بعد يوم وهنت أوصاله من التعب.. أنهيت دراستي وتحضير المواد لليوم التالي..كان الليل قد انتصف.. قرأت ما تيسر من القرآن الكريم .. شعرت برأسي كالكرة الأرضية فوق كتفي.. بالكاد استطعت حمله ووضعه على وسادة التفريغ، ثم هويت بجسدي المثخن بالإرهاق على سرير العزوبة والغربة.
لم أسمع صوت حضوره بعدما نمت، إذ يبدو أنه حضر ونام فورا بلا همس.. لكنني تعجبت عندما استيقظت لصلاة الفجر ولم يقم.. لعله مرهق تعب وربما صلى قبلي ثم نام..
لحظة انطلاقي إلى الجامعة رأيته بنظارة سوداء يجول في المنزل! يترنح كسكران لا يقوى على الوقوف منتصبا.. تقدمت مستوقفا إياه متفحصا وجهه الملون بالأزرق والأسود
ما هذا؟ إخلع نظارتك..
رفض وحاول تحاشييَّ.. لكنني أوقفته وأصريت مادا يد فضولي إلى نظارته فخلعها.. لحظتها أصابني الذهول.. عيناه لا تكادان تبينان.. تبينت منهما لونا أحمر ينازع للظهور من بين الكتل المتورمة في وجهه.. وجهه كله ملون
ماذا حصل؟ أخبرني فورا.. قلت بغضب
لا شيء .. وأشاح بوجهه يريد المضي
أوقفته: قل لي الآن
أثناء عودتي ليلا من بيت صديقنا سالم تعرض لي بعض (الزعران).. و..
ماذا؟ أيفعلون بك كل هذا بلا سبب ؟! دلني عليهم الآن.. قلتها وألقيت بكتبي وأحضرت عصا غليظة كنت أحتفظ بها للمناسبات
هيا بنا .. دلني عليهم.. سأنتقم لك منهم شر انتقام
لن تجدهم الآن.. لا يتواجدون إلا ليلا
حسنا.. ليكن.. سأراهم في المساء إذن.. انتظرني
وخرجت من المنزل إلى الجامعة وبراكين الغضب تثور واحد تلو الآخر.. كيف يفعل هؤلاء الشراذم كل هذا بصديقي وزميل سكني طالب الطب الرقيق رغم ضخامة جثته!! أنا لا أستسيغ رقته الزائدة ولطفه اللطيف، حتى أخي الأصغر نفر منه متهما إياه بالنفاق.. لكن ذلك لا يبرر ما حصل له
اضمحل الزمن بين خروجي وعودتي إلى المنزل بسبب شرود تفكيري المتواصل في هذه المعضلة وأنا أفكر بطريقة للاِنتقام
عدت إلى المنزل بعدما غادرت الشمس وحمرتها لم تغادر أفقي بعد.. فإذا بعض الطلاب الجدد في الصالة الصغيرة.. يحضرون عادة مرة أو مرتين في الأسبوع لتلقي دروس من أجل امتحان دخول الجامعات.. لم أشأ إزعاجهم..
ربما لوجود غرفتي في آخر الممر سبب في جهلي ببعض الأمور..انزويت بها استذكر دروسي حتى يغادر الشبان فنذهب للاِنتقام..
عادة لا أفتح باب الشقة ما دام أحد ما متواجد في الصالة خاصة أني لا أسمع القرع بوضوح؛ لبعدي ولكثرة الأبواب التي تفصلني عنه.. لكن القرع هذه المرة كان قويا.. أجفلني.. انتزعني من غرقي في دروسي فتوقفت وأرسلت أذني
لم يكن هناك داع لإرسال أذني.. فقد تبع القرعَ وفتحِ البابِ ضوضاءٌ وضجةٌ وأصواتٌ عاليةٌ
يا كلب! يا نذل! يا حقير!
هذا صوت أحمد , جهوري الصوت .. مالذي يغضبه يا ترى!
قمت بسرعة وتوجهت نحو المدخل.. ويا لدهشتي!
أحمد وسالم انقضا على زميل سكني يضربانه لكما وركلا وهو يترنح ويتوسلهما التوقف بلا فائدة.. يتبعانه أينما هرب.. يبعثران الأثاث في كل الاِتجاهات للوصول إليه.. والشباب الجدد متسمرون ملتصقون بالجدران ألجمت الدهشة ألسنتهم.. وأطرافهم
تحركت بسرعة لإيقاف أحمد الذي يعدل اثنين مني بضخامته.. أما سالم فرغم أنه طويل إلا إنه خفيف بالنسبة لي.. هجمت عليه.. حضنته.. أوقفته..نظر إلي
أنت طيب مسكين على نياتك.. لا تدري ما يفعل هذا الخبيث!
ماذا يفعل؟ أفهمني أرجوك.. ولا داعي للعنف.. يمكننا أن نتفاهم
لا.. لا يمكن التفاهم مع نجس كهذا.. هذا ديوث!
ماذا تقصد؟ هذه كلمة كبيرة
ألقاني جانبا كأنما يلقي كرسيا من طريقه وهجم عليه ثانية وهو يزمجر حتى جعله يفترش الأرض.. صعد فوقه وبدأ يدكه ويركله:
يا لوطي.. ألم آمرك أن تترك هذا البيت النظيف؟ لا أريد ان أراك في كل هذه المنطقة وإلا سأقتلك.. غداً سأعود
وغادرا تاركين الدهشة والذهول يخيمان على المكان.. ذهب الشباب كالمكسور جناحه دون التكلم ببنت شفة.. انزوى هو في غرفته ورفض محادثتي..
رتبت أثاث المنزل وأعدته كما كان دون أن أستطيع تأثيث رأسي بإجابات.. أو على الأقل لملمة أفكاري المتبعثرة.. حيث ما زالت أمطار الأسئلة والاستفهامات تنزل بشدة على رأسي العاري
تركت المنزل بعد عدة أيام بعدما تكشفت الخيوط عن علاقة بين هذا وسالم!!..
مصطفى الصالح
11\07\2010
لم أسمع صوت حضوره بعدما نمت، إذ يبدو أنه حضر ونام فورا بلا همس.. لكنني تعجبت عندما استيقظت لصلاة الفجر ولم يقم.. لعله مرهق تعب وربما صلى قبلي ثم نام..
لحظة انطلاقي إلى الجامعة رأيته بنظارة سوداء يجول في المنزل! يترنح كسكران لا يقوى على الوقوف منتصبا.. تقدمت مستوقفا إياه متفحصا وجهه الملون بالأزرق والأسود
ما هذا؟ إخلع نظارتك..
رفض وحاول تحاشييَّ.. لكنني أوقفته وأصريت مادا يد فضولي إلى نظارته فخلعها.. لحظتها أصابني الذهول.. عيناه لا تكادان تبينان.. تبينت منهما لونا أحمر ينازع للظهور من بين الكتل المتورمة في وجهه.. وجهه كله ملون
ماذا حصل؟ أخبرني فورا.. قلت بغضب
لا شيء .. وأشاح بوجهه يريد المضي
أوقفته: قل لي الآن
أثناء عودتي ليلا من بيت صديقنا سالم تعرض لي بعض (الزعران).. و..
ماذا؟ أيفعلون بك كل هذا بلا سبب ؟! دلني عليهم الآن.. قلتها وألقيت بكتبي وأحضرت عصا غليظة كنت أحتفظ بها للمناسبات
هيا بنا .. دلني عليهم.. سأنتقم لك منهم شر انتقام
لن تجدهم الآن.. لا يتواجدون إلا ليلا
حسنا.. ليكن.. سأراهم في المساء إذن.. انتظرني
وخرجت من المنزل إلى الجامعة وبراكين الغضب تثور واحد تلو الآخر.. كيف يفعل هؤلاء الشراذم كل هذا بصديقي وزميل سكني طالب الطب الرقيق رغم ضخامة جثته!! أنا لا أستسيغ رقته الزائدة ولطفه اللطيف، حتى أخي الأصغر نفر منه متهما إياه بالنفاق.. لكن ذلك لا يبرر ما حصل له
اضمحل الزمن بين خروجي وعودتي إلى المنزل بسبب شرود تفكيري المتواصل في هذه المعضلة وأنا أفكر بطريقة للاِنتقام
عدت إلى المنزل بعدما غادرت الشمس وحمرتها لم تغادر أفقي بعد.. فإذا بعض الطلاب الجدد في الصالة الصغيرة.. يحضرون عادة مرة أو مرتين في الأسبوع لتلقي دروس من أجل امتحان دخول الجامعات.. لم أشأ إزعاجهم..
ربما لوجود غرفتي في آخر الممر سبب في جهلي ببعض الأمور..انزويت بها استذكر دروسي حتى يغادر الشبان فنذهب للاِنتقام..
عادة لا أفتح باب الشقة ما دام أحد ما متواجد في الصالة خاصة أني لا أسمع القرع بوضوح؛ لبعدي ولكثرة الأبواب التي تفصلني عنه.. لكن القرع هذه المرة كان قويا.. أجفلني.. انتزعني من غرقي في دروسي فتوقفت وأرسلت أذني
لم يكن هناك داع لإرسال أذني.. فقد تبع القرعَ وفتحِ البابِ ضوضاءٌ وضجةٌ وأصواتٌ عاليةٌ
يا كلب! يا نذل! يا حقير!
هذا صوت أحمد , جهوري الصوت .. مالذي يغضبه يا ترى!
قمت بسرعة وتوجهت نحو المدخل.. ويا لدهشتي!
أحمد وسالم انقضا على زميل سكني يضربانه لكما وركلا وهو يترنح ويتوسلهما التوقف بلا فائدة.. يتبعانه أينما هرب.. يبعثران الأثاث في كل الاِتجاهات للوصول إليه.. والشباب الجدد متسمرون ملتصقون بالجدران ألجمت الدهشة ألسنتهم.. وأطرافهم
تحركت بسرعة لإيقاف أحمد الذي يعدل اثنين مني بضخامته.. أما سالم فرغم أنه طويل إلا إنه خفيف بالنسبة لي.. هجمت عليه.. حضنته.. أوقفته..نظر إلي
أنت طيب مسكين على نياتك.. لا تدري ما يفعل هذا الخبيث!
ماذا يفعل؟ أفهمني أرجوك.. ولا داعي للعنف.. يمكننا أن نتفاهم
لا.. لا يمكن التفاهم مع نجس كهذا.. هذا ديوث!
ماذا تقصد؟ هذه كلمة كبيرة
ألقاني جانبا كأنما يلقي كرسيا من طريقه وهجم عليه ثانية وهو يزمجر حتى جعله يفترش الأرض.. صعد فوقه وبدأ يدكه ويركله:
يا لوطي.. ألم آمرك أن تترك هذا البيت النظيف؟ لا أريد ان أراك في كل هذه المنطقة وإلا سأقتلك.. غداً سأعود
وغادرا تاركين الدهشة والذهول يخيمان على المكان.. ذهب الشباب كالمكسور جناحه دون التكلم ببنت شفة.. انزوى هو في غرفته ورفض محادثتي..
رتبت أثاث المنزل وأعدته كما كان دون أن أستطيع تأثيث رأسي بإجابات.. أو على الأقل لملمة أفكاري المتبعثرة.. حيث ما زالت أمطار الأسئلة والاستفهامات تنزل بشدة على رأسي العاري
تركت المنزل بعد عدة أيام بعدما تكشفت الخيوط عن علاقة بين هذا وسالم!!..
مصطفى الصالح
11\07\2010
تعليق