تسترجعين الحكمة المفقودة : الثأر القديم ..
: أو أن ليلك لايريم
أو أن ليلك لايبين الشمس : تطلع فى الصباح
تفوقين السهم فى عين الصباح
وتوصدين الباب فى وجه النهار
فوق المدار عرفته
فعرفت فيك النكتة ـ الجور ـ الحصار :
لكأنك الأيامُ
فى حلق المكان
تمشطين بنا الدوائرَ
باليمين إلى اليسار ، وباليسار إلى اليمين
لكأنناغزل الضرائر
ينزعن عنى الحبيبة ـ كاتم الصوت الغضوب
فتخرجين من انحناءة عيدك الألفى
تحت السطح
يلطم خدك الرملى
يشرب ماءنا (نهما)
وينهش لحمة الروح (احتسابا)
تحت باب الجسر (سلفا)
تدفعين له الكراء .
: بان الغثاء ..
هنا وسقط الكبرياء
: ما عاد يصلح ..
أن أغنى الرقصَ فى زمن البكاء
: ما عاد يجدى
فالحداء له روىٌّ ، لامرحبا بالزيف ،
والقول الغبىِّ
غامت نداءات الفوانيس التى كانت تُمَدُّ متى التقى الجمعان
فالتقم الهواء
ساءلته
: عاشت تجافى صبية
قُتلوا على باب الحوار
: عاشت تقدم أضحيات العيد ..
فى عرس المرار
: عاشت تفندق بيضة :
حطت على سطح المطار : استمطرت
فتحت . فطارت .
ثم فتحت . فاستنارت
ثم فتحت . فاستدارت
ثم فتحت ما استشارت
واستخارت
ثم فاحت ما استثيرت
ثم فاحت ما استجارت
ما توضأ بعلها
فى بئر ساقية النهار ، أدار لى
وجها على كوب البداية
قال لى :
منى استقت سلفا رغيف الرقص
ثم تمر مرَّتنى
فارتجز عنى بطاقات الجراية
: حدثى ما شئت ياامرأة العزيز
حدثى ما شئت عنى
إننى ، ابن النثار
إننى ، ابن السكوت
وإننى ناى الهزار
إننى فيما بدا بين الحروف ـ اللون
إذ يتعنصرون ـ
والفيلِ
والملإالقتيل ِ
وشهقة ِالمطعون فى عرصاتها
والقاتلِ المقتول يهوى من تجَدِّفُ :
جدِّفى ما شئت ِيا امرأة َ العزيز
فإن لى أذنين تغتسلان فى دفء القرار
وإن لى عينين ترتجلان فى بوز القطار
وإن لى وجها تمزق فى الشعاب
وإن لى قلبا تفحم فى سراديب العزيمة
إننى أشهدت قومك :
يحتسون الجمر فوق الأرصفة
يتزمزمون النار ..
بين الاصطبار .
عادت زليخة لايقرُّ لها قرار
مذ جاءها المرسالُ
من قبل الحكومة
فى الصباح أن ارتفى للقصر ، قالت .. ،
والقرنفلُ
عطره الفواح
فوَّح فى الملامح خصلتين :
" هذا أوان الشاى
والماء المثلج
حضرة البشوات
والبكوات ، والماء المشارك فى المِلاء
فتنزلين على السعة "
فغدا نروح القصرَ"حيث المعمعة"
قالت ، وفى وجل خريفى الملامح (أمردا)
" إن المليحة ما يقول بها القصر"
قال الملك : يتساءل الصديق : " ما بال اللواتى " ؟!
: دخلت حذاء الصمت
لاذت بالمؤخر ، فالأباريق استواء الجرن :
لا يتشابهون
وغدا تروغ من اللواتى يتكئن على الجدار
(وإنه من صنعها)
إذ يرتجلن الوشى فى كف المدينة : (حصحصت )
ردت زليخة : حصحصت
ثم انثنت ، دخلت إلى سوح المدينة
فى ثياب الليل :
تلك هى المدينة ـ ياأيها المفتوح يزدردُ
السكارى المغرمين : تطوَّحوا
: يتحدثون عن الشريفة (3) والغلام
: يتحدثون عن الموائد والمدام
: يتحدثون عن الإمامة والإمام ، وكيف أرخى
كمَّهُ البدوى ُّ(4)
وافتكَّ الأسارَى
من بلاد النفط .. وارتجعَ الهجين .
فتمنَّعت أم العيال عن العجين
مع أن بُرَّة َ ـ بَرِّنا
(فى المتحف الحربى)
مفتخر الأوابد ، والأوائل والسنبن
يا مجدنا البردىَّ
فيك تأطرت أطرى
وهذا السامرى ..
وقد تحرَّى قبضة أثر الرسول ، وما بصرنا
إذ حَملنا حِملنا فى الليل
إذ تتهيبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــون : الليل
والحرسى
والموت المدجج باللجان
تناثرت منه الشظايا :
القرائنُ فى القوائم ِ، والقوائمُ فى المراجل ، والمراجلُ فى الهياكل ، والهياكل فى المشاتل ، والمشاتل فى الجماجم ، والجماجم فى الطماطم ، والطماطم فى الطناجر ، والطناجر فى الموالد ، والموالد فى المحاور ، والمحاور فى الحناجر ، والحناجر فى الأساور ، والأساور فى العوارض ، والعوارض فى الضوابط ، والضوابط فى العقارب ، والعقارب فى النظائر ، والنظائر فى الركائز ، والركائز فى البيادق ، والبيادق فى الحقول .
إنما الموت ُالفضول
إنما اللغة ُ الدخول ..
إلى حداء الماء ـ خيلا
ما أثرنَ النقع فى عين الأفول
هو ما بدا
فيما تناثر فى كتاب الماء :
تلك سلالة سلت سلاسلها
على لغز العناصر
كلما وقفت على حرف تعبَّد أمة ً
حشَّت له
إحساسها الذهبى َّ، فى برسيمه
فادخل زحاف الماء ، أوفَى دمنة ً
أو فادمننَّ الماءَ
فى شنِّ القصيدةِ ، شنشنت
تتقدسين
وتفردين من الجهات العشر (5)
ريشَ الأجنحة
(طنطا 22 / 10 / 1986)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) يئيض أى يقوم بعمليات الأيض وهى عملية فيزيو كيميائية خاصة بالهدم والبناء لتجديد انسجة الكائن الحى نموا ونشاطا (علم وظائف الأعضاء ، المعجم الطبى المصورصـ 365)
(1) الجهات التسع : تاسوع أون ، أسطورة مصرية قديمة .
(2) القريتان : بوتو ونخن أو نخب ن عاصمتا مملكتى الشمال والجنوب (د . عبد العزيز صالح : حضارة مصر القديمة صـ 209 )
(3) خضرة الشريفة .
(4) البدوى : هو أحمد بن ابراهيم السيد البدوى ( 1200 ـ 1276 م) فاسى المولد ن طنطاوى المستقر ، بها توفى ودفن وله تنسب كرامات عدة ( الموسوعة العربية الميسرة صـ 333 ــ وصـ 1387 )
(5) الوصايا العشر ، سورة الإسراء ، (الآيات من 32 ـ39 )
تعليق