
كانت تتساءل هل صحيح أن ولاّدة قدأغوت ابن زيدون حتى كتب فيها قصائد الحب ونسج لها أروع ما قرض من الشعر وما قيل في المحبوبة ؟!
تحلق في سماء الأمس ثم تردف نعم كما فعلت زليخة بيوسف عليه السلام .فأي قصة حب لا بد أن تكون الأنثى الطرف المهيمن على مجريات أحداثها وتكون لها يد السبق في البدء, تلوم نفسها ويضرب الندم شواطئ ذكرياتها .
لحظات وتسرح لقد مات رحمه الله وتقول لنفسها ما كنت في يوم أحبه وكان يسلبني حريتي كلما تعانقت عيناي بنظرات اعجابه , يسرج أمانيه ويعلقها بكف القدر ويمسك بعصم الأيام ليقودها رغم أنفها نحو جبال حلمه , لقد رحل دون أن يبلغ معشار ما وصل إليه خياله , حين نادى المنادي لصلاة الجنازة قال الإمام : صلوا على الغريب الذي فارق أهله وترحموا عليه , لقد قضى نحبه دون زوجة ولا ولد , بكت لحظة علمت بالخبر , أتراها بكت حبه الذي فر من بين يديها دون أن تدرك قيمته؟ أم تبكي عمرها الذي فارق سنينه دون أن تصل إلى مبتغاها .
في ذلك المساء وأمام بركة السباحة كانت أختها تسترجع الذكريات وتحدثها عن ما حيك عنهما من قصص كانت أقرب للخيال .
كان يستمع لأغنية فريد الأطرش وهو يشدو أغنيته بنادي عليك فيبكي ويشهق في بكائه ليتحول إلى نشيج ثم يلتفت لكل من حوله ليقول بصوت مرتفع أحبها أحبها وكان الجميع ينكر عليه ذلك الحب الذي لا تشعر به وترفضه . ثم تردف الأخت هاهو قد عانق سحب الموت ولا بد أنك فاعلة بيوم من الأيام وأراه قريبا فوجهك الشاحب وعيناك الدامعتان
تنبآنا بنكد الأيام وما قد تحمله إليك من ألم .. هنيهات ثم ردت تلك االمكلومة بنبضها.
صه فقد حان موعد الصلاة .
تعليق