عزيزي العضو ,,النص مباشر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصطفى الصالح
    لمسة شفق
    • 08-12-2009
    • 6443

    #16
    كنت لا اود الدخول

    لكني استغربت من الاستاذة خلود التي تكتب قصيدة النثر كيف لها انها لا تعرف الفرق بين قصيدة النثر والخاطرة

    لا بد لنا من كلمة مقتضبة

    اولا : من يريد ان يتكلم عليه ان يفرق بين الشعر الحر وشعر اللافتات وقصيدة النثر والشعر التفعيلي

    بعد ذلك نتحدث

    ومن اراد الاستزادة فليتفضل الى المواضيع المثبتة في قسم قصيدة النثر: ليقرأ.. يتمعن.. يلاحظ النصوص المثبتة.. يعرف خصائص قصيدة النثر وما الفرق بين الرمزية والسريالية والصور الشعرية..

    الخاطرة ليس لها مستوى ادبي ثابت: هي كل ما يخطر على البال شرط كتابته بلغة ادبية سليمة

    قد تكون كلمات مباشرة او قصيدة نثر او شعر حر او تفعيلي او حتى عمودي وموزون

    فليس كل من كتب كلمتين له الحق ان يصنفهن قصيدة نثر

    القصائد المنقولة هل هي قصائد نثر ام شعر تفعيلي ام شعر حر؟؟

    تحياتي
    [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

    ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
    لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

    رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

    حديث الشمس
    مصطفى الصالح[/align]

    تعليق

    • محمد جابري
      أديب وكاتب
      • 30-10-2008
      • 1915

      #17
      المشاركة الأصلية بواسطة مطر رزق مشاهدة المشاركة
      الأخت الفاضله وفاء عرب

      تحية وبعد


      ترددت كثيرا في أن أرد على بهاراتك ( تنبيهك ) ولكن وجدت من واجبي أن أرد .. فقد فاتك أن تكملي نقدك للقصيده بأن الأرواح ليست أجساد توشم ، وأن السحابات تمر في السماء ولا تمر في الحياه ، وأن الغد ليس إنسان يزف البشرى ، وأن الوتر لا يشدو بل الطير ، وأن الحبيبه لا يمكن أن تكون من الملائكه - فكيف تدعوها ملاكي ؟ ، وأن شريط الوراثه يحتوى على ال dna ولا وجود للحبيبة في محتواه ، وأن نبض القلب إشارات كهربيه وانقباضات عضليه .. فلماذا تدعو الحبيبه بنبض القلب ؟ ..

      إن تنبيهك مخالف لـ ألف باء الأدب وخصوصا الشعر

      عزيزتي
      منذ نعومة الأظافر
      في المدرسة الابتدائيه علمونا
      المجاز والاستعارة المكنيه والتشبيه البليغ
      وهي من أهم أدوات شاعر النثر

      ******

      يكفيني أن أضع هنا ثلاث قصائد ( روائع )
      لثلاثة من اعظم الشعراء في العصر الحديث
      هم :
      نزار قباني - محمود درويش - أمل دنقل
      وثلاثتهم استخدموا مجاز (( معبودتي ))
      في أكثر من موضع في هذه القصائد
      أنصحك بدراستها فسوف تضيف اليك الكثير

      *********
      ( يتبع )


      الأستاذ مطر رزق؛
      ما جئت به أعلاه لا يتناسق مع ما أسميه بالنثرية، فعلم البيان سبيل للتوضيح والشرح، وفن النثرية يتطلب صورا تنزاح فيها الكنايات والمجاز إعماء ونقشا في ضلال الكلمات لتزداد حيرة القارئ مجبرة إياه البحث عن العتبات المدخلة لفتح القصيد. وكلما كانت المعاني غامضة، محيرة، احتملت قراءات، وكانت أجمل. هذا فضلا عما تعانقه شاعريتها من كثافة الكلمات وموسيقى دافئة برناتها تتزركش النثرية وتبدي جمالها.

      ما جئت به من مجاز في ما تسميه نثرية أقول قاصر ولم يبلغ المدى، وهذا أستاذنا علي متقي وهو المتخصص في المجال يجزم بأن أغلب ما يكتب هنا لا علاقة له بما يسميه هو قصيدة النثر.

      نحن هنا نتعاون، لا نتحارب، فلا بد من إسلاس الانقياد والتعاون عسانا نرتفع إلى المستوى المطلوب. فمرحى بك بين إخونك، ومرحى بجهودك.

      بوركت الجهود وشكرا.
      http://www.mhammed-jabri.net/

      تعليق

      • منى كمال
        أديب وكاتب
        • 22-06-2007
        • 1829

        #18
        الأخت الأستاذة خلود كتبت الموضوع وتعمدت انزاله في قسم الخاطرة لوضع النقاط فوق الحروف وللتعريف بقصيدة النثر والفروقات بيها وبين الخاطرة وهذا عمل تشكر عليه ..........

        فهو يفك طلاسم كثيرة يتعرض لها الكثيرون .........

        وليس كل من يكتب كلمتين يقال عنه انه يكتب قصيدة نثرية وكذلك ليس كل من يكتب كلمتين يقال عنه شاعر !!!!

        قصيدة النثر مولود حديث وللان هناك الكثيرون لايعترفون بكونها قصيدة ولا يحبذون ان يطلق عليها هذا المسمى...........

        نحن هنا بصدد الفرق بين قصيدة النثر والخاطرة..........

        قصيدة النثر يجب ان تكون موجزة فيها الكثير من التكثيف والترميز والانزياح

        والخاطرة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

        قالوا انه يجب بها التكثيف والترميز كي تكون في قالب ادبي

        اذن ما الفرق بين الخاطرة وقصيدة النثر لو كل منهما يلزم لها تكثيف وترميز وانزياح؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

        هذا هو السؤال وهو مضمون هذا الموضوع

        واعتذر للحبيبة خلود لو كنت تدخلت ..........

        ولي عودة

        مدونتى

        تعليق

        • مطر رزق
          عضو الملتقى
          • 26-06-2010
          • 30

          #19
          الرد على ديكتاتور الملتقى مصطفى الصالح

          كنت لا اود الدخول
          (( ليتك ما فعلت )) فقد كانت صورتك أفضل قبل دخولك

          لكني استغربت من الاستاذة خلود التي تكتب قصيدة النثر كيف لها انها لا تعرف الفرق بين قصيدة النثر والخاطرة

          ما دمت أنت تعرف (( يكفي ))

          لا بد لنا من كلمة مقتضبة

          اولا : من يريد ان يتكلم عليه ان يفرق بين الشعر الحر وشعر اللافتات وقصيدة النثر والشعر التفعيلي

          بعد ذلك نتحدث

          ومن اراد الاستزادة فليتفضل الى المواضيع المثبتة في قسم قصيدة النثر: ليقرأ.. يتمعن.. يلاحظ النصوص المثبتة.. يعرف خصائص قصيدة النثر وما الفرق بين الرمزية والسريالية والصور الشعرية..

          ترى من وضع تلك الفروق لابد انك وضعت هذه القواعد بنفسك .. وهل كاتب النصوص المثبته مؤهل لأن يضع قواعد يتبعها الأدباء والشعراء وتصبح قانونا تتبعه الاجيال القادمه ؟!!!!!

          الخاطرة ليس لها مستوى ادبي ثابت: هي كل ما يخطر على البال شرط كتابته بلغة ادبية سليمة
          قد تكون كلمات مباشرة او قصيدة نثر او شعر حر او تفعيلي او حتى عمودي وموزون

          ان كنت تريد ان تتعرف على ادب الخاطره فتعلَّم من مقالي التالي والذي نشرته منذ اعوام لقُرّاء وأدباء يجيدون التعامل مع غيرهم دون تعالي ونرجسيه وديكتاتوريه .. واليك المقال لعلك تستوعبه :

          تعرَّف على أدب الخاطرة
          *****


          هي مؤنث كلمة ( الخَاطِر ) و الخاطر هو النفْس أو القلب أو الفكر ومن أمثلة استخدام كلمة الخاطر
          ( مرّ بالخاطر ـ عن طيب خاطر ـ اضطرب خاطري )
          أمثله من الشعر العربي لبيان معنى كلمة الخاطر :
          كتب الشاعر إبراهيم اليازجي :
          ما مَرَّ ذِكرَكَ خاطِراً في خاطِري *** إلاَّ اِستَباحَ الشَوقُ هَتكَ سَرائِري

          كتب الشاعر ابن القيسراني :
          عن خاطري نبأ الخيالِ الخاطرِ *** فأعجب لزورةِ واصلٍ من هاجرِ

          كتب الشاعر جبران خليل جبران :
          نَظَرتُ إِلى جِسمي بِمِرآةِ خاطِري *** فَأَلفَيتُهُ روحاً يُقَلِّصُهُ الفِكرُ

          كتب الشاعر حنّا الأسعد :
          قد هَيَّجت شوقي وسرَّت خاطري *** لكنَّ طرفي لا يزال يتيمُ

          كتب الشاعر خليل مطران :
          أحبب بهم وبما يهيج خطورهم *** في خاطري من شائق التذكار

          كتب الشاعر عبد الجليل الطباطبائي :
          وَلَم يَسُق مِن غَيثِ البَلاغَةِ خاطِري *** وَلَستُ أَخا شِعر وَلَستُ بِكاتِب

          والخاطرة بوجه عام هي نثر أدبي صيغت فيه الكلمات ببلاغة حيث تكثر فيه المُحسِّنات البديعية من تشبيه واستعارات وصور .. وهي قريبة الشبه بالقصة القصيره لكونها موجزه ونثريه وأيضا قريبة الشبه بالشعر الحر لكونها تعتمد في جمالياتها على المحسنات البديعيه ولذلك فهي تحتل مكان وسيطا بينهما في الادب العربي . وقد ذكر الكاتب سيد قطب قي كتابه النقد الأدبي أصوله ومناهجه عن الخاطرة ما نصه :

          "هناك نوعان من العمل الأدبي نطلق عليهما لفظ ( المقالة ) وهما يتشابهان في الظاهر ويختلفان في الحقيقة , فأحدهما انفعالية وهي الخاطرة والأخرى تقريرية وهي المقالة. وتختلف الخاطرة عن المقالة من حيث الحجم بأن الخاطرة مختصرة جداً وعباراتها قليلة لكنها مركزه"

          والخاطرة نوعان :

          إما مُركبة فنجد بها :
          = التنوع في المفردات بين لغة الواقع والخيال
          = قلة المحسنات البديعية والصور البلاغية.
          = واضحة مترابطة الجمل والمعاني
          = تصف واقع الكاتب وأحاسيسه
          = قريبة الشبه بالقصة القصيرة .

          أو مُجرَّدة وسماتها :
          = كثرة المحسنات البديعية.
          = الغموض وعدم المباشره .
          = تحتوي على جمل غريبة غير واقعية.
          = تصف إحساس الكاتب ولا تصف الحدث الذي أدى إلى هذا الإحساس
          = ابتعاد الكاتب عن الواقع والإغراق في الخيال

          ومن أشكال الخاطرة :
          = الخاطرة الرومانسية : تعبر عن ما يمر به الإنسان في مواقف الحب
          = الخاطرة الوجدانية: تصف الحالة الداخلية للكاتب أو نظرته لشيء ما .. وهي تخضع لخياله إلى ابعد مدى .
          = الخاطرة الاجتماعية : التعبير عما يمر به الكاتب من مواقف في محيطه الاجتماعي
          = الخاطرة الإنسانية : ويبرز هذا النوع من الخواطر القيم الإنسانية الراقيه
          وتتشعب الخاطرة واهتماماتها إلى العديد من نواحي النفس الإنسانية بصورة لا يمكن حصرها ولكن ما ذكرته هنا مجرد مثال لا حصر ..

          جودة الخاطرة تعتمد على توافر النقاط التالية :
          = اختيار العنوان الجيد للخاطرة لأنه الجاذب الأول لعين القارئ
          = الإيجاز مع وضوح الهدف
          = استخدام جمل سهلة التكوين واضحة المعاني مع تجنب استخدام التعبيرات الدارجة وعدم التكرار
          = عدم استخدام الكلمات الغريبة الصعبة الفهم
          = أن تعتمد الخاطرة خط فكري واحد يعالج موضوع واحد دون تشعب .
          = الإسقاط الفني والرمزية والتلميح
          = عدم التقليد حيث لكل شخص أسلوبه الذي يميزه
          = عدم التكلف ومراعاة الصدق للوصول إلى قلب القارئ
          = عدم استخدام الألفاظ الجنسية الخادشة لحياء القارئ وإذا لزم التعبير عنها فيكون عن طريق جماليات الرمزية والتلميح .

          وأود في ختام هذا الموضوع أن أقول لكل كاتب وأديب نصيحة غاليه :

          (( كُن رقيب قلمك وناقده الأول ))


          أجمل تحياتي لكل كاتب وأديب وقارئ مهتم بأدب الخاطره
          *****
          مطر رزق



          ---------------------------------------------------------------------

          فليس كل من كتب كلمتين له الحق ان يصنفهن قصيدة نثر

          ربما كلمتين مفعمتين بالصدق والاحساس أفضل من صفحات من الهُراء والبغبغه وترديد الجمل المستهلكه ..

          فصنِّف كما تريد وأخرج كل العقد والساديه وحب السيطره ومارسها على كُتَّاب المنتدى .. نقِّل .. ونظِّر .. فالساحة لك وحدك والملتقى لك وحدك
          وأنا لا يشرفني التواجد في منتدى أنت عضو فيه .

          القصائد المنقولة هل هي قصائد نثر ام شعر تفعيلي ام شعر حر؟؟

          وهل يمكن الرد وأنت ديكتاتور الشعر والنثر الأوحد ..

          تحياتي

          بعد استهانتك بقصيدتي وبشخصي لا مجال للتحيه
          وتجربتي معك علمتني أن لا أهدي أزهاري إلا لمن لا يأكلها

          أعانكم الله على هذا الديكتاتور يا أهل الملتقى
          وداعا لمن يستحق الوداع



          مطر

          تعليق

          • يسري راغب
            أديب وكاتب
            • 22-07-2008
            • 6247

            #20
            اخي مطر الموقر
            تركوا فلسطين
            وقتلوا الغزالة
            تركوا فلسطين
            وقتلوا غزالة
            لو وقع نزار قباني على كلماتك
            هل يجرؤ احد على النيل من نثريتها
            دمت بكل الخير
            طيبا ومبدعا راقيا

            تعليق

            • صادق حمزة منذر
              الأخطل الأخير
              مدير لجنة التنظيم والإدارة
              • 12-11-2009
              • 2944

              #21

              بداية أشكر الأستاذة خلود على دعوتها لي للمشاركة في هذا الحوار الدائر منذ عقود ..

              لقد قلنا سابقا أن قصيدة النثر هي تكوين أدبي حديث مازال في مرحلة المخاض وهو لم يعدو كونه تجارب شخصية متعددة الاتجاهات والمرامي ولذلك فهي مازالت في حالة تطور بنائي مستمر وصيغ غير مستقرة وغير واضحة المعالم أو الاتجاه ..

              مع أن قصيدة النثر هي تكوين ( قالب ) أدبي غربي يستمد جذوره من جماليات النثر المحكوم لغويا بخصوصية وأبعاد المفردة والجذر والمفهوم الشعري في اللغات اللاتينية والأنغلوساكسونية وحتى السلافية ذات الطبيعة الاشتقاقية والقياسية الواحدة تقريبا .. والتي تختلف اختلافا شاسعا عن مثيلاتها في اللغة العربية ..

              وهذا ما شكل عائقا بالغ الصعوبة في اقتفاء التجربة الغربية واعتماد هذا القالب الغير متوفرة له الجذور اللغوية المعتمد عليها والموجودة أصلا في جماليات النثر الغربي قادها من قادها ..

              ولهذا بدأ التجريب في المحاولات الشخصية للمقاربة الشكلية لابتداع ما يمكن أن يشابه هذا القالب الغربي وقد بدا الأمر مضحكا في البداية مع التجارب الأولى .. ولكن صار محيرا فيما بعد مع تقدم التجارب ..

              وقد بدى جميع المحاولين حتى الذين قرؤوا الدراسات النقدية الغربية لقصيدة نثرهم ( قصيدة النثر الغربية ) .. يدورون في فلكية مبهمة أمام معضلة غير قابلة للحل فحاولوا تجاوز المضمون الذي تضمَنُه وتوفره اللغات الغربية ( لتكوين ) قصيدة النثر إلى الشكل الفارغ ..

              وبدوا كمن رأي بنّاء يبني حائطا من أحجار مكعبة إسمنتية دقيقة لديه فحاولوا بناء حائط مشابه مع أنهم لا يملكون تلك الأحجار فصنعوا الحائط من جبلة إسمنتية واحدة وبدؤوا يرسمون عليه من الخارج خطوطا رفيعة توحي بأنه مكون من أحجار ..

              ولقد أدى هذا بهم إلى تبني واقتفاء الكثير من البحوث والدراسات حول جدلية الشكل واللفظ و خلصوا على اختلاف اتجاهاتهم إلى نهايات مغلقة في هذه الدراسات .. تلخصت في :

              التكثيف والرمزية والتعبير الصوتي للفظ إضافة إلى الصورة الحسية غير المألوفة والبعد عن المباشرة ..
              وكذلك اهتم أصحاب قصيدة النثر بما يسمى السطر ليمثل وحدة البناء في قصيدة النثر كما كان البيت يمثل وحدة البناء في القصيدة العامودية والتفعيلة في قصيدة التفعيلة ..
              وهذا ما زاد الأمر تعقيدا وإبهاما فالسطر غير محدد بحجم أو بوزن أو بحرف .. وكان تبعا للمجرب .. ولكن من المهم أن ندرك أن كل هذا لا يمكنه أن يمثل قالبا فنيا أدبيا بل يمكن اعتباره أسلوبا أو سمات في الكتابة على أبعد تقدير ..

              فذلك كله اعتُمد في معظم قوالب النثر المعروفة .. مثل الخاطرة والقصة القصيرة وحتى في الرواية والمسرحية بل وحتى في القوالب الشعرية الكلاسيكية مع الوزن والقوافي وأصبح أسلوبا عاما ينتهجه المبدعون في تجسيد إبداعاتهم .. ولذلك بات من الصعب جدا التفريق بين الأجناس القديمة وقصيدة النثر المبتدعة .. فإذا ما تم فك الخاطرة مثلا ( المنتهجة كل ما سبق ) إلى أسطر بات من الصعب الادعاء أنها ليست قصيدة نثر ..

              ومن هنا بدأ كل من جرب يتخذ لنفسه أسسا تجريبية شخصية خاصة .. هي ليست إلا تجربته الخاصة ولا يمكنه كائنا من كان أن يدّعي أن هذه هي قصيدة النثر وإلا فلا ..

              ولكن لابد من أن نشير إلى أن قصيدة النثر ( وبطيفها الواسع وغير المحدد بعد ) على امتداد المشهد الثقافي العربي قد حققت شعبية واسعة حملت الكثير من الكتاب الكبار على خوض غمار هذه التجربة ليس أقلهم محمود درويش ..

              ولهذا فقصيدة النثر هي كل ما يخطر على بالك فهي وليد مازال تحت الولادة ..
              فإن كتبت ( منتهجا ما سبق ) وبأي شكل تريد واستطعت أن تكسب مؤيدين كثر للشكل الذي اعتمدته فلا بد ان هذا سيكون رائعا وجميلا .. وسيكون قصيدة نثر بكل تأكيد وفقا لمن أيدوا تجربتك وتبنوها ..


              و لأوضح هذا التباعد في التجارب اخترت ثلاثة أعمال لثلاثة كتاب رواد وأعلام كبار في سماء قصيدة النثر من أجل المقارنة والإيضاح وربما سوف تلاحظون أن هذه القصائد لو أدرجت في قسم قصيدة النثر لدينا لربما كانت تعرضت للحذف أو النقل .. من يدري .. وأرى أنهم محقين في ذلك
              فكما أسلفت لكلٍ قصيدة نثرهِ ..!!

              أترككم مع ثلاث تجارب شهيرة جدا في عالم قصيدة النثر
              ............................

              مفرد بصيغة الجمع / أدونيس
              من ديوان " مفرد بصيغة الجمع "


              لم تكن الأرض جرحًا كانت جسدًا

              كيف يمكن السفر بين الجرح والجسد

              كيف تمكن الإقامة?

              2

              كان لإقامته بين الشجر والزَّرْعِ شحوبُ

              القصب وسَكْرَةُ الأجنحة

              تآصَرَ مع الموج

              أَغْرى بِهدأة الحجر

              أَقْنَع اللّغَة أن تؤسِّس حِبْرَ الخشخاش

              وكان سُلَّمٌ يقال له الوقت يتكىء على اسْمِه ويصعد

              نبوءةً

              نبوءةً

              من الأجنحة يخرج الأثير

              من المصادفة يخرج الحتْم

              لكن

              أيتها الشمس الشمس ماذا تريدين مني?

              وجهٌ يجتمع بُحيرةً يَفْترق بجعًا

              صدرٌ يرتعش قبّرةً يهدأ لُوتَسًا

              حوضٌ يتفتّح وردةً ينغلق لؤلؤةً

              تلك هي أدغال الهجرة وراياتُ القَفْر

              وللنهار يدا لعبة

              وللفَلكِ نَبرةُ المهرِّج

              لكن

              أيتها الشمس الشمس ماذا تريدين مني?

              يلبس الموتُ حالةَ البنفسج

              يسكن النّرجس آنيةَ الثلج

              يحلم أن الحبّ وجهٌ

              وأنَّه مرآته -

              الحجرُ برعمٌ, الغيمةُ فراشةٌ

              وعلى العتبة جسدٌ - شرارَةٌ لقراءة الليل

              ليس الموتُ عزلةَ الجسد

              الموت عزلةُ ما ليس جسدًا

              لكن,

              أيتها الشمس الشمس ماذا تريدين مني?

              أَبحث عما لا يلاقيني

              باسمه أنغرسُ وردةَ رياحٍ

              شمالاً جنوبًا شرقًا غربًا

              وأضيفُ العلوَّ والعمق

              لكن, كيف أتجه?

              لعينيَّ لونُ كسرة الخبز

              وجسدي يهبط نحو داءٍ له عذوبةُ الزّغب

              لا الحبّ يطاولني

              ولا تَصل إليَّ الكراهية

              لكن,

              كيف أَتَّجه? وماذا تريدين مني

              أيتها الشمس الشمس?

              3

              يمحو وجهه - يكتشف وجهه

              يتقدَّم الخطف تلبسكِ فتنةٌ بفجرها الأول

              يتقدّم الوقت أين المكان الذي تُزْمِنُ فيه الحياة?

              تتقدَّم العتمة أيّة رَجَّةٍ أنْ أوزِّعكِ في كريّات دمي

              وأقولَ أنتِ المناخُ والدّورة والكُرَة

              أيّة زلزلة?

              يتقدّم الضوء يُلْيِلُ في أنحائي

              أنقطع أتَّصل

              والوقتُ يأخذ هيئة البشَرة

              يخرجُ من الوقت

              وسقطَ

              غزوكِ

              عليّ

              وشَهَقَتْ إليكِ أحوالي

              لماذا حين دخلتِ أخَذَتِ الحقول تشتعل وكانت

              يداي أوَّل النار,

              ولماذا, كلّ ليلةٍ,

              كنت أحمل زَغَب نهديكِ لليلةٍ مقبلة?

              أُدخلي

              وعلى ركبتيكِ

              ترابٌ وفي الطريق إليك - إليّ

              الجبالُ

              وسَرْوُ المنحدرات

              وشرْبينُ الأودية أقول نلتقي - نفترق

              وأَستجمع أنحائي:

              أيها الحَنْظَلُ المتناثر ملحًا على موائد الإباحة

              أنت العذوبة وأمنحكَ طعميَ الأول.

              جسدكِ التّيه أخرج

              وأسفارُ خروجي أنتِ

              آخذكِ أرضًا لا أعرفُها

              تلالاً وأوديةً تغطّيها نباتاتُ البحث

              امتدادات غامضةً

              وآخذكِ واقفًا

              قاعدًا

              راقدًا

              ولا أقنع بغيركِ

              آخذكِ

              في تنهداتي

              في اليقظة والنوم

              في الحالات الوسيطة

              وفي ما يُعدّه لي الوقت

              آخذكِ

              ثنيّةً ثنيّةً

              وأفتتح مسالكي

              أتمدَّد فيكِ لا أصل

              أتدوّر لا أصل

              أتسلَّك أنتسجُ لا أصل

              أصلُ من أقاصيكِ لا أصل

              ما بعد المسافاتِ أنتِ ما بعد المفازات

              أنتِ أين وهل وماذا وكيف ومتى وأنتِ

              لا أنتِ

              انْبسطي على جسدي وانْغرسي

              خليّةً في خليَّة

              عرْقًا في عِرْق

              ولتخرجْ منكِ آلاف الشفاه

              آلاف الأسنان

              ولتكن غيرَ معروفةٍ لتكونَ على قَدْرِ حبِّنا

              ( ... )

              وأكون علّقتُ صورتكِ بجميع الصور

              ويكون جاءني الكشف وقلت:

              هذا لقاؤنا الأخير

              من أنتِ?

              آخذكَ

              حيوانًا

              يضع السّمَّ في شفةٍ

              والبلسمَ في شفةٍ

              وكلّ ليلةٍ, أقول

              هذا لقاؤنا الأول

              أيها الأحد

              ق

              م

              ر

              ش ع ش ا ع

              وليس لي معك غيرُ الهواتف

              وغيرُ البوارق

              وما يطوف

              ويهتزّ جسدي بالكُنْهِ اللازمِ له

              والملكاتِ الواجبة في أشيائه

              وأصرخُ: أنتَ الهباءُ

              وأنت القادِر

              من أنتَ?

              جسدٌ يكبَرُ في الخَزَام والخالدة

              ينحدر يعلو يَسْتشرف

              يجمع الضّفاف ويقرأ هذَيان القصب

              جَسَسْتُكِ بِعينيَّ

              رقصًا يتقدَّم في خطوات الفصول

              تنهّدتُ في ناردينٍ

              وأخذتْ أشكالٌ تروح وتجيء في لُججِ

              الخاصرة يصطدم الغريق بالغريق

              أخرج من الخيزران

              أَدخل المِدقّة

              أتغلغل في أخْبية القاعدة

              حيث يكمن البيضُ وينتهي قَلَم السمَّة

              أتجمّع كما يتجمّع اللّقاح

              أخلعك أتزيّا بكِ

              أنسلخ منكِ أتَّحد بكِ

              وأخلق بيني وبينك

              خداعًا بعلوّ الشمس

              رياءً يكسر الزَّمن غصنًا غصنًا

              من أنتِ?

              تحت البَشرة الهويّةُ

              في شراييني خَبْطةُ المسّ

              أتدحرج بين أنا الجمر وأنا الثلج

              وبين

              الياء

              والألف

              أَتدلى

              أَخلق في اليوم يومًا آخر

              وأَربط بحبل الدقائق أهوائي

              تقول المرآة اكسريني

              تقول الخطوات قيِّديني

              وبين آلة الموت وحيوانِ الألفاظ

              أَنْغرسُ أنجذرُ

              وأَلعب نَرْدَ الطبيعة.

              4

              (...)

              دائمًا

              كان

              بيننا

              مسافة قلنا

              يمحوها اللهب الذي نسميه الحبَّ

              والتصقَ النهار بالنهار الليلُ بالليل

              وبقيت بيننا مسافة

              أطفأنا ما لا ينطفىء

              أشعلنا ما لا يشتعل

              وبقيت بيننا مسافة

              وفي ساعات التحام الشهيق بالشَّهيق والنطفة بالنطفة

              بقيت بيننا مسافة

              أيّها الحب, أيها النسل المنطفىء

              تَقدّمْ واجلس على ركبتيَّ - ركبتيها

              خُذْ إبرَ الدمع وانسُجِ الماء

              تحيّينا أجراس الرَّغبات

              نبتكر موتًا يطيل الحياة

              نبتكر خداعًا بعلوِّ الطفولة

              رياءً بصدق الشمس

              من نحن?

              يجمعنا جسرٌ لا نقدر أن نعبره

              يوحّدنا جدارٌ يفصلنا أدخل فيكِ أخرج منّي

              أخرج منكِ أدخل فيَّ

              ما أبنيه يَهدِمني

              تشبّهتِ لي أَنَّك الفضاء

              وأَضْغَثْتُ الرؤيا

              أمسكتُ بوردةٍ هبطتُ واديك انتظرت

              بيننا نهرٌ والجسر بيننا نهر آخر

              سمعتكِ تسألين: أيّنا الكبدُ

              أيّنا النواح?

              اختلطتِ بالجَزَعِ وأعشاشه

              صرختِ اتّحدنا كرةً من النار

              انْطفئي الآن أَنطفىء الآن

              لِنعرفَ نعمة الجمر

              نمحو وجهينا نكتشف وجهينا

              هواجس

              أصدافًا

              مرايا

              ننفذ عِبرَها إلى شخوصنا الثانية

              نفتح صدرينا للأكثر علوّاً

              ينفتح لنا الأكثر انخفاضًا

              ويدخل كلانا في برج الوحْدنة

              في عزلة عصفورٍ يُحتضر

              ويتذوَّق كلانا طعم الآخر

              وتسكر أعضاؤه بالحياة لحظةَ يسكر الآخر

              بالموت

              وكلانا يُسِرّ نعم لحظةَ يجهر لا

              ويُسرّ لا لحظةَ يجهر نعم

              كيف تغسلين جسدك ويزول ماؤك الثاني?

              كيف أغسل جسدي ويعود لي مائي الأول?

              أنا سؤالكِ

              ولستِ أنتِ جوابي

              عرَّفتكِ بحنيني

              بشرَّتك بِه وربطتك بنفسي

              لكي يتحرَّك جسدكِ حركة الحكيم

              وأتحرّك به

              بما فوقه

              بما تحته

              وبالذي بين يديه

              لكي أحيطَ بكِ إحاطةً تخلَّصني من كل قاطعٍ

              يقطعني عنكِ

              أقرأَ كتاب كنهكِ

              أتطوّرَ في أصولكِ

              أذوقَ موجوداتها

              وأشخَّصَهَا في أوهامي

              لكي تكوني النقطة

              وأكون الخطّ والشكل

              لكي تكوني مِنْ وما يتلوها

              عَنْ وما عندها

              حيث لا تسعني الكلمات

              حيث لا يسعني غير التخييل والرمز

              لم أقصدكِ

              لستُ بحركِ

              لست البجع الذي تنتظرينه

              وليس لي غير أطرافٍ

              أطراف تتيهُ

              تتوه في حُمَّى لم أكتشف حدودها بعد.

              محوتكِ - اكتشفتكِ

              بسطت على الورق أجنحتي واستدعيتكِ

              قلتُ: الموت شيخ

              من أين له بعد أن يلحق بنا?

              قلتُ: جسدي شمالٌ والزمن جنوب

              كيف لهما أن يلتقيا?

              ولكِ أَماميَ الذي لا يهرم

              ولك أبديّة الجهات الباقية من أعضائي

              ولكِ منحتُ عينيَّ الأرقَ ويأسيَ النوم

              ولك ساويتُ بين الصحراء والبحر

              العينِ والشّوك

              ولكِ استثنيتُ المعنى من حشود الكلمات

              وسمّيته الصورة

              ووفاءً لأسمائك التي أنزلتها سلطانًا

              قلت للأبجدية: تشهَّيتِ ووحَّمْتكِ

              ولكِ غيْرتُ وأقنعت سنواتي أن تكون جمرة التغير

              ولكِ استوهَبْتُ اللهبَ أخطائي وأقنعت الجسد

              أن يكون مجدَ الصفات

              ألتهمكِ خليّةً خليَّةً لا تروينني

              أَحتويكِ نبضةً نبضةً لا راحةَ لي فيكِ

              لا الغيرة تفصلني عنك لا الكراهية

              يفصلني شعور لا اسْمَ له

              وأنتِ الآن الزّمنُ والموت:

              من أين لي أن أَسترجعكِ?

              تُحتضرينَ أندفع نحوكِ

              أجسُّ بقاياكِ

              وألمس كيف ترحلين

              لم

              أكن

              لستُ إلا رذاذًا يُشهيَّ

              كنت البطيءَ وسبقتْني ثيابي

              موتي سُلَّمٌ لجسدي وجسدي بلا قرار أين أثبت?

              أثبتّ السّحاب قلتُ للزبد أن يكون

              مفتاحَ الموج أين أثبت?

              ليس الاسم جذرًا ليس الجذر امرأةً ليس أين أثبت?

              القشُّ يأتزر بالورد والكلمات تكسر صلبانها أين أثبت?

              وجاءني الأفق سَمَّى نفسه بِاسْمي

              ليس الاسم حضنًا

              ليس الحضن امرأةً

              آخذ شفتيَّ منكِ هذه الليلة

              أيتها الأرض الوَحْمى ولا حَبَل,

              لأعرفَ كيف تهطلين أيتها الصحراء

              كيف تزدادين اتساعًا

              لأعرفَ حَتْمَ اليأس

              لأعرفَ كيف نحبّ دون أن نحبّ

              كيف يذبل ما تسمَّى بأسمائنا الأولى

              وارتوى بما حسبناه لا يعرف الذبول

              الجرح دلتا

              البلسم ألف

              والجسد حروفٌ بلا نقاط

              أيّة هاوية تَتّسع لأعضائي

              ليس للمكان قصبةٌ لأتوكّأ

              ليس في مناخهِ غيومٌ لأتوسّمَ المطر

              وها أسمع في جسدي

              جذوعًا تَنْبتر

              وأشلاءَ تَتطاير

              وها أنسكب في شظايايَ

              وأَسترخي

              أيّها الحبّ - الرأسُ الذي يَشجُّه الجَسد عرقًا عرقًا

              أيها الحب, يا أرومةَ الماء

              اتّسعْ

              كن الهباءَ والشمس

              وأثْبِتِ الغُبار بالغبار.

              تمرحَلْ, أيها الجسد, من الآن إلى الموت

              - متى وُلدتَ, ما عمرك?

              تَمدَّدْ, أيها البخار, يا دمي ورافق استطالاتي

              ثمة أمواجٌ تقبل من شواطىء غير مرئية

              تقول إنّها استطالاتي

              ثَمَّة صلصالٌ غيَّر اسمه

              حَرْفٌ خرج من صوته

              أُفقٌ على شَفَا الأفق

              تقول إنها استطالاتي

              وبين العصب والعصب صَحَارى

              تقول إنها استطالاتي

              وأنتِ, يا زهرة الآلام امْنحينيَ احتمالاتٍ أخرى

              كوني أمومةً زهرةً بآلاف الأَسْدية والمِدَقَّات,

              الكؤوس والتّويجات

              امْنحيني - اذْكري وجهي

              كنتِ تَنْحنين عليه كلّما جمعنا ماءٌ أو هواءٌ

              لِنقرأ الموت

              تمتزج رائحتانا

              تنمو أطرافُنا توائمَ توائمَ

              أقول لكِ: تَموتينَ مأخوذةً بالماء

              تقولين لي: تموت مأخوذًا بالشمس

              لكن,

              لحظةَ تذبلين بين عينيَّ

              يفصلنا لَهَبٌ لَهَبٌ لَهَبٌ

              ومتاهاتُ الأحد السبت الجمعة الخميس

              أصِلُ فيك الشهوة بطعم التراب

              والفرحَ بنكهة الموت

              وها هو جسدي

              موشومًا ببقع الحسرة

              يزحف بين كلماتي

              تتكاثفُ أدغال الأرق

              تعلو أمامي الجبالُ

              الشجر ينام

              ولكلِّ حصاةٍ أذنان تُصغيان إليَّ.

              توهَّمتُ أنَّ اليدَ يَدٌ وأنَّ الوجهَ هو الوجه

              وكان هذا تعاطفًا مع الرمل.

              الجسدُ يتذكّر الحبّ ينسى

              الحبّ أن نذهب الجسدُ أن نجيء

              الحبّ أن نستوهم الجسدُ أن نتَبلبل

              الحبّ - هذا الهَزْل الكوني

              من أجل أن يظلَّ الأبد مشقوقًا

              من أجل أن نُهَسْهِسَ الشّكّ.

              7

              باسم جسدي الميت - الحي الحي - الميت

              ليس لجسدي شكلٌ

              لجسدي أشكالٌ بعدد مَسَامِّه

              وأنا لا أنا

              وأنتِ لا أنتِ

              ونصحّح لفظَنا ولسانيْنا

              ونبتكر ألفاظًا لها أحجامُ اللسان والشفتين,

              الحنَكِ

              وأوائلِ الحنجرة

              ويدخل جسدانا في سديم دَغَلٍ وأعراس

              يَنْهدمان

              يَنْبنيان

              في لُجّةِ

              احتفالٍ

              بلا شكل

              بطيئًا سريعًا

              نحو ما سميناه الحياة

              وكان فاتحةَ الموت.

              باسم جسدي الميت - الحي الحي - الميت

              ارتفع السَّرْوُ بين الاسم والوجه

              عادت اللغة إلى بيتها الأول

              كان الحب قبرًا دخلتُ إليه وخرجتُ

              كان القبر نزهةً لراحة الأوردة

              ومات النحو والصرف

              وحُشرا بين يَديْ أول قصيدة كتبتها وآخر قصيدة

              وأخذ الحَشْرُ يحكم ويَفْصل

              يبرّئ ويَدين

              لكي يأتي الليلُ

              يشرد النهار خارج النهار

              لكي يأتي النهار

              يشرد الليل خارج الليل

              لكي تحتفظ الأرض بذكرى العشب

              تَتَغطَّى بالقش

              باسم جسدي الحي - الميت الميت - الحي

              للجسد أن يفصل بين جسدي وجسدي

              له أن يعتقل عضوًا بعضو

              يحارب خليّةً بخلية

              له أن يزرع دمي ويحصده

              وللجسد أن يكون جسدي

              ضِدّ جسدي.

              8

              ( ... )

              سلامًا لآلاتٍ غير مرئية أَبتكرها لأبتكر أجسادي الأخرى

              قلوبي الأخرى

              سلامًا لكوكبي الجالس على طرف القيد

              يتَّخذ من قدميَّ وذراعيَّ حدودًا وأعلامًا

              سلامًا لوجهي يتبع فراشةً تتبع النار

              // هل أفصل نفسي عن نفسيَ

              هل أجامعها / هل الجما

              عُ لحظة انفراد أم لحظة ازدوا

              ج? هل آخذ وجهًا آخر? وما

              ذا يفعل جسد تبقّعه جراحٌ لا تلتـ

              ـئم? إنها الصحراء

              تطبق عليّ, وها هو

              الجرادُ يَحْتَنِكُ أطرافي //

              أجلسْ, أيها الموتُ, في مكانٍ آخر

              ولْنتبادَلْ وجهينا

              أصنع نبضي نسْغًا لأبجديتي

              أسوّيك الجلد

              أسمّيك النظر

              طعمَ الأشياء

              ( ... )

              وأقول باسمكَ:

              ابتسمْ, أيها النهر, لجفافك

              امرحي, أيتها الزهرة, بين الشّوكة والشوكة

              وأقول باسمكَ:

              في الرّماديّ أفتحُ جسدًا أتجوّلُ في أرجائه

              حيث يتمشّى قوس قزحٍ بخطوة الطفل

              ويكون لخيالي أن يفترسَ عينيَّ

              ويهدم الجسورَ بيني وبين ما حولي

              ويكون لي أن أصعدَ وألتقفَ الهواءَ المحيط.

              وأقول باسمكَ, هامسًا لأشباحك:

              أيتها العطور التي تفرز الرّغبة

              تزيّني

              واسْتهويني.

              وأقول باسمكَ:

              دائمًا على شَفَا الجنون

              لكنني لا أُجنّ.

              اجلسْ, أيها الموت, في مكانٍ آخر ولنتبادل وجهينا

              أُسمّيك الجسدَ وأسأل

              كيف أعيش مع جَسَدٍ أتَّهمه

              وأنا المتَّهَمُ والشاهِدُ والحكَم?

              وأسميكَ جسدي

              وأرى إليك إليه يتفكَّك ويتركَّب

              السَّاعد فخذٌ

              المعصم كاحِلٌ

              اليد قَدمٌ

              الكتف مِرْفقٌ

              وما تبقَّى غيرُ ما تبقَّى

              وأستسلمُ, أنا الراسخ,

              كانهيارٍ ثلجيّ

              عنقي يهبط في التّرقوة

              وتهبط هذه في الصدر

              ويهبط الصدر في ليل الرّدفين

              والرِّدفان في شمس الأحقاء

              وتكون الأحقاء رصاصًا يرسب في أطراف

              الساقين وتتَنَوَّرُ بأعضائي أعضائي.

              وتقول باسمي:

              أسميكَ عاشقًا

              وجْهًا إلى الحيوان

              وجهًا إلى النبات

              وأصغي إلى هذيانك يطلعُ

              في لهاث العناصر:

              دال تاء

              - بحسب حركاتكَ يجري أمري

              والليل والنهار بريدي إليك

              يتراكضان كمُهرين في سباق

              كيف أقمع هوائجي

              والحاجة إليكَ هتكتني?

              واو نون

              - كيف أقمع هوائجي

              والحاجة إليكِ هتكتني?

              تبكين?

              - لا تحرق النار موضعًا مَسَّهُ الدمع

              لذلك أبكي

              ينبت القرنفل في الدمع

              لذلك أبكي

              وأمس قرأت: (كلّ شهوة قسوة إلاّ

              الجماع يُرقِّقُ ويُصفّي)

              لذلك أبكي.

              سين ألف

              - أدخلي, كأنك نقبتِ الجحيم وخرجت منها

              أو كأنك امرأة تشتري العطرَ بالخبز

              أُحْصيك وأستقصيكِ

              أُزمِنُ فيكِ وأُكوكب حولك أعضائي

              وكنت صادَفْتُ نفسي فيكِ

              وحين تبعتكِ

              قلتُ: النَّفَسُ يتبع بعضُها بعضًا.

              لكن,

              لماذا أنا كثيرٌ بنفسي قليلٌ بكِ?

              لماذا, كلما اقتربْتِ إليّ, أشعر كأنّ عضوًا يسقطُ مني?

              مع ذلك, ادخلي

              لا يزال جسدي رطبًا بذكركِ

              وكيف أقمع هوائجي

              والحاجة إليكِ هتكتني?

              وأقول, باسمك, لجسدها:

              جسدكِ صوتي أسمعه

              نظري أتشرد فيه جسدكِ رحيلي وكل خليّةٍ منطلَق

              جسدكِ مرفأي وأضلِّل المراسي جسدك الصخر يستبقيني

              الغبارُ يطير بي

              جَسدُكِ هبائي

              ويظلِّلني

              جسدك فضاؤكِ وأنا وحُوشهُ المجنّحة

              جسدكِ قوسُ قزحٍ وأنا المناخُ والتحوّل.

              وأسأل, باسمكَ:

              أَصْحَرْتُ لا مأوى

              اسْتَأْسَنْتُ من يُطهّرني?

              من يعصمني من العبارةِ

              تكدر,

              من الإشارة

              تضمحلّ

              وكيف يتحرّر القفص?

              وتقول, باسمي:

              أَبْدع لجسدك ما يناقضه

              كُنِ الهباءةَ والحصاةَ في جسدٍ واحد

              أكمل جسدَكَ بنفيه

              ولتكن اللّغةُ شكل الجسد

              وليكن الشعر إيقاعه.

              إجلسْ, أيها الموت في مكان آخر ولنتبادل وجهينا

              أقول باسمك وباسمي:

              نُضلِّل الحياة وهي التي تقودنا

              ماذا أفعل

              وجسدي أوسع من الفضاء الذي يحتويه

              أنا الباحث

              وليس أمامي غير الموت?

              ونقول باسمها وباسمك وباسمي:

              تجوهرتُ بكِ

              وكنت أطمح إلى التبدّد

              وفتحتك بجسدي لكن,

              بماذا أختمك?

              ومع أنني مَشُوبٌ بكِ

              فأنا شيءٌ لا يستند إلى شيء

              ليس مربوطًا

              ولا ملتحمًا

              ولا حالاً

              لكنني أسيلُ لا أقف

              وجسدي رمَى إذ رمى

              بقاب قوسين

              وأنا الصَّحيحُ المريض برزخُ الجنس

              استوليتُ

              إلبْتُ الكَمَّ والكيف

              فُتُّ ما يُقال

              مع ذلك,

              عييت من تصوّرِك على أنحاءَ ومراتب

              وأعوذُ بأسمائنا من علم اليقين

              (أليقينُ شَرَكُ الضمائر

              والمعرفة

              أن

              تعلم وتجهل)

              هكذا أتحرّك في سلاسل جنوني وأنوّع الحلقات

              هكذا أيّها الثابت

              المتبدّل

              المتصوّن

              يا جسدي

              وكذا

              وكذا

              وكذا

              هكذا أسأل:

              أنتَ صِراطي كيف أقطعك?

              أو

              أسأل:

              هل أنتَ حكايةٌ محرَّفةٌ ومكذوبةٌ عليَّ?

              هكذا,

              أُنكر ما يفرّقني

              وما يجمعني

              وأقول باسمكَ:

              أنا الماء يلهو مع الماء .

              ..................................

              المصحف الهجري / محمد الماغوط
              من " الأعمال الكاملة "


              على هذه الأرصفة الحنونة كأمي

              أضع يدي وأقسم بليالي الشتاء الطويله :

              سأنتزع علم بلادي عن ساريته

              وأخيط له أكماماً وأزراراً

              وأرتديه كالقميص

              إذا لم أعرف

              في أي خريف ٍ تسقط أسمالي .

              وإنني مع أول عاصفة تهب على الوطن

              سأصعد أحد التلال

              القريبة من التاريخ

              وأقذف سيفي إلى قبضة طارق

              ورأسي إلى صدر الخنساء

              وقلمي إلى أصابع المتنبي

              وأجلس عارياً كالشجرة في الستاء

              حتى أعرف متى تنبت لنا

              أهداب جديدة، ودموع جديده

              في الربيع ؟

              وطني أيها الذئب المتلوي كشجرة إلى الوراء

              إليك هذه " الصور الفوتوغرافية"

              للمناسف والاهراءات

              وهذه الطيور المغردة ، والأشرعة المسافرة

              على " طوابع البريد"

              إليك هذه الجحافل المنتصره

              والجياد الصاهلة على الزجاج المعشق

              ووبر السجاد

              إليك هذه الأظافر المدّخره

              في نهاية الأصابع كأموال اليتامى

              بها سأكشط خطواتي عن الأرصفه

              سأبتر قدميّ من فوق الكاحلين

              وألقي بهما في الأنهار

              في صناديق البريد

              وأظل أقفز كالجندب

              حتى يعود عهد الفروسية

              والانذار قبل الطعنه.

              ----------------------------

              وصول الغرباء / أمجد الناصر
              من ديوان "وصول الغرباء"


              الغرباء الذين جاءوا من الضفاف الأخرى
              تمركزوا في قلاع تشرف على طرق البريد.
              فكر في أغرار يترصدون السعاة في الأزقة
              ويجبرونهم على الإعتراف بالمصادر الغامضة للعناوين.
              فكر في عارضي الأحوال ومدبجي الرسائل وهم يغطون على دكك خشبية, وبين فينة وأخرىيطلقون صبيانهم إلى أسواق الجملة لاصطياد فلاحين
              وبدو ضلوا الطريق إلى دوائر العدل والاغاثة.

              فكر في مدراء عموميين
              يتأففون من مراوح السقف وغياب الصلاحيات,
              يتنحنحون على كراس دوارة
              فيخف إليهم متطوعون بالسكر الفضي والزنجبيل
              وفي ملفاتهم تجف السدود وتفر القرى
              أمام جباة فائقي الدهاء.

              فكر في لصوص ينتعلون أحذية من كتان
              ويسطون على ثكنات غادرها الجند إلى حروب التأديب وتطهير التلاع من عصاة ألبوا النواحي
              على حاكم شوهد يتلصص على نسوة ينتفن شعر سيقانهن بمعقود السكر.
              فكر في أمير نجا من مقتلة الأعوان
              ولما استفاق رأى سيارة يحثون غلاما شاحبا على الغناء
              فروى لهم وقائع ليلة الجواري والسيوف التي لمعت في المرايا.
              فكر في صديق قتل في شارع جانبي على أيدي أشرار أرادوا أن يؤكدوا للآخرين
              أن صحيفة الصباح تكفي لمواراة رجل ميت
              وان بكاء أم في بلدة نائية ليس سوى بدعة لم يدرج عليها الأولون.

              فكر في نهار من النعناع
              يقود موكبا من البزاق الأعمى
              إلى مجزرة على أطراف الخض رة ,
              ونسوة يرمين مراييلهن على الأرائك
              ويطعمن أطفالهن ثريد جيران أولموا
              لرجال عادوا من مناسك مبهمة في الوطن الأم.

              فكر في قائد اتكأ على رمحه أربعين عاما
              قبالة أعداء تحجروا في سفح نظرته,
              ولما رأوا الطير تأكل من عنقه
              استأنفوا الزحف على الدساكر .
              فكر في رجل صالح وصاحبه
              كلما مرا بقرية انضم إليهما أفاقون
              جعلوا أعزة أهلها أذلة
              وحيثما ثقفوا مركبا ليتامى خلعوه;
              ولما أشاح صاحبه بوجهه عنه
              قال له
              ألم
              أقل
              لك
              أنك
              لن
              تطيق
              معي
              صبرا.

              الغرباء الذين وصلوا الليل بالنهار
              تمددوا بين الشراشف وأواني الضيوف
              أعانوا السكان على أن يكون الأرق طويلا
              بسجلات
              ومعدات
              وخرائط
              مسحوا حليب الصباح العالق بشفاههم
              وفكروا في أناس يبشون لهم عندما يلتقون ,
              وما أن يولوا وجوه هم
              حتى ينهالوا
              على بهائمهم بالعصي .
              ----------------




              تعليق

              • ماهر هاشم القطريب
                شاعر ومسرحي
                • 22-03-2009
                • 578

                #22
                المشاركة الأصلية بواسطة خلود الجبلي مشاهدة المشاركة
                نص الفاضل مطر رزق


                وَشْمٌ عَلى الرُّوح
                *****


                لستِ يا معبودتي
                سحابة صيف عَبرت
                في حياتي
                لا ..
                ولا غيمَة مطر

                أنتِ لي
                ماضٍ مِن الوَلَهِ
                وحاضِر مِن الشَّوقِ
                وغَدٌ يزفُّ لي
                وعداً بلقياكِ
                في ضوءِ القمر

                أنغام همسكِ
                رغم طول البُعد
                لا أنساها
                فهي أعْذَب
                من شدوِ الوتر

                حبيبتي
                يا وَشْماً على روحي
                كيف أنسى حبنا ؟
                أخبريني :
                كيف أمحو من خيالي
                كل هاتيكَ الصور؟

                يا ملاكي
                مَجْبولَةٌ أنتِ
                في شَريط وِِراثتي
                عشقُكِ قَدري
                آه
                ما أحلاه من قدر

                يا نبض قلبي
                إنّي لا أُفكِّر في البِِعادِ
                كيف أقوى ؟
                كيف أصبر ؟
                في بِعادكِ لا أُُريد
                ما تَبقَّى مِن العُمر
                إن حَلَت أيامي
                أو
                صارت أمَرّ

                *****


                مطر


                الاديب مطر رزق
                بالنسبة لهذا النص الرقيق
                الذي اثار جدلا لاداعي له فالنص لايمت لقصيدة النثر بصلة
                فقصيدة النثر هي كحمامة طليقة لايحدها حد ولاقيد
                جاءت اجنحتها ههنا مكسرة بموسيقا مصطنعة وكما تعرف قصيدة النثر ابعد من ان تحجم بقيد اووزن فهي المتمردة على اوزان الفراهيدي
                لم يخطئ العزيز مصطفى بنقلها
                ان المباشرة تضعف جمالية النص هذا صحيح
                ونحن عنونّا قسم قصيدة النثر بمقولة رائعة وخالدة لجبران خليل جبران
                استغرب كثيرا كيف لايتقيد بها الادباء
                (إن الوزن والقافية قيدان على الإبداع، وأنا بنفسي سوف أبدأ في التخلص من هذه القيود، وأكتب شعرًا يلائم الواقع الذي أعيش ..جبران خليل جبران)
                فلماذا اقحمت تلك الموسيقا المصطنعة لنصك وكما نعرف فالموسيقا بقصيدة النثر هي بروحية النص وليست بهيكله
                لهذا فالنص وقع بصنعة السجع وكان الافضل للعزيز مصطفى ان ينقله لمحاولات شعرية
                ارجو من الاخ المبدع مطر رزق ان يتقبل رأيي برحابة صدر الشاعر الفسيح
                مودتي لكل من أدلى بدلوه واعطى رأيه ومر من هنا
                ودمتم مخلصين للكلمة النقية

                تعليق

                • ميساء عباس
                  رئيس ملتقى القصة
                  • 21-09-2009
                  • 4186

                  #23
                  صباحكم خير وحب
                  هل عكس المباشرة ..السريالية أو الطلسمة
                  لاأظن
                  إذا هناك التباس بالمفهوم
                  عندما نقول مباشرة
                  أي جملة عادية
                  أو صورة عادية ومطروقة ومستهلكة
                  وإن لم تكن هكذا فهذا لايعني أننا نريدها طلسمة
                  فقط صور مكثفة جديدة
                  غير مطروقة
                  ونحن نكلم عن الصور لا عن المواضيع وهنا الأبداع أن نكتب عن موضوع
                  الكثير ممن كتب عنه لكننا نشد القارىء وكأنه صورة جديدة لوحة مدهشة
                  إذا هذا لايعني أننا نريدها غير مفهومة وسريالية
                  وثانيا
                  هل مانثبت أحبتي من قصائد ..
                  لو يتكرم كل من ينشر شعرا
                  أن يقرأها ..هل هي غير مفهومة
                  لألقي بها قبلكم إلى سلة المهملات
                  أرجو بعض الأقتراب من بعضنا لتقترب وجها نظرنا جميعا
                  ونرى الجمال بعين واحدة
                  هي عينكم
                  محبتي لكم جميعا
                  ميساء العباس
                  مخالب النور .. بصوتي .. محبتي
                  https://www.youtube.com/watch?v=5AbW...ature=youtu.be

                  تعليق

                  • وفاء الدوسري
                    عضو الملتقى
                    • 04-09-2008
                    • 6136

                    #24
                    المشاركة الأصلية بواسطة مطر رزق مشاهدة المشاركة
                    الرد على ديكتاتور الملتقى مصطفى الصالح

                    المشاركة الأصلية بواسطة مطر رزق مشاهدة المشاركة



                    وهل يمكن الرد وأنت ديكتاتور الشعر والنثر الأوحد ..



                    تحياتي



                    بعد استهانتك بقصيدتي وبشخصي لا مجال للتحيه

                    وتجربتي معك علمتني أن لا أهدي أزهاري إلا لمن لا يأكلها

                    أعانكم الله على هذا الديكتاتور يا أهل الملتقى

                    وداعا لمن يستحق الوداع







                    مطر



                    صباح الخير ..أستاذ/مطر
                    لا يعني أن تنتقد لك قصيدة من ناقد أوشاعر أو متذوق مثلي أنك لست شاعر وقدير
                    وقد تكتب ما يضاهي معلقة الأعشى !..لا أحد ينفي!..
                    كما لا يحق لك أن تتناول شخص الأستاذ/مصطفى بهذه الطريقة الغير لائقة!..
                    هو أديب قدير له مكانته!..
                    أتعلم أستاذ/مطر.. بداية ما سجلت في الملتقى لم أكن اعرف وقتها ما هو حجم
                    الأستاذ/ربيع عقب الباب كنت اعتقد أنه كاتب عادي طبعا هذا تقصير كبير مني!.. وصدف أن دخلت بكل بساطه لقصيدة له انتقدها!..
                    أتعلم بما رد علي!..
                    قال: (و الله لدموعك عندى أغلى من ألف قصيدة
                    أشيرى على أستاذة وفاء
                    هل نطلب رفع الموضوع ؟
                    أم نستبدل كلمة نبى ، فقط اقترحى على و أنا طوع أمرك !!
                    لا قداسة عندى إلا للقيمة العليا و الشرف و الكرامة !!)
                    نعم هذه هي مدارس الكبار الذين نتعلم منهم!..
                    وعلى فكره أسمك جميل جداً.. مطر ورزق رائع
                    تحيتي
                    التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الدوسري; الساعة 19-07-2010, 00:59.

                    تعليق

                    • سالم العامري
                      أديب وكاتب
                      • 14-03-2010
                      • 773

                      #25

                      رغم أن مسمى قصيدة النثر لازال وليداً بلوري الشكل بملامح لم يتم الاتفاق على تقاطيعها النهائية بعد، إلا أننا نستطيع أن نلمس بعض
                      المميزات الرئيسية التي تميز هذا الجنس الجديد من الكتابة، من غيره من الأجناس شديدة القرب منه كالخاطرة. وسأحاول أن أوضح
                      بأيجاز أن أبين أهم هذه المميزات التي قرأناها في أغلب أعمال شعراء هذه القصيدة الجديدة ونقادها.
                      يعبر عن قصيدة النثر بأنها نثر يكتب شعراً. أي أنها مفردات عادية تكتسب شعريتها عبر قدرة الشاعر على استخراج وتوظيف طاقتها
                      الشعرية من خلال خلق نوع من الايقاع الداخلي الموازي للدفقة الشعرية المعبرة عن الحالة النفسية الانفعالية للشاعر لحظة كتابته نصه.
                      ومن الايقاع الداخلي، التوتر... القلق... التساؤل... الانتقال بين السرد والحوار والسؤال... تكرار بعض الكلمات والعبارات... تكسير اللغة
                      نحوياً ومعنوياً لخلق حالة من الأدهاش والإستفزاز للمتلقي، إن على مستوى اللغة أو المعنى، عبر تخطي ثوابته المعرفية واللغوية المعتادة.....
                      كل هذا يجري بلغة إيحائية غير مباشرة وأنما باستعمال المجاز والاستعارة والانزياح وليس بالضرورة ان يكون المعنى تاماً وواضحاً، بل
                      يترك للمتلقي مهمة خلق الصورة من خلال استقراء الدلالات واستنطاقها....
                      ولو أخذنا مثالا صغيراً من أحدى قصائد الشاعرة المبدعة، الاستاذة ميساء العباس: لو كان كلي ينتمي لمدينة واحدة
                      هنا الشاعرة ارادت أن تعبر عن حالة التمزق والتشظي والتجزؤ التي تعيشها الذات الشاعرة او البطلة الذي تنطق عن لسانها. ولكنها لم
                      تقل ما ارادت بشكل مباشر، وأنما عمدت إلى الإيحاء بذلك من خلال التضاد والتقابل في الكلمات. لو كان كلي، إذن كلها ليس موجودا ولا
                      كائناً، وإذ لا يوجد الكل فماذا يوجد؟ توجد الأجزاء. لأن ضد الكل هو الجزء، وطالما لا يكون الكل، سيكون الجزء... وهكذا نراها عبرت
                      بشكل شعري متقن عن التشظي والتجزؤ من دون أن تذكر ذلك مباشرة....
                      ترى لو أنها قالت: لو كنت أنتمي لمدينة واحدة..... أو : لو كانت أجزائي تنتمي لمدينة واحدة. هل ستكون هذه العبارات شعراً؟؟
                      هذا بالإضافة إلى الرموز الأخرى مثل مدينة، مناخ، جزء.... الخ، ودلالاتها التي وظفتها الشاعرة ببراعة.
                      أو كما في النص المثير للجدل ( ثوب نومك البنفسجي) للكاتب المبدع الأخ محمد المالكي:
                      لساني خيط
                      يتدلى مشنقة
                      تسرق عمر الحلمات

                      فوصف اللسان بالمشنقة، وفِعله بالسرقة، هو تصوير رائع وبارع ومستفز شعرياً، بغض النظر عن قبوله أو رفضه أخلاقياً....
                      ولو أنه وصف لسانه وما يقوم به بوصف عادي كما تعودت ذاكرتنا المعرفية، فما هو الجديد الذي كان سيقدمه لنا، وما هو الفرق
                      بينه وبين غيره من النصوص التي كتبت في نفس الموضوع فلم تزد على أن قدمت وصفاً إيروتيكياً مبتذلا وخالياً من أي قيمة فنية.
                      أما الخاطرة فهي نثر سردي يترجم ما يجول بخاطر الكاتب، بلغة سهلة مفهومة مباشرة قد يكثر فيها الوصف. وتعتمد جمال اللغة
                      ورشاقتها اكثر من جمال الصورة وانزياحها. لأن الكاتب يريد أن يعبر عما في نفسه، ويريد للآخرين مشاركته ذلك، فمن الطبيعي
                      أن يخاطبهم بلغة شائعة غير مرمزة ولا مشفرة.
                      أي أن جمال قصيدة النثر هو في مقدار ما يستثيره الشاعر في خيال المتلقي من صور على حساب اللغة وقوانينها المعروفة.
                      بينما جمال الخاطرة يكمن في لغة الكاتب وبلاغته وأسلوبه في أختيار الألفاظ ورصفها، على حساب الصورة. فهو لا يريد للقاريء
                      أن يتخيل، بل يريده أن يفهم ما يقول. وربما يعمد إلى الكتابة بأسلوب شعري فقط من أجل مزيد من جمال اللغة وبلاغتها.
                      وليس مهماً كثيراً شكل الكتابة، أفقياً أو عمودياً. فليس كل نص يكتب بشكل جمل متتالية عمودياً هو قصيدة نثر. ولا كل نص كتب
                      أفقياً بأسطر كاملة تستوعب كل بياض الصفحة، هو خاطرة. وإن كان البعض يعتبر البناء الهندسي جزءاً من إيقاع قصيدة النثر.
                      كما في تناوب البياض والسواد ( الكتابة)، وتقطيع الكلمات إلى حروف متساقطة أفقياً وعمودياً، بشكل صورة معينة تدعم الإيقاع
                      السمعي يإيقاع بصري.
                      أتمنى أن أكون قد أضفت جديداً إلى ما أوضحه الاخوة الأساتذة قبلي....
                      للجميع صادق ودي والامنيات

                      سالم



                      إذا الشِعرُ لم يهْزُزْكَ عند سماعهِ
                      فليس جديراً أن يُـقـالَ لهُ شِــعْــرُ




                      تعليق

                      • محمد زكريا
                        أديب وكاتب
                        • 15-12-2009
                        • 2289

                        #26
                        شكرا لكل من يمر ويفيدنا
                        فالغاية من هذا الموضوع الإفادة والإستفادة للجميع الأعضاء
                        لكنني أذكركم والذكرى تنفع المؤمنين
                        أرجو من جميع من يعلق أو يرد ((رجاء خاص جداً جداً ))
                        أن نبتعد عن الشخصنة والكلمات الجارحة مهما حدث
                        ومرحبا ألفاً بالحوار الراقي الجميل
                        \\
                        هذا وتقبلو فائق احترامي ومودتي وتقديري
                        مازلت أتابع وأتعلم وأستفيد هنا من الجميع
                        نحن الذين ارتمينا على حافة الخرائط ، كحجارة ملقاة في مكان ما ،لايأبه بها تلسكوب الأرض
                        ولاأقمار الفضاء
                        .


                        https://www.facebook.com/mohamad.zakariya

                        تعليق

                        • محمد زكريا
                          أديب وكاتب
                          • 15-12-2009
                          • 2289

                          #27
                          أ.وفاء عرب
                          تحية معطرة بشذى الياسمين الدمشقي
                          توقفت قليلاً عند وصفك لنزار قباني بأنه شاعر الإباحية
                          ربما يكون نزار تلقى النقد من كثير غيركِ سبقوكِ ومن هم أعلم مني ومنكِ ومن أي أديب هنا بهذا الملتقى
                          ولكن يبقى نزار هو نزار ..
                          ذاك الشاعر الذي أحدث ثورة أدبية لن يستطيع أن يقلدهُ بها أحد
                          وإباحيتهُ محببة .. شئنا أم أبينا
                          ولعلكِ لم تقرأي قصائد نزار السياسية
                          وحدها فقط هي شفيع لكل مايتهمه بعضهم ياسيدتي بأنه إباحي
                          \\
                          عن نفسي ...
                          نزار هو مدرسة لن يأتي الزمان بمثلها على الإطلاق
                          وياليتني كنتُ طويلب بها
                          وكل من ينقده فإن نقده من باب ((اللي مايطول العنب حامض عنه يقول))
                          \\
                          دفاعاً عن قباني فقط
                          \\
                          مودتي واحترامي للجميع
                          نحن الذين ارتمينا على حافة الخرائط ، كحجارة ملقاة في مكان ما ،لايأبه بها تلسكوب الأرض
                          ولاأقمار الفضاء
                          .


                          https://www.facebook.com/mohamad.zakariya

                          تعليق

                          • محمد زكريا
                            أديب وكاتب
                            • 15-12-2009
                            • 2289

                            #28
                            المشاركة الأصلية بواسطة ماهر هاشم القطريب مشاهدة المشاركة
                            ونحن عنونّا قسم قصيدة النثر بمقولة رائعة وخالدة لجبران خليل جبران
                            استغرب كثيرا كيف لايتقيد بها الادباء
                            (إن الوزن والقافية قيدان على الإبداع، وأنا بنفسي سوف أبدأ في التخلص من هذه القيود، وأكتب شعرًا يلائم الواقع الذي أعيش ..جبران خليل جبران)
                            ياصديقي العزيز
                            ماتكلم جبران بهِ هنا ...كان يقصد بهِ النثر بشكل عام ...وهي الكتابة النثرية غير المقيدة بأي قيد
                            ولعل مارمى بهِ جبران كان يميل بهِ للخاطرة أكثر من القصيدة
                            والدليل على ذلك كتاباته التي نقرأها جميعاً
                            \\
                            فمن ذا الذي أخبرك أن جبران كان يقصد بها قصيدة النثر التي قيدتموها أنتم هنا ...ومالذي أثار استغرابك أن الكتاب هنا لايتقيدون بها
                            رغم أن كثير من الكتاب نقلتم لهم نصوص وكانت لائقة جدا بقصيدة النثر وبعيدة عن أي مباشرة ((على حسب وصفكم ))
                            ومن ثم رأينا وشاهدنا كثير من النصوص أن بعضكم ينقلها لعندنا بحجة المباشرة ليأتي كاتب آخر أيضا من عندكم ليهمس للكاتب الأصلي لو أنه أوردها بقصيدة النثر فهي لائقة هناك
                            إذا فهذا أكبر دليل على أن قصيدة النثر كانت ولازالت محطة اختلاف بين كثير لوقتنا الحالي
                            \\
                            تحيتي وتقديري ومودتي أستاذ هاشم
                            نحن الذين ارتمينا على حافة الخرائط ، كحجارة ملقاة في مكان ما ،لايأبه بها تلسكوب الأرض
                            ولاأقمار الفضاء
                            .


                            https://www.facebook.com/mohamad.zakariya

                            تعليق

                            • خلود الجبلي
                              أديب وكاتب
                              • 12-05-2008
                              • 3830

                              #29
                              الأخوة الفاضل ظرف قهري منعني من الدخول
                              من امس
                              أتمنى ان تعذروني لتأخري في الرد بالموضع وسوف أكون حاضرة غدا أذا شاء الرحمان
                              لا إله الا الله
                              محمد رسول الله

                              تعليق

                              • وفاء الدوسري
                                عضو الملتقى
                                • 04-09-2008
                                • 6136

                                #30
                                المشاركة الأصلية بواسطة محمد زكريا محمد مشاهدة المشاركة
                                أ.وفاء عرب

                                المشاركة الأصلية بواسطة محمد زكريا محمد مشاهدة المشاركة

                                تحية معطرة بشذى الياسمين الدمشقي
                                توقفت قليلاً عند وصفك لنزار قباني بأنه شاعر الإباحية
                                ربما يكون نزار تلقى النقد من كثير غيركِ سبقوكِ ومن هم أعلم مني ومنكِ ومن أي أديب هنا بهذا الملتقى
                                ولكن يبقى نزار هو نزار ..
                                ذاك الشاعر الذي أحدث ثورة أدبية لن يستطيع أن يقلدهُ بها أحد
                                وإباحيتهُ محببة .. شئنا أم أبينا
                                ولعلكِ لم تقرأي قصائد نزار السياسية
                                وحدها فقط هي شفيع لكل مايتهمه بعضهم ياسيدتي بأنه إباحي
                                \\
                                عن نفسي ...
                                نزار هو مدرسة لن يأتي الزمان بمثلها على الإطلاق
                                وياليتني كنتُ طويلب بها
                                وكل من ينقده فإن نقده من باب ((اللي مايطول العنب حامض عنه يقول))
                                \\
                                دفاعاً عن قباني فقط
                                \\
                                مودتي واحترامي للجميع

                                مساء الخير .. أستاذ/محمد زكريا
                                بداية أسعدني كثيرا الياسمين بكلماتك الأنيقة جداً
                                وطبعا وجهة نظرك لها وجاهتها تقديرا ومن قبل احتراما
                                لكن ليه بتفتح علي باب قباني!..
                                يا أخي أنت عارف أن ممكن يقفل على أصابع يدي باب الصفحة !..
                                لنتفق أحب أنت نزار كثيراً
                                وأنا أكرهه قليلاً
                                وبكذا يعم الهدوء ويستتب الأمن هنا!..
                                قباني في بلاد الأغاني ..
                                أعذرني أرجوك هذا الذي أعرف
                                وإذا كان عندك قصائد وطنيه حماسيه ثوريه قوية
                                نتمنى أن نتعرف عليها معك ...
                                تحيتي

                                التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الدوسري; الساعة 19-07-2010, 18:59.

                                تعليق

                                يعمل...
                                X