حكايات لزمن قادم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ناهد تاج هاشم
    عضو الملتقى
    • 28-12-2007
    • 207

    #16
    السلام عليكم
    اشكرك جدا د جمال الله يعلم كم شجعتني , وكم كان جميلا منك تثبيت هذه الخواطر.
    أرجو أن لايخيب ظنكم بي. كل مودتي واحترامي
    ناهد

    تعليق

    • ناهد تاج هاشم
      عضو الملتقى
      • 28-12-2007
      • 207

      #17
      حكاية رقم 3
      شهقت كمن رأى صورا في صندوق الدنيا...
      "ياسلام ياسلام تعال وانظر في صندوق العجائب"
      ركضت أنا ومعي كل أطفال وطني ووقفنا ننتظر دورنا لننظر من العين السحرية...
      أطفالي أغمى عليهم... ماالأمر ؟قلت للعم سامي أريد أن أنظر في صندوق العجائب...
      ياإلهي! ماهذا ؟مجازر وقتل وجرح عربي محتضر ... الفلوجة ... بغداد... الصومال... السودان... اريتيريا ... ونساء يبكين بلادموع!
      ياإلهي إنها فلسطين... كلها أراها بعدسة صغيرة! أقاوم دمعي وغبش الرؤية المخضب بالحزن وأمعن بالتحديق من خلال العدسة , وأظل أسافر بنظري بالعدسة وأحدق في هذه الأوطان الميتمة ...
      وأجبر نفسي على رؤية المشاهد المؤلمة رغم اختناق صدري ... أظل أحدق وأصرخ لا لا لا... أبعد عيني عن الصندوق ويتعالى صراخي لالا... أنت لست العم سامي الذي كان يطعمنا الحلوى وينادينا في الحي
      الرجل يصبح له أنيابا طويلة وكأنه وحش, " أنا العم سام ياصغيرتي , هل سمعت بالعم سام"
      أفتش عن أطفالي أضمهم ونقف صامتيين لبرهة والحطام الطفولي في أعماقنا يتقد...
      نرجم بالحجارة ويسقط يسقط مقهقها وضاحكا كالوحوش الجريحة .
      ونبقى ننادي " ياعم سامي أين أنت؟"
      من البعيد يأتي صوت العم سامي حنونا كأرز ونخل وزيتون وليمون بلادي, كريما كمقح السهول, " أنا هنا ياأولادي"
      نركض ونركض ونبقى نركض في صحراء العرب نتخيل أننا رأينا العم سامي , ويبقى صوته حنونا يحمل دفء وحنان أشجار بلادي.


      ناهد تاج هاشم

      تعليق

      • ناهد تاج هاشم
        عضو الملتقى
        • 28-12-2007
        • 207

        #18
        حكاية رقم 3

        olor=#990000]أتصفح الجريدة, لا أريد قراءة الأخبار ولا الدمار.
        القهوة على على طاولتي كأنها من شخصيات المكان. أمعن النظر في الفنجان . أريد سماع شئ. اريد أن أكبر ان أكون إمرأة!
        أفتح نافذتي, أترك للريح الباردة ان تلفح وجهي وأبقى أستمع لأغنية فيروز " زهرة المدائن"
        [/color]

        ناهد تاج هاشم

        تعليق

        • ناهد تاج هاشم
          عضو الملتقى
          • 28-12-2007
          • 207

          #19
          "تعبت جدتي من الحكايات. ستعاقبني جدتي لأنني لم أسمع كلامها وأكبر وأنظر إلى التجاعيد التي بدأت تتسرب إلى أخاديد عمري. لم تكن جدتي تعلم أننا نمارس طفولتنا عندما نشتاق لطعم الحليب القديم وأننا رغم الشيب الذي يشتعل في رؤوسنا نبقى أطفال عندما نرفض الفطام والحليب المعلب!!!" كانت أمل تثرثر كعادتها في حريق الذاكرة . وكأن روحا ما من جسدها تخرج. لم يعد الحلم جميلا . كل الشخوص تحولت إلى وحوش لايقدر قلبها الضعيف أن يخترع البسمة عندما تشعر بالانهزام مع نفسها. جلست تراجع كل شئ ، وكان اللافت مسلسل الحرائق والجثث. " ماأكثر مايشدنا الاحتراق ! أترانا نحترق في أعماقنا ونعيش على رماد الذاكرة؟" تبقى تحدق في الكتاب. كل كلمة هي قصة . وحتى الحروف صارت تمارس حضورها الكاريزمي وتتشابك لتصنع مقصلة لحكايات حزن لم تولد بعد. لم تعد تريد أن تفرح ، ليس لأنها يائسة بل لأن صديقتها أخبرتها أن صوت ضحكتها عال جدا !! وعليها أن تضحك بطريقة محترمة!!! صمتت وصمتت وبقيت صامتة حتى أشد الأمور مدعاة للضحك لم تعد لتقدر أن تحرك شفتاها الزرقاوتين." لن أيأس لكنني لن أفرح أكثر من اللازم!!" تسمع صوت طبول وقرع أجراس وصراخ أرملات وجنائز لجسد بشري ممتد على أطراف هذا الكوكب. " لا عدت لهلوساتي الحزينة" تصمت الأصوات ويخترقها صوت واحد صوت له رائحة!! صوت قادم من كهوف الروح يحمل أبجدية الكهوف وبدائية البشر." ماهذا هل نحن في بوابة الزمن ؟ " لاجواب يبقى كل شئ رتيبا ينتظر ولادة ولن تفيد الوعود والدروع والحفلات التذكارية في رد الروح لذلك التمثال الذي صنعناه في داخل أعمقانا.
          تصمت وتنظر إلى فنجان القهوة مازالت تتصاعد منه الحرائق!!!

          تعليق

          يعمل...
          X