1
أنهكه سعي الفصول
واختفت قدماه خلف كتلة من خرق
رغم ذلك كانت دماء تتبعثر منه
على الجسور
الترع
لا يتوقف
يداه مفرودتان
تعانقان قرص الشمس
أينما ذهب .. و حين يختفي فى بحر المساء
يصاب بالجنون
وتحط على رأسه و كتفيه طيور ملونة
سنين طوال ورحيله لا يتوقف
حين استوقفه الناس
و أصروا على إجابة
كان يصرخ
فتصرخ معه طيوره
يراوغ
يتفلت منهم بإعجوبة
يعبر الطرق
السكك البعيدة
يختفى
ويظهر
فى نفس التوقيت
فى موسمه يأتي
فأصبح لدي الناس مرتبطا
بشيء ما
بحالة ما
بفزع ما
بفرح ما
لم يستطع أحد اكتشاف حقيقة ظهوره و اختفائه
رغم محاولات البعض لرصد عبوره من القرية
و القرى الأخرى !!
بينما كانت عجوز عروقها كجذع شجرة يتحلقها الناس
تحكي حكاية مسلية
وهى تتوكأ على فرع توت أعوج
وتطارد سكوتهم بمسهم بعصاها
2
حين كان يجرجر قدميه
لأول مرة عابرا قرية ( السيات )
كانت جمل الشمس تطل من منديل معلق
لمحته يزحف
يعفر الوجوه بالغبار
وطيوره تتهالك تعبا
فتتراجع عنه كلاب القرية الشرسة
وهى تصدر أصواتا غريبة لم تكن لها
كما رأت قرص الشمس يحلق حول رأسه
كأنما يداعبه
فيضحك و يبكي فى آن
ما كان منها إلا أن
أسرعت – هى العفية – و لحقت به
جذبته كثيرا
فلم يتوقف
عاودت مرة و مرة
حتى بكت
فرق قلبه
ولأول مرة تتخلى عيناه
عن الشمس ليري أمامه أنثى غريبة
وجميلة كالشمس
طاوعها فجأة
فتهللت
وتراقصت ثناياها طربا
عبرت به باب الغائب
و أغلقته خلفها
3
حين تسلل صوت جمل الشمس
مخترقا البيوت فى تلك الليلة
كانت القرية تعيش رعبا هائلا
ما تعرضت له منذ دهر و نيف
الصوت يمتد بالصراخ
وفجأة بالضحك
فتمطر السحب
وتبرق و تحمر و تشتعل
تدوي أصوات تهشم زجاج
فيتحول الدفق الساخن إلى نتف زجاجية
تحول الأرض إلى عيون تومض
بينما الناس تختبيء فى الأفران
السردايب السرية
أسفل المواشي و الدواب
وحين كانت جمل البراري تكتفي
وتغفو فى نشوتها
تعود القرية تتنفس
بعد أن هدأت السحب
واختفت الأصوات
فتكتشف أن كثيرات من الحوامل أجهضن
كثير من الرجال فقدوا قدرتهم الجنسية نهائيا
و أصبحت القرية مهددة بالفناء !!
بينما العجوز يتحلقها الناس
تحكي حكاية مسلية
متوكئة على فرع توت أعوج
تطارد سكوتهم بمسهم بعصاها !!
4
صحت جمل الشمس
تحسست بيدها فراشه
فزعت
بعريها قطعت الدار بحثا
:" يا أنا .. يا أنا ".
ودون أن تشعر عبرت بابها
بعد صباحات حين أحس الناس بغيابها
تزاحموا أمام بابها المباح
وفى الداخل كانوا يلطمون أكفهم
يحاولون الربط بين ما عاشته البلدة
من أيام و اختفائها
فشلوا
لكن أحدهم همهم : كنت لابدا فى بئر الساقية
حين رأيت كأن خيالين يصعدان بها إلى السماء
فانتهره آخر :" بالأمس فقط لمحتها فى أحد ضواحي المدينة
كدت أصطدم بها ، لولا سيارة مسرعة حجبتها عني !
وانصرفوا دون أن يتوصلوا لشيء
بعد ان وضعوا دارها أمانة فى رقبة عمدة البلدة
5
فى نفس التوقيت
كان قط البراري يعبر الطريق بطيوره و غباره
و أمام دار ( جمل الشمس ) توقف
اتجه إليها
تجمد عند بابها
الغريب أن الدار كانت كتلة شمسية
وكان يري هيكله فى مساحتها
طرق الباب
ففتحت له
تلاشت فيه
لم يعد لها وجود
كأنه أمام نفسه هو
خلعت عنه خرقه و أسماله
بسرعة جهزت له الماء الساخن
وبكوز ليف كانت تزيل أكوام الغبار
وتنضو ثيابها
على صوت نبضاتها التى علا دويها
فى السماء
فأمطرت ماء ساخنا
أغرق البلدة
ثم كان البرق و الرعد
تحول الماء إلى زجاج
بينما العجوز تدور
ثم تشهر سبابتها فى وجوه الجميع
وتمضي !!
6
قبل أن تهجع
كانت تحمل وليدا يافعا
تضعه بين ذراعي قط البراري الغافي
ثم تكور ثوبا لها
تشد ذراع الصغير بذراع الكبير
بينما زلزالها يهدأ
وتبتلع الأرض أقمارها الزجاجية
وتغفو بعد لعنة !
7
لم تكن جمل الشمس تتصور
حين أعطته نفسها
أنه محض عابر
لا تدري إن كان شيطانا
أم ملاكا ضل طريقه
أم أبله
لكن حين كان طائره يغور فى أعماقها
تأكدت أنه رجل لم تره الأرض
ولن تري مثله
ذاك الذي فجرها عيونا و ينابيع
وغيما ملونا
وصهيلا يمتد من السماء إلى الأرض
ومن الأرض إلى السماء
لكنها حين صحت من نومها هذا النهار
وشهدت أثار قدميه
على بقايا ولده
أن دابة ذي عينين ورحم في الأرض ما كانت لتفعل فعله
تأكدت أنها كانت محض غانية
أعطت نفسها للريح
صرخت ولها
فرددت الجدران معها
بلهفة عبرت بابها
فتهالكت الدار عصفا
ارتحل صوتها فى الغيطان
فأزّت الزروع
و أسقطت حملها !
8
وقت دوي صراخها فى ذاك الصباح
كانت القرية تنقلب إلى أجرانها و فراغاتها
مدفوعة بفعل غامض
فتأكد لهم منبع الصراخ
تدافعوا وسواعدهم تقبض بقوة على
أدوات القتال المعهودة
بلط .. فؤوس .. عصى غليظة
وحين لم يجدوا إلا جثة لطفل ممزقة تعوم فى دمها
تأكدوا أن الدار تسكنها الجن
وعليهم الآن التخلص من لعنتها
بعد قليل كانت الدار كتلة من رماد أسود
الغريب أنهم ما أن أشعلوا النار
حتى سمعوا لها شهيقا وزفيرا
و تميزا غريبا
كانت قطع النار تتطاير و تلاحقهم
أينما ذهبوا .. كأن كائنات لا قبل لهم بها
تحترق .. تلقي بشررها على بيوت القرية !
9
حين أدركته على كوبري ( الهويس )
يتطلع فى عين الشمس
يمعن بطريقة جنونية
ثم يرفع ذراعيه
و يضمهما بقوة
فيختل توازنه
يسقط فى ماء الهويس العالي كقطعة حجر
كانت تهذي و تضحك ودموعها
تتهاطل بغزارة شديدة
فبكت السماء حتى فاضت
على حرائق البلدة فأطفأتها
بينما عمدة البلدة يحدق فى مرآة
يحملها أحد الخفراء أينما ذهب
متأملا شاربه و انتفاخ خديه
كأنه لا يسمع الصراخ .. و لا الاستغاثات
كأنه فى عالم غير العالم
ثم تعلو ضحكاته التى كان أيضا يتأملها فى بله واضح
ويشير إلى صورته المترسمة على وجه أحدهم : اقتلوه .. هاهاهاها .. اقتلوا هذا الفاسد ".
ثم يرى صورته ترتسم على وجه آخر ، فيقهقه : خوزقوه .. إنه لص لئيم ".
كأنه أصيب بلوثه
لم يتوقف حتي أتي على الجانب الأكبر من رجاله !
10
بعد عشرات السنين
كان أهل القرية يتساءلون
: أكان بيننا امرأة اسمها جمل الشمس
أمرَّ من هنا غريب اسمه قط البراري ؟!
و يمضون من أمام خربة كانت يوما دارا عامرة
وقد شغلها عمدة البلدة بجعلها جرنا له
و لمزارعه
و دججها بالخفراء
وكان مايزال يتأمل وجهه فى مرآة يحملها
أحد الخفراء ، ويدور بها معه أينما حل
بينما كانت امرأة عجوز هدتها السنون
تمر من أمامه
وهى تحكي بصوت ضعيف
و أنفاس متحشرجة حكاية
عن أناس تخلوا عن رجل منهم
أعاد لهم الحقوق
و ثبت أيديهم على الأرض
أن يروها بكل ألوانها
لا بألوانهم هم .. لكنهم
ومع أول صدام مع الكيد
كانوا يتخلصون منه
حين تحلقتها القرية عن بكرة أبيها
وسمعت منها
تأكد لهم أنهم يعرفون تلك
أنها تحكي عنهم
أن هذه لم تكن سوي امرأة عاشت هنا
هنا تاهت أنفاسها
و اختفت كأن لم تكن !!
ثارت ثائرتهم
مزقوا ثيابهم
صرخوا
حاصروا دار العمدة
لم يسمع شيئا
لم ير شيئا
فقط كان يتأمل ملامحه الذكية على وجوه رجاله
وقد نالت منه شيخوخة وتيبس
وأوامره تهلك الرجال
تصدر الضحكات و الدم و الموت
و العجوز تنتقل بعكازها متأرجحة الكيان
فجأة تغور بها الأرض
ثم يرقص اللون على دقات موقعة و قهقهات وأصوات بكاء !!
أنهكه سعي الفصول
واختفت قدماه خلف كتلة من خرق
رغم ذلك كانت دماء تتبعثر منه
على الجسور
الترع
لا يتوقف
يداه مفرودتان
تعانقان قرص الشمس
أينما ذهب .. و حين يختفي فى بحر المساء
يصاب بالجنون
وتحط على رأسه و كتفيه طيور ملونة
سنين طوال ورحيله لا يتوقف
حين استوقفه الناس
و أصروا على إجابة
كان يصرخ
فتصرخ معه طيوره
يراوغ
يتفلت منهم بإعجوبة
يعبر الطرق
السكك البعيدة
يختفى
ويظهر
فى نفس التوقيت
فى موسمه يأتي
فأصبح لدي الناس مرتبطا
بشيء ما
بحالة ما
بفزع ما
بفرح ما
لم يستطع أحد اكتشاف حقيقة ظهوره و اختفائه
رغم محاولات البعض لرصد عبوره من القرية
و القرى الأخرى !!
بينما كانت عجوز عروقها كجذع شجرة يتحلقها الناس
تحكي حكاية مسلية
وهى تتوكأ على فرع توت أعوج
وتطارد سكوتهم بمسهم بعصاها
2
حين كان يجرجر قدميه
لأول مرة عابرا قرية ( السيات )
كانت جمل الشمس تطل من منديل معلق
لمحته يزحف
يعفر الوجوه بالغبار
وطيوره تتهالك تعبا
فتتراجع عنه كلاب القرية الشرسة
وهى تصدر أصواتا غريبة لم تكن لها
كما رأت قرص الشمس يحلق حول رأسه
كأنما يداعبه
فيضحك و يبكي فى آن
ما كان منها إلا أن
أسرعت – هى العفية – و لحقت به
جذبته كثيرا
فلم يتوقف
عاودت مرة و مرة
حتى بكت
فرق قلبه
ولأول مرة تتخلى عيناه
عن الشمس ليري أمامه أنثى غريبة
وجميلة كالشمس
طاوعها فجأة
فتهللت
وتراقصت ثناياها طربا
عبرت به باب الغائب
و أغلقته خلفها
3
حين تسلل صوت جمل الشمس
مخترقا البيوت فى تلك الليلة
كانت القرية تعيش رعبا هائلا
ما تعرضت له منذ دهر و نيف
الصوت يمتد بالصراخ
وفجأة بالضحك
فتمطر السحب
وتبرق و تحمر و تشتعل
تدوي أصوات تهشم زجاج
فيتحول الدفق الساخن إلى نتف زجاجية
تحول الأرض إلى عيون تومض
بينما الناس تختبيء فى الأفران
السردايب السرية
أسفل المواشي و الدواب
وحين كانت جمل البراري تكتفي
وتغفو فى نشوتها
تعود القرية تتنفس
بعد أن هدأت السحب
واختفت الأصوات
فتكتشف أن كثيرات من الحوامل أجهضن
كثير من الرجال فقدوا قدرتهم الجنسية نهائيا
و أصبحت القرية مهددة بالفناء !!
بينما العجوز يتحلقها الناس
تحكي حكاية مسلية
متوكئة على فرع توت أعوج
تطارد سكوتهم بمسهم بعصاها !!
4
صحت جمل الشمس
تحسست بيدها فراشه
فزعت
بعريها قطعت الدار بحثا
:" يا أنا .. يا أنا ".
ودون أن تشعر عبرت بابها
بعد صباحات حين أحس الناس بغيابها
تزاحموا أمام بابها المباح
وفى الداخل كانوا يلطمون أكفهم
يحاولون الربط بين ما عاشته البلدة
من أيام و اختفائها
فشلوا
لكن أحدهم همهم : كنت لابدا فى بئر الساقية
حين رأيت كأن خيالين يصعدان بها إلى السماء
فانتهره آخر :" بالأمس فقط لمحتها فى أحد ضواحي المدينة
كدت أصطدم بها ، لولا سيارة مسرعة حجبتها عني !
وانصرفوا دون أن يتوصلوا لشيء
بعد ان وضعوا دارها أمانة فى رقبة عمدة البلدة
5
فى نفس التوقيت
كان قط البراري يعبر الطريق بطيوره و غباره
و أمام دار ( جمل الشمس ) توقف
اتجه إليها
تجمد عند بابها
الغريب أن الدار كانت كتلة شمسية
وكان يري هيكله فى مساحتها
طرق الباب
ففتحت له
تلاشت فيه
لم يعد لها وجود
كأنه أمام نفسه هو
خلعت عنه خرقه و أسماله
بسرعة جهزت له الماء الساخن
وبكوز ليف كانت تزيل أكوام الغبار
وتنضو ثيابها
على صوت نبضاتها التى علا دويها
فى السماء
فأمطرت ماء ساخنا
أغرق البلدة
ثم كان البرق و الرعد
تحول الماء إلى زجاج
بينما العجوز تدور
ثم تشهر سبابتها فى وجوه الجميع
وتمضي !!
6
قبل أن تهجع
كانت تحمل وليدا يافعا
تضعه بين ذراعي قط البراري الغافي
ثم تكور ثوبا لها
تشد ذراع الصغير بذراع الكبير
بينما زلزالها يهدأ
وتبتلع الأرض أقمارها الزجاجية
وتغفو بعد لعنة !
7
لم تكن جمل الشمس تتصور
حين أعطته نفسها
أنه محض عابر
لا تدري إن كان شيطانا
أم ملاكا ضل طريقه
أم أبله
لكن حين كان طائره يغور فى أعماقها
تأكدت أنه رجل لم تره الأرض
ولن تري مثله
ذاك الذي فجرها عيونا و ينابيع
وغيما ملونا
وصهيلا يمتد من السماء إلى الأرض
ومن الأرض إلى السماء
لكنها حين صحت من نومها هذا النهار
وشهدت أثار قدميه
على بقايا ولده
أن دابة ذي عينين ورحم في الأرض ما كانت لتفعل فعله
تأكدت أنها كانت محض غانية
أعطت نفسها للريح
صرخت ولها
فرددت الجدران معها
بلهفة عبرت بابها
فتهالكت الدار عصفا
ارتحل صوتها فى الغيطان
فأزّت الزروع
و أسقطت حملها !
8
وقت دوي صراخها فى ذاك الصباح
كانت القرية تنقلب إلى أجرانها و فراغاتها
مدفوعة بفعل غامض
فتأكد لهم منبع الصراخ
تدافعوا وسواعدهم تقبض بقوة على
أدوات القتال المعهودة
بلط .. فؤوس .. عصى غليظة
وحين لم يجدوا إلا جثة لطفل ممزقة تعوم فى دمها
تأكدوا أن الدار تسكنها الجن
وعليهم الآن التخلص من لعنتها
بعد قليل كانت الدار كتلة من رماد أسود
الغريب أنهم ما أن أشعلوا النار
حتى سمعوا لها شهيقا وزفيرا
و تميزا غريبا
كانت قطع النار تتطاير و تلاحقهم
أينما ذهبوا .. كأن كائنات لا قبل لهم بها
تحترق .. تلقي بشررها على بيوت القرية !
9
حين أدركته على كوبري ( الهويس )
يتطلع فى عين الشمس
يمعن بطريقة جنونية
ثم يرفع ذراعيه
و يضمهما بقوة
فيختل توازنه
يسقط فى ماء الهويس العالي كقطعة حجر
كانت تهذي و تضحك ودموعها
تتهاطل بغزارة شديدة
فبكت السماء حتى فاضت
على حرائق البلدة فأطفأتها
بينما عمدة البلدة يحدق فى مرآة
يحملها أحد الخفراء أينما ذهب
متأملا شاربه و انتفاخ خديه
كأنه لا يسمع الصراخ .. و لا الاستغاثات
كأنه فى عالم غير العالم
ثم تعلو ضحكاته التى كان أيضا يتأملها فى بله واضح
ويشير إلى صورته المترسمة على وجه أحدهم : اقتلوه .. هاهاهاها .. اقتلوا هذا الفاسد ".
ثم يرى صورته ترتسم على وجه آخر ، فيقهقه : خوزقوه .. إنه لص لئيم ".
كأنه أصيب بلوثه
لم يتوقف حتي أتي على الجانب الأكبر من رجاله !
10
بعد عشرات السنين
كان أهل القرية يتساءلون
: أكان بيننا امرأة اسمها جمل الشمس
أمرَّ من هنا غريب اسمه قط البراري ؟!
و يمضون من أمام خربة كانت يوما دارا عامرة
وقد شغلها عمدة البلدة بجعلها جرنا له
و لمزارعه
و دججها بالخفراء
وكان مايزال يتأمل وجهه فى مرآة يحملها
أحد الخفراء ، ويدور بها معه أينما حل
بينما كانت امرأة عجوز هدتها السنون
تمر من أمامه
وهى تحكي بصوت ضعيف
و أنفاس متحشرجة حكاية
عن أناس تخلوا عن رجل منهم
أعاد لهم الحقوق
و ثبت أيديهم على الأرض
أن يروها بكل ألوانها
لا بألوانهم هم .. لكنهم
ومع أول صدام مع الكيد
كانوا يتخلصون منه
حين تحلقتها القرية عن بكرة أبيها
وسمعت منها
تأكد لهم أنهم يعرفون تلك
أنها تحكي عنهم
أن هذه لم تكن سوي امرأة عاشت هنا
هنا تاهت أنفاسها
و اختفت كأن لم تكن !!
ثارت ثائرتهم
مزقوا ثيابهم
صرخوا
حاصروا دار العمدة
لم يسمع شيئا
لم ير شيئا
فقط كان يتأمل ملامحه الذكية على وجوه رجاله
وقد نالت منه شيخوخة وتيبس
وأوامره تهلك الرجال
تصدر الضحكات و الدم و الموت
و العجوز تنتقل بعكازها متأرجحة الكيان
فجأة تغور بها الأرض
ثم يرقص اللون على دقات موقعة و قهقهات وأصوات بكاء !!
تعليق