وقرب مدفأة السّراب ,جلستُ على كرسيِّي الهزاز ,أستنشق بعض أوهام اليقضة وأهشّ بالرمش على الاحلام مخافة أن َتعْلق بي وتلْعق كل أملي..
أُجيل تأمّلي حولي ,فلا أرى إلا غُرفا مملوءة ً بالتراكم والتراّص, تندلع فيها وحدة رهيبة ويعلومنها نحيب كلما حاولتْ بعضُ صورٍٍ فيها أو بعض أصواتٍ أوتاريخٍ من الزمن الذي مرّ أو اسم لمكان اونكهة لشعور ما..كلما حاولوا أن يتمثلوا ليصبحوا ذكرى سويّةً ترتبك الجدران وتهتز الغرف ويعود التلاشي بين الحقيقة والخيال ..
هذا الاختناق يحرقني ولولا بعض الدمع الذى يهب ليطفئني فاغتسل منه واتطهر من أسر قنوطي ,ولولا هذا الذى نشعر به بالقرب منا هذا الذى فينا لسِلنا مع الألم عند أول حزن يصيبنا ...
أواصل الهز ّ..كأني أتشبث بالحركة وأهرب من السكون الذي يلفني.. واليقين يهمس لي بأن اطمئن وأن ألتف حولي .وأبحث فيّ عن إشراقة تقودني لل...
ويقطع الهمسة مشهد مايتراكم بداخلي كنت أعرف حباته وهي غضة تتلألأ امام مرآي ثم أضحى رمادا ... ..
أتنهد,أكلّ هذا الاتساع حدّ الشرود, وهذا العمق حدّ الذهول ,وهذا الامتداد حدّ الضياع والروح منقبضة ؟..
هل للهيب الشجون على النفس رذاذ يطفيه.؟ هل له نصاب نعود منه حين نبلغه فيه..أواصل الجلوس وتنتابنى قشعريرة حين يلذعنى تهكم الآخر كيف لي أن كون كما تريد وأنا هي هي ,كيف أكون غير ما أنا ..كل الحكاية أنه علينا أن نبكى حتى دون أن نعرف السبب ...أن يبقى لنا ركن خلف الستار نلتقى فيه عزاءنا و فوق السحاب متكأً نسترخى فيه ..
ثم ينقلب وعاء الظن وينسكب, فيغمرني هذا الاحساس بالاقصاء ثانية ..
هذا الشعور بالنّبذ يرمي بي بين أحضان الياس ثانية ويزج بي ..
هل أستبيحني لأجل أن يرضى هذا الآخر..
أم أستبيحه لأجل ان أُرضيني ؟
تعليق